القراءة و أنماط النصوص

[ahmedsami]

لا اطلب سوى الدعاء بعد التصفح
القراءة و أنماط النصوص
مدخل : لم يعد أحد يشكّ في أهميّة القراءة ، فقد أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة كالطعام والشراب لكلّ إنسان يسعى لفهم العالم الذي يحيط به ويعمل لتكوين شخصيته .
ولأهمية هذه المادة فإنّ أول كلمة خاطب بها الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم هي كلمة " اقرأ "
إنّ مادة القراءة في المدرسة تلعب دورا فائق الأهمية لكونها غاية ووسيلة في آن واحد : غاية بحيث أن كل تلميذ يجب أن يملك القدرة على القراءة كمادة مستقلّة ، ووسيلة بمعنى أنها شرط أوّلي لفهم ودراسة سائر المواد الأخرى والتأخّر فيها يعتبر من الأمور الخطيرة .
فالطفل الذي يعاني مشقة القراءة سوف لا يستمرّ طويلا حتى يكرهها ، ومن ثمّة لا يتمكّن من مسايرة زملائه في الصفّ بسبب الصعوبات التي يتلقّاها في القراءة ومن هنا سوف يشغل نفسه بانشغالات أخرى ويستسلم لأحلام اليقظة نتيجة لعدم اهتمامه بما يجري في الصفّ .
تظهر أهمية القراءة ودورها في تكيّف الفرد في مجتمعه ووعيه بما يجري حوله أو بعيدا عنه بواسطة الكتب والمجلاّت والجرائد وغيرها وعدم إتقان القراءة يؤدي إلى حصر خبراته وتجاربه وثقافته في ميادين ضيقة ويمكن أن يؤدي به التأخر في القراءة إلى الانضمام إلى الأميين .
IV.أنواع القراءة :
افتراض : إذا كان تعلّم القراءة ومهارتها الأساسية يتم بالضرورة في السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية لدى التلميذ العادي ، وإذا كانت القراءة شرطا أساسيا لنجاح التلميذ وتقدّمه في المدرسة ، فما هي إذن الأسباب التي جعلت بعض تلاميذ المرحلة المتوسطة بالخصوص يتأخرون في هذه المادة الأساسية ، علما بأنها الوسيلة الوحيدة لتعلّم المواد الدراسية الأخرى ؟
هل ترجع هذه الأسباب إلى عوامل داخلية تكمن في التلميذ نفسه، كالأسباب الذهنية والنفسية والجسدية ؟ أم هل ترجع إلى عوامل خارجية تتصل ببيئة التلميذ العائلية والمدرسية ؟ وهل يؤثر التأخر في القراءة على المستوى التحصيلي للتلميذ ؟
 التأخر في القراءة والفهم : يعني التأخر في القراءة كلّ الصعوبات التي يعانيها التلميذ في القراءة من عثرات وإعادة . وتقاس درجة القراءة والتأخر فيها بعدد الأخطاء وأنواعها التي ارتكبها التلميذ . أمّا الفهم فيقصد به فهم الكلام المكتوب واستيعاب معناه وتمثّله .
 العسر في القراءة : يختلف معنى هذا المصطلح باختلاف الباحثين إلاّ أنهم يتفقون في مفهومه العام والصعوبات التي يتلقاها الطفل في القراءة مع تأخّره في هذه المادة لمدّة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، ويتمثل العسر في عدم التّعرف إلى الحروف والخلط بين الحروف المتشابهة في الصوت والشكل وكثيرا ما يبقى الطفل يشكو من هذه الصعوبة طوال مراحله التعليمية .
اذ لم يتلق تربية خاصة وينتج هذا عن اكتساب الطفل للتّصور الزماني والفضائي والإدراك المكاني : (الاتجاهات) .
- القراءة الجارية : هي أن يستخدم القارئ آليات القراءة بأنواعها المختلفة مع القراءة الصحيحة التي لا يتوقف فيها إلاّ عند علامات الوقف وعند الكلمات الجديدة ولا يعيد أو يتعثّر إلاّ نادرا .
- القراءة المتوسّطة : هذا النوع من القراءة أقلّ إتقانا من الأولى فالقارئ يستخدم آليات القراءة الضرورية ، لكنه يرتكب أخطاء نحوية ويتعثّر ويعيد ويتوقف أكثر من القارئ الأول ويقضي وقتا أكثر في القراءة .
- القراءة الضعيفة : وهي أن لا يتقن القارئ آليات القراءة الأساسية ولم يكتسبها . فهو يقرأ كلمة كلمة أو مقطعا مقطعا من الكلمة يخطئ كثيرا ، يتوقف ويعيد أكثر من القارئين ، يقضي وقتا أطول من المطلوب.
- القراءة بالتهجئة : أسوأ أنواع القراءة ، إذ أنّ القارئ لا يقرأ كلمة كلمة فحسب وإنما يقرأ حرفا بعد حرف أو مقطعا بعد مقطع و التهجئة دليل على ضعف التلميذ في القراءة ضعفا شديدا في هذا المستوى.
وأغلب الذين يقرؤون بالتهجئة يتصفون بصفات عسر القراءة .
V.معنى القراءة : إنّ فعل القراءة يتطلب جهدا ذهنيا لا يمكن إدراكه بسهولة ، يقول Foucambert: "القراءة عملية معقّدة تشغل في نفس الوقت العينين والدماغ والذكاء وهي كذلك لأنها نشاط اجتماعي يقوم أساسا بوظيفة تواصلية "
وهناك نظريتان في تفسير ماهية القراءة :
الأولى: القراءة استخراج للمعنى الكامن في النص
الثانية: القراءة نشاط إدراكي يهدف إلى بناء المعنى .
والقراءة من وجهة نظر المتعلّم تفرض التفكير في 3 قضايا أساسية:
 الرغبة في القراءة
 القدرة على القراءة
 إتقان القراءة .
أما القراءة من وجهة نظر المؤسسة فتفرض بدورها :
1- النظر في طرائق تعليم القراءة.
2- كتب القراءة.
VI.النّص السّردي : يقوم النص السردي على تتالي الأحداث فما المقصود بالحدث ؟
في النحو ، يفيد الحدث معنى جامعا فهو يفيد العمل والحالة والصفة لذلك نحت النحويون مصطلحا يجمع الدّلالات السّابقة فكان مصطلح الحدث le procés ففي كلّ جملة من الجمل الفعلية نجد حدثا ، والحدث في النص السّردي له مدلول مغير ، وهو حدثان : أساسي وثانوي . فهناك تحليل للأحداث على مستوى الجمل (الأفعال) وعلى مستوى النص (أحداث رئيسية / ثانوية) ويقوم بالحدث عامة شخصية .
ويتميّز النص السّردي بالمسار القصصي والمسار هو التّحول الذي يحدث من وضعية الانطلاق إلى وضعية النهاية . ويقع التركيز على هذا الجانب في حصص المطالعة لعدم توفّر القصة في نصوص القراءة حيث هي مقتطعات.
أمّا المقطع السّردي فيبرز من خلال وحدات النص وهذه الوحدات أو المقاطع تقوم على أزواج أي على أحداث متجاوبة (أخذ المسدّس وخرج)
2/ النص الوصفي : الوصف نشاط عرفاني لغوي ينجزه الطفل بصفة مقتضبة منذ سنوات عمره الأولى ، لكن الوصف صعب الإدراك ولعلّ ذلك يرجع إلى أنّ السّرد ينبني على تتابع الأحداث في الزمان بينما الوصف يقتضي التّفريع . فكيف نساعد التلميذ على الإدراك الشمولي الوصفي ؟ قلنا إذن أن الوصف يقوم على التفريع والتخصيص.
التفريع او التحليل : هل له حدّ من الناحية النظرية ؟ قطعا لا ، ذلك أن العملية متشعبة نظريا . فما الذي يحكم التفريع ؟
إن هدف الواصف هو الذي يتحكّم في التفريع فيجعله يفرّع أشياء ويسكت عن غيرها ذلك أن الوصف موجه وغائي ويمكن القول حينئذ أن النص الوصفي مشجّر والنص السردي خطّي والمتأمل في النصوص الوصفية المدرسية يلاحظ أن الوصف مختصر ويقتصر على المستوى الأول من التشجير .
إن أول ما يتعلمه التلميذ في الوصف هو التفريع ويتدرب على ذلك كتابيا ويحصل كل ذلك بصفة موجهة وغائية.
التّخصيص : هو إسناد أوصاف إلى كل فرع من الفروع وابسط نص وصفي هو التّعداد Enumération .
ويجب على التلميذ أن يحذق مصطلحات الوصف : أسماء الفاعلية / أسماء المفعولية/ أفعل التفضيل/ صيغ المبالغة/ الصيغ المشبّهة/النسبة وذلك في باب الصّرف .
أما في باب النحو فيجب أن يحسن توظيف النعت والحال والخبر...
ثم إن المستوى الثاني في الوصف هو البلاغة وذلك باستعمال التشبيه الذي هو ربط علاقات بأجزاء الكون (المرأة والنّور...) ويتطلب ذلك مستوى معيّنا من المعجمية إلا أن الطفل الفقير لغويا لا يحذق الوصف كما يقع إدماج المقطع الوصفي في النص السردي بفعل : "نظرت" أي يجعل الشخصية في موضع الناظر ، يمكن إدماجه كذلك بالمساءلة أي أن تسأل شخصا آخر فيصف ]الغير يصف لك :le dire / وصف أعمال le faire/le [ voir
أنواع النصوص الوصفية :
- نصوص علمية (الدقة)
- نصوص وثائقية
- نصوص أدبية
- نصوص محاكاة للكون (الواقعية خان الخليلي)
- نصوص وصفية إنتاجية (الخيال العلمي)
- نصوص وصفية انفعالية (المشاعر)
VII.المنهجية:
1/ التحسّس التجريبي :- استغلال صورة النص
- سؤال إشكالي
- تسجيل
- محاورة بين المعلم والتلاميذ
- استثمار الأفكار المتولدة عن القراءة الصامتة
- صياغة تصورات وفرضيات

2/ دعم القراءة الجهرية : - تبرير القراءة الجهرية
- تهذيب القراءة الجهرية
- استكشاف الصعوبات الطارئة ومعالجتها في إبانها
- الحث على التباري بين القارئين
- دعم الأداء التعبيري

3/ استثمار المحتوى : - استجلاء أمهات المعاني
- توجيه الأسئلة الرئيسية
- هيكلة الأسئلة من العام إلى الخاص
- إسهام التلاميذ في بناء الأسئلة الوظيفية
- مناقشة التصورات
- التدريبي على إبراز الموقف الشخصي من النص
- تخيّر الطريقة المناسبة للشرح
- توظيف الشروح للنفاذ إلى النص
- توجيه نحو القوالب والأدبية اللغوية (الجانب الجمالي)
- تثمين المفردات الجيدة
- تحديد طابع النص

4/ تمارين الامتداد والتوسع – الترغيب في المواصلة والاطلاع
- توظيف المكتسب
- تيسير الربط بين المواد
- الحث على البحث والتحاور

5/ التقييم : مرتبط بالهدف المرسوم - أبعاد معرفية
والهدف مرتبط بالمحتوى - أبعاد قيميّة
- أبعاد حسية حركية.