إن ما يجمع الجزائر بمصر من تاريخ مشترك ومصالح مشتركة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يضمحل هكذا، فالتاريخ المشترك ضرب أطنابه في الجذور، إذ يعود التواصل بين الشعبين الى الفرعون ذي الأصل الأمازيغي ششناق، كما لا يمكن نسيان الحقبة الإسلامية، التي بها أصبح الشعبين يدينون بدين واحد.
إن مصر جمال عبد الناصر كانت السند القوي للثورة الجزائرية، بالمال والسلاح، وموقف مصر الداعم للثورة التحريرية صدح في كل المحافل الدولية، إذ كانت القاهرة الحضن الدافيء للثوريين الجزائرين وقادة الثورة.
كما أن الجزائر المستقلة وقفت الى جانب مصر بكل ما تملك بالمال والعدة والعتاد وبالقوات المسلحة وقد بقي العساكر الجزائريون بمصر لسنين خلال عدوان 1967 وفي حرب الإستنزاف وفي حرب أكتوبر 1973.
وقد كان الرئيس الجزائري الزعيم هواري بومدين إنفرد بمواقف شجاعة عن باقي القادة العرب، إذ طار إلى موسكو في عز الأزمة بعد أن عرج على القاهرة واجتمع بالرئيس السادات لمعرفة حاجيات مصر من الأسلحة، بعد أن كان الإتحاد السوفياتي تجج بعدم إمكانياته توفير حاجيات مصر من الأسحلة، وفي اجتماعه بالرئيس بريجنيف عاتبه بومدين عن الموقف السوفياتي، في وقت أقامت الولايات المتحدة الأمريكية جسرا جويا الى اسرائيل لتزويدها بكل حاجياتها من الأسلحة والذخيرة، وأمام تحجج بريجنيف أخرج بومدين شيكا ووقعه على بياض مقابل تزويد مصر بكل حاجياتها من الأسلحة والعتاد والذخيرة، وهنا غضب بريجنيف مرددا بأنه ليس بتاجر اسلحة، فما كان لبومدين أن ترك الشيك موقعا مقابل مقتنيات مصر من السلاح.
كما أن الفضل يعود الى الجزائر في استعادة مصر السيسي عضويتها في الإتحاد الإفريقي، بعد تعليق عضويتها عقب الإنقلاب على مرسي.
وبزيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى مصر بدعوة من رئيس مصر السيسي، سيبدأ محور جديد في التشكل بين دولتين الأقوى إفريقيا وعربيا.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني