لست أدري أأهنئ زملائي على ما كسبوه من امتيازات أم أعزيهم عليها ؟؟؟؟ امتيازات مادية أشبه ما تكون بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء
كيف لا ونحن مقبلون على عام جديد يقف خلف دفتي بوابته مضيّفان عبوسان .. غليظان شديدان .. يتربصان بنا و الشر من أعينهما يستطير
أحدهما يدعى السيد تضخّم و الثاني سيد جشع ...ولتتخيلوا معي الموقف المضحك المبكي للضيف (الذي هو نحن ) وهو يسير مزهوا متبخترا مادّا يده إلى جيبه متحسسا حفنة دريهمات ضاعت عزتها ضخت في جيبه بعد عناء بكاء طويل وصراخ جليل ، فيحركها بين أنامله من حين لآخر كي يتسمع رنينها الساحرفيطمئن عليها وكله غبطة و سرور مواصلا سيره وهو غارق في أحلامه الوردية دون أن يدري المسكين ماذا ينتظره خلف الباب ...وبمجرد أن تلامس قدماه عتبة 2016 حتى تتخطّفه قبضة هذا عن اليمين و تجبذه كف ذاك عن الشمال فتسحبانه وتكرمانه بمختلف ألوان الإكراميات : فتتداول عليه لكمة من هذا و صفعة من ذاك إلى أن يقع مغشيا عليه ..وحين يستفيق يجد نفسه مرصعا بالندوب و الكدمات وقد استعاد سيرته الأولى مغبونا خاوي الجيب ليكتشف حينها أنه وقع من جديد ضحية لعملية نصب و احتيال بتواطؤ من أطراف عدة الكل يعلمها .. فيقف مترنحا خائر القوى شارد الذهن ..ويحاول عبثا أن يستجمع قواه ويلملم شتات أفكاره ليسابق الزمن علّه يستدرك مافات ، لكن هيهات ثم هيهات .. فما إن يلتقط المسكين بالكاد ما تبقى من أنفاسه حتى يفاجئه غول الدخول المدرسي القادم 2016-2017 ، فيرمي به ويلقيه دون سابق إنذار بين أمواج متلاطمة كالجبال لبحر ثائر لتوّه اسمه المناهج الجديدة ليجد نفسه مجبرا على السباحة فيه ومصارعة أمواجه العاتية .. لا بل و مرغما على الغوص في أعماقه المظلمة السحيقة واستخراج كنوزه ليعيل بها عقولا غضة بريئة شاء القدر أن يقع مصيرها بين يديه فيحتار المسكين و يغتم .. ولا يدري ماذا يصنع في هذا الخضمّ ، خضمّ بحريجهل أسراره ولا يدرك أغواره وهو الذي لم يستفد من أبسط أبجديات السباحة على سطحه فضلا عن التمكن من الغوص في أعماقه أو الصيد في قاعه ..
فلا يدري المسكين ماذا يفعل ساعتئذ ..
أيضحي بالبراءة لينجو بنفسه ..
أم يضحي بنفسه لتنجو البراءة ؟؟؟
هذه بعض الحقائق المحزنة التي أتوقع أن نعيشها سنة 2016 من وجهة نظري ..
وليعذرني من أفسدت عليه فرحته أو قطعت خيط أحلامه أو عكرت صفو تفاؤله بالعام الجديد ..
زميلكم المتشائم ..