دي بورمون كان لعنة نزلت علينا و كيف لا وقد طافوا به مرحبين بين الموائد و المهرجانات الشعبية و ماذا تنتظر من رجل وغد حين يشبع ثلاث سنوات وهو يصول و يجول البلاد باكملها ماسحا أخضرها و يابسها ،عربها و بربرها ،سهولها و تلالها و جبالها و صحاريها ، عروشها و قبائلها و ما احتقن من نعرات فيها ، كان يبتسم لذى و ذاك مكرها و قد ملأ حقدا دفينا كقنابل لا يسعها فضاء البلاد ، كان في جوفه شيطانا مريدا و لن يهدا له بال حتى يبيد البلاد و من فيها و ما ان انتهى من مهمته و اطمأن لما أكتضت به جعبته حتى الى أمه الحنون فاحتضنته و كافأته و وضعته امام الفرصة ليشفى غليله فكان قائد الحملة العسكرية الفرنسية المدمرة ، ففي الخامس من جويلية وطىء برجله سيادة هذه الارض ليس رحالة زائرا مرحب و مهلل به لكن في ثوب هولاكو جديد فانفجر شره في هذه الارض و عم الشر به و بامثاله الى ان جاء رجال اولي باس شديد فاخرجوه في الخامس من جويلية من حيث دخل و امه و اغلقوا فوهة البركان المتشضي ههنا ففرح الشعب و لا يزال يفرح و لتستمر افراح الجزائر .
رحم الله الشهداء و وفقنا للسير على دربهم لتبقى الجزائر شامخة عتية على العدى قاهرة.