العدوان على الكعبة
إن أكبر عدوان وقع على الكعبة كان إدخال عبادة الأصنام فيها وتحريف
دين إبراهيم عليه السلام , والذي أدخل الأصنام عمرو بن لحي وكان سيدا مطاعا
جوادا كريما له مكانه كبيره في نفوس العرب وهو أول من أطعم الحجاج اللحم
ووهب لهم الكساوي , وقد جلب صنم هبل من الشام وأدخله في جوف الكعبة وجعل له السدنة .
وقال النبي صلي الله عليه وسلم : رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندق يجر قصبه في النار ,
والقصب هي الأمعاء . ومن العدوان الظلم الذي وقع من قبيلة جرهم الى الحد الذي جعل احدهم يزني
في الكعبة فمسخهم الله تعالى إلى حجرين هما اساف ونائلة وقد عبدا من بعد ,
وعندما تفشى ظلم جرهم نضبت ماء زمزم وعمد احد صالحيهم إلى كنوز الكعبة
فدفنها في بئر زمزم حتى حفرها عبد المطلب ووجدها في القصة المشهورة .
ومن العدوان على الكعبة أن القرامطة من فرقة الإسماعيلية،
( لانتسابهم إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصاد (ـ وبقيادة أبو طاهر القرمطي ,
هاجموا المسجد الحرام يوم التروية فقتلوا ألف وتسعمائة من الحجيج في وسط المسجد
حول الكعبة وكسروا الحجر الأسود واقتلعوه من موضعه، وذهبوا به إلى بلادهم
هجر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ثم لم يزل عندهم إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة،
فمكث غائباً عن موضعه من البيت ثنتين وعشرين سنة وذلك نتج من ضعف
الخلافة الاسلامية ومن العدوان السرقات المتكررة لبيت الله الحرام
ويقال إن أول من قطعت قريش يده في الجاهلية رجلاً يقال له (دويك) مولى لبني
عليج بن عمرو بن خزاعة لأنه سرق كنز الكعبة المشرفة، فحكموا عليه بالقطع ,
وقالوا إن جريمة السرقة أكبر منه ولا شك أن معه مشاركين من جهات أخرى
هدم الكعبة
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
أنه قال :
يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ
وأخرج ابن أبي شيبه عن علي ابن أبي طالب قال كأني أنظر إلى رجل من الحبش.
أصلع، أجمع، حمش الساقين، جالس عليها وهو يهدمها.
وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن عمرو قال: كأني به. أصيلع، أفيدع، قائم عليها،
يهدمها بمسحاته. وأخرج ابن أبي شيبه والحاكم وصححه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
"يبايع رجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله،
فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب،
ثم تجيء الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه".
وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال: من آخر أمر الكعبة أن الحبشة
يغزون البيت، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا شرقية فلا تدع لله
عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس.
حرق الكعبة بالمنجنيق
وفي الصراع على الخلافة وملك الحجاز بين عبد الله بن الزبير والأمويين ,
حاصر الحجاج بن يوسف مكة المكرمة ونصب المنجنيق على جبل أبي قبيس
المطل على الكعبة وضرب الكعبة بالمنجنيق مما أدى لاحتراق
أستار الكعبة , ومات في ذلك عدد كبير من الناس من بينهم أحد الصحابة .
وقد وضع عبد الله بن الزبير حواجز لحماية الحجر الأسود من قصف المنجنيق
فاشْتَعَلَتِ النّيرانُ في أَسْتارِ الكعبة حتى أَسرعت فيها، فجاءت سَحابةٌ من نحو جُدّةِ
فيها رَعْد وبَرْق مرتفعة كأَنها مُلاءة حتى استوت فوق البيت، فَمَطَرَتْ فما جاوز
مطَرُها البيتَ ومواضِعَ الطَّوافِ حتى أَطفَأَتِ النَّارَ، وسالَ الميزابُ
في الحِجْر ثمَّ عَدَلَتْ إِلى أَبي قُبَيْس فرمت بالصَّاعقة فأَحرقت المَنْجَنِيق وما فيه.
وأخرج الأزرقي عن أبي المرتفع قال: كنا مع ابن الزبير في الحجر،
فأول حجر من المنجنيق وقع في الكعبة سمعنا لها أنينا كأنين المريض: آه آه.
وأخرج الجندي عن مجاهد قال: رأيت الكعبة في النوم وهي تكلم النبي صلى الله عليه وسلم وهي تقول
: لئن لم تنته أمتك يا محمد عن المعاصي لأنتفضن حتى يصير كل حجر مني في مكان.
وقد ثار عبد الله بن عمر وهاجم الحجاج بن يوسف لنصبه المنجنيق وحرقه للكعبة،
وقتله لعبد الله بن الزبير، فأمر الحجاج بقتله، فضربه رجل من جيش الحجاج بسهم
وادعى عدم القصد في ذلك ، فلما بلغ الحجاج الخبر زار عبد الله بن عمر
فقال له ابن عمر: أنت قتلتني، والآن تجيئني عائدا! كفى بالله حكما بيني وبينك.
وفي هذا الحادث المأساوي إحترقت قرنا الكبش الذي فدى به الله تعالى إسماعيل عليه السلام
من الذبح
, وكانت قرناء الكبش معلقة في الكعبة أربعة آلاف عام .
أصحاب الفيل وتخريب الكعبة
قال ابن إسحاق في سيرته أن رجلا من كنانة تبرز وتغوط في كنيسة أبرهة الحبشي
والتي تسمى بالقليس , وقالوا لأبرهة أن الذي فعل ذلك
رجل من أهل هذا البيت الذي تحجه العرب بمكة فعزم على هدم الكعبة المشرفة .
وجهز جيشا وخرج قاصدا البيت الحرام وهزم في طريقه جيشا لأهل اليمن ,
وجيشا آخر لقبيلة خثعم , واستسلم له أهل الطائف , وبعثوا معه دليلا لمكة المكرمة يسمى أبا رغال
وكانت العرب ترجم قبره كلما مرت به لخيانته للبيت . فلما وصل جيش أبرهة
لمكة المكرمة أصاب مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم .
وقابل عبد المطلب أبرهة وطلب منه أن يرد المائتي بعير ، فقال له أبرهة
: كنت أنتظر منك أن تحدثني عن عدم هدم البيت الذي تطوفون حوله فقال له عبد المطلب
أنا رب الابل وللبيت رب يحميه , فارجع إليه أبرهة الابل التي أصابها جيشه .
فلما انصرفوا عنه، انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر،
وأمرهم بالخروج من مكة، والتحرز في رؤوس الجبال، خوفاً عليهم من معرة الجيش.
ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده.
وقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
اللهم إن العبد يمنع * رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك
إن كنت تاركهم * وقبلتنا فأمر ما بدا لك
قال ابن هشام: هذا ما صح له منها. وقال ابن إسحاق: ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة،
وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال يتحرزون فيها، ينتظرون ما أبرهة فاعل،
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله، وعبى جيشه، وكان اسم الفيل: محموداً.
فلما وجهوا الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه،
فقال: ابرك محمود، وارجع راشداً من حيث أتيت، فإنك في بلد الله الحرام. وأرسل أُذنه فبرك الفيل.
قال السهيلي: أي سقط إلى الأرض، وليس من شأن الفيلة أن تبرك،
وقد قيل: إن منها ما يبرك كالبعير، فالله أعلم. وخرج نفيل بن حبيب يشتد
حتى أصعد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا رأسه بالطبرزين
ليقوم فأبى، فادخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبى، فوجهوه
راجعاً إلى اليمن فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام
ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجوه إلى مكة فبرك.
وأرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها
ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره، وحجران في رجليه،
أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحداً إلا هلك، وليس كلهم أصابت.
وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي منها جاءوا،
قال ابن إسحاق: فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل مهلك على كل منهل.
وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة، كلما سقطت أنملة
اتبعتها منه مدة تمت قيحاً ودماً حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر،
فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون. وكان ذلك في العام الذي ولد فيه النبي صلي الله عليه وسلم .
قال ابن إسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة أنه حدث أن أول ما رؤيت الحصبة
والجدري بأرض العرب ذلك العام،
وأنه أول ما رؤى بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعشر ذلك العام.
سرقة الكعبة المشرفة
المالكية قالوا: من سرق شيئاً من داخل الكعبة المشرفة، فإن كان
في وقت أذن له بالدخول فيه لم يقطع، لأنه لا حرز في حقه، وإلا قطع أن
أخرجه لمحل الطواف، ومما فيه القطع ما عليها، وما علق بالمقام،
ونحو الرصاص المسمر في الأطين. الشافعية قالوا: يقطع من سرق ستر الكعبة إن خيط عليها لآنه حينئذ محرز.
الحنابلة قالوا: إن من سرق شيئاً من أستار الكعبة، أو من داخلها وكان يساوي ثمنه
نصاباً فإنه يجب عليه القطع، لأنه انتهك حرمة بيت الله تعالى فدل ذلك على
ضعف إيمانه وعدم معرفته بعظمة حرمة الكعبة المشرفة، ونسبتها إلى الله تعالى، فيجب أن يشدد عليه ويقطع بسرقته.
الحنفية قالوا: من سرق من أستار الكعبة ما يبلغ ثمنه
مقدار نصاب فلا يجب عليه القطع، لأنه لا مالك له، ولأنه ربما قصد بها التبرك.
وقيل: إن القطع في سرقة ستارة الكعبة على الخواص الذين قوي إيمانهم،
وعرفوا عظمة حرمة بيت الله الحرام، ونسبة الكعبة إلى رب العزة تبارك وتعالى،
لما ورد في الحديث من تغليظ العقوبة على السارق في الحرم، أما رعاع الناس وعوامهم الذين غلظ حجابهم وجهلوا كونهم في حضرة اللّه تعالى، وغابوا عن تتضيمها، فإنهم يعزرون، ولا يقطعون بسرقة بعض أستارها. وقال عبد الله بن زرارة أن من يأكل أموال الكعبة يشدد عليه في النزع عند الموت .
وقد تعرضت الكعبة لسرقات كثيرة على مر تاريخها ومنذ ولاية قبيلة جرهم للبيت
عندما حاول حارس الكعبة سرقة كنزها فأطبقت عليه بئر الكعبة التي فيها الكنوز حتى جاء الناس وافتضح أمره وسموا بئر الكعبة الأخسف . .
أوائل
• أول أساس خلقه الله للأرض عند تكوينها هو بقعة الكعبة المشرفة , ثم ظهرت على وجه الماء حيث أصبحت نواة دحيت الأرض من تحتها .
• الكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس في الأرض مطلقا ببناء الملائكة لها , وجعلت قبلة عامة في الأرض لعبادة الله سبحانه وتعالى لجميع الناس تحمل صفة الهدي والبركة , ومعنى الوحدة الإنسانية في توجههم جميعا نحو الله تعالى بهذا الاتجاه الموحد .
• أول ما حرم الله من البقاع على الأرض يوم خلق السماوات والأرض الكعبة المشرفة .
• أول بيت بني بالحجارة على وجه الأرض الكعبة المشرفة .
• أول من طاف بالكعبة المشرفة هم الملائكة وهم أول بان لها .
• أول من حج البيت الحرام هم الملائكة .
• أول بيت وضع أساسه آدم عليه السلام على الأرض هو البيت الحرام فكان أول مخلوق من البشر هو الواضع لأساس أول بيت عام للبشر .
• أول من جدد بناء البيت الحرام هو شيث عليه السلام .
• أول من غير في بناء الكعبة المشرفة من حيث مساحتها قريش , وذلك قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنوات , وأول من أعادها إلى مساحتها الحقيقية عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما عام 65هـ , وأول من نقضها بعد ذلك إلى ما كانت عليه أيام قريش هو الحجاج بن يوسف الثقفي .
• أول من جعل للكعبة بابا غلقا يفتح ويغلق هو تبع أسعد الحميري , وقيل أنوش بن شيث عليه السلام , وقيل جرهم.
• أول من سقف الكعبة المشرفة قصي بن كلاب , ثم زال ذلك السقف , ثم سقفتها قريش قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنوات .
• أول من كسا الكعبة المشرفة كسوة جزئية هو سيدنا إسماعيل عليه السلام .
• أول من كسا الكعبة المشرفة كسوة تامة تبع أسعد الحميري . وقيل إنه آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة النبوية الشريفة بأربعة قرون .
• أول من شرع بناء البيوت حول الكعبة المشرفة بعد ترك مساحة لها قصي بن كلاب وذلك قبل الهجرة بنحو مائة وثلاثين عاما تقريبا . وكانوا قبل ذلك لا يبنون بيوتا عند الكعبة المشرفة , وإنما يبنون بيوتهم خارج مكة المكرمة حرمة لها ، ثم بعد ذلك تميز الذين بنوا بيوتهم حول الكعبة المشرفة عن غيرهم فكانوا يسمون قريش البواطن .
• أول من نصب الأصنام في الكعبة المشرفة وحولها عمرو بن لحي الخزاعي حيث جلب " هبل " من أرض الجزيرة بالشام ووضعه على جب الكعبة المشرفة وخزانتها , وهو أول من دعا إلى عبادة الأوثان في مكة المكرمة .
• أول من وضع ميزابا للكعبة المشرفة قريش ثم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ثم جدد بعد ذلك مرارا .
• أول من ربع بيتا على نمط تربيع الكعبة المشرفة حميد بن زهير . أما قبل ذلك فكانت البيوت تبنى دائرية تقريبا أو بشكل يغاير تربيع الكعبة المشرفة .
• أول من حلى الكعبة المشرفة في الجاهلية عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم , وذلك حين زينها بالغزالين الذهبيين اللذين وجدهما في بئر زمزم حين حفرها , كما حلى بابها بالأسلحة التي وجدها مع الغزالين .
• أول من خلع الخف والنعل عند دخول الكعبة المشرفة إعظاما لها هو الوليد بن المغيرة وذلك بعد فراغ قريش من بنائها فجرى ذلك سنة متبعة بعد ذلك .
• أول صلاة فريضة أقيمت عند الكعبة المشرفة بعد ليلة المعراج هي الصلوات الخمس التي أم فيها جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم , حيث هبط صبيحة ليلة المعراج فأم الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلوات الخمس تعليما له عند الكعبة المشرفة مقابل وسط ضلعها الشرقي تقريبا عن يمين بابها .
• أول من غسل الكعبة المشرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم الفتح بعد تطهيرها من الأصنام .
• أول من جهر بالأذان في مكة المكرمة على ظهر الكعبة المشرفة بلال بن رباح وذلك يوم الفتح . وقد غمز فيه بعض المشركين
• أول من فرش أرض الكعبة المشرفة بالرخام وأوزر به جدرانها الوليد بن عبد الملك . وكان الرخام الذي فرشه بألوان مختلفة بين الأبيض والأخضر والأحمر .
• أول من رخم حجر إسماعيل عليه الصلاة والسلام الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور سنة 140هـ , ثم جرى عليه التجديد بعد ذلك مرارا .
• أول من جدد عمارة حجر إسماعيل عليه السلام من آل عثمان هو السلطان مراد خان , ثم عمره السلطان عبد المجيد خان عام 1260هـ .
• أول من ضرب الكعبة بالمنجنيق الحصين بن نمير حين غزا بجيشه ابن الزبير بأمر من يزيد بن معاوية عام 64هـ .
• أول ما سقط من بناء الكعبة المشرفة نتيجة سيل عام 1039هـ العارم هو الجدار الذي بناه الحجاج بن يوسف الثقفي .
• أول من استلم الركن الأسود من الأئمة والولاة قبل الصلاة وبعدها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما , فاستحسنت الولاة ذلك من بعده فاتبعته فيه .
• أول من استلم الأركان الأربعة عند الطواف ابن الزبير , وعلل عدم استلام من قبله للركنين الشاميين أنهما لم يكونا على قواعد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث نقصت قريش مساحتها عن قواعد إبراهيم عليه السلام من جهة الحجر في الناحية الشمالية .
• أول من أدار الصفوف حول الكعبة المشرفة خالد بن عبد الله القسري عام 75هـ في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان . وكانت صفوفهم قبل ذلك خلف المقام .
• أول من عمل الشمسية للكعبة المشرفة أمير المؤمنين (جعفر المتوكل على الله) .
والشمسية هي البرقع أو الرمانة أو التاج أو الشرعة أو المظلة التي توضع أعلى النوافذ والأبواب تمنع الشمس . وتكون في بعض الأحيان من باب الزينة والتجميل . أما بالنسبة للكعبة المشرفة فقد كانت توضع تجميلا لها في أعلى بابها في اليوم السادس من شهر ذي الحجة وتنزع يوم التروية , ويتباهى بها الولاة . وفي الغالب كانت أبعادها 25 سم * 3متر , وتكون مزينة باليواقيت والجواهر .
• أول مرة تطبع فيها صورة الكعبة المشرفة على الطوابع البريدية عام 1384هـ , وكان ذلك طوابع من فئة أربعة قروش وستة قروش وعشرة قروش .
لطائف وحوادث متعلقة بالمسجد الحرام
• من المسجد الحرام أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلي بيت المقدس حيث كان صلى الله عليه وسلم مضطجعا في الحطيم فأتاه جبريل عليه السلام وأسرى به من هناك .
• أَمَّ جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس صبيحة المعراج عند الكعبة في المسجد الحرام.
• دخل صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح فقبض السقاية من العباس بن عبد المطلب والحجابة والسدانة من عثمان بن طلحة , فثبت السقاية ثانية في العباس والحجابة في عثمان بن طلحة , وكان ذلك في المسجد الحرام بين عضادتي الكعبة المشرفة , وأعلن في نفس الوقت أن كل دم أو مأثرة (امتياز) كانت في الجاهلية تحت قدمه إلا السقاية وسدانة الكعبة .
• لما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم طوافه يوم الفتح على الراحلة نزل فأخرجت الراحلة من المسجد الحرام فركع ركعتين ثم انصرف إلى زمزم فاطلع فيها , وكان يود أن ينزع بيده لكنه انصرف إلى ناحية المسجد قريبا من مقام إبراهيم , وكان المقام لاصقا بالكعبة المشرفة فأخره رسول الله صلى الله عليه وسلم , ودعا بسجل من ماء فشرب وتوضأ , والمسلمون يبتدرون وضوءه ويصبونه على وجوههم والمشركون ينظرون إليهم ويتعجبون ويقولون : ما رأينا ملكا قط بلغ هذا ولا سمعنا.
• طاف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بالبيت يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان , وأراد فضالة بن عمير بن الملوح الليثي قتل النبي صلى الله عليه وسلم , فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضالة ؟ قال : نعم يا رسول الله. قال : ماذا كنت تحدث نفسك ؟ قال : لا شيء , كنت أذكر الله. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : استغفر الله، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه فكان يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئا أحب إلي منه.
• لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة المشرفة عام الفتح أمر بلالا أن يؤذن , وكان قد دخل معه , وكان أبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوسا بفناء الكعبة فقال عتاب : أكرم الله أسيدا أن لا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه , فقال الحارث : أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته , وقال أبو سفيان : لا أقول شيئا , لو تكلمت لأخبرته عني هذه الحصاة. فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لقد علمت الذي قلتم , ثم ذكر لهم ذلك , فقال الحارث وعتاب : نشهد أنك رسول الله , والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك.
• كان يرش المطاف بصورة مستمرة بماء زمزم لتبريده نهار الصيف.
• من حيث الحوادث الكونية فلقد حدثت عشرات الحوادث في تاريخ المسجد الحرام من نزول صواعق وسقوط نيازك وحركات شبيهة بالزلازل وخسوف للشمس غريب برزت فيه إشعاعات ملونة , إلى غير ذلك. كل هذا تذكير للناس وآيات من آياته يخوف الله بها عباده رحمة بهم حتى يتراجعوا عن ذنوب عامة منتشرة بينهم , أو سنن وواجبات قصروا فيها , إلى غير ذلك من مقتضيات المنهج الإلهي مع عباده سبحانه وتعالى التي هي أشبه ما تكون بأجراس الإنذار.
يـــتـــبـــع: