|
قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2012-11-14, 14:18 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام
هذه فتاوى تخص مسائل عديدة نقلتها لكم من كتاب :"من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام » أعدّها الشيخ أبو عبد السّلام جعفر بن عبد السلام أولفقي كتاب العلم والأخلاق و الآداب والتوبة س: ثلاثة إخوة يسكنون في بيت واحد لكن لا يكلم بعضهم بعضا منذ سنتين، فماذا يقال لهم؟ ج:إن قطيعة الرحم من خطوات الشيطان ليحدث الفتنة والضعف في المجتمع المسلم،وهي أمر محرم في الشريعة الإسلامية،كما أن هجر المسلم لأخيه المسلم لأسباب غير شرعية أو لخلافات مادية لمدة سنوات تَوَّعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتكبه بعذاب شديد،عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:"لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث،فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النّار" رواه أبو داود. وعن أبي خراش الأسلمي رضي الله عنه مرفوعا:"من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه"(1). وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:"تعرض أعمال النّاس في كل جمعة مرتين:يوم الاثنين ويوم الخميس،فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا"(2). ومن تاب إلى الله من المتخاصمين فعليه أن يعود إلى صاحبه أو أخيه ويلقاه بالسّلام،فإن فعل وأبى أخوه المتخاصم معه فقد برئت ذمة العائد وبقي الإثم على من أبى.عن أبي أيوب رضي الله عنه مرفوعا:"لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"(3). أما إن وجد سبب شرعي للهجر كترك الصلاة، أو الإصرار عل الفاحشة، فإن كان الهجر يفيد المخطئ ويعيده إلى صوابه جاز الهجر،كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه لما رأى المصلحة. أما إن كان الهجر لا يزيد المذنب إلّا إعراضا ولا ينتج إلا عتوا ونفورا وعنادا وازديادا في الإثم فعندئذ يترك الهجر لأنه لا تتحقق به المصلحة الشرعية بل تزيد المفسدة. وفي الأخير نقول، إن رابطة الدم نعمة من الله أنعم بها عباده، والإسلام هذّب هذه الرابطة وشرّفها بأسمى الآداب والواجبات لتستمر في الدنيا والآخرة بإذن الله. (1) رواه البخاري في الأدب المفرد(404) (2) رواه مسلم(2565). (3) :رواه البخاري(6077).
|
||||
2012-11-14, 14:23 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
س:شاب تحصل عل شهادة البكالوريا ووالده منعه من إكمال دراسته ليبقى معينا له في تجارته؟ س: ما العمل تجاه والدة تُجبر ابنها عل إعطائها جزءا من ماله كل شهر؟ ج:وجب عليك طاعة أمك،وستكون عاصيا عاقا لها إن رفضت طلبها،ما دمت قادرا عليه،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"أنت ومالك لأبيك"(1)،ومنزلة الوالدين عظيمة وحقهما عليك أعم،وهذا المال الذي ستعطيه لأمك وقد طلبته منك-وكان من المفروض أن تعطيه لها دون أن تطلبه-لن يبلغ مثقال ذرة مما قدمته هي لك،فلتتق الله ولا تحرم نفسك دخول الجنّة،وقد فتحت لك أبوابها ببقاء والديك حييّن،فاغتنم وجودهما أو وجود أحدهما عسى الله أن يجعل برّك لهما سببا في دخولك الجنّة والله الموفق. (1)رواه ابن ماجة والطبراني وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع. س:ما حكم إسقاط الجنين الذي تبين بأنّه مريض في رأسه بعد استشارة الأطباء واستفتاء العلماء؟ ج:إذا تمت خلقة الجنين في رحم أمه،وبلغ عمره أربعين يوما،حيث نفخت فيه الروح فإنه يحرم إسقاطه عند الجمهور،إلا إذا أشار الطب أن استمراره قد يؤدي إلى هلاك أمه على سبيل اليقين أو غلبة الظن،فإنه عندئذ إنقاذ الأم مقدم على مصلحة الجنين. أما إذا كان الحمل في بدايته،فالمسألة فيها خلاف بين العلماء،والراجح عدم المساس بالجنين بعد التحام البويضة مع النطفة على اعتبار ما سيؤول إليه من كائن حي محترم يحرم المساس به،وإسقاطه يعتبر رفضا لنعمة الله من جهة،وقتلا للنفس من غير وجه حق من جهة أخرى،والله أعلم. |
|||
2012-11-14, 14:28 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
س:شخص اقترف الذنوب والمعاصي سابقا وهو الآن يريد التوبة، فهل من سبيل إليها؟ |
|||
2012-11-15, 18:15 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
س:شخص يسأل عن حكم التعامل مع أمه التي يظن أنها تحب أخاه أكثر منه؟ ج:إن الله تعالى يقول في الوالدين :" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" سورة الإسراء الآية:23،ويقول أيضا:" وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَ صَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَا" سورة لقمان الآية 15،فبر الوالدين واجب وعقوقهما كبيرة من الكبائر،فمن البر أن تحسن إليهما وأن تطيعهما وأن تخدمهما وأن تنفق عليهما،وأن لا ترفع صوتك عليهما وأن لا تقول لهما كلاما يجرهما،إلى غير ذلك من مظاهر البر وصوره،وقولك إن أمك تحب أخاك أكثر منك،فلا تظن أنّه يوجد أم تكره أبناءها،إلا ‘إذا أساء إليها وجرحها بكلامه ولم يطع أوامرها،فلتنظر أنت في الأمر ولتراجع نفسك،هل تحسن معاملتها أم ظنك أنها تحب أخاك ولا تحبك أنت دفعك إلى الإساءة إليها فأصبحت تكرهك؟ وبالمقابل:لا ينبغي للوالدين أن يظهرا حبهما لأحد الأبناء ويهملا البقية،كمن يهدي أحد أبنائه مرفقا معينا من مرافق الحياة دون الآخرين،وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا التصرف بأنه ظلم وجور،وقد تلجأ كثير من الأمهات إلى الدعاء بالسوء على أبنائهن،ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل النّار النساء لأنّهن يكثرن اللعن،فليحفظ الآباء ألسنتهم من الدعاء على بنيّهم ،لأنهم إن كانوا هم المظلومين فدعوتهم مستجابة،وهل ترضى الأم التي تدعو على أحد أبنائها بالموت أن يموت ابنها وهو صغير؟ وقد يغفل كثير من الآباء عن هذا ثم يندمون بعد ذلك... أما أن تدعو عليك أمك بالسوء ظلما ولم تكن مخطئا فنسأل الله أن لا يقبل دعائها، وعليك أن تجتهد في إرضائها مهما فعلت وأن تبرها وأن تحسن معاملتها وأن تدعو الله في سجودك وفي أوقات إجابة الدعاء أن يحببك إليها،وأن ترضى عنك،وستجد الله غفورا مجيبا،والله الموفق. س: سيدة لها بنت تملك دمى وألعابا، فما حكمهما؟ ج: الدمى والألعاب المصنوعة من القطن والصوف جائزة للأطفال الصغار ولا شيء فيها،فقد ثبت أن عائشة رضي الله عنها اتخذت فرسا من قطن تلهو به ولم ينكر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك،وقد كانت صغيرة في السن. |
|||
2012-11-15, 18:21 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
س: زوجان يعيشان دوما في نزاعات و خلافات حول أبسط الأمور فكيف السبيل إلى الحياة السعيدة؟ |
|||
2012-11-15, 18:42 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
جزاكم الله خيرا |
|||
2012-11-16, 13:45 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
س: سائلة تريد معرفة حكم الصلاة بالزينة والماكياج ليلة زفافها، وعن الآداب الأخرى؟ ج:يسن للزوجين ليلة زفافهما أن يصليا ركعتين،يَؤُم فيها الزوج زوجته،يصليها بعد صلاة العشاء مع الجماعة وبعد صلاة الوتر إن شاء الله،ثم إن صلى تلك الركعتين فلا يعيد الوتر إن كان قد أوتر،فلا وتران في ليلة واحدة. الشيء ونفسه بالنسبة للزوجة،ويجوز لها أن تصلي بزينتها إن كانت قد توضأت،أما إن لم تكن على وضوء فيجب عليها الوضوء للصلاة ثم تعيد وضع الزينة بعد ذلك. ثم يضع الزوج بيده اليمنى على ناصيتها ويقول:"اللّهم إني أسألك خيرها وخير ما جلبتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جلبتها عليه"(1)، ثم يقول:"بسم الله، اللّهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا"(2).والله الموفق. س: آنسة تسأل عن حكم ممارسة العادة السرية؟ ج: يقول الله سبحانه وتعالى:" الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ" سورة المؤمنون:05،ومن طلب نيل شهوته بغير ما شرّعه الله فسيكون معاديا،لهذا فإن العادة السرية محرمة،والاستمناء محرم، وقد ثبت طبيا بأنّ في تلك العادة مضارّا تعود على البدن وعلى الغريزة الجنسية،وربما تعيق عن النكاح الحقيقي. وعلى الشباب أن يهتموا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"يا معشر الشباب،من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج،ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وجاء"(3)،فالأجدر بهذه البنية أن تصوم وتداوم على العبادة،فإن ذلك من شأنه أن يصونها مما تفعله. (1): رواه أبو داود(2/248)،وابن ماجة(1/617) وأنظر صحيح ابن ماجة(1/324). (2) رواه البخاري(141) ومسلم)1434). (3): أخرجه البخاري(1905) ومسلم(1400). |
|||
2012-11-16, 14:56 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
مشكور جزاك الله خيرا |
|||
2012-11-17, 11:58 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
س: شخص يسأل عن حكم إظهار عورته أمام الطبيب قصد العلاج،وهل يأثم إن ترك نفسه دون علاج طاعة لله تعالى في عدم إظهار العورة؟ ج:يقول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" سور النور:30،فأمر الله تعالى المؤمنين بحفظ فروجهم،قال محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره لهذه الآية" أمر الله عز وجل المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج،ويدخل في حفظ الفرج حفظه من الزنا واللواط والمساحقة،وحفظه من الإبداء للناس والانكشاف لهم". وفي المقابل يقول الله تعالى:" وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" سورة البقرة:195،ويقول سبحانه:" وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"سورة النساء:29،و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا ضرر ولا ضرار"(1)،والقواعد الفقهية المستنبطة من هذه الأدلة والنصوص الشرعية تقول:" الضرر يزال"،"الضرورات تبيح المحظورات". بناءً على هذا كله،فإن العلاج واجب حفاظا على النفس ودرءا للمفاسد،فبادر إلى العلاج قبل أن تفقد صحتك التي هي أعظم نعم الله على العبد،قال صلى الله عليه وسلم:"نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس:الصحة والفراغ"(2) وقال صلى الله عليه وسلم:" اغتنم خمسا قبل خمس" وذكر"صحتك فبل مرضك"(3)،فحافظ على صحتك بالعلاج حتى وإن اضطررت إلى إبداء عورتك للطبيب،وقد أجاز الشرع للمرأة إبداء عورتها للطبيب في حال الضرورة،فكيف بالرجل مع الطبيب الرجل وفي حالة الضرورة؟ !!و اعلم أنك ستسأل عن جميع أعضائك يوم القيامة، فجسدك ليس ملكا لك، وإنما هو ملك لله تعال خالقه، والله أعلم. (1):رواه أحمد(2865) وابن ماجة وهو صحيح كما في"صحيح الجامع"(7517). (2):أخرجه البخاري(6412) وغيره. (3):رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وهو حديث صحيح كما في"صحيح الجامع")1077). |
|||
2012-11-17, 12:11 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
س:أم تسأل عن حكم الشرع في ابنها، الذي لا يكرم إلا زوجته ولا يستشيرها هي، وإن أراد إكرامها فببعض الحاجيات يشتريها لها وكفى؟ ج: قال تعالى:" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"سورة الإسراء:23/24،فحق الوالدين بعد حق الله تعالى أعظم حق على العبد،وربما يقول بعض الرجال:"أعطي لكل واحدة من زوجتي وأمي حقها"،فيدعي أنه أكرم أمه وفي معظم الوقت يكون منشغلا مع أولاده وزوجته،وليعلم جميع الرجال أن حق والديهم مقدم على حق زوجاتهم وأولادهم،نحن لا ندعو الرجال إلى ظلم الزوجات واحتقارهن بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(1)،والمؤمن الكيّس الفطن هو الذي يكرم أهله ويسعى جاهدا من أجل إرضاء والديه،وليحذر من غضبهما،فغضبهما من غضب الرب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر،أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنّة"(2)،وعنه أيضا قال:"جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال:يارسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟"قال:"أمك"،قال:ثم من"؟قال:"أمك"، قال:"ثم من"؟قال: "أمك"،قال ثم من"؟ قال:"أبوك"(3). وروي عن الحسن بن علي أنه كان يخشى ويحذر من مؤاكلة أمه،فسئل عن ذلك،فقال:"أخاف أن تسبق يدي إلى لقمة تقع عينها عليها فأكون قد عققتها"،وقال صلى الله عليه وسلم:الكبائر:الإشراك بالله،وعقوق الوالدين،وقتل النفس،واليمين الغموس"(4). (1): رواه الترمذي(3895) وابن ماجة(1977) وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع(3314). (2): رواه مسلم (2551). (3): أخرجه البخاري(5971) ومسلم(2548). (4):أخرجه البخاري ومسلم. |
|||
2012-11-17, 15:09 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
س: هناك شخص يسأل عن حكم التعامل مع صديقه، الذي يظن أنه يحسده ويتمنى له الشر دائما؟ ج: إن الأخوة والصداقة والمحبة نعم أنعم الله بها على عباده، قال تعالى:"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"سورة الحجرات:10.والأصل في التعامل بين الإخوة الذين آخى بينهم الإيمان هو حسن الظن،قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"سورة الحجرات:12،وكذا مقابلة الإساءة بالإحسان،قال تعالى:" وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"سورة فصلت:34، وقال سبحانه:" وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"سورة آل عمران:133/134،فيجب على المؤمن أن يحسن الظن بأخيه المؤمن،وأن يعفو عنه ويدعو الله له بالهداية إن وجد منه الإساءة،وفي المقابل نجد أناسا لا شغل لهم ولا همّ لهم إلا الانشغال بغيرهم ممن أنعم الله عليهم بالمال أو الجمال أو غيرهما،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا"(1). فالحسد هو تمني زوال النعمة من المحسود محرّم في الإسلام،وإنما تشرّع الغبطة،وهي الفرح لما عند أخيه من خير،وتمني نيله لمثل ذاك الخير،وهذا ما بينّه رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا حسد إلّا في اثنتين:رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار،ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار"(2). وينبغي على المؤمن أن يحب الخير لإخوته،وأن يعينهم،وأن ينصح لهم فالله يهب ما يشاء لمن يشاء،ورزق الآخرة خير وأبقى من خير الدنيا،وليسأل الله من فضله،قال سبحانه:" وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا"سورة النساء:32. وقال صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" (3). وقال صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره،وبحسب المرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم"(4). ولقد حرص الإسلام على تحقيق الأخوة في جميع أنواع المعاملات والعلاقات وحتى السلوكات والتصرفات،التي يكون لها تأثير في نفسية المؤمن وشعوره،من ذلك ما نزل من الآيات وما ورد من الأحاديث المرغّبة فيما يجمع المؤمنين،والرهبة مما يفرقهم،ومما يلحق من بعضهم الأذى للبعض الآخر،قال تعالى:"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"سورة الحجرات:10-11-12. وقال صلى الله عليه وسلم:"لا يحل لمسلم أن يروع مسلما"(5)، وقال صلى الله عليه وسلم:"إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه"(6). وروى ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا:"يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه،لا تؤذوا المسلمين،ولا تعيّروهم،ولا تتّبعوا عوراتهم،فإنّه من تتبع عورة أخيه المسلم،تتبع الله عورته،ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"(7). وفي تحريم الغيبة، قال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الغيبة:" ذكرك أخاك بما تكره"، قال:"أرأيت إن كان فيه ما أقول" ،فقال:"إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه"(8). وقال صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"(9). وقال صلى الله عليه وسلم:"المؤمن مرآة أخيه المؤمن، المؤمن أخو المؤمن، يكف عن ضيعته، ويحوط من ورائه"(10). وقال صلى الله عليه وسلم:" من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا،نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،ومن يسّر على معسر،يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة،ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخر ة،والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..."(11).فكل هذه الأدلة ،وغيرها كثير،دليل على سماحة الإسلام،وعلى أنه دين للسلام والمحبّة والألفة،لا كما يدعيه بعض الحاقدين ممن حرموا نعمة الإسلام، أو حرموا فهمه ولم يوفقوا إلى العمل به من أنه يدعو إلى العنف وإلحاق الأذى بالآخرين،فليأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين،وعلى المؤمن أن يجتهد ليحقق ما جاء في هذه الآيات و الأحاديث،يحب الخير لغيره فيحبه غيره له،ويصفح ويعفو عن غيره فيعفو الله عنه. وقول المسلم عن أخيه أنه يحسده ويكرهه رجما بالغيب من قبيل البهتان، الذي يجب أن يتوب منه، ومن حق صديقك عليك حسن الظن به ،ومعاملته بما تحب أن يعاملك به،وأن تتمنى له التوفيق والهداية والاستقامة والخير كله كما تتمناه لنفسك،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"(12)،وأن تكف عنه أذاك وتصبر عن أذاه وتعفو عن زلاته، لأن من يحاسب أصدقاءه على كل صغيرة و كبيرة،فإنه يأتي عليه وقت ولا يجد في النّاس من يصادقه،هدانا الله لتآلف القلوب وتصافيها و التعاون على البر والتقوى.آمين. (1)أخرجه البخاري(5143) ومسلم(2523). (2):أخرجه البخاري(5025)ومسلم(815). (3):أخرجه البخاري(2442) ومسلم(2580). (4): رواه أبو أحمد(5357) ومسلم(2564). (5):صحيح.أخرجه أبو داود(5004) وكذا أحمد(5/362) أنظر " غاية المرام"(447). (6):رواه البخاري(6290) ومسلم(2184). (7):أخرجه الترمذي(2032) و هو صحيح كما في صحيح الجامع(7985). (8):أخرجه مسلم (2589) وأصحاب السنن وهو صحيح كما في "صحيح الجامع"(86). (9):أخرجه البخاري(6011) ومسلم(2586). (10): رواه أبو داود(2/304) وكذا البيهقي في "الشعب"(6/113/7645) والبخاري في "الأدب المفرد"(239) أنظر الصحيحة(926). (11): رواه مسلم (2699). (12):أخرجه البخاري(13) ومسلم(45). |
|||
2012-11-19, 14:42 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
س: ما هو حكم لبس خاتم من ذهب للرجال؟ ج: يحرم على الرجال لبس الذهب،لما ثبت من حديث علي رضي الله عنه قال:رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه وأخذ ذهبا فجعله في شماله ثم قال:"إن هذين حرام على ذكور أمتي"(1)،ولما ورد في حديث ابن عباس :"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه،وقال:"يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده"فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خذ خاتمك وانتفع به فقال:"لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم"(2) والله أعلم. س:ما حكم إزالة الشعر النابت في الذراعين والساقين وفي أماكن أخرى من جسد المرأة؟ ج:قسم العلماء الشعر حسب الأدلة إلى ثلاثة أقسام:قسم نص الشرع على تحريم أخذه كشعر الحاجبين،وقسم نص الشرع على طلب نزعه كما هو وارد في سنن الفطرة،وقسم سكت عنه فلم يرد دليل على تحريم أخذه ولا طلب أخذه،فهو مما عفى الشرع عنه،كما ثبت في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:"ما سكت عنه فهو عفو"(3)،خاصة إن كان ذلك الشعر النابت في الساقين والذراعين كثيفا ينفر الزوج من زوجته لها أن تنزعه.والله أعلم. س: هل الاحتفال بالمولد النبوي جائز أم بدعة؟ ج: إن الاحتفال بالمولد النبوي لا يعني تفجير المفرقعات وإحياء السهرات، مثلما يحدث، وحصول منكرات من اختلاط ولهو وغيرهما، كما أن تلك المفرقعات اقتناؤها فيه إضاعة للمال وتعريض النفس للخطر، والهلاك، ومن المعلوم أن حفظ النفس من الكليات المحفوظة في ديننا الحنيف،وإنما الاحتفال بالمولد يكون بعقد المجالس العلمية،التي تذكر فيها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم،ووجوب الإقتداء به وطاعته،قال الله تعالى:" و أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" سورة آل عمران:132 و لاعتبار سنته صلى الله عليه وسلم هي المصدر الثاني من مصادر التشريع.وعلى هذا الأساس،فإن الاحتفال بالمولد لا يكون في يوم واحد من أيام السنة، بل طيلة أيام السنة. قال تعالى:" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "سورة آل عمران:31.وعلى هذا الأساس فالاحتفال به جائز. (1):رواه أبو داود(4057) والترمذي(1/321) والنسائي(2/285) وغيرهم وهو صحيح كما في "صحيح الجامع". (2):رواه مسلم (2090). (3):أخرجه الحاكم(2/375) وأخرجه البزار وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/55) وهو حديث حسن"أنظر غاية المرام"(6). |
|||
2012-11-19, 16:02 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت |
|||
2012-11-19, 16:06 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
بارك الله فيك
|
|||
2012-11-19, 21:06 | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
اقتباس:
وفيكم بارك الله ولا شكر على واجب وجزاكم الله بالمثل. |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
السلام, الشيخ, فتاوى |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc