" آه يا القايد، ماذا جنيت بالمجموعة الوطنية؟ يا القايد"
عندما أجوب قرى منطقة القبائل يلفت انتباهي كثرة الرايات الصفراء المرفوعة فوق المنازل وعند مداخل القرى، أحيانا لوحدها دون غيرها من الرايات وأحيانا أخرى جنب إلى جنب مع الراية الوطنية الخضراء أو رايات فرق كرة القدم الناشطة خاصة شبيبة القبائل (جياسكا).
الظاهرة التي تسبب فيها القرار المثير للجدل الذي اتخذه قائد الأركان السابق قايد صالح القاضي بتجريم حائزي ورافعي الرايات الصفراء والزج بهم في السجون، ما جعل شباب المنطقة يهب لنصرة هذه الراية التي ينظر إليها أنها رمزا للنضال لتحقيق الديمقراطية ومقت الحقرة عند البعض، وعند البعض الأخر من أنصار "حركة الماك" رمزا لانفصال المنطقة والاستقلال.
ما جعلني أردد " آه يا القايد، ماذا جنيت بالمجموعة الوطنية؟ يا القايد".
من تبعات قراره المثير للجدل، أصبحت المنطقة منسحبة تماما من الانفعال مع المواعيد الوطنية ، أنظروا إلى رد فعلها من الرئاسيات التي توجت تبون رئيسا، وهو المقاطعة الكاملة، وإلى الاستفتاء على الدستور هو المقاطعة الكاملة كذلك، ورفضها التام لكل ما يصدر من السلطة.
أنا كنت نبهت إلى خطورة القرار في إحدى مقالاتي عند صدروه.
إن الأقدار شاءت أن يصبح قائد الأركان السابق حاكما فعليا للجزائر في وقت حساس ومفصلي من حياة الأمة، كان عليه أن لا يخوض في السياسة، وأن لا يتخذ مثل هكذا قرار قبل أن يدرس ايجابياته وسلبياته وانعكاساته على المجموعة الوطنية.
إن على أصحاب القرار اليوم، أن يصححوا خطأ القايد قبل فوات الأوان، لان المتربصين بوحدة الجزائر هم كثر خاصة بعد المستجدات التي طرأت مؤخرا على حدودنا الغربية.
الأستاذ/ محند زكريني