فلسطين إفريقيا.

[الزمزوم]

الصحراء الغربية هي فلسطين إفريقيا.

"القضية التي ذهبت ضحية مكائد الصهيونية وطعنتها سهام الغرب، غرب الحرية وحقوق الإنسان، وضيعها العرب كما ضيعوا فلسطين والمنطقة العربية".
تمهيد:
عندما كانت في أُدراج الأمم المتحدة نسيها الجميع وعندما استيقظت لإنصاف قضيتها طعنتها حرية وديمقراطية الغرب بغباء رئيس متهور ستخسر بلاده من الآن الجزائر ودعمها لبلاده في محاربة الإرهاب الدولي والعلاقات الاقتصادية المتميزة بخاصة ما تعلق بالنفط والغاز وبخنجر صهيوني لا يرى إلا شعار " إسرائيل من الفرات إلى النيل" وتحريض غلمان الثورة المضادة ومن تائه في قصور السحر الأسود وصراع الجاريات والغانيات على أنغام طبلة "تشالوم".
ماهي الصحراء الغربية؟
الموقع الجغرافي:
تقع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في شمال غرب القارة الإفريقية على امتداد شواطئ المحيط الأطلسي على خط السرطان الذي يقطع جنوب مدينة الداخلة مباشرة في مقابل جزر الكناري والإقليم هو أكثر من نصف مساحة فرنسا وأوسع بقليل من بريطانيا،وتقدر مساحته بـــ: 284000 كلم2، يحدها من الشمال المغرب على امتداد 443 كلم2 ، ويحدها من الجنوب موريتانيا على امتداد 1561 كلم2 ، ويحدها من الشرق الجزائر على امتداد 42 كلم2 ، ويحدها من الغرب ساحل على طول 1062 كلم2 مطل على امتداد المحيط الأطلسي، وتتكون من ثلاث أقاليم إدارية وهي: منطقة سمارة، ومنطقة الفيون، ومنطقة الداخلة، أما التقسيم الجغرافي فتتكون من منطقتين هما:
1 - الساقية الحمراء في الشمال وتمتد من مدينة العيون العاصمة باتجاه مدينة سمارة حتى الحدود الجزائرية على مساحة تقدر بــ 82000 كلم2 .
2 - وادي الذهب جنوباً من مدينة بوجدور حتى الحدود الموريتانية على مساحة تقدر بــــ 184000 كلم2.
السكان:
عند النظر إلى الصحراء الغربية نجد أنها تتسم بنسيج سكاني متعدد العشائر والانتماءات التي يحميها نظام القبيلة والتي يتسم فيها نظام العصبية، كما يتسم سكانها بعدم الاستقرار بحثاً عن المأكل والمرعى ونجد أن القبائل التي سكنت إقليم الصحراء الغربية ينقسم إلى ثلاثة قبائل رئيسية وهي: الحقيبات، التقنة، أولاد دليم بالإضافة إلى بعض القبائل الأخرى الصغرى التي يتعدى عددها ثمانية، أما فيما يتعلق بعدد السكان ففي سنة 1974 وحسب احصاء للاستعمار الاسباني فقد قدرت إدارته سكان الصحراء الغربية بحوالي: 74 ألف نسمة، أما الأمم المتحدة فقد قدرت عددهم بحوالي: 147 ألف نسمة، وحسب احصائية في سنة 1977 فقد كان عدد سكان الصحراء الغربية يقدر ما بين: 100 ألف إلى 700 ألف نسمة، وهناك البعض الآخر الذي قدرهم بحوالي: 200 ألف نسمة، وقد قدراتهم "جبهة البوليساريو" بحوالي: 500 ألف نسمة، وفي سنة 1981 قدرتهم بين: 700 ألف إلى مليون نسمة.
المناخ:
شمال رطب زراعي، وجنوب جاف مع بعض الواحات، ويمتاز المناخ على السواحل بالرطوبة والانتعاش والاعتدال نظراً لتأثره بالمحيط الأطلسي ولكن في الأراضي الداخلية فالمناخ قاري حار في الصيف تصل درجة حرارته إلى 45 درجة مئوية وفي الشتاء بارد جداً.
الثروات:
لم تكن الصحراء الغربية ذات أهمية كبرى بالنسبة للإسبان والدول المجاورة إلا بعد اكتشاف الثروات المعدنية الضخمة في باطن الصحراء المعلوم منه والمجهول، المكتشف والمخبأ، كما أصبحت المنطقة محل جذب وإغراء للصيد البحري في شواطئها وبخاصة بعد سنة 1960، فأراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تحوي ثروة جد غنية منها المعلن عنه والخفي الذي لا ترغب دول الاستعمار التقليدي من خلال شركاته المفترسة من الكشف عنه في هذا الوقت بالذات ولكن مع الإبلاغ عن اكتشاف بعض احتياطات النفط في البحر تزايد الاهتمام الجيوسياسي بالإقليم وبالمنطقة ومن بين هذه الثروات مايلي:
1- الفوسفات: الذي تم اكتشافه سنة ما بين 1949 و 1953 و 1962 بشمال البلاد وهو يُنهب اليوم من طرف الاحتلال المغربي بتواطؤ مع دول الاستعمار القديم والحديث وجشع من الشركات المتعددة الجنسيات الغربية، وتقدر احتياطات الإقليم منه بحوالي 13 مليار طن الأمر يضع الإقليم في المرتبة ما قبل الولايات المتحدة الأمريكية بــ 8 مليار طن، وجنوب إفريقيا بــ 7 مليار طن، وأستراليا بــ 2 مليار طن، ويتميز فوسفات الصحراء الغربية بسهولة الاستغلال لقربه من سطح الأرض، كما أنه من حيث الأهمية واسع الاستعمال في الزراعة، فضلاً عن إمكانية تحويله إلى اليورانيوم.
2 – الحديد: والذي تقدر احتياطات الإقليم منه بنحو 700 مليون طن في منطقة "آزملية" و"أغراشة".
3 – النفط: وقد بدأ التنقيب عنه في الصحراء الغربية سنة 1961 من قبل الشركات الأوروبية المفترسة بتشجيع من الاستعمار الإسباني آنذاك.
4 – الصيد البحري: وهي أيضاً تشتهر بكونها منطقة غنية بالثروة السمكية كماً ونوعاً، ويعتبر إقليمها البحري المُطل على المحيط الأطلسي والذي تبلغ مساحته 150 ألف كلم 2، وبساحل طوله 1062 كلم2 وهو من أغنى الأقاليم البحرية في العالم حيث يحوي على 190 نوع من الأسماك، و 60 نوع من الرخويات، وعشرات الأنواع من القشريات ونحوها، الأمر الذي جعله محل جذب وتنافس بين سفن الصيد المفترسة الفرنسية منها والإسبانية وكثير من الدول الأوروبية وحتى اليابانية، ففي سنة 1974 أي في فترة الاحتلال الاسباني للإقليم كان يوجد حوالي 120 مركب في الميناءين الرئيسيين للصيد البحري في "الداخلة" و"الكويرة" وكانت الشركات المسؤولة على ذلك النشاط وكذلك طاقم الصيد البحري كلهم من الاحتلال الإسباني.
كما أن جمهورية الصحراء الغربية فضلاَ عن ذلك تمتلك العديد من الثروات الأخرى سواء ما تعلق بالمعادن مثل: النحاس، والمنغنيز، والزنك، والذهب، و ثروات أخرى غير مكتشفة، ويجدر بنا التذكير هنا بأن الأرقام المقدمة للاحتياطات هذه المعادن والثروات أرقام غير نهائية تقريبية فقط غير أن ما في باطن الأراضي الصحراوية هو أكثر بكثير من هذه الأرقام المقدمة والتي تُخفيها الدول الاستعمارية وشركاتها المفترسة.
5 – الزراعة والثروة الحيوانية: تعتبر مادة الشعير المحصول الزراعي الرئيسي في أماكن عديدة من الصحراء الغربية ففي سنة 1974 بلغ الإنتاج السنوي 7000 طن من الشعير و200 طن من القمح.
كما أن تربية الماشية متطورة أكثر في المجتمعات التقليدية وتعتبر الإبل محور الاقتصاد الرعوي ، رغم أن الماعز ثروة مهمة لإنتاج الحليب واللحم، وفي سنة 1975 كان عدد الإبل بالإقليم حوالي 63 ألف رأس من الإبل، وحوالي 125 ألف رأس من الماعز وحوالي 10 آلاف خروف و160 حمار و 350 حصان. كما تمتلك الصحراء الغربية 10 خزانات من الملح يبلغ انتاجها 20 ألف طن سنوياً.
أهم مدن الصحراء الغربية: يتشكل الإقليم من عدة مدن أهمها: مدينة العيون المحتلة وهي عاصمة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وبوكراع، والسمارة، وتاه، والهيوتية، وبوجادور، والداخلة، والكويرة، والحوز، والجديرية، والمحبس، وبيرمغرين، وقلتة.

[الزمزوم]

كيف بدأت قضية الصحراء الغربية مع الاستعمار المتعاقب؟
الإطار التاريخي لقضية الصحراء الغربية: تعرضت أرض الصحراء الغربية منذ وجودها إلى استعمار متعاقب ليس واحداً ولكن متعدد وصولاً إلى الاستعمار الاسباني الذي قضى في المنطقة أطول فترة وعندما خرج من الإقليم دخل الاستعمار المغربي والموريتاني سنة 1975 ونتيجة لظروف داخلية في موريتانيا انسحب وخلف وراءه الاستعمار المغربي وبعد مدة اعترف الاستعمار الموريتاني بالصحراء الغربية وعقد مع حكومتها اتفاقية سلام وأقاما علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، واندحر الاستعمار المغربي إلى الجانب الآخر من جدار الرملي العازل الذي شيده ليفصل بين الأراضي المحتلة والأراضي المحررة وبقي هذا الاستعمار يحتل أجزاء واسعة من الإقليم الذي حددت خرائط الاستعمار حدود وما زال هذا النظام يتحدى المجتمع الدولي والشرعية الدولية التي وضعت الإقليم ضمن المناطق التي تدخل في باب تصفية الاستعمار وضرورة إجراء استفتاء في إطار منظمة الأمم المتحدة.
تاريخ الاستعمار في الصحراء الغربية:
في سنة 1476 كان أول نزول وإقامة للإسبان على سواحلها من أجل اصطياد السمك، وفي سنة 1727 كان انسحاب الهولنديين من الصحراء الغربية لصالح الفرنسيين، ومن سنة 1884 إلى 1935 كان الاحتلال الإسباني متدرج للأراضي الصحراوية وفرض الحماية عليها، وفي سنة 1885 انعقد مؤتمر برلين وصادق بشكل رسمي على احتلال اسبانيا للصحراء الغربية، في سنة 1900 تمكنت إسبانيا من عقد اتفاقية مع فرنسا وهي القوة الاستعمارية المسيطرة على الجزائر وعلى أجزاء من المغرب وموريتانيا، بموجبها يتم انشاء حدود فاصلة بين وادي الذهب والحدود الموريتانية، وفي سنة 1912 قامت اسبانيا بتحديد منطقتي طرفايا وايغني لتكون حدود لها من الجزء الشمالي لإقليم الصحراء الغربية، ولم تتمكن اسبانيا من اكمال سيطرتها على كل الصحراء الغربية إلا في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، ومن سنة 1900 حتى 1934 شهدت الصحراء الغربية مقاومة الشعب الصحراوي للاحتلال الفرنسي على أراضي الصحراء الغربية، ومن سنة 1949 وحتى 1953 أُكتشف أكبر احتياطي للفوسفات على سطح الأرض بمدينة "بوكراع" الصحراوية وكانت الاحتياطات منه مقدرة حينها بحوالي: 18 مليار طن، وفي سنة 1957 أعلن نائب مجلس الحكومة الموريتانية "مختار ولد داده" تبعية الصحراء الغربية لبلده موريتانيا ومنادياً بفكرة "موريتانيا الكبرى" من "واد دراع" شمالاً إلى نهر السنغال جنوباً.
في سنة 1960 تم انشاء منظمة الوحدة الإفريقية والتي كانت من بين أهدافها الحفاظ على استقرار القارة بالحفاظ على خرائط الحدود التي تركها الاستعمار، وفي سنة 1963 تم تسجيل قضية الصحراء الغربية في منظمة الأمم المتحدة ضمن قائمة الأراضي التي يجب تصفية الاستعمار فيها، وفقا للقرار 1514 الصادر سنة 1960، وفي نفس السنة 1963 شن المغرب عدوانه على الجزائر فيما سمي بــ " حرب الرمال"، في سنة 1966 الأمم المتحدة تؤكد مجدداً على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، في 1967 الملك الحسن الثاني يقترح على الجزائر عرضاً وذلك بتقاسم الصحراء بين المغرب والجزائر والقيادة في الجزائر في ذلك الوقت ترفض العرض، وفي سنة 1967 أي في نفس السنة الاحتلال الإسباني في الصحراء الغربية ينشئ "الجماعة" وهي هيئة إدارية محلية في شكل مجلس مكون من 82 عضواً ، نصفهم من الأعيان لتمثيل الصحراويين، وهذالمدة 4 سنوات لعرض توجيه الأعيان الوجهة التي تخدم مصلحة إدارة الاحتلال، وفي السنة نفسها أي سنة 1967 الشعب الصحراوي ينشئ المقاومة الصحراوية " جبهة تحرير الصحراء" f l s"، وفي سنة 1968 "محمد سيد ابراهيم بصير" ينظم مقاومته ضد الاحتلال الإسباني ويطالب باستقلال الصحراء الغربية، وفي سنة 10 جانفي 1970 أصدر الاستعمار الإسباني مرسوماً أعلن فيه أن الصحراء الغربية مقاطعة إسبانية من كل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وكان الهدف من هذا المرسوم هو التأكيد على الطابع الإسباني للصحراء واعادة تنظيم إدارتها العسكرية على اثر ذلك القرار اندلعت مظاهرات عنيفة بمدينة "العيون" قام بها الشعب الصحراوي ضد الاستعمار الاسباني تحولت فيما بعد إلى فظائع ومذابح على جبين هذا الاستعمار وكانت بمثابة رد قوي من الشعب الصحراوي على مشروع تحويل الصحراء الغربية إلى مقاطعة إسبانية وكانت فرصة للصحراويين للمطالبة باستقلال الصحراء الغربية، وفي نفس السنة أي 1970 المغرب يعترف باستقلال موريتانيا، ونتيجة للحرب التي كان الاستعمار الإسباني يقودها على مقاومة الشعب الصحراوي في الفترة الممتدة بين 1970 و1975 ونتيجة للظروف الصحية الصعبة التي كان يمر بها حاكم اسبانيا "فرانكو" وتعرض اسبانيا نفسها لتهديدات العنف من قبل الجماعات السياسية والمسلحة في داخل اسبانيا فقد ترك الجيش الاسباني المستعمر الصحراء الغربية واتجه إلى الأراضي الاسبانية للمحافظة على السلام في المدن الرئيسية وخلال تلك الفترة ولدت جبهة البوليساريو لتكون الحركة المناهضة للاستعمار كان ذلك في 10 ماي 1973 أين تم تأسيس "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" المعروفة اختصاراً بجبهة البوليساريو على الحدود بين الصحراء الغربية وموريتانيا لتحل محل جبهة تحرير الصحراء " الأف أل أس" والتي حظيت بتأييد شعبي كبير لتبدأ بمقاومة الاحتلال الإسباني والاحتلال المغربي والاحتلال الموريتاني تحت قيادة "مصطفى والي السيد" ، وقد ركزت جبهة البوليساريو منذ البداية على هدف رئيسي هو الاستقلال التام عن إسبانيا وعن المغرب وعن موريتانيا وبنت أساليبها على أساس العمل السياسي والعسكري المنظمين وتحددت الأهداف السياسية للكفاح المسلح على مايلي:
- عروبة الصحراء الغربية بإرجاعها إلى أصلها العربي ، كرد أولي على الاستعمار الإسباني الذي حاول بمختلف الطرق والأساليب الاستعمارية إلحاق الأراضي الصحراوية تعسفاً بالأراضي الإسبانية.
- الرد على الإهمال العربي سواءً من قبل الأنظمة العربية المجاورة في شمال إفريقيا أو من قبل الأنظمة العربية التي تبتعد مسافات بعيدة عن الإقليم الذي ينشد الحرية والاستقلال.
وفي سنة 1973 طالبت الأمم المتحدة من اسبانيا تنفيذ مخطط الاستفتاء حول مصير الصحراء الغربية، وفي ديسمبر 1974 ومع تصاعد الضغوط الدولية والمحلية لاجتثاث الاستعمار، أجرت اسبانيا تعداداً سكانياً في ذلك الإقليم لاجراء الاستفتاء حول تقرير المصير، وفي سنة 1975 منظمة الأمم المتحدة ترسل لأول مرة لجنة تحقيق إلى الصحراء الغربية انتهت إلى الإقرار بمطالبة الشعب الصحراوي بالاستقلال وعلى اعتبار جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي طالبت بعدها اسبانيا اجراء استفتاء في نهاية العام 1975، عندما أعلنت اسبانيا نيتها الانسحاب من الصحراء الغربية انسجاماً مع قرار الأمم المتحدة بإلغاء أشكال الاستعمار كافة وحق تقرير المصير للشعوب، وفي أكتوبر 1975 رُفع ملف قضية الصحراء الغربية إلى محكمة العدل الدولية في "لاهاي" كشكل من أشكال النزاعات القانونية وبعد مناقشة محكمة العدل الدولية في "لاهاي" لقضية الصحراء الغربية جاء جوابها كالتالي: [[تظهر المواد والمعلومات المقدمة إلى المحكمة وجود روابط ولاء قانونية وقت الاستعمار الاسباني بين سلطان المغرب وبعض القبائل التي تقطن اقليم الصحراء الغربية وبالمثل تظهر وجود حقوق بما فيها الحقوق المتصلة بالأرض تشكل روابط قانونية بيان الكيان الموريتاني كما تفهمه المحكمة وإقليم الصحراء الغربية ومن ناحية أخرى فإن المحكمة خلصت إلى أن المواد والمعلومات المقدمة إليها لا تقيم الدليل على وجود أي رابطة من روابط السيادة الإقليمية بين إقليم الصحراء الغربية والمملكة المغربية أو الكيان الموريتاني. وهكذا لم تجد المحكمة أي روابط قانونية كتلك الروابط ذات الطابع الذي يمكن أن يؤثر على تطبيق قرار الجمعية العامة 1514 في انهاء استعمار الصحراء الغربية ولا سيما تطبيق مبدأ تقرير المصير]]، وهكذا خلصت المحكمة الدولية ومقرها "لاهاي" في الاستشارة التي تقدمت بها منظمة الأمم المتحدة إلى محكمة العدل الدولية أكدت هذه الأخيرة بأن مطالب المغرب وموريتانيا غير مشروعة وأنه لا يحول دون إجراء استفتاء تقرير المصير، وعقب صدور رأي محكمة العدل الدولية "بلاهاي" وفي 6 نوفمبر 1975 وبدعوة من الهالك الحسن الثاني وفي ظل "وهم المغرب الكبير" اقتحمت جموع من المغاربة زهاء "350" ألف فرد انضم إليهم بعد برهة أكثر من 20 ألف جندي من الجيش المغربي مدججين بكل أنواع الأسلحة الثقيلة ودخلت عنوة أراضي الصحراء الغربية واحتلوها في عمق الشريط الممتد بطول 10 كلم 2 فيما أطلق عليه نظام المخزن آنذاك "المسيرة الخضراء" والذي كان الجيش الجنود الإسبان أخلوه بالفعل ودون أن تتدخل هذه القوات أي قوات الاحتلال الاسباني التي كانت لا زالت مرابطة في الإقليم ودون تحرك من القوى الدولية مما أدى إلى هروب الصحراويين نحو المخيمات في داخل الصحراء، ، وقبل أسبوع واحد من وفاة حاكم اسبانيا "فرانكو" أي في 14 نوفمبر 1975 عُقدت اتفاقية مدريد الثلاثية بين: إسبانيا والمغرب وموريتانيا لتقسيم الصحراء الغربية بين موريتانيا والمغرب نالت إسبانيا بموجبها على بعض المصالح الاقتصادية بالصحراء الغربية بحيث تحتفظ اسبانيا بــ 51 بالمئة من منجم الفوسفات الذي اكتشف في سنة 1947، تبعها مباشرة اقتحام الجيش المغربي المحتل للصحراء الغربية في جهتها الشمالية الغنية بالفوسفات فيما اقتحم الجيش الموريتاني المحتل للصحراء الغربية في جهتها الجنوبية، أعقبها نهب مفرط وسرقة كبرى لثروات الشعب الصحراوي لم ينتهي حتى لحظة كتابة هذه الأسطر من طرف نظام المخزن الذي ما زال يحتل مساحات شاسعة من أراضي الصحراء الغربية، حدث ذلك نتيجة الموقف المنحاز والمتوطء للادارة الأمريكية آنذاك فتحت ضغوط الدبلوماسية الأمريكية التي عملت على دفع إسبانيا إلى اتخاذ موقف يلتقي مع مطالب المغرب في " استعادة" الصحراء والقبول بمعاهدة "مدريد" التي بمقتضاهها تخلت إسبانيا في العام 1975 عن إدارة الصحراء الغربية لصالح المغرب، وفي ديسمبر 1975 لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة تصدر قرارها بشأن الصحراء الغربية استناداً للقرار 1514 الصادر سنة 1960 لهذا النزاع، وفي يناير 1976 اعترفت منظمة الوحدة الإفريقية رسمياً بجبهة البوليساريو، وفي 26 فيفري 1976 انسحبت اسبانيا رسمياً من الصحراء الغربية، وفي 27 فيفري 1976 أعلنت جبهة البوليساريو عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية "r a s d"، وفي 26 فيفري 1976 قام الجيش المغربي المحتل من خلال سلاح الطيران بقنبلة مخيمات اللاجئين "بأم درايغا" و"تيفارتي" و"غويلتا زيمور" بالنابالم والفوسفور المحرم دولياً الأمر الذي دفع اللاجئين الصحراويين إلى الزحف بأعداد كبيرة نحو الحدود الموريتانية والحدود الجزائرية، هذا الاعتداء والهجوم الهمجي والوحشي من طرف الجيش المغربي على مخيمات الصحراويين وفي ظل اختلال موازين القوى بين الطرفين كان بمثابة تطهير عرقي للشعب الصحراوي من نظام المخزن، ثم ما لبث النازحون من العدوان المغربي أن جعلوا من الحدود الموريتانية والجزائرية مكاناً ليستقروا فيها بشكل مؤقت لحين عودتهم إلى وطنهم بعد أن تنتصر قضيتهم ويُنصفهم المجتمع الدولي والشرعية الدولية وقد بلغ تعدادهم قبل 1975 بحوالي 40 ألف لاجئ في الجزائر و50 ألف لاجئ في موريتانيا وبالإضافة إلى الموجة الأولى للاجئين جراء الهجمات العسكرية من قبل قوات المستعمر المغربي فقد استمرت عمليات الفرار في السنوات التالية في سياق عمليات الجيش المغربي المحتل والتي استهدفت ترهيب المدنيين الصحراويين بوسائل شملت الاعتقالات التعسفية والاحتجازات السرية والاخفاءات القسرية. وقد ذكرت جبهة البوليساريو سنة 1981 أن عدد اللاجئين في حدود 100 ألف لاجئ، وفي سنة 2000 سجلت المفوضية العليا للاجئين وجود 26 ألـف لاجئ في موريتانيا ممن يرغبون في العودة إلى الصحراء الغربية في حالة إجراء الاستفتاء وتقرير المصير، وقالت المفوضية أن عدد اللاجئين في الجزائر يبلغ حوالي 155 ألف لاجئ. وفي 5 مارس 1976 تم تشكيل الحكومة الصحراوية برئاسة "محمد لمين ولد أحمد"، وفي 16 أفريل 1976 قام الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة "ك.فالدهايم" بزيارة مخيمات اللاجئين، وفي يونيو 1976 دعت قمة الوحدة الإفريقية لاجتماع للنظر في قضية الصحراء الغربية، وفي 5 أوت 1979 ومع تزايد الاضطرابات الداخلية في موريتانيا وتلاحق الانقلابات العسكرية فيها تم توقيع اتفاق سلام بين موريتانيا وجبهة البوليساريو، وفي سنة 1984 اعترفت موريتانيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتمت إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما ، وفي ماي 1980 بدأ الاحتلال المغرب في بناء جدار رملي على تراب الصحراء الغربية انتهت به الأشغال سنة 1987 تم على إثره تقسم الصحراء الغربية إلى قسمين من الشمال إلى الجنوب بطول 2000كلم2 يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحررة من إقليم الصحراء الغربية على امتداد اليابسة وعلى طول الأراضي المحررة المتاخمة للحدود الجزائرية حتى الحدود الموريتانية من إقليم الصحراء الغربية وقد وضعت عليه شبكات الإنذار الإلكتروني ونظم الرادار بتكلفة 3 مليار دولار، وقد ساهم هذا الجدار الذي يطلق عليه تسمية "البرم" في فصل عائلات صحراوية عن بعضها البعض وتفرقها طيلة 40 سنة منذ تشييده ويحتشد على طول هذا الجدار ما يقارب 150 ألف جندي من الجيش المغربي المحتل متمركزين في مواقع محصنة ومزودين بتحصينات كبيرة على الارض متمثلة في 5 ملايين لغم أرضي وقد أودت هذه الألغام المزروعة منذ بداية النزاع بحياة الآلاف من الصحراويين من خلال الحوادث التي تقع بصفة شبه أسبوعية، وفي سنة 1981 الملك الحسن الثاني وفي قمة الوحدة الإفريقية " o u a" بنيروبي بكينيا أعلن وبشكل مفاجئ عن قبوله لمبدأ الاستفتاء في الصحراء الغربية لتسوية النزاع، وفي 12 نوفمبر 1984 انضمت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية رسمياً للمنظمة الإفريقية خلال القمة 20 كعضو كامل الحقوق ثم بعد ذلك في الاتحاد الإفريقي وهي تعد من الدول المؤسسة لهذا الإتحاد وقد سمح لها ذلك الأمر باعتراف أكثر من 70 دولة من دول العالم بها وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها، وفي 11 أوت 1988 اقترحت منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية على جبهة البوليساريو والمغرب مخطط سلام بناء على القرار الأممي 1514 الخاص بحق تقرير المصير وإعلان وقف إطلاق النار وإجراء استفتاء في الأراضي الصحراوية استناداً للإحصاء السكاني الذي أجرته إدارة الاحتلال الإسباني سنة 1974 بالإضافة لتعيين لجنة خاصة لتنفيذ ومتابعة هذا المخطط "المينورسو" والتي أنشئت بموجب قرار مجلس الأمن 690 في 29 أفريل 1991، وفي 2 يونيو 1990 مصادقة مجلس الأمن في لائحة على مشروع الاستفتاء بالصحراء الغربية بتاريخ: فيفري 1992، تم بموجبها تكليف " المينورسو" وهي بعثة أممية لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية لمتابعة هذا القرار، وفي 6 سبتمبر 1991 أعلن طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب عن اتفاق لوقف إطلاق النار بينهما بموجب مخطط السلام الأممي، وتحت اشراف"المينورسو" والمنظمة الإفريقية، وفي 27 نوفمبر 1996 مجلس الأمن يصدر لائحة رقم 1084 يؤكد فيها على ضرورة اجراء استفتاء على ضوء المخطط الأممي، وفي 14 و16 سبتمبر 1997 تبنى طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب وبرعاية الممثل الأممي اتفاقية "هوستن" بالإجماع وتنص على:
1 – تحديد هوية الناخبين
2 – اعادة توطين اللاجئين
3 – تحرير وتبادل الأسرى
4 – تحديد قانون سير وإدارة الحملة الانتخابية والمرحلة الانتقالية
5 – اجراء الاستفتاء في 8 ديسمبر 1998
وبعد تحقيق خلصت اللجنة المذكورة إلى تحديد هوية 150 ألف فرد من الشعب الصحراوي، وهو ما رفضته المغرب بعد تملصها من الاتفاقية الأصلية. وفي نوفمبر 1997 الكونغرس الأمريكي يصوت على لائحته رقم: 245 بالإجماع على دعم ومساندة بنود اتفاقية "هوستن " ويطالب الرئيس "بيل كلينتون" تقديم دعمه لمسعى المبعوث الأممي، في نوفمبر "كوفي عنان" أمين عام منظمة الأمم المتحدة يقوم بزيارة إلى المنطقة ويتفقد مخيمات اللاجئين الصحراويين، وفي 14 يناير 1999 البرلمان الأوروبي يدعو المغرب إلى قبول الحل الأممي لإقرار السلم وإجراء الاستفتاء، وفي 9 سبتمبر 1999 قيام مظاهرات وصفت بالدامية استمرت اسبوعاً بمدينة "العيون" الصحراوية المحتلة قام بها طلبة صحراويون، وفي سنة 2000 اكتملت عملية تحديد الناخبين ولكن لم يجرى الاستفتاء، وفي نهاية أفريل 2000 الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز – رحمه الله- وفي ندوة صحفية له يطلب من فرنسا أن تسمح للمجتمع الدولي تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي إشارة إلى الموقف الفرنسي الداعم للمغرب والمعيق لعملية السلام، و في مطلع يونيو "كوفي عنان" الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة يعلن تأجيل الاستفتاء إلى ما بعد عام 2000، وفي 17 نوفمبر 2000 قيام مظاهرات عنيفة في مدينة "العيون" و"السمارة" الصحراويتين المحتلتين ضد ممارسات الاحتلال المغربي التعسفية انتهت باعتقال 131 متظاهراً ، قام بعدها المتظاهرون بإضراب عن الطعام، وفي 17 فيفري 2001 أكثر من 200 نائب بالبرلمان الأوروبي المجتمعين في "بستراسبورغ" يعبرون عن قلقهم ازاء تدهور الأوضاع في الصحراء الغربية ويدعمون رئاسة الاتحاد الأوروبي "السويد" لتنفيذ مخطط السلام وإجراء الاستفتاء، وفي 27 فيفري 2001 بعث 22 نائباً من الكونغرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري برسالة إلى الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش" الصغير يطالبون فيها بالتدخل من أجل تنفيذ خيار الاستفتاء الصحراء الغربية، وفي فيفري 2002 بعث 23 نائباً من الكونغرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى "جورج دبليو بوش" الصغير برسالة يرفضون من خلالها قيام المغرب بعقد اتفاقيات استثمار مع شركات فرنسية أو أمريكية لاستغلال النفط في الأراضي الصحراوية لعدم قانونيتها ويطلبون فيها بضرورة الضغط على مجلس الأمن من أجل تنفيذ مخطط السلام، وفي 22 سبتمبر 2002 الجمعية العامة للأمم المتحدة تناقش موضوع الصحراء الغربية وتطالب الأغلبية بإجراء الاستفتاء، وفي 4 أكتوبر 2002 مجموعة بلدان الكارييب "كاريكوم" المكونة من 14 دولة تعلن أمام لجنة الأمم المتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار وأثناء مناقشة موضوع الصحراء الغربية مساندتها ودعمها لمبدأ الاستفتاء وحق تقرير المصير للشعب الصحراوي، الموقف نفسه أبدته مجموعة "ريو" المكونة من 17 دولة من أمريكا اللاتينية أمام نفس اللجنة.
حقوق الإنسان في الصحراء الغربية:
وفي 12 أفريل 2002 وفي دورة للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في دورتها 58 ممثل جبهة البوليساريو يطالب بالكشف عن مئات الصحراويين الذين يعتبرون في عداد المفقودين بالسجون المغربية والذين يبلغ عددهم 73378 سجيناً بينهم نساء، وفي 10 ماي 2002 شنت قوات الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية في مدينة "العيون" الصحراوية المحتلة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين الصحراويين إثر إقامة هؤلاء لصلاة الغائب على روح ممثل "جبهة البوليساريو في بريطانيا "محمد فاضل اسماعيل" الذي وافته المنية ليلة 6 ماي أعقبها توقيف لثلاثة عناصر من الناشطين الصحراويين في مجال حقوق الإنسان وهم: باعمر الحافظ، أحمد حماد، اسماعيل ابراهيم. في سنة 2019 قوات أمن الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية تلقي القبض على الناشط الصحراوي علي السعدوني بسبب بثه فيديو يظهر ناشطين صحراويين يرفعون علم الصحراء الغربية، وفي نوفمبر من نفس السنة أصدرت محكمة الاحتلال المغربي في الأراضي الصحراوية المحتلة حكماً بالسجن لمدة ستة أشهر على الناشطة الصحراوية "محفوظة بامبا الصغير" بتهمة "إهانة" موظفين عموميين، وواصلت سلطات الاحتلال المغربي في أراضي الصحراء الغربية المحتلة احتجاز 23 مواطناً صحراوياً والذين أدينوا في محاكمات جائرة في العام 2013 و 2017.
ماهو موقف فرنسا وبعض إدارات الولايات المتحدة المتعاقبة من قضية الصحراء؟
بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ففي سنة 2004 أعلن الرئيس الأسبق "جورج دبليو بوش" أن المغرب حليفاً هاماً من غير حلفاء "حلف النيتو" وفيما يتلق بقضية الصحراء الغربية فإنه يوجد تأييد من الكونغرس الأمريكي لاعطاء الصحراء الغربية حق تقرير المصير وقد حاول الكونغرس الأمريكي أن يضغط على الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما" لتحقيق ذلك، إلا أن هدف "أوباما" بشكل عام هو مع عدم نشأة "دولة اشتراكية" في منطقة شمال إفريقيا وتبذل كافة الجهود لتحقيق ذلك. وتقدم الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب حوالي 30 مليون دولار سنوياً، وقد وافقت هيئة الألفية المدعومة من الحكومة في 31 أوت 2007 على مساعدات أمريكية على مدار خمس سنوات بمقدار 697.5 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية للمغرب.
أما ما يتعلق بفرنسا فقد ذكر "نيكولا ساركوزي" أن فرنسا مسؤولة عن 60 في المائة من الاستثمار الأجنبي في المغرب منذ العام 2000 وأن 500 شركة فرعية تابعة لشركات فرنسية تعمل في المغرب وتوظف مجتمعة 180 ألف شخصاً وذكرت الحكومة الفرنسية أن: [[ فرنسا هي الموفر الأساسي للمساعدات الثنائية للمغرب، مع منح 220 مليون يورو في عام 2006 ، أي زهاء 53 بالمئة من اجمالي المساعدات الثنائية من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، واجمال اسهام فرنسا ، بما في ذلك النقود الممنوحة عبر المنظمات الدولية هو 270 مليون يورو ، أي 40 بالمئة في اجمالي المساهمات الواردة من منظمة التعاون الاقتصادي.
وذكر رئيس الوزراء الفرنسي "فرانسوا فيون" في كلمة ألقاها في المغرب في 17 أفريل 2008 :[[ أريد أن أوضح كم تدعم فرنسا مبادرات المغرب من أجل كل موضوع الصحراء المؤلم، وكم تبذل فرنسا من أجل شرح مبادرات المغرب في الأمم المتحدة]].

[الزمزوم]

ماهي منطلقات موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية؟
ينطلق موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية من عدة اعتبارات مبدئية وقانونية وإنسانية وأخلاقية أولها على الإطلاق القرار الذي أصدرته لجنة تصفية الاستعمار التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي تمثلت في أن تضمن الجمعية العامة للأمم المتحدة حقوق الشعب الصحراوي، وأن السلطة الحاكمة مسؤولة عن توجيه شعب الصحراء إلى الاستقلال وممارسة حقه في تقرير المصير من خلال استفتاء تنظمه السلطة الحاكمة "إسبانيا" بالمشاورة مع المغرب وموريتانيا والجزائر ، كما دافعت الجزائر عن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي استناداً للقرار رقم 1514 الصادر في الدورة 15 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها والإقرار بكامل حريتها في اخيار وضعهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، كما استندت الجزائر في موقفها من قضية الصحراء الغربية إلى القرار رقم: 20/3229 الذي يؤكد على ضرورة اتخاذ الخطوات العاجلة في الإقاليم التي لم تحقق استقلالها لتحويل السلطة إلى شعوب هذه الأقاليم بدون شروط أو تحفظ في التعبير وبكل حرية ودون النظر إلى المعتقد أو اللون أو الجنس لكي يتم الحصول على الاستقلال التام . كما استند موقف الجزائر اتجاه قضية الصحراء على قرارات الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة: 24/2591، 25/2711، 27/2984، 63/2831 والتي تقر بوجوب ممارسة سكان الصحراء الغربية لحقهم في تقرير المصير من خلال الاستفتاء.
وانطلاقاً من المادة 20 من الميثاق الإفريقي التي تنص على أن: جميع الشعوب لها الحق في البقاء، ولها الحق الثابت غير المنازع فيه في تقرير مصيرها. وللشعوب الحق في أن تحدد بحرية وضعها السياسي وأن تحقق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية وفقاً للسياسة التي تقررها بحرية.
لذلك فموقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية نابع من مبادئ سياستها الخارجية التي تبلورت أثناء ثورتها التحريرية والتي عرفت بها عالمياً فيما بعد، خاصة قدسية الحدود الموروثة عن الاستعمار، وهو موقف بات العالم يعلم اليوم بأنه ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقراراته حول تصفية الاستعمار في اقليم الصحراء الغربية، وهذا ما أكدته مختلف المذكرات المقدمة إلى هذه المنظمات في إطار سعيها لإيجاد حل سلمي وعادل لهذه القضية.
النتائج المستخلصة: من خلال العرض أعلاه يمكن الخروج بالنتائج التالية:
1 – أن الصحراء الغربية مر بها عدة غزاة ومستعمرين كلهم رحلوا بلا رجعة بفضل نضال ومقاومة الشعب الصحراوي وحده ولا جندى مغربي سقط دفاعاً عن الإقليم وحدهم الصحراويون وقفوا وتصدوا لكل استعمار حاول احتلال أرضهم.
2 – أن اسبانيا هي الاستعمار التقليدي للصحراء الغربية لأنه عمر مدة طويلة في الإقليم 1884 حتى 1975وقد وجد هذا الاستعمار الصحراء كما وجد الاستعمار الغربي كل البلاد التي استعمرها بلا معالم حدودية.
3 – أن تسمية الصحراء الغربية أطلق عليها منذ بداية الاستعمار لها وإن أطلقت عليها اسبانيا بعيد استعمارها لها تسمية "الصحراء الاسبانية".
4 – أن اسبانيا خرجت وتركت حدود استعمارية تحدد معالم الإقليم الحدودية هذه الحدود التي تحكم كل البلدان التي أُستعمرت من قبل كل المستعمرين التقليديين بما فيهم المغرب وموريتانيا وغيرها من الدول التي تعرضت للاستعمار.
5 – أن الاستعمار الاسباني خرج نتيجة مقاومة الشعب الصحراوي وحده، فالشعب الصحراوي هو الذي حرر أرضه بنفسه وليس أحداً آخر وأن تضحياته الجسام طوال فترة الاستعمار المتعدد على هذا الإقليم يكون هو السبب الرئيس لخروج الاستعمار آخره الاستعمار الاسباني والاستعمار الموريتاني ودحر الاستعمار المغربي إلى ما وراء جدار الفصل غير الشرعي وغير القانوني، هذا الاستعمار الذي ما زال يحتل أجزاءً واسعة من الصحراء الغربية يتعارض مع القانون الدولي والشرعية الدولية.
6 – أن الاستعمار الغربي الاسباني لو كان يعلم أن أرض الصحراء الغربية مغربية لتركها للمغرب ولو كان يعلم أن أرض الصحراء الغربية موريتانية لتركها لموريتانيا ولأعلن على أنها أرض مغربية أو أنها أرض موريتانية علماً أنه ليس هناك مغربياً أو موريتانياً واحداً سقط في الصحراء الغربية دفاعاً عن الصحراء الغربية طوال فترة احتلال الاستعمار المتعاقب عليها وصولاً إلى الاحتلال الاسباني فمن ضحى ومات دفاعاً عن الصحراء الغربية هو الشعب الصحراوي، والدليل على ما نقول هو أن اسبانيا حاولت تقسيم الإقليم بين المغرب وموريتانيا وكل طرف من هؤلاء أي المغرب وموريتانيا قدم فيما بعد وثائق حاول بها كل طرف من هؤلاء إدعاء سيادته الترابية على الصحراء الغربية والتي أسقطت ادعائهما في نهاية المطاف محكمة العدل الدولية في "لاهاي".
7 – أن منظمة الأمم المتحدة عندما اِستشارت محكمة العدل الدولية كان جوابها أن هناك نوع من الروابط بين الصحراء الغربية والمغرب وبين الصحراء الغربية وموريتانيا ولكنها لا ترقى إلا روابط سيادة أحد البلدين على التراب الصحراوي.
8 – أن المغرب كمملكة وسلطنة طوال الوقت ومنذ وجودها كشكل من أشكال الدولة لم يُعرف أنه كانت له السيادة الترابية على إقليم الصحراء فالعراق له علاقة بالكويت تدل عليها وثائق رسمية وعلاقات سيادة ترابية وعلاقات نسب بين العائلات في جنوب العراق [البصرة] والكويت وعلاقات تاريخية لو اُستشيرت محكمة العدل الدولية "بلاهاي" في هذا الموضوع لأعطت حق سيادة العراق على الكويت بكل تأكيد وهذا الذي تعلمه بريطانيا وأمريكا والعالم بأسره بشكل جيد وباعتبار الكويت محافظة ضمن محافظات الدولة العراقية ولم تفصلها خرائط الاستعمار عن العراق وعندما هم العراق لاسترجاع أرضه شُنت عليه حربين عالميتين الأولى حرب الخليج الثانية في سنة 1991 من طرف جورج بوش الأب والعدوان الثلاثيني [30 دولة] والثانية حرب الخليج الثالثة في سنة 2003 [جورج دبليو بوش الابن الصغير بحجة علاقة النظام بالقاعدة وامتلاكه أسلحة دمار شامل والذي كشفت الأيام زيفه وكذبه] أدت في النهاية إلى تدميره، فالمغرب وموريتانيا لم تستطيعا تقديم وثائق قانونية دامغة تؤكد على سيادتهما على الصحراء الغربية وكل ما هنالك مبايعة بعض القبائل وعلاقات تجارة يقوم بها البدو الرحل لا ترقى لتجعل من الصحراء الغربية مغربية أو موريتانية، وهذا النوع من العلاقة موجود أيضاً بين الصحراء الغربية والجزائر أي دول الجوار التي تحدها، فأرشيف المغرب كمملكة وسلطنة وعلى امتداد قرون من وجوده ونشأته لا يملك وثائق قانونية تؤكد سيادة المغرب على الصحراء الغربية ولا حتى الروابط العائلية بين العلاقات بين البلدين تضمن علاقة ترقى إلى سيادة المغرب على الصحراء الغربية.
9 – أن الشعب الصحراوي منذ دخول الاحتلال أرضه على تعدده وفي كل وقت لم يتوقف عن مقاومته وإخراجه ودحره واستطاع هذا الشعب الأبي من بناء وتأسيس حركات مقاومة توجت في النهاية بـــــــــ جبهة البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي والتي حاربت الاستعمار الإسباني وبعد ذلك حاربت الاستعمار الموريتاني وطردتهما خارج الصحراء الغربية ودحرت الاستعمار المغربي إلى ما وراء الحدود المحررة وما زالت تسعى لتحرير كامل التراب الصحراوي.
10 – أن خروج موريتانيا التي كانت طرفاً أساسياً في قضية الصحراء والتي قدمت في وقت سابق ملفات ووثائق تثبت سيادتها على الصحراء الغربية أبطلتها محكمة العدل الدولية في "لاهاي" وعقدها بعد ذلك اتفاقية سلام مع جبهة البوليساريو واعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية فيما بعد دليل قاطع لا تبدده الشكوك على أن الصحراء الغربية تشكلت ضمن الحدود التي تركها الاستعمار في هذا الإقليم كما هو الحال في كل البلدان التي عاشت ظاهرة الاستعمار لبلدانها.
11 – لو كانت الصحراء الغربية مغربية كما يزعم المغرب فلماذا قبل تقاسمها مع موريتانيا في الاتفاقية الثلاثية التي جمعت اسبانيا والمغرب وموريتانيا؟، ولماذا لم يتحرك للحرب على اسبانيا عندما كانت تحتل الصحراء الغربية؟، ولماذا لم يتحرك عندما دخل الجيش الموريتاني في جنوب الصحراء الغربية واكتفى باحتلال شمال الصحراء الغربية الغني بالمعادن والثروات والنفط؟، ولماذا لم يشارك الجيش المغربي في الحرب على موريتانيا في داخل الصحراء الغربية يوم خروج الاستعمار الاسباني من الإقليم بشكل كلي وقانوني ونهائي؟، ولماذا عرض المغرب على الجزائر فيما بعد تقاسمها معها وقد رفضت القيادة الجزائرية ذلك العرض لأن الجزائر لا أطماع لها في هذا الإقليم؟، وهي بمواقفها اتجاه القضية الصحراوية إنما تسعى وراء مبادئها وقيمها ومثلها وذلك في تحرر الشعوب هذا المبدأ الذي تبنته منذ انطلاق ثورتها المجيدة الخالدة على الاستعمار الفرنسي الغاشم والذي عرفت به عالمياً وتعاملت به طوال الفترة الماضية وفي الحاضر وفي المستقبل وطوال الوقت مع جميع الدول المُستعمرة حتى نالت استقلالها والتي ما زالت تنتظر والتي ربما ستتعرض للاستعمار في المستقبل على امتداد القارات الخمس؟
12 – أن اعتداء المغرب على بلدان رسمتها حدود الاستعمار "على حدود موروثة من الاستعمار" وبخاصة الصحراء الغربية التي رسمت حدودها قوى الاستعمار الفرنسي والاسباني هو انتهاك للاتفاقيات الدولية التي حددها النظام الدولي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية في "يالطا" وهو سابقة في التاريخ والتي ستعطي من اليوم فصاعداً شرعية لأي دولة ستحتل دولة أخرى وستقوض منظمة الأمم المتحدة والشرعية الدولية وستدفع بلا شك لإحياء الفكر الامبراطوري التوسعي لدى الدول التي كانت في الماضي سبباً في اندلاع الحروب العالمية الأولى والثانية وستزيد في تقويض السلم العالمي وزيادة التنافس الاستعماري على دول العالم الثالث طلباً للثروات والمعابر المائية والمواقع الاستراتيجية وستجعل الامبراطورية النمساوية مثلاً تطالب بحقوقها في الأراضي الأوروبية التي كانت تملكها قبل الحرب العالمية الأولى، ومطالبة تركيا بحقوقها في البلدان التي كانت تسيطر عليها قبل نهاية فترة الخلافة العثمانية للبلاد العربية والإسلامية، وبريطانيا ومطالبتها بحقوقها في الولايات المتحدة وفي استراليا وفي أقصى شرق آسيا وجنوب إفريقيا، والإمبراطورية اليابانية ومطالبتها بالأراضي التي كانت تسيطر عليها قبل ظهور خرائط الاستعمار التي وجب احترامها لأن عدم احترامها سيؤدي لعدم الاستقرار العالمي وإلى الحروب العالمية والإقليمية وإحياء التنافس الاستعماري من جديد.
13 – أن موقف الجزائر اتجاه الصحراء الغربية لا يختلف عن موقف الجزائر اتجاه قضية فلسطين واتجاه كل القضايا التي ارتبطت بالدول التي تسعى للاستقلال ونيل الحرية، وهو موقف لا تمليه إلا مبادئ الجزائر الراسخة مع جميع الدول التي كانت مستعمرة والتي ما زال البعض منها يسعى لنيل الاستقلال اليوم، مبادئ أرست لها ثورة نوفمبر المجيدة وهي حق الشعوب في تقرير المصير وتصفية الاستعمار وهي مبادئ تبنتها منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي منذ البداية أي يوم نشأتهما وتأسيسهما.
14 – أن قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار على الإطلاق، وهي منذ الستينيات في أروقة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والتي حسمت موقفهما منها وذلك بالإقرار أنها قضية تصفية استعمار وبالدعوة إلى حق تقرير المصير وأن الحل هو في الاستفتاء.
15 – أن قضية الصحراء الغربية سواء مع الاستعمار الاسباني أو الاستعمار الموريتاني أو الاستعمار المغربي هذا الأخير الذي ما زال يحتل أجزاء واسعة من اقليم الصحراء ظهرت قبل استقلال الجزائر أي سنة 1961، وبالتالي فالمشكلة منذ البداية كانت ولا زالت بين المحتل المغربي والشعب الصحراوي أما الجزائر فقد وقفت إلى جانب الشعب الصحراوي كما وقفت مع الكثير من الشعوب الأخرى التي عاشت ظاهرة الاستعمار والاحتلال وكانت مواقفها تنطلق استناداً للشرعية الدولية والقانون الدولي ومقررات منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمؤسسات الدولية وإيماناً بمبدأ الجزائر التي وقفت مع دول في أمريكا اللاتينية وفي إفريقيا وفي جنوب آسيا في إطار مبدأ تحرر الشعوب الذي يؤكد عليه ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها بل يكاد يكون هذا المبدأ هو سبب انشاء هذه المنظمة إلى جانب تحقيق الاستقرار العالمي وحل المشكلات في العالم بالطرق السلمية، إلى جانب مواثيق الاتحاد الإفريقي.
16 – أما الاستفتاء فكان مطلب الشعب الصحراوي وقد طرحته منظمة الأمم المتحدة في الستينيات من القرن الماضي ودعمته محكمة العدل الدولية، واقترحته الأمم المتحدة ودُفعت إلى العمل به إسبانيا فيما بعد تحت طائلة الضغوط الدولية المطالبة بتصفية الاستعمار وحق تقرير المصير للشعوب المُستعمرة والتي من بينها الشعب الصحراوي في فترة استعمارها وقبيل خروجها من الإقليم الصحراوي، وقبل به ملك المغرب الحسن الثاني واقترحه كحل للنزاع في احدى دورات منظمة الوحدة الإفريقية، وهو الحل العادل للقضية الصحراء الغربية.
وبالتالي فإن قضية الصحراء وكل القضايا العالقة في العالم حلها مرهون برغبة العالم بالدفع بالحلول السلمية لإيجاد حلول في إطار الشرعية الدولية وفي ظل احترام القوانين الدولية ومقررات منظمة منظمة الأمم المتحدة بما يحقق العدل والسلام لهذه الشعوب والتي من بينها الشعب الصحراوي الذي وبعد نضال طويل يجد أن الكثير من الهيئات تنكرت لمبادئها في ظل عالم هيمنت عليه القوى الظلامية الغاشمة على حساب المبادئ والقيم والمثل التي عبرت عليها قوانين هذه المنظمات الدولية العريقة، وفي ظل مقايضة القضايا الإنسانية العادلة بصفقات أشبه ما تكون بسمسرة عقارات أكثر منها حلول دائمة لاستقرار العالم.
17 – أن احتلال المغرب للصحراء الغربية ليس تكريساً لحق يسعى لاسترداده بقدر ما هو استعمار واحتلال لا يختلف عن باقي الاحتلال المتعاقب على إقليم الصحراء الغربية والسبب في ذلك طبيعة نظام المخزن التوسعية وسعيه لنهب وسرقة ثروات الصحراء الغربية خاصة بعد اكتشاف الفوسفات وحجم الثروة السمكية الكبيرة التي يزخر بها الإقليم ناهيك عن الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به هذا الإقليم بالنسبة للدول الغربية حليفة المغرب منذ بداية الحرب الباردة وانقسام العالم إلى كتلة شرقية وأخرى رأسمالية، ولكن الأحداث الأخيرة التي انطلقت مؤخراً في الصحراء الغربية وإلى جانب ما يجري في المشرق العربي من محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وتحجيم دور إيران والقضاء على المقاومة العربية والإسلامية في المنطقة فإنه لا يخلو من رائحة النفط والغاز التي انتشر كلام عن وجوده في سواحل الصحراء الغربية، فأنف أمريكا لا يخطئ وهو الذي يحرك أساطيلها الحربية شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً ويبدو أن هذا من بين الأسباب التي أخذت الأمور إلى ما نشاهده اليوم إلى جانب ثروات كبيرة يزخر بها إقليم الصحراء الغربية وما خفي من ثروات فيها وتعرفها دول الاستعمار القديم والجديد وشركاته المفترسة أكبر وأعظم.

[الزمزوم]

18 – أن منظمة الأمم المتحدة من خلال الجمعية العامة ومجلس الأمن اتفقوا على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار ومطالبتهما بحق تقرير المصير بواسطة الاستفتاء.
19 – أن الصحراء الغربية إقليم رسمت قوى الاستعمار حدوده مثلها مثل المغرب أو الجزائر أو مصر أو سوريا أو أي بلد آخر مر بفترة استعمار وكان يمكن أن تكون دولة مثلها مثل فرنسا أو بريطانيا أو تونس أو الإمارات أو البحرين أو أي دولة أخرى في إطار شكل الدولة الحديث ولكن أطماع موريتانيا والمغرب التوسعية في ترابها وثروتها حال دون حصول ذلك الأمر.
20 – أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية قائمة ولها حكومة ولها جيش الذي تقوده جبهة البوليساريو وقد اعترفت بها منظمة الوحدة الإفريقية وهي كاملة الحقوق فيه وهي عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي وتعترف بها أكثر من 70 دولة عبر العالم وتقيم علاقات دبلوماسية كاملة معها من بينها موريتانيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي...إلخ ، هذا على مستوى إفريقيا ولها علاقات مع دول في أمريكا اللاتينية في فنزويلا وكوبا ..إلخ، ولها مكاتب تمثيل في روسيا الاتحادية وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا، ولها جالية كبيرة في أوروبا وآسيا وأمريكا.
21 – حدود الصحراء الغربية موروثة عن الاستعمار كما هو الحال في لبنان والأردن ..إلخ وليس حدود تقسيم جديدة ظهرت مع خطط "بيرانار لويس" كما هو الحال في حالة أكراد العراق الذين وقف معهم الكيان الصهيوني وقد كان "مصطفى بارزاني" أحد الذين أسسوا للانفصال في العالم العربي وخاض حروباً على العراق في زمن الراحل "صدام حسين" وجدير بالذكر أنه كان يحمل رتبة عالية في جيش الكيان الصهيوني وقد قام الإقليم في الآونة الأخيرة بإجراء استفتاء دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد وأمام رفض العراق والكثير من دول العالم وحتى في أوساط الوطنيين والإسلاميين من الأكراد أنفسهم في إقليم كردستان أو في المهجر وكانت النتائج حسب حكومة الإقليم لصالح الاستقلال عن العراق وتأخُر ترسيم هذه الخطوة يعود إلى انهيار أسعار النفط وسقوط عاصمة النفط الكردية المستقبلية "كركوك" والتي كان يطلق عليها اسم التأميم سابقاً [كنز الدولة الكردية المفقود]، والتي كان يزمع الأكراد بناء اقتصادهم من خلال مداخيل نفطها وتبخرت مع تراجع عصر النفط لصالح الغاز الصخري والطاقات النظيفة والمتجددة وهي موجودة بشكل كبير في الدول الغربية الصناعية مثل: أمريكا والتي كانت تفتقد في الماضي لهذا النوع من المواد، كما أن حالة "دولة جنوب السودان" لم تُخلفه خرائط استعمار ورغم ذلك سَمح الغرب لجنوب السودان ذا الأغلبية المسيحية من اجراء استفتاء وانفصل في الأخير عن السودان بعد حرب طويلة على الحكومة المركزية في الخرطوم أذكته القوى الاستعمارية الغربية والكيان الصهيوني، كما أن "دولة إقليم تيمور الشرقية" ذات الأغلبية المسيحية الذي كان جزءً لا يتجزأ من إندونيسيا أكبر بلد مسلم في تعداد السكان لم تكن حالته ضمن ما خلفه الاستعمار من خرائط تحدد وترسم حدوده وإنما كانت ضمن مخطط الغرب للعالم العربي والإسلامي وقد سَمح الغرب ودعم انفصالها عن إندونيسيا في استفتاء تيمور الشرقية وهي تحوز اليوم على "استقلالها"، لذلك لا ينبغي الخلط بين قضية الصحراء الغربية أو غيرها من القضايا التي حُدودها موروثة عن الاستعمار والتي رسم هذا الأخير حدودها منذ بداية احتلاله لها أي لحظة دخوله لها كما هي جميع دول العالم الثالث التي تعرضت للاستعمار والتي من بينها الصحراء الغربية وفلسطين المحتلتين وبين هذه الحالات الجديدة جنوب السودان وإقليم كردستان العراق وتيمور الشرقية، بدليل أن الكيان الصهيوني وفرنسا وأمريكا التي تقف مع خرائط "بيرنار لويس" لتقسيم المنطقة العربية والإسلامية يقف اليوم مع سيطرة المغرب على إقليم الصحراء الغربية، فالصحراء الغربية تدخل في إطار الدولة التي ورثت الحدود من الاستعمار وهي لا علاقة لها بحالة أكراد العراق أو جنوب السودان أو تيمور الشرقية لأن هذه الدول وغيرها هي ضمن خرائط التقسيم التي رسمها المفكر الصهيوني الأمريكي "بيرنار لويس" ويبدو ولأسباب تتعلق بيهود المغرب الموجودين في فلسطين المحتلة والتي لهم علاقة بنظام المغرب الحاكم ومن خلال اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة "إيباك" جعل المغرب خارج هذه الخرائط بصورة مؤقتة بدليل أن أمريكا والكيان الصهيوني عملت على تمزيق التراب العراقي وخلقت الكيان الكردي في شماله وتسعى لخلق كيان كردي في جنوب تركيا وفي شمال شرق سوريا وفي شمال غرب إيران، وأمريكا والكيان الصهيوني وفرنسا كانت وراء تقسيم السودان إلى شمال وجنوب وهم من كتبوا قصة "دارفور" التي توشك أن تكون دولة هي الأخرى، وأستراليا وأمريكا والكيان الصهيوني وفرنسا كانت وراء انفصال تيمور الشرقية عن إندونيسيا رغم أن هذه الدول الجديدة التي ظهرت مؤخراً لم تكن لها خرائط تحدد حدودها أي مورثة عن الاستعمار، ولكن الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين والمغتصب لحق الشعب الفلسطيني على أرضه بالإضافة إلى فرنسا وأمريكا هم اليوم مع المغرب في الاستيلاء على إقليم له حدود مورثة عن الاستعمار الإسباني.
22 – إن السكوت على احتلال المغرب لدولة الصحراء الغربية جغرافياً [حدود موروثة عن الاستعمار] وشعبياً[الموجود في الأراضي المحررة، وفي المخيمات وفي الأراضي المحتلة] وله حكومة [الرئيس غالي ووزارات] وله جيش [جبهة البوليساريو] و التي ورثت حدودها المعلومة من الاستعمار الاسباني ككل دول العالم الثالث التي مرت بفترة استعمار سيعطي شرعية للاحتلال الصهيوني في فلسطين، وسيعطي شرعية لتركيا في غرب ليبيا وفي شمال سوريا وفي شمال العراق وفي أذربيجان .. فتركيا رجعت لبلدان جمعتها بها وثائق قانونية وحتى ارتباطات عائلية من الأتراك الليبيين [ليبيون ذوي أصول تركية] ومن عراقيين تركمان ومن سوريين تركمان .. وسيكون من حق تركيا أن تعود هي والاستعمار القديم لاحتلال البلدان التي كانت تسيطر عليها في الفترة الماضية من القرنين الماضيين، كما يمكن لأمريكا أو فرنسا المطالبة بجزيرة "هاييتي"، إن السكوت على استعمار المغرب لأجزاء من الصحراء الغربية التي ما زال يحتلها رغم رفض الشعب الصحراوي له وحمل السلاح في وجه هذا الاستعمار ورغم اللوائح الأممية التي تدعو المغرب لاحترام مبدأ تصفية الاستعمار وحق تقرير المصير وتطبيق مقررات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي سيقوض بلا شك القانون الدولي وسيضعضع منظمة الأمم المتحدة، وسيعود العالم بلا شك إلى فترة ما قبل عصبة الأمم المتحدة وهيئة ومنظمة الأمم المتحدة وما فيها من تجاوز لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وحريتها على أساس القوة وفرض سياسة الأمر الواقع التي لا تلزم الشعوب في شيء وإلى احياء الصراع على ثروات العالم على أساس التقاسم والمقايضة وليس على أساس القانون والمبادئ والعدل، وستعجز منظمة الأمم المتحدة عن حل أي قضية تتعلق باستعمار بلد لبلد آخر في المستقبل وستسقط معه قضية "كشمير" وقضية "فلسطين" و"قره باخ" والكثير من القضايا التي ما زالت معلقة في أروقة الأمم المتحدة وهي تربو عن 19 قضية لتصفية الاستعمار .
23 – إن إلغاء الحدود الموروثة عن الاستعمار في حالة الصحراء الغربية والسكوت وتبرير احتلال المغرب لها أو تسليمها له سيشجع الامبراطوريات والدول التي خسرت أراضي على أساس تلك الحدود في إطار النظام الدولي الذي تشكل بعد 1945 تاريخ نهاية الحرب العالمية الثانية وستفكر هاته الدول والامبراطوريات للعودة إلى ما يعتقدون أنه حق لهم انتزع منهم بفعل هزيمتهم في الحروب وأنه وجب اليوم وبعد تقويض الولايات المتحدة لمنظمة الأمم المتحدة وللهيئات الدولية استرجاع أرض هي لهم الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة استقرار العالم وسيعود العالم بلا شك إلى فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وسيزيد من نزعات التوسع لدى الدول في المستقبل القريب وذلك لترك أمريكا تنعزل وحدها بعيداً عن هؤلاء وعن شجون العالم لتعود أمريكا لبناء نفسها من جديد والعودة مرة جديدة بعد انهيار العالم باعتبارها المنقذ له وكسيادة لهذا العالم وكرائدة لا منافس لها على الساحة الدولية [استراتيجية هدم كل شيء لأخذ كل شيء] غير أن الظروف التي حملت أمريكا لقيادة العالم فيما مضى ليست هي نفسها اليوم ولذلك من المبكر معرفة خطط أمريكا لاستعادة ريادتها على العالم وهناك جهل بحجم النتائج التي قد يحصدها العالم من جراء ذلك أي ما تقوم به هذه الإمبراطورية.
بقلم: الزمزوم*
المصادر والمراجع:
* - مواطن عربي
1 – الأمم المتحدة [الميثاق الأممي].
2 – بوزيد عمر، نزاع الصحراء الغربية أزمة التسوية والتقاطب المغربي الجزائري [1 ، 2].
3 – تقرير بعثة تقصي الحقائق من قبل الاتحاد الإفريقي للصحراء الغربية، 24 – 28 سبتمبر 2012.
4 – عبد الرحيم المنار سليمي، تعليق على حدث، مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، يونيو 2009.
5 - لدغش رحمة، أبعاد قضية الصحراء الغربية وموقف الجزائر الثابت منها، مجلة أفاق للعلوم، المجلد 5، العدد 3 ، جامعة الجلفة، 2020.
6 – مسعود شعثان، نزاع الصحراء الغربية والشرعية الدولية، حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير المصير، رسالة دكتوراه، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر، 2007.
7 – مركز دراسات أكسفورد، التهجير المطول للصحراويين اللاجئين، جامعة أكسفورد، 2011.
8 – موجز الأحكام والفتاوى الصادرة من محكمة العدل الدولية [1948 – 1991]، منشورات الأمم المتحدة، 1992.
9 – يحي أبو زكريا، الطريق إلى الصحراء الغربية عبر تل أبيب، ناشري، 2003.
10 – منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايت وتش" ، حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ، ديسمبر 2008.
11 – منظمة العفو الدولية، استعراض حالة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2019.