جزائر العهد الجديد تفشل في تسيير مرض رئيسها

[Mohand_Zekrini]

جزائر العهد الجديد تفشل في تسيير مرض رئيسها
جزائر العهد الجديد تفشل في تسيير مرض رئيسها عبد المجيد تبون، مثلما فشلت جزائر العهد البائد في تسيير مرض رئيسها عبد العزيز بوتفليقة، وكانت السلطة أنذاك عندما تشتد عليها الإشاعات تستدعي الدبلوماسي لخضر الإبراهيمي ويظهره الإعلام الحكومي رفقة الرئيس لإيهام الناس أن اجتماعا عقد بين الاثنين، وكان السيد لخضر الإبراهيمي يتحرج عندما تطرح عليه الأسئلة عن مرض الرئيس، وكان يرد "أنه عندما تسمح الفرصة لزيارة البلاد، فمن الضروري الاجتماع بالرئيس لتبادل الأفكار حول قضايا الساعة، وأن زيارة المريض واجب"، وأنه أستغل حتى اللاعب زين الدين زيدان في هذه اللعبة.
كما تفعل السلطة اليوم عندما اشتدت عليها الإشاعات عن مرض رئيسها، بثت شريط فيديو بحساب الرئيس عبر موقع التواصل الاجتماعي وتم نقله عبر إعلام السلطة سواء الحكومي والخاص، وكان يبدو شاحب الوجه وعلامات الإعياء ظاهرة عليه ويتلعثم في الكلام، رغم التحسينات التي تكون استعملت في التصوير والتركيب والإخراج، وليت لم يبث مثل هذا الفيديو.
الرئيس الذي غاب عن تسيير شؤون البلاد منذ أواخر شهر أكتوبر، وكانت الرئاسة منذ يومذاك خرجت ببيانات تلو أخرى مفادها أن الرئيس دخل في الحجر الصحي طواعية كإجراء احترازي كون أن أعضاء في الحكومة وموظفين في الرئاسة أصيبوا بمرض كورونا، ومن بعد أن الرئيس أدخل مستشفى عين النعجة العسكري لإجراء فحوص وتحاليل عن حالته الصحية الطارئة التي ألمت به، وتعود وتقول أن الرئيس نقل إلى خارج الوطن إلى مستشفى بألمانيا لإجراء فحوض وتحاليل معمقة عن حالته الصحية، ولم تشير لا إلى نوع مرضه ولا حتى المدينة التي يتواجد بها المستشفى، حتى أن فضح الأمر المالك السعودي وولي عهده في رسالتيهما اللذين أشارا إلى نوع المرض وهو كوفيد19، وتعود الرئاسة بعدها وتشير إلى نوع المرض، بعدها أن الرئيس خرج من المستشفى ولكن لازال بألمانيا يقضى فترة ما بعد العلاج، لكن بدون الإشارة أين؟ وإلى يوم 13/12/2020 أين بثت الشريط الفيديو.
والسؤال المطروح، لماذا لم تتعلم الرئاسة من الكيفية التي سيرت بها بريطانيا مرض رئيس وزارها جونسون بكوفيد19؟ ومن بعد الكيفية التي سيرت بها أمريكا مرض رئيسها ترامب بنفس المرض وهو في أوج الحملة الانتخابية، والكيفية التي تسير فيها حاليا فرنسا مرض رئيسها ماكرون.
وكان يكفي أن تعطي الرئاسة الأخبار الصحيحة عن مرض الرئيس من الأول، وبدون أن تكذب، وأن تزود الناس بالمستشفى الألماني والمدينة التي يتواجد فيها والمكان الذي يقضي فيه فترة ما بعد العلاج بعد الخروج من المستشفى، المعلومات التي بقيت سرية ومجهولة على الموطن الجزائري الذي يتبجحون بخدمته، وكان يكفي أن يظهرون صورة للرئيس ولو كان على فراش المرض من فترة إلى أخرى وإن لم يستطيع الكلام فيلوح بيده لدحض أية إشاعات إلا أنهم لم يفعلوا.
لكن إلى متى تحجب على الشعب مثل هذه المعلومات؟ إنها يا ناس مصداقية الدولة هي التي على المحك...
الأستاذ/ محند زكريني