يوميات شاعر متهالك - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الحياة اليومية > أرشيف منتدى الحياة اليومية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

يوميات شاعر متهالك

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-08, 20:16   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(31)

تخذلني أشواقي ، وهي توغلُ في نرجسيتها العفوية ، وتتهادى على مسرح فؤادي بأدوارها البليدة ، متقمصة ًرجعية ًعبثية ، وتقدمية ًبلهاء .
هي لا تجيدُ الحديث ، إلا بأنانيةٍ بغيضةٍ حمقاء ، وقولٍ مفعم ٍبالغرورِ العفِنْ . نزقٌ يتنزّى على كاهل قامتي الآيلةِ للسقوطِ الفاضحِ حدَّ الجريمةِ الشنعاء . قامتي المتعبة ، قامتي الملونةُ بأطياف الوجع السرمدي ، والمصلوبةُ على أعمدة الفجيعة المدهشة ، والمرسومةُ على الجدران الرمادية ، وأرصفةِ المدائن المثقوبة . تلك المدائنُ الهاويةُ الى قاع الرماد ، والمسحوقةُ كالبارودِ في جوف بندقيةٍ قديمة .
أنانية ، لن تملّ الحديثَ عن تهالكها في تهالكٍ متصاعدٍ ، يزيدُ من تخاذلها وخذلانها ، ويحثها على انفلات وحدتها ، وخصوصيتها ، ورهبة الحلم القابع في ظلال أوردتها .
تلك أشواقي النرجسية ، لا ترى وجهَها إلا في مرآتها المتكسرة ، والمتناثرة على بساط أوجاعها ، وهزائمها ، وانكساراتها المريرة . ولا تلمحُ ظلَّها إلا على صفحةِ ماءِ هروبها ، وشفقِ سماءِ انفعالاتها ، وثوراتها الهادئة ، والمستسلمة .
يتبع...









 


قديم 2015-01-08, 20:19   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(32)

مُتعَبٌ أنا ، متعبٌ لأكتمل . أحاول عبثاً لملمتي ، أتساقطُ ورقة ًورقة ، في خريف أحلامي وأيامي . عبءٌ أنا على نفسي المتعبة ، والمثقلة بهواجسي ، والعاجزة عن رسم وجهي وظلي .
متعبٌ لأكتملَ في داخلي ، صوتي يجرحُ صوتي ، يدي تفتكُ بيدي ، كلي يهجم على بعضي ، أنتظرني فلا أجيء ، إلا ساعة أرحل ، ولا أرحل ، أبقى وحدي دوني ، ولا شيء معي .
متعبٌ لأكتمل في خارجي ، أتخبَّطُ في خياراتي ، أتضاربُ معي ، أناقضني ، وأسعى في معارضتي ، أمحو حرفي ، أكسر قلمي ، وأقلبُ طاولتي .
متعبٌ ، ولا شيءَ ينقذني مني ، تتساقط بعض أجزائي ، تمشي خلفي ، تصوبُ سهماً الى ظهري ، أحملها على رأسي ، تثقب جمجمتي وذاكرتي ، أضعها في جيبي ، تقلقني ، تفتشني ، تعبث في ثوبي .
متعبٌ ، أصرخُ ولا أسمعني ، أمامي تتقافز لغتي ، تهرب مني ، تقفُ في وجهي ، تشتمني ، ترسمني مقلوباً ، أو مشنوقاً الى ظلي .
لغتي تأباني ، آهٍ من لغةٍ تتجاهلني ، تأبى أن تكتب حزني .
متعبٌ أنا ، متعبٌ لأكتمل
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:23   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(33)

مدائنٌ هاربة أو متهربة أو مهرَّبة ، تلك المدائنُ الصامتة أو المتصنتة ، تلك التي تتمدد أو تنكمش ، مدن الصقيع ، مالها باب ، سوى باب الهروب الوحيد المغلق . مدنٌ ، الداخل فيها مفقود ، والخارجُ منها مولود . مدائنُ الموت المعلّب ، والسحق المنمق ، والأسر الجميل المهذّبْ .
مدن العقول المشنوقة بشوارعها وأرصفتها ، والمخنوقة بأبوابها ونوافذها ، مدن الأجساد الضائعة ، والقلوب الخاضعة ، مدن الشرفات المهزومة ، والجدران المكلومة ، مدنٌ ، لا رأسية ولا أفقية ، بل تحتية أو سفلية .
مدنٌ مثقوبة ، كل ما فيها أجوفٌ فارغ ، من أول شارع ، حتى البر ، حتى البحر ، حتى الهواء الفاسد القاتل .
مدنٌ لا وجه لها ، مفتوحة ٌمغلقة ، مقبلة ٌمدبرة ، من أين أتيتها لا تجدها ، القادم اليها راحل ، والمهاجر منها زائل ، والساكن فيها مختلٌّ أو مجنون . مدنٌ كانت ولا تكون ، كلا ، أبداً ، ولن تكون .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:26   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(34)

قلقٌ ممتدٌ على طول الطريق ، من القلب الى القلب ، من العقل الى العقل ، من الجسد المجهد ، حتى الجسد الخائر المقعد .
قلقٌ ، قلق ، نمشي يمشي ، نجري يجري ، نصعدُ يصعد ، نهبط يهبط ، حتى حين ننام ، يتدثرُ في مآقينا ، في أفواهنا ، في عيون أطفالنا ، ولا ينام ، يظلُّ عابثاً في أحلامنا ، أضغاثنا ، رؤانا وهواجسنا ، وحين نفيق ، نجده أمامنا ، في كل مكان ،
يلهو على وجه الساعة ، يتدلى من عقاربها ، يصرخُ ، يضحك ، يعبث بالوقت ، يقدمهُ دقيقتين ، ويؤخره ثلاث ، ننظرُ في المرآة ، نراه ، يحدق فينا ، يقفز على الفرشاة ، ينغرسُ بين أسنانا ، أسوداً كالسوس ، باهتاً كالبؤس .
تتعثر فيه الأقدام ، وهي تخطو مرتبكة ، يصبح لونه أحمراً ، بلون الإشارةِ البلهاء ، ثقيلة الظل والدم ، يتمدد كالمسافة العجفاء ، مزعجاً ، كأبواق السيارات ، متصاعداً كالعدادات ، متجمهراً كالأوراق والملفات ، وفصول الطلاب والطالبات .
في كل مكان ، يحاصرنا ، كالهواء ، كالسماء ، كالإسفلت وأعمدة الإنارة ، كالمارة ، كالأبواب والأسوار ، كالأسرار ، كالجرائد المتكدسة ، وعناوين الأخبار .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:28   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(35)

هانحن نعود اليك ، وتعود الينا ، كنا ننتظرك ، نترقب عودتك المنيرة ، نقف على حافة الدنيا ، وهامش الحياة ، نلوح لك بأيدينا ، وجوانحنا ، ونسألك الرجوع .
هاأنت الليلة أمامنا ، بقامتك الشامخة ، وروحانيتك المهللة ، بصلاتك ، وتراويحك
وتسبيحاتك ، بأجرك ، وكرمك ، وفضلك ، تهل علينا بنورك الوضاء ، وشمسك الساطعة ، وقمرك البديع المتلألئ ، وقد غطى بضوئه كل السماء .
إيهٍ يا رمضان ، طالت غيبتك ، وتأخرت إطلالتك ، أهاكذا تقوى على هجرنا ، واحتمال بعدك عنا ، إيهٍ يا رمضان ، هل ستعرفنا الآن ، تغيرنا كثيراً من بعدك ، وجوهنا ، ملامحنا ، قلوبنا ، عقولنا ، لم تبق الا أسمائنا ، تذكرنا بنا ، ونستدل بها علينا .
أهلاً بك ، ملايين الأفئدة تنتظرك ، هيا تعال ، اسكن هنا ، بيننا ، في منازلنا ، في عيوننا ، في مدننا وقرانا ، هيا املأنا ، املأ هوائنا ، سماءنا ، فضاءنا ، برنا وبحرنا ، هيا اعتمرنا ، احتلنا ، استولي على كل أشيائنا ، التحم بنا ، ادخل في ثنايا أجسادنا ، دهاليز أرواحنا .
هيا يا رمضان ، تعال الآن ، إنا نحتاجك أكثر ، أكثر من كل عام .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:30   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(36)

تذوبُ في داخلي لوعتي المشرعة لعصف الهجير ، تتمددُ شيئاً فشيئاً ، حتى تندلقَ من فمي ، كلسان حرباء ، أو أفعى جائعة ، أتحسسُ به همسَ أحزاني ، وصدى تعبي ، ومهجتي الحائرة .
أبدو كدميةٍ بليدة ، في ظل روحي المتربة ، بآلامي ، والمتشكلة ، بهواجس أحلامي ، والملونة ، بفاقع أوهامي . دمية ٌحمقاء ، تتطفلُ على غربتي ، تعبثُ في ظلالها الموشومة ، برجيع آهاتي ، وملامح حريتي .
وحيداً هناك ، أقفُ كالنسر المجروح على جمجمتي ، أنقر سنبلة جبيني ، أتساقطُ حَباً وثماراً على كاهلي ، أنبتُ في جسدي من جسدي ، أنغرسُ في وجهي كنخلة ، أتفرع في روحي كوردة ، أنهمر من عيني كنهر ، أروي عطش حزني ، وجفاف مدامعي .
كالنسر المجروح ، مللتُ جثثَ أحلامي من حولي ، وروائحها العفنة ، سأنقر رأسي ، سأثقب ضعفي ، قررتُ أخيراً أن أجرح جرحي ، وأحيا على دمي .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:32   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(37)

محتاجٌ جداً لأن أقرأ وجهي كل مساء ، أن أتتبع أثر تقاسيمه وتعرجاته ، أن أتذوق ملح أديم أحلامه وآلامه .
محتاجٌ أن أتصفح صفحة عيني ، أن أتطفل بين سوادها وبياضها ، أن أتعلق في أهدابها ، وأتدثر بجفنها ، وأغوص عميقاً في بحر صمتها .
أحتاج كثيراً أن ألون وجهي بخضاب أسئلتي ، أن أمرق في تفاصيله الرمادية ، وحكاياته العفوية ، ونبوءاته الوهمية . محتاجٌ أن أعبث فوقه كالأطفال ، وأرسم لوحاتٍ مجنونة ، وخربشاتٍ عبثية .
محتاجٌ أن أتملى فيه وأتأمل ، أن أتملقه وأحدق فيه ، أن أعلن غضبي ورضاي منه وعليه ، أن أحشر في مسامه دهشتي ، وأخبئ في خلاياه ثورتي ، وأدس في تجاعيده انفعالاتي وهدأتي .
محتاجٌ أن أفتح أبوابه ، وأشرع نوافذه للهواء ، حتى لا يبدو كالحجرة الخانقة ، والمكان المختنق بأنفاسه الملوثة والفاسدة .
محتاجٌ أن أقرأه كل مساء ، حتى لا تتمدد بعض ثوراته الخامدة ، وتعلو سحنته كالبركان الهائج ، والحمم المتمردة.
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:34   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(38)

لا تتعدى كونها مجرد طلاسم ، تلك الأشياء التي لا تخبرك عن نفسها ، الا بقدر
ما تخفيه عنك أو أكثر . هي دوماً في نفور من حقيقة وجودها ، ووجود حقيقتها ، تأبى أن تعلن نفسها ، أو يعلنها أحد ، تفضل أن تبقى مجرد طلاسم ، لا كينونة لها الا في عالمها الخفي ، والسري جداً جداً .
هي أمامك ، ولا تملك أن تراها ، خلفك ، وتعجز أن تستدير اليها ، وهي أعلاك ، وتحجبها عنك قوةٌ خفية ، وعندما تحاول رؤيتها أسفل منك ، تسحر بصرك بتموهاتها العجيبة .
هي في كل مكانٍ من حولك ، يتساوى فيها القرب والبعد ، الحقيقة والوهم ، الظل والخيال ، الواقع والمحال . ليستْ لغزاً نبحث له عن حل ، أو سؤالاً نحاول الإجابة عليه ، هي مجرد طلاسم ، تعيش بقدر ما تموت ، وتظهر بقدر ما تختفي .
هناك ، ولا مكان لها ، وفي لحظتك ، ولا زمان لها ، حاضرةً غائبة ، وثابتة ًمنفية ، تملكها وأنت فاقدٌ لها ، تشعر باحتوائها ، وأنت جدُّ عنها بعيدٌ بعيد .










قديم 2015-01-08, 20:36   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(39)

حافية ، كلماتٌ حافية ، تقدم حرفاً ، وتؤخر حرف ، تكادُ تهلك من رمضاء المعاني وصحاري الجمل المتهالكة . عباراتٌ ذائبة ، في هجير الكلام ، الضارب في أتون اللغة المسلوقة ، وحَر القول في صيف الحديث الطويل المرهق .
كلماتٌ تجفف عرقها ، بمناديل الهروب والعزلة . تنزل عارية ًالى الأفواه ، تتسلق الألسنة الملتهبة ، وتعرض مفاتنَ حرفها ، على اشتعال الورق .
ليلة ٌحمراء ، في ليل الكتابة ، ترقص فيه اللغة ، على طبول الأحرف المنتشية ، ودفوف الكلمات الغجرية . مسرحٌ كبير ، تصعد فوقه العبارات ، لتؤدي أدوارها الكئيبة ، ونصوصها الممسوخة .
كلماتٌ متآكلة ، جسدها رخوٌ هش ، تتساقط منه أعضاؤها ، حرفاً حرف ، ومعنىً معنى ، كلماتٌ بلا ظل ، يسفُّهُ رمل السقوط ، وثرى الهروب ، وتعبث في ثقوبه ريح اللغة المهزومة ، وعواصف الكلم الجريح .
حروفٌ بها شبقٌ للنهاية المظلمة ، والموت على يد الكلمة الموبوءة بالحمى .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:39   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(40)

عصفتْ بخيل خيالي بوارقٌ ورعود ، وتثنت صفائح قولي طائعة ًومرغمة ، وغدوتُ في مهامه فعلي ، أحنفٌ وكسير ، يجرني رجف مطيتي لرافع ٍوخافض .
ما بالي ، أهجنُ قامتي بعزيزٍ وذليل ، وأشرعُ في غياهب مدلجات الأمور ، وأرتق رقاع جسدي ليكتمل ، وتهالك بوحي ليثور .
ماضٍ أنا في خطابي وخطبي ، لا مبالٍ بسفاسفٍ وخطوب ، تعتريني كبوة ظلي ، ونفرة الوقت الرهين ، فأعود ، مراهناً بحُرّ دمائي ، وصافنات المعاني والوعود .
يمرح الوجع في مرمدات العيون ، تستشف البرءَ من حدقاتها ، وتستلهم النظر الحديد ، حتى ترى ما لا يُرى ، وتثقب الخافيَ من غيبها ، بهاجسها الرقيب .
هكذا كنت وأكون ، كلما توارت في المدى مهجتي ، وبهجة الحلم المسجى على أوردتي ، وكلما غالتْ في بعدها مهاجع الأمل الوحيد . هكذا أنزو بهمي عن براثن السقطة الفاجعة ، والنزلة الموجعة ، وأظفر من ظلال لوعتي ، لو بالأقل القليل .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:42   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(41)

تيسر القول وتياسر ، وتيامنتُ بهمِّي وهمسي ، أنقِّلُ مهجتي في أصدافها ولآلئها ، لا متحيّزٍ أو متصابي .
أشغلتني لوعة ٌخافية ، تتهادى في ثنايا فؤادي وعقلي ، لم أبحْ يوماً بها ، ظلت هنا ، رسماً بباطن كفي ، ووشماً أخضراً بظاهر ساعدي ، وعيناً بعيني .
تزلزلتْ قامتي ، وانهدَّ ظلي ، وتثقَّبتْ مساحاتُ حلمي ، ولم تزل لوعتي ، حصناً حصين ، بابه من نهارٍ سرمدي ، شاهقٌ حتى السماء ، حتى مقلة الشمس .
متعبٌ ، لكنني ، واقفٌ كالزوبعة ، كوجه إعصارٍ ، وجبين عاصفة . أخرجُ من ثقب ذاكرتي ، ريحاً تفترش الأرصفة ، وأغدو في حوانيت أحلامي ، أعلقُ وجهي على رفوفها ونوافذها المشرعة ، آزفٌ وقتي ، ولحظتي آزفة .
من مهد صبابتي ، أشعلني هاجسٌ في دمي ، وبارقٌ في ثنايا قامتي ، وعزفَتْ على نياط قلبي ، رغبة ٌساحرة ، استوطنَتْ مهجتي ، وتخلَّقَتْ بسماء روحي ، فكنتُ من هيجائها أتوهَّجُ ، أتوهجُ .
كم رامني في بوحها ، ألمٌ تربَّعَ في الزوايا ، وجعٌ تعلقَ كالردى ، على وجوه المرايا ، حتى غدوتُ بداخلي ، خصماً خصيمْ .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:45   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(42)
أستحضرُ ماضيات الصور ، وأستقرئ عذبها وعذابها ، أبيضها وأسودها ، وأنهجُ في عمق عالمها ، مستحثاً خافي خلجاتها وبعيده ، فهناك رتلٌ من ملامحها يأبى الحضور ، متمنعاً في دهاليزه وكواليسه .
هكذا أجدني متحللاً وذائباً في أصغر تفاصيلها وأدقها ، فأعمرُ فراغها بزيف حضوري ، لتنهض من سباتها ، على صوت أنفاسي ، وهي تتحسس وتشتمُّ غبارها المتصاعد من تراكم أجسادها ، وضباب ظلالها ، فنتبادلُ قشعريرة اللقاء ودهشة اللحظة وفجاءتها .
أحياناً يطيبُ لي ، أن أتبادل معها المراكز ، فأتقمص بعض صورها ، لأنظر نحوي من خلالها ، فلا أراني الا كظلٍ أو خيال ، يحاول مراقبتي كجاسوسٍ غريب ، فهل كنت أنا وليس غيري ، ذاك الذي حاورته في المرايا من سنينٍ وسنين .
كنتُ أسأله ولا يجيب ، ربما لأنه كان يشبهني في حينها ، أما الآن فلا ، قد اختلفنا كثيراً ، الا أنه ما عاد يسألني ، واكتفى بالسبات الطويل .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:47   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(43)

عنوة ً، افترشَتْ الوحدةُ أرضي وسمائي ، جردتني من أنفاسٍ حميمة ، كانت تحومُ حولي ومعي ، أدخلتني في فراغٍ قاهرٍ ، مطبقٍ بالصمت الرهيب .
جعلَتني كشارعٍ وحيد ، في مدينةٍ خالية ، شارعٍ دون أرصفة ، دون مارَّة ، بلا نقاط عبور ، شارعٍ مظلمٍ مهجور .
أفرغَتْ ذاكرتي ، مسحَتْ أسماء الرفاق ، واحداً واحداً ، بممحاة الغياب ، تركتني كنخلةٍ جرداء ، بصحراءَ بعيدةٍ مترامية ، أو كخيمةٍ مهجورة ، تنعق الغربان على عمدانها ، في كل مساء .
مواتٌ في مَوات ، تنهجُ فيه روحي ، تعالج سقم ظلالها ، ورفات ظلها ، وتستبدُّ بها غربة ٌظالمة ، وحزنٌ عارمٌ ، جارفٌ كالطوفان .
( عثتُ في رعشة جسدي ، وطفقتُ أعلو وأعلو ، حتى امتزجتُ بالغيم ، فأيقظتني السماء ، فسقطتُ قطرة ًقطرة ، قطرة ًقطرة ) .
هكذا قلتُ يوماً ، وهكذا الآن أقول .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:49   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(44)

وسيلة ٌعرجاء ، لغايةٍ ضريرة ، وطموحٌ أعمى ، بقامةٍ كسيحة ، يتبدَّى الغيمُ ، فأنشدُ مطراً ، وتصعدُ الشمس ، فأبحثُ عن نهارٍ جديدْ .
تبرقُ الأماني في ظل غفلةٍ من الألم ، فأحثُّ اليها الخطى ، مستعيناً بذياك البريق ، وأحمل الأحلام على راحتيَّ ، كالطفل الوليد ، وكلما ناب بي الشوق المستبد ، تضرعتُ بطول ذاك الطريق .
فتنة ٌأوغلَتْ في داخل ذاتي ، تعمقَتْ أوصالها في دهاليز العروق ، لها أرغمتُ عصيَّات القوافل ، وهصرتُ عنيدات الخطوم ، وتلحَّفتُ بظلي ، وتفيَّئتُ بهاجسٍ يجري في الوريد ، فتنة ٌلها ما أرادتْ ، وليس لي ما أريد .
تلك جوقة أحلامي ، ترتل غربتها ، على صُمِّ المدائن ، وتمجُّها لدائن الهزائم ، وتخرسها مواويلُ السلاسل والقيودْ .
عبثاً يحلِّقُ خافقي ، طرباً بأسرٍ محكمٍ ، لا يكلُّ ولا يملُّ ولا يلينْ .
يتبع...










قديم 2015-01-08, 20:52   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ڪَآتِبةْ إآلَيْڪَِ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(45)

قد تزيَّنتُ بدرعٍ من ذهبْ ، وحملتُ الرمح عوداً من قصبْ ، وتطاولتُ بوجهي هامة ًمجروحة ً، وتفانيتُ لأعلو قامة ًمن سراب ، إنما الحرب دوماً ، هكذا ، كرٌّ وفرُّ ، واندفاعٌ هائجٌ في حمّى الوغى ، وانسحابٌ وجرُّ .
مَن لعيني ، من لدمعي ، مَن لحزنٍ جائرٍ في الجوى ، مَن لمكلوم الفؤادْ ، ظل دهراً يكتبُ الخافي مدادْ ، يكتبُ السطر بجرحٍ ثم يمحو ، ثم يكتبْ ، ثم يمحو ، انقضى العمرُ محواً في كتابْ .
أنزعُ الآن حدودَ البوصلة ، والجهاتَ الأربعة ، أجعلُ الشرقَ غربُ ، والشمالَ جنوب ، هل تذوبُ البوصلة ، أو تتوبْ ، أو تماري في نفاق المقصلة .
عدتُ من علياء نفسي ، مجهَداً ، شاحبَ الوجهِ كليم ، أنشدُ العمر ثوانٍ ، من نسيمٍ عليل ، من رحيلٍ ، أو هروبٍ ، عن دجى الليل الطويل ، هكذا أفنيتُ عمري ، هكذا تفنى الخطوب ، هكذا شأن الحياة الراحلة ، ليلٌ وظلُّ
يتبع...










 

الكلمات الدلالية (Tags)
متهالك, حوليات, شاغر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc