|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
مقالة فلسقية _ هل الفرضية ( الفكرة المسبقة ) ضرورية في المنهج التجريبي ؟
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2019-02-22, 07:15 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
مقالة فلسقية _ هل الفرضية ( الفكرة المسبقة ) ضرورية في المنهج التجريبي ؟
• هل الفرضية ضرورية في المنهج التجريبي ؟ • هل التجارب التي توجهها فروضا علمية هي تجارب علمية ؟ • هل تفسير الظواهر بالعقل أم بالحواس والتجربة ؟ مقالة جدلية طرح الإشكالية : إن إنفصال العلم عن الفلسفة تمخض عنه جملة من التطوات مست مختلف العلوم وذلك بعد أن حدد كل علم موضوعا للدراسة واستند على المنهج التجريبي بمختلف خطواته . فبالإضافة الى الملاحظة والتجربة ثم القانون ، نجد الفرضية والتي تعرف بكونها حكما مسبقا وحلا مقترحا يفسر ظاهرة ما تفسيرا مؤقتا . ونظرا لكون اللإستقراء قائم على كل ما هو واقعي حسي ، فإن الفرضية - كخطوة ثانية تسبق التجربة وبإعتبارها ذات منبع عقلي تجريدي - فإنها خلقت اختلافا كبيرا بين العلماء حول قيمتها وأهميتها في المنهج التجريبي ، فمنهم من يرى بأنها ضرورية ولا يمكن التخلي عنها أوتخطيها في حين يرى الطرف النقيض بأنها تعيق البحث العلمي وتشوش نتائجه . وفي ظل تباين هذه الآراء وتناقضها نلقي بالتساؤل التالي : هل يمكن للدراسة الموضوعية أن يقوم لها قائم في غياب الفرض العلمي؟ بعبارة أخرى: هل يكفي الإعتماد المطلق على الملاحظة والتجربة للتوصل إلى قوانين دقيقة وتفسيرات سليمة لمختلف الظواهر المدروسة دون اللجوء الى الأفكار المسبقة ؟ محاولة حل الإشكالية: ♦ عرض الموقف الأول ( الفرضية ضرورية في المنهج التجريبي ) : يرى أنصار النزعة التجريبية أن الفرضية العلمية ضرورية في المنهج التجريبي كخطوة ثانية تسبق التجربة إذ لا بد من الإعتماد عليها قصد الوصول الى المعرفة المرجوة وإعطاء تفسيرات خصبة وحلول منطقية لمختلف المشكلات وإزالة الغبار عن مختلف الظواهر المدروسة . ومن أنصار هذا الإتجاه نجد : بوانكاري ، كلود برنارد ، ويوال ... • تمثل نقطة الإنطلاق لكل دراسة تجريبية نحو صياغة قوانين ونظريات مفسرة للظاهرة المدروسة . فلا مصداقية للتجربة ما لم تكن موجهة نحو إثبات فكرة أو دحضها وبالتالي فإن السلوك العلمي للباحث يتحول إلى سلوك قصدي غائي وبهذا الصدد يقول بوانكاري : " إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن لأنه سيجعل كل تجربة عقيمة ذلك أن الملاحظة الخالصة والتجربة الساذجة لا تكفيان لبناء العلم " فبوانكاري يرى بأن الفرضية حلقة رئيسية ضمن سلسلة البحث العلمي وأن غيابها يجعل العلم هش القاعدة رديء الصياغة والتكوين . وفعلا لو أردنا مثلا دراسة مقر المبادلات الغازية في جسم الإنسان فإننا نشرع أولا بوضع فرضيات كأن نقول : بأن مقرها الكبد أو الرئتان أو القلب . ونبدأ عملية التجريب على كل عضو من هذه الأعضاء عن طريق إستئصال كل واحد منها بغية تحديد أيها هو مقر هذه العملية الحيوية لنصل في الأخير بانها الرئتان . فلو لم نضع هذه الفرضيات لكان بحثنا إرتجاليا وربما قمنا بالتجريب على غير الرئتين اصلا لأننا لم نضيق مجال بحثنا عن طريق وضع الفروض وبالتالي لا نصل إلى الهدف المطلوب . • الفرضية تحدد الكيفية التي يتم بها التجريب إذ توجه جهد العالم وتنظم عمله في جمع المعلومات المتعلقة بالظاهرة وتجعله يهيء الوسائل الضرورية والآليات المناسبة لتفسيرها . فلتحديد مقر تركيب النشاء في النبات الأخضر نفرض بأنه إما الساق أو الجذور أو الأوراق . ولأن النشاء يدخل في تركيبه عنصر الكربون فإننا نلجا إلى إستعمال تقنية الوسم بالإعتماد على الكربون المشع c14 ما يمكننا من تتبع مساره ومنه معرفة مقر تركيب هذه المادة العضوية في النبات الأخضروالمتمثل في الأوراق . وهكذا فإننا حددنا الطريقة ( الوسم ) والوسيلة التي ستتم بها التجربة ( الكربون المشع ( c14بمجرد وضع الفرضية . لهذا كان لزاما أن نقرن التجربة بالفرضية وهذا حسب كلود برنارد إذ يقول : " ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب مع الفكرة المتكونة من قبل " . • الفرضية تكشف المخفي : إن تفسير الحوادث لايتم من خلال ملاحظة الظواهر ثم التجريب فحسب وإنما يكون أيضا بدعامة من عقل العالم فهو الذي يستخرج الأنظمة والحلول من الحوادث التي تطرحها الملاحظة الحسية والتي لا تظهر بشكل محسوس علني للملاحظ فمثلا قد يتصبب الإنسان عرقا ولكننا لا نعرف الأسباب الفعلية إن كانت الخوف أو التوتر أو القلق أو ربما حرارة الطقس وهنا يأتي دور الفرضية التي تطرح كل ذلك .وبهذا الصدد يقول كلود برنار : " إن الحادث يوحي بالفكرة والفكرة – الفرضية – تقود إلى التجربة وتحكمها والتجربة تحكم بدورها على الفكرة " أي أن الفرضية تحتوي عنصرا صوريا تجريديا يعجز الباحث بخبرته الحسية عن الوصول إليه . • إن الملاحظات الحسية لوحدها غير كافية حتى وإن تكررت ما لم تقترن بفرضيات مفسرة لأنه بغياب هذه الفرضيات أصبح البحث العلمي مجرد تكديس للملاحظات وبهذا الصدد يقول بوانكاري : " إن العلم يتألف من الحوادث ولكن الحوادث وحدها لا تكفي ، فكما أن كومة الحجارة ليست بيتا كذلك إجتماع الحوادث دون ترتيب ليس علما " ولنستدل على ذلك من أن أحد الفلكيين لاحظ الكوكب " نبتون " قبل " لوفيربي " ولكنه لم يصل إلى ما وصل إليه " لوفيربي " لأن ملاحظته العابرة لم تسبق بفكرة ( فرضية ) . ولهذا فإن كلود برنارد يقول : " الفكرة مبدا كل برهنة وكل إختراع وإليها ترجع كل مبادرة " . • إن الإنسان بطبعه يميل إلى التساؤل وتفسير كل ما يشاهده من ظواهر غير عادية ولأن الطبيعة خرساء – حسب ما يراه العقلانيون – فإنها لن تعطي للإنسان الباحث كل الأجوبة عن تساؤلاته وهنا كان من الضروري أن يلجأ إلى إفتراض هذه الأجوبة في محاولة منه إستنطاق الطبيعة للكشف عن خباياها . يقول كلود برنارد : " إن ذهن الإنسان لا يستطيع أن يتصور معلولا دون علة ، بحيث أن رؤية ظاهرة ما ، تثير دائما لديه فكرة العلية " أي أن مبدا العلية الفطري يجعل العقل لا يقبل حدوث ظاهرة دون وجود علة تحدثها لذلك فهو يميل دوما إلى تفسير الظواهر الطبيعة وبالتالي فإن الفرضيات وسائل قوية في تقديم المعرفة كونها تمكن الإنسان من الخروجمن داخل ذاته إعتمادا على خياله وحدسه . فقد حدث في لورنسا أن لاحظ السقاؤون أن الماء لا يرتفع في المضخات الفارغة أكثر من 10.33 م وهذا ما جعلهم يشكون في تفسير أرسطو الذي يقول إن الماء يرتفع بواسطة المضخة لأن هذه الأخيرة إذا ما أفرغت من الهواء فإن الماء يرتفع ليشغل الفراغ الناتج بحكم أن الطبيعة تكره الفراغ . هذا التناقض دفع بتورشلي إلى أن يفترض تفسيرا جديدا وهو وجود ضغط جوي يحول دون أن يرتفع الماء أكثر من 10.33 م . فتوريشلي لم يلحظ ظاهرتين متلازمتين في الحضور كما يدعي "ميل" أي الضغطالجوي وعدم ارتفاع الماء أكثر من 10.22م بل الظاهرة التي كانت واقعة تحتالملاحظة فقط و هي ارتفاع الماء ، أما الضغط الجوي فلم يكن ملحوظا منمعطيات التجربة بل كان أمرا يتطلبه التفسير لذلك عمد الباحث إلى افتراضهولولا هذا الافتراض لما تقدم خطوة واحدة إلى الأمام في تفسير هذه الظاهرة والكشف عن علتها . • الفرضيات تدل على القدرة الإبداعية للباحثكونها نابعة من خصوبة العقل و إبداع الفكر وجموح الخيال و بعد النظر و الاستبصار و عمق التصور و حدة الذكاء و اتساع المدارك و قوة الخبرة و المعرفة فهي بذلك لا تتأتى إلا لطليعة من العلماء و المتخصصين الذين يملكون مخزونا متخمرا من المعارف و الخبرات و المهارات و الملكات و المتون بغية استخراج النظريات و القوانين و التعديلات و التفسيرات العلمية للظواهر و الوقائع و الأشياء وكل ما له علاقة في تسلسل و ربط عملية سير المنهج التجريبي من مرحلة الملاحظة العلمية إلى مرحلة التجريب ثم التقنين . ولنستدل على ذلك من أن كلود برنارد في تجربته مع الأرانب افترض أن السبب في تعكر بولها هو أنها تتبع نفس النظام الغذائي لآكلات اللحوم وقد أكد هذه الفرضية من خلال التجريب وإنتهى بوضع القانون وبالتالي فإن صدق فرضيته لدلالة على عمق تصوره ومدى خصوبة عقله ورجاحة تفكيره . ونجد كذلك العالم الفرنسي لويس باستور الذي ربط ظاهرة التعفن بالجراثيم رغم عدم رؤيته لها وأيضا العالم " فرانسوا أوبير " الذي لم تمنعه إعاقته البصرية من تخيل التجارب الصحيحة لأنه عوض فقدان البصر بقوة الحدس العقلي وبقدرته على وضع فرضيات صائبة . يقول " ميدوار " في كتابه ( نصيحة إلى كل عالم شاب ) : " على الباحث أن يستمع دوما إلى صوت يأتيه من بعيد _ صوت الفرضية _ يذكره بسهولة كيف يمكن أن تكون " • القوانين العلمية اصلها فرضيات : فبعد عملية إنشاء و خلق الأفكار المسبقة ، تأتي عملية نقد و تقييم و تحقيق هذه الفرضيات العلمية بواسطة عملية التجريب جوهر المنهج التجريبي حيث يقول كلود برنارد : " إن التجريب هو الوسيلة الوحيدة التينملكها لنطلع على طبيعة الأشياء " و ذلك لتأكد من مدى صحة و سلامة الفرضيات واختيار السليمة لتصبح قوانين علمية ثابتة و عامة تفسر علاقات السببية والحتمية بين الظواهر ، وكذا استبعاد الفرضيات الخائبة أو غير الصحيحة وفقا للنتائج التي تتوصل إليها عملية التجريب على الفرضيات المطروحة .وعلى هذا الأساس فإن أصل القوانين والنظريات هي فروض تم التأكد من صحتها عن طريق التجريب لهذا يقول كلود برنارد : " الفرضية مشروع قانون " . النقد : لا ننكر ما جاء به أنصار هذا الاتجاه من أدلة موجهة نحو حقيقة أن الفرضية ضرورية في البحث العلمي إلا اننا نلحظ مبالغة وتشدد في هذا الموقف فالفرضية ليس على قدر من تلك الأهمية المطلقة التي يروجون لها إن لم نقل لا أهمية لها أصلا . فالأفكار المسبقة لا توجه بالضرورة الباحث فهي قد تزيد من تشتته فتبعده عن الواقع وتدخله في متاهات يصعب الخروج منها . نظرا لكون هذه الفروض منبعها العقل وهذا الأخير يعتمد على الخيال والتصور الشخصي الشيء الذي قد يجعل نزعة الذاتية بارزة ومسيطرة على التفسيرات التي تقدمها الفروض العلمية وبالتالي البعد عن مصداقية القوانين الناتجة . وعليه لابد من تطهير المنهج التجريبي من هذه الفروض قصد الوصول فعلا إلى الحقيقة . ♦ عرض الموقف الثاني ( الفرضية ليست ضرورية في المنهج التجريبي ) : يرى أنصار النزعة التجريبية المتطرفة ضرورة الاستغناء عن الفروض العلمية كونها قائمة على الظن والتكهن ولا ضمانة لصدقها فهي لا تغني من الحقيقة شيئا . ومن أنصار هذا الطرح نجد : جون ستيوارت ميل ، ما جندي ، دافيد هيوم ، فرانسيس بيكون ، ألآن .. تتجلى سلبية الفرضية في أنها فكرة سابقة زمنيا للتجربةفهي بذلك توجه عملية التجربة قهرا نحو تلك النتيجة المتخيلة من قبل وهناتظهر الذاتية كعائق إبستيمولوجي أمام البحث العلمي الموضوعي المتحرر منأهواء الباحث وأرائه الشخصية الأولية ويستند أنصار هذا الإتجاه على ما قاله الطبيب الفرنسي فرنسوا ماجندي لتلميذه كلود برنارد : " أترك عباءتك وخيالك عند باب المخبر" أي يكفي أن ندع التجربة لوحدها تفسر حقيقة الظاهرة كما يقول جون ستيوارت ميل : " إن الطبيعة كتاب مفتوح ولإدراك القوانين التي تتحكم فيها ما عليك إلا أن تطلق العنان لحواسك أما عقلك فلا " ذلك أن الفرضية تقيد الملاحظةفيصبح العالم أسير أوهامه وتخيلاته اللامتناهية وهو ما ينعكس سلبا علىالتجربة ويحول دون إدراك الحقيقة العلمية ويشوه صورتها الصادقة وهذا ما أقرهألآن عندما قال " إننا لا نلاحظ إلا ما افترضناه من قبل" أي أن الأفكار المسبقة تجعل الباحث ينحاز نحوها دون الأخذ بعين الإعتبار بقية التفسيرات المحتملة للظاهرة . وفي سبيل تجاوزتلك العوائق يكتفي ماجندي بالملاحظة فقط فيختزل مراحل المنهج التجريبي إلىالملاحظة والتجربة ثم القانون حيث نجده يقول : " إن الملاحظة الجيدة تغنينا عنسائر الفروض " . ومن أجل تمكين الباحث من هذا الانتقال المباشر من الملاحظةإلى التجربة يقترح بيكون طرق استقرائية تضمن اليقين دون الحاجة إلى الخروج عن الطابع الحسي للظاهرة بسبب وضع الفروض ثم جاء بعده جون ستيوارت مل فنظم تلك الطرق وأخرجها في أربع صياغاتوقواعد أساسية تجلت في : • طريقة التلازم في الحضور : وتفضي إلى أن العلة والمعلول متلازمتان في الوقوع أي أنه متى شوهدت العلة شوهد المعلول بالضرورة والعكس صحيح وبعبارة أخرى إذا لاحظنا الظاهرة ( أ ) تتبعها دائما الظاهرة ( ب ) استنتج من هذا التلازم أن ( أ ) علة ( ب ) . وعلى هذا الأساس فسرت ظاهرة الندى حين لاحظ ( وولز ) أن الضباب يتكاثف على زجاج النوافذ أثناء الشتاء وأن بخار الماء يتكاثف أيضا على جدران الكوب إن كان فيه ماء مثلج أو على سطح المرآة إذا نفخ عليها .. ومن خلال دراسة هذه الحالات بآلية إستقرائية وصل ( وولز ) الى أن جميع تلك الحالات تتفق في ظرف واحد و هو أن بخار الماء الموجود في الهواء يتكاثف على سطوح الأجسام الصلبة متى كانت درجة حرارتها أقل من درجة حرارة الجو المحيط بها ، وهذا الظرف المشترك الوحيد هو سبب حدوث الظاهرة . • طريقة التلازم في الغياب : وتفضي بأن العلة والمعلول متلازمان في العدم أي أنه متى انعدمت العلة انعدم المعلول بالضروري . والمستقرئ - هنا - يدرس حالتين تقع الظاهرة في إحداهما ولا تقع في الأخرى، ويحلل جميع ظروف الحالتين، فإن انتهى إلى أن الحالتين متفقتان في كل شيء سوى أمر واحد، ورأى أن هذا الأمر الواحد كان موجودا في الحالة التي وقعت فيها الظاهرة وغير موجود في الأخرى، استنتج أن هذا الأمر هو علة وجود الظاهرة .واستنادا إلى هذه الطريقة قام الفيلسوف والعالم الفرنسي ( بليز باسكال ) بحذف الضغط الجوي من وعاء الزئبق والأنبوب الممتد فيه فلاحظ عدم ارتفاع الزئبق في الأنبوب وهنا غياب الضغط الجوي ( العلة ) أدى إلى انعدام ارتفاع الزئبق في الأنبوب ( المعلول ) . • طريقة التغيير النسبي : تنظر إلى العلاقة بين الأشياء نظرة رياضية كمية حيث تفضي بأن أي تغير يطرأ على ظروف الحالة ( العلة ) يؤدي بالضرورة إلى تغيير في الظاهرة ( المعلول ) . واعتمادا على هذه الطريقة تم التمكن من تفسير حركة المد والجز ( المعلول ) الناتجة عن جذب القمر والشمس لمياه البحار والمحيطات ( العلة ) وتم إثبات العلاقة العكسية بين حجم الغاز والضغط المطبق عليه وكذا تحديد العلاقة بين العرض والطلب في الأسواق التجارية . ولقد تمكن لويس باستور من خلال طريقة التغيير النسبي من العلاقة بين ظاهرة التعفن والجراثيم في الهواء حيث أحضر 3 مجموعات في كل منها 20 أنبوبة إختبار وملأها بسائل معين ثم عقمها ووضع المجموعة الأولى في الريف والمجموعة الثانية في المدينة والمجموعة الثالثة في مكان يستمر في الجليد طوال العام . لاحظ بأن المجموعة الأولى أكثر تعفنا من المجموعة الثانية والمجموعة الثانية الموجود في المنطقة الجليدية لم تتعفن فتوصل بذلك إلى أنه كلما زاد معدل تلوث الهواء بالجراثيم زادت نسبة التعفن والعكس صحيح • طريقة البواقي : وتقوم على فكرة أن علة شيء لا تكون علة لشيء آخر مختلف في نفس الوقت واستنادا على هذه الفكرة تتلخص القاعدة في أن الباقي من العلل للباقي من المعلولات . فالمستقرئ يلاحظ في حالة وجود علتين مختلفتين لمعلولين مختلفين أنه إذا كانت أحد العلتين هي لأحد المعلولين استنتج بأن العلة الباقية للمعلول الباقي . وبمعنى أخر إذا كانت لدينا مجموعة من المفاتيح ( 1 ، 2 و 3 ) ومجموعة من الأبواب ( أ ، ب ، ج ) وكان المفتاح( 1 ) خاص بالباب ( أ ) والمفتاح ( 2 ) خاص بالباب ( ب ) يثبت لدينا أن الباقي من المفاتيح أي المفتاح ( 3 ) للباقي من الأبواب أي الباب ( ج ) . ولهذه الطريقة أثر في المجال الفلكي حيث اهتدى (ليفربي) إلى اكتشاف الكوكب (نبتون) وذلك حينما وجد انحرافا في مدار الكوكب ( أورانوس ) ونسب ذلك الانحراف إلى وجود كوكب آخر قريب منه ، لأن الظواهر الفلكية الأخرى المتصلة بالكوكب ( يورانوس ) معروفة لديه سوى الظاهرة الباقية وهي ظاهرة انحراف مدار ( يورانوس ) فإذن من الراجح أن تكون علتها هي وجود كوكب آخر قريب منه. فكل هذه الطرق السالفة تغنينا _حسب ميل_ عن وضع الفروض وبالتالي استبعاد الذاتية في تفسير الأحداث وقد وافق هذا الموقف العالم الفيزيائي إسحاق نيوتن عندما قال " أنا لا أصطنع الفروض " . النقد : لا يمكن إنكار نجاعة الطرق الإستقراية التي جاء بها "مل" كبديل عن الفرضية ومدى بعد هذه الطرق عن الذاتية غير أن مطلقية التمسك بها والاعتماد الكلي عليها في إيجاد تفسيرات للحوادث إنما هو مجازفة عظمى . فهذه القواعد تغفل دور العقل ونشاطه في إيجاد العلاقات بين الظواهر وعللها فهي بذلك تنكر مبادئه التي يقوم عليها أي أنها تستغنى عن منطق أرسطو وماتركه من تراث تاريخي لايستهان به في المعرفة الانسانية. التركيب : لقد قدم كل من الإتجاهين حججا وأدلة تخدم موقف كل منهما ، غير أن كلاهما بالغ في تمسكه بموقفه وتعصب تجاه الموقف الذي يخالفه فالفرضية خطوة مهمة وضرورية في الدراسة الموضوعية ولا يمكن تخطيها والإنتقال مباشرة من الملاحظة إلى التجربة لننتهي بعملية التقنين ذلك أن توجهنا نحو التفسير يكون إعتباطيا وغير دقيق وقد لا نصل إلى الحقيقة المرجوة . ورغم ذلك لا ننكر ما قد يعتري الفرضية من ذاتية وبعدا عن الموضوعية كونها توضع من طرف الباحث الذي قد ينحاز نحو هذه التخمينات السابقة التي وضعها . وقصد إتخاذ موقف وسطا بين الإتجاهين ، لابد من الإعتماد على الفرض العلمي كخطوة رئيسية تلي الملاحظة وتسبق التجربة شريطة أن تستوفى جملة من الشروط تخلصها من عيوبها وتطهرها منها وهي أن تتفق نتائجها مع الوقائع المشاهدة وأن لا تكون فكرة تعسفية محضة أو خيال هائم بحثا وأن تتسم بالوضوح و البساطة والدقة والأهم هو القابلية للإختبار ،وهذا يعني الربط الجيد بين الفرضيات المطروحة وتساؤلات الباحث وواقعالظاهرة أو الإشكالية من جانب آخر . نرى بأن الفرضية تلعب دورا هاما في اختزال المسافات وتوفير الوقت والجهد والمصاريفالمادية عند القيام ببحث معين ، خاصة للطلبة الذين يعدّو مذكرات التخرج ،إذ غياب الفرضيات من البحث يعد عيبا فادحا يخل بمصداقية البحث العلمية . حل الإشكالية : نستخلص في الأخيرأن الدراسة التجريبية لا يقوم لها قائم في غياب الأفكار المسبقة وأن عدم إعتماد هذه الأخيرة ضمن خطوات الإستقراء حتما سيحول دون بلوغ المعرفة وخيرا دليل على أهميتها هو ما آلت إليه العلوم من دقة وتطور بسبب وضع الفروض .
|
||||
2019-02-22, 11:33 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2019-02-22, 18:19 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
جزآك الله خيرآ |
|||
2019-03-28, 18:49 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
وفيكم بارك الله .. |
|||
2019-03-28, 20:08 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2019-03-28, 20:29 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2019-04-24, 15:02 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
.......................... |
|||
2019-04-24, 15:17 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2019-04-24, 16:15 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
بارك الله فيك اختي مقالة في القمة |
|||
2019-05-10, 20:55 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
شكرآآ جزاك الله خيرا صديقتي |
|||
2019-05-10, 21:39 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
|
|||
2019-05-10, 22:42 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
هههه وحدك تيا زيدي وين نلقا مقالة الاستقراء والبيولوجيا |
|||
2019-05-11, 10:51 | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
اقتباس:
البيولوجيا كاينة مي الاستقراء أصبري نحوسو عليها كيف كيف :d |
||||
2020-06-08, 15:21 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
...................................... |
|||
2021-01-23, 23:46 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
.............................. |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc