السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:بداية إنه من المحزن أن نرى وخصوصا في هذه الظروف القاسية،بعض شباب الجزائر،الذي يعد القوة العظمى للبلاد،من المحزن أن نراه يتخبط في غيابات الجهل،والسفه،والطيش،ملقيا بنتائجها على عاتق الدولة ورئيس الدولة،فشبابنا إما إلى التدمير بحجة المطالبة بالحقوق،وإما إلى التواكل على الحكومة والرئيس لتوفير الشغل والمسكن،ولم لا، بل وحتى الزوجة المناسبة،حقيقة يتجلى ذلك جليا في هذا المنتدى،الذي شوهه بعض أصحاب الفكر الضال،داعين إلى أخذ الحقوق من الدولة بالقوة،بل بحمل السلاح ضد الدولة،وقد علموا يقينا ما ستؤول إليه الأوضاع بعد ذلك،يريدون سفك الدماء لإقامة الدولة الإسلامية بزعمهم،وهم أبعد عن الإسلام جملة وتفصيلا،ولو سألت أحدهم عن توحيد الألوهية ما أجاب،فلا نامت أعين الجبناء،لقد كان في التسعينات عبرة لأولي الأبصار،حاول دعاة الفكر الضال،إسقاط النظام لمدة عشر سنوات،ولم يفلحوا،وماذا حصدنا؟حصدنا أكثر من 200 ألف قتيل،نفس الأمر يكرره أصحاب الفكر الضال،من عهد الخليفة عثمان إلى الآن،حين حاول الشباب في ذلك الوقت أن يصححوا منهج الصحابة،فقتلوا عثمان،ثم أرادوا أن يعتدوا على زوجته،ماشاء الله على المصلحين،هؤلاء مازالوا لحد الآن يعيدون نفس الموضوع،يريدون أن يقيموا الإسلام منهجا،ولو بالسلاح،على الرغم من أنني لا أنفي وجود بعض المندسين في هذا المنتدى،ربما من اليهود والنصارى والروافض،يريدون أن يألبوا الجزائريين بعضهم على بعض،من خلال القوة الضاربة وهي عنصر الشباب،لماذا لا نحاول أن نغير أنفسنا قبل أن نغير الحكومة،حاول أدولف هتلر أن يصلح أوضاع الشعب الألماني من خلال انقلاب عسكري على الحكومة،لكنه فشل ،وأدرك أن التغيير الحقيقي يجب أن يبدأ من القاعدة،نعم،يجب أن يبدأ من الشعب صعودا نحو القمة،لهذا حذر النبي الأعظم من الخروج عن الحاكم مهما فعل،ولو جلد ظهرك وأخذ مالك كما قال،والاهتمام بإصلاح النفس،إنني أدعوا إخواني الشباب أن يعودوا إلى أنفسهم:أليس هذا بالحق؟لنتكاتف جميعا من أجل تغيير نظام حكمنا بتغيير أنفسنا إلى ما فيه صلاحنا وصلاح أمتنا،واعلموا أن عدوكم هو أولا:نفوسكم التي بين جنوبكم،فإن قهرتموها جاء العدو الثاني وهو فرنسا،نعم فرنسا هي العائق والحائل دون نمو الجزائر،فرنسا هي تسعى جاهدة لضرب مكونات الشعب،فرنسا هي التي تحاول ضرب الشباب بالشباب وتقسيم الجزائر،قال الرئيس بومدين لا تستطيع فرنسا السيطرة إلا على الدول التي تخلت عن لغتها واتخذت لغة فرنسا شعارا،مثل الجزائر للأسف،وليس هناك مصيبة حلت بالجزائر إلا وفرنسا هي المحرك لها،فإذا استطعنا أن نزحزح العدو الفرنسي من الطريق، هان علينا ضرب كل أعدائنا بعد ذلك إن شاء الله،فاسمعوا وأطيعوا الله خيرا لأنفسكم،فنحن في نعمة يحسدنا عليها الناس،فاحذروا،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته