هذه خُطب جمعة مختصرة ومهمة
أتمنى أن تستفيدوا منها
وهو موضوع قابل للتحديث
الإخــــــــــــــــــــــــــلاص
الخطبة الأولى :
الحمد لله رب العالمين . الحمد لله الواحد الأحد في علاه ماخاب من أمله ورجاه وأخلص له وحده دون سواه واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد :
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل : يايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون .
عباد الله اعلموا ان الاخلاص شانه عظيم كيف لا والإخلاص سبب في نصر أمة بأكملها وعدم الإخلاص سبب في هزيمة أمة بأكملها يقول صلى الله عليه وسلم ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفيها بدعوتهم وصلاتهم واخلاصهم )
الإخلاص هو اعز ما يملكه الإنسان في هذه الدنيا فمن خرج من هذه الدنيا مخلصا لله فقد نجا وفاز ومن شاب إخلاصه شيء من الرياء فإنه على خطر عظيم. الإخلاص والمتابعة هما شرطا قبول كل عمل يقدمه العبد لخالقه فلا يقبل " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ريه أحدا " الإخلاص هو حقيقة الدين ولب العبادة ومفتاح دعوة الرسل يقول تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ثم بعد ذلك ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة اعمال العبد مرهونة باخلاصه لله تعالى" يقول تعالى في الحديث القدسي : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا آشرك معي فيه غيري تركته وشركه و يقول النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال : الشرك الخفي آن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل ) ويقول الشيخ حاافظ الحكمي يرحمه الله الإخلاص : هو ان يكون مراد العبد بجميع أقواله واعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى : ولك آيها المسلم ان تعرض كل قول وكل عمل وكل اعتقاد في قلبك منذ ان بلغت مرحلة التكليف على هذا التعريف هل تركك للمحرمات من اجل الله .. هل فعلك للطاعات من اجل الله هذا هو الإخلاص
واعلموا يا عباد الله أن مما يضاد الإخلاص هو الرياء ، ومن الرياء أن يراقب العبد الخلق دون الخالق ويهتم بنظر الناس دون نظر الله وأن يرغب العبد في الأعمال الظاهرة دون الأعمال الباطنة والمدح والإطراء في الدنيا قبل ثواب الآخرة . فالرياء مدخل خطير من مداخل الشيطان التي يفسد بها العبادة فلماذا كثر الرياء بين الناس يقول ابن الجوزي يرحمه الله : ما أقل من يعمل لله تعالى خالصا لأن اكثر الناس يحبون ظهور عباداتهم " انتهى كلامه يرحمه الله ولذلك اصبح الإخلاص بابا غريبا من ابواب الدين فلماذا اصبح الاخلاص بابا غريبا من أبواب الدين ولماذا قل بين الناس ؟ ما قل الإخلاص بين الناس الا لأن النفس لا تنتظر من إخلاصها شيئا في هذه الدنيا وانما تدخره ليوم لا ينفع فيه مال ……… ‘‘
عباد الله وإن على العبد أن يدافع الرياء وإن مما يستعان به في مدافعة الرياء أمور منها أن يحقق العبد التوحيد الخالص لله تعالى : إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص.
وأن يستعين العبد بالله على الإخلاص ويستعيذ بالله من الرياء والإفلاس وان يدعوا بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أعوذ بك من ان آشرك بك وأنا اعلم واستغفرك لما لا اعلم وان يتذكر العبد أنه في أمس الحاجة لأعماله عند الموت وسكراته والقبر وظلماته ويوم القيامة وعرصاته : يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد. فآما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق . خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد . وأما الذين سُعِدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ " بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ماسمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستفغفروه إنه هو الغفور الرحيم ……..
الخطبة الثانيـــــــــــــــة :
عباد الله اعلموا ان العمل ليعظم بالإخلاص وإن قل يقول النبي صلى الله عليه وسلم سبق درهم مائة آلف درهم فلماذا سبق الدرهم ؟ لما قام في قلب المتصدق من الإخلاص لله .و يقول بعض السلف قد يصلي الرجلان بجوار بعضهما صلاة واحدة يكون بين هذا وهذا في الصلاة كما بين السماء والأرض.
واعلموا يا عباد الله ان العمل ليفسد بالرياء وان عظم يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال جريء فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القران فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت ؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القران قال : كذبت ولكن ليقال عالم وقرات القران ليقال قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار
ورجل وسع الله عليه واعطاه من صنوف المال فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : ما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها الا انفقت فيها لك قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال جواد فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. نعوذ بالله من خسران الأعمال وسوء الآجال وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا .
هذا وصلوا وسلمو على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه