التعليق الرياضي التلفزيوني بقلم: عبد الله بوقصة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى عالم الرياضة > منتدى الرياضة العربية و العالمية

منتدى الرياضة العربية و العالمية منتدى يختص بجميع أنواع الرياضة العربية و العالمية... من بطولات و كؤوس و غيرها من الأحداث الرياضية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التعليق الرياضي التلفزيوني بقلم: عبد الله بوقصة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-21, 16:16   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بوقصة عبدو
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي التعليق الرياضي التلفزيوني بقلم: عبد الله بوقصة

آليات الحِجاج في التعليق الرياضي التلفزيوني
مقاربة تداولية.

الدكتور: عبد الله بوقـصة

مقـــــــدمة
ما فتئ التعليق الرياضي يسهم إسهاما بالغا في تطوّر الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، لكونها الرياضة الشعبية في معظم بقاع المعمورة. كما أنّ كرة القدم تتبوّأ مكانة مرموقة في العالم، بوصفها اللعبة الأوسع انتشارًا والأكثر تلفزةً على المستويين: المحلي والدولي.
وبما أنّ التعليق الرياضي ازدهر بشكل لافت للانتباه، خصوصاً في مجال كرة القدم، وذاع صيت العديد من المعلّقين الرياضيين عبر القنوات التلفزيونية العمومية، والفضائيات المتخصّصة. فهل واكبت لغة التعليق الرياضي في مجال كرة القدم التطوّر التقني والفني الذي شهدته مختلف أوجه هذه اللعبة الساحرة؟ وإلى أي مدى أفلح هذا التعليق الرياضي في إمتاع وإقناع الجماهير العربية عامة والجزائرية خاصة؟ هل ثمّة دورٌ إيجابيٌّ أداه التعليق الرياضي الجزائري للرقي بمستوى كرة القدم وغيرها من الرياضات؟ وكيف تكيّفت لغة التعليق الرياضي الجزائري مع انفتاح الإعلام السمعي البصري في الجزائر في ظلّ تزايّد القنوات الفضائية التلفزيونية ولاسيما منها الرياضية المتخصّصة؟ وهل يمكننا الحديث عن إستراتيجيات حجاجية يسوقها المعلّق الرياضي لإقناع جمهوره؟
جوانب شتّى تتعلّق بمجال التعليق الرياضي، بلغته، بثقافة المعلّق، بأسلوبه في التعاطي مع أحداث المباريات، تروم هذه الورقة البحثية تناولها، وخاصّة مع تطوّر النقل التلفزيوني لمباريات كرة القدم، إذ شهد التعليق الرياضي انتشارًا واسعًا، فشاع وذاع، وملأ البقاع، وأصبح للمعلّقين دورهم البارز في نقل الوصف التفصيلي لأحداث المباريات الرياضية.

مفهوم التعليق الرياضي
لغةً: التعليق مصدر للفعل علّق بمعنى التعقيب، والجمع تعليقات وتعاليقُ. َوعَلِقَ بالشيء: نَشِبَ فيه، قال جرير:
" إذا عَلِقَت مَخالِبُهُ بِقَرنٍ *** أَصابَ القَلبَ أَو هَتَكَ الحِجابا."
والتعليق هو: " أن يُناط الشيءُ بالشيءِ العالي، ثم يُتّسعُ فيه... فتقول: علَّقتُ الشيءَ أُعلِّقُهُ تعليقاً "
- ويُقال يُكتب تعليقًا على بحث أو حديثٍ أو مقال أو نحوه ، تعليق على الأنباء خطاب،
ويقال: بدون تعليق: بلا تعقيب لأنّه واضح لا يحتاج إلى إيضاح .
والتعليق ما يُذكر في حاشية الكتاب من شرحٍ لبعض نصِّه، و تعليق المؤلِّف على النصّ، والتعليق على الهامش .
اصطلاحاً: التعليق الرياضي هو الوصف التفصيلي لمجريات مباراة رياضية معينة، ودراسة كلّ المؤثرات التي تحيط بها، وتحليل أدوار كل من يسهم في صناعة هذه المباراة، وإخراجها، من لاعبين وإداريين وجمهور وميدان وتحكيم وإعلام مع التزام الحيادية في وصفه لهذه لأحداث.
وقد ظهر التعليق الرياضي بوصفه "فناًّ وعلما ومهنة"، مع انطلاق بثّ أحداث المباريات الرياضية في الإذاعات المختلفة التي اهتمت بالشأن الرياضي منذ عشرينيات القرن الماضي في أوروبا وأمريكا. وقد كانت الإذاعة المصرية هي الرائدة عربيا في اقتحام مجال الإعلام الرياضي عام 1934م، وبافتتاحها قسم التعليق الرياضي منذ عام 1937م، لمّا شرع محمود بدر الدين في تقديم الوصف التفصيلي للمباريات الرياضية مباشرة عبر الأثير.
وهناك بعض الأسئلة التي يجب على المعلّق الرياضي أن يضعها في حسبانه قبل البدء في التعليق وهي: من الذي يهمّه التعليق؟ ولماذا؟ وإلى أي مدى يكون اهتمامه به نسيا منسيا؟

صفات المعلّق الناجح.
وينبغي أن تتوافر في المعلّق الرياضي الناجح صفات عديدة تساعده في أداء مهامه على الوجه الأكمل منها:
1-قوّة الصوت.
2-الثقافة الكروية.
3-إتقان اللغة الأم، ومعرفة بعض اللغات الأجنبية..
4-التميّز في الأداء، وابتكار أسلوب خاص بعيدا عن المحاكاة والتقليد.
5-الموضوعية والحيادية قدر الإمكان إذ لا يمكن ههنا أن يُطلب من المعلّق أن يكون حياديا عندما يعلّق على مباريات منتخب بلاده، أو أحدى أنديتها في التمثيل الخارجي.
6-الحماس وسرعة البديهة.
7-التحضير المسبق جيدا لكلّ مباراة ينوي التعليق عليها.

التعليق الرياضي في التليفزيون الجزائري بين الواقع والمأمول
ليس من الإنصاف الموازنة بين أجيال المعلّقين الرياضيين الذين تعاقبوا على التلفزيون الجزائري. فلكلّ جيل خصوصياته وإمكاناته وظروفه التقنية والفنية. فمن المسلّم به أنّ التطوّر هو سنّة الحياة، ومن المنطقي أن يكون الجيل الحالي من معلّقي كرة القدم في بلادنا أفضل من الجيل السابق. كما أنّه من المرجح أن يكون الجيل اللاحق أحسن حالا من الجيل الحالي، في ظلّ التطوّر المستمرّ الذي تعرفه ظروف العمل والوسائل المسخّرة بين أيادي رواد التعليق الرياضي في الجزائر.
والواقع إن التعليق الرياضي الجزائري يتناسب طردا مع المستويات الفنية للرياضة عامّة وكرة القدم عامّة في بلادنا، فلمّا يتحسن مردود المنتخب الوطني ويتطوّر أداء الأندية محلياً وإقليمياً ووطنياً، يبرز المعلّق الرياضي بفضل تألّق منتخب بلاده، ومن خلال عطاءات أندية وطنه، لكنّ المستويات بشكل عام، قد ترتبط بمستوى بطولة الدوري المحلي في هذا القطر أو ذاك. لذا من المؤكّد أنه يتراجع أو يتقدّم مستوى التعليق الرياضي، بتراجع أو بتقدّم المستوى الفني للرياضة ولكرة القدم بشكل خاص في هذه الدولة أو تلك، لذا نحسب أنّ التعليق الرياضي في وطننا متفاوت المستوى، متعلّق أساساً بالتظاهرات الرياضية الكبرى التي برزت فيها كرة القدم الجزائرية.
فذلك عبد الرزاق الزواوي مثلا يلمع في تاريخ التعليق الرياضي الجزائري مغتبطا بفوز الجزائر الجريحة على فرنسا الاستعمارية في نهائي دورة الألعاب المتوسطية سنة 1975م. ويخلّد سمه في الذاكرة الرياضية الجزائرية بفضل تألّق منتخب جزائري قوي ومنضبط يشرف عليه رشيد مخلوفي، ويشكّله بتروني، دراوي، بن شيخ، منقالتي، بن قادة، سرباح، رابط، وغيرهم.
وذاك محمد صلاّح يشتهر بفضل ملحمة خيخون بإسبانيا، بصيحاته المدوية في كأس العالم 1982م، لمّا أذلّ أبطال الجزائر غرور الألمان في غزّ أيامهم بنجومهم الكبار: شومخار، بريتنار، شتيلكي، ليتبارسكي، روباش، رومنيغي وغيرهم.. الذين اصطدموا بقوة جزائرية خارقة يخطّط لها محي الدين خالف وقوامها: سرباح، قندوز، قريشي، دحلب، فرقاني، عصاد، بلومي، ماجر، وغيرهم.
وهذا حفيظ دراجي أشهر من نار على علم كما يقال، يرسّم اسمه بأحرف من ذهب في سجل التعليق الرياضي الجزائري، ويتناسب نجاحه مع النجاحات الكبرى التي حقّقها المنتخب الجزائري الحالي وجيل أم درمان، لما سجل البطل عنتر يحي هدفا أسطوريا في مرمى المنتخب المصري.
ولعلّ القنوات الفضائية المتخصصة فتحت مجالا واسعا وآفاقا رحبة أمام المعلّقين الرياضيين للتعلّم الذاتي واكتساب الطرائق الحديثة والمعاصرة، الإفادة من المدارس العالمية العريقة للتعليق الرياضي كالفرنسية والإنجليزية في أوروبا، وبرازيلية والأرجنتينية في أمريكا الجنوبية، ومقارنة مؤهلات الأنا بمستويات الآخر. ونتيجةً لهذا الاحتكاك والتلاقح، ظهرت أصوات متعددة من المعلّقين الرياضيين الجزائريين، منهم من حذا مثلاً حذو البرازيليين؛ فنزع إلى الإثارة، والصراخ.. ومنهم من حاكى الأوروبيين، فمال إلى الهدوء، والتحليل والوصف في بعض الأحيان..
وهكذا واكب التعليق الرياضي التلفزيوني الجزائري التطور الفني والتقني الذي طرأ على كرة القدم الجزائرية، لأنّ المعلّقين الجزائريين لم يكتفوا بالتعليق على مباريات الدوري المحلي فحسب، بل انبروا إلى بطولات دولية شتّى: مونديال كأس العالم، أو كأس الأمم الأوروبية، أو رابطة الأندية أبطال أوروبا، البطولات العربية، أو البطولات الإفريقية، وغيرها من التظاهرات الكروية الدولية والقارية، والإقليمية. فالمعلق الرياضي الجزائري بعدما يبدأ نشاطه التعليقي بالفطرة، سرعان ما يطوَّر أسلوبه تطويرا ذاتيا عن طريق المعلومات المكتسبة، والأدوات المتاحة، وبواسطة التقنيات الجديدة في فن التعليق الرياضي وفي عالم ثورة الاتّصالات،... ثمّ إنّ عددا لا يستهان به من المعلّقين الجزائريين على مرّ الحقب الزمنية تجاوزت شهرتهم الحدود الوطنية ليتألقوا في سماء التعليق العربي أمثال: عبد الرزاق الزواوي في السبعينيات، بن يوسف عدية، ومحمد مرزوقي في الثمانيات، والأخضر بريش في التسعينيات، وحفيظ دراجي، وعادل خلو مع مطلع الألفية الجديدة....وغيرهم. ومن هؤلاء من يعدّ قطبا من أقطاب التعليق العربي على غرار حفيظ دراجي الذي حاز الريادة عدّة مرّات في سبر الآراء واستطلاعات المجلات الرياضية العالمية الخاصة بأفضل معلّّق عربي.
لغة التعليق الرياضي: مصطلحات ومفاهيم
ثمّة توصيفات تتّصف بها لغة التعليق الرياضي وتنهض عليها، نقف عند أهمّها:
-استخدام اللفظ المناسب في تركيبة الجملة المنطوقة، مع تجنب السوقي والمعيب، وانتقاء المرادفات للفظ الواحد حتىّ يستوفي المعنى بتركيز ودون تكرار.
-الاهتمام بالمصطلحات الرياضية المتداولة.
يعدّ المعلّق الرياضي مرآة الجمهور على أرض الملعب، وتوصف اللغة بكونها أهمّ وسيلة وأسمى ملكة يمتلكها هذا المعلّق. و لكنّنا في معرض الحديث عن آليات التعليق الرياضي ، نرى أنّه ليس مهمًا أن يستنفذ المعلّق ما أعدّه وحضّره وما كتبه في مفكرته التعليقيَّة بخصوص المباراة، لكنّ الأهمّ دائمًا وفي كل وقت كيف يستثمر ما أعدّه في تعليقه بطريقة احترافية سليمة ولغة راقية خالية من التجريح والإهانة والتحامل غير المسؤول. ولعلّ أول شيء تجدر الإشارة إليه هو المقدرة على التصرف المنطقي في اللحظات الحرجة مثل: مشهد رمي اللاعبين بالقوارير.. أو مشهد نزول شخص إلى أرض الملعب واعتدائه على الحكم.. فنجد جلّ المعلّقين الجزائريين يحيدون كثيرًا عن التعليق المنطقي عن حدث كهذا. وكثيرا ما ينقل المخرجون الكاميرا إلى الجمهور أو إلى اللوح الالكتروني، أو حتى الشمس في لحظات الغروب أو القمر المنير ليلا، كلما حدثت مشكلة في الملعب ويلتزم المعلّق الصمت، ولسانه حاله يقول: "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، وكلّه إحراج أو تردّد بين نقل ما يحدث وبين التغاضي عنه..
والحال إن المعلق الرياضي الناجح هو عين وأذن وعقل المشاهد، لذا يجب أن يكون هذا المعلّق ذا مصداقية، وصاحب دراية، وحظي بتكوين عام وآخر متخصّص، ويستحسن إرفاقه بمحلّل متخصّص لتعليل كلامه وتأكيد حججه.
وهناك تجارب لمعلّقين جزائريين اعتمدوا كثيرا على الحماسة المبالغ فيها، وحداً مقبولاً من الحس الكروي والثقافة الرياضية، بل وحتى الثقافة العامة. اقتداءً بمدرسة التعليق الرياضي في أمريكا الجنوبية، والمعلوم أنّ التعليق الرياضي العالمي يتأرجح بين مدرستين رئيستين هما: الأولى هي المدرسة الانفعالية الأميركية الجنوبية التي فضّلها خصوصًا رواد الجيل السابق من المعلّقين الجزائريين أمثال: عبد الرزاق الزواوي، محمد صلاّح.. وبعض المعلّقين الحاليين.. والأخرى هي المدرسة العقلانية الموضوعية الأوروبية التي تعتمد على أداء أهدأ، ومعلومات أكثر، مصحوبة بتحليل دقيق. وخير من يمثّلها من معلّقي الكرة الجزائرية: محمد مرزوقي، وبن يوسف وعدية.. ولكلّ مدرسة عشاقها ومحبوها؛ سواء من المعلّقين أو من المشاهدين.. وينبغي أن تكون لغة التعليق الرياضي الجزائري لغة عربية حضارية، بعيدا عن اللهجات المحلية. ولا بدّ أن يضفي المعلّق الرياضي على لغته شيئا من الواقعية والمنطقية، وعلى أسلوبه نزرا من الهدوء، والحيادية، فلا يظهر مشاعره شخصية، ولا عواطفه الذاتية، فتجيء لغته فصيحة سليمة وبسيطة متزنة في الآن نفسه، إذ تستطيع الجماهير الغفيرة فهمها، وترتقي بمستوى المشاهدين الثقافي والرياضي.
والحقّ إنّ اللغة العربية قادرة على استيعاب جميع المصطلحات الرياضية ومنها: إصابة، اعتراض، إنذار، بطولة، تسديدة، تسلّل، تصفيات، تعادل، تماس، تمريرة، توزيعة، جناح، حكم، دفاع، دوري، راية، رأس حربة، ركلة ترجيح، ركلة جزاء، ركنية، صفارة أو صفيرة، ضربة مرمى، فوز، كأس، مخالفة، منتخب، نادي، نهائيات، هجوم، هزيمة، هدف، وقت إضافي، وقت ضائع... وغيرها.
وكما يستطيع المعلّق الجزائري بتوظيفه لغته العربية السامية استبعاد بعض الألفاظ مثل: النعت "ثأرية" في قول أحد المعلّقين مباراة ثأرية. (فمتى كان هناك ثأر في الرياضة؟) أو كلمة الخصم بدلاً من الفريق المنافس، فلا تصعيد للحماس اللارياضي المتزايد، كأنّنا في حرب، لأنّ مثل هذا التعليق هو بمثابة استفزاز مبالغ فيه.

التعليق الرياضي بين الإمتاع والإقناع

والتعليق بوجه عام تحوّل إلى فن، ونحسب الفن دومًا في حاجة إلى موهبة، وأيّ معلّق بدون موهبة، نتصوّر أنّه يفتقد عنصرا مهما جدًّا من عناصر النجاح. لقد ولّى زمن كان فيه التعليق الرياضي "مهنة من لا مهنة له"، حيث اقتحم العديد من اللاعبين العرب المعتزلين حجرة التعليق والتحليل. ونكاد نجزم بأنّ المعلّق الفذّ الناجح هو الذي يجهّز نفسه للتعليق، مثلما يحضّر المدرب فريقه، ويسخّن اللاعب عضلاته استعدادا للمباراة، كما نتصوّر أيضا أنّنا نعيش الآن عصر الفضائيات، ممّا يعني أنّ البقاء للأفضل، ولا مكانة الآن للمعلق المنحاز، المعلق المتعصب، المعلق المنفعل، فالنجاح لمن يملك المؤهلات، لصاحب الصوت الأقوى، والموضوعية، والحيادية، والحماس وحسن الحضور وسرعة البديهة. لكنّ التعاطف لفريق الوطن يعدّ واجبا، وليس تهمة، ولا شبهة، وبشرط ألاّ يكون مبالغًا فيه. وحتى إن كان المعلّق متعاطفًا مع منتخب بلده، يجب أن يقول الحقيقة، وأن يتّصف بالقدرة على الإقناع.
ويجب أن تكون لغة التعليق الرياضي التلفزيوني الجزائري، هي العربية الفصحى المبسّطة المناسبة لأسماع عامة الناس، يعني ليس الفصحى المعجمية، دون أن الانحياز إلى اللهجات،
ومن الخطأ التسليم بفكرة المعلّق الرياضي المتكامل، حيث يكون معلّقا ومحللا وحكما في الوقت نفسه. كما أنّه في التعليق الرياضي التلقزيوني يجب أن يكون هناك توافق بين ما ترى وما تسمع، وينبغي التركيز على اللعب. أمّا المعلومة الرياضية، فلا بدّ من اختيار الوقت المناسب لتمريرها، لحظات توقف اللعب، أو إصابة أحد اللاعبين، على أن تكون معلومة جادة. ومن الأهمية بمكان الاتّفاق على تعريب موحّد لبعض المصطلحات الرياضية، فالبعض يقول: خطأ والثاني يقول: فاول والآخر يقول: مخالفة، وبعضهم يقول: تسلل والثاني يقول: أوف سايد، والآخر يقول: شرود، وبعضهم يقول: رمية تماس، والثاني يقول: توش، والآخر يقول: أوت سايد، والبعض يقول: تسديدة والثاني يقول: تصويبة والآخر يقول: قذيفة (وقد يردف آخرون: صاروخ أرض جو، أو كرة عابرة للقارات)، والبعض يقول: ركنية والآخر يقول: زواية، والبعض يقول: مراوغة والآخر يقول: زحلقة... وهكذا تحضر مفردات وتعابير شائعة على لسان المعلِّقين العرب. وفي مجال وصف اللاعبين، يذكر المعلّقون العرب ألقابا مثل: "البلدوزر، ثعلب المساحات، البرغوث، السوبرمان، الدبابة، الساحر، الفنّان، القنّاص، الماكر، المايسترو، المهندس،،، وغيرها. ويمكن أن يتلقى الجمهور الرياضي هذا التنوّع اللغوي أجمل تلقٍ، ويتقبّله أفضل تقبّل، بشرطي: الالتزام المنهجي، والحدّ من التشويش والتشتّت.
ولا محالة أن كلّ مناصر للرياضة باختلاف اللعبة التي يهواها وبفضل الاستمتاع بمشاهدتها ، يودّ أن يستمع إلى معلّق ناجح يقدم له الفائدة والمنفعة. المصداقية في توصيف المباريات وإيصال الحقائق اليه.


آليات الحِجاج في التعليق على هدف عنتر يحي
1- تعليق علي سعيد الكعبي
في تعليق المعلّق الإماراتي علي سعيد الكعبي على هدف عنتر يحي لصالح المنتخب الجزائري ضدّ في أم درمان بالسودان، في المباراة الفاصلة قصد التأهل لمونديال جنوب إفريقيا 2010 ، جاء النص التالي: "جول جول (هدف) للجزائر،،،، مراد مغني،،،، الجزائر تتقدّم،،،، هذي هي اللعبة،،،، الذي سجل هو عنتر يحي المدافع المتقدّم،،،، المدافع الذي كان على موعد مع التاريخ".
مقطع سردي ذو ماهية حِجاجية، عباراته منتظمة، معروضة في قالب لغوي، موضوع أصلا لخدمة الغاية الحجاجية للكلام. وظّف المعلّق الإطار السردي للحِجاج Le cadre narratif de l’argumentation.
يبدأ المعلّق بالحدث الرئيس في اللقطة: " جول جول (هدف) للجزائر"، ثمّ يردف "الجزائر تتقدّم" والاقتضاء Pré-supposition "أخيرا الجزائر تتقدّم"،،والاقتضاء هو ما قُدِرَ للمحافظة على صدق المتكلّم. ففي قول الرسول (ص): "رُفع عن أمّتي الخطأ والنسيان..." يكون الاقتضاء "إثم الخطأ وإثم النسيان". وفي قولنا "بعتك سيارتي" يكون الاقتضاء "إنّي اشتريتها قبلما أبيعك إيّاها". ويختلف الاقتضاء عن الافتراض Pré-supposition المصطلح الغربي البحت الذي يعني الشرط في المعنى مثل: في التعريف بالطلاق يُشترط الزواج لأنّ الطلاق هو انفصال عن زواج، أو قولك خرج الأستاذ من القسم، الذي يفترض أنّه كان قد دخل فيه، أو حتىّ الرسالة التي تبدو سلبية "كن غبيّا" يفترض أنها إيجابية بمعنى "إنّك ذكيّ"..... وقيمة الاقتضاءات تكمن في مساعدة المتلقي على متابعة استمرار الحدث، أو حتّى فهم الحدث الواحد أو جملة الأحداث بالرغم من سكوت المتكلّم عنها. خاصّةً أنّنا نتعامل مع نوع مهمّ من الخطابات هو التعليق الرياضي، الذي غالبا ما يعتمد على الحجاج أكثر من اعتماده على الإخبار.
وقد دمج المعلّق بين العبارة الأولى "جول جول (هدف) للجزائر"، والعبارة الثانية "الجزائر تتقدّم" بقوله: "هذي هي اللعبة" عبارة ثالثة ذكرها معلّقا على إعادة لقطة الهدف بالتصوير البطيء، التي تتضمّن ظاهرة التكرار بعدِّها آلية حجاجية مهمّة. كما جاءت العبارة الرابعة "الذي سجل هو عنتر يحي المدافع المتقدّم" استدراكاً لعبارة سابقة وردت خطأ هي "المسجّل مراد مغني".
وهذا الاستدراك هو استعمال حجاجي مثل الرابط الحجاجي Connecteur Argumentatif "لكن"، وكأنّ المعلّق يقول: "جول (هدف) للجزائر، لكنّ الذي سجل هو عنتر يحي المدافع المتقدّم".
نتيجةٌ لم يشر إليها اقتضاء الملفوظ. إذ المنطق يقتضي أن يسجّل المهاجمون وحتىّ لاعبو وسط الميدان، ولا يسجّل المدافعون وحراس المرمى إلاّ نادرا. لكنّ المنطق الحجاجي جعل المعلّق يصدر عددا من الملفوظات حسب سياق البنية السردية، تنتهي إلى نتيجة مفادها إنّ "المدافع (عنتر يحي) كان على موعد مع التاريخ".

2- تعليق حفيظ دراجي
لنتأمّل تعليق حفيظ دراجي على هدف عنتر يحي في مرمى مصر في أم درمان: "...أجمل هدف في العالم، هذا هو أجمل هدف في العالم...يا سلام على عنتر يحي....جول جول جول.....هذا هو اللي يعطيكم القوّة......هذا هو اللي يعطيكم الإرادة.... يا با با با، أبا با با با.... من أين لك كلّ هذا يا عنتر؟.... يا له من هدف ااا وأي هدف؟"
في معرض تحليلنا بنية الخطاب الحجاجي في هذا المقطع من "ملحمة أم درمان" للمعلّق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي، نجده قد وظّف العلاقات الحِجاجية Relations Argumentatives التي تربط نتيجةً عامّة بمجموعة من الحجج المؤدية إليها. إذ بدأ بالعبارة "أجمل هدف في العالم"، ويبدو لنا أنّها بمثابة النتيجة العامة التي يهدف المعلّق بصفته المتكلّم إلى إقناع المخاطَب بها، ودفعه إلى التسليم بفحواها.
ويقتضي الاستدلال أو المنطق –مهما كان نوعه صوريا أو طبيعيا- أن يردف المرِسل ذكر النتيجة بذكره الأدلة والحجج التي تخدمها وتفضي إليها. ولذلك ألفيناه يسوق مجموعة من الحجج مباشرة بعد عبارته الأولى "أجمل هدف في العالم"، التي عدّها نتيجةً. ومن هذه الحجج:
-هذا هو اللي يعطيكم القوّة...
-هذا هو اللي يعطيكم الإرادة.
-من أين لك كلّ هذا يا عنتر؟. (استفهام حجاجي).
-يا له من هدف ااااا نداء غرضه التعجب (الذي يتضمّن وظيفة حجاجية إقناعية بدوره)
-أي هدف؟ (استفهام حجاجي)
وهناك حجج أخرى متفاوتة القيمة الحجاجية مبثوثة في ثنايا المقطع، ويمكن إحصاؤها، وجلّها تخدم النتيجة الجوهرية الأولى (أجمل هدف في العالم على الأقل بالنسبة لنا كجزائريين في تلك اللحظة)، وتندرج ضمن البرنامج الحجاجي العام.
فمنذ الوهلة الأولى نكتشف علاقة حجاجية قائمة بين نتيجة، ومجموعة حجج تؤيدها، تسير كلّها في اتجاه حجاجي واحد. حتى نوضّح أكثر يمكن أن نصوغ هذه العلاقة الحجاجية صياغات متعددة وبروابط حجاجية مغايرة. ويمكن إيراد ما يأتي:
أ‌- أجمل هدف في العالم، هذا هو أجمل هدف في العالم، لأنّه يعطيكم القوّة والإرادة.
ب- بما أنّ هذا الهدف يعطيكم القوّة والإرادة، فهو أجمل هدف في العالم.
ج- إنّ هذا الهدف يعطيكم القوّة والإرادة، فهو –إذن- أجمل هدف في العالم.
د- إذا كان هذا الهدف يعطيكم القوّة والإرادة، فهو أجمل هدف في العالم.
ه- هذا هو أجمل هدف في العالم إذ إنّه يعطيكم القوّة والإرادة.
كما نستطيع افتراض صياغات ممكنة أخرى لهذه العلاقة الحجاجية. وغرضنا من إيراد هذه الصياغات المتنوعة هو إبراز العلاقة الحجاجية التي تربط بين العبارة الأولى بوصفها نتيجة، وبين العبارات التالية لها بعدِّها حججا مؤيدة لهذه النتيجة. وتجدر الإشارة إلى أنّ تنوّع الصياغات السابقة يعود إلى تعدّد أنماط العلاقات الحجاجية. فقد تكون علاقة تعليلية تفسيرية كما في الصياغة "أ". أو تكون علاقة استنتاجية كما في الصياغتين "ج" و"د"، أو علاقة شرط مثل الصياغة "ه"، أو علاقة تبرير واستدلال كما في الصياغتين"ب" و "ه"، ويمكن أن تكون سببية أو استلزامية، أو أن تتّخذ أشكالا مختلفة في صياغات أخرى. فمفهوم العلاقة الحجاجية يتّصف بالشمولية، إذ أنّه يحيط بكلّ هذه الأنماط، والعلائق القائمة بين الحجج والنتائج.
3- تعليق محمد جمال
وفي تعليق المعلّق الجزائري الآخر محمد جمال على الهدف سالف الذكر وردت العبارات الآتية: "...التسديدة ...والهدف الأول لمصلحة المنتخب الوطني الجزائري.... عنتر يحي يسجّل لصالح المنتخب الوطني الجزائري....بقوّة كبيرة.....كرة لا تُصدّ ولا تُرد.....والتغطية من عبد القادر غزال..."
وهو في هذا المقطع يوظّف نظرية السّلالم الحجاجية Les échelles Argumentatives المنسوبة لأزفالد ديرو 0swald Ducrot. فأورد حججا مرتّبة ترتيبا عموديا متدرجا ساقها بعفوية ولكنّها تنتهي إلى نتيجة واحدة، ألا وهي تسجيل الهدف لصالح المنتخب الوطني الجزائري.
وهكذا قد بدأ بالحجة الضعيفة فالحجة القوية فالحجة الأقوى ثمّ النتيجة ، ويمكن أن نمثّل لهذا السُّلم الحِجاجي بالشكل التالي :

النتيـجة تسجيل الهدف من عنتر يحــي
الحجة 3 تغطية اللاعب "عبد القادر غـزال"
الحجة 2 لا تُـصــــدّ ولا تــــردّ
الحجة 1 التســديـدة بقـوّة كبيـــرة

وضع المعلّق "التسديدة بقوّة كبيرة" كحجة أولى في المرتبة السفلى من السُّلم الحِجاجي ، ونعتها بكونِها "لا تُصد ولا تُردّ" كحجة ثانية قوية مقارنة بالأولى وبعدهما أورد "تغطية اللاعب عبد القادر غزال" كحجة أقوى، والحجج الثلاثة تخدم نتيجة واحدة مؤكّدة متمثّلة في "تسجيل هدف الفوز والتأهل إلى المونديال من طرف عنتر يحي".
4- تعليق عصام الشوالي
أمّا المعلّق الرياضي التونسي عصام الشوّالي، فقد علّق على هدف عنتر يحي، موظّفا هذا النصّ: "...العملة النادرة أي كرة الجزائر....التسديدة عالية....وهدف...الجزائر تفتح باب التسجيل في الدقيقة الأربعين....هدف أول للخضر....في وقت الحديث عن العملة النادرة (كرة الجزائر).....الخضر يسجلون....واحد/صفر لمنتخب الأفناك...هدف مفاجئ مباغث....لما تريد تريد...كي تحبّك تحبّك....يحي والقائم والجول....يحي والقائم والجول..."
استخدم المعلّق استعارة حجاجية Métaphore Argumentative أومأ بها إلى تميّز الكرة الجزائرية، وخصوصياتها فنيا وتقنيا، حين شبّه كرة الجزائرية بالعملة النادرة على سبيل الاستعارة التصريحية.
والاستعارة بعدِّها إحدى الوسائل الحجاجية التي تؤدي دورا بارزا في الإقناع والتأثير، كونها تمثل أرقى وأبلغ وأقوى الآليات اللغوية، لتحريك همّة المتلقي نحو الاقتناع، فلا يلجأ إليها المخاطِب، إلاّ لثقته بأنّها أبلغ من الحقيقة حِجاجا، تهدف إلى تغيير الموقف الفكري أو العاطفي للمتلقي.
ويعود الفضل في إخراج الاستعارة من حقل الدراسات البلاغية إلى الباحث برلمان Perlman الذي أعطاها بعدا حِجاجيا ، بعدما كانت مجرد صورة بيانية لا تخدم إلا الجانب الفني الجمالي.
أما علماء البلاغة القدامى فقد صنّفوها مقوّما جماليا وإقناعا تأثيريا، "فالتمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني أو برزت هي باختصار في معرضه، ونقلت عن صورها الأصلية إلى صورته كساها أبهة، فإن كان مدحا كان أبهى وأفخم، وإن كان حِجاجا كان برهانه أنور وسلطانه أقهر وبيانه أبهر" . نستدل من هذا الكلام على ميزة الاستعارة في تحقيق الحِجاج والتأثير في النفوس، فلا يعلو بعدها أي قول، لأنّ استعمالها كحجة يؤدي بالملتقي إلى الاقتناع، وتجعله يمعن عقله فيها محاولا إدراك حقائقها.
لقد استطاع المخاطِب (المعلّق) أن يقنع المتلقين (الجمهور) باستعماله الاستعارات بعدِّها حججا في الكثير من تعاليقه، حين رغب أن يقنع المتلقي بجماليات الكرة الجزائرية الخاصّة، وأسلوبها المميّز. كما استند المعلّق إلى آلية إقناعية أخرى متمثّلة في الاستلزم المنطقي الحواري L’implication logique conversationnelle، كما في قوله: "لما تريد تريد، أو كي تحبّك تحبّك.


نجوم التعليق الرياضي الجزائري: مواقف وطرائف.
عرف التعليق الرياضي التلفزيوني الجزائري حركية مميزة منذ الاستقلال إلى غاية هذا العصر. ممّا سمح ببروز عدد معتبر من المعلّقين الرياضيين، يتماشى مع متطلبات وحاجيات الجماهير الكروية بالخصوص. فتألّقت كوكبة من الأجيال والأسماء منهم: عبد الرزاق الزواوي، بن يوسف وعدية، حبيب بن علي، مسعود لدرع، ربيع دعّاس، ميلود شرفي، مخلوف بوخزر، محمد مرزوقي، غبد القادر فقير، عبد القادر شنيوني، الأخضر بريش، يزيد مواقي بناني، مراد بوطاجين، حفيظ دراجي، عبد الحفيظ شايب، مجيد بوطمين، مسعود دشيشة، محمد جمال، عزيز زواوي، كريم أيت عثمان، عادل خلو... وغيرهم. من المعلّقين الذين واكبوا أفراح وأقراح كرة القدم الجزائرية. لهم في ميادينها صولات وجولات و مواقف وطرائف منها:
محمد صلاح يكذّب إشاعة اعتراضه على آذان العصر
قبل بضع دقائق من نهاية مباراة (ألمانيا /الجزائر) في مونديال إسبانيا 1982م، وإطلاق صفيرة النهاية، طلبت مذيعة الربط من المعلّق الرياضي محمد صلاّح أخذ الخط من أجل بث آذان صلاة العصر، لكنّه قال لها: لم تتبق سوى ثواني، وفتركت له الخط بالفعل، وأكمل التعليق إلى نهاية المباراة، لكنّ الإشاعة التي ظهرت فيما بعد مفادها إنّ محمد صلاّح قال: "ما فيش آذان (الجزائر 2 - ألمانيا 1)". وقد فنّد المعني هذه الإشاعة في لقاء أجراه معه حفيظ دراجي في حصّة "ملاعب العالم"، إذ ذرف الدموع على المباشر، ووضح أنّ هذه الإشاعة لا أساس لها من الصحة .


حفيظ دراجي يعلّق باللغة الفرنسية
في كأس إفريقيا 2004م، أجبرت الشركة المالكة لحقوق البثّ، التلفزيون الجزائري على التعليق باللغة الفرنسية على كلّ المباريات، فكلّفت حفيظ درجي بالتعليق على مباريات المنتخب الوطني، وتعاقدت مع مجموعة من معلّقي القناة الإذاعية الجزائرية الثالثة على غرار: فيصل حفّاف، معمر جبور، رضوان بن دالي، وغيرهم.
وفي المباراة الثانية لمنتخبنا ضدّ مصر، ولمّا سجّل (الحرامي) حسين أشيو هدفه الأسطوري في مرمى مصر. نسي حفيظ دراجي نفسه، صار يعلّق باللغة العربية، ممّا أغضب مسؤولي الشركة المالكة لحقوق بثّ الدورة .
عادل خلو يجهش بالبكاء
لم يستطع المعلق الرياضي الجزائري عادل خلو تمالك دموعه بعد تأهل الجزائر إلى كأس العالم 2014م، وذلك أثناء تعليقه على مباراة الجزائر وبوركينا فاسو، على قناة "الجزيرة الرياضية". ظلّ يصرخ بفرحة شديدة قائلا: "جوووووووول تأهلنا تأهلنا للمونديال.. الجزائر إلى المونديال.. الله أكبر.. عودوا شهداء الجزائر عودوا.. شكرا يا جزائر.. شكرا يا أبطال.. لقد فعلتموها من أجل كلّ العرب".
خاتــــمة
بعد اشتغالنا على موضوع آليات الحِجاج في التعليق الرياضي التلفزيوني، مقاربة تداولية في مدونة دقيقة، هي "مقطع من ملحمة أم درمان يتعلّق بهدف اللاعب عنتر يحي، تسنىّ لنا الوقوف على مجموعة من النتائج، ويمكن إجمالها في ما يأتي:
- إن للحجاج بوصفه إستراتيجية خطابية حضورا في التعليق الرياضي التلفزيوني الجزائري، يتمّ تحقّقه بمراعاة السياق والمقام، انطلاقا من رصد الواقع، فيجنّد المعلّق لذلك كافة الآليات التي تجعله ينطلق من الصريح إلى الضمني.
- لقد تبدت لنا "ملحمة أم درمان" بتعليق مجموعة من المعلِّقين العرب تجربة رياضية حية خالدة، يتقاطع فيها بشكل مؤثر صدق الحجة بقوّة الصوت، ودقّة المعلومة ببلاغة اللغة، وكفاءتها الترميزية والتأثيرية التي تتجاوز بالتعليق تخوم واقعيته ونمطيته.
- إنّ التعليق الرياضي الذي يصبو إليه الجمهور ما فتئ يتطوّر بفضل بنيات معينة، تميّزه عن الأفعال الكلامية المباشرة الموظّفة في الكلام العادي، وتجعل منه فعلا تأثيريا إلى حدّ يضاهي أو يفوق الفعل الإنجازي.
- وبما أن التعليق الرياضي التلفزيوني ، خطاب إعلامي، فإنّنا نلمس فيه حضور الوظيفتين: الجمالية الفنية، والإعلامية الإبلاغية، لكنّهما هنا تخدمان الجانب الحِجاجي، فالمعلّق -كما المادّة التي يعلّق عليها (كرة القدم)- يزاوج بين الإقناع والإمتاع، كما تحضر عملية التكرار بوصفها من الآليات الحجاجية التي تهدف إلى إحداث التأثير والإقناع. وذلك قصد التعبير بصدق عن أفراح الكرة المستديرة في الجزائر، إذ لم يكن التعليق الرياضي وسيلة لإدراك الحقيقة فحسب، بل شكّل مسوّغا لتخليد أمجاد الكرة الجزائرية عبر العصور.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, التلفزيوني, التعليق, الرياضي, بوقصة, بقلم:


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc