|
قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
*ҳ̸Ҳ̸ҳ * إجماع العلماء المعاصرين على تحريم تمثيل الصحابة *ҳ̸Ҳ̸ҳ *
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2014-10-08, 21:22 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
*ҳ̸Ҳ̸ҳ * إجماع العلماء المعاصرين على تحريم تمثيل الصحابة *ҳ̸Ҳ̸ҳ *
بسم الله الرحمن الرحيم فدونك مقطع لفتاوى العلماء في تحريم تمثيل الصحابة، وهو مضمن فتوى جديدة للشيخ الفوزان وفيه أيضا فتوى:إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورو أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: 1- العلامة عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- 2- العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله- ثم هذه أيضا فتوى أخرى للعلامة صالح بن فوزان الفوزان- وفقه الله- عن مسلسل الفاروق، وكانت هذه الفتوى قبل أيام كذلك، ونص فيها الشيخ على إجماع العلماء المعاصرين على تحريم تمثيل الصحابة: ثم هذه فتوى للشيخ الفوزان كذلك: جواب معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، عن حكم تمثيل الصحابة و الخلفاء الراشدين، وطرح السؤال على فضيلته يوم الأربعاء 14/شعبان/1433هـ الموافق لـ 04/يوليو/2012م. الجواب : " يا أخي تمثيل الصحابة ولاسيما الخلفاء الراشدين محرم , و لا يجوز , محرماَ قطعا و لا يجوز ومن أفتى به فهو مخطئ , لأن هذا امتهان للصحابة , و من الذي يمثل صورة عمر أو صورة أبو بكر أو صورة الصحابة أي صحابي من الصحابة , هذا كذب على الصحابة وقد يصورهم أو يتقمص شخصيتهم من هو من الفساق أو من العصاة , ويقول هذا عمر هذا أبو بكر , هذا فلان , هذا تنقص للصحابة و لا يجوز هذا و الواجب احترام الصحابة وتوقيرهم وأنهم بالمنزلة العالية التي لا يبلغها الممثل أو يقاربها فلا يجوز هذا , وعرضه في رمضان أشد , لأن رمضان وقتٌ فاضل و وقت عبادة و صيام و قيام , إشغال الناس حتى ولو بالتمثيليات التي ما فيها تحريم , شغل الناس بالتمثيليات في رمضان , و بالمضحكات و القصص ويا المسابقات هذا لا يجوز لأنه صرف للناس عن العبادة , صرف لهم عن قيام الليل عن التهجد , عن صلاة التراويح , فهذا لا يجوز , ما يشغل المسلمين عن اغتنام شهر رمضان , ولكن الشيطان يجند جنوده لأجل صد المسلمين عن الحصول على فضائل رمضان , وخيرات رمضان , يشغلهم بالترهات , ويشغلهم بالملهيات , ويشغلهم بالمسلسلات , و يشغلهم بما لا يفيدهم بل يضرهم , فيجب على المسلمين أن يطهروا شهر رمضان , من هذه الخزعبلات , و أن يفرغوا المسلمين للعبادة , و أن يشجعوهم على العبادة , و أن يذكروهم بالله عز وجل , و أن يرغبوهم بالعبادة بدل أن يصدونهم بهذه الملهيات , هذا انتهاك لشهر رمضان ولحرمة شهر رمضان , فلا يليق بإذاعةً أو تلفازً بيد المسلمين أن تظهر فيه هذه التمثيليات , و تمثيل الصحابة صدرت قرارات بالمجامع الفقهية و قرارات هيئة كبار العلماء بتحريمه , و النهي عنه , فلا يجوز هذا العمل " . اهـ تحميل المقطع الصوتي كلام المفتي عبد العزيز آل الشيخ -وفقه الله- في خطبة الجمعة عن (تصوير مسلسل الفاروق) وهنا الخطبة كاملة وكانت بعنوان (أسباب الهداية) كتب ولتتم الفائد فهذا كتاب التمثيل للشيخ بكر أبو زيد-رحمه الله- وكتاب ((إيقاف النبيل على حكم التمثيل)) للشيخ عبد السلام برجس -رحمه الله- مقال باسم ((تكريم الآل والأصحاب بمنع تمثيل أحد منهم و تجسيد صورهم )) للشيخ حمد الهاجري-وفقه الله- فتاوى العلماء في حكم تمثيل الصحابة و هذا جمعٌ طيب لعدد من فتاوى علماء الأمة الأكابر -جزاهم الله خير الجزاء- في بيان حرمة التمثيل بعمومٍ وعِظَمِ جُرمه إن كان في حق الصَّحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-، راجين الله أن تحقق مناصحاتهم وتوجيهاتهم ما أرادوه من تبصُّر الخلق بالحق وإذعانهم له.[1] وأصحاب الفضيلة هم: - فضيلة الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- - اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز -رحمه الله- - سماحة الشيخ: عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله- - فضيلة الشيخ: صالح الفوزان -حفظه الله- - فضيلة الشيخ: عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله- - فضيلة الشيخ: عبد العزيز الراجحي -حفظه الله- ** ** ** ** - فضيلة الشيخ: محمد بن ناصر الدين الألباني -رحمه الله-: السؤال: هل يجوز أن يُمثِّل أحد المسلمين دور كافر؛ فيُقسم باللات أو يشتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم تحت حجة التمثيل أو بحجة التمثيل لأحد مواقف السيرة؟ الجواب: حتمًا لا يجوز هذا الأمر، [..] بل لو كان السؤال: هل يجوز التمثيل نفسه بدون هذا الكفر؛ لكان الجواب: لا يجوز؛ فكيف وفي السؤال أنه يحكي الكفر؟! صحيح أن الأمر كما قال العلماء أن ناقل الكفر ليس بكافر، هذا الذي يقوم بوظيفة أو مهنة التمثيل بكلام رجل كافر ليس هناك ما يضطره إلى أن يقوم بعملية التمثيل هذه؛ وبالتالي يتكلم بكلمة الكفر؛ لأن أصل قضية التمثيل هذه -في الواقع- ونأسف جدًا- ..[2] تورط المسلمون فقلَّدوا الكُّفار –الذين لا يحرمون ما حرَّم الله ورسوله-؛ فتعاطوا مهنة التمثيل تقليدًا منهم للكفار، دون أن يراعوا ما قد يترتب من وراء القيام بمثل تلك المهنة من مخالفات للشريعة الإسلامية: من التَّشبُّه بالكفَّار، من تشبُّه الرجال بالنساء، وربما من اختلاط النساء بالرجال في بعض التمثيليات؛ فكل هذا لا يجوز في دين الإسلام. أما أولئك المقلَّدون -أولئك الأوربيون الذين نحن نقلِّدهم- فهم ليسوا عندهم شيء اسمه حلال وحرام، ومن هنا يظهر بالغ غفلة المسلمين الذين يلهثون ركضًا وراء الكافرين، دون أن يميزوا الفرق بينهم؛ أي: بين المسلمين، وبين أولئك الكافرين الذين يُقلِّدونهم. المصدر: برنامج أهل الحديث والأثر / قسم: متفرقات / الشريط: 289 / الدقيقة: 18:58 للاستماع: للتحميل المباشر: من هـنا ** ** ** ** السؤال: ما رأي فضيلتكم في مشاهدة الأفلام الإسلاميَّة، وخصوصًا التي تبعث الحماس الديني لدى بعض المسلمين، وخصوصًا منها: (فيلم الرسالة)، وأن هذا الفيلم به أحداث بداية انتصار الإسلام، والدعوة؟ وإن كان جوابكم بعدم الجواز أرجو بيان السبب وردود الفعل. الجواب: لقد أصاب السائل الهدف؛ حينما قال: "إذا كان جوابكم .." ايش قال؟ السائل: إذا كان جوابكم بعدم الجواز. الشيخ: نعم، نقول: لا يجوز، لا يشرع في الإسلام التمثيليات لأسباب كثيرة؛ منها: أولاً: أن هذا طريقة الكفار، وطريقة الكفار تليق بهم ولا تليق بالمسلمين؛ ذلك لأنَّ الكفار يشعرون بأنهم بحاجة إلى حوافز ودوافع تدفعهم إلى الخير، لا يجدون عندهم شريعة، فيها ما عندنا -والحمد لله- من الخير، كما سمعتم آنفًا قوله عليه السَّلام: "ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله". آية واحدة فضلاً عن سورة تغني عن تمثيليات عديدة وكثيرة وكثيرة جدًّا إذا عُمِّمت على المسلمين وفُسِّرت لهم؛ فالمسلمون ليسوا بحاجة إلى مثل هذه الوسائل الحديثة، لا سيَّما وقد نبعت من بلاد الكفر الذين قال الله -عزَّ وجلَّ- في حقهم: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾[3]. فأُمَّة لا تُحرِّم ولا تُحلِّل، كيف نأخذ عنها مناهجها وثقافاتها وطرقها، ثم نأتي ونطبقها على أنفسنا؟! لقد أعجبني مرة أنني سمعت محاضرًا يقول: "مَثَلُ المسلمين وتقليدهم للغربيين كمثل شخص بدين يأخذ ثوبًا فُصِّل على إنسان آخر نحيل، فيريد أن يكتسي بهذا الثوب، قطعًا ستكون النتيجة أنه لا يستطيع أن يعيش فيه، والعاقبة أن يتفتَّق هذا الثوب؛ لأنَّه ما فُصِّل على بدنه، والعكس بالعكس". فتلك الوسائل تصلح لهم ولا تصلح لنا؛ لأن عندنا خير من ذلك كما جاء في الحديث؛ حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "رأى النبي صلى الله عليه وسلم يومًا صحيفةً في يد عمر بن الخطاب، فقال له: "ما هذه؟!" قال: هذه صحيفة من التوارة كتبها لي رجل من اليهود؛ [فغضب] عليه السلام وقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟! والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حيًّا لما وسعه إلا اتباعي"[4]. لو كان موسى -وهو كليم الله- حيًّا لما وسعه إلا اتباع الرسول عليه السلام، فما بالكم اليوم نحن نكون أتباعًا بل نكون أذنابًا لكل شيء يأتينا من زخرف أولئك الناس الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله؟! هذا سبب أنني لا أرى جواز التمثيليات هذه. الأمر الثَّاني: هو أنه لابد أن يقع في هذه التمثيليات أمور مكذوبة لا حقيقة لها في التاريخ الإسلامي، أو في السيرة الأولى. وحينئذ فهذا سببٌ آخر يمنع من أن نقلِّد الأوروبيين فيما هم عليه من التمثيليات؛ لأن هم يعيشون على قاعدة معروفة –ومع الأسف بعض المسلمين ينطلقون وراءها أيضًا- قاعدتهم هي: "الغاية تبرر الوسيلة"، " الغاية تبرر الوسيلة". الوسيلة هو -مثلاً- أن يكسبوا المال، أما الطريق مش مهم هو حلال أو حرام. هذا خلاف الإسلام الذي أوضح لنا طريق الحلال والحرام، وقال: خذوا ما حلَّ وضعوا ما حَرُم. فأولئك في تمثيلياتهم يدخلون ما لا حقيقة له إطلاقًا؛ فجرينا نحن أيضًا على خطاهم مصداقًا لقوله عليه السلام: "لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر" إلى آخر الحديث[5]. ثالثًا وأخيرًا: قد يدخل في التمثيليات مخالفة أخرى وهي: تشبُّه الرجال بالنساء أو تشبه النساء بالرجال أو اختلاط الرجال بالنساء، وكما يُقال: "أحلاهما مر" فكيف نستجيز نحن مثل هذه التمثيليات؟! مثلاً: صورة واضحة جيدة بيِّنة تمامًا: يكون الرجل -سبحان الله!- ملتحيًا كما خلقه الله؛ لكن هو اتباعًا لعادات الكفار يحلق لحيته؛ فإذا وُضِعَ في دور يمثله، يمثِّل فيه مثلاً رجلاً من الصحابة؛ وضع لحية مستعارة على طريقة اللوردات الانجليز! فهو يخادع الناس، أولاً: هو خلقةً ذو لحية؛ فيعصي الله ويحلقها، فإذا جاء دور التمثيل يتظاهر أمام الناس بأنه موفِّر لحيته، هذا أليس كذبًا؟! ومنه: أن يكون هناك شاب لا لحية له؛ فتوضع له لحية مستعارة، وهكذا. ولذلك إذا دُرسِت هذه التمثيليات -يعني- نخرج بنتيجة أنها لا تُشرع في دين الإسلام، وبخاصة إذا كانت متعلِّقة برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام فهناك سيكون الكذب: هذا يمثِّل عمر بن الخطاب، وهذه تمثِّل أخت عمر بن الخطاب، وإلى آخره، كل هذا زور في زور، وما بُنِىَ على فاسد فهو فاسد. المصدر: برنامج أهل الحديث والأثر / قسم: متفرقات / الشريط رقم: 289 / الدقيقة: 35:58 للاستماع: للتحميل المباشر: من هـنا ** ** ** ** - اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى رقم: (4723): السؤال: حكم تمثيل الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- والصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-؟ وعن تمثيل الأنبياء وأتباعهم من جانب والكفار من جانب آخر؟ الجواب: أولاً: إن المشاهد في التمثيليات التي تُقام والمعهود فيها طابع اللهو وزخرفة القول والتَّصنُّع في الحركات ونحو ذلك مما يلفت النظر، ويستميل نفوس الحاضرين، ويستولي على مشاعرهم، ولو أدى ذلك إلى ليٍّ في كلام من يمثله، أو تحريف له أو زيادة فيه، وهذا مما لا يليق في نفسه فضلاً عن أنه يقع تمثيلاً من شخص أو جماعة للأنبياء وصحابتهم وأتباعهم فيما يصدر عنهم من أقوال في الدعوة والبلاغ، وما يقومون به من عبادة وجهاد أداء للواجب ونصرة للإسلام. ثانيًا: إن الذين يشتغلون بالتمثيل يَغلِب عليهم عدم تحري الصِّدق وعدم التَّحلِّي بالأخلاق الإسلاميَّة الفاضلة، وفيهم جرأة على المجازفة وعدم مبالاة بالانزلاق إلى ما لا يليق، ما دام في ذلك تحقيق لغرضه من استهواء الناس وكسب للمادة ومظهر نجاح في نظر السواد الأعظم من المتفرجين، فإذا قاموا بتمثيل الصَّحابة ونحوهم أفضى ذلك إلى السخرية والاستهزاء بهم، والنَّيل من كرامتهم، والحطّ من قدرهم، وقضى على مالهم من هيبة ووقار في نفوس المسلمين. ثالثًا: إذا قُدِّرَ أن التمثيلية لجانبين: جانب الكافرين؛ كفرعون، وأبي جهل ومن على شاكلتهما، وجانب المؤمنين؛ كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وأتباعهم؛ فإن من يُمثِّل الكافرين سيقوم مقامهم ويتكلم بألسنتهم؛ فينطق بكلمات الكفر، ويوجه السباب والشتائم للأنبياء، ويرميهم بالكذب والسحر والجنون.. إلخ، ويُسفِّه أحلام الأنبياء وأتباعهم، ويبهتهم بكل ما تُسوِّلُه له نفسه من الشَّر والبهتان مما جرى من فرعون وأبي جهل وأضرابهما مع الأنبياء وأتباعهم لا على وجه الحكاية عنهم؛ بل على وجه النُّطق بما نطقوا به من الكفر والضلال، هذا إذا لم يزيدوا من عند أنفسهم ما يُكسب الموقف بشاعة ويزيده نكرًا وبهتانًا؛ وإلا كانت جريمة التمثيل أشد وبلاؤها أعظم؛ وذلك مما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الكفر وفساد المجتمع ونقيصة الأنبياء والصَّالحين. رابعًا: دعوى: "أن هذا العرض التمثيلي لما جرى بين المسلمين والكافرين طريق من طرق البلاغ الناجح والدعوة المؤثرة والاعتبار بالتاريخ" دعوى يردُّها الواقع، وعلى تقدير صحتها فشرها يطغى على خيرها. ومفسدتها تربو على مصلحتها، وما كان كذلك يجب منعه والقضاء على التفكير فيه. خامسًا: وسائل البلاغ والدعوة إلى الإسلام ونشره بين الناس كثيرة، وقد رسمها الأنبياء لأممهم وآتت ثمارها يانعة؛ نصرة للإسلام، وعزة للمسلمين، وقد أثبت ذلك واقع التاريخ؛ فلنسلك ذلك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولنكتف بذلك عما هو إلى اللعب وإشباع الرغبة والهوى أقرب منه إلى الجدِّ وعلو الهمة، ولله الأمر كله من قبل ومن بعد وهو أحكم الحاكمين. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز ** ** ** ** فتوى رقم: (2044): السؤال: هل يجوز تمثيل الصحابة لأننا نقدم تمثيليات، وقد أوقفنا إحداها رغبة في معرفة الحكم؟ الجواب: تمثيل الصحابة أو أحد منهم ممنوع؛ لما فيه من الامتهان لهم والاستخفاف بهم وتعريضهم للنَّيْل منهم، وإن ظنّ فيه مصلحة فما يؤدي إليه من المفاسد أرجح، وما كانت مفسدته أرجح فهو ممنوع، وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبارالعلماء في منع ذلك. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز ** ** ** ** السؤال الثالث من الفتوى رقم: (2442): السؤال: ما حكم تمثيل الصحابة -رضي الله عنهم- على مسارح المدارس؟ الجواب: سبق أن نظر مجلس هيئة كبار العلماء في ذلك وأصدر قرارًا فيه، وفيما يلي نص مضمونه: 1- إن الله -سبحانه- أثنى على الصحابة وبيَّن منزلتهم العالية، ومكانتهم الرفيعة، وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها. 2- أنَّ تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعًا للسخرية والاستهزاء به ويتولاه أُناس -غالبًا- ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة، والأخلاق السامية، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي. وأنه مهما حصل من التحفُّظ فسيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة -رضوان الله عليهم- في أنفُس الناس وضعًا مزريًا؛ فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سبّ بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر. كما يُتخذ هدفًا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم. 3- ما يقال من وجود مصلحة؛ وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، مع التَّحرِّي للحقيقة، وضبط السِّيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه؛ رغبة في العبرة والاتعاظ؛ فهذا مجرد فرض وتقدير، فإنَّ من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع المسلمين ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم. 4- من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته راجحة. فرعاية للمصلحة وسدًّا للذريعة، وحفاظًا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز ** ** ** ** - الشيخ: عبد العزيز بن باز -يرحمه الله-: السؤال: لا شك ولا ريب أن القول بحرمة أو بتحريم تمثيل الصحابة قول وجيه وكذا من هو بعدهم؛ لكن ألا ترى أن تمثيل غير هؤلاء من أُناسٍ صالحين لعلها أن تغير من سلوك الناس، وتعتبر من وسائل الدعوة إلى الله، فمادام الأمر كذلك فما حكمه، وقد ثبت عمليًا تأثيره على المشاهدين؟ الجواب: التمثيل لا يجوز -يا أخي!-. التمثيل كذبٌ وزور، لا يجوز لا للصحابة ولا لغير الصحابة، والذي كفى الأولين يكفي الآخرين، الذي كفى الأولين من هذه الأمة يكفي الآخرين:النصيحة والتوجيه بدون الحاجة إلى التمثيل، تنصح الناس، العلماء ينصحون ويوجهون هذا حلال وهذا وحرام، وهذا مما أمر الله به، وهذا مما نهى الله عنه، وهذه مفاسد كذا، وهذه مصالح كذا بالبيان والإيضاح. يكفي البيان والإيضاح [..] التمثيل، يمثل فلان وفلان وفلان يكذب، يمثل عمر وليس بعمر، يمثل شيخ الإسلام بن تيمية وليس كذلك، يمثل العز بن عبد السلام وليس كذلك، يمثل الشافعي ولا مالك وليس كذلك، أو يمثل أبو جهل أو هشام بن ربيعة أو أبو لهب [..] الكفرة. كل هذا منكر. للاستماع: للتحميل المباشر: من هـنا ** ** ** ** استنكار إخراج فيلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد فقد اطلعت على ما نشرته مجلة المجتمع الكويتية في عددها 162 الصادر بتاريخ 9/7/1393هـ تحت عنوان: (فيلم محمد رسول الله) وقد تضمن الخبر المذكور أنه خلال الأيام الماضية تم التوقيع على عقد تأسيس الشركة العربية للإنتاج السينمائي العالمي، وتولى التوقيع ممثلو حكومات ليبيا والكويت والمغرب والبحرين، وأن الشركة المذكورة تعاقدت مع المخرج مصطفى عقاد لإنتاج فيلم عن النبي صلى الله عليه وسلم حياته وتعاليمه (بالسينما سكوب) والألوان، يستمر عرضه ثلاث ساعات ويخرج بعشرين لغة عالمية بما فيها العربية. وذلك بالاستناد إلى قصة أقرها الأزهر والمجلس الشيعي الأعلى واشترك في صياغتها توفيق الحكيم، وعبد الحميد جودة السحار، وعبد الرحمن الشرقاوي، انتهى الخبر المذكور. ولكون ذلك فيما نعتقد أمرًا منكرًا، وحدثًا خطيرًا يترتب عليه مفاسد كبرى، وأضرار عظيمة، واستهانة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، وتعريض لذاته الشريفة إلى التلاعب بها والاستهزاء والتنقص؛ رأيت المساهمة في إنكار هذا المنكر، والإهابة بالدول الأربع الموافقة على إخراجه بالرجوع عن ذلك تعظيمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، واحترامًا له، واحترازًا عن تعريض ذاته الشريفة للتنقص والاستهانة والسخرية. ومعلوم أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل وقد عرض هذا الموضوع على المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة؛ فقرر: تحريم إخراج فيلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتحريم تمثيل الصحابة رضي الله عنهم، وذلك في المادة السادسة من قراره المتخذ في دورته الثالثة عشرة المنعقدة خلال المدة من 1 شعبان 1391 هـ إلى 13 شعبان 1391 هـ، وهذا نص المادة المذكورة: [1- يقرر المجلس التأسيسي بالإجماع تحريم إخراج فيلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيه من تمثيله صلى الله عليه وسلم بآلة التصوير الكاميرا مشيرة إليه وإلى موضعه وحركاته وسائر شئونه بالتحديد، وتمثيل بعض الصحابة -رضي الله عنهم- في مواقف عديدة ومشاهد مختلفة وهو محرم بالإجماع. 2- يوصي المجلس الأمانة العامة للرابطة بإبلاغ هذا القرار لجميع الدول الإسلامية، والمنظمات الإسلامية، والجمعيات الدينية في البلاد العربية والإسلامية ووزارات الإعلام، ومشيخة الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، والصحف، والإذاعات في البلاد الإسلامية كافة. 3- يوصي المجلس الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، بإخطار مخرج هذا الفيلم بهذا القرار جوابًا على طلبه الأخير بإخراج الفيلم، وإنذاره بأن الأمانة العامة للرابطة ستتخذ الإجراءات القانونية ضد كل من يحاول الاعتداء على قدسية وحرمة صاحب الرسالة العظمى صلى الله عليه وسلم، وحرمة أصحابه الأكرمين في أية جهة من العالم. 4- يوصي المجلس الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بوضع رسالة في حرمة إخراج فيلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه -رضوان الله عليهم أجمعين- تضم ما أجرته الأمانة العامة للرابطة بشأنه في جميع مراحله، وما صدر فيه من قرارات في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي والمنظمات الإسلامية الأخرى، وما صدر بشأنه من القرارات والفتاوى في البلاد الإسلامية عامة، ونشر ذلك في البلاد الإسلامية تبصرة وتنويرًا وإرشادًا وتحذيرًا. يشكر المجلس الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي على ما قامت به من جهود موفقة في هذا الموضوع الخطير). انتهى. كما قررت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منع تمثيل الصحابة رضي الله عنهم: والنبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى وذلك بقرارها رقم 13 وتاريخ 16 / 4 / 1393 هـ الآتي نصه: (الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإن هيئة كبار العلماء في دورتها الثالثة المنعقدة فيما بين 1 / 4 / 1393 و17/4/1393هـ قد اطلعت على خطاب المقام السامي رقم 44/93 وتاريخ 1/1/1393 هـ الموجه إلى الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد والذي جاء فيه ما نصه: نبعث إليكم مع الرسالة الواردة إلينا من طلال بن الشيخ محمود البني المكي مدير عام شركة لونا فيلم من بيروت بشأن اعتزام الشركة عمل فيلم سينمائي يصور حياة (بلال) مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نرغب إليكم بعد الاطلاع عليها عرض الموضوع على كبار العلماء لإبداء رأيهم فيه وإخبارنا بالنتيجة، وبعد اطلاع الهيئة على خطاب المقام السامي، وما أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ذلك وتداول الرأي قررت ما يلي: 1- إن الله -سبحانه- أثنى على الصحابة وبين منزلتهم العالية، ومكانتهم الرفيعة، وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها. 2- أنَّ تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعًا للسخرية والاستهزاء به ويتولاه أُناس غالبًا ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة، والأخلاق السامية، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي. وأنه مهما حصل من التحفظ فسيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة -رضوان الله عليهم- في أنفُس الناس وضعا مزريًا؛ فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر. كما يتخذ هدفًا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم. 3- ما يقال من وجود مصلحة؛ وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، مع التَّحرِّي للحقيقة، وضبط السِّيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه؛ رغبة في العبرة والاتعاظ؛ فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع المسلمين ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم. 4- من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته راجحة. فرعاية للمصلحة وسدًّا للذريعة، وحفاظًا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك. وقد لفت نظر الهيئة ما قاله طلال من أن محمدًا صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين هم أرفع من أن يظهروا صورة أو صوتًا في هذا الفيلم، لفت نظرهم إلى أن جرأة أرباب المسارح على تصوير بلال وأمثاله من الصحابة إنما كان لضعف مكانتهم ونزول درجتهم في الأفضلية عن الخلفاء الأربعة، فليس لهم من الحصانة والوجاهة ما يمنع من تمثيلهم وتعريضهم للسخرية والاستهزاء في نظرهم فهذا غير صحيح؛ لأن لكل صحابي فضلاً يخصه وهم مشتركون جميعًا في فضل الصحبة، وإن كانوا متفاوتين في منازلهم عند الله -جل وعلا-، هذا القدر المشترك بينهم وهو فضل الصحبة يمنع من الاستهانة بهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه). انتهى. ولكل ما تقدَّم وما سوف يفضي إليه الإقدام على هذا الأمر من الاستهانة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه -رضي الله عنهم-، وتعريض سيرته وأعماله، وسيرة أصحابه وأعمالهم للتلاعب والامتهان من قبل الممثلين وتجار السينما يتصرفون فيها كيف شاءوا، ويبرزونها على الصفة التي تلائمهم بغية التكسب والاتجار من وراء ذلك، ولما في هذا العمل الخطير من تعريض النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه -رضي الله عنهم- للاستهانة والسخرية، وجرح مشاعر المسلمين، فإني أكرر استنكاري بشدة لإخراج الفيلم المذكور. وأطلب من جميع المسلمين في كافة الأقطار استنكارهم لذلك، كما أرجو من جميع الحكومات والمسئولين بذل جهودهم لوقف إخراجه. وفي إبراز سيرته صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه -رضي الله عنهم- بالطرق التي دَرجَ عليها المسلمون من عهده صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ما يكفي ويشفي ويغني عن إخراج هذا الفيلم. وأسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يوفق المسلمين جميعًا وحكوماتهم لكل ما فيه صلاح المسلمين في العاجل والآجل، ولكل ما فيه تعظيم نبيهم صلى الله عليه وسلم التعظيم الشرعي اللائق به وبأصحابه الكرام، والحذر من كل ما يفضي إلي التنقص لهم أو السخرية منهم أو يعرضهم لذلك، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه. الرابـط من موقع الشيخ ** ** ** ** - سماحة مفتي المملكة: الشيخ: عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-: أيُّها الإخوة! إن من المصائب والبلايا أن يهتم البعض من الناس بسيرة الخلفاء الراشدين بأسلوب مآلُه التجريح والنَّقد والقدح فيهم مهما برَّروا ذلك. إن هناك طائفتين: - طائفة أخذت على عاتقها في قنواتها تجريح أصحاب رسول الله، وسبهم وعيبهم ونقدهم، هؤلاء هم المجوس، لا يُستنكر ذلك منهم. - وأخرى من بعض المؤمنين أرادو أن يأخذوا سيرة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالتحليل السياسي، والتحليل الاجتماعي، لماذا؟ ليجعلوا هذه الشخصية مجالاً لنقد الناقدين، وتكلم المتكلمين، واستهزاء المستهزئين. يضعون هذه الشخصية الفذَّة التي امتلأت دواوين الإسلام بفضائله وأعماله وسيرته، فلماذا لا ننشرها، ونترجمها ونُسمِعُها الناس؟ أما أن يجعلها بأسلوب سينمائي؛ لكي يتحدث عنه كل ساقط وساقط، وليكن محطًا للتجريح، والنقد، وإخراجه مخرج: أن هذا الصحابي الرَّاشد أعرابيٌّ جِلف في ملبسه وهيئته. شخصية إسلاميَّة أجمع المسلمون على إمامته، وخلافته، وأن خلافته خلافة راشدة، وأنه إمام هدى، وأنه مع صاحبه الصديق هم من خيار الخلق، يقول صلى الله عليه وسلم: «اقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ». فما بالنا نعدل عن سيرتهم من كتب الإسلام، ونجعلها فيلم سنيمائي ليكون مجالاً للنقد للاستهزاء والسخرية؟! فلنتَّق الله في أنفسنا، ولنترفع بهذه الشخصية الفذَّة عن هذا المجال الأثِم، ولنعرف قدرهم وفضلهم ومكانتهم. وأيُّ محطةٍ تبنت هذه الفكرة فإنها مخطئة، وأي أشخاص تبنوها فهم مخطئون ضالون؛ لأن لو أرادوا الحق لترجموها ونشروها. أما أن نضعها في هذا الفيلم لكي يقول من يقول، وينقد من ينقد، ويسخر من يسخر، ويغمز من يغمز؛ لكي نُرضِي أعداءنا بالطعن في شخصيات إسلامنا وانتقاد تلك الشخصية الفذة الإسلامية التي فخر التاريخ بها. فلنتَّق الله في أنفسنا، ولنُجنِّب أصحاب نبينا هذا التجريح وهذا الغمز واللمز، ولنظهر سيرتهم كما كتبها علماء الأمة نشرًا وتأييدًا وترجمة. أما هذه الأفلام والمسلسلات فإنها في الغالب لا ترجو خيرًا ولا تقصد خيرًا. ومهما قال من أعدها ممن يدعون التنوير الفكري ومهما قالوا وبرروا فهم على خطأ فيما سلكوا. هذه سيرتهم ملأت كتب السنة وداووين الإسلام وتواريخ الإسلام فلنقرأها ولنترجمها ولننشرها، ولنجتنب هذه الطرق الملتوية التي مآلها إلى تجريح أولئك، والطعن في سيرتهم، والقدح في فضائلهم. نسأل الله السلامة والثبات والعافية. وليحذر المسلم من أن ينفق ماله في الباطل، وليحذر أن يكون داعية ضلال من حيث لا يشعر. فليتَّق الله المسلمون، ومُلاَّك المحطات الفضائية. فليتقوا الله في أنفسهم وليعلموا أن ما يُقدِمون عليه خطأ وخطر وجريمة. نسال الله الثبات والاستقامة. المصدر: خطبة جمعة بتاريخ: 16 شعبان 1433 هـ للاستماع: للتحميل المباشر: اضغط هنا ** ** ** ** - الشيخ: صالح الفوزان -حفظه الله-: السؤال: أحسن الله إليكم يقول السائل: هل يجوز تمثيل الصحابة أو الصحابي عمر -رضي الله عنه- في مسلسلات تاريخية؟ الجواب: هذا لا يجوز بالإجماع، أجمع العلماء المعاصرون على تحريم ذلك، وصدرت فيه قرارات، قرارات هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية بتحريم تمثيل الصحابة -رضي الله عنهم- ورابطة العالم الإسلامي أجمعوا على هذا. نعم. لكن هؤلاء يدورون دراهم، يحطون هذه المسلسلات ويذيعونها [يبون][6] دراهم، ولا عليهم من حلال ولا حرام. نعم. للاستماع: للتحميل المباشر: من هـنا ** ** ** ** «الورقات - الرياض»: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فهذا جواب معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، عن حكم تمثيل الصحابة و الخلفاء الراشدين، وطرح السؤال على فضيلته يوم الأربعاء 14/شعبان/1433هـ الموافق لـ 04/يوليو/2012م التفريغ: يا أخي! تمثيل الصحابة ولاسيما الخلفاء الراشدين محرم, ولا يجوز, محرم قطعًا ولا يجوز ومن أفتى به فهو مخطئ؛ لأن هذا امتهان للصحابة, ومن الذي يمثل صورة عمر أو صورة أبو بكر أو صورة الصحابة، أي صحابي من الصحابة؟! هذا كذب على الصحابة، وقد يصورهم أو يتقمص شخصيتهم من هو من الفساق أو من العصاة, ويقول هذا عمر، هذا أبو بكر, هذا فلان, هذا تنقص للصحابة ولا يجوز هذا. والواجب احترام الصحابة وتوقيرهم وأنهم بالمنزلة العالية التي لا يبلغها الممثل أو يقاربها فلا يجوز هذا. وعرضه في رمضان أشد؛ لأن رمضان وقتٌ فاضل، ووقت عبادة وصيام وقيام, إشغال الناس حتى ولو بالتمثيليات التي ما فيها تحريم, شغل الناس بالتمثيليات في رمضان, وبالمضحكات والقصص والمسابقات هذا لا يجوز؛ لأنه صرفٌ للناس عن العبادة, صرفٌ لهم عن قيام الليل عن التهجد, عن صلاة التراويح, فهذا لا يجوز, ما يشغل المسلمين عن اغتنام شهر رمضان. ولكن الشيطان يجند جنوده لأجل صد المسلمين عن الحصول على فضائل رمضان, وخيرات رمضان, يشغلهم بالترهات, ويشغلهم بالملهيات, ويشغلهم بالمسلسلات, ويشغلهم بما لا يفيدهم بل يضرهم. فيجب على المسلمين أن يُطهِّروا شهر رمضان, من هذه الخزعبلات, وأن يفرغوا المسلمين للعبادة, وأن يشجعوهم على العبادة, وأن يذكروهم بالله -عزَّ وجلَّ-, وأن يرغبوهم بالعبادة بدل أن يصدونهم بهذه الملهيات, هذا انتهاك لشهر رمضان ولحرمة شهر رمضان, فلا يليق بإذاعة أو تلفاز بيد المسلمين أن تظهر فيه هذه التمثيليات. وتمثيل الصحابة صدرت قرارات بالمجامع الفقهية وقرارات هيئة كبار العلماء بتحريمه, والنهي عنه, فلا يجوز هذا العمل". اهـ هذا وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. المصدر: شبكة الورقات الرابـط ** ** ** ** - الشيخ: عبد المحسن العباد -حفظه الله-: السؤال: ما حكم من أفتى بجواز تمثيل الصحابة؟ وما هو موقفنا -نحن طلاب العلم- نحو ذلك، وخاصة وهو يُعرض على الملايين من النَّاس؟ الجواب: على كل أقول: التمثيل من حيث هو لا يجوز. وإذا كان في الصحابة فهو [..]وأسوأ. للاستماع: للتحميل المباشر: من هـنا ** ** ** ** السؤال: هو قدم السؤال بمقدمة، أنا ما أحببت أن أقرأ، [..] يقول: إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، عندما نسمع ونشاهد الذين يقومون بتمثيل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم تمثيلاً يختلف عما هم عليه باطنًا وظاهرًا، والمرور بأشكال مختلفة: كحلق اللحية، والجلوس مع النساء وغير ذلك. الجواب: هذا زيادة شر. إذا كان أن [..] ضاف إليه شرورو أخرى فهو إذن شر إلى شر. التمثيل هو في حد ذاته حرام لا يجوز، وهو للصحابة من باب أولى، وإذا كان في أمور لا تليق وأيضًا منكرة فيصير منكرًا أكبر وسوءًا إلى سوء. ويصير كما قيل في المثل: "حشفًا وسوء كيلة". للاستماع: للتحميل: من هـنا ** ** ** ** - الشيخ: عبد العزيز الراجحي -حفظه الله- السؤال: هل تمثل جبريل -عليه الصلاة والسلام- بصورة رجل دليل على ما يسمى في هذا الوقت بالتمثيل الإسلامي، فما حكم هذا التمثيل حيث يمثل الإنسان دوراً لشخصية أخرى؟ الجواب: جبريل عليه السلام تمثل بصورة رجل؛ لأن الله أعطاه القدرة على ذلك، أما التمثيل الإسلامي فالصواب أنه لا يجوز، وإن كان أقل ما فيه التزوير والكذب، فكون أنه يمثل نفسه أنه عمر بن الخطاب مثلاً أو أنه كذا وكذا، فهذا أقل ما فيه التزوير والكذب، والإنسان يمكن يدعو الناس بكلمة طيبة، فيثني على الصحابة، ويذكر أوصافهم وأعمالهم الجليلة من دون تمثيل، فالتمثيل هو فتح باب للتزوير والكذب. المصدر: فتاوى منوعة للشيخ عبد العزيز الراجحي (2- 17) بترقيم الشاملة ** ** ** ** لتحميل الفتاوى على ملف وورد اضغط هـنا [ منقول ] ...................................... [1]ملحوظة: النقاط ما بين القوسين [..] هي كلمات لم أتبينها حال تفريغي للمقطع الصوتي. [2]هنا حدث انقطاع. [3][التوبة: 29]. [4]عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ؛ فَقَالَ: "أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ!؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي)) رواه احمد، وحسنه الألباني رحمهما الله في مشكاة المصابيح. [5]عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ». رواه البخاريُّ كِتَاب الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. [6]أي: يريدون. - شبكة الربانيون العلمية - ............يتبع بإذن الله
|
||||
2014-10-08, 21:39 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
حُكم التمثيل والأفلام الإسلامية -فتاوى لفضيلة الوالد الألبانيّ رحمه الله- بسم الله الرحمٰن الرحيم إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ فقد سُئل أبي رَحِمَهُ اللهُ وأَسْكَنَهُ الجَنَّةَ: ما رأي فضيلتكم بمشاهدة الأفلام الإسلامية، وخصوصًا التي تَبْعَث الحماسَ الدِّينيَّ لدى بعض المسلمين، وخصوصًا منها فيلم (الرِّسالة)، لأن هٰذا الفيلم به أحداث لبداية انتشار الإسلام والدعوة، وإن كان جوابكم بعدم الجواز؛ أرجو بيانَ السببِ ورُدود الفعل. أبي رَحِمَهُ اللهُ: لقد أصاب السائلُ الهدفَ، حينما قال: (إذا كان جوابكم..) أيش قال؟ - إن كان جوابكم بعدم الجواز. أبي رَحِمَهُ اللهُ: "نعم، نقول: لا يجوز، لا يُشرَع في الإسلامِ تمثيليّات؛ لأسبابٍ كثيرة، منها: أولًا : أن هٰذا طريقةُ الكُفّار، وطريقةُ الكُفّارِ تَلِيقُ بهم ولا تَلِيق بالمسلمين؛ ذٰلك لأنّ الكفّار يَشْعرون بأنهم بحاجةٍ إلىٰ حوافِز ودَوافِع تَدفعُهم إلى الخير، لا يَجدون عندهم شريعةً فيها ما عندنا -والحمدُ لله- مِن الخير، كما سمعتم آنفًا قولَه عَلَيْهِ السَّلامُ: (ما تَركتُ شيئًا يُقرّبكم إلى الله)[1]. آيةٌ واحدة -فضلًا عن سُورة- تُغْني عن تمثيلياتٍ عديدة وكثيرة وكثيرة جدًا ، إذا عُمِّمَتْ على المسلمين وفُسِّرَتْ لهم، فالمسلمون لَيسوا بحاجةٍ إلىٰ مِثل هٰذه الوسائل الحديثة، لا سيما وقد نَبَعَتْ مِن بلادِ الكفر الذين قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في حَقِّهم: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29)، فأُمَّةٌ لا تُحرِّم ولا تُحلِّل؛ كيف نأخذ منها مناهجَها وثقافاتِها وطُرُقَها، ثم نأتي ونُطَبِّقُها علىٰ أنفسِنا؟! لقد أَعْجَبَني مرة أنني سمعتُ محاضِرًا يقول: مَثَلُ المسلمين وتَقْليدهم لِلغَرْبيين كمَثَلِ شخصٍ بَدِينٍ يأخُذ ثَوبًا فُصِّلَ علىٰ إنسانٍ آخرَ نَحِيلٍ، فيُريد أن يَكتسيَ بهٰذا الثوب، فستكون النتيجةُ أنه لا يستطيع أن يعيش فيه، والعاقبة: أن يَتفتَّق هٰذا الثوب؛ لأنه ما فُصِّل علىٰ بدنه، والعكسُ بالعكس، فتلك الوسائل تَصْلُح لهم ولا تَصْلُح لنا؛ لأن عندنا خيرًا مِن ذٰلك، كما جاء في الحديثِ حديثِ جابر بن عبد الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: رأى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومًا صحيفةً في يدِ عمر بن الخطّاب، فقال له: ما هٰذه؟ قال: هٰذه صحيفةٌ مِن التوراة، كَتَبها لي رجل مِن اليهود، [فغضب] عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وقال: (أمتهوِّكُون أنتم كما تهوّكت اليهودُ والنصارى؟! والذي نفس محمدٍ بيده! لو كان موسى حيًّا لما وَسِعَه إلا اتِّباعي)[2]، لو كان موسى -وهو كليمُ الله- حيًّا؛ لَمَا وسعه إلَّا اتِّباع الرسول عَلَيْهِ السَّلامُ، فما بالكم اليوم نحن نكون أتْباعًا بل نكون أذْنابًا بكلِّ شيء يأتينا مِن زُخرُف أولٰئك الناس الذين لا يُحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله! هٰذا سبب أنني لا أرى جوازَ التمثيليات هٰذه. الأمر الثاني : هو أنه لا بد أن يَقعَ في هٰذه التمثيليات أمورٌ مَكذوبة لا حقيقة لها في التاريخ الإسلاميّ أو في السيرة الأُولىٰ، وحينئذ؛ فهٰذا سببٌ آخر يَمْنَع مِن أن نقلِّد الأوروبيين فيما هم عليه مِن التمثيليات؛ لأنهم يعيشون علىٰ قاعدةٍ معروفة -ومع الأسف: بعضُ المسلمين يَنطلقون وارءها أيضًا! قاعدتُهم هي-: الغايةُ تُبَرِّر الوسيلة، (الغاية) هي مثلًا: أن يَكسبوا المال، أما الطريق؛ ليس مهمًّا هو حلال أو حرام! هٰذا خلاف الإسلام الذي أوضح لنا طريقَ الحلال والحرام، وقال: خُذوا ما حَلّ ودَعُوا ما حَرُم، فأولٰئك في تمثيلياتهم يُدخِلون ما لا حقيقة له إطلاقًا، فَجَرَينا نحن أيضًا علىٰ خُطاهم، مِصداقًا لقوله عَلَيْهِ السَّلامُ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا»[3] إلىٰ آخر الحديث. ثالثًا وأخيرًا : قد يَدْخُل في التمثيليات مخالَفةٌ أخرىٰ وهي: تَشبُّه الرجالِ بالنساء، أو تشبُّه النساء بالرجال، أو اختلاط الرجال بالنساء، وكما يقال: أحلاهما مُرُّ! فكيف نَسْتجيز نحن مِثْلَ هٰذه التمثيليات؟! مثلًا -صورة واضحة جيِّدًا بيِّنة تمامًا-: يكون الرجلُ -سبحان الله!- يكون الرجلُ مُلْتحيًا -كما خَلَقَه الله-، لٰكنْ هو -اتِّباعًا لِعادات الكفارِ- يَحْلِق لِحْيتَه، فإذا وُضِع في دَورٍ يُمَثِّلُه، يُمَثِّل فيه مثلًا رجلًا من الصحابة؛ وضع لحيةً مستعارة، علىٰ طريقة اللوردات الإنجليز! فهو يُخادِع الناس، أوّلًا هو خِلقةً ذو لحية، فيعصي الله ويَحلقها، فإذا جاء دورُ التمثيل يتظاهر أمام الناس بأنه موفِّرٌ لِحْيَته! هٰذا أليس كذبًا؟! ومنه أن يكون هناك شاب لا لحيةَ له فتُوضَع له لحيةٌ مستعارة، وهٰكذا. ولذٰلك إذا دُرستْ هٰذه التمثيليات؛ نَخْرُج بنتيجة: أنها لا تُشْرَع في دين الإسلام، وبخاصةٍ: إذا كانت متعلِّقةً بِرسالةِ الرسولِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، فهناك سيكون الكذب؛ هٰذا يُمَثِّل عمرَ بنَ الخطّاب! وهٰذه تمثِّل أختَ عمرَ بنِ الخطاب! وإلخ، كلُّ هٰذا زُورٌ في زُور، وما بُني علىٰ فاسدٍ فهو فاسد " اﻫ. وسئل أيضًا رَحِمَهُ اللهُ: هل يجوز أن يمثّل أحدُ المسلمين دَورَ كافرٍ فيُقسِم باللات أو يشتم محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ بحجّة التمثيل لِأحدِ مواقف السِّيرة؟ فأجاب: "حتمًا لا يجوز هٰذا الأمرُ بأيِّ وجهٍ مِن الوجوه، بل لو كان السؤالُ: (هل يجوز التمثيل نفسُه) بدون هٰذا الكُفر؛ لَكان الجوابُ: لا يجوز، فكيف وفي السؤال أنه يَحكي الكفر؟! صحيح أنّ الأمر كما قال العلماء: إنّ ناقِلَ الكفر ليس بكافر؛ هٰذا الذي يَقُوم بوظيفة أو مهنة التمثيلِ لِكلامِ رجُلٍ كافر؛ ليس هناك ما يَضطره إلىٰ أن يَقُومَ بعمليةِ التمثيلِ هٰذه، وبالتالي ليتكلَّمَ بكلمة الكفر؛ لأن أصلَ قضيةِ التمثيل هٰذه في الواقع، ونأسف جدًا [انقطاع] تورَّط المسلمون فقلَّدوا الكفَّار الذين لا يُحرِّمون ما حرَّم اللهُ ورسولُه، فتعاطَوا مهنةَ التمثيل تقليدًا منهم للكفار، دون أن يُراعُوا ما قد يترتّب مِن وراء القيام بمثل هٰذه المهنة مِن مخالَفات للشريعة الإسلامية، مِن التشبُّه بالكفار، مِن تشبُّه الرجال بالنساء، وربما مِن اختلاط النساء بالرجال في بعض التمثيليات، فكلُّ هٰذا لا يجوز في دِين الإسلام، أمّا أولٰئك المقلَّدون -أولٰئك الأُوربّيّون الذين نحن نقلِّدهم- فهم ليس عندهم شيءٌ اسمه حلال وحرام، ومِن هنا يظهر (داء)[4] غفلة المسلمين الذين يَلهثون ركضًا وراء الكافرين، دون أن يميّزوا الفَرْقَ بينهم -أي بين المسلمين- وبين أولٰئك الكافرين الذين يقلِّدونهم!" اﻫ. ----------------------------- [1] - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: تَرَكْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ، إِلَّا وَهُوَ يُذَكِّرُنَا مِنْهُ عِلْمًا، قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ، إِلَّا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ»، رواه الحافظ الطبراني وصححه أبي رَحِمَهُمَا اللهُ؛ "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1803). [2] - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ وَقَالَ: «أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا؛ مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي» رواه الإمامُ أحمد في "مسنده" (3/ 387) وغيرُه، وقال الوالد رَحِمَهُ اللهُ: "فيه مُجَالِد بن سعيد، وهو ضعيف. ولٰكنّ الحديث حَسَنٌ عندي؛ لأن له طرُقًا كثيرة عند اللالكائي، والهروي، وغيرهما" اﻫ مِن "هداية الرواة" (1/ 137)، ويُنظر "إرواء الغليل" (6/ 34 – 38). [3] - "صحيح البخاري" (7320). [4] - لم تتضح لي الكلمة. - سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانية في 7/07/2012 من مدونة تمام المِنّة تحذير فضيلة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحيم البخاري من مسلسل «الفاروق عمر بن الخطاب» لقد حذر فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله تعالى ورعاه- في خطبته التي ألقاها في جامع الرضوان بالمدينة اليوم بعنوان «فضل الصحابة -رضي الله عنهم- وحقوقهم على الأمة» من مسلسل «الفاروق عمر بن الخطاب» الذي سيبث على بعض القنوات الفضائية الفاجرة خلال شهر رمضان المبارك، فقال فضيلته: ثمة وقفة هاهنا -أيها المؤمنون- يجب التوقف عندها، ألا وهي: أنه بعد أيام يسيرة يحل علينا نحن المسلمين شهر فضيل، شهر الطاعات، شهر القربات والمسابقة إلى الخيرات، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، ومعلوم -أيها المؤمنون- أن الناس في مسابقتهم ومسارعتهم إلى الخيرات في هذا الشهر على ثلاثة أقسام: مستكثر، ومستقل، ومحروم -وإلى الله المشتكى-، وهذا الشهر يَجِدُّ فيه أهل الباطل لعرض باطلهم وصرف الناس عن المسابقة إلى الخيرات، والمسارعة بالطاعات، والبعد والابتعاد عن أسباب الشر، بل يجرونهم إلى الشر وأسبابه لحرصهم على نشر الغواية، فينشطون في ترويج الباطل والضلال والانحراف العقدي والسلوكي أشد النشاط، ولهم في ذلك صور متعددة، منها: ما تلفظه شاشات الفضائيات المسمومة المحمومة من أباطيل ومنكرات وانحرافات، حدث عنها ولا حرج، تلم عن غواية وعفر ونتن مقزز لكل شريف نبيل، تتسابق كلها في صرف الناس عن وجوه الخير، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم. ومن المنكرات -أيها المؤمنون- ما يعرض في تلك الفضائيات التي لا همَّ لأصحابها إلا كسب المال والتشكيك والزعزعة في ثوابت أهل الحق، فمن ذلك: عرض الأفلام المتعلقة بشرفاء الأمة وفضلائها، ومن ذلك الصحابة الكرام -رضوان الله تعالى عليهم-، وهذه غواية وضلالة، لما يشتمل على ذلك من الكذب الصراح، وامتهان لمكانة الصحابة الأبرار، ومن ذلك إعلانهم الآثم الفاجر: إنتاج فيلم عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- الخليفة الراشد والإمام العادل، لقد هزلت حتى بدا من هزالها قلاها، وسامها كل مفلس، مع العلم بأنه قد صدرت فتاوى عدة عن جمع غفير كثير من علماء الأمة تحرم هذه الأفعال وتجرمها، ومنها ما صدر عن هيئة كبار العلماء، وعن اللجنة الدائمة للإفتاء في هذه البلاد المباركة، ومنها ما صدر عن المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة في عام 1391هـ، وقد قرر المجلس بالإجماع: تحريم إخراج فيلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بما فيه من تمثيله -عليه الصلاة والسلام- بآلة التصوير -أي الكاميرا-، مشيرة إليه، وإلى موضعه، وإلى حركاته، وسائر شؤونه بالتحديد، وتمثيل بعض الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-، في مواقف عديدة ومشاهد مختلفة، وهذا محرم بالإجماع. وقد قال إمام أهل السنة في هذا العصر شيخ الإسلام عبد العزيز بن عبد الله بن باز معلقاً على فتوى هيئة كبار العلماء وعلى قرار المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي -كما جاء في فتاويه (1 / 417)-، قال -رحمه الله-: «ولكل ما تقدم وما سوف يفضي إليه الإقدام على هذا الأمر من الاستهانة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبأصحابه -رضي الله عنهم-، وتعريض سيرته وأعماله وسيرة أصحابه وأعمالهم للتلاعب والامتهان من قبل الممثلين وتجار السينما، يتصرفون فيها كيف شاءوا, ويبرزونها على الصفة التي تلائمهم بغية التكسب والاتجار من وراء ذلك, ولما في هذا العمل الخطير من تعريض النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم- للاستهانة والسخرية, وجرح مشاعر المسلمين, فإني أكرر استنكاري بشدة لإخراج الفيلم المذكور، وأطلب من جميع المسلمين في كافة الأقطار استنكارهم لذلك, كما أرجو من جميع الحكومات والمسئولين بذل جهودهم لوقف إخراجه، وفي إبراز سيرته -صلى الله عليه وسلم- وسيرة أصحابه -رضي الله عنهم- بالطرق التي درج عليها المسلمون من عهده -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا ما يكفي ويشفي ويغني عن إخراج هذا الفيلم. وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين جميعا وحكوماتهم لكل ما فيه صلاح المسلمين في العاجل والآجل, ولكل ما فيه تعظيم نبيهم -صلى الله عليه وسلم- التعظيم الشرعي اللائق به وبأصحابه الكرام, والحذر من كل ما يفضي إلى التنقص لهم أو السخرية منهم أو يعرضهم لذلك, إنه جواد كريم». اهـ ثم اعلم -أيها المحب- { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. ويمكنكم تحميل المادة الصوتية من موقع الشيخ الرسمي: للشيخ / صالح بن سعد السحيمي - حفظه الله تعالى - ،،، مقطع صوتي قيّم بعنوان: ╣☼ الرد الشافي على من أجاز تمثيل الصحابي - رضي الله عنهم- ☼╠ للاستماع والتحميل: 4shared Box رابط تحميل مباشر: 4shared MediaFire سماعاً موفقاً أرجوه لكم ... تحذير الشيخ العلامة محمد بن هادي من تمثيل الصحابة ومن مسلسل الفاروق ... من هنا ... https://www.box.com/s/b00753216e1f7cc9df6c والمقطع مأخوذ من محاضرة :: المسابقة إلى الخيرات في رمضان - 6 رمضان 1433هـ المحاضرة كاملة من هنا ... https://subulsalam.com/play.php?catsmktba=13649 - شبكة الربانيون العلمية - |
|||
2014-10-08, 22:47 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
اللهم تبهنا لعيوبنا |
|||
2016-10-31, 21:44 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
و إياكم وأحسن اليكم
|
|||
2016-11-01, 14:28 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
شكر
جزاك الله خير |
|||
2016-11-01, 14:39 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
شكر
جزاك الله خير |
|||
2016-11-01, 18:45 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
السلام عليكم فعلا موضوع جيد بارك الله فيكم |
|||
2016-11-03, 21:14 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
جزاك الله خيرا |
|||
2016-11-17, 21:13 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
أصل التمثيل عبادة شركية كان يقوم بها أهل اليونان أمام آلهتهم تقربا إليها |
|||
2016-11-19, 21:41 | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
اقتباس:
و ذكره الشيخ بكر رحمه الله في كتابه |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
*ҳ̸Ҳ̸ҳ, المعاصرين, الصحابة, العملاء, تمثيل, تحريم, إجماع |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc