البرلمان الباكستاني يبدأ في إجراءات سحب الثقة من مشرف

[المثابر120]

البرلمان الباكستاني يبدأ في إجراءات سحب الثقة من مشرف
المعارضة تحتاج لـ 295 صوتا لخلع مشرف
يحبس الباكستانيون أنفاسهم اليوم الاثنين انتظارا لما سوف يسفر عنه اجتماع الجمعية الوطنية الباكستانية "البرلمان" والذي ينعقد بناء على طلب الائتلاف الحاكم لمساءلة الرئيس برويز مشرف أمام البرلمان واتهامه بالتقصير تمهيدًا لعزله ، وقبيل ساعات من بدء الجلسة تظاهر أنصار حزب الشعب الذي يمثل الأغلبية ضد مشرف.
وسيخضع الرئيس إلى جلسة مساءلة في البرلمان تنفيذا لتعهد سابق منه بقبول المساءلة لدى انتخابه رئيسا لولاية ثانية العام الماضي، مع انه سبق وان أكد تفضيله التنحي على الخضوع للمساءلة.
وقال الائتلاف الحاكم في باكستان امس إن "عريضة الاتهام" ضد مشرف ستجبره على الاستقالة بدلا من أن يدافع عن نفسه ضد قرار إقالته.
وأعد الائتلاف الوثيقة التي تحوي الاتهامات الموجهة للرئيس الذي اتهم بانتهاك الدستور وسوء التصرف ودفع البلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي. وقال وزير العدل فاروق نائق: "أتمنى أن يستقيل مشرف بشكل طوعي من أجل الاستعادة الكاملة للدستور وبقاء الأمة وتعزيز الديمقراطية". ووفقا لنائق فإن الأدلة المصاحبة لعريضة الاتهام ستقوض الحاجة للتحقيق في الاتهامات.
ويقول محللون إن تنحية مشرف عن الحكم لن تكون أمراً بسيطاً بسبب عدد من العوامل المؤثرة من بينها التأييد العسكري له وموقف القوى الدولية، خاصة انه أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في الحرب على التشدد.
وسربت العناصر المقربة من مشرف إنه يدرس خياراته وسيرد على إدعاءات الحكومة وسيدافع عن نفسه بنفسه، ونبهت إلى امتلاكه صلاحيات دستورية هي إقالة الحكومة أو تعليقها او الانسحاب من السلطة وهو احتمال ضئيل سيلجأ اليه اذا ما ادرك ان لا يحظى بقبول ودعم الجيش.
وقال المتحدث باسم حزب الشعب فتح الله بابار "سيتم خلال الدورة البرلمانية التي تبدأ الاثنين إرسال كتاب إقالة خطي إلى الرئيس مشرف".
وسيشكل هذا الإجراء سابقة في تاريخ البلاد، ولكنه قد يتطلب وقتا طويلا لأنه حسب الدستور الباكستاني يتوجب على الائتلاف الحكومي حشد تأييد ثلثي أعضاء البرلمان بمجلسيه (الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ) أي 295 صوتا من أصل 439، لذلك يحتاج إلى 29 صوتا آخر.
ويزعم قادة التحالف الحاكم في باكستان أنهم يملكون 355 صوتا في الوقت الراهن، وهو عدد سيرتفع مع حملة التي يقودها رئيس حزب الشعب الباكستاني آصف علي زرداري، بالتعاون مع رئيس الحكومة الأسبق نواز شريف لانجاح الخطوة في البرلمان.
إلا أن مؤيدي مشرف يقولون بأنه يحتاج فقط إلى 150 صوتا، لافشال مساعي الائتلاف الحاكم في الحصول على الأغلبية التي يحتاج اليها لتحقيق هدفه.
في المقابل كشفت تقارير أمس أن مشرف طلب من الجيش التدخل وفرض الأحكام العرفية في البلاد غير أن الجيش رفض ذلك الخيار.
وأوضحت صحيفة "آج كل" أن الجيش رفض أيضا أن يستخدم رئيس الجمهورية صلاحياته لحل البرلمان والحكومة، لأنه لا يمكن أن ينفذ تلك الخطوة إلا بمساعدة الجيش الذي أعلن أنه لن يتدخل بالسياسة.
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن وزيرة الإعلام الباكستانية شيري رحمن توقعاتها استقالة مشرف خلال يوم أو يومين والتخلي عن منصبه بصورة تحفظ ماء الوجه.
من ناحية أخرى، اعتبرت الإدارة الأمريكية ما يحدث في باكستان شأنا داخليا، الا ان هذا لا يعني تخليها عن حليفها في مكافحة الارهاب مشرف، خاصة وان الحكومة الجديدة تفتقر الى القوة الكافية التي تجعلها تسيطر على الجيش.
مشرف والظواهري
كان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري شن هجوما حادا على مشرف وقال في شريط مسجل عرضته قناة باكستانية، إن مشرف هو السبب وراء ما يحدث في باكستان من مآس ، وإن قيام البرلمان بإقالته
"أمر طبيعي" يستحقه الرئيس الباكستاني.
واعتبر الظواهري أن قيام مشرف" بعملية المسجد الأحمر وقتل عدد من الطلبة ، إضافة إلى إدخال البلاد في صراعات داخلية لإرضاء الأمريكان ، هو ما أدى به إلى حافة الهاوية ".
وبث الشريط باللغة الإنجليزية ، ويحتوي على صور مختلفة للرئيس الباكستاني والقيادات الباكستانية .
كما تناول الشريط اتهام الرئيس الباكستاني للعالم النووي عبد القدير خان بالخيانة ، واعتبر الظواهري أن مشرف قام بذلك إرضاء للدول الغربية.