برقيات التجسس: أسئلة الموساد حول مرسي المثيرة للشك

[mo9awim_dz]

برقيات التجسس: أسئلة الموساد حول مرسي المثيرة للشك

نشر في : الخميس 26 فبراير 2015 - 04:03 ص | آخر تحديث : الخميس 26 فبراير 2015 - 04:03 ص




كلايتون سويشر- الجزيرة (التقرير)
حينما اجتاحت ثورات الربيع العربي مصر، راقبت القوى الغربية بعصبية الموقف؛ لمعرفة من هي الحكومة التي ستحل محل الدكتاتور حسني مبارك. وكانت (إسرائيل) من بين الدول الأكثر اهتمامًا بالنتيجة.
فقد كشفت برقية سرية تسربت إلى قناة الجزيرة أن جهاز الموساد (المخابرات الخارجية الإسرائيلية)، قد سعى للحصول على معلومات مفصلة من نظرائه في جنوب إفريقيا عن أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر، محمد مرسي، والشخصيات الرئيسة في جماعة الإخوان المسلمين.
ففي 30 يوليو 2012 (أي بعد شهر واحد بالضبط من أداء مرسي اليمين الدستورية)، أرسل جهاز الموساد إلى وكالة أمن الدولة طلبًا سريًا، طلب فيه معلومات استخبارية من جنوب إفريقيا حول:

• الخطوات الأخرى التي يتوقع أن تتخذها جماعة الإخوان المسلمين لإضعاف نفوذ الجيش والمحاكم والدولة العميقة في مصر.

• بالإضافة إلى خطة الـ 100 يوم التي أعلنها مرسي، ما هي الأهداف الأخرى التي تعدها جماعة الإخوان المسلمين لضمان تحقيق إنجازات سريعة لإقناع الجمهور.
• تفاصيل بشأن العلاقات بين الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، بما في ذلك خيرت الشاطر ومحمد بديع. كيف تتم عملية صنع القرار في الرئاسة.
• تفاصيل حول الدائرة المحيطة بمرسي من المستشارين؛ أسماؤهم، ووظائفهم في الرئاسة، وعلاقاتهم مع الإخوان المسلمين، والعلاقات مع مرسي نفسه.
• تفاصيل بشأن الخطوات التي تتخذها جماعة الإخوان المسلمين لاختراق نظام الأمن (الجيش وآليات الدفاع، والشرطة)، والنظام القانوني، والنظام البيروقراطي المدني. والأشخاص في هذه النظم المعروفون بأن لديهم/أو يشتبه في وجود علاقات لهم مع الإخوان المسلمين.

وتثير هذه البرقيات التساؤلات عما إذا كان الموساد قد سعى للحصول على هذه المعلومات باعتبار أنها مجرد بيانات للرصد وإطلاع القادة السياسيين في بلاده عليها. وهل كانت جنوب إفريقيا قادرة على توفير هذه البيانات (ليس هناك إشارة في تلك البرقيات إن كان قد تمت الإجابة عن استفسارات الموساد) والتي ستكون مفيدة بشكل واضح لأي طرف يسعى لتقويض حكم الإخوان.
يذكر أنه قد تمت الإطاحة بالرئيس مرسي في انقلاب يونيو عام 2013، بعد عام واحد فقط في توليه منصبه. ومن الجدير بالملاحظة أن الموساد أشار إلى “الدولة العميقة”، وهو مصطلح يصف الجهات القوية في الجيش والنظام البيروقراطي والقضاء والنخب الاقتصادية التي عملت على تقويض الحكم الديمقراطي في مصر.
ويمثل الرجل الذي قاد الانقلاب العسكري، والذي أصبح الآن رئيس مصر، الجنرال عبد الفتاح السيسي الدولة العميقة، كما أنه حافظ على الدوام على علاقات دافئة مع إسرائيل؛ فقد كان لمجتمع المخابرات في البلدين علاقة متشابكة منذ وقعت حكوماتهما اتفاقيات كامب ديفيد في عام 1978. كما كان الرئيس السيسي، رئيس المخابرات العسكرية السابق.
علاقة “حميمة”
في يناير من عام 2014، أشاد المحلل العسكري (الإسرائيلي) المعروف، إيهود ياري، بصداقة السيسي “الحميمة” مع إسرائيل. وقال إن “بيننا تعاونًا لم يسبق له مثيل في نطاقه وشدته، وعلاقة حميمة بين (إسرائيل) والجيش والمخابرات المصرية إذا جاز لي أن أقول ذلك”، وقال ياري إنها شراكة لا نظير لها وإنها “أفضل من أي وقت مضى، وأنها لم تصل أبدًا إلى هذه الدرجة في عهد الرئيس مبارك، ولا في عهد الرئيس السادات“.
كانت الحكومات العربية الخليجية، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، قد أعلنتا تأييدهما لحكومة السيسي العسكرية وقامت بتقديم الدعم المالي الممتد.
وقد شاركت (إسرائيل) ملوك الخليج في الخوف من الحكومة التي يقودها الإخوان المسلمون في القاهرة، وسارعوا بالتدخل الدبلوماسي لدعم الانقلاب عن طريق الضغط بقوة على إدارة أوباما لدفعها للامتناع عن معاقبة نظام السيسي لإسقاطه حكومة منتخبة.
ومن غير الواضح ما إذا كان الإسرائيليون قد لعبوا أي دور في الأحداث التي أتت به إلى السلطة.
ربما كان من شأن أي جهاز مخابرات مسؤول أن يسعى إلى فهم الآثار المترتبة على التغير المفاجئ للنظام في العاصمة القوية المجاورة. ومصر هي أكثر الدول العربية سكانًا وأول من أقام سلامًا مع (إسرائيل)؛ لذا فإن صناع القرار في هذا البلد يريدون بالتأكيد فهم نوايا الحكومة الجديدة في القاهرة.
لكنّ الإسرائيليين طلبوا معلومات مفصلة عن عملية صنع القرار في القيادة المصرية، ومعلومات عن خطط محددة تتعلق بالسياسة الداخلية؛ بل إن الموساد قد طلب هويات الناس داخل الأجهزة الأمنية والقضاء والجهاز البيروقراطي الذين ينظر إليهم على أنهم موالون لجماعة الإخوان المسلمين.
إن مثل هذه المعلومات تكشف لصناع القرار في إسرائيل صورة مفصلة للغاية للديناميات السياسية في القاهرة. وهي مفيدة للغاية أيضًا لأي شخص يخطط للإطاحة بالحكومة. ربما لا يعادل ذلك محاولة لص معرفة الشفرة الخاصة بجهاز إنذار منزل جاره، ولكن العقلية المتشككة قد تفسره كذلك.
المصدر

[اسامة305]

ربي يحفظ من شر الاخطبوط الصهيوني هذا
ربي يحفظ