نبقى في هذا الشهر الفضيل مع مشايخنا الأجلاء مجاهدي الولاية الأولى التاريخية ( الأوراس ـ النمامشة )
اليوم الشيخ الإمام المجاهد المرحوم سعد حب الدين رحمه الله .
الشيخ من مواليد سنة 1898 بتاوزيانت بقرية حيدوس بلدية ثنية العابد ولاية باتنة حاليا ،
عسكري في الجيش الفرنسي برتبة عريف اول في جانفي 1922 و من المشاركين في الحرب العالمية الاولى رفقة شقيقيه بلقاسم و الطاهر اللذان توفيا في هذه الحرب.
عضوا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و كان الشيخ عبد الحميد بن باديس عندما يرى الشيخ حب الدين غاضبا يقول له " ساعد نفسك يا ساعد ". ثم التحق بالحركة الوطنية و أصبح عضوا ناشطا في حزب الشعب الجزائري و مؤيدا و مناصرا و متزعما لحملة مصطفى بن بولعيد في انتخابات سنة 1948 ،
ثم عضوا في اللجنة الثورية للوحدة و العمل CRUA بقسمة أولاد فاضل و واحدا من مهندسي اجتماع لقرين التاريخي و كاتب جلسته ( الأيام الأخيرة من أكتوبر 1954)، و صاحب المصحف الذي اقسم عليه المجتمعون النوفمبريون.
منع من الإمامة لخطورة لسانه و تأثيره القوي في الأوساط الشعبية و خطبه النارية ضد الاحتلال الفرنساوي و عرف النفي بكل أشكاله له و لعائلته و ابعد من أرضه و ارض أجداده ، غير انه أينما يحط الرحال و يحل إلا و يفتح مدرسة للتعليم القرآني و قواعد اللغة .
خلال الثورة عرف غياهب السجون و المعتقلات ( أريس ، الشلال الجرف ، سان لو ) ، كما عرف السجن في الايام الاولى للاستقلال ( و العلم الجزائري يرفرف في سماء الجزائر ) عندما أدان بشدة التعسف و الحقرة و سوء الاخلاق و قال كلمة الحق و اشتكى هذه الممارسات المحلية إلى الرئيس احمد بن بلة .
الشيخ المرحوم عضو جيش التحرير الوطني و قاضيا للثورة في الولاية الاولى.
توفي في مستشفى باتنة يوم 16 ديسمبر 1970 متاثرا بما لحقه من عذاب في السجون و دفن بقريته.
نبذة عن سيرته نشرتها مجلة اول نوفمبر الغراء في عددها 192 لشهر مارس 2022 .
رحمه الله و اسكنه فسيح جناته.