بين الطب والرقـية الشرعية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات الادارية والنصوص التشريعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بين الطب والرقـية الشرعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-28, 13:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
matrixano02
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










M001 بين الطب والرقـية الشرعية

منذ العصور القديمة وحتى اليوم والانسان يزيد اهتمامه بالطب وكيفية العلاج من الامراض والتخلص من الآلام التي يعاني منها، وقد كانت الاساليب والادوات التي يستخدمها الانسان في العلاج بسيطة جدا ومحدودة، ومع تطور البشرية والعلوم المحيطة بها ظهرت أقسام كثيرة في الطب والعلاج مثل الطب النفسي والطب الجراحي والعلاج بالاعشاب وغيرها الكثير من انواع العلاج للامراض المختلفة، وقد كان العرب قبل الإسلام يستخدمون الرقية والتعويذات لكثير من الامراض منها «لدغة العقرب»، وبعد ظهور الإسلام أصبح هناك ما يسمى بالرقية الشرعية وتكون بقراءة القرآن الكريم والاذكار الاخرى، ونلاحظ مع تطور الطب الحديث وظهور الطب النفسي وهو علم مستقل بذاته.

وفي تصريحاتهم لـ «الرؤية» اشار بعض المتخصصين الى ان هناك استغلالا بشعا للدين وهناك من يستغل الدين وتحت ستاره يقوم بعلاج اعراض حالات نفسية صعبة جدا تحتاج الى ادوية معينة وجلسات طويله والكثير من هؤلاء يقعون ضحية لهذا الاستغلال البشع من قبل بعض الافراد الذين اخذوا دورات لمدة اسبوع واصبحوا معالجين نفسيين وفتحوا مراكز استشارية وبدؤوا يحددون مصائر الناس ومستقبلهم.

والسؤال الذي يطرح هنا: هل هناك نقاط التقاء بين الطب النفسي وبين الرقية الشرعية، لاسيما ان الاثنين يعالجان الامراض النفسية والروحية التي تصيب الانسان، وللإجابة عن هذا السؤال الذي طرحته «الرؤية» في التحقيق التالي..

استغلال بشع للدين

في البداية أكد أستاذ علم النفس د.كاظم أبل ان هناك نقاط اتصال كثيرة بين اعراض المرض النفسي والعضوي، والاعراض النفسية دائما تتعلق بسلوكيات معينة وحركات تدل على عدم تكيف الفرد او وجود اضطراب في شخصيته، وغالبا ما تكون الاعراض النفسية جزئية وتطول بعض الاجزاء من الشخصية، مثل أن يعاني الشخص من الوسواس أو القلق والتوتر أو العصبية وبعد ظهور هذه الاعراض على الانسان، قد يعود طبيعيا ويتعامل مع الآخرين بصورة مناسبة، وبالتالي نجد ان الحالة النفسية غالبا تكون محدودة في جوانب معينة في الشخصية.

وأضاف «أما إذا نظرنا الى الحالة العضوية للإنسان نجد معاناة من جزء معين من الجسم مثل مرض القولون، وهو ما يطلق عليه القولون العصبي، لان هذا المرض يكون عضويا، لكنه بالاساس مرض نفسي، وهو يحدث نتيجة للانفعالات والتوترات النفسية ومعاناة الانسان من الاكتئاب لفترة طويلة، بالاضافة الى تكرر حالات الغضب والعصبية الزائدة، وبالتالي فإن جميع هذه الحالات النفسية تؤثر في الانسان، فيبدأ بعد ذلك يعاني من حالات جسمية وجسدية تسمى في ميدان علم الصحة النفسية أعراض «السيكوسوماتك» مثل مرض القولون والقرحة واحيانا الصداع و«الدوخة» وآلام الكتف والمفاصل وارتفاع ضغط الدم، وبالتالي بسبب عدم لجوء الانسان الى الاخصائي النفسي وعلاج الحالة النفسية نجد انه اصبح يعاني اعراضا جسدية بسبب الحالة النفسية.

وتابع د.ابل «نحن نؤمن بالرقية الشرعية ونحترم من يمارس العلاج بالرقية الشرعية ولكن يظهر في المجتمع ان هناك من يستغل الدين وتحت ستاره يقوم بعلاج اعراض حالات نفسية صعبة جدا تحتاج الى ادوية معينة وجلسات طويله، ولا يمكن ان تعالج مثل هذه الحالات بالعلاج الديني المستغل، ونحن نعاني من هذه المشكلة لان هناك كثرة ممن يمارسون هذا النوع من العلاج تحت ستار الدين، وبالتالي المريض الذي يذهب اليهم تزداد حالته العضوية والنفسية سوءا، وبعد ذلك يعاني اعراضا اخرى لم يكن يعاني منها في البداية ولكنها نتجت بسبب هذا النوع من العلاج».

الشعوذة تحت اسم الدين

وأشار د.أبل إلى ان هناك مشعوذين في البلد وبعضهم يحملون الشهادات في مجالات مختلفة ويمارسون الشعوذة تحت اسم الدين، والبعض منهم يستغل الزبائن تحت ستار العلاج النفسي على الرغم من انهم لا يحملون مؤهلات كافية تخولهم لممارسة العلاج النفسي، إلا ان الشريحة المتواضعة من الجمهور لا يعلم منذ البداية ان ما يعانيه هو مرض نفسي، ونجد ان الكثير منهم يقعون ضحية لهذا الاستغلال البشع من قبل بعض الافراد الذين اخذوا دورات لمدة اسبوع واصبحوا معالجين نفسيين وفتحوا مراكز استشارية وبدؤوا يحددون مصائر الناس ومستقبلهم، مشيرا الى ان هناك الكثير من الضحايا الذي يأتون لدي في العيادة يعانون من تلك المشكلات.

وتابع «لا توجد هناك امراض نفسية تعالجها الرقية الشرعية، وهناك حالات معينة مثل المس والحسد والعين يعالجون بالرقية الشرعية، ولا شك ان الكثيرين يخطؤون عندما يراجعون غير أهل الاختصاص، وهناك كثير من رجال الدين ينصحون المرضى النفسين بالذهاب الى الأطباء النفسيين المختصين لأن الحالة لدى هذا الشخص ليست حالة مرض نفسي، ويتم علاجه من خلال الاختصاصي او المعالج النفسي، مؤكدا ان العلاج بالرقية الشرعية وقراءة القرآن لا شك انها تخفف الامراض النفسية وجميع الامراض الحالات التي يعاني منها الانسان يساعد القرآن الكريم على معالجتها».

روحيات وإيمانيات معينة

بدوره قال أستاذ علم النفس د.خضر البارون «العلاج بالرقية الشرعية هي نوع من العلاج ربما يؤثر في المريض وقد لا يؤثر، وهذا الشيء يعود إلى مدى إيمان الانسان المريض بهذا النوع من العلاج وإلى عملية الإيحاء النفسي بالنسبة للمريض نفسه ومدى القابلية لديه لممارسة العلاج بالرقية الشرعية، والرقية الشرعية في الاسلام مثل أي رقية في الاديان الاخرى، ففي الديانة النصرانية مثلا عندما يؤمن الشخص بأن المسيح لديه القدرة على شفائه، فقد يؤثر ذلك ايجابي على الحالة النفسية لدى الشخص وبالتالي يؤدي الى التخفيف من الآلام، مشيرا الى ان إيمان الشخص واعتقاده والعمل بهذا الاعتقاد هو الذي يؤثر على الآلام والمعاناة النفسية والمشاكل التي يعاني منها».

وتابع «الدين الاسلامية اعطانا روحيات وايمانيات معينة تساعد الحالة النفسية على الالتزام في الدين وردع الحالات والامراض النفسية وكذلك الجسدية، وهذه الحالة لا تقتصر على الدين الاسلامي فقط، بل بجميع الديانات الأخرى التي يعتقد اصحابها باعتقادات معينة ربما تساعدهم في التغلب على الامراض النفسية التي يعاني منها الانسان، وهذا ما يسمى في العلم الحديث بعملية الايحاء، وذلك يعني انه لو أتى شخص وقال انه يستطيع ان يشفي هذا المريض، ويقوم بعد ذلك بالايحاء بطاقة معينة او برمجة عصبية ثم يقوم المريض بالاستسلام له بسبب ايمانه بطريقة هذا الشخص في العلاج ثم يقوعد الشخص المريض الى العلاج بإذن الله، أما إذا لم يؤمن المريض بهذا الشخص وانه قادر على علاجه فإن العلاج لا يؤثر في المريض مهما كان العلاج مناسبا لمرضه، وذلك لأن العلاج يعتمد على نفسية المريض ومدى تقبله لهذه النوعية من المعالجة، مشيرا الى ان هناك الكثير من الاشخاص يقرؤون المعوذتين أو ما شابه ذلك دون أن يكون مؤمنا بها فلن تؤثر عليه اطلاقا، ولانه يقراها بلسانه فقط دون أن يؤمن ويعتقد بها في قلبه».

وزاد «الرقية الشرعية تعتبر امتدادا لعلم النفس الحديث، بحيث كيف تستطيع ان تسخر الدين في العلاج وغاية وحصانة النفس، وفي جميع الديانات تستطيع ان تسخرها لخدمة الانسانية ولمن يؤمن بها، ويجب ان يكون الانسان مؤمنا بعلاج دون ان يؤمن بالديانة في البداية، فلا يمكن ان تطالبني بأن اعتقد بعلاج الديانة المسيحية وانا انسان مسلم، لأني من الاساس لا أؤمن بها، لكن عندما اكون مؤمنا بها بلا شك سأتأثر بها، وعلى سبيل المثال عندما يعتقد شخص بأحد الاضرحة ويؤمن بانه يستطيع ان يفيده ويؤثر فيه وبعد ذلك سيعالج، وهذا ما ينطبق على الكثير من الاشياء مثلا الاعتقاد بقطعة من الخشب او الحجر، ويكون لديه إيمان كامل بأنها تشفي بالتأكيد فإن ذلك سينعكس على نفسية المريض ويؤثر إيجابيا عليه، مشيرا الى ان الكثير من المرضى لهم ردود فعل عجيبة نظرا للون حبة الدواء وليس من الناحية الكيميائية فيها، مثلا يقول المريض ان الدواء الذي تكون حبة العلاج فيه لونها زرقاء أفضل من الانواع الاخرى للادوية المشابهه له. وعندما يتم صرف علاج آخر له يرفض، ويطالب بالنوعية التي استخدمها من قبل الرقية مفيدة لمن يؤمن بها

وأكد د.البارون أن العلاج النفسي يعتمد على الإيحاء والاستشعار في الدرجة الاولى، وقد خلق الله الانسان في احسن تقويم وهو المسؤول الاول عن تصرفاته، ولذلك عندما يعتقد الانسان انه مس من قبل الشيطان، فسوف ينصاع له وينطوي داخل هذا التفكير، وهذه الافكار جميعها خيالات وليست صحيحة، ولكن هذا الانسان قبل بها واستسلم لها، والانسان مسؤول امام الله وامام القانون في جميع تصرفاته، ولذلك فإن الله تعالى اعطانا العقل حتى نستطيع ان نميز، فنحن الذين نطلق الكلمة والفعل، وقد قال القرآن الكريم {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} في الاية التي تتحدث عن آكلي الربا، فالشيطان كافر ويختلف عن الجن الذي يشمل المسلمين والكفار، ويجب ألا نخلط بينهما.

لماذا لا نقول إن المخ عندما يضطرب من الحالات النفسية والبيولوجية يهلوس ويتحدّث عن اشياء غير حقيقية وغير موجودة، مشيرا الى ان علم النفس الحديث لديه القدرة على علاج حالات المس والحسد أيضا، والتي قال عنها القرآن الكريم {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} و{يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}، والانسان هو المسؤول عن تصرفاته وهو من يطلق الكلمة والفعل، وعندما يقول الشخص امام القانون أن فلانا سحرني لن يأخذوا بكلامه ويعتبرونه كلاما لا معنى له، والساحر ليس له عليك سيطرة وأنت الذي تخضع نفسك له، فعندما تسمح له بالسيطرة عليه وقيادتك فأنت المسؤول عن ذلك، ولهذا يجب أن تكون شخصيتك قوية ولا يؤثر فيك هذا الكلام الإيحائي.

وقال «العلاج بالرقية الشرعية يفيد الإنسان الذي يؤمن بهذا النوع من العلاج، فعندما تعتقد في نفسك ان هذه الطريقة من العلاج ستكون مفيدة بالنسبة لك، بالتأكيد ستؤثر ايجابا على الحالة النفسية، وبالتالي ستساعد على العلاج، وهو شأنه شأن الساحر، لأنه يعتمد على مدى إيمان المريض به وتصديقه بأن هذا الشخص سيشفيه، وحتى الطبيب يشترك معهم في ذلك فهو يتطلع ان يثق المريض بكفاءة الطبيب وقدرته على العلاج، وعندما يقوم بصرف الادوية يجب ان تستسلم لها وتعتقد أنها ستساعدك على الشفاء، وعندما يقول ان هذا الدواء لن يساعدني على العلاج فلن يكون لهذا الدواء تأثير عليك». مؤكدا ان الناس يبحثون عن الاعذار والاسباب حتى يجدوا مبررا لتصرفاتهم، فعندما يعتقد الانسان ان المشكلات التي يعاني منها بسبب عين شخص معين، فالدين بريء منه والانسان هو المسؤول الوحيد عن تصرفاته، فلا يمكن ان يذهب شخص الى القضاء ليشتكي على شخص لأنه اصابه بالحسد أو العين وحرق سيارته مثلا «سوف يضحك عليه القاضي».

وشدد د.البارون على أن العلاج يعتمد على معتقدات الانسان ومدى قوة شخصيته، وحقيقة المعلومات التي يمتلكها المريض نحو المرض الذي يعاني منه، مشيرا الى ان هناك اعتقادات كثيرة خاطئة تنتشر لدى الكثير من الناس، فاحدى الفضائيات وضعت سؤالا يقول: هل الجن يستطيع ان يفض البكارة ويجعل المرأة حاملا؟ للتصويت والاجابة عنه وجاءت نسبة الاجابة بنعم 85 %، وهذه النسبة تؤكد مدى خطورة الاعتقادات الخاطئة التي تسود بعض الشرائح في المجتمع، فربما يقود هذا التفكير الى ان تحمل المرأة وتدعي ان الجن هو من فعل ذلك، وهذا فيه مخالفة شرعية وخيانة، فالإنسان كائن ضعيف وإذا لم يحصن نفسه بالفهم الصحيح للدين والايمان السليم فسوف تؤدي الى افكار خطيرة تؤثر على حياته بشكل كبير».

الإنسان كتلة واحدة لا تتجزأ

من جانبها قالت أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د.أمثال الحويلة «يجب علينا ان نعلم أن الانسان كتلة واحدة ولا تتجزأ، فالامراض النفسية قد تؤثر عليه عضويا وكذلك الامراض العضوية قد تسبب الامراض النفسية، فعلى سبيل المثال قد يكون الانسان يعاني من أعراض الاكتئاب، وبعد فترة زمنية ربما يؤثر هذا الاكتئاب على الانسان ويسبب له أعراضا جسدية أو امراضا عضوية مثل امراض العصر الحديثة والتي تثبت الدراسات انها ظهرت بسبب التوتر والضغوط او الامراض النفسية كالقولون والحساسية وامراض تساقط الشعر والاكزيما، كما اثبتت بعض الدراسات الحديثة ان بعض انواع امراض السرطان تكون بسبب كثرة الضغوط النفسية، بالاضافة الى الامراض الاخرى مثل الضغط الذي ينتشر بصورة كبيرة جدا في المجتمع، والخلاف هنا: هل الإنسان يصاب في البداية بالمرض النفسي الذي يتحوّل الى عضوي ام انه يصاب بالمرض العضوي ثم يتحوّل الى نفسي؟

هذه القضية الجدلية التي يخوض فيها الكثير، وهناك أعراض نفسية ويكون سببها في البداية نفسيا، ثم مع الزمن تؤثر على اعضاء الجسم، فالانسان في النهاية يبقى كتلة واحدة عضوية ونفسية، وفي الجهة الأخرى ربما يصاب الانسان بالامراض العضوية وهذه الامراض تؤثر في نفسيته وطريقة تعامله مع الاخرين، فعندما نتكلم في هذه النقطة نجد أن الحالتين مترابطتان، لأننا نتحدث عن إنسان واحد يؤثر ويتأثر وهو عبارة عن كتلة واحدة، ونحن كمتخصصين لا نستطيع أن نحدد أيهما يبدأ أولها المرض النفسي أم المرض العضوي، والمريض نفسه هو الوحيد الذي يستطيع أن يحدد ذلك، هل أحس بألم في عضو معين من جسمه أم انه أحس بضيق وتوتر نفسي أو أي من الاضطرابات النفسية المختلفة، والإنسان البسيط لا يستطيع أن يميز بين الأمراض النفسية المختلفة ويطلق عليها «ضيقة» ثم بعد ذلك يلجأ إلى متخصص يرى هذه الأعراض ومدى شدتها ويحاول بعد ذلك أن يعطيه التشخيص الصحيح ويصف له العلاج المناسب الذي من شأنه أن يخفف هذا الضغط الموجود لدى المريض.

وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر أن يكون هناك علاج دوائي، لأنه في بعض الاضطرابات الشديدة تحتاج إلى أن يكون هناك تدخل دوائي، ومعنى ذلك أن الإنسان إذا كان لديه أمراض عضوية أو حتى نفسيه فإنه يحتاج إلى فريق طبي متكامل يتكون من طبيب عام، بالإضافة إلى الإخصائيين النفسيين واجتماعيين بالإضافة إلى كادر التمريض، حتى يستطيع هذا الفريق أن يساعد المريض في جميع الجوانب المختلفة في حياته، وكما نعرف أن التطور الحديث في الدول المتقدمة في الجانب الصحي دائما يعملون الأطباء على شكل فرق حتى تستطيع أن تغطي جميع الجوانب لأن الإنسان كما علمنا هو كتلة واحدة ولا نستطيع أن نجزئه، مشيرة إلى انه إذا كانت هناك مشكلة تؤثر في الإنسان في البيت، فمن الطبيعي أن ينقل تلك المشكلة معه إلى العمل وكذلك العكس، سواء كانت هذه المشكلة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية ونجد أن الجو العام في البيت يتأثر في هذه الأجواء المختلفة «.

الأساليب الخرافية والأساطير

وحول نظرة علم النفس الحديث للرقية الشرعية قالت د.الحويلة «نحن مجتمع إسلامي، ولابد أننا منغمسون وجبلنا على هذا الدين، لذا فمن المفترض أن ننظر بكل تقدير للثقافات المختلفة، وأيضا الديانات لها مكانة عظيمة في النفوس، ومن الملاحظ انه حتى مناهجنا التربية في المراحل المختلفة دائما نحن نكيفها حسب ثقافتنا وديانتنا حتى وأن أخذناها بأسلوب حديث، وذلك أرى أنه ليس هناك خلاف في الرقية الشرعية بشرط أن تمارس الرقية وفق ضوابط القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن النفس الإنسانية تهدأ إذا ما سمعت القرآن وذكر رب العالمين، ولا أعتقد أن هناك اختلافا على حقيقية العلاج بالرقية الشرعية، بل هي أحيانا تكون مكملة للطب النفسي الحديث، ولكننا في الوقت نفسه نرفض الأساليب الخرافية والأساطير والمواد المختلفة والتي قد تستخدم بشكل خاطئ وتسبب أعراضا جانبية على الإنسان، وكذلك الأساليب التي تستخدم لعلاج بعض الحالات مثل الضرب والحرق والربط، بالإضافة إلى الكثير من البدع التي يستخدمها البعض في علاج المرضى».

وزادت «نحن ننظر إلى الرقية الشرعية بالقرآن الكريم على أنها مهدئ للنفس، ويفضل أن يلجأ الجميع إلى قراءة القرآن أو سماعه في الأوقات العادية، لأنه يؤدي بالإنسان إلى الهدوء والراحة، فما بالك إذا كان الإنسان يعاني من أمراض نفسية وتوترات، بالتأكيد أن القرآن سيساعده على تجاوز تلك الحالة، ونحن نحتاج إلى القرب من الله تعالى في كل لحظة في حياتنا، ولذا فليس هناك تعارض مع العلاج بالرقية الشرعية بشرط أن تستخدم بصورة صحيحة».

وفي ردها على سؤال: هل يستطيع علم النفس الحديث أن يعالج حالات السحر والحسد التي تعالجها الرقية الشرعية قالت: «في كل جانب من الجوانب الطبية ينظر الى المرض من وجهة نظرها، فالطبيب النفسي يمكن أن ينظر للمرض على انه اكتئاب نفسي أو قلق وهو مرض نفسي وله أعراض مختلفة وطرق علاجية معينة، ومن جانب رجال الدين فهم ينظرون لبعض الأعراض على أنها ضيق أو توتر من وجهة نظرهم، كما هو الحال لدى جميع التخصصات، فلو كانت هناك قضية جدلية معينة أو موقف ما بالتأكيد أن كل شخص سيتحدث عنها بصورة صحيحة، ولكن من وجهة نظره وانطلاقا من التخصص الذي يعمل فيه، مؤكدا انه ليس هناك أمراض معينة يمكن أن تعالج عن طريق الرقية الشرعية فقط أو عن طريق الطب الحديث دون غيره، وأتوقع أن الرقية الشرعية ليس عليها خلاف لدى جميع الدكاترة المسلمين، وكما هو الحال لدى الديانة النصرانية نجد أن جزءا من علاجهم النفسي هو التفريغ، ونجد أنهم يذهبون الى الكنائس ويجلسون بغرفة الاعتراف ويتكلمون مع رجل الكنيسة بالمشكلات التي يعانون منها.

وهذا التفريغ الانفعالي يعتبر نوعا من أنواع العلاج النفسي، ولكن بصورة دينية، ونحن في ديننا نستطيع أن نستفيد من القرآن والسنة النبوية في العلاج النفسي، وان يكون هناك تصحيح لبعض الأفكار السلبية دون ترهيب أو تخويف، والقرآن الكريم دائما يخاطب العقل والمنطق ويضع الأدلة الواقعية والعلمية التي تصلح لكل زمان ومكان....






* ما الرقية الشرعية؟

- الرقية اسم من الرقي ويقال رقى الراقي المريض يرقيه، ورقيته رقية أي عوذته بالله، والاسم الرقيا، والمرة رقية، والجمع رقى، والرقية قد تكون بكتابة شيء وتعليقه وقد تكون بقراءة شيء من القرآن والمعوذات والأدعية المأثورة.

إذن: الرقية هي التعويذة التي يرقى بها الشخص صاحب الآفة كالحكمى والصرع وغير ذلك من الآفات لأنه يعاذ بها.

* ما حكم الرقية الشرعية وما حكمها عند العلماء؟

- ذهب جمهور العلماء إلى جواز الرقي من كل داء يصيب الإنسان بشروط ثلاثة، أولها ان يكون بكلام الله تعالى أو أسمائه وصفاته، ثانيها ان يكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره، ثالثها أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بإذن الله تعالى وقدرته.

ودليلهم في ذلك ما روى عوف بن مالك رضي الله عنه قال «كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يارسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك «أخرجه مسلم، وعن جابر رضي الله عنه قال «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي، فجاء آل عمرو بن حزم فقالوا: يارسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب وإنك نهيت عن الرقي، قال: فعرضوها عليه، فقال: ما أرى بأسا، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» أخرجه البخاري.

* هل يجوز الاستشفاء بالقرآن الكريم وجعله رقية للمرضى؟

- القرآن الكريم كتاب أنزله الله سبحانه لهداية البشر إلى العدل والتوحيد وإخراجهم من الظلمات الى النور، وجعله معجزة دالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم.

وفوق هذا ففي القرآن الكريم فضائل ومزايا منها الاستشفاء به للمرضى، جاء في الموسوعة الفقهية: الأصل في رقية المرضى بالقرآن الكريم قوله تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} واختلف العلماء في كون القرآن شفاء على قولين: أحدهما انه لا يشرع الاستشفاء من الامراض البدنية بل هو شفاء للقلوب، بزوال الجهل عنها وإزالة الريب، ولكشف غطاء القلب من مرض الجهل لفهم المعجزات، والامور الدالة على الله تعالي، لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَــا فِــي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}.

والقول الثاني: انه شفاء أيضا من الامراض بالرقية والتعوذ ونحوه، وإلى هذا ذهب جمهور الفقهاء، فجوزوا الاستشفاء بالقرآن: بأن يقرأ على المريض أو الملدوغ الفاتحة، ويتحرى ما يناسب، وفي الخبر «من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله»، ولما روى الأئمة، واللفظ للدارقطني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال «بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ثلاثين راكبا، قال فنزلنا على قوم من العرب، فسألناهم أن يضيفونا، فأبوا، فلدغ سيد الحي، فأتوا فقالوا : فيكم أحد يرقي من العقرب؟ وفي رواية ابن قتة: إن الملك يموت، قال : قلت انا : نعم، ولكن لا أفعل حتى تعطونا، فقالوا فإنا نعطيكم ثلاثين شاة، قال : فقرأت عليه (الحمدلله رب العالمين) سبع مرات فبرأ « وفي رواية سليمان بن قتة عن أبي سعيد «فأفاق وبرأ، فبعث إلينا بالنزل، وبعث إلينا بالشاء؟ فأكلنا انا وأصحابي، وأبوا أن يأكلوا من الغنم، حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر، فقال : وما يدريك أنها رقية ؟ قلت : يا رسول الله، شيء ألقي في روعي، قال: كلوا وأطعمونا من الغنم».

* هل يجوز أخذ الأجرة على التعاويذ والرقى؟


- الرقية الشرعية باتفاق العلماء حتى من أجاز اخذ الأجر عليها ليست حرفة ولا مهنة للتكسب، بل إنها تفقد خصوصيتها وشفافيتها إذا امتهنت وغدت بابا للانتفاع والمتاجرة وجمع المال، ومن هنا تأتي شبهة هذا العمل الذي ثبت بالتجربة العملية استغلال كثر ممن امتهنه لثقة الناس به والتجائهم إليه وتسليمهم أنفسهم له بحسن اعتقاد خاصة النساء والمرضى اليائسون، وينتج عن ذلك بين الحين والآخر حالات مريبة وتصرفات شائنة وقصص مثيرة، ولهذا فعدم فتح أماكن متخصصة وتفرغ أناس للرقية أولى.









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-05-28, 16:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
abou wassim
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

من اخذ اجرة على الرقية فقد اشترى بايات الله ثمنا قليلا واكل في بطنه نارا . ولا داعي للتبريرات فالاسلام ممنوع المتاجرة به










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-28, 17:38   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بدأ التكفير على المستوى الداخلــــــــــــــــــي في القطــر الواحــــد المسلم لأخيه المسلـــم
لينتقل ليكون على مستوى الأوطان بمحاربة القومية العربيــــــة الوهابي لأخيه القومي
ليصبح اليوم التكفير على مستوى الأمــــــــــة ( السنة - والشيعة .........................)
ما أسهــــــــــــل التكفير في أمتنــــــــــا .......لكن ما أصعب السؤال يوم القيامـــــــــــــــة
اللهــــــــــــــم ألطف بأمــــــــــــــــــــة محمد - صلى الله عليه وسلم -.










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-28, 19:02   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
abou wassim
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمزوم مشاهدة المشاركة
بدأ التكفير على المستوى الداخلــــــــــــــــــي في القطــر الواحــــد المسلم لأخيه المسلـــم
لينتقل ليكون على مستوى الأوطان بمحاربة القومية العربيــــــة الوهابي لأخيه القومي
ليصبح اليوم التكفير على مستوى الأمــــــــــة ( السنة - والشيعة .........................)
ما أسهــــــــــــل التكفير في أمتنــــــــــا .......لكن ما أصعب السؤال يوم القيامـــــــــــــــة
اللهــــــــــــــم ألطف بأمــــــــــــــــــــة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
من حارب القومية العربية فقد حارب الاسلام وارتمى في احضان المجوس









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الشـرعيـــة, الطب, بيـن, والرقــــية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc