مواجهة التنصير واجب من ؟ د.أ. محمد حاج عيسى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مواجهة التنصير واجب من ؟ د.أ. محمد حاج عيسى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-01-11, 17:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالإله الجزائري
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبدالإله الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










New1 مواجهة التنصير واجب من ؟ د.أ. محمد حاج عيسى

السلام عليكم،

مواجهة التنصير واجب من ؟ *
د. الأستاذ محمد حاج عيسى
أستاذ التعليم العالي في العلوم الإسلامية - جامعة تلمسان 2
الجزائر في 10 يناير 2023م

مواجهة التنصير واجب من ؟ أهو واجب الدولة بأجهزتها ؟ أم واجب الأئمة والدعاة؟ أم هو واجب الآباء والأمهات؟ أم هو واجب كل مسلم غيور على دينه؟ وهذا السؤال في فحواه هو نفسه السؤال: الدعوة إلى الله واجب من ؟ ولكني طرحته من زاوية أضيق أو جانب دعوي محدد، ولن أجيب عن التساؤل هذه المرة من منطلق نظري فقهي، ولكن من منطلق واقعي من خلال ترتيب قصة يصطحب فيها خيال الكاتب والقارئ معا؛ لعلهما يصلان إلى الإجابة الصحيحة أو الإجابات .
في مكان قريب وقبل زمن غير بعيد؛ فتحت إحدى الجمعيات الثقافية المعتمدة المشبوهة فرعا لها، في وسط حي شعبي عامر، وكان نشاطها الظاهر تدريس اللغات الأجنبية، وتمكين روادها من الألعاب الإلكترونية، ولكن سرعان ما تبين أن من فتح الفرع واكترى المقر رجل مرتد، لكنه لم يكن يمارس الدعاية بطريق مباشر فهو أذكى من أن يفعل ذلك، ولعل أظهر شيء نقل عنه في السنوات الأولى من نشاطه؛ أنه كثيرا ما كان يدخل القاعة على الأولاد فيقول لهم : كل هذا الخير الذي ترونه من فضل أولاد سيدنا عيسى عليه السلام. ثم إن النشاط التعليمي سرعان ما توسع إلى نشاط ترفيهي دائم، حيث صار الطابق السفلي مكانا لسماع الغناء وممارسة الرقص المختلط، وصار ينظم في العطل رحلات ترفيهية يجتمع فيها الجنسان، وتطورت الرحلات مع الوقت لتصبح وجهتها فرنسا. لا نتحدث عن البرامج التي كانت تدرس، ولكن عن الأفكار التي كانت تزرع في عقول الناشئة، ولعل من أهمها فكرة التمرد على سلطان الوالدين، وعدم التقيد بقيود المجتمع –المختلف-، ومثل هذه النشاطات التي تطبع النشء على الانحلال ومثل هذه الأفكار التي تغرس في نفوسهم التمرد ترجعنا إلى فلسفة التنصير المعاصر التي لا تجعل هدفها الأساس إدخال المسلم في النصرانية؛ ولكن قطع المسلم عن أصوله وإبعاده عن قيم دينه، لأن النجاح في هذا هو مفتاح الهدف الأساس. ولم تتوقف الجمعية عن النشاط رغم التكاليف العالية التي يتطلبها نشاطها ابتداء من الإيجار واقتناء المعدات المتطورة وأجرة المعلمين وتكاليف تنظيم الرحلات إلى غير ذلك من الأمور التي لم تظهر ولعلها أكثر مما ذكر، وهنا تتساءل معي أيها القارئ عن مصدر تمويلها؟ وأنا مثلك لا اعتقد أن ما تقدمه الدولة من دعم للجمعيات كاف لمثل هذه النشاطات، وقد قرأ الناس في الصحف أن ساوريس دعم هذه الجمعية يوم كان ينشط في الجزائر، وقرأوا أيضا عن دعم زوجة الرئيس الفرنسي لما زارت الجزائر، وسمع آخرون أن القائم على الفرع يدعي أنه يتلقى دعما من سفارة الفاتكان نفسها.. هذا ما ظهر، ولعلك تتفق معي أن ما خفي ربما كان أكثر وأخطر.
وبعد رافقنا الجمعية في ذكر بعض أنشطتها، ننتقل للتساؤل كل هذا حدث فما هي ردّات الفعل الكائنة والممكنة يا ترى؟ لعل أول الأشياء التي يسبق إلى خاطرك أنه كان يتوجب فعلها هو التحذير العلني من هذه الجمعية المشبوهة، لكن هل كان هذا أمرا ممكنا؟ والجمعية تنشط في إطار القانون؟ ثم كيف يتم ذلك ومن يقوم به؟ هل يمكن لأئمة المساجد مثلا أن يفعلوا ذلك؟ كلا.. فتهمة التشهير والتحريض والمتابعة القانونية أمر وارد في مثل هذه الحال، بل إن بعضهم ربما تكلم مكتفيا بالإشارة التي فهمها الناس، فجاءه تنبيه بأن المرتد قدم بلاغا ... وهل كان بإمكان أي مواطن عادي أن يقوم بشيء لتوقيف هذا النشاط ؟ هل يقصد مثلا المؤجر ليوقف العقد مع الجمعية ؟ وهل هذا يعتبر حلا للمشكلة؟ فالمحلات كثيرة ويمكن لهذه الجمعية أن تؤجر بأموالها في أي مكان تريد، بل إنها قادرة على شراء أي محل بأضعاف سعره-ولعلها فعلت- ولعل مما يتصور حدوثه أن بعض "الطيبين" سيحاول تنبيه سكان الأحياء المجاورة لمنع أولادهم من الالتحاق بهذه الجمعية، وذلك بإشاعة خبر حقيقتها، مع وضع رسائل تحذر من خطر التنصير في صناديق الرسائل، ولكن ثمرة ذلك ستكون ضعيفة، إذ في الناس من لن يفهم المراد، وفيهم من سينزعج ويعتبر ذلك تدخلا في شؤونه الخاصة، وربما يزعم آخرون أن ما يقال مجرد أوهام، وثمة حقيقة قد لا يبوحون بها ولا يجوز لنا إخفاؤها هو أن دروس الدعم وتعليم اللغات تقدم مجانا، فالجمعية لا تقبض من الأولاد فلسا، بل هي تعطيهم فوق ذلك -ومن يستطيع أن يقاوم رحلة مجانية إلى فرنسا؟؟-، وثم عن كثيرا من الآباء لم يزالوا في سكرتهم رغم ما كانوا يسمعون من أخبار سيئة عن نشاط الجمعية، حتى بلغ أولادهم سن الثامنة عشر فواجهوهم بالحقيقة المرة : لقد بلغوا سن الرشد إنهم من الآن أحرار، وأنه لا سلطان للأسرة عليهم ولا أي أحد؛ حينها عض بعضهم أصابع الندم.
ولعل القارئ الكريم لا يشك أن مثل هذه الجمعيات خطر على الأمة على دينها وأمنها واستقرارها، وهو متفق معي أن واجب مكافحتها لا يقع لا عاتق رب أسرة أمي فقير أو مثقف مستلب ثقافيا، وهو لا يختلف معي أن هذا الواجب لا يقع على عاتق إمام أضعفت همته وقتلت روح المبادرة في نفسه؛ من جهات تسلطت على مراقبة أنفاسه قبل كلماته،- وهو لا يملك غيرها-، لعلك أيها القارئ الحصيف قد وصلت إلى أن هذا الواجب هو واجب مؤسسات الدولة قبل أي جهة أخرى، فيجب عليها أن تراقب نشاطات الجمعيات المشبوهة-لا أن تراقب نشاط من يكافحها-، ويجب عليها أن تراقب مصادر تمويلها لتقوم بالواجب تجاهها، وأنا أوافقك على ما توصلت إليه، ولكن ذلك لا يعفي بقية مكونات المجتمع من مسؤولية تغيير المنكر بالكلمة وبالجاه وبالمال وبكل متاح مباح، فالنصيحة لمن يتعاون مع دعاة التنصير ويؤجر لهم المقرات أو يبيعهم إياها حتى يمتنع عن ذلك أمر واجب، والنصيحة للغافلين من الآباء والأمهات الذين يستهويهم الطمع في الدنيا وحطامها فيدفعون بأولادهم إلى موارد الهلاك أمر واجب، والتبليغ عن كل سلوك منحرف أو مخالف للقوانين تقوم به الجمعيات المشبوهة أمر واجب، وتشجيع كل عامل في مكافحة هؤلاء الخونة –ولا أخون ممن بدل دينه – بطريق مباشر أو غير مباشر أمر واجب.
وإن مما ينبغي أن يعتني به الغيورون على دينهم –في انتظار حل هذه الجمعيات وحتى بعد حلها أو في حال عدم وجودها- أن يوجدوا البدائل للشباب حتى يوقى من الوقوع في مثل هذه المصيدات، فدروس الدعم وتعليم اللغات مجانا بلا مقابل؛ أمر لابد أن تسهر على توفيره الجمعيات الثقافية الوطنية وكذا المساجد؛ حتى يُغلق الطريق أمام مثل هذه الجراثيم المندسة في المجتمع.
ولعل كل واحد منا بعد هذا التقريب لصورة من صور النشاط التنصيري؛ يمكنه أن يقترح شيئا من السبل العملية للحد من أثرها وللوقاية منها، نسأل الله تعالى لنا ولكم الهداية والرشاد والتوفيق والسداد.
* منقول من صفحته الرسمية على الفيسبوك








 


رد مع اقتباس
قديم 2023-01-31, 22:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

العجب هو وجود من يسعى جاهدا لمحاربة التنصير الذي يكاد يكون منعدما في بلادنا أو ناذرا ما تجده و لا يلتفتون إلى العلمانية و اللبرالية التي إكتسحت كل شيء و أكلت الأخضر و اليابس .










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مواجهة التنصير

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc