خطوات الشيطان - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خطوات الشيطان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-10-12, 19:25   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

العشق الشيطاني

ومن مكايد الشيطان ومصايده: العشق؛ أو ما يسمى بالتعلق والإعجاب، وهو: الإفراط في المحبة؛ تتركز فتنته – غالباً – على الشكل والصورة، أو انجذاب مجهول السبب؛ لكنه غير متقيد بالحب لله؛ سواء كان المعشوق من الرجال أو النساء.



هذه الصداقة صداقة فاسدة؛ لفساد أساس الحب فيها؛ بعدم انضباطها بضوابط الشرع، والعشق رغم سهولة بداياته إلا أن نهايته انتكاس للعاشق، وخروج عن حدود الشرع، ولهذا كان بعض السلف يستعيذ بالله من العشق؛ فهو إفراط في الحب في أوله، وهو عبودية للمعشوق في نهايته تضيع معها عبودية العبد لله ([1]).



وإن سقوط الشاب أو الفتاة في شباك العشق لهو من أخطر الأمور؛ إذ إن الهوى من صفاته أنه يهوى بصاحبه، وإذا ما استحكم في القلب سيطر على العقل والفكر، وهنا يقع الإنسان في عبودية هواه؛ قال تعالى :} أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا{. [الفرقان: 43].



مظاهر الإعجاب (العشق):
إن من أبرز مظاهر الإعجاب هو تعلق القلب بالمعشوق؛ فلا يفكر إلا في محبوبة، ولا يتكلم إلا فيه، ولا يقوم إلا بخدمته، ولا يحب إلا ما يحب، ويكثر مجالسته، والحديث معه الأوقات الطويلة من غير فائدة ولا مصلحة، وتبادل الرسائل، ووضع الرسومات والكتابات في الدفاتر وفي كل مكان، ويقوم بالدفاع عنه؛ بالكلام وغيره، ويغار عليه، ويغضب إذا تكلم مع غيره أو جلس معه.



أسباب الإعجاب (العشق):
إن من أهم أسباب الوقوع في الإعجاب المذموم والعشق الشيطاني هي:



1- ضعف الإيمان، وخلو القلب من حب الله ورسوله؛ فإن العشق يتمكن من قلب فارغ؛ قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسولهُ أحب إليه مما سواهما، وأن يُحب المرء لا يحبهُ إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكُفر كما يكرهُ أن يُقذَفَ في النارِ». متفق عليه.



2- فقدان العاطفة والحنان في محيط البيت - وخاصة من الأبوين - وتفكك الأسرة؛ فيبحث الابن أو البنت عمن يجد عنده ما فقده في البيت؛ وخاصة أولئك الذين يعانون نقصاً في المحبة، ويعيشون الحرمان؛ فهم يستسلمون بسرعة إلى ما يُظهره الآخرون من عشق ومحبة؛ هذا الحرمان يكون سبباً في سرعة انخداعهم ووقوعهم في وحل العشق الشيطاني.



3- ضعف الشخصية، وعدم وجود القدوة الصالحة التي يقتدى بها.
4- الفراغ؛ فإن الوقت إذا لم يُشْغَلْ بالطاعة أشغل بالمعصية؛ فيكون الجلوس والحديث الطويل الذي يؤدي إلى التعلق والعشق.
5- التقليد الأعمى للغير؛ فقد تكون البداية مجرد تقليد لأصدقاء السوء.
6- المبالغة في المظهر والزينة؛ سواء من الشباب أو الفتيات؛ مما يؤدي إلى الإعجاب ومن ثمَّ إلى العشق.



مخاطر الإعجاب (العشق):


إن للإعجاب (العشق) مفاسد دينيةً ودنيويةً؛ وذلك من وجوه:
أحدهما: الاشتغال بذكر المحبوب عن حب الله تعالى وذكره؛ فمن المعلوم أنه لا يجتمع مع الله حب:} وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ{[البقرة: 165]؛ لذا فإن العاشق لا يجد حلاوة الإيمان التي من شروطها: «أن يكون الله ورسوله أحب مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله». متفق عليه.



ولا يأمن العاشق أن يجره ذلك إلى الشرك كما جر ذلك الشاعر الخاسر حين قال:
وَصْلك أشهى الى فؤادي




من رحمة الخالق الجليل





نعوذ بالله من الخسران المبين.
الثاني: العذاب والحسرة والشقاء؛ لتعلُّق قلبه بمعشوقه؛ وهذه من العقوبة الدنيوية قبل الأخروية؛ فمن أحب شيئاً غير الله عُذِّب به، وفي الآخرة يتبرأ بعضهم من بعض؛ قال تعالى:} وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ{[البقرة: 165-167].



الثالث: ستر العيوب أو تجاهلها؛ فحينما تصل المحبة العادية مرحلة التعلق والعلاقات القوية المتأصلة يظهر فيها أثر ستر العيوب وحجبها بصورة عجيبة؛ حتى يصل الوضع أن يواجه كل من يقدم نصيحة لهذا الشخص بالرد العنيف، ويضمر حقده في قلبه؛ لكن عندما ينقطع هذا العشق يكون الندم والحزن.
الرابع: أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه.



الخامس: فساد الحواس؛ ذلك مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب». متفق عليه.



فإن القلب إذا فسد فسدت العين والأذن واللسان؛ فيرى القبيح حسناً.
السادس: أنه قد يؤدي إلى ارتكاب الفواحش كالزنا واللواط؛ لأن الفواحش أصلها المحبة لغير الله؛ سواء كان المطلوب المشاهدة أو المباشرة؛ قال تعالى: } الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ...{ الآية [البقرة: 268].
إن لكل مخادع وجهين ذوي صفة شيطانية لا يبغي من ورائها سوى إشباع شهواته الحيوانية؛ فهو يعمل على تحقيق مآربه تحت ستار الحب والعشق؛ لذا يجب أن يحذر من دعاة العشق والحب الكاذب.



علاج الإعجاب (العشق):
ودواء هذا الداء القتَّال أن يعرف أن ما ابتُلي به من هذا الداء المضاد للتوحيد إنما من جهله وغفلة قلبه عن الله؛ فعليه أن يعرف توحيد ربه وسننه وآياته أولاً، ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكر في المعشوق، ويكثر اللُجْأ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه، وعليه بالإخلاص في ذلك؛ وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال:} كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{[يوسف: 24]؛ فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء بإخلاصه([2]).



ومن أنفع الأدوية للتخلص من هذا الداء أن يبتعد المبتلى به عن معشوقه، ومن يحرك كوامن الشهوة فيه؛ بحيث لا يراه ولا يسمع كلامه؛ فالابتعاد عنه أهون بكثير من الاسترسال معه ([3]) والوقوع في الآثام والمعاصي.
توجيه عاطفة الأبناء والبنات لما هو مفيد، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة مثل هذه الظاهرة، وعدم التغاضي عنها؛ لأنها قد تؤدي إلى ظواهر أخرى سيئة.



} وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ...الآية{
[البقرة: 165-167].



أخي الكريم... أختي الكريمة:
فمما سبق يُعلم أن الشيطان يحاول بشتى السبل ومختلف الوسائل أن يضل بني آدم، ولن يكف عن ذلك حتى يُدخل من أطاعه نار جهنم؛ قال تعالى حكاية عنه:} قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{
[الأعراف: 15-17].



وقد كتب الله عليه أن من اتبعه فإنه يهديه إلى السعير: }وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ{ [الحج: 4].



ولكن الله حذرنا منه في مواضع كثيرة من القرآن، وأن لا نستمع لغوايته والإعراض عن الصراط المستقيم؛ قال تعالى:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ{[البقرة: 208].



ولم يقتصر البيان القرآني على هذا؛ بل قد كشف للناس المخطط الشيطاني؛ حتى يبصر كل ذي عينين ويتفكر أولو الألباب؛ فقال عن إبليس:} وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا{ [النساء: 118-120].



ولكن يوم القيامة يتبرأ الشيطان من أتباعه، وهناك يندم أتباع الشيطان، ولات ساعة مندم؛ قال تعالى: }وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{[إبراهيم: 22].



ولقد أخبر سبحانه أنه لا سلطان لشيطان على عباده المخلصين المتوكلين؛ فقال سبحانه: }قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ{. [الحجر: 39-42].



فعلم عدو الله أن من اعتصم بالله وأخلص له وتوكل عليه لا يقدر على إغوائه وإضلاله، وإنما يكون له سلطان على من تولاه وأشرك مع الله؛ فهؤلاء رعيته وهو سلطانهم ومتبوعهم ([4]).



وإليكم أخي الكريم... أختي الكريمة:
بعض الوسائل للوقاية من مصائد الشيطان وكيده:



1-اليقين الصادق بعداوة الشيطان للإنسان، واتخاذه عدواً: قال تعالى: } إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ{ [فاطر: 6].



2-الاستعاذة: وهو دواء نافع لكل نزغات الشيطان؛ قال تعالى:} وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{[فصلت: 36]. وقال صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته». متفق عليه.



3- مداومة ذكر الله وقراءة القرآن: إن القرآن شفاء لما في الصدور، يُذهب ما يلقي الشيطان فيها من الوساوس والشهوات والإرادات الفاسدة.

ومن السور والآيات التي تطرد الشيطان:
*سورة البقرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة». رواه مسلم.
*سورة الإخلاص والمعوذتين: الفلق والناس؛ فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: بينما أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته في غزوة إذ قال: «يا عقبة! قل» فاستمعت ثم قال : «يا عقبة! قل». فاستمعت، ثم قال : «يا عقبة! قل». فاستمعت، فقال الثالثة، فقلت : ما أقول؟ فقال: «قل هو الله أحد». فقرأ السورة حتى ختمها؟ ثم قرأ: «قل أعوذ برب الفلق». وقرأت معه حتى ختمها، ثم قرأ: «قل أعوذ برب الناس». فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال: «ما تعَّوذ بمثلهن أحد». حديث صحيح.



ومن الآيات آية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، جاء في الصحيحين من حديث أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه».



4- غض البصر: النظر إلى ما نهى الله عنه من العورات والنساء والصور المحرمة من أشد مداخل الشيطان؛ لذا أمر الله عباده بغض البصر؛ قال تعالى : } قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ{... الآية. [النور:30]، وقال صلى الله عليه وسلم: «يا علي! لا تتبع النظرة النظرة فإنها لك الأولى، وليست لك الآخرة». رواه أحمد وأبو داود والترمذي.


وروى مسلم والترمذي عن جرير رضي الله عنه، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة، فقال «اصرف نظرك».
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله: "والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان؛ فالنظرة تولد خطوة ثم تولد الخطوة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة تقوى فتصير عزيمة حازمة، فيقع الفعل ولابد، ما لم يمنع منه مانع، وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده".
قال الشاعر:
كلُ الحوادثِ مبداها من النظر



ومعظمُ النار من مستصغَر الشرر


كم نظرة بلغت من قلب صاحبها




كمبلغ السهم بين القوس والوَتَر


والعبدُ ما دام ذا طرف يقلبه




في أعين الغيد موقوف على خطر


يسرُ مقلته ما ضرّ مهجتَه




لا مرحباً بسرور عاد بالضرَر([5])





5- العفة والاستعفاف: فالعفة هي كف النفس عن المحارم وعما لا يجمل بالإنسان فعله، والعفة خلق إيماني رفيع، وهو زينة للرجل والمرأة في الدنيا والآخرة، يحفظان به إيمانهما ويضمنان بإذن الله استقامتهما، ويستجلبان به رضى ربهما، ويقيهما من فعل الفواحش والآثام.
كما أن العفة هي السبيل لحياة زوجية سعيدة؛ حيث يقدم عليها الزوجان بطهارة ونقاء، ولذلك فقد حث الإسلام على العفة والاستعفاف؛ فجاء ذلك النداء الرباني بقوله تعالى:}وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ{[النور: 33].
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الله العفاف؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم إني أسألك الهُدى، والتقى، والعفاف، والغنى». رواه مسلم.
ولعل من أعظم البشارات للعفيف هو حديث السبعة الذين يظلهم في ظله؛ حيث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن منهم: «... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين». متفق عليه. ويدخل في هذه البشارة المرأة العفيفة إذا دعاها رجل ذو منصب وجمال فقالت: إني أخاف الله رب العالمين.



6- الصحبة الصالحة: ولعله من أعظم الوسائل وأنفعها؛ ذلك لأن الرفقة والصحبة لها الأثر الواضح في سلوك الفرد؛ يبين ذلك الحديث: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل». صحيح الجامع.
وفي زمننا هذا تظهر أهمية وضرورة مصاحبة الأخيار ممن طهرت أخلاقهم، واستقام نهجهم، وحسنت سيرتهم، يزداد المرء بمجالسهم علماً، وبمخالطتهم طهراً، وملازمتهم طمأنينة وأنساً في الدنيا([6])؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة». متفق عليه. وفي الآخرة: }الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ{[الزخرف: 67].



7- حجاب المرأة وسترها: على المرأة المسلمة أن تلتزم ما شرع الله من حدود وأحكام؛ حماية لها وللمجتمع من الفساد والفتنة، ومن ذلك التزامها بالحجاب الشرعي، والقرار في البيت، وعدم مخالطتها للرجال... إلى غيره من الأحكام.



8- التوبة والاستغفار: ومما يواجه به العبد كيد الشيطان أن يسارع بالتوبة والأوبة إلى إذا أغواه الشيطان، وهذا دأب عباد الله الصالحين؛ قال تعالى:} إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ{ [الأعراف: 201].



9- الدعاء: إن الدعاء سلاح المؤمن، ومن أهم وسائل التوفيق والصلاح للمرء وأهله وذريته طردُ الشيطان وأعوانه.



والدعاء من صفات عباد الرحمن الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز؛ فقال تعالى:} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا{[الفرقان: 74].
وكان من دعاء الرسول والصحابة رضي الله عنهم يوم الخندق: «اللهُم استُرْ عوراتنَا وآمن روعاتِنَا». رواه الإمام أحمد.



أخي الكريم... أختي الكريمة:
إن الدنيا زائلة لا محالة، ومهما عُمِّرَ فيها الإنسان فإنه ميت ولابد؛ ثم هو صائر إلى الجنة أو النار؛ فمن اتبع هواه وشهواته في الدنيا فإن مصيره إلى جهنم وبئس المصير إذا لم يغفر الله له، ومن نهى النفس عن الهوى وألزمها طاعة ربها فإن الجنة هي المأوى؛ قال تعالى: } فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{ [النازعات: 34-41].



فما أشقى من كانت النار هي مصيره: }مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ{
[إبراهيم: 16-17].

وما أسعد من كانت الجنة هي قراره:}يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{[الزخرف: 68-71].
* * *


([1]) الصداقة في الإطار الشرعي ، د.عبد الرحمن الزنيدي ، ص 61، 62.

([2]) الجواب الكافي ، ابن القيم ، ص 220-221.

([3]) الفاحشة ، محمد الحمد ، ص118.

([4]) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ، ابن القيم ، ص159.

([5]) الجواب الكافي ، ابن القيم ، ص106.

([6]) العفة، يحيى العقيلي، ص 155.








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الشيطان, خطوات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc