كيف تدهورت العلاقات المصرية السعودية؟ / أسبابها/ من يقف خلفها/ من يستفيد منها/ مآلاتها.

[سندباد علي بابا]

كيف تدهورت العلاقات المصرية السعودية؟/ أسبابها/ من يقف خلفها/ من يستفيد منها/ مآلاتها.


كيف نزلت العلاقات السعودية المصرية إلى الحضيض؟ ماهي أسبابها الحقيقية؟ من يقف خلفها؟ ما دور الإخوان فيها؟ من هم المستفيدون منها؟ إلى أين ستنتهي؟


ما هي خلفيات الهجمة الشرسة من دول الخليج وتحديداً من السعودية على مصر؟ وما دور الإخوان في اذكاء نار الفتنة بين الدولتين الشقيقتين؟

مصر تتعرض لهجمة شرسة من دول الخليج وبخاصة من السعودية رأساً عليها.


في الفترة الماضية كانت العلاقات المصرية الخليجية السعودية متميزة ساعدت في تقليل أزمة أحداث 2011 السياسية والأزمة الاقتصادية التي مرت بها البلاد في تلك الفترة.


والتي ساعدت بلا شك مصر في وقف الزحف التركي على ليبيا وعلى أكثر مسار في الكثير من البلاد العربية والتي كان من ضمنها دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات المستهدفتان بمشروع أردوغان/ إخوان.


اليوم العلاقة بين مصر والسعودية ومن خلفها دول الخليج تتراجع بشكل خطير.. اقتصادياً في وقف السعودية والإمارات للدعم المالي لمصر وشعبياً في حملة التنابز والكراهية التي تنطلق من السعودية ضد مصر على ساحات العالم الإفتراضي في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى منابر الجرائد والصف والقنوات التلفزيونية.


هناك عدة أسباب داخلية وخارجية من بينها مايلي:


1/ أمريكا تضغط على مصر في ثلاث مواضيع:


- في ضرورة تنديد مصر بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا والإصطفاف معها ضد روسيا [الحديث عن دبابات أمريكية هي الآن في يد الجيش المصري والضغط بتوريدها إلى الجانب الأوكراني].


- في ضرورة إشراك مصر في ابعاد روسيا عن إفريقيا والعمل جار مع كثير من البلدان الإفريقية في هذا الصدد.


- في ضرورة تخلي مصر عن مبادرة الحزام وطريق الحرير الصينية.


2/ السعودية تضغط على مصر لدفعها للمشاركة في الحرب على إيران والبداية تكون بإشراك الجيش المصري في الحرب على جماعة الحوثي في اليمن وبعد ذلك إمكانية دخول مصر الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني والسعودية ضد إيران إذا ما اندلعت تلك الحرب في الفترة القادمة.


إلى جانب غضب السعودية من توقف عملية تسليم جزيرتي "تيران" و "صنافير" لأسباب داخلية ومُتطلبات خارجية.


المستفيد من هذا التنابز وتدهور العلاقات بين السعودية ومصر هُم:


1/ الكيان الصهيوني: وهو بلا شك مُشارك أصيل ووفي في مثل هكذا مناسبات واشتباكات بين الإخوة والأشقاء العرب والمسلمين وظهر ذلك جلياً في حملات التنابز والكراهية عبر مواقع التواصل بهويات مزورة وعبر وسائل الإعلام المختلفة للضغط على مصر في الكثير من الملفات أهمها الدفع بمصر للضغط على الدول العربية التي لها تأثير عليها للانضمام إلى اِتفاقيات أبراهام لتصفية القضية الفلسطينية والوقوف في صف الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين بمعنى الوقوف في صف الحكومة الدينية اليمينية المتطرفة الحالية بقيادة "بن يمين نتنياهو" في سياستها التميز عنصرية ضد الشعب الفلسطيني.


2/ تركيا: من صالح هذا البلد اضعاف مصر لأن هذا سيعيد بعث مشروعها في كسب قضية ليبيا وتمكين إخوانها هناك من الحكم، وكذلك الحفاظ على اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية الذي تم بين الحكومة التركية وحكومة ليبيا المؤقتة المنتهية الولاية بقيادة عبدالحميد الدبيبة والتي تمكن تركيا من ضم مساحات واسعة من شرق المتوسط حتى حدود ليبيا البحرية وبالتالي من الاستفادة من غاز شرق المتوسط أو على الأقل أن يكون لها دور كبير في تسويقه لأوروبا وتقاسم أرباحه مع الدول التي تقع بها الحقول الضخمة منه.


وكذلك ما تعلق بملف إخوان تونس وقضيتهم مع قيس سعيد وملف سوريا والعراق وتعثر هذه الجماعات الموالية لتركيا على أكثر من صعيد وفي أكثر من مكان.


3/ الولايات المتحدة الأمريكية: من مصلحة الولايات المتحدة اضعاف مصر للضغط عليها في ما يتعلق بالتنديد بالعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وكذلك ما تعلق بعلاقة مصر بمبادرة الحزام وطريق الحرير وبالوجود الروسي والصيني في إفريقيا، وضرورة وقوف مصر مع الدول الاستعمارية التقليدية وأمريكا في كبح جماح غزو الصين وروسيا لإفريقيا.


4/ جماعة الإخوان المسلمين: ومن بين المستفيدين والمُحرضين على اشعال نار الفتنة بين السعودية ومصر جماعة الإخوان المسلمين التي من مصلحتها اضعاف الحكومة المصرية الحالية والتي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي اقتصادياً وسياسياً انتقاماً منها من الأحداث التي أدت إلى سقوط الإخوان في مصر سنة 2013 وأملها في إمكانية عودة الأحداث من جديد ووصولها إلى السلطة مرة ثانية في ظل غياب أي دعم مالي أو إعلامي من السعودية والإمارات على وجه التحديد.


بقلم: عابر سبيل