--- عن ظاهرة تمزيق الكتب و الكراريس مع إنتهاء السنة الدراسية أمام المؤسسات التربوية---
● - رأيت هذه الأحداث على المباشر ابتداءا من سنة الدراسية 2011 إلى يومنا هذا وتعود لنفس الأسباب ...من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية .
- قرأت تحليلات كثيرة جانبت الصواب وأغربها أنها" فرحا بإنتهاء السنة الدراسية" ...لا يا بتوع المدارس.
- إنه تعبير عن سخط دفين ...وأخطاء فادحة في التأطير التربوي والإداري...ينتهي بإنتقام جماعي من المسببات والأسباب.
● - رأيت تمزيق محتوى المحافظ...كتب... كراريس...وثائق.. مقلمات أقلام...و تحطيم زجاج النوافذ و كسر الكراسي و تخريب السبورات وتمزيق الستائر وحتى الخربشة على سيارات " بعض" الأساتذة وليس الكل.
-● إن الظاهرة تعود إلى مشاكل ضخمة داخل المؤسسات التربوية...يعيشها التلاميذ ويجهلها الخارج عنها...عمت على المستوى الوطني كالآتي:
- الضغوطات البيداغوجية السنوية الطويلة ...بسبب ضغط تطبيق المقرر الدراسي الطويل .
- تأثير الإضرابات السلبي حيث يليها استدراك الدروس الضائعة بعد كل إضراب ...والصراع مع عقارب الساعة.
-معضلة هجران الأساتذة لأقسامهم كلما دق ناقوس الإضرابات ...تسبب لهم فوضى فكرية وضغط نفسي لامتناهي...وفتح باب التسكع و غول الفراغ .
-هذه السنة زاد الأمر تعقيدا ...صدمة التلاميذ من قضية احتجاز نقاطهم وعدم تسليمهم الكشوف...كسر الثقة بينهم وبين المؤسسة التربوية...وقالوا" لماذا نجتهد إن كانت نقاطنا تحتجز ؟"
- الغبن من سلوكيات التفضيل والمحاباة ..أركز هنا عن النتائج المدمرة للدروس الخصوصية من طرف أساتذتهم اصحاب القاراجات...حاشا النزهاء منهم.
- الإحتراق النفسي بسبب حصول بعض التلاميذ على نقاط جيدة دون إجتهاد ( الدروس الخصوصية وتسريب الأسئلة ) .
-التعنيف اللفظي والمعنوي واللاعدل الممارس داخل المؤسسات التربوية من طرف الطاقم التربوي والإداري. ..عندما يغيب الضمير المهني ...حتى الأساتذة ضحايا ضغوطات إدارية أمام.عيون التلاميذ مما يزيد الطين بلة...وروح الإنتقام.
- بيداغوجيا...صعوبة استيعاب الدروس لأنها تفوق مستواهم العقلي...الحشو المتعب...التكرار وطول البرامج...
- كثرة الفروض والواجبات المنزلية.
- إنتظار الامتحانات الرسمية على صفيح ساخن وعدم الاستعداد الجيد بسبب عدة عوامل خارجة عن نطاق التلاميذ.
- المعاناة من الفوارق الاجتماعية و النظرة الدونية لفئة المعوزين ( من يلبس ألبسة غالية يقدره الجميع ولو كان ضعيف المستوى الدراسي ...والفقير ولو كان ممتازا يتعرض "للحقرة بالعين ) علما ان مركب النقص صعب النتائج.
●- أساتذة زرعوا التمرد والتنمر على قيمة العلم و المنظومة التربوية ... هم أساتذة الدعم والدروس الخصوصية يملكون أغلى السيارات والبهرجة والمظاهر البراقة...في بحبوحة مالية ...و النزهاء الحريصون على مصلحة التلاميذ ...لا يقدرون على الرد عندما يسألون ما سبب الفرق بينكم وبينهم.
-● الكثير من السطحيين يرجعون الظاهرة إلى غياب الأخلاق والقيم وغياب دور أولياء التلاميذ...لا دخل لكل هذه العوامل...المدرسة أصبحت مدرسة فرص ...لا إشعاع علمي...
*** يجب أن يعود الإطار البيداغوجي والتربوي السليم حتى تعود المياه إلى مجاريها ..وإلا ستدوم ظاهرة الإنتقام المعبر عنه بتمزيق الكراريس و الكتب ***