موضوع مميز [ للنقاش حول قضايا جزائرية وطنية ] بقلم : محمد زكريني - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

[ للنقاش حول قضايا جزائرية وطنية ] بقلم : محمد زكريني

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-02-18, 21:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Mohand_Zekrini
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B1 [ للنقاش حول قضايا جزائرية وطنية ] بقلم : محمد زكريني

الإيثار خلال الثورة التحريرية

إن الإيثار في الثورة التحريرية، من الصفات إضافة إلى أخرى اتسم وتميز بها المجاهدون الأبطال والشهداء الأبرار، وبما أن صفة الإيثار لم تنال حضها من الكتابة لا من الكتاب ولا المؤرخون، أود الكتابة عن هذه الصفة التي انفرد بها الأنبياء والرسل والأولياء الصالحون وعباد الرحمن، بأخذ أربع عينات من المجاهدين أثروا بلادهم وما الجزائر عن أعز ما يملكون، ثلاثتهم يعتبرون من قادة الثورة ارتقوا إلى أعلا الرتب العسكرية وهي رتبة عقيد ورابعهم مجاهد من أدنى الرتب إلى أنه بطل مغوار من حيث المبادئ والمواقف التي أمن بها والتضحية بالنفس والدم قربانا من أجل الجزائر.
الأول هو الشهيد الخالد العقيد علي ملاح المعروف بالعقيد سي الشريف ينتسب إلى عرش إمكيران وحاليا بلدية مكيرة، وهذا العرش هو معقل إحدى الثورات الشعبية لزعيمها الشيخ مونا امتد مداها إلى مشد الله شرقا وإلى سهول الرويبة غربا، وهي إحدى الثورات المنسية التي لم يكتب عنها اللهم إلا اليسر القليل من الأستاذ صالح بلعيد عن كتابه الزعامات في الجزائر، عرش إمكيران هذا كان تعداد سكانه سنة 1954 ما يقارب 5000 نسمة قتلت منهم فرنسا الاستدمارية 1500 شهيد، فإقليمه كان ميدانا لكفاح العقيدين كريم بلقاسم وأعمر أوعمران حتى قبل اندلاع الثورة، هذا الشهيد تميز بإيثار بلاده الجزائر عن الزوجة وهي عروس، وتروي حرمه أن زوجها دخل عليها وغادرها باكرا ولم تعد تراه إلا نادرا، وليلة دخلته أثمرت بإنجاب ولده أعمر، ومعروف عنه أنه كلف من قيادة الثورة بإنشاء الولاية السادسة التي كلف بقيادتها بعد استشهاده العقيد سي الحواس.
والثاني هو الشهيد الخالد العقيد أيت حمودة عميروش المعروف بالعقيد عميروش، الذي أسند له تأمين وحراسة مؤتمري ومكان مؤتمر الصومام، ومن بعد كلف من قيادة الثورة بإصلاح ذات البين بين قادة الولاية الأولى الاوراس، كما أفشل مكيدة فرنسا المعروفة بالعصفور الأزرق، وأستشهد وهو في طريقه إلى تونس رفقة العقيد سي الحواس وهو قائدا للولاية الثالثة الغرض من السفرية تأديب قيادة الثورة بالخارج التي أحجمت عن تزويد الداخل بالسلاح.
هذا الشهيد تميز بإيثار الجزائر عن الابن والزوجة، ويروي رفيق دربه المجاهد والكاتب محمد الصالح الصديق، أن العقيد عميروش وهو قائدا للولاية الثالثة سن قانونا بمنع المجاهدين من زيارة أهاليهم إلا بعد مرور مدة معينة ومعلومة، وإنه عندما يمر بجيشه قرب منزله بثسافث في ظلمة الليل يلفت انتباهه بكاء ابنه نور الدين ويقترب إلى جدار المنزل يتحسس والدموع تذرف من عينيه، وأنه يطلب منه الدخول لتفقد الأمر، إلا أن عميروش يرفض ويردد أن عميروش مثله مثل جنوده سواسية أمام قانونه وكل ما يسري على جنوده يسري عليه.
والثالث هو العقيد المجاهد عبد الحفيظ بوصوف، ومعروف عنه أنه تولى قيادة الولاية الثانية بعد استشهاد العربي بن مهيدي وهو من منح الرعاية للعقيد هواري بومدين عندما عاد من القاهرة على متن سفينة دينا الحاملة بالسلاح للثورة ليرتقي أعلا الرتب، ومن جند بوتفليقة عبد العزيز وقاصدي مرباح للثورة، ومن أنشأ جهاز الاستعلام المالغ، وتولى عدة حقائب وزارية في الحكومة المؤقتة، ويعتبر من الباءات الثلاث المشهورين إضافة إلى العقيدين بلقاسم كريم وبن طوبال لخضر اللذين قادوا الثورة في أحلك مراحلها التاريخية، ومن اللذين اغتالوا عبان رمضان بالمغرب.
هذا المجاهد تميز بإيثار الجزائر عن والدته أمه، ويروى أنه عندما كان في مسقط رأسه بمدينة ميلة، وصل الخبر إلى أمه أن ابنها متواجد هناك، فأرسلت طالبة منه رايته، أنظروا بما أجاب بوصوف أمه، إن بوصوف في مهمة من طرف الثورة وليس لزيارة الأهل، ففجعت الأم من جواب ابنها.
والرابع هو الشهيد المجاهد عاشور زكريني المعروف بـ"عاشور الكوميصار" وينتسب مثله مثل العقيد علي ملاح إلى عرش إمكيران، ومعروف عنه انه مجاهد حر وصاحب البطولات، وأنه يوم ألقي عليه القبض في بدايات الثورة من طرف فرنسا، فأخذته على متن سيارة الجيب إلى ثكنة تيزي غنيف وهو محروسا من جنود فرنسيين مدججين بالسلاح، ويروي بنفسه على الموقف، وإنه قبل الوصول في إحدى المنعرجات تحدق النظر في الجنود الفرنسيين فارتعدوا خوفا منه، وهنا تيقن أن هؤلاء المرتعدين لن يصيبوه حتى وإن أطلقوا عليه النار، فقفز من على مركبة الجيب تحت وابل نيران الجنود، إلا أنهم لم يصيبوه.
هذا المجاهد تميز مثله مثل عبد الحفيظ بوصوف بإيثار بلاده الجزائر عن الوالدة، وتروي والدته أن الإدارة الفرنسية اتصلت بها بواسطة أحد المجاهدين من أصدقاء ابنها القي عليه القبض تعرض عليه الكف عن محاربتها وإلقاء السلاح مقابل ضمان حياته، وكانت فرنسا تريد تحييد هذا الشهيد البار، فتذهب الأم إلى منطقة ثالا عشرين التي تعتبر منطقة محررة لا تدخلها فرنسا إلا بإمدادات عسكرية وانتظرته في بيت إبنتها حليمة التي تعتبر مجاهدة وبيتها مركز راحة للمجاهدين وعندما حضر عاشور نقلت له رغبة فرنسا، أنظروا بماذا رد عاشور الكوميصار على أمه " لولا ذلك الحليب الأبيض الذي رضعته من ثدييك لقتلتك يا أمي، إن عاشور لن يستسلم لفرنسا، خرج ولن يعود إلا شهيدا أو منتصرا" فرجعت الأم مصدومة من رد ابنها خائفة مفزوعة تجر أذيال الخيبة، ويستشهد في سنة 1961 في مواجهة بين قوات الاحتلال عندما نفذت منه الذخيرة، والسلاح في يده، ولم يستسلم رغم نداءات الجنود الفرنسيين له بالاستسلام مع ضمان له محاكمة عادلة، وفضل أن يموت شهيدا.
إن الإيثار لم ينفرد به المجاهدين الأربعة اللذين ذكرتهم، بل كل من استشهد وجهد من اجل الجزائر أثر بلاده عن أعز ما يملك.
أيها الناس، لماذا لا نأخذ العبرة نحن الجزائريون من هؤلاء الخالدون؟ فهل نحن تجمعنا صلة بهؤلاء؟ نحن من أثر زينة الحياة الدنيا ومنها المال الكثير عن بلادنا الجزائر.
الأستاذ/ محند زكريني









 


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc