مدينة سالم الأندلسية
موقعها
تقع في الناحية الشمالية الشرقية من مقاطعة سوريا بإسبانيا حالياً
علي بعد 153 كيلو متر شمال غرب مدريد العاصمة الحالية لإسبانيا وعلي
الطريق فيما بينها وبين سرقسطة علي نهر دويرة .
تاريخ نشأتها :
كانت مدينة سالم عندما دخلها طارق بن زياد في أثناء الفتح الإسلامي
عبارة عن خرائب بعض القلاع الرومانية فأنزل بها أحد قواده المشاهير
وهو القائد البربري سالم بن ورعمال بن أكلله المصمودي والذي رممها
وسكن بها هو وأسرته بل لقد كون إبنه الفرج مدينة الفرج ( وادي الحجارة )
وظل يحكمها هو ثم من بعده بنيه حتي عزلهم عنها أمير المؤمنين عبد الرحمن
الناصر لتشكي سكانها منهم لظلمهم وولاها قائده غالب بن عبد الرحمن أبو أسماء.
ولكن كولان في كتابه الأندلس ص8 وفي كتاباته ينفي أن تكون قد سميت بهذا
الإسم نسبه لهذا القائد مخالفاً بذلك لجميع المؤرخين الذين أثبتوا ذلك حيث يقول
(وكانت تسمي أوسيلين ثم حرف إسمها في العربية إلي سالم ونسبوه إلي زعيم
أسطوري الوجود يدعي سالم ) ومن توابعه ( شنتبرية , شنتمرية الشرق , وادي
الحجارة , قلعة أيوب , قونكة وغيرها من المدن والكور )
لعبت هذه المدينة دوراً عظيماً في مراحل الجهاد الأندلسي ضد النصاري في الشمال
وتهدمت حصونها نتيجة للهجمات النصرانية المتكررة عليها مما دفع الأمير محمد بن
عبد الرحمن أن يقوم ببناء حصن شنت أشتبين كخط دفاع أولي عنها ولكنها لم تحظي
بمكانتها العالية إلا في عهد الخليفة الأموي أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر حيث عهد
إلي واليها غالب الناصري بإعادة ترميمها وذلك في عام 335 ه (أنظر موسوعة دولة ا
لإسلام في الأندلس (محمد عبدالله عنان )
الجزء الثاني ) (المقتبس في أنباء الأندلس لمؤرخ الأندلس الكبير أبي مروان بن حيان السفر
الخامس تحقيق بدرو شالميتا عهد الناصر ) وقد جلبو أبوابها من القلاع التي هدمت
وتم تحصينها من جديد وأسكن فيها المتطوعة والسكان وعمرت أسواقها وجعلها الناصر
قاعدة للثغر الأوسط من الأندلس بدلاً من طليطلة ويقول عنها الإدريسي في كتايه نزهة
المشتاق في إختراق الآفاق ( أنها كانت من أكثر بلاد الأندلس حرباً وغزواً ) فلقد كان
جيش العاصمة يخرج منها فلا ينز إلا بمدينة سالم فيستعد للجهاد ثم يخرج منها الي
العدو وبعد إنتهاء الغزو يعود إليها للإستراحة قبل العودة للعاصمة ولذلك تعرضت
للعديد من الهجمات النصرانية عبر تاريخ الأندلس الطويل وكان واليها هو والي الثغر
الأوسط كله وقائد جيوش الثغور مما أضفي عليها الأهمية الحربية الكبري التي حظيت بها
دون طليطلة وسرقسطة .ولقد لعب حاكمها غالب بن عبد الرحمن دوراً خطيراً في الجهاد
الأندلسي سواء ضد نصاري الشمال أو في الشمال الإفريقي في المغرب ضد الخوارج
أو الفاطميين ودعاتهم ولقد حصل لذلك علي لقب الحاجب وذي الوزارتين كما لعب
دوراً كبيراً في السفارة التي تمت من قبل أوردنيو الرابع إلي الحكم المستنصر في قرطبة
من أجل مساعدته ضد أخيه سانشو وقد لعبت المدينة وقائدها دوراً كبيراً في تولية
هشام المؤيد الخليفة الأموي الثالث في الأندلس وظهور نجم المنصور بن أبي
عامر وتوليه الحجابه وتزوج من أسماء إبنة غالب أجمل نساء الأندلس حينذاك
ولكن مالبثت طموحات العامري أن إصطدمت مع تطلعات غالب فوقع الشقاق بينهم
الذي مالبث أن إنتهي بموت غالب في ميدان المعركة وإستيلاء العامري علي مدينة
سالم وعلي دار غالب وأموالة ونسائة وولاها لقائده الوزير قند الصقلبي والذي
لعب دوراً عظيماً في حروب المنصور وتوفي المنصور بن أبي عام في أخر
غزواته وتدعي بغزوة قنالش مبطوناً أثناء العودة وتمريضه في مدينة سالم
ودفن بصحن القصر الذي بناه بها من حر ماله وتولي مكانه ابنه عبد الملك
وفي عهده ولي مدينة سالم الفتي العامري واضح الصقلبي والذي لعب هو والمدينة
دوراً خطيراً في الفتنة مابين المهدي بن عبد الجبار والمستعين وسلم المدينة
لبوريل كونت برشلونة مقابل نصرته علي البربر بقيادة المستعين ثم عادت
إلي المسلمين بعد هزيمة النصاري ولم تسقط المدينة نهائياً إلا بعد سقوط طليطلة
بفترة من الزمان ولم يورد للأسف أي من المراجع أو المصادر تاريخ سقوطها
في يد النصاري
المصادر والمراجع
1: المقتبس , بن حيان , السفر الخامس , تحقيق بدرو شالميتا .
2: نزهة المشتاق , الإدريسي
3: صورة الأرض, بن حوقل
4: الزخيرة في محاسن أهل الجزيرة , بن بسام الشنتريني
5: موسوعة تاريخ دولة الإسلام في الأندلس , محمد عبدالله عنان