《 المجاذمة بين نسب زعب و زياد 》
تنتسب المجاذمة لرجل يدعى شبيب يلقب بالأجذم و أول ذكر له في كتب الأنساب في عام ١٩٩٨ م و بالتحديد في كتاب ( الموسوعة الذهبية في أنساب قبائل و أسر شبه الجزيرة العربية/ المجلد 4 / ص١٥٣٢ ).
و تنقسم قبيلة المجاذمة إلى عدة فروع و هي :
الوهابة
آل مؤمن
الخوران
النسب الحقيقي لقبيلة المجاذمة :
يدعي المجاذمة اليوم أنهم أحد فروع قبيلة زعب السلمية العدنانية ، فهل هذا الإدعاء صحيح ؟؟!!!
جاء في كتاب { نفح الطيب في سيرة الشيخ أبو حبيب، إتحاف اللبيب لمحمد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري / ص٢٢ } :-
ورد بخط العلامة مفتي ديار فلج اليمامة ناصر بن غانم الشثري"إن قبيلة المجاذمة* من بني زياد من بني عامر".
و ورد أيضاً في كتاب (جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر / ص ٤٠٦ ): نقلاً عن الشيخ ناصر بن غانم الشثري : " و من ذرية قيس عيلان بنو سليم و من ذريته زعب، إلا المجاذمة فإنهم من زياد من بني عامر ".
طبعاً لا يوجد ابناً مباشراً لعامر بن صعصعة اسمه زياد و قد وضّح علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر ذلك في هامش ص٤٠٥ من كتابه الجمهرة بأن المجاذمة من قبائل زياد من عامر بن صعصعة و لكن* زياد ليس ابناً مباشراً لعامر بن صعصعة.*
و الشيخ ناصر بن غانم الشثري يعتبر جبلاً في علم الأنساب و عالماً جليلاً لا يشق له غبار*. و قد كان يعرف إنتسابه للعصبية (الحلف) و إنتسابه البيولوجي (نسبه الحقيقي) بعكس الكثير من* أبناء القبائل العربية في الجزيرة العربية الذين مع مرور الزمن نسوا نسبهم الحقيقي و حملوا نسب القبيلة التي تحالفوا معها ؛ حيث جرت العادة بأن تدخل القبائل الصغيرة كحلف في القبائل الكبيرة لتحمي نفسها من إعتداءات القبائل الكبيرة الأخرى.*
أما نسب الشيخ ناصر الشثري البيولوجي : فهو ينتسب لشثر بن محمد بن مؤمل من بني زياد من بني عامر بن صعصعة من القيس عيلان.*
و أما نسبه العصبي (الحلف) : انضمت قبيلة الشيخ الناصر* بنو شثر* حلفاً إلى قبيلة بنو زارب (الحرقان) المذحجية من قحطان .*
و هذا النسب وجد بخط الشيخ العلّامة ناصر بن غنّام الشثري قاضي و مفتي ديار فلج اليمامة عام ١٢٩٤ هجري أي قبل ١٤٩ عام من الآن.
و الجدير بالذكر أن الشيخ ناصر كان قاضياً و مفتياً شرعياً و كان يعرف حرمة العبث بالأنساب و الإدعاء المحرم لغير الآباء.
و المهم أيضاً أن الشيخ حمد الجاسر المعروف بعلّامة أنساب قبائل الجزيرة العربية لم يذكر أن المجاذمة من فروع قبيلة زعب ، بل إعتمد على قول الشيخ ناصر الشثري فيهم أنهم من بني زياد من بني عامر بن صعصعة.
و قد حاولوا المجاذمة الخروج من هذا المأزق فقالوا أن الشثور فرع من فروع زعب !!
و لكن هيهات ... فقد ورد في كتاب ( نفح الطبيب في سيرة الشيخ أبو حبيب / ص ٢٢ ) :
"الشثور أخوالهم و أصهارهم آل بدر المعني أمراء زعب في الماضي " .
و قال المؤرخ شعيب بن عبد الحميد بن سالم الدوسري في كتابه ( إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر / ص٢٠٩ ) :
" و تصاهر الشثور مع بني زعب فيما بعد و غدت إمارة الأفلاج و الوادي لبدر بن معن الزعبي من قبل الأمير عبد الرحمن بن عبد الوهاب إلى أن انتزعها منه شريف مكة حسن بن أبي نمي و أمر عليها الشريف حامد بن ياسين القاسم في مطلع القرن التاسع ".
و هذا يعني أن الشثور ليسوا من زعب ، و أن الذي بين زعب و الشثور فقط مصاهرة .
إذاً ما قصة أن المجاذمة من قبيلة زعب السلمية؟!
إن أول ذكر* للمجاذمة أنهم من قبيلة زعب السلمية يعتبر حديث العهد بآواخر تسعينات هذا القرن، و قبل ذلك لم تكن لهم أي شهرة أنهم من قبيلة زعب السلمية ، و الأحداث و الشواهد التاريخية تؤكد ذلك و خاصة خلال فترة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله و تأسيس دولة آل سعود .
حيث يقول المؤرخ عبد العزيز الرشيد في كتابه ( تاريخ الكويت / الجزء الثاني من القسم الأول / ص ٨ ، ٩ ) ما ملخصه :
" في سنة ١٢١١ هجري* غزا* الأمير مناع أبو رجلين الزعبي أمير الإحساء الكويت فهزم أهلها و قتل منهم الكثير و غنم الكثير من الغنائم و السلاح .
فقرر أهل الكويت الثأر لما فعله بهم فرموا بعض القبائل التي بظل آل سعود بسرية ترأسها مشاري بن عبدالله الحسين ، و فيها ( أي ١٢١١ هجري ) أغار مشاري بن عبدالله الحسين على فريق من قبيلة زعب فقرب الله له الهلاك و الحين و كان غازياً من الكويت .....إلخ ".
نفهم من النص أن الأمير مناع أبو رجلين الزعبي كان تابع لدولة آل سعود و تم تعيينه من قبلهم أميراً على الإحساء، و بأمرهم غزا الكويت و قتل أهلها و شرد بهم و غنم منهم الكثير من الغنائم، فحاول أهل الكويت الثأر و الإنتقام لما فعله بهم مناع أبو رجلين الزعبي فقاموا بتشكيل سرية بقيادة مشاري الحسين و أغاروا على القبائل الموالية لدولة آل سعود و على رأس هذه القبائل قبيلة زعب التي منها الأمير مناع أبو رجلين الزعبي إنتقاماً منه على وجه الخصوص. و هذا يعني أن قبيلة زعب كانت موالية لدولة آل سعود حتى النخاع.
طيب ما دور قبيلة المجاذمة مع الأمير مناع أبو رجلين الزعبي كون أن* سعد بن بركي بن سطام المجذمي يدعي أن قبيلته من فروع زعب ؟!
الجواب : لا يوجد أي دور للمجاذمة إطلاقاً .
بل إن قبيلة المجاذمة كانت غير موالية لدولة آل سعود بعكس قبيلة زعب التي كان أميرها أنذاك مناع أبو رجلين الزعبي من آل سحوب من فرع المتاريك.
و يقول المؤرخ عثمان بن عبدالله بن بشير النجدي في كتابه ( عنوان المجد في تاريخ نجد / الجزء الأول/ ص ٩١، ٩٢ ) :
" إن عبد العزيز آل سعود رحل من سدير راجعاً ،فلما وصل بلدة رغبة المعروفة ، بلغه خبر غزو من قبيلة العجمان قد أخذوا فريقاً من سبيع ، فجد في طلبهم حتى أدركهم في موقع يسمى قذلة بين بلدة القويعية و النفود ، فأحاط بهم ،فقتل منهم خمسين رجلاً منهم ابن طهمان و قتل من المجاذمة عشرون رجلاً و أسر منهم نحو المائتين أسير و استأصل ركابهم و خيلهم و هم قريب أربعمائة مطية و ركاب عبد العزيز آل سعود لا تزيد عن المائة و خيله أربعون فرساً ".
نفهم من النص أن قبيلة المجاذمة كانت ضد دولة آل سعود بعكس قبيلة زعب. و نفهم أيضاً أن المجاذمة كانت متحالفة مع قبيلة العجمان ضد دولة آل سعود . و أن الأمير عبدالعزيز آل سعود قتل من المجاذمة 20 رجل و أسر 200 أسير و غنم منهم ركابهم و خيلهم و عددها 400 .
بصراحة لدي عدة وقفات مع هذا الكلام :
أولاً : ماذا نفهم من أن قببلة زعب السلمية كانت موالية لدولة آل سعود ، و قبيلة المجاذمة كانت خارجة عن طاعتهم ؟!
أليس هذه إشارة تؤكد أن المجاذمة فعلاً ليسوا من زعب ؟!
ثانياً : نلاحظ أنه عندما تم ذكر زعب قال "فريق من زعب" و لم يحدد أسم الفرع و لكن عندما ذكر " المجاذمة" لم يقول أنهم من زعب .
ثالثاً : لو كانت المجاذمة من زعب لماذا تركت زعب تُحالف آل سعود و ذهبت لتتحالف مع العجمان ضد دولة آل سعود .
رابعاً : لو كانت المجاذمة من زعب حقاً لماذا قبلت زعب أن يفعل الأمير عبدالعزيز آل سعود بالمجاذمة ما فعله من قتل و أسر و سبي و نهب . فليس من المروءة أن يتركوا أبناء عمومتهم لسيوف آل سعود و كان الأوجب أن تفزع زعب للمجاذمة .
خامساً : قبيلة المجاذمة من أهل الإحساء و كان أمير الإحساء مناع أبو رجلين الزعبي فلو كانت المجاذمة من زعب ، لماذا خرجت عن طاعة أبو رجلين و عن طاعة آل سعود ، على الأقل كان على المجاذمة أن تقف مع زعب من باب الحمية و الفزعة العصبية و لكنها وقفت مع العجمان ضد آل سعود .
سادساً : يتضح لنا بما لا يدع مجال للشك أن قبيلة المجاذمة كانت قبيلة مستقلة* عن قبيلة زعب نسباً و ولاءً فقد كان ولائها لقبيلة العجمان .