|
النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
التنازل عن الصحراء هو بداية للتنازل عن قصية فلسطين وعن صحرائنا فيما بعد
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2024-07-26, 15:46 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
التنازل عن الصحراء هو بداية للتنازل عن قصية فلسطين وعن صحرائنا فيما بعد
التنازل عن الصحراء هو بداية للتنازل عن قصية فلسطين وعن صحرائنا فيما بعد
"إذا كانت الولايات المتحدة حريصة على توحيد أراض الدّول فلماذا تمنع توحيد أراض الصّين ورجوع تايون إلى أرض الصّين الأم وهي تعرف أنّها أرضٌ صينية، ولأي غاية تستخدم أمريكا تايون في وجه الصّين؟ وإذا كانت أوروبا حريصة على توحيد أراض الدّول فلماذا تمنع توحيد جزيرة قبرص، أرض قبرص الشّمالية-مع أرض قبرص الجنوبية وهي تعرف أنّها أرض واحدة، ولأي غاية تستخدم أوروبا هذه القضية في وجه تركيا؟ وإذا كانت فرنسا حريصة على توحيد أراض الدّول فلماذا تمنع توحيد أراض "ناغورنو كارباخ" التّابع لأذربيجان وتحتله مجموعات إثنية مسلحة تابعة لأرمينيا، وهي تعرف جيداً أنّه أرض أذربيجانية وتستخدمه فرنسا في وجه تركيا؟ ثمّ إذا كانت أمريكا حريصة على اِستقلال الدّول كما هو الحال مع تايوان ومع أكراد الشّرق الأوسط فلماذا تمنع الشّعب الفلسطيني من تحقيق حلم الاِستقلال على مساحة 10 بالمئة فقط من أرض فلسطين التاريخية وبدل ذلك تُساعد الكيان الصهيوني في إبادة مليوني فلسطيني في غزة لتصبح الأرض بلا صاحب يُطالب بها فتنتهي عند المحتل المغتصب، ولماذا تحرم الشعب الصحراوي من الحصول على الاِستقلال وبدل ذلك تُشارك في تحريف وتزييف حقائق التاريخ والقانون الدّولي وميثاق الأمم المتحدة وتصادر حق الشّعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه وتسعى إلى ضمه بالقوّة وعنوةً إلى السّيادة المغربية لا لشيء إلّا لأن المغرب حليف أمريكا والصهاينة وقد تعهدت أمريكا على نصرة حلفائها ظالمين أو مظلومين، مُعتدين أو مُعتدى عليهم". كانت فرنسا منذ البداية مع فكرة المغرب في حلها للصحراء، فهي وبالرغم من وجود اليسار فيها فقد تبين للجميع اِختلاف اليسار الغربي عن يسار الجنوب وآسيا، فهي في النّهاية دولة أطلسية. لقد اِستطاع المغرب بالتحالف مع الكيان الصهيوني والأمريكي والفرنسي ومن خلال تحريكه لفكرة الإثنية في داخله أن ينقل هذه المسألة الّتي هي أكثر حساسية عندنا وبخاصة في منطقة بعينها ليحدث اِنقسام شعبي في داخل بلادنا، ويخلق فصيل يُنادي باِنفصال منطقة من بلادنا، واليوم البلاد عالقة والمغرب الّذي يتحكم بمساعدة الصهاينة واليهود بالمنظمات الأممية والدّولية وغيرها على اِخماد تلك الفكرة في داخل بلاده وذلك من خلال اِعتبار اللغة الثانية ووضعها في إطار اللغات الأجنبية. لقد وصل ذلك التحالف إلى اِحداث شرخ في بلادنا، وهو اليوم يعود لتأسيس وحدة إثنية على مستوى حدوده المعروفة دولياً، ويُحقق خطوة على مستوى حدوده التوسعية باِعتراف حكومة فرنسا بالحلّ الّذي اِقترحه المغرب وهو "الحكم الذاتي". إنّ فرنسا تنتقم من بلادنا بسبب عدد الخيبات الّتي تعرضت لها وكان آخرها خروجها مهزومة مذلولة من إفريقيا. لقد هُزِمت فرنسا أمام الشّعوب الإفريقية الّتي طالبت برحيلها واِستدعت صداقات الصّين وروسيا غير المتورطتان في نهب القارة وفي نشر الإرهاب فيها. إذا كان الحسن الثّاني قد وافق في تسعينيات القرن الماضي على مشروع تقرير المصير، وإذا كانت الصحراء تدخل في أروقة الأمم المتحدة ضمن بند تصفية اِستعمار، ومحكمة العدل الدّولية حكمت لصالح الشّعب الصحراوي المقاوم، فما معنى أن يقول البعض "الحكم الّذاتي الّذي أقرته الأمم المتحدة"؟ فهل هذا الكلام صحيح؟ وهل وافق عليه أصحاب الشّأن من الشّعب الصّحراوي وممثليهم الشّرعيين المتمثل في جبهة البوليساريو؟ وهل وافقت عليه البلاد؟ عندنا نموذجان: الأول: العراق أيام صدام حسين وليبيا أيام القذافي تنازلا لصالح الغرب فأين هو العراق اليوم؟ وأين هي ليبيا اليوم؟ الثاني: فلسطين الّتي خدعوها باِتفاقيات أوسلو، فأين هو حلّ الدّولتين؟ وأين هي حدود 1967؟ وأين هي العاصمة القدس الشّرقية؟ وعندنا نموذج آخر مختلف وهو: إيران ورغم كل ما يقوم به الغرب الجماعي وتعرضها للحصار ورغم كل شيء إلّا أنّ إيران ما زالت واقفة وما زالت تقاوم، وهي تصنع في العديد من الأشياء وأهمها ما تعلق بالسّلاح، وتعتمد في قضيتها على النفس الطويل وأهم من كلّ ذلك اِستعدادها للتضحية ولخوض الحرب إذا تطلب ذلك الأمر الدخول في الحرب. كنا دائما نقول أنّ العالم أوسع من أوروبا ومن أمريكا وما كانت تقدمه أوروبا وأمريكا لنا بالأمس تقدمه لنا دول أخرى تصنعه وتمتلكه مثل: الصّين وروسيا وفيتنام وغيرها. يكفي الصحراء الغربية أن تقف معها الصين وروسيا الدّولتان العظميان اللتان هما من مجموعة الدّول الخمس في مجلس الأمن والّتي تمتلكان حق النّقض، وهما بصدد أن يكونا قطبين جديدين في عالم ما بعد الحرب في أوكرانيا وغزة. يكفي الصحراء الغربية أنّ أغلبية الدّول اللاتينية تقف مع قضيتها العادلة. يكفي الصحراء الغربية أنّ أغلبية الدّول الأفريقية تقف مع قضيتها العادلة وعلى رأسها دولة جنوب إفريقيا. يكفي الصحراء الغربية أنّ أغلبية دول آسيا تقف إلى جانب قضيتها العادلة في تقرير المصير. إنّه من الخطأ بمكان وتحت أي ظرف يمكن تصور أن تتنازل البلاد عن قضية الصحراء الغربية لأنّ ذلك لو يتم ستكون بداية لتراجع قوة ونفوذ البلاد، وستكون بداية لفرض الغرب على البلاد تقديم تنازلات أخرى أكثر خطورة كالتنازل عن فلسطين وربما دفعها للتنازل عن صحرائنا وسيؤدي ذلك إلى تقسيم البلاد. إذا خسرت البلاد الصحراء الغربية تحت أي مُسمى ما عدا الاِستقلال وتقرير المصير فإنّ البلاد ستخسر وجودها وكينونتها وستزول وتنتهي إلى الأبد لن تبقى بلد على الخارطة اِسمها البلاد. على البلاد أن تتمسك بقضية الصحراء إلى آخر نفس كما تفعل الصين مع تايوان وكما تفعل روسيا مع الدونباس وكما تفعل إيران مع مشروعها النّووي. إنّ هذه النماذج الناجحة تُقابلها النماذج الفاشلة التي أدت إلى تدمير تلك البلدان الّتي تنازلت مثل: صدام حسين، ومعمر القذافي، وياسر عرفات..، كما أن تنازل مصر في مياه النيل المتمثل في سدّ النّهضة الأثيوبي دون توقف عن المطالبة بحصتها ستؤدي بها في المستقبل القريب إلى تدمير مصر. مطلوب من البلاد أن تخرج من المنطقة الرّمادية سواء إلى منطقة الشّرق أو منطقة الغرب، كما أنّه يجب عليها مُراجعة طبيعة علاقتها مع فرنسا على الخصوص وأوروبا وأمريكا على العموم وأن تتمسك بالملفات المُتعلقة بالذّاكرة وتجريم الاستعمار، والتعويض واسترجاع الأرشيف واِسترجاع رفاة المقاومين ومقتنيات قادة المقاومات الشعبية مهما كان من يحكم في فرنسا، وكذلك التعامل من باب القوّة وأصحاب حقٍ في التعامل التّجاري مع أوروبا، ومع أمريكا فيما يتعلق باِختيارها (البلاد) الحرّ لشركائها الإستراتيجيين والعسكريين والاِقتصاديين في العالم لا كما تريده أمريكا والصهيونية وتريد فرضه على البلاد، فأمريكا التسعينات الّتي اِنتصرت على بلد ضعيف مثل العراق وأفغانستان واِدعت لنفسها القوّة الّتي لا تقهر (لقد هزمونا إعلامياً من خلال حرب الصورة في أفلامهم الهوليودية) ليست هي نفسها أمريكا اليوم التي تمزقها الانقسامات وتهددها الحروب الأهلية ويدمرها التغيير الديموغرافي والمناخي. من نافلة القول أنّ في العجلة الندامة والغرب يسرِّع الخُطى في ظلّ اِقتراب انهياره أخلاقياً واقتصادياً وسياسياً ولذلك السّنوات المقبلة حبلى بالمفاجآت والتغيرات العالمية تتسارع ولذلك فمصلحتنا التريث والعمل بعيداً عن الأضواء ومن مصلحتهم هم العجلة لأنّهم يتجهون نحو الضّعف والتّراجع الّذي لا تتحقق معه حلول يريدونها هم وفق مُخططاتهم لقضايا مثل: فلسطين، والصحراء الغربية، وتايوان، والدونباس، وناغورنو كرباخ، وتوحيد قبرص، وتوحيد الكوريتين، واستمرار الهيمنة على إفريقيا. بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السياسية والفلسفة الأخلاقية
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc