هنا توضع جميع الطلبات الخاصة بقسم اللغة العربية - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هنا توضع جميع الطلبات الخاصة بقسم اللغة العربية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-01-14, 17:40   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

<STRONG><SPAN lang=AR-SA style="FONT-SIZE: 16pt; COLOR: #000066; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'">ويحدثنا التاريخ حديثاً مستفيضاً عن دور المرأة في الأمم والجماعات والأفراد فكثيراً ما كانت سبباً في المنازعات والخصومات، وكثيراً ما كانت سبباً في المهادنة والصلح، فهي ترفع وتضع، وتبني وتهدم، وتستطيع أن تنفذ مآربها، وتصل إلى أهدافها بسعة حيلتها، وسرعة خاطرها، ومضاء سلاحها، لذا نجدها مادة أولية للآداب والفنون في جميع الحضارات، وعلى ممر الزمان، يستلهمها الشاعر في شعره، والرسام في ألواحه والموسيقي في أنغامه، فهي منجم لا ينفد، وبحر عميق بلا قاع، ونهر واسع دون ضفاف.









 


قديم 2010-01-14, 17:41   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

وإذا كان للمرأة كل هذا الشأن، وجميع هذه الصفات، فلابد للأدب العربي أن يهتم بها اهتماماً كبيراً، ويفرد لها صدراً فسيحاً في كتبه ومجلداته، وفي آثار شعرائه وكتابه، ولقد قام الشاعر الجاهلي خير قيام بهذا العبء، فغنى المرأة في قصائده، وحدثها حديث الصب، وبسط أمامها عواطفه، ورجاها بحرارة وتوسل إليه بغصة، واستفاض في الوقوف على الأطلال ومخاطبة الديار، ثم تابعه الشاعر الأموي، فسار على نهجه، فبكى واستبكى، وطلب الوصل، وعاج على المنازل، وجدد في طرق اللقاء، وافتن في أساليب العطاء، ثم أتى الشاعر العباسي، فخلع عنه أغلال القديم، وماشى تطور المجتمع فقذف المحصنات وعشق الجواري والقيان، ومارس الفواحش وتحلل من الأخلاق، واختط لنفسه درباً جديداً في الشعر والحياة










قديم 2010-01-14, 17:42   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

<STRONG><SPAN lang=AR-SA style="FONT-SIZE: 16pt; COLOR: #000066; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'">ونشأ من هذا التاريخ الطويل لحب المرأة والتدله بمحاسنها، ووصف نفسيتها، ورصد ملامحها ومداورتها ما بين صد ووصل وبذل وبخل، وجرأة وحياء، فن من فنون الشعر العربي، هو الغزل. ولقد نما هذا الفن وترعرع، لأنه وجد بيئة خصبة لنضج الإبداع، فالعرب في تلك العصور كانوا يبيحون أن يتحدث الرجال للنساء والنساء للرجال، وكانت أماكن اختلاط الرجل بالمرأة متعددة، فهما يلتقيان في المرعى والسهر، وفي التزاور والاستسقاء وفي الحج والمعارض، وفي أسواق الأدب، فتدرج العواطف بينهما من الإعجاب، إلى الحب.. إلى الغرام.










قديم 2010-01-14, 17:43   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

ولقد أجمع علماء اللغة العربية على أن الغزل هو التحدث إلى النساء، والتودد إليهن، وهذا يعني " أن الغزل بالمرأة يتطلب من الرجل أن يتحدث إليها وأن يكون حديثه مؤثراً، جذاباً حتى يستميلها إلى وده ويستهويها إلى حبه"










قديم 2010-01-14, 17:43   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

وللغزل ألفاظ أخرى منها: النسيب والتشبيب، والعشق والحب، والهوى والصبابة والهيام والشغف والعلاقة واللوعة، والوجد والغرام...الخ










قديم 2010-01-14, 17:44   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

وللغزل دور في فهم الحياة الاجتماعية وتقصي حقائقها. فهو يصور لباس المرأة وأعضاء جسدها وطريقة عيشها، ومنزلها في قومها وذوق عصرها. وعالم الاجتماع حينما يصدر أحكامه على مجتمع من المجتمعات المنقرضة، كثيراً ما يتكئ على ديوان غزلها وما قيل فيها من أشعار، وما وصفت به من صفات خلقية وجسدية










قديم 2010-01-14, 17:46   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

<STRONG><SPAN lang=AR-SA style="FONT-SIZE: 16pt; COLOR: #000066; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'">ولم يكن الغزل في تاريخ الشعر العربي، محدود الأفق، مغلق النوافذ، متكرر الأسلوب متحد المعنى، بل عرفت له أنواع تأتي حسب المقام، وتتقيد بالموقف. وهذه الأنواع مرتبطة ارتباطاً وشيجاً بأنواع العواطف، فلكل عاطفة عزل ولكل إحساس أداء، ويمكن تقسيم هذا الأنواع كما يلي:










قديم 2010-01-14, 17:47   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

<STRONG><FONT face="Traditional Arabic" color=#000066 size=5>ويمكن تقسيم هذا الأنواع كما يلي:










قديم 2010-01-14, 17:49   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

الغزل الصناعي

2 الغزل العذري

3 الغزل الماجن










قديم 2010-01-14, 17:52   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

أما الغزل الصناعي، فهو كما يرى بعض النقاد غزل تقليدي يصطنعه الشاعر في مقدمة قصائده حتى لا يخالف منهج القصيدة العربية، وحتى يشبع عواطف السامعين، لما يعرفه من ميلهم لشعر الغزل، وللحديث عن حسن المرأة وجمالها، وهو حينما ينشد مثل هذا الغزل، ينشده دون أن يملأ الحب قلبه في أكثر الأحيان، ودون أن يقصد بغزله امرأة بعينها، شغف بها حباً، وهام بها وجداً

ويرى الدكتور شكري فيصل، في كتابه عن تطور شعر الغزل في الأدب العربي، أن المقدمات الغزلية في الشعر الجاهلي، هي محور القصيدة الأساسي وأن كل ما عداها باطل لا يؤبه له كما يرى أن وسم مقدمات القصائد الجاهلية، بالغزل الصناعي أمر يطوي في أحشائه ظلماً لهذه المقدمات فالشاعر الجاهلي كان عفوياً، والصناعة لا يمكن أن تكون وليدة العفوية، بل هي على الأصح وليدة الحضارة والشاعر الجاهلي، بافتتاحياته الغزلية، إنما كان يعبر عن تجربة صادقة، لا تصنع فيها ولا تقليد، بل هي طبيعة فطرية نابعة من أعماقه

ومن أشهر شعراء الغزل الصناعي في العصر الجاهلي امرؤ القيس، وخاصة معلقته التي يقول في مطلعها

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللوى بين الدخول وحومل

ومن أشهرهم في العصر الإسلامي جرير في قصيدته التي يبدؤها بقوله:

ما للمنازل لا يجبن حزيناً *** أصممن أم قدم المدى فبلينا

أما في العصر العباسي، فقد اشتهر كثير من الشعراء بالمطالع الغزلية التقليدية كالمتنبي وأبي تمام والبحتري الذي يقول في مقدمة إحدى قصائده

ردي على المشتاق بعض رقاده *** أو فاشركيه في اتصال سهاده

أسهرته حتى إذا هجر الكرى *** خليت عنه ونمت عن إسعاده

ولاشك في أن افتتاح الشعراء العباسيين لقصائدهم بالمقدمات الغزلية المتوارثة، كان له سبب وأي سبب فمن المعروف أن معظم القصائد العربية تبدأ بالغزل ما عدا قصائد الرثاء، وعلة ذلك أن الغزل يصل إلى السمع ثم إلى القلب، فيكون برداً وسلاماً، حتى إذا جاء الغرض الحقيقي من القصيدة، وليكن هجاء، استجابت له النفس بسرعة، وأثر فيها تأثيراً بالغاً، وفي هذا المعنى يقول ابن الرومي

ألم تر أنني قبل الأهاجي *** أقدم في أوائلها النسيبا

لتخرق في المسامع ثم يتلو *** هجائي محرقاً يكوي القلوبا

كصاعقة أتت في أثر غيث *** وضحك البيض يتبعه النحيبا

إلا أن المتنبي يقرر في بيته المشهور: إذا كان مدح فالنسيب مقدم

إن ابتداء المديح وهو رأس فنون الشعر العربي بالمقدمات الغزلية، ضرورة تقليدية لا مفر منها ونموذج يجب على الشاعر احتذاؤه، ومع ذلك فإن عواطف الغزل الصناعي، غالباً، عواطف باردة مسطحة لأن الشاعر في غزله هذا، لا يصدر عن تجربة ومعاناة، وإنما يقلد تقليداً، ويمشي على سنن الماضين، فليس في غزله خفقة قلب جريح، ولا آهة صدر مثقل بالأحزان، ولا دمعة عين متعبة من السهر، إنه ينسخ معاني من سبقوه، وقد يستعير ألفاظهم، ليحافظ على شكل القصيدة العربية، وليقال عنه أنه شاعر غزل

وهذا الغزل الصناعي، يصف المرأة عن طريقين، طريق روحها، وطريق جسدها، فهو في الروح يتطرق إلى ذكر لفظها وحديثها ورقتها ونعومتها، وهو في الجسد، يتطرق إلى ذكر محاسنها، من حور في العينين، واكتناز في النهدين، وعبالة في الساقين، إلى ما هنالك من محاسن أنثوية

أما الغزل العاطفي، أو العذري، فهو غزل يصدر عن صدق وهوى، وعن قلب مترع بأحزان الحب وعن إحساس يضطرم بعشق المحبوبة، وعن نفس ذاقت عذاب الغرام، إنه غزل يعبر عن تجربة مدمرة عصفت بالشاعر فأرهقته، وترامت عليه فهدته، فجرى الشعر على لهاته، يصور مأساته ويرسم انفعالاته، ويرصد عبراته، ويغني لذاته المتألمة، كل ذلك في لفظ شريف ومعنى عفيف، تغمره المودة والصفاء، ويخلو من وصف داعر لأعضاء المعشوقة، ولقصص اللقاء معها

وشاعر هذا النوع من الغزل، يخاطب امرأة واحدة أحبها وأحبته، فهو لا يحيد عنها إلى غيرها، ولا يبدلها بصاحبتها، إنما يقف قلبه ووجدانه وفكره جميعاً عليها، يذكرها ذكراً مستديماً، ويحن إليها حنيناً عظيماً، يشتهي لها المسرات وإن صدته، ويتمنى لها المغبطات وإن نسيته.. إنها في خاطره أبداً، في حله وترحاله، في نعيمه وشقائه، في نومه ويقظته. وهو باختصار، مخلص لها ولحبها، لأنه يرى بها وبحبها معنى حياته وركن وجوده

ومن أشعر شعراء هذا النوع من الغزل العاطفي أو العذري، في العصر الإسلامي، أبو صخر الهذلي وهو في شعره يبث حنيناً لاعجاً، وحزناً مؤثراً، وأروع ما قاله في محبوبته الأبيات التالية

أما والذي أبكي وأضحك والذي *** أمات وأحيا والذي أمره الأمر

لقد تركتني أحسد الوحش إن أرى *** أليفين منها لا يروعهما الذعر

فيا حبها زدني جوى كل ليلة *** ويا سلوة الأيام موعدك الحشر

عجبت لسعي الدهر بيني وبينها *** فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر

وما هو إلا أن أراها فجاءة *** فأبهت لا عرف لديَّ ولا نكر

وأمام هذا النوع من الغزل العاطفي أو العذري في العصر الأموي، جميل بثينة، وفي شعره وفاء وإخلاص ورقة في اللفظ وجمال في المعنى، وهو في حبه لبثينة مشغول بها، لا يتخلى عنها إلى غيرها من النساء وهو يكره العاذلات لأنهن يردن التفريق بينه وبينها وهو وفيٌّ لفؤاده مهما صدت عنه حبيبته، ومهما أخلفت أمانيه

ويقلن أنك قد رضيت بباطل *** منها فهل لك في اجتناب الباطل

ولباطل مما أحب حديثه *** أشهى إلي من البغيض الباذل

ليزلن عنك هواي ثم يصلنني *** وإذا هويت، فما هواي بزائل

ومن شعراء هذا النوع من الغزل العاطفي أو العذري في العصر الأموي العباسي، ابن الأحنف أيضاً غزله تأثر وصبابة، وبكاء دمع، وحزن وأسى لبعد المعشوقة، ويأس وألم لصدها، وقد أحب (فوزاً) ولم ينشد الشعر في سواها، ولم يزهد بغرامها. وديوانه يغص بالغزل الباكي، فكأنه أفرد لذلك

يا فوز هل لك أن تعودي للذي *** كنا عليه منذ نحن صغار

فلقد خصصتك بالهوى وصرفته *** عمن يحدث عنهم فيغار

هل تذكرين بدار بكرة لهونا *** ولنا بذاك مخافة وحذار

فوددت أن الليل دام وأنه *** ذهب النهار فلا يكون نهار

وشاهد هذا النوع من الغزل في العصر العباسي، علي بن الجهم، فقد كانت عاطفته تدفعه إلى باب الحبيب وأهله، فيهمّ بالباب، وشوقه راعف إلى وجه المعشوقة، ولكن أنى له ذلك والدنيا تضيق أمامه على رحبها، ولذا سلك في غزله مسلك العاطفة الشريفة، وأقام على الوجد والهوى والحنين والشوق وفياً مخلصا

أحنُّ إلى باب الحبيب وأهله *** وأشفق من وجد به وأهيم

وإني لمشغوف من الوجد والهوى *** وشوقي إلى وجه الحبيب عظيم

وقد ضاقت الدنيا علي برحبها *** فيا ليت من أهوى بذاك عليم

والعواطف في هذا النوع من الغزل جياشة عميقة صاخبة، لأن الشاعر يقول ما في قلبه، وينطق وجدانه وضميره، ويصف حرارة مشاعره، وهو يصل إلى هذا كله عن طريق الروح والمعنويات في محبوبته، ونادراً ما يتعرض إلى الجسد والماديات، لأن العفة تمنعه، والحياء يحجبه

وشاعر الغزل العاطفي أو العذري، له مثله العليا، كأن يكون كلفاً بحبيبته، يهواها بعين قلبه لا بعين هواه، ومغرماً مدنفاً متيماً قولاً وفعلاً، حساً وجسداً، ومجاهداً لغرض النفس وغصص الحب ووشاية العواذل، ووفياً أميناً لا يخون العهد ولا ينقض الميثاق

وأما الغزل الماجن، فهو غزل صريح، جريء، مكشوف، خلا من الخجل، وابتعد عن الحشمة، وجانب الصواب، وضل الطريق، وقد كثر كثرة طاغية في العصر العباسي عن طريق البيئة الفارسية المتحللة التي طغت على البيئة العربية المحافظة في ذلك العصر، وعن طريق الترف والنعيم وحياة اللهو والقصف، وفسحة اللذة، والفجور التي سادت في تلك الحقبة من التاريخ، إلا أن له جذوراً في العصر الأموي، نماها واشتهر بها عمر ابن أبي ربيعة، الذي وصف المرأة، فعرض لجمالها وزينتها، ومواضع دلها وفتنتها، وإغرائها، ولم يتحرج أن يأتي وصفه دقيقاً حساساً، ولم يستح من ذكر ما كان بينه وبين النساء من مجالس لهو وعبث ولقاءات ليلية متخفية إلا أن عمر بن أبي ربيعة، مع ذلك يبقى مهذباً بالقياس لشعراء الغزل الماجن في العصر العباسي كبشار بن برد وأبي نواس. "وبشار هو أول من سلك إلى الغزل سبيلاً صريحاً ملتوية معاً، فهي صريحة بألفاظها، ملتوية بغاياتها، جريئة في أهدافها وصورها"

إلا أن بشاراً لم يكن رائداً في هذا النوع من الغزل، وإن ذاع صيته به، واشتهر على معطياته، لقد تأثر خطا أستاذه في هذا الفن، عمر بن أبي ربيعة، وتأثر خطا الوليد بن يزيد أيضاً وكلاهما من شعراء العصر الأموي، فنحن نحد في شعره ميلاً قوياً إلى اللهو، وخلطاً بين الغزل والخمور، وفجوراً وفسقاً شديدين، ومن قصائده التي تعبر تعبيراً صارخاً عن مذهبه في طلب اللذة، قصيدته الرائية

قد لامني في خليلتي عمر *** واللوم في غير كنهه ضجر

حسبي وحسب الذي كلفت به *** مني ومنه الحديث والنظر

أو قبلة في خلال ذاك ولا *** بأس إذا لم تحلل الأزر

أو عضة في ذراعها ولها *** فوق ذراعي من عضها أثر

أو لمسة دون مرطها بيدي *** والباب قد حال دونها الستر

والساق براقة مخلخلها *** أو مص ريق وقد علا البهر

واسترخت الكف العراك وما *** لت: إيه عني والدمع منحدر

انهض فما أنت كالذي زعموا *** أنت وربي مغازل أشر

ولم يكن بشار وحيداً في هذا الباب، فقد تبعه أبو نواس في مذهبه، وأجرى على لسانه غزلاً فيه عبث، ومجون واستهتار وحيوانية، فهو يتعرض في شعره المفضوح إلى الإماء والقيان، وهو يتظاهر بالحب والهوى لكنه لا يميل في الواقع إلا إلى إشباع غرائزه الجنسية ونزواته البهيمية، همه أن يوقظها إذا خمدت ويتسثيرها إذا نامت، وهو بالإضافة إلى هذا كله يغلو ويسرف في الميل إلى معاشرة المرأة ووطئها، وديوانه حافل بهذا النوع من الشعر الداعر، الذي يموج بالشهوة المتأججة. والرغبة الجامحة، وإذا كان تهذيبه يظهر في شيء ففي طلبه للقبلة، والفوز بها بعد امتناع ونصب

سألتها قبلة ففزت بها *** بعد امتناع وشدة التعب

فقلت: بالله يا معذبتي *** جودي بأخرى أقضي بها أربي

فابتسمت ثم أرسلت مثلا *** يعرفه العجم ليس بالكذب

"لا تعطي الصبي واحدة، *** يطلب أخرى بأعنف الطلب"

وأبو نواس في شعره الماجن إنما يتأثر أستاذه المباشر وهو والبة بن الحباب الذي كان شاعراً ظريفاً غزلاً، تتلمذ على يديه أبو نواس فغرف من بحره، وجاراه في شعره "وقد يكون من العدل أن ننصف أبا نواس في إعطائه نصيبه الذي يستحقه من المسؤولية عما طرق في باب المجون، فإنه لم يكن خالقاً مبتكراً، لكن اتسع فيه وفتح أبواباً، وكشف منه وجوهاً" (5)

وحظ اللواعج النفسية في هذا الشعر الماجن، ضئيل، أما حظ الشهوات الجسدية فموفور، لأن الشاعر الغزل الماجن لا يستجيب لنداء قلبه بقدر ما يستجيب لنداء جسده، فهو يبحث عن اللذة، ويجري وراءها ولا يلتفت إلى وميض الشوق في أعماقه، لأن قلبه فارغ من الحب، خال من الصبابة، لم يعشق واحدة بعينها ولم يخلص لمحبوبة بذاتها، لذا أتى شعره يموج بالأنين الحسي أكثر مما يموج بالأنين العاطفي، يسترسل في استعماله الألفاظ المكشوفة أكثر من استرساله في استعمال الألفاظ المستورة. ويدور على المعاني المفضوحة أكثر من دورانه على المعاني العفيفة

هذه هي أنواع الغزل في الشعر العربي، ونحن نلاحظ أن المرأة هي المقصودة ببوح الشاعر وصبابته وحبه. لكننا إذ نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى، وجدنا أن هذا الغزل، يتطور تطوراً ملموساً وخاصة في العصر العباسي، وهذا التطور لا يتعلق بالصياغة والمعنى بقدر ما يتعلق بالمخاطب الذي يوجه إليه الغزل فقد وجد شعراء في هذا العصر، تأثروا بطبيعة الحياة الجديدة التي طرأت على المجتمع العباسي بسبب اختلاط العرب بالأعاجم وشيوع العادات والتقاليد الفارسية، وبدافع من نفوسهم المنحرفة، فحادوا عن الغزل بالمرأة إلى الغزل بالمذكر، وأول من راد هذا الطريق في الغزل المذكر، أبو نواس، لأسباب نفسية على الأكثر، ولأنه كان مجنياً عليه في صغره من قبل أستاذه والبه بن الحباب، فقد عمد أبو نواس إلى الغزل بالمذكر في مقدمة قصائده بدل الوقوف على الأطلال ومخاطبة الأنثى، وهو في غزله هذا يبث غلامه لواعج قلبه، ويطلب منه الوصل، ويصف جماله، تماماً كما يفعل في غزله للأنثى، وفي قصيدة له يعرض فيها بالعشاق العرب، لأنهم أحبوا نساء ولم يلتفتوا إلى حب الغلمان، ويرى في حب الرجل لغلام، لذة لا ترقى إليها لذة حبه للمرأة، يقول أبو نواس في غلام اسمه رحمة

أحببت من شعره بشار لحبكم *** بيتاً كلفت به من شعر بشار

يا رحمة الله حلي في منازلنا *** وجاورينا فدتك النفس من جار

إذا ابتهلت سألت الله رحمته *** كنيت عنك وما يعدوك إضمارك

وتابع أبو نواس في غزله بالمذكر كثير من الشعراء، كالبحتري الذي كان يحب غلاماً اسمه (نسيم) وكحماد عجرد في حبه لغلامه (بشر) وكعبد الله بن المعتز في صبابته بغلامه (نشوان)

وعندما فشا هذا النوع من الغزل الخليع السافل. ورأت القيان والإماء عزوف الشعراء عن متابعتهن ووصف محاسنهن، والتغزل بجمالهن، اتجهن اتجاهاً جديداً في الزي، فأصبحن يلبسن ثياباً تحاكي ثياب الغلمان بل هي نفسها، وأخذن يقصصن شعورهن على طريقة الغلمان، حتى يستلفتن شعراء المذكر لهن ثانية واستجاب الشعراء للدعوة ووقعوا في المصيدة، وراحوا يتغزلون بالغلاميات، فالحسين بن الضحاك يتغزل بغلاميته بقوله

مؤزرة السربال مهضومة الحشا *** غلامية التقطيع شاطرة القد

محنأة الأطراف رؤد شبابها *** معقربة الصدغين كاذبة الوعد

أقول، ونفسي بين شوق وزفرة *** وقد شخصت عيني ودمعي على الخد

أجيزي على من قد تركت فؤاده *** بلحظته بين التأسف والجهد

ويتطور مخاطب شعر الغزل، ويتطور حتى يصل عند ابن الفارض للتغزل بالذات الإلهية، وعشق محاسنها والركوع لعظمتها، وطلب عفوها ومغفرتها، قابساً أصول هذا التصوف من رابعة العدوية التي عاشت في العصر الأموي










قديم 2010-01-14, 17:56   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

الغزل في العصر الجاهلي
تربع الغزل على عرش الشعر في العصر الجاهلي وتكاد لا تخلو قصيدة من الغزل حتى وإن لم يكن هو الغرض الأساس فيها فلا بد للشاعر ان يذكر الغزل في قصيدته، واقتصرت اغلب القصائد الغزلية على وصف الجمال الخارجي للمرأة كجمال الوجه والجسم وكانو يتفننون بوصف هذا الجمال لكنهم قلما تطرقوا إلى وصف ماترك هذا الجمال من اثر في عواطفهم ونفوسهم ويمكن تصنيف الغزل في هذا العصر إلى خطين
أولهما الغزل الفاحش وزعيمه امرؤ القيس ونجد ذلك واضحاً في معلقته بمغامراته الليليه مع النساء وأيضا يتجسد ذلك في أحد قصائده

  • سموت إليها بعد ما نام أهلها
سمو حباب الماء حالا على حال فقالت سباك الله إنك فاضحي
ألست ترى السمار والناس أحوال فقلت يمين الله أبرح قاعدا
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي حلفت لها بالله حلفة فاجر
لناموا فما إن من حديث ولا صال فلما تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميال وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
ورضت فذلت صعبة أي إذلال فأصبحت معشوقا وأصبح بعلها
عليه القتام سيء الظن والبال يغط غطيط البكر شد خناقه
ليقتلني والمرء ليس بقتال أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال وليس بذي رمح فيطعنني به
وليس بذي سيف وليس بنبال أيقتلني وقد شغفت فؤادها
كما شغف المهنوءة الرجل الطالي وقد علمت سلمى وإن كان بعلها
بأن الفتى يهذي وليس بفعال وماذا عليه أن ذكرت أوانسا
كغزلان رمل في محاريب أقيال
  • وثانيهما الحس العفيف الذي سطع نجمه لا حقاً في العصر الأموي وكانت نواته في الجاهلية وزعمائه كثر وقد اقترنت أسمائهم بأسماء محبوباتهم أمثال عنتر وعبلة و عروة بن حزام وعفراء
و عموماً لما كثرت حياة الترحال عند البدو في الجاهلية، صار الشعراء يقفون على أطلال حبيباتهم ويبكونها. فصارت القصيدة العربية في الجاهلية لا تخلو من مقدمة طللية يذكر فيها الشاعر حبيبته ويتغزل بها









قديم 2010-01-14, 18:04   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

أختي العزيزة أتمنى أني كنت قد أفدتك وساحاول البحث لاجلك










قديم 2010-01-20, 14:11   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
روضة الوادي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hot News1 روضة الوادي

السلام عليكم ورحمة الله تعالئ وبركاته اخواتي الا فاضل انا اريد خطة لبحث حول علاقة علم الدلالة بعلم الاجتماع اواي معلومات عن هذا لبحث










قديم 2010-01-21, 13:20   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
zamra
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Icon24

السلام عليكم

من فضلكم ما اسم بيت العنكبوت.؟










قديم 2010-01-22, 05:04   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
بيبيone
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هو المرض الذي كان يسمى قديماً بالموت الأسود ؟
الطاعون.
ماذا يطلق على أول مولود ؟ البكر.
ما اسم صوت الحمار ؟ النهيق.
ما اسم صوت العصافير ؟ زقزقة العصافير.
ما اسم صوت الماء ؟ الخرير.
ما اسم صوت الأسد ؟ زئير.
ما اسم صوت الحصان ؟ صهيل.
ما اسم صوت الشجر ؟ حفيف.
ما اسم بيت النمل ؟ القرية.
ما اسم بيت العنكبوت ؟شبكة.
ما اسم بيت الأفعى ؟ الجحر.
ما اسم بيت النحل ؟ الخلية.
ما اسم بيت الحصان ؟ الاسطبل
أتمنى أن أفيدك شكراااااااااااااااااااااااااا










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
اللغة, الخاصة, العربية, الطلبات, توضع, بقسم, جميع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc