الوعي اللغوي - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الوعي اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-06, 14:11   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي س وج على شرح المقدمة الآجرومية (43 /44)

س وج على شرح المقدمة الآجرومية (43 /44)
أسئلة على باب المفعول معه

س467: ما هو المفعول معه؟
الجواب: المفعول معه عند النحاة:
هو الاسم الفضْلة، المنصوب بالفعل، أو ما فيه معنى الفعل وحروفه، والدال على الذات التي وقَع الفعل بمصاحبتها، المسبوق بواو المعيَّة نصًّا.

• • • •

س468: ما المراد بالاسم والفضْلة هنا؟
الجواب: المراد بالاسم:
الاسم الصريح دون المؤوَّل.
والمراد بالفضْلة؛ أي: إنه ليس رُكنًا في الكلام، فليس فاعلاً، ولا مبتدأً، ولا خبرًا.

• • • •

س469: ما الذي يعمل في المفعول معه؟
الجواب: العامل في المفعول معه على ضرْبين:
الأول: الفعل، نحو: حضر الأمير والجيش.

الثاني: الاسم الدال على معنى الفعل، المشتمِل على حروفه، كاسم الفاعل في نحو: الأمير حاضِرٌ والجيش.

وخرَج بذلك نحو: هذا لك وأباك، فلا يجوز، فإنه وإنْ تقدَّم ما فيه معنى الفعل - وهو اسم الإشارة - فإنه في معنى "أُشير"، والجار والمجرور، فإنه في معنى "استقرَّ"، لكن ليس فيه حروفه.

• • • •

س470: إلى كم قسمٍ ينقسم المفعول معه؟
الجواب: اعْلِم أنَّ الاسم الواقع بعد الواو على قسمين:
ما يتعيَّن نصْبُه على أنه مفعول معه.

ما يجوز نصْبُه على ذلك، وإتْباعه لِمَا قبله في إعرابه معطوفًا عليه.

• • • •

س471: مثِّل لكلٍّ من المفعول معه الذي يجب نصْبُه، والمفعول معه الذي يجوز نصبُه وإتْباعه لِمَا قبله بمثالَيْن.
الجواب:
أولاً: مثال المفعول معه الذي يجب نصبُه:
1- أنا سائرٌ والجبلَ.
2- ذاكرْتُ والمصباحَ.

ثانيًا: مثال المفعول معه الذي يجوز نصبُه وإتْباعه لما قبله:
1- حضَر علي ومحمدٌ.
2- نجا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر من بطْش الكافرين.
• • • •

س472: أعْرِب المثالين اللذَين في كلام المؤلف، وبيِّن في كلِّ مثال منهما من أيِّ نوع هو؟
الجواب:
1- جاء الأمير والجيش:
جاء: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الأمير: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

و: الواو يَصلح في هذا المثال أن تكون عاطفة، ويَصلح أن تكون للمعيَّة؛ وذلك لأنه يصحُّ تشريكُ ما بعد الواو لِمَا قبلها في الحُكم، فيصح نسبة المَجيء لكلٍّ من الأمير والجيش.

الجيش: يجوز رفعه على أنه معطوف على "الأمير" والمعطوف على المرفوع مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

ويجوز نصبه على أنه مفعول معه منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

وعليه؛ فهذا المثال من القسم الذي يجوز نصبُه على أنه مفعول معه، وإتْباعه لِمَا قبله في إعرابه معطوفًا عليه.

2- استوى الماءُ والخشبةَ:
استوى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدَّر، منَع من ظهوره التعذُّر، لا محلَّ له من الإعراب.

الماءُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

و: واو المعيَّة، حرف مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الخشبة: مفعول معه، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

وهذا المثال من النوع الذي يتعيَّن نصبُه على أنه مفعول معه، فلا يجوز عطفُه على ما قبله، فإنه لا يصحُّ تشريك ما بعد الواو "الخشبة" لِما قبلها في الحُكم "الماء"، وأنت لو رفَعت الخشبة بالعطف على الماء، لكنتَ ناسبًا الاستواءَ إليهما، والاستواء إنما يكون للمارِّ على الشيء، الذي هو الماء، دون القارِّ، الذي هو الخشبة.










 


رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:12   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (42 /44)

س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (42 /44)
أسئلة على باب المفعول من أجله

س462: ما هو المفعول مِن أجْله؟
الجواب: المفعول من أجْلِه - ويقال: المفعول لأجله، والمفعول له - هو في اصطلاح النُّحاةِ: عبارةٌ عنِ الاسم المنصوب الذي يذكر بيانًا لسببِ وقوع الفِعل.

• • • •

س463: ما الذي يُشترَط في الاسمِ الذي يقَع مفعولاً لأجْله؟
الجواب: لا بدَّ في الاسمِ الذي يقَع مفعولاً لأجْله مِن أن يجتمعَ فيه خمسةُ أمور:
الأول: أن يكون مصدرًا.
والثاني: أن يكون قلبيًّا، ومعنى كونه قلبيًّا: ألاَّ يكون دالاًّ على عملٍ مِن أعمال الجوارح، كاليدِ واللِّسان، مِثل: قِراءة، وضرْب.
والثالث: أن يكونَ عِلَّةً لما قبْله.
والرابع: أن يكون متحِدًا مع عاملِه في الوقت.
والخامس: أن يتَّحدَ مع عاملِه في الفاعل.

• • • •

س464: كم حالةً للاسمِ الواقِع مفعولاً له؟
الجواب: اعلم - رحِمَك الله - أنَّ للاسم الذي يقَع مفعولاً لأجْله ثلاثَ حالات:
الأولى: أن يكون مقترنًا بـ"أل".
الثانية: أن يكون مضافًا.
الثالثة: أن يكونَ مجرَّدًا من "أل" ومِن الإضافة.

• • • •

س465: ما حُكم المفعول له المقترِن بـ"أل"، والمضاف، والمجرَّد مِن "أل" والإضافة؟ مع التمثيل؟
الجواب: إنْ كان المفعول له مقترنًا بـ"أل"، فالأكثر فيه أن يجرَّ بحرْف جرٍّ دال على التعليل، نحو: ضربتُ ابني للتأديب، ويقلُّ نصبُه، نحو قول الشاعر:

فَلَيْتَ لِي بِهِمْ قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا
شَنُّوا الْإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا[1]

فـ"الإغارة" منصوبٌ على أنَّه مفعول لأجْله.

وإنْ كان مضافًا، جازَ جوازًا مستويًا أن يجرَّ بالحرْف، وأن يُنصَب، نحو: زُرتك محبَّةَ أدبِك، أو زرتك لمحبَّةِ أدبك.

وممَّا جاءَ منصوبًا: قوله تعالى: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾ [البقرة: 19].

وقال الشاعر:
وَأَغْفِرُ عَوْرَاءَ الْكَرِيمِ ادِّخَارَهُ
وَأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا[2]

الشاهد فيه: قوله: ادِّخارَه؛ حيث وقَع مفعولاً لأجله منصوبًا، مع أنَّه مضاف للضمير، ولو جرَّه باللام، فقال: لادِّخاره، لكان سائغًا مقبولاً.

وإنْ كان مجردًا مِن "أل" ومِن الإضافة، فالأكثر فيه أن يُنصَب، نحو: قمتُ إجلالاً للأستاذ، ويقلُّ جرُّه بالحرْف، والله أعلم.

• • • •

س466: أعربِ الجمل الآتية:
1. قام أبو زيد إجلالاً لأخي عمرو.
2. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 38].
3. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ ﴾ [الرعد: 22].
4. قرأ الطالبُ ابتغاءَ العِلم.
5. قال تعالى: ﴿ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا ﴾ [البقرة: 231].
6. قمتُ إكرامًا للشيخ.
7. حضرتُ هنا حرصًا على العِلم.
8. ذهبتُ إلى المسجد طلبًا للأجْر.
9. جئتُ ترقبًا للأذان.
10. أنْفَق الكفار أموالهم صدًّا عن سبيلِ الله.
11. قام أبو عمرٍو احترامًا لأبي بكْر.
12. قدِم الرجل إلى البلد طلبًا للعِلم.
13. دخَل الرجلُ في مكَّةَ حاجًّا.
14. خرَج القوم مِن البلد هربًا من الغرَق.
15. اغتاظ أبو لهب ردًّا للحق.
16. قدِم المسلمون للمدينة زيارةً للمسجِد.

الجواب:
1. قام أبو زيد إجلالاً لأخي عمرو:
قام: فِعل ماضٍ مبني على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

أبو: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابة عن الضمَّة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمْسة، وأبو مضاف.

زيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهِرة في آخِره.

إجلالاً: مفعول لأجْله، منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

لأخي: اللام حرْف جرّ، وأخ: اسمٌ مجرور باللام، وعلامة جرِّه الكسرةُ المقدَّرة، منَع مِن ظهورها اشتغالُ المحل بحرَكة المناسبة، وأخ مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبني على السُّكون، في محل جر، مضاف إليه.

عمرو: بدل مِن "أخ"، وبدل المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخره.

2. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 38]:
يُنفقون: ينفق: فعلٌ مضارِع مرفوع، وعلامة رفْعه ثبوت النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة، وواو الجمَاعة ضميرٌ مبني على السُّكون، في محل رفْع، فاعل، والنون علامة الرفْع.

أموالهم: أموال: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخره، وأموال مضاف، والهاء ضمير الغَيبة مبنيٌّ على الضم، في محل جرّ مضاف إليه، والميم حرْف دالٌّ على الجمع، والجُملة مِن الفعل والفاعِل والمفعول لا محلَّ لها صلة الموصول.

رئاء: مفعول لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، ورئاء مضاف.

الناس: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة.

3. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ ﴾ [الرعد: 22]:
صبَروا: صبَر: فِعل ماضٍ مبني على الضمّ؛ لاتِّصاله بواو الجَماعة، وواو الجَماعة ضميرٌ مبنيٌّ على السُّكون، في محل رفْع، فاعل.

ابتغاء: مفعول لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، وابتغاء مُضاف.

وجه: مضاف إلية مجرور، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، ووجه مضاف.

ربهم: رب: مضاف إليه مجرور، وعلامَة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره، ورب مضاف، وهاء الغَيبة ضميرٌ مبني على الضم، في محل جرّ، مضاف إليه، والميم حرْف دالٌّ على الجمع.

4. قرأ الطالب ابتغاءَ العِلم:
قرأ: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

الطالب: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

ابتغاء: مفعول لأجْله، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وابتغاء مضاف.

العلم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

5. قال تعالى: ﴿ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا ﴾ [البقرة: 231]:
ولا: الواو حسب ما قبْلها، ولا: حرْف نهي، يجزم الفِعل المضارِع، مبني على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

تُمسكوهنَّ: تمسك: فعل مضارِع مجزوم بـ"لا"، وعلامة جزْمِه حذفُ النون؛ لأنَّه مِن الأفعال الخمْسة، وواو الجماعة ضميرٌ مبني على السُّكون، في محلِّ رفْع، فاعل، وهاء الغائِب ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصْب مفعول به، والنون حرْف دالٌّ على جماعةِ الإناث.

ضرارًا: مفعولٌ لأجْله، منصوب، وعلامَة نصبِه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

6. قمتُ إكرامًا للشيخ:
قمت: قام: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضميرٌ مبنيٌّ على الضمّ، في محل رفْع فاعِل.

إكرامًا: مفعولٌ لأجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

للشيخ: اللام حرْف جر، والشيخ: اسم مجرورٌ باللام، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخرِه، والجار والمجرور متعلِّقان بـ"إكرامًا".

7. حضرتُ هنا حرصًا على العِلم:
حضرت: حضر: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتِّصاله بضميرِ الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ رفْع فاعل.

هنا: ظرْف مكان، مبنيٌّ على السكون، في محلِّ نصب.

حرصًا: مفعول مِن أجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

على: حرْف جرّ مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

العِلم: اسم مجرور بـ"على"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بـ"حرصًا".

8. ذهبتُ إلى المسجد طلبًا للأجْر:
ذهبت: فعل وفاعل.

إلى: حرْف جر.

المسجد: اسم مجرور، والجار والمجرور متعلِّق بـ"ذهبت".

طلبًا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

للأجْر: اللام حرْف جر، والأجر: اسم مجرورٌ باللام، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخرِه، والجار والمجرور متعلِّق بـ"طلبًا".

9. جئتُ ترقبًا للأذان:
جئت: فِعل وفاعل.

ترقبًا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

للأذان: جارٌّ ومجرور متعلِّق بـ"ترقبًا".

10. أنفق الكفَّار أموالهم صدًّا عن سبيلِ الله:
أنفق: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

الكفَّار: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

أموالهم: أموال: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وأموال مضاف، والهاء: ضمير الغائبِ في محلِّ جر مضاف إليه، والميم حرْف دالٌّ على الجمْع.

صدًّا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

عن: حرْف جر، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

سبيل: اسم مجرور، بـ"عن"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بـ"صدًّا"، وسبيل مضاف.

الله: لفْظ الجَلاَلة، مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

11. قام أبو عمرو احترامًا لأبي بكر:
قام: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

أبو: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمْسة، وأبو مضاف.

عمرو: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

احترامًا: مفعولٌ لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

لأبي: اللام حرْف جرّ، وأبي: اسم مجرور باللام، وعلامَة جرِّه الياءُ نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمسة، وأبي مضاف.

بكرٍ: مضاف إليه مجرور بالمضاف "أبي"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

12. قدِم الرجلُ إلى البلد طلبًا للعِلم:
قدم: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

الرجل: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

إلى: حرْف جر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

البلد: اسم مجرور بـ"إلى"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِرِه، والجار والمجرور متعلِّق بالفعل "قدم".

طلبًا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

للعِلم: اللام حرْف جرّ، والعلم: اسم مجرور باللام، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بـ"طلبًا".

13. دخَل الرجلُ في مكةَ حاجًّا:
دخَل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب.

الرجل: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهرة في آخِره.

في مكة: جار ومجرور متعلِّق بالفِعل "دخل".

حاجًّا: حال مِن الرجل، منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره[3].

14. خرَج القوم مِن البلد هربًا مِن الغرق:
خرَج: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

من: حرْف جر، مبنيٌّ على السُّكون، وإنَّما حرِّك بالفتح؛ لأجْل التخلُّص مِن التقاء الساكنين.

البلد: اسم مجرور بـ"من"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بالفِعل "خرج".

هربًا: مفعول لأجْله منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

مِن: حرْف جر.

الغرق: اسمٌ مجرور بـ"مِن"، وعلامة جرِّه الكسْرة الظاهِرة في آخرِه، والجار والمجرور متعلق بـ"هربًا".

15. اغتاظ أبو لهب ردًّا للحق:
اغتاظ: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محل له مِن الإعراب.

أبو: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مِن الأسماء الخمسة، وأبو مضاف.

لهب: مضاف إليه مجرور بالمضاف "أبو"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

ردًّا: مفعول لأجْله، منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخرِه.

للحق: جارٌّ ومجرور متعلِّق بقوله: "ردًّا".

16. قدِم المسلمون للمدينة زيارةً للمسجد:
قدِم: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

المسلِمون: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه جمع مذكَّر سالِم، والنون عوض عنِ التنوين في الاسم المفرَد.

للمدينة: جارٌّ ومجرور متعلِّق: بـ"قدم".

زيارة: مفعول لأجْله منصوب، وعلامَة نصْبه الفتْحة الظاهِرة.

للمسجد: جار ومجرور متعلِّق بـ"زيارة".

[1] البيت في ديوان الحماسة (1/5).
[2] البيت في كتاب "الشعور بالعور" (1/45).
[3] وإنما لم يعرب "حاجًّا" هنا مفعولاً لأجله؛ لأنه - كما سبق - مِن شروط كون الكلمة مفعولاً لأجله أن تكون مصدرًا، وهنا "حاجًّا" اسم فاعل. وبناء على ذلك، فإنَّ قول المؤلف - رحمه الله - في تعريف المفعول لأجله: هو الاسمُ المنصوب، وإنْ كان مطلقًا، فهو مقيَّد بالمثال الذي أتَى به، وهو قام زيد إجلالاً لعمرو؛ لأنَّ "إجلالاً" مصدر، وعليه فلا يكون المفعول لأجْله اسمَ فاعل أو اسم مفعول، أو غير ذلك إلاَّ المصدر.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:16   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي قصة الفعل المضارع

قصة الفعل المضارع

قامت المملكة النحوية بإنشاء عالَمَين: عالم البناء، وعالم الإعراب.

أودَعت المملكة النحوية في عالَم البناء: الأفعال، وفي عالم الإعراب: الأسماء، استجابت الأفعال لهذا؛ فأصبح الفعل الماضي مبنيًّا على الفتح (ذهبَ، خرجَ، نزلَ)، وأصبح فعل الأمر مبنيًّا على السكون (اذهبْ، اخرجْ، انزلْ)، أما الفعل المضارع، فكان مَغرورًا؛ حيث رفَض البناء، وطلب الرفع، وعلم أنه لن ينال الرفع إلا إذا انتقل إلى عالم الإعراب، فغادَر عالم البناء، وتوجَّه إلى عالم الإعراب، تاركًا أرضه وأصله.

استطاع الفعل المُضارع أن يدخل عالم الإعراب، وأن يكون مرفوعًا.




وبما أن الفِعل المضارع جديد على عالم الإعراب؛ فقد كان يتقلَّب بين الصحَّة والمرض (العِلَّة)؛ لأن أجواء الإعراب تَختلف تمامًا عن أجواء البناء، ومع هذا التقلُّب في الظروف، فإن الفعل المضارع لابدَّ أن يكون صحيحًا حتى يُظهر الضمة، وقد يُصاب الفعل المضارع بمرض (علة) إذا انتهَت حروفه بـ (الواو - الياء - الألف)، فلا يستطيع في هذه الحالة إظهار الضمَّة؛ بسبب ضَعفِه، فتكون الضمَّة مُقدَّرةً عليه (غير ظاهرة)، وذلك على النحو الآتي:
يذهبُ: فعل مُضارع مرفوع بالضمَّة الظاهرة على آخِره؛ لأنه صحيح الآخِر.
يدعو: فعل مضارع مرفوع بالضمَّة المُقدَّرة على آخِره؛ لأنه مُعتَلُّ الآخِر بالواو.
يرمي: فعل مُضارع مرفوع بالضمَّة المُقدَّرة على آخِره؛ لأنه معتلُّ الآخِر بالياء.
يسعى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخِره؛ لأنه معتل الآخر بالألف.

عَلمت المملكة النحوية بخبر رحيل الفعل المضارع، فقالت: لا يستحق الرفع مَن ترك أصله وهجَر أهله، فأعلنت الحرب عليه، وأعدَّت جيش النواصب بقيادة الأداتَين (أن - لن)، وقد أوكلت المملكة النحوية إليه مهمَّتَين:
أولاً: تغيير الفعل المضارع من مرفوع إلى منصوب عند وقوعه مسبوقًا بأي من الأداتين.

ثانيًا: إظهار حركة الفتحة على الفعل المضارع الصحيح والمُعتل بالواو والياء.

ولأن المملكة النحوية تَعلم مشقَّة إظهار الحركة على الفعل المضارع المريض (المُعتَل)؛ فقد قامت بتزويد النواصِب بسلاح الإبرة.




دخلت النواصب (أن - لن) على الفعل المضارع الصحيح، وتمَّ إظهار حركة النصب (الفتحة) على آخِره، ودخلت أيضًا على الفعل المضارع المعتل الآخر، وهنا قامت النواصب باستخدام سلاح الإبرة؛ فاستطاعت أن تُظهر حركة النصب (الفتحة) على آخر الفعل المضارع المعتل بالواو والياء، أما الألف، فقد عجز سلاح النواصب (الإبرة) عن إظهار الفتحة على الفعل المضاع المُعتلِّ بالألف؛ فأصبحت الفتحة مُقدَّرة، وذلك كله جاء على النحو الآتي:
لن يذهبَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة.
لن يدعوَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة.
لن يرميَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة.
لن يسعى: فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدَّرة على الألف.

عادت النواصب إلى قواعدها سليمةً بعد أن قامت بتطبيق الأوامر الموكَّلة إليها، غير أنها لم تُحرِز النصر الكامل على الفعل المُضارِع؛ بسبب عدم إظهار الفتحة على الفعل المضارع المعتلِّ الآخِر بالألف، كانت النتيجة بالنسبة للمملكة النحوية مُخيِّبةً للآمال، خاصة أن الفعل المضارع لم يتزَحْزح من مكانه.

قررت المملكة النحوية مُواصَلة الحرب عليه، لكن هذه المرة بجيش جديد أسمتْه: (الجوازم)، وهذا الجيش يُشكِّل مجموعة بارِعة مِن الأدوات القوية؛ مثل الأداتين: (لم - لا الناهية)، وقامت المملكة النحوية بتزويد الجيش بسلاح (المقص)، وأوكَلت إليه مهمَّتَين:
أولاً: تغيير الفعل المُضارع مِن مرفوع إلى مجزوم عند وقوعه مسبوقًا بجازم.
ثانيًا: حذف حروف العِلة (الواو - الياء - الألف) مِن الفعل المضارع المعتل باستخدام المقص.



اتجهت الجوازم لمُواجهة الفعل المضارع، فبدأت المعركة مع الفعل المضارع الصحيح، واستطاعت الجوازم تغيير حركة الفعل المضارع مِن مرفوع بالضمة إلى مجزوم بالسكون، ثم اتجهت إلى الفعل المضارع المعتل، وهنا قامت باستخدام سلاح المقص، فبدأت تَحذف حروف العلة حرفًا حرفًا؛ حتى وصلت إلى الألف، الذي أمكنها بواسطة المقص قطعه وحذفه دون عناء، وذلك كله جاء على النحو الآتي:
لم يذهبْ: فعل مضارع مجزوم بالسكون.
لم يدعُ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة (الواو).
لم يرمِ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة (الياء).
لم يسعَ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العِلة (الألف).

عادت الجوازم إلى قواعدها سالمة غانمة، وقد حظيت بالنصر الكامل، وأتمَّت عملياتها الموكلة إليها بنجاح تام.

وبعد كل ما حصل للفعل المضارع، فإنه لا يزال مُصِرًّا على البقاء في عالَم الإعراب، وفي هذه المرة توصَّل إلى حيلة جديدة؛ حيث استعان بعالَم الإعراب على أساس أنه فرد مِن أفراده، وله حقٌّ عليهم، فقام عالم الإعراب بتلبية طلبه وتزويده بثلاثة أعضاء جديدة تنوب عن أعضائه المقطوعة، فزوده بواو الجماعة بدلاً مِن حرف العِلة (الواو)، وألف الاثنين بدلاً مِن حرف العلة (الألف)، وياء المُخاطَبة بدلاً من حرف العلة (الياء)؛ فأصبح الفعل المضارع بذلك يتَّصف بشكل جديد، واسم جديد: (الأفعال الخمسة)، وأصبحت علامة رفعه "ثبوت النون" بدلاً مِن الضمة، وذلك كله على النحو الآتي:
يذهبان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.
يذهبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.
تذهبين: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.

وبموجب هذه التطورات عقدت مملكة النحو اجتماعًا طارئًا مع النواصب والجوازم؛ لتوحيد جهودهما في مواجهة الفعل المضارع الجديد، وقد خرج الاجتماع بتوصيات، مِن أهمها:
أولاً: اتحاد النواصب والجوازم تحت راية واحدة، وبسلاح واحد، هو سلاح المقص.
ثانيًا: إلغاء رفعه بثبوت النون، ووجوب نصبه أو جزمه بحذف النون عند سبقه بناصب أو بجازم.

انطلقت النواصب والجوازم لخوض معركة قوية مع الفعل المضارع الذي تضاعَفَت قوته، وبعد احتدام الصراع والْتحام الفريقَين، استطاعت النواصب والجوازم أن تحذف النون مِن آخر الفعل المضارع، وذلك على النحو الآتي:
لن / لم يذهبا: فعل مضارع منصوب/ مجزوم بحذف النون.
لن / لم يذهبوا: فعل مضارع منصوب/ مجزوم بحذف النون.
لن / لم تذهبي: فعل مضارع منصوب/ مجزوم بحذف النون.

وهكذا انتصرت النواصب والجوازم؛ فعادت إلى أدراجها سالمة فَرِحَة بما حقَّقتْه مِن نصر عظيم.




وبعد هذه الهزائم المتلاحقة، انقطعت حيلة الفعل المضارع، فرفع طلبًا للمملكة النحوية يَستسمِحها الإذن له بالعودة إلى وطنه الأصلي، لكنه يحتاج إلى مساعدتها في إيقاف نزيفه، فرحت المملكة بهذا؛ فأرسلت له على الفور (نون التوكيد - نون النسوة) بدلاً من النون التي حذفت، وذلك على النحو الآتي:
يذهبَـنَّ: فعل مضارع مبني على الفتحة؛ لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.
يذهبْـنَ: فعل مضارع مبنيٌّ على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة.

وهكذا استعاد المضارع عافيته، وقوي على الرجوع إلى عالَمِه الأصلي، بصورة تُرضي أخويه الماضي والأمر، فقد أصبح مبنيًّا على الفتح إرضاءً للماضي، ومبنيًّا على السكون إرضاءً للأمر.

عاد الفعل المضارع إلى عالمه الأم، وأرضه الأصل، فرحَّب به الجميع، وقاموا بتهنئته على سلامة العودة، فعلتْ سماءَ البناء الفرحةُ والسرور.












رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:17   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي س وج على شرح المقدمة الآجرومية (41 /44

س وج على شرح المقدمة الآجرومية (41 /44)
أسئلة على باب المنادى

س457: ما هو المُنادَى لغةً واصطلاحًا؟
الجواب:
المُنادَى - بفتْح الدال المهملَة، مع ألْف مقصورة بعدَها - لُغةً: هو المطلوب إقبالُه مطلقًا، تقول: ناديتُ زيدًا، إذا طلبتَ إقباله.

وفي اصطلاح النُّحاة: هو المطلوب إقباله بـ"يا" أو إحْدى أخواتِها.

مثاله: يا زيدُ قم، فكلمة "زيد" منادًى؛ لأنَّه طُلب إقباله بحرْف النِّداء "يا".

• • • •
س458: ما هي أدوات النِّداء؟ مَثِّل لكلِّ أداة بمثال؟
الجواب:
أدوات النِّداء، هي:
1- يا: ومثالها: يا رجل.
2- الهمزة: ومثالها: أزيد أقبل.
3- أي: ومثالها: أي إبراهيم تعلَّم.
4- أيا: ومثالها: قول ليلى بنت طَرِيف الخارجيَّة في أخيها الوليد:
أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَا لَكَ مُورِقًا
كَأنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ[1]
5- هيَّا: مثالها: هيَّا محمَّدُ تعال.

• • • •
س459: إلى كم قِسم ينقسِم المنادَى؟
الجواب:
المنادَى على خمسةِ أنواع:
1- المفرَد العَلَم:
وهو ما ليس مُضافًا، ولا شبيهًا بالمضاف، وعليه؛ فيَشْمل المفردُ هنا في باب المنادَى: المثنَّى، وجمْع المذكَّر السالِم، وجمع المؤنَّث السالِم، وجمْع التكسير، مذكَّرًا، أو مؤنثًا.

ومثاله: يا محمَّدُ، يا فاطمةُ، يا محمَّدان، يا فاطمتان، يا محمَّدون، يا فاطماتُ، يا هنود، يا رجال.

2- النكرة المقصودة:
وهي التي يُقصَد بها من قِبَل المنادِي - بكسر الدال المهملة - واحدٌ معيَّنٌ - مما يصحُّ إطلاقُ لفظها عليه، ومعرفة كونِها مقصودةً يكون بمقتضى القرائِن اللفظيَّة أو الحاليَّة.

ومثالها: أن تقول: يا ظالِمُ؛ تريد واحدًا بعينه.

3- النكرة غير المقصودة:
وهي التي يُقصَد بها واحدٌ غيرُ معيَّن، نحو قول الواعظ: يا غافلاً تنبَّه، فإنَّه لا يُريد واحدًا معينًا، بل يُريد كلَّ مَن يطلق عليه لفظ "غافل".

4- المضاف:
نحو: يا طالبَ العلمِ اجتهِد.

5- الشبيه بالمضاف:
وهو ما اتَّصل به شيءٌ مِن تمام معْناه، سواء أكان هذا المتَّصل به مرفوعًا به، نحو: يا حميدًا فِعلُه، أم كان منصوبًا به نحو: يا حافظًا درْسَه، أم كان مجرورًا بحرْف جر يتعلَّق به، نحو: يا محبًّا للخير.

• • • •
س 460: ما حُكم المنادَى المفرد العَلَم، والمنادَى المضاف؟
الجواب:
أولاً: حُكم المنادَى المفرد العَلَم: إذا كان المنادَى مفردًا، فإنَّه يُبنى على ما يُرفَع به.

فإنْ كان يُرفع بالضمَّة، فإنَّه يُبنى على الضمَّة، نحو: يا محمدُ، يا فاطمةُ.

وإنْ كان يُرفَع بالألِف نيابةً عن الضمَّة - وذلك المثنَّى - فإنَّه يُبنَى على الألِف، نحو: يا محمَّدانِ، يا فاطمتانِ.

وإنْ كان يُرفَع بالواو نيابةً عن الضمَّة - وذلك جمْع المذكَّر السالِم - فإنَّه يُبنَى على الواو، نحو: يا محمَّدون.

وقد يكون البناءُ على الضمِّ لفظًا، نحو: يا زيدُ، فـ"يا" حرْف نِداء، وزيد: منادًى مبنيٌّ على الضمِّ، في محل نصْب بـ"يا"؛ لأنَّها في معنى "أدْعو".

وقدْ يكون تقديرًا، نحو: يا مُوسى، فـ"يا": حرْف نِداء، وموسى: منادًى مبنيٌّ على ضمٍّ مقدَّر، منَع من ظهوره التعذُّرُ.

ونحو: يا حذامِ، ويا سيبويهِ، ممَّا كان مبنيًّا قبل النِّداء، فـ"حذامِ، وسيبويه" مبنيانِ على ضمٍّ مقدَّر على آخرِهما، منَع من ظهوره اشتغالُ المحلِّ بحرَكة البناء الأصْلي.

والحاصِل: أنَّ المنادَى المفرَد العَلم يُبنَى على ما يُرْفع به لو كان معربًا، فـ"زيد" لو كان معربًا لرُفِع بالضمَّة، فيُبنَى عليها في النِّداء، والزَّيدان والزيدون لو كانا مُعربَيْن لرفعَا بالألِف والواو، فيُبنيان عليهما في النِّداء.

• • • •
س461: أعرِب الجُمل الآتية:
1- يا محمدُ، وهل يصحُّ أن تقول: يا محمدًا، بالنصْب؟
2- يا مسلمُ، تريد مسلمًا بعينه.
3- يا رجلاً أغِثْنِي.
4- أيْ عليُّ قُمْ.
5- يا طالعًا جبلاً، أعنِّي، وهل يصحُّ أن تقول: يا طالِع؟
6- يا عبدَالله اجتهد، وهل يصحُّ أن تقول: يا عبدُالله، برفْع "عبد"؟
7- يا طالِبَ العِلم، اجتهد.
8- يا مُسلِمون.
9- يا رجُلان.
10- يا رجلين.
11- قال تعالى: ﴿ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ﴾ [سبأ: 10].
12- قال تعالى: ﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً ﴾ [ص: 26].
13- يا فتًى، لا تعْبَثْ، تُريد فتًى بعينه.
14- قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 14]، أعْرِب "يا ويلنا" فقط.
15- يا قاضِيَ الحاجات، اقضِ حاجتي.
16- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1].

الجواب:
1- يا محمد:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• محمَّد: منادًى مبنيٌّ على الضمّ، في محلِّ نصب.
ولا يصحُّ أن تقول: يا محمدًا بالنَّصْب؛ لأن المنادَى هنا مفرَد عَلَم.

2- يا مسلم:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• مسلم: منادًى مبنيٌّ على الضمّ، في محل نصْب؛ لأنَّه نَكِرة مقصودة.

3- يا رجلاً، أغثِني:
• يا: حرف نداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• رجلاً: منادًى منصوب؛ لأنَّه نكِرة غير مقصودة، وعلامَةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
• أغِثْنِي: أغِث: فِعل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضمير مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت، والنُّون للوقاية، والياء ضميرُ المتكلِّم مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ نصْب، مفعول به.

4- أيْ عليُّ قُمْ:
• أي: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• علي: منادًى مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ نصْب؛ لأنَّه مفرَد عَلَم.
• قُم: فِعل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضمير مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت.

5- يا طالعًا جبلاً، أعنِّي:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعْراب.
• طالعًا: منادًى منصوب؛ لأنَّه شبيهٌ بالمضاف، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وفاعله ضميرٌ مستتِر جوازًا، تقديرُه هو[2].
• جبلاً: مفعول به منصوب، وعلامَةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.
• أعنِّي: أعِن: فعل أمر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت، والنون الثانية للوقاية، حرْف مبنيٌّ على الكسْر، لا محلَّ له مِن الإعراب، وياء المتكلِّم ضمير مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
ولا يصح أن تقول: يا طالع بالرفع، لأن المنادى هنا شبيه بالمضاف، والمنادى الشبيه بالمضاف واجب النصب.

6- يا عبدالله، اجتهد:
• يا: حرْف نِداء مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• عبد: منادًى منصوب؛ لأنَّه مضاف، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهرة، وعبد مضاف.
• الله: لفْظ الجلالة، مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.
• اجتهد: فِعل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت، ولا يصحُّ أن تقول: يا عبدُ، بالرَّفْع؛ لأنَّ المنادَى هنا مضاف، والمنادَى إذا كان مضافًا وجَب نصبُه.

7- يا طالِبَ العلم، اجتهد:
• يا: حرْف نِداءٍ، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعْراب.
• طالب: منادًى منصوب؛ لأنَّه مضاف، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وطالب: مضاف.
• العِلم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.
• اجتهد: فِعل أمْر، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: أنت.

8- يا مسلمون:
• يا: حرْف نِداء: مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• مسلمون: منادًى نكِرة مقصودَة مبنيٌّ على الواو، نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه جمْع مذكَّر سالِم، وهو في محلِّ نصْب، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرَد.

9- يا رجلان:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له من الإعراب.
• رجلان: منادًى نكِرة مقصودة، مبنيٌّ على الألِف، نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مثنًّى، وهو في محلِّ نصْب، والنون عوضٌ عنِ التنوين في الاسم المفرَد.

10- يا رجلين:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
• رجلين: منادًى نكِرة غير مقصودة منصوبٌ، وعلامة نصْبه الياءُ نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسمِ المفرَد.

11- قال تعالى: ﴿ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ﴾ [سبأ: 10]:
• يا: حرْف نِداء مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• جبال: منادًى نكِرة مقصودة، مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصب.
• أوِّبي: أوِّب: فِعل أمر مبنيٌّ على حذْف النون؛ لاتِّصاله بياء المخاطَبة المؤنَّثة، والياء ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ رفْع فاعل.
• معه: مع: ظرْف زمان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، ومع: مضاف، والهاء ضميرٌ مبني على الضم، في محلِّ جر مضاف إليه.

12- قال تعالى: ﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً ﴾ [ص: 26]:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• داود: منادًى مبنيٌّ على الضم في محلِّ نصْب؛ لأنَّه مفرد عَلَم.
• إنا: إنَّ: حرْف توكيد ونصْب، ونا ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ نصْب، اسم "إنَّ".
• جعلْناك: جعَل: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "نا الفاعلين"، ونا الفاعلين ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح في محلِّ رفْع، فاعِل، والكاف ضمير المخاطَب مبنيٌّ على الفتْح في محلِّ نصْب، مفعول به أوَّل لـ"جعل".
• خليفة: مفعول به ثانٍ لـ"جعل" منصوب، وعلامة نَصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، والجُملة مِن "جعل" وفاعِله ومفعولَيه في محلِّ رفْع، خبر "إن".

13- يا فتى، لا تعبث:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• فتًى: منادًى نكِرة مقصودة مبنيٌّ على الضمَّة المقدَّرة، منَع من ظهورها التعذُّرُ، في محلِّ نصْب.
• لا: حرْف نهي، مبني على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• تعبث: فِعل مضارِع، مجزوم بـ"لا"، وعلامة جزْمه السُّكون، والفاعِل ضمير مستتِر وجوبًا، تقديره: "أنت".

14- قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 14]:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• ويلنا: ويْل: منادًى منصوب بياءِ النِّداء؛ لأنَّها في معنى "أدْعو"، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وويل مضاف، ونا ضمير مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ جرّ مضاف إليه.
ونوْع المنادَى هنا مضاف.

15- يا قاضِيَ الحاجات، اقضِ حاجتي:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• قاضِي: منادًى منصوب بياءِ النِّداء؛ لأنَّها في معنى "أدعو"، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرةُ في آخِرِه، وقاضي مضاف.
• الحاجات: مضافٌ إليه مجرور بـ"قاضي"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخره.
• اقضِ: فعل أمْر مبنيٌّ على حذْف حرْف العِلَّة "الياء"، والفاعِل ضميرٌ مستتِر وجوبًا، تقديره: "أنت".
• حاجتي: حاجَة: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسَبة، والحاجة مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ جر، مضاف إليه.

16- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر ﴾ [المدثر: 1]:
• يا: حرْف نِداء، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• أيها: أي: منادًى مبنيٌّ على الضم، في محلِّ نصْب، و"ها" حرْف تنبيه.
• المدثِّر: نعت لـ"أي" مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة[3].

[1] البيت في "خزانة الأدب" (1/278)، وفي "الأغاني" (12/113)، وقدِ استشهد به ابنُ هِشام - رحمه الله - في "مغني اللبيب" (1/58).
[2] ولا يُقال: إنَّ تقدير الضمير هنا: يا طالعًا أنت؛ وذلك لأنَّه لا يمكن أن يكون تقدير الضمير المستتر: "أنا، أو أنت، أو نحن" إلا في الأفعال، أمَّا اسم الفاعِل واسم المفعول، فإنَّهما لا يتحمَّلان ضميرًا مستترًا وجوبًا، تقديره: "أنا، أو أنت، أو نحْن" حتى إنَّ النحويِّين قالوا: لو قال قائلٌ: أنا قائِم، يكون فاعله مستترًا جوازًا، تقديره: هو.
[3] ورفْع "المدثر" في مِثل هذا التركيب واجبٌ عند الجمهور؛ لأنَّه هو المقصود بالنِّداء، وأجاز المازنيُّ نصبَه؛ قياسًا على جواز نصْب "الظريف" في قولك: يا زيدُ الظريف، بالرفع والنصب، وانظر: "شرْح ابن عقيل" (2/3/269).











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:18   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الرتب المختلفة لصوتي الضاد والظاء

الرتب المختلفة لصوتي الضاد والظاء

لم يَزَل العرب على مَرِّ الزَّمَن يُعنَون بترتيب حروفهم، مُراعين جُملةً من الاعتبارات، وسأُحاوِل الوقوف على رُتبة كُلٍّ مِن الضاد والظاء في تلك التَّراتيب.

الترتيب الأبجدي:
سَرى ترتيب الحروف الفينيقيَّة الاثنين والعشرين إلى سائر اللغات السَّامية، ومنها العربية، وقد نُعِت هذا الترتيب بالأبجدي؛ نِسبةً إلى أُولى كلماته السِّت (أبجد)، وكان الغرض منه حفظ تلك الحروف، واستخدامها أعدادًا في الحساب المسمَّى بـ(الجُمَّل).

وبعد أَنْ اقتبس السُّريان الأرقام الهندية تداولَتْها العرب فيما بينها[1]، لكنها بقيَتْ محافظةً على الاستعمال الحسابي الأبجدي حتى بعد الإسلام؛ إمَّا لِفَكِّ رُموز بعض النُّصوص والتَّنبُّؤ بالأمور الغَيبِيَّة، وإما في الطَّلاسِم السحريَّة، وإما لتأريخ الوقائع والحوادث المهمَّة.

ولأنَّ في ترتيب حروف الأبجدية روايتَين؛ فقد وُجدت أبجديتان: مَشرقيَّة (هي: أبجد، هَوز، حُطي، كَلَمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ)، ومغربية (هي: أبجد، هوز، حطي، كلمن، صعفض، قرست، ثخذ، ظغش)[2]،وبالعودة إلى الأبجديتَين؛ نجد أن: الضاد تحتل المرتبة السادسة والعشرين في المشرقية، والثامنة عشرة في المغربية، بينما تحتل الظاء في المشرقيَّة المرتبة السابعة والعشرين، والسادسة والعشرين في المغربية.

وباعتبار (حساب الجُمَّل) فرعًا عن الأبجدية، فهو عند المشارقة غيره عند المغاربة؛ فالقيمة العددية لحرف الضاد عند المشارقة هي (800)، وعند المغاربة هي (90)، وفي الجُمَّل المشرقيِّ يُساوي الظاء عدديًّا الرقم (900)، وهو في الجُمَّل المغربي مُساوٍ للرقم (800).

الترتيب الهِجائي:
دَعَت الحاجة العِلمية والتعليمية إلى إصلاح الخطِّ، وتمييز الحروف والحركات، وإعادة النَّظر في ترتيب الحروف العربية[3]؛ فظهر إلى الوجود الترتيب الهِجائي المَشرقيُّ على يد نصر بن عاصم ويحيى بن يَعْمر، زمنَ عبد الملك بن مروان، ومن الاعتباراتِ الَّتي رُوعِيَت في هذا التَّرتيب: تقديم الحروف المُزدَوجة على المُفرَدة، وضَمُّ كُلِّ حَرفٍ إلى شَبِيهِه في الرَّسم[4]؛ لأنَّ جَمعَ ما اتَّفَقَت صُورتُه في موضعٍ واحدٍ يكونُ أنسَبَ وأليقَ بأُصول التَّعليم[5]، وأسهلَ على المُتعلِّم.

ولِكَون الألفبائيَّةِ فرعًا عن الأبجديَّة، فقد كان ترتيب الحروف عند المغاربة بعد ضَمِّ كُلِّ حَرفٍ إلى شبيهِهِ في الشَّكل مختلِفًا عن المشارقة؛ ففي الألفبائية المَشرِقِيَّة أُنزلت الظَّاءالمرتبة السابعة عشرة، وفي المرتبة الخامسة عشرة جاءت الضَّاد، وكان للظَّاء في الألفبائية المغربية المرتبة الثالثة عشرة، تليها الضَّاد في المرتبة الرابعة عشرة[6].

الترتيب الصوتي:
أوَّلُ ترتيبٍ مُدَوَّنٍ معروف للحروف استنادًا إلى تدرُّجِها في الجهاز النُّطقي - يُعزى إلى الخليل، الذي اعتبر ترتيب الحروف على مخارجها الطبيعيَّة ذاهبًا مِن الصَّدر إلى الشَّفتَين، وبنى على هذا الوضع كتابَ "العين" الذي يقول في مُقدمته: "فهذه صورة الحروف التي أُلِّفت منها العربية على الولاء، وهي تِسعةٌ وعشرون حرفًا: ع، ح، هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، د، ت، ظ، ث ر، ل، ن، ف، ب م، و، الألف، ي، الهمزة"[7]، فأُنزِلت الضاد المرتبة العاشرة في هذه القائمة، وجاءت الظاء في المرتبة السابعة عشرة.

وتوالت القوائم الصَّوتية بعد الخليل؛ ومِن أشهرها: قائمة تلميذه سيبويه[8]، الذي ابتدأ مِن حروف المُعجَم بما يكون مِن أقصى الحلق، وتدرَّج إلى أن ختم بما يكون مخرجه الشَّفة[9]، وقد انتصر لترتيبِه هذا جمعٌ، منهم ابن جني الذي يقول: "ذِكرُ الحروف على مراتبها في الاطِّراد؛ وهي: الهمزة، والألف، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، والقاف، والكاف، والجيم، والشين، والياء، والضاد، واللام، والراء، والنون، والطاء، والدال، والتاء، والصاد، والزاي، والسين، والظاء، والذال، والثاء، والفاء، والباء، والميم، والواو"[10]، فلم يختَلِف ابن جِنِّي مع سيبويه إلاَّ في تقديمه القاف على الكاف، وتأخيره الضاد إلى ما بعد الياء[11]، ويُعلِّل ابن جني مَيلَه إلى هذا الترتيب قائلاً: "فهذا هو ترتيب الحروف على مَذاقِها وتَصعُّدِها، وهو الصَّحيح، فأما ترتيبها في كتاب "العين"، ففيه خَطَلٌ واضطرابٌ، ومُخالَفة لما قدَّمناه آنفًا مما رتَّبه سيبويه وتلاه أصحابُه عليه، وهو الصَّواب"[12]، وفي هذه القائمة تتأخَّرُ الضاد لتحتل المرتبة الثالثة عشرة، وتأتي الظاء في المرتبة الثالثة والعشرين.

أمَّا في التَّرتيب الصَّوتي الحديث، فتأتي الضَّاد في المرتبة الثانية عشرة عند بعضهم، وفي العاشِرة عند أغلب علماء الصوتيات المُعاصِرين، أي: في المرتبة نفسها التي وضعَها فيها الخليل، وللظاء الرتبة الخامسة والعشرون عند معظم علماء الصوتيات المُعاصِرين.

ومع بروز الحاجة إلى كتابة موحَّدة للغات المختلفة، ظهرت (سنة 1888م) الألفبائية الصوتية العالميَّة مُعتمِدةً الحرف الروماني؛ وفيها يُرمز للظاء بالرَّمز ( )، وللضاد الأصلية بالرَّمز ( )، وللضاد الدَّاليَّة بالرَّمز ( ) [13]، وإنما خُصَّ هذا الألوفون بالرَّمز دون غيره؛ لكونه الأكثر شيوعًا واستعمالاً.

ترتيب الشيوع:
هذا النوع مِن الترتيب تُراعى فيه نسبة استعمال صوتٍ بعينه في لغةٍ ما، وتكون رُتبَتُه بحسب كثرة أو قِلَّة توظيفه في المفردات، وبالنسبة للأصوات العربية، يَقتضي المقام النَّظر في نِسبة توظيفها داخل النَّصِّ القُرآني والمُعجم العربي.

1- القرآن الكريم:
لأنَّ بعضَ سُوَرِ القرآن مُفتَتَحٌ بحروف مُقطَّعةٍ، والبعض الآخر خالٍ منها؛ فالبحث يَستوجِبُ الوقوف على نسبة استعمال الأصوات اللغوية في فواتح السُّوَر، ثم في باقي مُفردات المصحف.

أ- في فواتح السوَر: بُدِئَت تسعٌ وعشرون سورةً من القرآن بحروفٍ مقطَّعةٍ، عِدَّتُها أربعةَ عشرَ حَرفًا، جمَعَها بعضُهم في عبارات منثورة منها: "نصٌّ حَكيمٌ قاطعٌ له سِر"، وقد كانت الضاد والظاء ضمن الحروف المتروكة؛ ويُعلِّل الزمخشري تَرْكَها بقوله: "إذا استَقرَيت الكَلِمَ وتراكيبَها، رأيت الحروف التي ألغى الله ذكرَها من هذه الأجناس المعدودةِ مَكثورةً بالمذكورة منها"[14]، فَانعَكَست قِلَّةُ استعمالها في الكلام العربي على توظيفها القرآني.

ب- في مُفرَدات المصحف: عن ترتيب دوران الحروف في المفردات القرآنية باعتبار الكثرة والقِلة؛ يقول القَلقشَندي: "واعلم أنَّ كلام العرب أكثر ما يقع فيه على ما دَلَّ عليه استقراء القرآن الكريم: الألف، ثم اللام، ثم الميم، ثم الياء المُثناة تحت، ثم الواو، ثم النون، ثم الهاء، ثم الراء المُهملة، ثم الفاء، ثم القاف، ثم الدال المُهمَلة، ثم الذال المعجمة، ثم اللام ألف، ثم الحاء المهمَلة، ثم الجيم، ثم الصاد المهملة، ثم الخاء المعجمة، ثم الشين المُعجمة، ثم الضاد المعجمة، ثم الزاي المعجمة، ثم الثاء المثلَّثة، ثم الطاء المهملة، ثم الغَين المعجمة، ثم الظاء المعجمة"[15]في مؤخِّرة القائمة، في المنزلة الرابعة والعِشرين، بعد الضاد التي أُنزلت المرتبة التاسعة عشرة.

ويَستَطرِد القَلقشَندي؛ فَيقول مُعلِّقًا على هذا التَّرتيب: "وقد جمَع بعضهم أحرف الكثرة في قوله: (اليمونه)، وبعضهم يجمعها في قوله: (اليوم هن)، وجمع الحروف المتوسِّطة في قوله: (رعفت بكدس قحج)، وجمع أحرف القِلة في قوله: (طظغ صخذز ثضش)"[16]، والمُلاحَظ هُنا أنَّ القائمة سالِفة الذِّكرِ أَغفَلَت خمسةً من الحروف المتوسطة الدَّوران، وهي: (الباء والتاء والسين والعين والكاف)؛ فلم تُحدِّد رُتَبَها، وتقدَّمت الذال المُعجَمَة فيها على ثلاثة من الحروف المتوسِّطة، كما أن اللام ألف لم يُنصَّ عليها في العبارة التي تجمع تلك الحروف.

2- المعجم العربيت:
كان الجاحظ من الأوائل الذين تفطَّنوا إلى قضية الشيوع الاستِعمالي، وهو يقول في هذا السِّياق: "ولكُلِّ لغة حروفٌ تدور في أكثر كلامها؛ كنحو استعمال الروم للسِّين، واستعمال الجَرامِقة[17] للعين" [18]، ولعلَّ هذه الإشارة العابرة هي التي دفعت ابنَ دُرَيد إلى استقراء مواقع الحروف في كلام العرب باعتبار الأسباب اللسانية في دورانها، فرأى: "أنَّ أكثر الحروف استعمالاً عند العرب: الواو، والياء، والهمزة[19]، وأقل ما يستعملون - لِثِقَلها على ألسنتهم - الظَّاء ثم الذَّال، ثم الثَّاء ثم الشِّين، ثم القاف ثم الخاء، ثم العين ثم الغين، ثم النُّون ثم اللاَّم، ثم الرَّاء ثم الباء ثم الميم، فأخفُّ هذه الحروف كُلِّها ما استعملته العرب في أصول أبنيتِهم من الزَّوائد لاختلاف المعنى"[20]، وهي حروف الزِّيادة العشرة المجموعة في قولهم (سألتمونيها).

فعلى هذا يكون استعمال صوت الضاد متوسِّطًا في اللسان العربي، وقليلاً في النَّص القرآني، أما الظاء، فأقل الأصوات استعمالاً فيهما معًا؛ لا لِشيءٍ إلا لِثِقَلها البيِّن على اللسان، وقد أشار إلى ذلك الجاحظ فيما حكاه عن يَزيد مولى عون قال: "كان رجلٌ بالبصرة له جاريةٌ تُسمَّى "ظمياء"، فكان إذا دعاها قال: يا ضمياء! بالضاد فقال له ابن المقفَّع: قُل: يا ظمياء! فناداها: يا ضمياء! فلما غَيَّر عليه ابن المقفَّع مرَّتين أو ثلاثًا، قال: هي جاريتي أو جاريتك؟!"[21]، ثم نقل الجاحظ عن نَصر بن سيار قوله: "لا تُسمِّ غلامك إلا باسمٍ يخِفُّ على لسانك"[22]، في إشارةٍ إلى أنَّ صوت الظاء مما يثقُل على اللسان، وهذا ما يُفسِّر إعراض جملة الألسن البشرية عن استعماله، وقِلَّة دَوَرانه على اللِّسان العربي.

وبلُغة الأرقام يُحدِّثُنا مكي درَّار قائلاً: "يحتلُّ صوت الضَّاد المكانة السادسة مِن كل ألف، وهي نسبة تدلُّ على ضعف مكانته في موقعيات الأداء، ولم يبقَ مِن ورائه إلا ستة أصوات"[23]، آخِرها الظاء، التي "لِغَرابتها صارت أقلَّ حروف المُعجَم وجودًا في الكلام، وتصرُّفًا في اللَّفظ، واستعمالاً في ضُروب المنطِق، فهي لا توجد إلاَّ في نحو مائة كلمة من جملة كلام العرب؛ منظومِه ومَنثورِه، وغريبه ومشهورِه" [24]، ولِغرابتِها أيضًا؛ فالغالبُ دخولها في غرائب المُفرَدات العربية؛ كما في: الكعيظ والجنعاظ، والجعظري، والجعظار، والشنظير، والشيظم.

[1] انظر: أنيس فريحة: نظريات في اللغة، دار الكتاب اللبناني، لبنان، ط2، 1981 (ص: 90).
[2] انظر: القلقشندي، أحمد بن علي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا (3: 24).
[3] الرافعي، مصطفى صادق، تاريخ آداب العرب (1: 89).
[4] انظر: إميل بديع يعقوب وجروس برس، الخط العربي، دار الجيل، لبنان، ط: 1، 1986 (ص: 37).
[5] انظر: إميل بديع يعقوب، موسوعة الحروف في اللغة العربية (ص: 445).
[6] مكي درار، الضاد العربية إلى أين؟، مجلة القلم (ص: 87).
[7] الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين (1: 58).
[8] انظر: سيبويه، عمرو بن عثمان، الكتاب (4: 433، 434).
[9] الإستراباذي، محمد بن الحسن، شرح شافية ابن الحاجب (3: 251).
[10] ابن جني، عثمان، سر صناعة الإعراب (1: 45).
[11] انظر: أحمد مختار عمر، البحث اللغوي عند العرب، عالم الكتب، مصر، ط: 6، 1988 (ص: 115).
[12] أحمد مختار عمر، البحث اللغوي عند العرب (ص: 115).
[13] انظر: الغامدي، منصور بن محمد، الألفبائية الصوتية الدولية والحرف الروماني، مركز علوم وتقنية الأصوات، السعودية، 2000 (ص: 10).
[14] الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، تح: عبدالرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي، لبنان، ط: 1، 1993 (1: 71).
[15] القلقشندي، أحمد بن علي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا (9: 237).
[16] القلقشندي، أحمد بن علي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا (9: 237).
[17] الجَرامِقَةُ: قومٌ من العَجَم صارُوا بالمَوْصِل في أَوائل الإِسْلام، وقال اللَّيثُ: جَرامِقَةُ الشام: أنباطُها، الواحِدُ مِنهُم: جرمقانيٌّ، ويُقال أَيضًا في الواحِد منهم: الجرمقيُّ.
انظر: المرتضى الزَّبيدي، محمد بن محمد، تاج العروس من جواهر القاموس (25: 125).
[18] الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين(1: 65).
[19] قد يبدو هذا مُتعارِضًا مع ما تقرَّر من كون: الهمزة مُستَثقَلةً عندهم؛ لذلك دخلها الحذف والبدل في كثير من الكلام، والجواب عن هذا الإشكال مِن وجوه:
أولها: المرونة التي في هذا الصوت؛ فالمتكلِّم قادرٌ على إعلالها وقلبها والتَّلعُّب بها كيفما شاء، ولا يَتأتَّى له هذا في غيرها من الحروف.
والثاني: مُجاوِرة مخرجها لمخرَج أخفِّ الحروف، وهو الألف.
والثالث: توظيفها في الفصل بين الأصوات مُتقارِبة المخارج، بالنظر إلى تباعُدها عن مخارج أكثر الأصوات؛ ففُصِلَ بها بين الدال والباء في نحو: (دأب)، وذلك أحسن مِن الفصل بينهما بالفاء لو جاء عنهم نحو (دفب)، وفُصل بها بين النون واللام في (نأل)، ولو فُصل بينهما بالراء، فقيل: (نرل) لم يكن حسنًا، ويُنظر في هذا: عثمان بن جني، سر صناعة الإعراب (2: 812).
[20] ابن دريد، محمد بن الحسن، جمهرة اللغة (1: 50).
[21] الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين (2: 211).
[22] المرجع نفسه.
[23] مكي درار، الضاد العربية إلى أين؟، مجلة القلم (ص: 87).
[24] الداني أبو عمرو، عثمان بن سعيد، الفرق بين الضاد والظاء (ص: 34).











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:19   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي س وج على شرح المقدمة الآجرومية ( 40/ 44) أسئلة على باب "لا"

س وج على شرح المقدمة الآجرومية ( 40/ 44)
أسئلة على باب "لا"

س446: ما الذي تعمله "لا" النافيةُ للجِنس؟
الجواب:
تعمل "لا" النافيةُ للجِنس عمل "إنَّ"، فتنصب الاسمَ لفظًا، أو محلاًّ، وترْفَع الخبر.

♦ ♦ ♦
س447: ما هي شروطُ وجوبِ عمل "لا" النافية للجِنس؟
الجواب:
شروط وجوبِ عمل "لا" النافية للجِنس أربعة، هي:
1- أنْ يكون اسمُها نَكِرةً.
2- أنْ يكون اسمُها متصلاً بها؛ أي: غير مفصول عنها، ولو بالخَبَر.
3- أن يكون خبرُها نكرةً أيضًا.
4- ألاَّ تتكرَّر "لا".

♦ ♦ ♦
س448: إلى كم قسم ينقسِم اسم "لا"؟
الجواب: اسم "لا" على ثلاثةِ أنواع، هي:
1- المفرَد.
2- المضاف إلى نَكِرة.
3- الشبيه بالمضاف.

♦ ♦ ♦
س449: ما حُكم اسم "لا" المفرَد؟
الجواب:
حُكمه أنه يُبنَى على ما يُنصَب به، فإذا كان نصبُه بالفتحة بُني على الفتح، نحو: لا رجلَ في الدار.
وإنْ كان نصبُه بالياء - وذلك المثنى وجمع المذكَّر السالِم - بُني على الياء، نحوَ: لا رجلين في الدار.
وإنْ كان نصبُه بالكسرة، نيابةً عن الفتحة - وذلك جمع المؤنث السالِم - بُنِي على الكسْر، نحو: لا صالحاتِ اليوم.

♦ ♦ ♦
س450: ما هو المفرد في باب "لا" والمنادَى؟
الجواب:
المفرَد في باب "لا" وفي باب المنادَى هو ما ليس مضافًا، ولا شبيهًا بالمضاف، فيدخُل فيه المثنَّى، وجمْع التكسير، وجمع المذكَّر السالِم، وجمع المؤنَّث السالِم.

♦ ♦ ♦
س451: ما حُكم اسم "لا" إذا كان مضافًا، أو شبيهًا به؟
الجواب:
اسم "لا" المضاف أو الشبيه بالمضاف يُنصَب بالفتحة الظاهِرة، أو بما ناب عنها.
ومثال المضاف: لا طالِبَ علمٍ ممقوت.
ومثال الشبيه بالمضاف: لا مستقيمًا حالُه بيْن الناس مذموم.

♦ ♦ ♦
س452: ما الحُكم إذا تكرَّرت "لا" النافية؟
إذا تكرَّرت "لا" النافية لم يجِب إعمالُها، بل يجوز إعمالها إذا استوفتْ بقية الشروط، ويجوز إهمالها، فتقول على الإعمال: لا رجلَ في الدار، ولا امرأةَ - بفَتْح "رجل، وامرأة"، وتقول على الإهمال: لا رجلٌ في الدَّار، ولا امرأةٌ - برفع "رجل، امرأة".

♦ ♦ ♦
س453: ما الحُكم إذا وقَع بعدَ "لا" النافية معرفة؟
الجواب:
إذا وقَع بعد "لا" معرفة وجَب إلغاء "لا" وتَكْرارها، نحو: لا محمَّد زارني، ولا بَكْر.

♦ ♦ ♦
س454: ما الحُكم إذا فَصَل بين "لا" واسمها فاصلٌ؟
الجواب:
إذا فصَل بين "لا" واسمها فاصلٌ ما، وجَبَ إلغاؤها وتَكْرارها، نحو: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ﴾ [الصافات: 47]، فـ"غولٌ" مبتدأ مؤخَّر، و"فيها": متعلِّق بمحذوف خبر مقدَّم، و"لا" نافية مهملة.

♦ ♦ ♦
س455: ما معنى كون "لا" نافية للجِنس؟
الجواب:
المعنى أنها تدلُّ على نفي الخبر عن جميع أفراد جِنس اسمها على سبيلِ التنصيص، لا على سبيلِ الاحتمال.
♦ وإنما قلت: التنصيص: احترازًا مِن التي يقَع الاسم بعدها مرفوعًا، نحو: لا رجلٌ قائمًا، فإنَّها ليستْ نصًّا في نفي الجنس، إنها تحتمل نفيَ الواحد ونفْيَ الجِنس.

فبتقدير إرادة نفْي الجنس لا يجوز: لا رجل قائمًا، بل رجلان.
وبتقدير إرادة نفْي الواحد يجوز: لا رجل قائمًا، بل رجلان.
وأما "لا" هذه، فهي لنفْي الجنس ليس إلاَّ، فلا يجوز لا رجلَ قائمٌ، بل رجلانِ.

♦ ♦ ♦
س456: أعرِب الجمل الآتية:
1- لا إله إلا اللهُ.
2- لا درهمَ عندي ولا دينار.
3- لا ناقةَ لي فيها ولا جمل، بيِّن الأوجه التي تجوز في هذه الجملة، ثم أعرِبْها على هذه الأوجه كلها؟
4- لا رجلين قائمان، وهل يجوز أن تقول: لا رجلان؟
وما هو نوع اسم "لا" في هذا المثال؟
5- لا عِلمَ بدون تعب.
6- لا ساكنًا في البيت غريب.
7- لا حاملَ فقهٍ فقيهٌ.
8- لا في البيت رجل، ولا امرأة.

الجواب:
1- لا إله إلا الله:
♦ لا: نافية للجِنس، تعمل عمل "إنَّ" فتنصب الاسم، وترفَع الخبر.
♦ إله: اسم "لا" مبنيٌّ على الفتح، في محل نصب، وخبر "لا" محذوف، تقديرُه "حق" مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة في آخِره.
♦ إلاَّ: أداة استثناء ملغاةٌ؛ لأنَّ الكلام تامٌّ منفي.
♦ الله: بدَل مِن الخبر المحذوف، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

2- لا درهم عندي، ولا دينار:
♦ لا: نافية للجِنس، تعمل عملَ "إن" فتنصب الاسم، وترفَع الخبر.
♦ درهم: اسم "لا" مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ نصْب.
♦ عندي: عند: ظرْف مكان منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه فتحة مقدَّرة، منَع مِن ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحرَكة المناسبة، وعند مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبني على السُّكون، في محلِّ جر مضاف إليه، وعندَ متعلق بمحذوف خبر "لا"، والتقدير: لا دِرْهم كائن عندي.
♦ ولا: الواو حرْف عطف، ولا: نافية للجِنس أيضًا.
♦ دينار: اسم "لا" مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ نصب، وخبر "لا" الثانية محذوف، دلَّ عليه ما قَبله.
وجملة "لا" الثانية، مع اسمها وخبرها معطوفةٌ بالواو على جُملة "لا" الأولى واسمها وخَبَرها.

3- لا ناقة لي فيها ولا جَمَل:
اعلم - رحمك الله - أنَّ مِثل هذا التركيب - وهو أن يؤتَى بعد "لا" والاسم الواقِع بعدها بعاطِف ونَكرة، وتتكرَّر "لا" - يجوز فيه خمسةُ أوجه؛ وذلك لأنَّ المعطوف عليه - الاسم الأوَّل - إما أن يُبنى مع "لا" على الفتْح، أو ينصب، أو يُرَفع:
♦ فإنَّ بُنيَ معها على الفتْح، جاز في الثاني ثلاثةُ أوجه، الفتْح، والنَّصْب، والرفْع:
الأولى: البناء على الفتْح: لتركبه مع "لا" الثانية، وتكون "لا" الثانية عامِلة عمل "إن"، فتقول: لا ناقةَ لي فيها، ولا جَمل.
الثاني: النَّصْب: عطفًا على محلِّ اسم "لا"، وتكون "لا" الثانية زائدةً بين العاطِف والمعطوف، فنقول: لا ناقةَ لي فيها، ولا جملاً.

ومنه قول الشاعِر:
لاَ نَسَبَ الْيَوْمَ وَلاَ خُلَّةْ
اتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعْ[1]
الثالِث: الرَّفْع، وفيه ثلاثةُ أوجه:
الأوَّل: أن يكون معطوفًا على محلِّ "لا" واسمها؛ لأنَّهما في موضع رفْع بالابتداء عندَ سيبويه، وحينئذٍ تكون "لا" زائدة.
الثاني: أن تكون "لا" الثانية عملتْ عمل "ليس".
الثالث: أن تكون مرفوعًا بالابتداء، وليس لـ"لا" عملٌ فيه، فتقول:لا نَاقةَ لي فيها، ولا جملٌ.

ومنه قول الشاعر:
هَذَا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بِعَيْنِهِ
لاَ أُمَّ لِي - إِنْ كَانَ ذَاكَ - وَلاَ أَبُ[2]

ومنه أيضًا قول المتنبي:
لاَ خَيْلَ عِنْدَكَ تُهْدِيهَا وَلاَ مَالُ
فَلْيُسْعِدِ النُّطْقُ إِنْ لَمْ يُسْعِدِ الْحَالُ[3]

- وإنْ رُفِع الاسم الأوَّل - المعطوف عليه - جاز في الثاني وجهان:
الأوَّل: البِناء على الفتْح: فتقول: لا ناقةَ لي فيها، ولا جملَ.

ومنه قول الشاعر:

فَلاَ لَغْوٌ وَلاَ تَأْثِيمَ فِيهَا
وَمَا فَاهُوا بِهِ أَبَدًا مُقِيمُ[4]

والثاني: الرفع، فتقول: لا ناقةٌ لي فيها ولا جملٌ.

ولا يجوز النَّصْب للثاني؛ لأنَّه إنما جاز فيما تقدَّم للعطف على محلِّ اسم "لا"، و"لا" هنا ليستْ ناصبة، فيسقط النصب؛ ولهذا قال ابن مالك - رحمه الله - في الألفية:
وَإِنْ رَفَعْتَ أَوَّلاً لاَ تَنْصِبَا[5]

4- لا رجلين قائمان:
♦ لا: نافية للجِنس، تعمل عمل "إنَّ"، فتنصب الاسمَ، وترفَع الخَبر.
♦ رجلين: اسم "لا" مبنيٌّ على الياء، نيابةً عن الفتحة، في محلِّ نصب، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسمِ المفرد.
♦ قائمان: خبر "لا" مرفوع، وعلامة رفعِه الألِف، نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه مثنًّى، والنون عوضٌ عن التنوين في الاسمِ المفرَد.

ولا يجوز هنا أن تقول: لا رجلان.

ونوع اسم "لا" هنا: مفرد؛ لأنه ليس مضافًا، ولا شبيهًا بالمضاف.

5- لا عِلمَ بدونِ تعَب:
♦ لا: نافية للجنس، تعمل عمل "إنَّ" فتنصب الاسم، وترفع الخبر.
♦ علم: اسم "لا" مبنيٌّ على الفتْح، في محل نصب.
♦ بدون: الباء حرْف جرٍّ، ودون: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره، ودون مضاف، والجار والمجرور متعلِّق بمحذوف خبر "لا"، والتقدير: لا عِلم كائنٌ بدون تعب.
♦ تعَب: مضافٌ إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة.

6- لا ساكنًا في البيت غريب:
♦ لا: نافية للجنس.
♦ ساكنًا: اسم "لا" منصوب؛ لأنَّه شبيهٌ بالمضاف، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
♦ في: حرْف جر، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
♦ البيت: اسم مجرور بـ"في"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة، والجار والمجرور متعلِّق بـ"ساكنًا".
♦ غريب: خبَر "لا" مرفوع بها، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

7- لا حاملَ فقهٍ فقيهٌ:
♦ لا: نافيةٌ للجنس.
♦ حامل: اسم "لا" منصوب بها؛ لأنَّه مضاف، وعلامة نصبِه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وحامل مضاف.
♦ فقه: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.
♦ فقيه: خبَر "لا" مرفوع بها، وعلامة رفعِه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

8- لا في البيت رجل، ولا امرأة:
♦ لا: نافية للجِنس ملغاةٌ لا عملَ لها.
♦ في البيت: جارٌّ ومجرور متعلِّق بمحذوف خبَر مقدَّم.
♦ رجل: مبتدأ مؤخَّر مرفوع بالابتداء، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.
♦ ولا: الواو حرْف عطْف، لا: زائدة لتأكيدِ النفي.
♦ امرأة: معطوف على "رجل" مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

[1] البيت لأنس بن العبَّاس بن مرداس، وقيل: بل هو لأبي عامر جَدِّ العباس بن مرداس، ويُروى عَجُز البيت مِن كلمة عينية، وبعدَه:
كَالثَّوْبِ إِذْ أَنْهَجَ فِيهِ البِلَى
أَعْيَا عَلَى ذِي الحِيلَةِ الصَّانِعِ
ورَوى أبو علي القالي صدْرَ هذا البيت مع عجُز آخَر، وهو:
اتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاتِق
من كلمة قافية، وقبله:
لاَ صُلْحَ بَيْنِي - فَاعْلَمُوهُ - وَلاَ
بَيْنَكُمُ مَا حَمَلَتْ عَاتِقِي
سَيْفِي وَمَا كُنَّا بِنَجْدٍ وَمَا
قَرْقَرَ قَمَرُ الوَادِ بِالشَّاهِقِ
وانظر بيت الشاهد في "الكامل في الأدب" (2/53)، و"الكتاب" لسيبويه (2/285)، و"شرْح ابن عقيل" (1/2/12)، و"همْع الهوامع" للسيوطي (3/445).
[2] اختلف العلماءُ في نِسبة هذا البيت اختلافًا كثيرًا، فقِيل: هو لرجلٍ مِن مذحج، وكذلك نسبوه في كتاب سيبويه، وقال أبو رياش: هو لهمام بن مُرَّة أخي جساس بن مرَّة قاتل كليب، وقال ابنُ الأعرابي: هو لرجلٍ مِن بني عبدمناف.
وقال الحاتمي: هو لابن أحمر.
وقال الأصفهاني: هو لضمرةَ بنِ ضمرة.
وقال بعضُهم: إنَّه من الشعر القديم جدًّا، ولا يُعرف له قائل.
وهذا البيت موجودٌ في "الأصول في النحو" (1/386)، و"المقتضب" (4/371)، و"شرح ابن عقيل" (1/2/13)، و"الكتاب" لسيبويه (2/292)، و"مجموعات شعرية" (1/14).
[3] البيت في "ديوان المتنبي"، و"خزانة الأدب" (2/312)، و"مجموعات شعرية" (1/901).
[4] البيت لأُميَّة بن أبي الصَّلْت، وهو موجودٌ في "شرح ديوان المتبني" (2/102)، و"خزانة الأدَب" للبغدادي (4/449)، و"سر صناعة الإعراب" (1/415)، و"شرح ابن عقيل" (1/2/15).
[5] الألفية باب "لا" التي لنفْي الجِنس، البيت رقم (200).











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:20   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (39/ 44) أسئلة على باب الاستثناء

س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (39/ 44)
أسئلة على باب الاستثناء

س437: ما هو الاستثناء لُغةً واصطلاحًا؟
الجواب:
الاستثناء معناه في اللُّغة:
مُطلَق الإخراج، يقال: استثنيتُ كذا مِن كذا؛ أي: أخرجتُه.

وهو في اصطلاح النُّحاة عبارة عن: إخراج بعضِ أفراد العام بـ"إلاَّ" أو إحدى أخواتها، ولولا ذلك الإخراجُ لكان داخلاً فيما قبلَ الأداة.
♦ ♦ ♦ ♦

س438: ما هي أدواتُ الاستثناء؟ وإلى كم قِسم تنقسم أدواتُ الاستثناء؟
الجواب:
اعلم أنَّ أدواتِ الاستثناء كثيرة، وقد ذكَر ابنُ آجروم منها ثمانية، هي: إلا، وغير، وسوى، وسواء، وخلا، وعدَا، وحاشا.

وتنقسم أدوات الاستثناء إلى ثلاثةِ أقسام:
النوع الأوَّل: ما يكون حرفًا دائمًا اتِّفاقًا، وهو "إلا".

والنوع الثاني: ما يكون اسمًا دائمًا اتِّفاقًا، وهو أربعة، وهي: "سِوى" بالقصْر وكَسر السين، و"سُوى" بالقصْر وضمِّ السين، و"سَوَاء" بالمد وفتْح السين، و"غَيْر".

والنوع الثالث: ما يكون حرفًا تارةً، ويكون فعلاً تارةً أخرى، وهو ثلاث أدوات، وهي: خلا، وعدا، وحاشا.
♦ ♦ ♦ ♦

س439: كم حالة للاسم الواقِع بعدَ "إلا"؟ ومتَى يجب نصبُ الاسم الواقِع بعدَ "إلاَّ"؟ ومتى يجوز نصْب الاسم الواقِع بعد "إلا" وإتْباعه لما قبلها؟ وما معنى كون الكلام تامًّا؟ وما معنى كونه منفيًّا؟
الجواب:
للاسم الواقِع بعدَ "إلاَّ" ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى:
وجوب النصْب على الاستثناء.

الحالة الثانية:
جواز إتباعه لما قبل "إلاَّ" على أنَّه بدل منه، مع جواز نصْبه على الاستثناء.

الحالة الثالثة:
وجوب إجْرائه على حسبِ ما يَقتضيه العاملُ المذكور قبلَ "إلا".

ويجب نصْبُ الاسم الواقِع بعدَ "إلا" إنْ كان الكلام السابِق تامًّا موجبًا، سواء كان الاستثناء متصلاً بأنْ كان المستثنى مِن جِنس المستثنى منه، أو منقطعًا بأنْ كان المستثنى مِن غير جِنس المستثنى منه، نحو: قام القوم إلا حمارًا، فإنه تامٌّ موجب، والحمار ليس مِن جنس المستثنى منه.

ويجوز نصبُ الاسم الواقِع بعد "إلا" وإتْباعه لما قبلها إنْ كان الكلام السابق تامًّا منفيًّا.

ومعنى كون الكلام تامًّا: أن يُذكَر فيه المستثنى منه.

ومعنى كون الكلام منفيًّا: أنْ يسبقَه نفيٌ أو شِبهه، وشبه النَّفي هو النهي والاستفهام والدُّعاء.
♦ ♦ ♦ ♦

س440: ما هو حُكم الاسم الواقِع بعد: سِوى، وسُوى، وسَواء، وغير؟
الجواب:
الاسم الواقِع بعدَ سِوى، وسُوى، وسَواء، وغير: يجِب جرُّه بإضافةِ الأداة إليه؛ أي: إنَّه يُعرَب مضافًا إليه دائمًا.
♦ ♦ ♦ ♦

س441: كيف تُعرب "سِوى، وسُوى، وسَوَاء، وغير"؟
الجواب:
تأخذ "سواء، وسِوى، وسُوى، وغير" حكم الاسم الواقع بعد "إلا" على التفصيل الآتي:
1- إنْ كان الكلام تامًّا موجبًا: نصبتها وجوبًا على الاستثناء، نحو: قام القومُ سواءَ زيد.
2- وإنْ كان الكلام تامًّا منفيًّا: أتْبعتها لما قبلها أو نصبْتها، نحو: ما يَزورني أحد غيرُ الأخيار، أو غيرَ الأخيار.
3- وإنْ كان الكلام ناقصًا منفيًّا: أجريتها على حسبِ العوامل، نحو: لا تتَّصل بسواءِ الأخيار.
4- وإنْ كان الكلام منقطعًا وجَب نصبها: نحو: ما قام القومُ سواءَ حمار، فيجب نصب "سواء".
♦ ♦ ♦ ♦

س 442: ما حُكم الاسم الواقِع بعد "خلا، وعدا، وحاشا"؟
الجواب:
الاسم الواقِع بعد "خلا، وعدا، وحاشا" يجوز لك أن تنصبَه، ويجوز لك أن تجرَّه، والسرُّ في ذلك أنَّ "خلا، وعدا، وحاشا" تُستعمل أفعالاً تارة، وتستعمل حروفًا تارةً أخرى.

فإنْ قدرتها أفعالاً[1]، نصبتَ ما بعدها على أنه مفعولٌ به، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "هو".

وإنْ قدرتها حروفًا، خفضتَ ما بعدها على أنَّه مجرور بها[2].

قال ابن مالك - رحمه الله - في ألفيته:
وَحَيْثُ جَرَّا فَهُمَا حَرْفَانِ كَمَا هُمَا إِنْ نَصَبَا فِعْلاَنِ[3]

ومحل هذا التردُّد فيما إذا لم تتقدَّم عليها "ما" المصدريَّة، فإن تقدَّمت عليها "ما" هذه، وجَب نصْب ما بعدَها، وسبب ذلك أنَّ "ما" المصدرية لا تدخُل إلاَّ على الأفْعال؛ فهي أفعال ألبتةَ إنْ سبقتهنَّ.

فنحو: قام القوم خلا زيد، يجوز فيه نصب "زيد" وخَفْضه.

ونحو: قام القوم ما خلا زيدًا، لا يجوز فيه إلاَّ نصْب زيد.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم.
♦ ♦ ♦ ♦

س443: أعرب الجمل الآتية:
1- قام القوم إلا زيدًا.
2- ما قام القوم إلا زيدٌ أو: إلا زيدًا.
3- ما مررتُ بطالب إلاَّ زيدٍ.
4- ما قرأت كتبًا إلا متن الآجرومية. وهل تختلف صورة اللفظ في هذا المثال بين نصب المستثنى على البدلية، ونصبه على الاستثناء؟
5- ما قام إلا زيدٌ.
6- مررت بالقوم غير زيدٍ.
7- ما رأيتُ غير زيدٍ.
8- ما قام القومُ غيرُ زيدٍ، أو غيرَ زيدٍ.
9- قام القومُ ما خلا زيدًا.
10- رأيتُ القوم عدَا زيدًا، أو عدَا زيدٍ.
11- أكَل القوم حاشَا زيدٍ.
12- ما رأيتُ أحدًا إلاَّ زيدًا.
13- قام القوم حاشا زيدًا.
14- قام القومُ ما عدا زيدًا، وهل يجوز الجرُّ في مِثل هذا التركيب؟
15- ما قام الرِّجال إلا زيدٌ، وهل يجوز أن تقول: ما قام الرِّجال إلا زيدٍ، بجر "زيد"؟
16- ما قام إلا زيدٌ، وهل يجوز أن تقول: ما قام إلا زيدًا - بنصب "زيد"؟
17- أكَل الغلام رغيفًا إلا نِصْفَه؟
18- ما جاءَ القوم إلا فرسًا، وهل يجوز وجه آخَر في كلمة "فرسًا" غير النَّصْب؟
19- لا يُجيب على السؤال إلا مَن حضَر؟
20- نَجَح الطلبةُ ما عدا المهملَ؟
21- أكْرم الطلبة إلا المهملَ، وهل يجوز أن تقول: إلا المهملُ - بالرفع؟
22- أكرمتُ القومَ كلَّهم إلا زيدًا، وما تقول في الاستثناء هنا: هل هو واجبُ النصب أم لا؟ ولماذا؟
23- خسِر الناس إلا المؤمنين، وهل يجوز أن تقول: إلا المؤمنون - بالرَّفْع؟
24- جاء القومُ غيرَ عمروٍ، وهل يجوز أن تقول: غيرُ عمرو - برفع "غير"؟
25- ما قام القومُ غيرُ زيد، أو: غيرَ زيد؟
26- ما قام غيرُ زيد؟

الجواب:
1- قام القوم إلاَّ زيدًا:
• قام: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• إلا: أداة استثناء، حرْف مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• زيدًا: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخره، وهو هنا واجبُ النصب؛ لأن الكلام تامٌّ مثبَت.

2- ما قام القوم إلا زيدٌ، أو: إلا زيدًا:
• ما: نافية، حرْف مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• قام: فعلٌ ماضٍ مبني على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• إلا: أداة استثناء، حرْف مبني على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• زيدٌ: بدلٌ مِن "القوم"، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهرة في آخِره.

والوجه الثاني: زيدًا: بالنصب، إعْرابه: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

ووجه جواز الوجهين - الإتْباع على البدليَّة، والنصب على الاستثناء - في هذا المثال: أنَّ الكلام تامٌّ منفي.

3- ما مررت بطالب إلا زيدٍ:
• ما: نافية.

• مررتُ: فِعل، وفاعل.

• بطالب: جارٌّ ومجرور متعلِّق بـ"مررت".

• إلا: أداة استثناء مُلْغاة.

• زيد: بدل مِن "طالب"، وبدل المجرور مجرور، وعلامَة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخره.

4- ما قرأتُ كتابًا إلا متْنَ الآجرومية:
• ما: حرْف نفي، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

• قرأتُ: فِعل وفاعِل.

• كتابًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبِه الفتحةُ الظاهرة.

• إلا: أداة استثناء مُلْغاة.

• متن: بدل مِن "كتابًا" وبدلُ المنصوب منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة في آخره، أو: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، ومتْن مضاف.

وصورة اللفْظ - كما هو ظاهِر - لم تختلفْ بيْن النصب على البدليَّة، والنَّصب على الاستثناء، وإنَّما الذي اختَلف هو الإعراب.

• الآجروميَّة: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

5- ما قام إلا زيدٌ:
• ما: نافية.

• قام: فعْل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• إلا: أداة استثناء مُلْغاة.

• زيد: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

والمستثنى هنا أُعرِب حسبَ موقعه في الجملة؛ لأنَّ الكلام ناقصٌ منفيٌّ، فهو استثناء مفرَّغ.

6- مررتُ بالقومِ غيرَ زيد:
• مررت: فِعل وفاعِل.

• بالقوم: جار ومجرور متعلق بـ"مررت".

• غير: أداةُ استثناء منصوبةٌ على الاستثناء مِن "القوم"، وعلامة نصبها الفتحةُ الظاهِرة، و"غير" مضاف.

• زيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

و "غير" هنا واجبةُ النصب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجَب.

7- ما رأيتُ غيرَ زيد:
• ما: نافية.

• رأيتُ: فعل وفاعل.

• غيرَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة، و"غير" مضاف.

• زيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

و"غير" هنا أُعرِبت حسبَ موقعها مِن الجملة؛ لأنَّ الكلام ناقصٌ منفيّ.

8- ما قامَ القومُ غيرُ زيد، أو: غيرَ زيد:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

• غيرُ: بدَل من القوم، وبدلُ المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة، و"غير" مضاف.

• زيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

أو تقول: غيرَ زيد بنَصْب "غير".
• غير: أداة استثناء، منصوبةٌ على الاستثناء مِن "القوم"، وعلامة نصْبِها الفتحةُ الظاهِرة.
فجاز في هذا المثال: رفْع "غير" على البدليَّة، ونصْبُها على الاستثناء؛ لأنَّ الكلام تامٌّ منفي.

9- قام القوم ما خلا زيدًا:
• قام: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

• ما: مصدرية، حرْف مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• خلا: فِعل ماضٍ للاستثناء، جامِد مبنيٌّ على الفتْح المقدَّر، منَع من ظهوره التعذُّر، والفاعِل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "هو".

• زيدًا: مفعول به منصوبٌ، وعلامةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

والجملة مِن الفِعل والفاعِل في محلِّ نصْب على الحال؛ أي:"مجاوزين زيدًا" أو على الظرفيَّة؛ أي: وقت خلو زيدٍ.

10- رأيتُ القوم عدَا زيدًا، أو: عدَا زيدٍ.
• رأيت: فِعل وفاعِل.

• القوم: مفعولٌ به منصوب، وعلامةُ نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة.

• عدَا: فِعل ماضٍ جامد، وفاعلُه ضميرٌ مستتر وجوبًا، وتقديره: "هو"، أو حرْف جر.

• زيدًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، والجملةُ مِن الفعل والفاعِل في محلِّ نصْب على الحال، مجاوزين زيدًا، أو الظرفيَّة؛ أي: وقت مجاوزته.

• زيدٍ: اسم مجرور بـ"عدا"، والجار والمجرور لا متعلّق له؛ لأنَّ ما استثني به كحَرْف الجر الزائد، لا يتعلَّق بشيء.

11- أكَل القومُ حاشا زيدٍ:
• أكَل: فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهِرة في آخِره.

• حاشا: حرْف جر، مَبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• زيد: اسم مجرور بـ"حاشا"، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.

12- ما رأيتُ أحدًا إلا زيدًا:
• ما: نافية.

• رأيت: فِعل وفاعِل.

• أحدًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

• إلا: أداه استثناء.

• زيدًا: بدلٌ مِن "أحدًا"، والبَدل مِن المنصوب منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

أو نقول: مستثنًى، منصوب على الاستثناء.

ووجه جواز الوجهين: أنَّ الكلام تامٌّ منفي.

13- قام القوم حاشا زيدًا:
• قام: فِعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• حاشا: فِعْل ماضٍ جامد دالٌّ على الاستثناء، مبنيٌّ على الفتْح المقدر، منَع من ظهوره التعذُّرُ، والفاعِل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: هو.

• زيدًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

14- قام القوم ما عدا زيدًا:
• قام: فِعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامةُ رفعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• ما: حرْف مصدري، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• عدا: فِعل ماضٍ دالٌّ على الاستثناء جامِد، مبنيٌّ على الفتْح المقدَّر، منَع من ظهوره التعذُّر، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "هو".

• زيدًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

ولا يجوز أن تَقول في مِثل هذا التركيب: "زيدٍ" بالخفْض؛ لتقدُّم "ما" المصدريَّة على "عدا"، وهي لا تدخل إلاَّ على الأفْعال، وإذا كانتْ "عدا" فعلاً، تعيَّن نصبُ ما بعدَها على المفعوليَّة.

15- ما قام الرِّجال إلاَّ زيد:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• الرِّجال: فاعل مرفوع، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

• إلاَّ: أداة استثناء.

• زيْد: بدلٌ مِن "الرجال"، وبدلُ المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

ويجوز في هذا المثال أيضًا: نصْب "زيد" على الاستثناء؛ لأنَّ الكلام تامٌّ منفي، ولا يجوز خفْض "زيد"؛ إذ لا وجهَ لذلك.

16- ما قامَ إلا زيدٌ:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• إلاَّ: أداة استثناء مُلْغاة.

• زيد: فاعلٌ مرفوع، وعلامةُ رفعِه الضمَّةُ الظاهِرة.

ولا يجوز أن تقول: إلا زيدًا؛ لأنَّ الكلام هنا ناقص منفي، فهو استثناء مفرَّغ، لا يجوز فيه إلا أن يُعربَ حسب موقعه مِن الجملة، وهو هنا مرفوعٌ على الفاعلية، كما رأيت.

17- أكَل الغلامُ رغيفًا إلا نصفَه:
• أكَل: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

• الغلام: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّةُ الظاهرة في آخِره.

• رغيفًا: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة.

• إلاَّ: أداة استثناء.

• نِصفَه: نصف: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، ونِصف مضاف، والهاء ضميرٌ مبنيٌّ على الضمّ، في محل خفْض، مضاف إليه.

18- ما جاء القومُ إلا فرسًا:
• ما: نافية.

• جاءَ: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب
.
• القوم: فاعلٌ مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّةُ الظاهِرة في آخِره.

• إلاَّ: أداة استثناء.

• فرسًا: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

وأما جواز وجْه آخَر في كلمة "فرسًا" غير النصب، فهذا موضعُ خِلاف بيْن العرَب، فجمهور العرَب على أنَّه إذا كان الاستثناء منقطعًا تعيَّن النصب، فتقول: ما قام القومُ إلا حمارًا، ولا يجوز الإتْباع.

وأما بنو تميم، فقد ذَهَبوا إلى جوازِ الإتْباع، فتقول: قام القوم إلا حمارٌ، وما ضربتُ القوم إلا حمارًا، وما مررتُ بالقوم إلا حمارٍ.

وخلاصة القول في هذه المسألة:
1- أنَّه إذا كان الكلام تامًّا موجبًا وجَب نصب المستثنى مطلقًا؛ أي: سواء كان متَّصلاً أم منقطعًا.

2- أنَّه إذا كان الكلام تامًّا منفيًّا - وهو الذي فيه نفْي أو شبهه - اختير إتْباع ما اتَّصل، ووجَب نصبُ ما انقطع عندَ غير بني تميم، وأما بنو تميم فيُجيزون إتْباعَ المنقطِع[4]، والله أعلم.

19- لا يُجيب عن السُّؤال إلا مَن حضَر:
• لا: حرْف نفْي مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• يجيب: فِعل مضارِع مرفوع؛ لتجرُّدِه من الناصِب والجازم، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة.

• عن: حرْف جر، مبنيٌّ على السُّكون، وحرِّك بالكسر للتخلُّص مِن التقاء الساكنين، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• السؤال: اسمٌ مجرور بـ"عن"، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.

• إلا: أداة استثناء مُلْغاة.

• مَن: اسم موصول، مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ رفْع، فاعل.

• حضَر: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، والفاعِل ضمير مستتِر جوازًا، تقديره: هو، والجُملة مِن الفعل والفاعل صِلة الموصول، لا محلَّ لها مِن الإعراب.

20- نجَح الطلبة ما عدا المهمل:
• نجح: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• الطلبة: فاعلٌ مرفوع، وعلامةُ رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• ما: حرْف مصدريٌّ، مبنيٌّ على السُّكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• عدا: فِعل ماضٍ جامد، دالٌّ على الاستثناء، مبنيٌّ على الفتْح المقدَّر، منع مِن ظهوره التعذُّر، والفاعِل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: "هو".

• المهمل: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة.

21- أكْرِم الطلبة إلا المهمل:
• أكرم: فعْل أمْر مبنيٌّ على السُّكون، وحرِّك بالكسر؛ لأجْل التخلُّص من التِقاء الساكنين، والفاعِل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت.

• الطَّلَبة: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة في آخره.

• إلاَّ: أداة استثناء.

• المهمل: مُستثنى منصوب على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة في آخره.

والمستثنى هنا واجبُ النصب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجب.

22- أكرمت القوم كلهم إلا زيدًا:
• أكرمت: أكرَم: فِعْل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضميرُ المتكلِّم مبنيٌّ على الضمّ، في محلِّ رفْع، فاعل.

• القوم: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

• كلهم: كل: توكيدٌ معنوي، لـ"القوم"، وتوكيدُ المنصوب منصوبٌ، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، وكل: مضاف، والهاء: ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ جرّ، مضاف إليه، والميم حرْف دالٌّ على الجمع.

• إلا: أداة استثناء.

• زيدًا: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة في آخِره.

والاستثناء هنا واجبُ النصْب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجب.

23- خسِر الناس إلا المؤمنين:
• خسِر: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• الناس: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة.

• إلا: أداة استثناء.

• المؤمنين: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامَةُ نصْبه الياءُ نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمع مذكَّر سالِم.

ولا يجوز أن نقول هنا: إلاَّ المؤمنون؛ لأنَّ المستثنى واجبُ النصْب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجَب.

24- جاء القوم غير عمرو:
• جاء: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهِرة في آخرِه.

• غير: أداة استثناء، منصوبةٌ على الاستثناء، وعلامَة نصْبها الفتحةُ الظاهرة، و"غير" مضاف.

• عمرو: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخره.

و "غير" هنا واجبة النصْب؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجب.

25- ما قام القوم غيرُ زيد، أو: غيرَ زيدٍ:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• القوم: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• غيرَ: مستثنى منصوبٌ على الاستثناء، وعلامةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، و"غير" مضاف.

• زيد: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامَة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

ويجوز إعراب "غير" هكذا: بدل مِن القوم، وبدَل المرفوع مرفوعٌ، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

وإنَّما جاز في إعراب "غير" هذان الوجهان: الإتْباع على البدليَّة، والنصْب على الاستثناء؛ لأنَّ الكلام تامٌّ منفيّ.

26- ما قام غيرُ زيد:
• ما: نافية.

• قام: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له من الإعراب.

• غير: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهِرةُ في آخِره، و"غير" مضاف.

• زيد: مضافٌ إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهِرة.
♦ ♦ ♦ ♦

س444: ما هو الكلام الناقِص؟ مع التمثيل؟
الجواب:
الكلام الناقِص هو ما لم يُذكَرْ فيه المستثنى منه.
ومثاله: قال تعالى: ﴿ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [هود: 40]، فالكلام هنا ناقِص؛ لأنَّه لم يذكر فيه المستثَنى منه.
♦ ♦ ♦ ♦

س445: هاتِ مثالاً لكلام تامٍّ موجَب.
الجواب: مثال ذلك: جاءَ القومُ إلاَّ زيدًا.

[1] وتكون هذه الأفعال حينئذٍ أفعالاً ماضية.
[2] ويكون الجار والمجرور لا متعلّق له؛ لأنَّ ما استُثني به كحَرف الجر الزائد، لا يتعلَّق بشيء.
[3] الألفية - باب الاستثناء، البيت رقم (330).
[4] انظر: "شرح ابن عقيل" (1/2/215).











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:21   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي ملخص الرسالة رسالة ابن أم قاسم المرادي في الجمل التي لها محل من الإعراب

ملخص الرسالة
رسالة ابن أم قاسم المرادي في الجمل التي لها محل من الإعراب


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

الحمد لله وحْده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم.

أمَّا بعد:
فهذه رسالة في الجُمل لابن أُمِّ قاسم المرادي، اختَرتها كبحثٍ أُقدِّمه في السنة التمهيدية للماجستير، وأنا أخطو أُولى خُطواتي في ميدان البحث العلمي، وقد تردَّدت كثيرًا قبل أن أتَّخذ ميدان التحقيق منطلقًا لي، فالطريق شاقٌّ والزاد قليل، لكنَّ المرادي لم يترك لي خيارًا، فلقد عايَشته من قبل في كتابَيه "الجنى الداني"، و"شرح التسهيل"، فلمستُ غزارة علمه وقوَّة حُجته، فأحببتُ أن أُقدِّم لقارئ العربية عملاً مهمًّا من أعماله، وهو رسالته في الجُمل.

موضوع الرسالة وأهميتها:
وهي رسالة تدور حول الجمل وأنواعها، ومواقعها الإعرابية...، وقد فصَّل الكلام في أنواع الجمل السبع التي لها محل من الإعراب، ثم بيَّن أنواع الجمل التسع التي لا محلَّ لها، وعرَض لأدلة هذه المسائل.

وتَبرُز أهمية هذه الرسالة في كونها أولَ رسالة مستقلة في إعراب الجمل - على ما نما إليه علمي - فإن اهتمامات العلماء الأوائل قد انصبَّت في الأساس على المنصوبات والمرفوعات والمجرورات؛ لاستحواذ قضية العامل على أذهانهم، غير مُلتفتين إلى الجمل وما يُمكن أن تمثِّله من ثِقَلٍ في البحث النحوي.

وقد بدأ العلماء يَلتفتون رُويدًا إلى الجمل بعد ابن هشام، وما أعطاه للجملة من اهتمامٍ في كتابه "المغني".

ومن ثَمَّ فإن اهتمامات النحاة بالجمل جاء منثورًا في كُتبهم، أو موجزًا بالنسبة لغيره من الموضوعات.

• • •

الصعوبات التي واجهتني في البحث:
ومن الصعوبات التي واجَهتني في إخراج هذا العمل: عَزْو الآراء إلى مصادرها، أو نِسبتها إلى أصحابها؛ حيث كان المرادي أحيانًا يذكر رأي الرجل من العلماء، ولا يذكر المؤلَّف الذي قيل فيه ذلك، أو يقول: "قال بعضهم"، و"قيل"، ولكنني لم أدَّخِر في التغلُّب على ذلك جهدًا، فأَسندتُ ما استَطعت من الآراء إلى أصحابها.

النُّسَخ التي اعتمدتُ عليها:
وجدت لرسالة المرادي نُسختين: واحدة في الأزهرية، والأخرى في المكتبة المركزية لجامعة القاهرة، وقد اعتمدت على نسخة الأزهرية فقط؛ لعدم قدرتي على الحصول على نسخة المركزية؛ لخضوع المكتبة للترميم، فاكتفيتُ بنسخة الأزهرية، واعتمدت عليها في إخراج العمل؛ لما تميَّزت به من وضوحٍ.

وصْف النسخة:
تقع هذه النسخة في مكتبة الأزهرية تحت رقم (1790) خاص، (20739) عام نحو، وهي في سبع لوحات (89 - 95)، ومسطرتها 23 سطرًا، وقد كُتِبتْ بخطٍّ واضح جميل، وتبدأ بقول الناسخ: "قال الشيخ العلاَّمة المُتقن"، وقد جاء في خاتمتها: "وقد تَمَّ الكلام على الجمل المذكورة....، وصلى الله على سيدنا محمد الذي لا نبيَّ بعده".

والرسالة تَخلو من اسم الناسخ وتاريخ النَّسخ، إلا أنه كتب على صفحة العنوان: "هذه رسالة في الجمل؛ لابن أُمِّ قاسم في النحو، نفَع الله بها، آمين!" وعليها أيضًا: "دخلتُ في نوبة الفقير أحمد السبرطلي سنه 1268هجرية"؛ كذا كُتِب عليها: "الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحديث لسيدنا عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أوله: "ما من عبدٍ يدعو إلى الله في يوم عرفة بهذه الدعوات....".

وواضحٌ أن ناسخها أحد تلاميذ المرادي، وليس المرادي نفسه؛ لأنه بدأها بقوله: "قال العلاَّمة المُتقن ...."، ولا يوجد من أهل العلم من يقول عن نفسه هكذا، إنما كانوا يقولون: "قال الفقير إلى عفو ربه ...."، وهي نسخة مُعقبة.

تحقيق نسبة المخطوط للمرادي:
لا شكَّ أن الرسالة مشهورة، ومعلوم نسبتها إلى المرادي، ومما يؤكِّد نسبتها:
1- وجودها في (فهرس الأزهرية) منسوبةً للمرادي.

2- نِسبتها إلى المرادي على صفحة العنوان، وفي أُولى صفحات المخطوط.

3- نِسبة السيوطي أبيات الرسالة للمرادي.

4- نصَّ على نسبتها أ. د. عبدالرحمن علي سليمان في تحقيقه لشرح المرادي على الألفية[1].

5- أسلوب المؤلف كما في كُتبه، وخاصة في "التسهيل، والجنى الداني".

منهجي في التحقيق:
1- نسبة الآراء إلى أصحابها ما استطعتُ إلى ذلك سبيلاً.
2- تخريج الشواهد القرآنية والشعرية.
3- ضبْط ما يُشكل فَهْمه من النص.
4- ترجمتُ للأعلام الواردة في الرسالة من مصادر الترجمة المعروفة.
5- وضعتُ فهرسًا للآيات والأعلام في آخر البحث.

• • •

التعريف بابن أُمِّ قاسم:
نسَبه:
هو الحسن بن قاسم بن عبدالله بن علي أبو محمد بدر الدين المعروف بابن أم قاسم المرادي المصري، المغربي الفقيه المالكي النحوي اللغوي[2].

تَسميته بابن أم قاسم:
نِسبة إلى جدته أم أبيه التي كانت تعيش في بلاد المغرب، وانتقَلت إلى مصر في صُحبة ولدها، وكانت على جانب كبيرٍ من الخلق والدين والصلاح، فقد رآها الناس واحترموها، وكانت تسمَّى "زهراء"، فسمَّوها بالشيخة، ولَما وُلِد الحسن في مصر وشبَّ، كان شديد الصلة بها، فقُرِن اسمها باسمه، فصار شهرته تابعة لها.

عِلمه:
اشتَهر ابن أم قاسم بنبوغه في اللغة والنحو، وتَشهد على ذلك مصنَّفاته فيهما، ولعل أبرز ما يُميِّز ابن أم قاسم، إكثاره من الاحتجاج بالحديث والقرآن الكريم، وذلك الحشد الكبير لآراء النحاة في مختلف القضايا.

وكيف لا وقد أخذ العربية عن أبي عبدالله الطنجي، والسراج الدمنهوري، وأبي زكريا الغماري وأبي حيان؛ ولذلك نالَت مؤلَّفاته إعجاب الجميع، ونَهِلوا منها.

وفي الدُّرر؛ لابن حجر: "ورأيت بخطِّ العلامة شهاب الدين الأبذي ما صورته: قال محمد بن أحمد بن حيدر الأنصاري، مُعرفًا الشيخ المرادي أنه شرَح الجزولية، والكافية الشافية، والتسهيل، والفصول؛ لابن معط، والحاجبية النحوية والعروضية".

وأما عن باعه في الفقه، فقد كان فقيهًا على المذهب المالكي، ودرَس الفقه وأتقَنه على شيخه شرف الدين المغيلي المالكي، وصار إليه أُناس للفُتيا، ولكن لم يَثبُت أنه ألَّف كتابًا في الفقه المالكي.

كذا الأصول، فقد أخذها عن الشيخ شمس الدين بن اللبان.

وقد امتدَّ نبوغه إلى القراءات، فقد قرأ القراءات على العلاَّمة مجد الدين إسماعيل، وثبَت أنه ألَّف كتابًا صغير الحجم في وقف حمزة وهشام على الهمز على الشاطبية، وكان له مجلس لتعلُّم القراءات، وعمومًا فقد صنَّف وتفنَّن وأجاد.

رؤيته للنبي - صلى الله عليه وسلم:
ولما كان تقيًّا صالحًا، فقد كانت له كرامات كثيرة؛ منها: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، فقال له: "يا حسن، اجلِس، انفَع الناس بمكان المِحراب بجامع مصر العتيق بجوار المصحف"[3].

• • •

ترجمة موجزة عن مشايخه:
1- أبو زكريا الغماري: يحيى بن أبي بكر بن عبدالله الغماري التونسي الصوفي، (643هـ - 724هـ)، تعلَّم العربية وبرَع فيها، وقرأ العربية بتونس على أبي الحسن بن العصفور، وبدمشق على ابن مالك صاحب الألفيَّة، وكان عالِمًا بالقراءة مُتقنًا لها، مُتفنِّنًا فيها.

2- أبو حيَّان الأندلسي (654هـ - 745هـ): محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيَّان، الأندلسي الغرناطي المولد والمنشأ، والمصري الدار، نحْوي عصره ولغويُّه، ومُفسِّرُه ومُحدِّثه، وأديبُه ومؤرِّخُه.

3- الشرف المغيلي: وهو عيسى بن مخلوف بن عيسى المغيلي الشيخ شرف الدين، كان من علماء المالكية وفُضلائهم وأعيانهم بالديار المصرية، وكان من أعلام الأصول والفروع.

4- المجد إسماعيل الششتري: هو إسماعيل بن محمد بن عبدالله الششتري، النحوي المُقرئ.

5- شمس الدين بن اللبان: محمد بن أحمد بن عبدالمؤمن، الدمشقي ثم المصري الشافعي (685هـ - 749هـ).

كان عارفًا بالفقه والأصول والعربية، أديبًا شاعرًا، وكان لَسِنًا فَطِنًا، ذا همَّة وقوة، وصَرامة وحزْمٍ، وله مؤلفات كثيرة في الفقه والحديث، والتفسير والتصوُّف، وغيرها.

6- سراج الدين الدمنهوري: هو عمر بن محمد بن علي بن فتوح، سراج الدين أبو حفص العزي الدمنهوري المصري الشافعي (680 - 752هـ)، العلامة الأوحد، المُقرئ الفقيه المفتي، شيخ القرَّاء.

7- أبو عبدالله الطنجي: هو شيخ من أهل النحو، نقَل عنه أبو حيان في الارتشاف.

• • •

تلاميذه:
1- ابن هشام: ويكفي في التعريف به كلمة ابن خلدون "ما زلنا ونحن بالمغرب...".

2- جلال التباني: هو جلال بن أحمد بن يوسف التيزني، وله ترجمة في البُغيَة.

• • •

مؤلفاته:
1- الجنى الداني في حروف المعاني.
2- توضيح المقاصد والمسالك، (شرح ألفية ابن مالك).
3- شرح التسهيل.
4- شرح الكافية الشافية.
5- شرح الاستعاذة والبسملة؛ (قال السيوطي: كراس ملَكته بخطه).
6- شرح المفيد على عمدة التجويد للسخاوي، وغير ذلك كثير.

• • •

وفاته:
توفِّي المرادي يوم عيد الفطر سنة 749هـ، وقال ابن حجر: "وقد رأيتُ بخطي، ولا أدري من أين نقَلته، وكانت وفاته سنة 755هـ - والله أعلم - ودُفِن بسرياقوس"[4].


رسالة ابن أم قاسم المرادي
في الجمل التي لها محل من الإعراب
(النص المحقق):

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، قال الشيخ الإمام العلامة المُتقن بدر الدين حسن بن الشيخ الزاهد قاسم بن عبدالله بن علي، نفَع الله به: سألت - وَفَّقك الله - عن بيان الجمل التي يكون لها محل من الإعراب، فاعلَم أن أصل الجملة ألاَّ يكون لها محل من الإعراب؛ لأن أصلها أن تكون مستقلة لا تتقدَّر بمفرد، ولا تقع موقعه، وما كان من الجمل له محل من الإعراب، فإنما ذلك لوقوعه موقع المفرد، وسدِّه مسدَّه، فتصير الجملة الواقعة موقع الفرد جزءًا لِما قبلها، فنحكم على موضعها بما يستحقه المفرد الواقع في ذلك الموضع؛ مثال ذلك: أنك إذا قلت: (زيد أبوه قائم)، فـ(أبوه قائم) جملة وقعت خبرًا للمبتدأ، وأصل خبر المبتدأ أن يكون مفردًا، فالجملة المذكورة واقعة موقعَ المفرد، فيُحكَم على موضعها بالرفع، كما يُحكَم على رمز المفرد لو حلَّ محلها.

إذا فَهِمت هذا، فتقول: كل جملة يسدُّ المفرد مسدَّها، فلها موقعٌ من الإعراب، وكل جملة لا يسد المفرد مسدَّها، فلا موضعَ لها من الإعراب، وها أنا أذكرُها مفصَّلة - إن شاء الله تعالى -: فالجمل التي لها محلٌّ من الإعراب سبع: الخبرية والحالية، والمحكيَّة بالقول، والمضاف إليها، والمعلَّق عنها العامل، والتابعة لما هو مُعرب، أو له محل من الإعراب، والواقعة جواب أداة شرط جازمة مُصدَّرة بالفاء، أو بـ(إذا)، وقد جمعت في هذين البيتين:
خبريةٌ حاليَّةٌ مَحكيةٌ
بالقولِ ذاتُ إضافةٍ ومُعلَّقُ
وجوابُ ذي جزمٍ بفاءٍ أَوْ إِذا
ولتابعٍ حُكمَ المُقدَّم أطْلَقوا[5]

وجمعت أيضًا في هذه الأبيات:

جُمَلٌ أتَتْ ولها محلٌّ مُعربٌ
سَبْعٌ لأن حلَّتْ محلَّ المُفردِ
خَبريَّةٌ حاليَّة مَحكيةٌ
وكذا المُضافُ لَها بغير تردُّدِ
ومُعلَّقٌ عنها وتابعةٌ لِما
هو مُعربٌ أو ذو محلٍّ فاعْدُدِ
وجوابُ شرطٍ جازمٍ بالفاءِ أَوْ
بإِذا وبعضٌ قال: غير مُقيدِ

أما الخبرية، فيُحكم على موضعها بما يستحقُّه الخبر الذي سدَّت مسدَّه، فتكون تارة في موضع رفعٍ، كالجملة الواقعة خبر المبتدأ، أو خبر "إن" وأخواتها، وخبر "لا" التي لنفى الجنس، وتكون تارة في موضع نصبٍ، كالجملة الواقعة خبر "كان" وأخواتها، وخبر "ما" الحجازية وأخواتها، ويَندرج في قولنا: "الخبرية" الجملُ الواقعة مفعولاً ثانيًا لظننتُ وأخواتها، وثالثًا لـ"أعلمت" وأخواتها؛ لأنها كانت خبرًا للمبتدأ قبل دخول الناسخ، وخَطْبُ التمثيل سهلٌ، فلا نُطيل فيه.


وأما الحاليَّة، فلا تكون إلا في موضع نصبٍ على اختلاف أنواعها؛ لأن الحال منصوبة دائمًا؛ مثال ذلك: جاء زيد ويده على رأسه، وكذا ما أشبه ذلك من الجمل الواقعة بعد معرفة.


وأما الجملة الواقعة بعد النكرة، فهي صفة لها.


وفي الجملة الواقعة بعد "أل" الجنسية وجهان؛ كقوله تعالى: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ ﴾ [يس: 37]، ففي (نَسلخ) وجهان:

أحدهما: أن يكون صفةً؛ نظرًا إلى المعنى؛ إذ لم يُرد ليلاً مُعيَّنًا.


والثاني: أن تكون حالاً نظرًا إلى اللفظ؛ لأنه مُعرَّف بـ "أل"، وهو الأظهر[6]، ونظير الآية في احتمال الوجهين قول الشاعر:

ولقد أَمُرُّ على اللئيمِ يَسُبُّني
...................... [7]
وإذا وقعت الجملة بعد النكرة، وتصدَّرت بواو الحال، فهي جملة حاليَّة، وليست بصفة؛ كقوله تعال: ﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ ﴾ [الحجر: 4]، وسوَّغ ذلك تقدُّم النفي[8].


وزعَم الزمخشري[9] أن الجملة صفة واعتذر عن دخول الواو، وردَّه ابن مالك[10]، وليس هذا موضع بسْط الكلام على ذلك، واختلف النحاة في الجمل المصدَّرة بـ "مذ ، منذ"، فذهب السيرافي[11] إلى أنها في موضع نصبٍ على الحال، وذهب الجمهور إلى أنها لا موضع لها من الإعراب[12]، واختلفوا في الجملة الواقعة في الاستثناء بالفعل، فقيل: لا موضعَ لها من الإعراب[13]، وقيل في موضع نصبٍ[14].


وأما المحكية بالقول، فلها حالان:

إحداهما: أن يكون مصوغًا للمفعول؛ نحو: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا ﴾ [البقرة: 13]، فهذا فيه خلاف، ذهَب بعضهم إلى أن مرفوع "قيل" ضمير تُفسِّره الجملة بعده، وهي "آمنوا"، فلا موضعَ لها من الإعراب، والتقدير: وإذا قيل لهم: هو؛ أي: يقول: هو آمنوا، وكذلك يُقدَّر في نظائر هذه الآية، وهذا من باب "فعل" نظير قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ﴾ [يوسف: 35]، في باب "فعل".


قيل وهذا هو مذهب البصريين[15]، وذهب الكوفيون إلى أن الجملة في موضع المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله، فهي على هذا في موضع رفعٍ، وقيل: القائم مقام الفاعل: (لهم)، ورُدَّ بأن الكلام لا يتمُّ به، والجملة على هذا في موضع نصبٍ.


وزعم الزمخشري أن الجملة قائمة مقام الفاعل، وقد رُدَّ بأن الإسناد إلى لفظه؛ كأنه قيل: "وإذا قيل لهم هذا اللفظ"، قال: وهذا الكلام نحو قولك: "ألف" ضرب من ثلاثة أحرف"، ومنه : "زعموا مطيَّة الكذب"[16]، وهذا قول حسن.


وأما المضاف إليها، فهي في موضع جرٍّ، لأن إعراب المضاف إليه هو الجر، وذلك قسمان: قسم متَّفق عليه، وقسم مختلَف فيه:

• فالمتَّفق عليه فإنه في موضع جرِّ الجملة المضاف إليها أسماء الزمان غير الشرطية[17]؛ مثل: حين ويوم وليلة؛ كقول الشاعر:

عَلي حِينَ عَاتبْتُ المَشيبَ على الصِّبَا
........................[18]

واحترَزتُ بقولي: غير الشرطية من "إذا"، ففي الجملة بعدها خلاف، فقد ذهَب الأكثرون[19] إلى أنها في موضع جرٍّ بإضافة "إذا"، وذهب قوم إلى أنها لا محلَّ لها[20]، وهو خلاف مشهور.

• والمختلف فيه الجملة الواقعة بعد "إذا" كما سبَق، وبعد "آية" بمعنى: "علامة"؛ كقوله:

بآية تُقدِمون الخيلَ شُعثًا
......................[21]
فمحل الجملة جُرَّ بإضافة "آية" إليها، وهو مُطَّرد[22]، وذهب أبو الفتح[23] إلى أن ذلك على تقدير "ما" المصدرية، وليس إضافةً للجملة؛ كما جاء في قوله:

........................
بآيةِ ما يُحبُّون الطعامَا[24]

فعلى هذا لا محل للجملة بعدها؛ لأنها صلة "ما" المقدَّرة[25].

• ومن المختلَف فيه: الجملة الواقعة بعد "ذي"؛ كقولهم: "اذهب بذي تَسلَم"، فقد ذهب الجمهور إلى أنها بمعنى "صاحب"، والجملة في موضع جرٍّ بالإضافة، والمعنى: اذهب وقتَ ذي سلامة، وذهب بعضهم إلى أن "ذي" موصولة على لغة طيء[26]، وأُعرِبت على لغة بعضهم، و"تَسلم" صلة لـ"ذي"، والمعنى: اذهَب في الوقت الذي تَسلَم فيه؛ فلا محلَّ للجملة على هذا، وهو مذهب ابن الطراوة[27].

• ومن المختلف فيه: الجملة الواقعة بعد "لَمَّا" التي هي حرف وجوب لوجوب، فذهب سيبويه إلى أنها لا محلَّ لها من الإعراب؛ لأن "لَمَّا" عنده حرف، وذهب الفارسي[28] إلى أنها في موضع جرٍّ بالإضافة؛ لأن "لَمَّا" عنده ظرف بمعنى "حين".

وأما الجمل التي عُلِّق عنها العامل، فهي في موضع نصبٍ، ولا يكون التعليق إلا في الأفعال القلبية وما أُلحِق بها، والجملة بعد المعلَّق في موضع نصبٍ بإسقاط حرف الجر إن تعدَّى به؛ نحو: "فكَّرت[29] أصحيح هذا أم لا؟"، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا ﴾ [الكهف: 19].

وفي موضع مفعوله إذا تعدَّى إلى واحد؛ نحو: "عرف أيهم عندك"، ومنه: أمَا ترى أي برق ها هنا"، وسادة مسدَّ مفعوليه إن تعدَّى إلى اثنين؛ نحو: علِمت أزيد عندك أم عمرو؟، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾ [طه: 71].

وبدل من المتوسط بينه وبينها إن تعدَّى إلى واحدٍ بعدما أخذ مفعوله؛ نحو: "عرَفت زيدًا أبو مَن هو"، فالجملة بدل من "زيد"، وهي بدل شيء من شيءٍ؛ أي: عرَفت قصة زيد أبو من هو، وقيل: بدل اشتمالٍ، وذهب بعضهم إلى أن هذه الجملة في موضع نصبٍ على الحال[30]، وهو مذهب المبرد[31]، والأول للسيرافي، واختاره ابن عصفور[32].

وأما الجملة الواقعة تبعًا، فحكمُها في الإعراب حكم المتبوع، إن كان معربَ اللفظ أو المحل، وإلاَّ فلا محلَّ لها، وهي أقسام:

منها الوصفية، وهي الجملة التي لها محلٌّ من الإعراب دائمًا؛ لأنه لا يُوصَف بها إلا ما هو معرب، أو له محل من الإعراب، وتكون في موضع رفعٍ ونصبٍ وجرٍّ بحسب المنعوت؛ مثالها في موضع رفعٍ: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ ﴾ [الأنعام: 92]، فـ"أنزلناه": جملة في موضع رفع؛ فإنها صفة "كتاب"؛ لأن الجمل بعد النكرة صفة كما تقدَّم، ومثالها في موضع نصبٍ: "رأيت رجلاً أبوه عالِمٌ"، ومثالها في موضع جر: "مررتُ برجلٍ أبوه عالم"؛ ولذلك عُطِف عليها بالجر في قوله:

يَا رُبَّ بيضاءَ مِن العَواهجِ
أُمِّ صَبِيٍّ قد حبَا أَوْ دَارجِ[33]

فعطَف "دارجِ" على موضع "قد حبا"؛ لأنه في موضع جرٍّ؛ لكونه صفةً لـ"صبي".

ومنها المعطوفة، وهي بحسب المعطوف عليه؛ إن كان مرفوعًا أو في موضع رفعٍ، فهي مرفوعة، وإن كان منصوبًا أو في موضع نصبٍ، فهي منصوبة، وإن كان مجرورًا أو في موضع جرٍّ، فهي مجرورة، وإن كان مجزومًا أو في موضع جزمٍ، فهي مجزومة، وإن لم يكن لها محلٌّ من الإعراب، فلا محلَّ لها، وهذه خمسة أحوال.
• مثال الرفع: "جاء رجل أبوه فاضل، وأخوه عالم"، فـ"أبوه فاضل": جملة في موضع رفعٍ؛ لأنها صفة رجل، و"أخوه عالم" كذلك؛ لأنها معطوفة عليها.

• ومثال النصب: "رأيت رجلاً أبوه فاضل، وأخوه عالم".

• ومثال الجر: "مررتُ برجلٍ أبوه فاضل، وأخوه عالم".

• ومثال الجزم: "إن جاء زيد، فأنا أُكرمه، وأنت تُحسن إليه"، فقولك: "أنا أُكرمه" جملة في موضع جزمٍ، و"أنت تُحسن إليه" معطوفة عليها، فهي أيضًا في موضع جزمٍ.

• ومثال المعطوفة على ما لا محلَّ له من الإعراب: "زيد قائم وعمرو ذاهب"، فإن قولك: "زيد قائم" جملة مستأنَفة لا موضعَ لها، وقولك: "عمرو ذاهب" جملة معطوفة عليها، فلا موضعَ لها أيضًا، وكل ذلك واضحٌ لا يحتاج إلى بسْط الأسئلة.

• ومنها الجملة المؤكدة، ولا يكون إلا في التوكيد اللفظي، فإن أكَّدت ما له موضعٌ من الإعراب، فلها موضع من الإعراب، وإلاَّ فلا.

مثال الأول:
"زيد أبوه قائم، أبوه قائم".

مثال الثاني :

.............
أتاكَ أتاكَ اللاحقون احْبِسِ احْبِسْ[34]
ومنها الواقعة بدلاً، فإن كانت بدلاً من معربٍ أو من شيء له محلٌّ من الإعراب، فلها محل، وإلاَّ فلا، ومن أمثلة الجملة الواقعة بدلاً ولها محل: قولك: "عرَفتُ زيدًا أبو من هو"[35] على ما سبَق بيانه، ولا تقع الجملة عطفَ بيانٍ[36].

وأما الجملة الواقعة أداةَ شرط جازمة مصدَّرة بـ"الفاء" أو بـ"إذا"، فإنها في موضع جزمٍ.

• مثال المصدَّرة بالفاء: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [الحج: 18]، فقوله: "فما له من مُكرمٍ" جملة في موضع جزمٍ؛ لأنها جواب أداة شرط جازمة.

• ومثال المصدَّرة بـ"إذا" الفجائية: ﴿ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ﴾ [الروم: 36]، فـ﴿ إذا هم يقنطون ﴾ جملة في موضع جزمٍ.

وإنما قلت: "جواب أداة"؛ ليشمل الحرف وغير الحرف، وإنما قلت: "جازمة"؛ احترازًا من نحو: "إذا، وكيف، وحيث، ولَمَّا، ولم"، فإنها من أدوات الشرط والتعليق، ولكنها لا تعمل الجزم، فليس للجملة الواقعة جوابًا موضعٌ من الإعراب، و"مصدرة بالفاء أو بإذا"؛ احترازًا من المصدرة بالفعل؛ لأنها لا محلَّ لها؛ وذلك لأن المصدَّرة بالفعل على قسمين:

قسم ظهَر فيه الجزم؛ نحو: إن تَقُم، أقُم معك، فظاهر أنه لا محلَّ له من الإعراب؛ لظهوره في لفظه.

وقسم لم يَظهر فيه جزمٌ؛ لأنه مبني، فهو مقدَّر في محله؛ نحو: إن قمتَ، قمتُ، فـ"قمتُ" جملة لا محلَّ لها، ولكنَّ الفعل وحْده مجزوم المحلِّ.

فإن قلت: ما الفرق بين الجملة المصدَّرة بالفاء أو[37] إذا، وبين المصدَّرة بالفعل الماضي؟

قلت: المصدَّرة بـ"الفاء" أو "إذا"، لم تُصدَّر بما يَقبل أن يكون مجزومًا، لا لفظًا ولا محلاًّ، وأما المصدَّرة بالفعل الماضي، فهي قد صُدِّرت بما يقبل الجزم محلاًّ، ولو كان مُعربًا، لقَبِله لفظًا، فهي كالاسم المبني، لما لم يمكن ظهور الإعراب في لفظه، حُكِم على محلِّه بالإعراب، ويدل على صحة ذلك أنه لو حُكِم على الجملة المصدَّرة بالفعل الماضي أنها في موضع جزمٍ، لزِم أن يكون الفعل الذي في أوَّلها لا محلَّ له؛ لأن المحكوم على موضعه بالجزم هو مجموع الجملة[38].

وحينئذ لا يصِح العطف عليه بالجزم قبل ذِكر فاعله؛ لأنه لا موضعَ له، إنما الموضع له مع الفاعل، فعلى هذا يمتنع "إن قام ويذهب زيد، أُحسن إليه"، على إعمال "قام"، وإضمار الفاعل في "يذهب"، وهذا من التنازع، وهذا التركيب غير مُمتنع، فدلَّ عطف الفعل المضارع بالجزم على الماضي الواقع جوابَ الشرط - قبل أخْذ فاعله - أنه مجزوم المحل، وأن الجملة ليس لها محل من الإعراب، والله أعلم بالصواب.

وقد فُهِم مما تقدَّم أن جملة الشرط ليس لها موضعٌ مجزوم، بل الفعل الذي صُدِّرت به له محل جزمٍ؛ كما تقرَّر في جملة الجزاء.

وقد جعَل بعضهم[39] الجمل الشرطية في موضع جزمٍ، إذا[40] لم يظهر فيها الجزم، وذلك إذا كان فعلها ماضيًا.

وكذلك أطلق في جملة الجواب ولم يُقيد بأن تكون مُصدَّرة بـ"الفاء" أو "إذا".

والظاهر أن جملة الشرط والجزاء في مثل: "إن قام زيد، قام عمرو"، لا موضع لهما، لكن الفعل وحْده في موضع جزم[41]، وفي كلام بعضهم أن الواقعة موضعَ جزمٍ هي الواقعة غير مجزومة جوابًا للشرط العامل، أو عُطِفت على مجزومٍ، أو على ما موضعه جزم، فلم يذكر الشرطيَّة، ولكنه أطلَق في الواقعة جوابًا، وإلى هذا أشرت بقولي في الأبيات:

وجوابُ شرطٍ جازمٍ ب "الفاء" أوْ
ب "إذا" وبعضٌ قال: غير مُقيَّدِ
فهذا تمام الكلام على الجمل التي لها محلٌّ من الإعراب.

وأما الجمل التي لا محلَّ لها من الإعراب، فتسع[42]، وهي الابتدائية، (والصلة)[43]، والاعتراضية، والتفسيرية، وجواب القسم، والواقعة بعد أدوات التخصيص، والواقعة بعد أدوات التعليق غير العاملة، والواقعة جوابًا لها، والتابعة لما لا موضعَ له، ويَجمعها هذه الأبيات، وهي تَتمة الأبيات المتقدمة:

وأتَتكَ تِسعٌ ما لَها من موضعٍ
صِلةٌ وعارضةٌ وجملةُ مُبتدي
وجوابُ أقسامٍ وما قد فُسِّرتْ
في أشهرٍ والخلف غير مُبعّدي
وبُعيد تَخصيصٍ وبعد مُعلَّقٍ
لا جازم، وجوابُ ذلك أوْرِدِ
وكذاك تابعةٌ لشيءٍ ما له
من موضعٍ فاحْفَظه غيرَ مُفندِ[44]

وها أنا أذكرها مفصَّلة:
فأما الابتدائية، فلا محل لها بإجماع، وهي ثلاثة أقسام:
• مبتدئة لفظًا؛ نحو: زيد قائم، ومبتدئة نيَّة؛ نحو: راكبًا جاء زيد؛ لأن الجملة في نيَّة التقديم، والحال في نية التأخير، ومبتدئة حُكمًا، وهي الواقعة بعد أدوات الابتداء، وهي "إن"، وأخواتها إذا كُفَّت بـ "ما"، وبـ"إذا" الفجائية، و"هل"، و"بل"، و"لكن"، "ألا" الاستفتاحية، و"أمَا" أختها، و"ما" النافية غير الحجازية، و"بينما"، و"حتى" الابتدائية، فالجملة بعدها لا موضعَ لها من الإعراب.

وذهب الزجاج[45] وابن دُرستويه[46] إلى أن الجملة بعد "حتى" في موضع جر بـ"حتى"، وذلك خلاف الجمهور[47]، ومثال الجملة الواقعة بعد "حتى" الابتدائية في قول الشاعر:

فما زالت القَتلى تَمُجُّ دماءَها
بدِجلةَ حتى ماءُ دِجلةَ أشكَلُ[48]

ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا ﴾ [الأعراف: 95]، ونحو ذلك كثير.

وأما الجملة الواقعة صلةً، فهي أيضًا لا محل لها باتفاق، وهي قسمان:
• صلة موصول اسمي، وصلة موصول حرفي، فالأول؛ نحو: "جاء الذي أبوه عالم"، والثاني؛ نحو: "يُعجبني أن يذهب زيد"، فـ "أن" مع صلتها في موضع رفعٍ؛ لأنها مؤولة بمصدر، هو فاعل "يُعجبني"، و"يذهب زيد" لا محلَّ لها؛ لأنها صلة موصول حرفي، وكذلك الجملة الواقعة صلة "ما" المصدرية، وغيرها من الحروف المصدرية، ومن ذلك: الجملة الواقعة بعد لام "كي"؛ لأنها صلة "أن" المُقدرة الناصبة، فلا موضعَ لها، ولكن "أن" مع صلتها في موضع جرٍّ بلام "كي".

• وأما الاعتراضية، فقال ابن مالك[49] هي المُفيدة تَقوية المعنى بين جزْأي صلةٍ؛ نحو: جاءني الذي جوده - والكرم زين - مبذول، وإسنادٍ كقوله:

وقد أدرَكتني - والحوادثُ جَمَّةٌ
أَسِنَّةُ قومٍ لا ضِعافٍ ولا عُزْلِ[50]

أو مجازاةٍ؛ كقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ [البقرة: 24].

أو نحو ذلك، ووقوعها بين نعت ومنعوت؛ كقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ [الواقعة: 76].

وقال غيره[51]:
جملة الاعتراض هي المناسبة للمقصود؛ بحيث يكون كالتوكيد له، أو التنبيه على حالٍ من أحواله، وجملة الاعتراض تُشبه الجملة الحاليَّة، ويُميزها عن الحالية امتناعُ قيام مفرد مقامها؛ ولذلك كانت لا محلَّ لها، وجواز اقترانها بالفاء ولن وحرف التنفيس، وكونها طلبيةً؛ كقوله:

إن سُليمى - واللهُ يَكلؤُها
ضنَّت بشيءٍ ما كان يَرزؤُها[52]

• وأما التفسيرية، فهي الكاشفة لحقيقة ما [تليه][53] مما يَفتقر إلى ذلك، وتُفسر الجملة كثيرًا، وقد تُفسر المفرد؛ كقوله تعالى: ﴿ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ﴾ [آل عمران: 59]، وقوله: ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ ﴾ [الصف: 10]، ثم قال: ﴿ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الصف: 11].

والمشهور أنه لا موضعَ للجملة المفسرة من الإعراب[54]، وقال الأستاذ أبو علي[55]: التحقيق أنها على حسب ما يُفسر، فإن كان لها محلٌّ من الإعراب، كان لها موضع من الإعراب، وإلاَّ، فلا، فمثل "زيدًا ضربته"، لا موضع لها من الإعراب، ومثل: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49] له موضع من الإعراب"؛ لأن المفسرة في موضع خبر "إن"، فالمفسرة في موضع رفعٍ، ويدل على ذلك مسألة أبي علي، وهي "زيد الخبز آكله"، و"آكله" مفسر للعامل في الخبر، وله موضع؛ لكونه خبرًا عن "زيد"، فكذلك مُفسره، وبيَّن ذلك ظهور الرفع في المفسر، وكذلك مسألة الكتاب: "إن زيدًا تُكرمه، يُكرمك"، فـ "تُكرمه" تفسير للعامل في "زيد"، وقد ظهَر الجزم[56].

فإن قلت: على هذا يَلزم أن تكون أداة الشرط عمِلت الجزم في فعلين قبل الجواب، ليس الثاني تابعًا للأول.
فالجواب: قال ابن مالك: إن المحذوف في مثل هذا لَمَّا التزمَ حذْفه، وجعل المتأخر عوضًا منه، صار نَسيًا منسيًّا، فلم يَلزم من نسبة العمل إليه وجود جَزمين قبل الجواب، على أنه لو جمعَ بينهما على سبيل التوكيد، لم يكن في ذلك محذورٌ في تعليق الذهن بهما، وأحدهما غير منطوق به ولا محكوم بجواز النُّطق به أحق وأولى؛ انتهى.

وأما الجملة الواقعة بعد القسم، فلا محلَّ لها؛ كقوله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر ﴾ [العصر: 1 - 2]، جملة لا موضع لها من الإعراب، وكذلك ما أشبهها؛ لأنها في محلٍّ لا يحله المفرد.

فإن قلت: "قد وقعت الجملة القسَمية خبرًا للمبتدأ في نحو قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69].
فالجواب: أن الذي وقَع موقع الخبر هو مجموع الجملتين: جملة القسم، وجملة الجواب، فمجموعهما في موضع رفع "لا " الجوابية وحْدها، وهذا واضح[57].

وأما الجملة الواقعة بعد أدوات التحضيض، فلا محلَّ لها أيضًا، وأدوات التحضيض: "هلا، ألا، ولولا، ولوما"؛ نحو: "هلا تَنزل عندنا"، فلا محل لهذه الجملة؛ لأن أدوات التحضيض لا عملَ لها، وقد تُحذف الجملة بعد أدوات التحضيض ويبقى عملها؛ كقوله:

تَعَدُّون عَقْرَ النِّيبِ أفضلَ مَجْدكمْ
بَني ضَوْطَرَى لولا الكَميَّ المُقَنَّعَا[58]

وأما الجملة الواقعة بعد أدوات التعليق غير العاملة، فنحو الواقعة بعد "لولا" التي هي لامتناع الشيء لوجود غيره، وبعد "لو" الامتناعية، وبعد "لما" التي هي حرف وجوب لوجوب على مذهب سيبويه، فهذه لا محلَّ لها؛ إذ لا عمل لهذه الحروف.

وأما الجملة الواقعة جوابًا لأدوات التعليق غير العاملة، فنحو الجملة الواقعة جوابًا لـ"لولا"، و"لو"، و"لما" المتقدِّم ذِكرُها آنفًا، وجواب "إذا" الشرطية، فإنها لا تجزم إلا في الشعر، فلا موضع لجوابها من الإعراب.

وأما الجملة الواقعة بعد "إذا"، فقد تقدَّم الخلاف فيها، كذلك الجملة الواقعة جوابًا لـ "حيث" لا محلَّ لها؛ لأنها لا تجزم إلا مع "ما".

وأما التابعة لما لا موضعَ له، فقد تكون توكيدًا لما لا موضع له؛ نحو: "قام زيد، قام زيد"، وقد تكون معطوفة على ما لا موضع له؛ نحو: " قام زيد، وجاء عمرو".

ولا يتأتَّى ذلك إلا في النعت؛ لأن الجملة الوصفية لها موضع من الإعراب دائمًا، ولا تكون الجملة عطفَ بيانٍ.

وقد تَمَّ الكلام على الجمل التي لا محلَّ لها من الإعراب على سبيل الاختصار دون الإكثار، والكلام على هذه الجمل المذكورة مبسوط في موضعه في كتب العربية، وهذا القدر كافٍ ها هنا، والله - سبحانه وتعالى - أعلم، وهو حسبُنا ونِعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيِّدنا محمد الذي لا نبيَّ بعده وسلَّم.

• • •

قائمة المصادر و المراجع:
• الأشباه والنظائر؛ للسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان.
• إعراب الجمل؛ د .شوقي المعرور، دار الحارث، دمشق - سوريا، ط الأولى 1997م.
• إعراب الجمل وأشباه الجمل؛ فخرالدين قباوة، دار القلم العربي - بحلب سوريا، ط 5 1409 / 1989م.
• إنباه الرواة؛ تحقيق: محمد أبو الفضل، دار الفكر العربي، القاهرة، ط الأولى 1496 / 1986م.
• أوضح المسالك؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت.
• بغية الوعاة؛ تحقيق: محمد أبو الفضل، دار الفكر العربي، ط 2.
• التصريح على التوضيح؛ للأزهري؛ تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط الأولى 1421 / 2000م.
• توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك؛ للمرادي؛ تحقيق: أ. د. عبدالرحمن علي سليمان، دار الفكر العربي، ط 1، 1422 / 2001.
• الدُّرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة؛ لابن حجر العسقلاني؛ تحقيق: محمد سيد جاد الحق، مطبعة المدني، ط2، 1385 /1966م.
• ديوان الأعشى؛ شرح د. يوسف فكري فرحات، دار الجيل، بيروت - لبنان، ط الأولى 1413 / 1992م.
• ديوان جرير؛ شرح د. يوسف عيد، دار الجيل، بيروت - لبنان، ط الأولى 1413 / 1992م.
• ديوان الشمَّاخ؛ تحقيق: د. صلاح الدين الهادي، دار المعارف - القاهرة.
• ديوان النابغة، دار الجيل.
• شرح ابن عقيل؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، دار التراث القاهرة، ط 2، 1426 / 2005م.
• شرح التسهيل؛ لابن مالك؛ تحقيق: د. عبدالرحمن السيد، ود. محمد بدوي المختون، دار هجر، ط الأولى 1410 / 1990م.
• شرح التسهيل؛ للمرادي، رسالة ماجستير؛ إعداد محمد عبدالنبي محمد أحمد، 2003م.
• شرح الكافية الشافية؛ لابن مالك؛ تحقيق: د. عبدالمنعم أحمد هريدي، دار المأمون للتراث - مكة.
• الكتاب؛ تحقيق: عبدالسلام هارون، الخانجي ط 2، 1402 / 1982م.
• الكشَّاف، دار الفكر.
• مغني اللبيب وبهامشه حاشية الأمير، ط الحلبي.
• الوافي بالوفيات؛ للصفدي؛ تحقيق: أحمد الأرناؤوط - تركي مصطفى، ط. دار إحياء التراث العربي الطبعة الأولى 1420 / 2000.
• نزهة الألباء، مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن، ط3، 1405 / 1985م.

• • •

الفهارس
فهرس الأعلام
• ابن جني.
• ابن درستويه.
• ابن الطراوة.
• ابن عصفور.
• ابن مالك.
• أبو علي الشلوبين.
• أبو علي الفارسي.
• الزجاج.
• الزمخشري.
• سيبويه.
• السيرافي.
• المبرد.

فهرس الموضوعات

الموضوع
رقم الصفحة
المقدمة
2
التعريف بابن أم قاسم
5
النص المحقَّق
8
قائمة المصادر و المراجع
23
فهرس الآيات
25
فهرس الأعلام
26
فهرس الموضوعات
27

[1] توضيح المقاصد والمسالك (111).
[2] بغية الوعاة (1/ 517).
[3] السابق.
[4] الدرر الكامنة (2/ 116).
[5] الأشباه والنظائر؛ للسيوطي (2/30) برواية (ومعلق - أطلقوا).
[6] شرح التسهيل؛ للمرادي (868).
[7] البيت من الكامل، لرجل سلولي غير معيَّن اسمُه، وعَجُزه: "فمَضيتُ ثُمَّت قلتُ: لا يَعنيني؛ "شرح الكافية الشافية (3 / 1271)، وانظر: شرح ابن عقيل (432).
[8] شرح الكافية الشافية (2 / 739).
[9] محمود بن عمر بن محمد أبو القاسم جاد الله الزمخشري (467 - 538هـ)، وانظر ترجمته في بغية الوعاة (2 / 279)، وإنباه الرواة (3 / 265)، ونزهة الألباء (290)، وله الكشاف، الفائق في غريب الحديث، ونكت الأعراب في غريب الإعراب، وانظر: الكشَّاف (2 / 387).
[10] جمال الدين محمد بن عبدالله بن عبدالله بن مالك الطائي الجياني الشافعي النحوي (600 - 672 هـ)، انظر ترجمته في البغية، ج (1)، ص (130).
* ردَّ ابن مالك هذا الكلام في شرحه للتسهيل (2/ 202 - 232)، وانظر: التوضيح على التصريح (1)، ص (587).
[11] أبو سعيد الحسن بن عبدالله بن المرزبان (284 - 368 هـ)، وانظر ترجمته في الوافي بالوفَيات (12/ 47)، وله شرح على الكتاب، والإقناع في النحو، وأخبار النحاة، وصناعة الشعر والبلاغة.
[12] شرح التسهيل؛ للمرادي، ص (517)، والمغني (2/ 48)، والأشباه والنظائر (2/ 28).
[13] رأي ابن عصفور؛ انظر: المغني (2/ 49)، التسهيل؛ للمرادي (578، 582)، وشرح الألفية؛ للمرادي (684).
[14] التصريح على التوضيح (1 / 562).
[15] المغني، ص (63).
[16] الكشاف (1/181).
[17] إعراب الجمل وأشباه الجمل (202)، شرح التسهيل؛ لابن مالك، (3/ 253).
[18] صدر البيت من الطويل؛ للنابغة في ديوانه (79)، وعَجُزه:
...........................
وقلتُ: ألَمَّا أصحُ والشيبُ وازعُ
وانظر: التسهيل؛ لابن مالك (3/ 255)، التسهيل؛ للمرادي، ص (834).
[19] الجمهور المغني (2/ 67)، التسهيل؛ للمرادي (512).
[20] الشيخ أثير الدين؛ المغني (2/ 67).
[21] الكتاب (3 / 118)، وهو صدر بيت من الوافر، وعَجُزه: " كأنَّ على سَنابِكها مُدامَا "؛ منسوب للأعشى في ديوانه وليس فيه، فقد رجعتُ للديوان ولم أجده، وقال البغدادي في الخزانة : "لم أجده منسوبًا للأعشى إلا في الكتاب"، وانظر: شرح الكافية الشافية (2 / 947).
[22] يُطرد عند سيبويه بخلاف المبرِّد؛ انظر: الكتاب (3 / 118)، والتسهيل؛ للمرادي (836).
[23] أبو الفتح عثمان بن جني (320 - 392هـ)، وانظر: الوافي بالوفيات (19/ 311)، ونزهة الألباء (244)، له الخصائص والمنصف، والمحتسب.
[24] الكتاب (3 / 118)، شرح الكافية (2 / 947)، المغني (2 / 67)، وهو من الوافر، وصدره:
ألا مِن مُبْلِغٍ عني تَميمًا
....................
وقائله: يزيد بن عمرو بن الصعق، فاستدلَّ ابن جني على إضافة "آية" للمفرد؛ كما جاء في كتاب الله تعالى: ﴿ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ...... ﴾ [البقرة: 248]، وردَّه ابن مالك تبعًا لسيبويه.
[25] الكتاب (3/ 118)، التسهيل؛ لابن مالك (3 / 259)، وردهما لكلام ابن جني.
[26] السابق (3 / 118).
[27] أبو الحسين سليمان بن محمد بن عبدالله المالقي (ت 528)؛ انظر ترجمته في البغية (1 / 602)، الوفيات (15 / 275)، كتاب المقدمات على كتاب سيبويه.
[28] الحسن بن أحمد بن عبدالغفار الفارسي ( 288 - 377هـ)، الوافي بالوفيات (11 / 290)، ونزهة الألباء (232)، له "الإيضاح" في النحو، والحجة في القراءات السبع، والمقصور والممدود.
[29] في الأصل "فكرب"، والسياق يتلاءَم مع ما وضَعنا.
[30] المغني (2 / 65).
[31] أبو العباس بن يزيد الثمالي (210 - 282هـ)، وانظر ترجمته في نزهة الألباء (164)، له المقتضب والكامل.
[32] أبو الحسن علي بن مؤمن بن محمد بن علي الحضرمي (597 - 663هـ)؛ البغية (2/ 210)، من مؤلَّفاته: المُمتع، والمغرب، وشرح الجزولية.
[33] من الرجز؛ لعمرو بن جندب، وفي ديوان الشماخ (363)، لكن الشطر الأخير فقط، وبأكمله في شرح الكافية (3 / 1272)، وانظر: أوضح المسالك (3 / 394).
[34] عَجُز بيتٍ من الطويل، مجهول النِّسبة؛ انظر: شرح الكافية (2 / 642)، (النجاء بدلاً من النجاة)، أوضح المسالك (4 / 194)، وابن عقيل (441)، وصدره:
فأينَ إلى أين النجاة ببَغلتي
.......................
[35] كلمة: "هو" ساقطة وأضَفناها.
[36] المغني (2 / 69).
[37] في المخطوط "و"، وفي التسهيل؛ للمرادي "أو" (626).
[38] المرادي (626).
[39] إعراب الجمل وأشباه الجمل (238).
[40] في المخطوط "إذ"، والسياق يلائم ما وضَعناه.
[41] المغني (2 / 69).
[42] في المخطوط على يمين هذه العبارة جملة مكتوبة، وهي: "طلب الجمل التي لا محل لها، تسع"، وأظنُّها (مطلب).
[43] ساقطة من المخطوط، وانظر: شرح التسهيل؛ للمرادي (626).
[44] شرح التسهيل؛ للمرادي (626).
[45] إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج (ت 311هـ)، وانظر ترجمته في البغية (1 / 411)، ونزهة الألباء (183)، وله معاني القرآن، والاشتقاق، وخلق الإنسان، وشرح أبيات سيبويه.
[46] عبدالله بن جعفر بن درستويه (ت 347)، وفي بغية الوعاة (2 / 36)، ونزهة الألباء (213)، وله الإرشاد في النحو، شرح كتاب الجرمي، وكتاب في الهجاء، وشرح الفصيح.
[47] المغني (2 / 49).
[48] البيت من الطويل، وهو لجرير في ديوانه (570)، برواية "تمور دماؤها"، والمغني (2 / 49).
[49] شرح التسهيل؛ للمرادي (624).
[50] البيت من الطويل؛ لجويرية بنت الحارث؛ المغني (2 / 49).
[51] شرح التسهيل؛ للمرادي (624).
[52] البيت من المنسرح، وهو لإبراهيم بن هرمة؛ المغني (2 / 51).
[53] في المخطوط "يليه"، والسياق يتلاءَم مع ما ذكَرنا.
[54] شرح التسهيل؛ للمرادي (624)، والمغني (2 / 54).
[55] أبو علي عمر بن محمد بن عمر بن عبدالله الأستاذ أبو علي الأزدي الشلوبيني، البغية (2 / 224)، له التوطئة، وشرحان للجزولية، وتعليق على الكتاب لسيبويه.
[56] شرح التسهيل؛ للمرادي (625).
[57] المغني (2 / 55).
[58] البيت من الطويل؛ لجرير، وهو في الديوان (415).











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:22   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (38 /44) أسئلة على باب التمييز

س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (38 /44)
أسئلة على باب التمييز

س421: بيِّن أنواع التمييز تفصيلاً في الجُمَل الآتية:
1- شربتُ كوبًا ماءً.
2- اشتريتُ قنطارًا عسلاً.
3- ملكتُ عشرةَ مثاقيلَ ذهبًا.
4- زرعتُ فدانًا قطنًا.
5- رأيتُ أحدَ عشرَ فرسًا.
6- رَكِب القطارَ خمسون مسافرًا.
7- محمَّد أكملُ مِن خالد خُلقًا، وأشرفُ نفْسًا، وأطْهَر ذيلاً.
8- امتلأ إبراهيمُ كبرًا.

الجواب:
1- تمييز محوَّل عن المفعولِ به.
2- تمييز الذات.
3- تمييز الذات.
4- تمييز الذات.
5- تمييز الذات.
6- تمييز الذات.
7- تمييز مُحوَّل عن مبتدأ.
8- تمييز غير محوَّل، مبيِّن لإبهام نِسبة الامتلاء.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س422: ضعْ في كل مِن الأمكنة الخالية مِن الأمثلة الآتية تمييزًا مناسبًا؟
(أ) الذهب أغلى........... مِن الفِضة.
(ب) الحديد أقْوى........... مِن الرصاص.
(ج) العلماء أصدقُ الناس...........
(د) طالِب العلم أكرمُ........... مِن الجهَّال.
(هـ) الزرافة أطولُ الحيوانات...........
(و) الشمس أكبر......... مِن الأرض.
(ز) أكلتُ خمسةَ عشرَ.........
(ح) شربتُ قدحًا..............

الجواب:
(أ) ثمنًا.
(ب) صلابةً.
(ج) قولاً.
(د) حالاً.
(هـ) يدًا.
(و) حجمًا.
(ز) رغيفًا.
(ح) ماءً.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س423: اجعلْ كلَّ اسم مِن الأسماء الآتية تمييزًا في جُملة مفيدة:
شعيرًا، قصبًا، خُلُقًا، أدبًا، شربًا، ضحكًا، بأسًا، بسالةً.
الجواب:
1- اشتريتُ إرْدبًّا شعيرًا.
2- بعتُ محصولَ فدان قصبًا.
3- محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أكرمُ الناس خُلُقًا، وأكملُهم أدبًا.
4- أنا أكثرُ أصحابي شربًا للماء.
5- أشرفُ أكثر ضَحِكًا مِن زملائه.
6- المسلمون أشدُّ بأسًا من الكفَّار.
7- المسلِم أشدُّ بسالةً في الحرْب من المشرك.

س424: هاتِ ثلاثَ جُمل، يكون في كلِّ جملة منها تمييزٌ مسبوق باسم عدد، بشرْط أن يكون اسم العدد مرفوعًا في واحِدة، ومنصوبًا في الثانية، ومخفوضًا في الثالِثة؟
الجواب:
1- مِثال اسم العدَد المرفوع: قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ﴾ [ص: 23].
2- مِثال اسم العدَد المنصوب: قال تعالى: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4].
3- مِثال اسم العدَد المجرور: مررتُ باثنين وعشرين رجلاً من رِجال الدِّين.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س425: أعْرِبِ الجمل الآتية؟
1- محمَّد أكرمُ مِن خالد نفسًا.
2- عندي عِشرون ذراعًا حريرًا.
3- تصبَّب زيد عرقًا.
4- قال تعالى: ﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ﴾ [القمر: 12].
5- قال تعالى: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4].
6- فتحتُ عشرين بابًا، وهل يصحُّ أن تقول: فتحتُ عشرون بابًا، أو أن تقول: فتحتُ عشرين بابٌ؟
7- زيدٌ أكثرُ مِنك مالاً، وهل قولك: زيد أكرم الناس، مِن باب التمييز؟
8- اشتريتُ ملءَ الصاع ذُرة.
9- وهبتُك تسعةَ عشرَ كتابًا.
10- عندي مائة درهم.
11- قال تعالى: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ [الكهف: 34].
12- اشتريتُ عشرين كتابًا.
الجواب:
1- محمَّد أكرمُ من خالد نفسًا:
• محمَّد: مبتدأ، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهرة في آخِره.
• أكرم: خبَر المبتدأ، مرفوعٌ بالمبتدأ، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهِرة في آخره.
• من: حرف جر، مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• خالد: اسمٌ مجرور بـ"من"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره، والجار والمجرور متعلِّق بـ"أكرم".
• نفسًا: تمييز نِسبة، محوَّل عن المبتدأ، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

2- عندي عشرون ذراعًا حريرًا:
• عندي: عند: ظرف مكان، منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحرَكة المناسبة، وهو متعلِّق بمحذوف، خبر مقدَّم، وعند مضاف، وياء المتكلِّم ضميرٌ مبنيٌّ على السُّكون في محلِّ جر، مضاف إليه.
• عشرون: مبتدأ مؤخَّر، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفْعِه الواو نيابةً عن الضمَّة؛ لأنَّه ملحقٌ بجمع المذكَّر السالِم.
• ذراعًا: تمييز لـ"عشرون" منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
• حريرًا: تمييز لـ"ذراعًا" منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخره.

3- تصبَّب زيد عرقًا:
• تصبَّب: فعل ماضٍ، مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• زيد: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة.
• عرقًا: تمييز نسبة، محوَّل عنِ الفاعل، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة.

4- قال تعالى: ﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ﴾[القمر: 12]:
• وفجرنا: فجر: فعل ماضٍ مبني على السكون، لاتصاله بضمير الرفع المتحرك "نا الفاعلين"، ونا ضمير مبني على الفتح، في محل رفع، فاعل.
• الأرض: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
• عيونًا: تمييز نسبة، محول عن المفعول به؛ لأن أصل الكلام، وفجرنا عيون الأرض، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

5- قال تعالى: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4]:
• إني: إن: حرْف توكيد ونصْب، مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب، والياء ياءُ المتكلِّم، ضميرٌ مبنيٌّ على السكون، في محلِّ نصب، اسم "إن".
• رأيت: رأى: فعْل ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ رفْع، فاعل.
• أحد عشر: مفعولٌ به، مبنيٌّ على فتْح الجزأين، في محلِّ نصب.
• كوكبًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

6- فتحتُ عشرين بابًا:
• فتحت: فتَح: فعْل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضميرٌ مبنيٌّ على الضم، في محلِّ رفْع، فاعل.
• عشرين: مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصْبه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه ملحق بجمْع المذكَّر السالِم.
• بابًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.
ولا يصح أن تقول: فتحت عشرون بابًا؛ لأن "عشرين" مفعول به، والمفعول به لا يكون مرفوعًا، وإنَّما هو مِن منصوبات الأسماء.
وكذلك لا يصحُّ أن تقول: فتحتُ عشرين بابٌ، برفع "باب"؛ لأن "باب" هنا تمييز، والتمييز مِن منصوبات الأسماء، فلا يكون مرفوعًا.

7- زيد أكثر منك مالاً:
• زيد: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداء، وعلامة رفعه الضمَّة الظاهِرةُ في آخِره.
• أكثر: خبَر المبتدأ، مرفوعٌ بالمبتدأ، وعلامة رفْعِه الضمَّةُ الظاهرة.
• منك: مِن: حرْف جر مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محل جرٍّ، اسم مجرور، والجار والمجرور متعلق بـ"أكثر".
• مالاً: تمييز نِسبة، محوَّل عن المبتدأ، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.
وقول: زيد أكرمُ الناس، هذا ليس تمييزًا؛ لأن كلمة "الناس" أُضيف إليها اسمُ التفصيل، فأصبحتْ مضافًا إليه مجرورًا، لا تمييزًا منصوبًا.

8- اشتريتُ ملءَ الصاع ذُرةً:
• اشتريت: اشترى: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضميرٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ رفْع، فاعل.
• ملء: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، وملء مضاف.
• الصاع: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف "ملء"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهِرة في آخِره.
• ذرةً: تمييز غير محوَّل، مبيِّن لإبهام نِسبة الامتلاء، منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة.

9- وهبتُك تسعة عشر كتابًا:
• وهبتك: وهب: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتصاله بضميرِ الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعل ضمير مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ رفْع، فاعِل، والكاف ضميرٌ مبنيٌّ على الفتْح، في محل نصب، مفعول به أوَّل.
• تسعة عشر: مفعول به ثانٍ مبنيٌّ على فتْح الجزأين، في محلِّ نصْب.
• كتابًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخره.

10- عندي مائة درهم:
• عندي: عند: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحة المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحرَكة المناسبة، وعند: مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبنيٌّ على الضم، في محلِّ جر مضاف إليه، وعند: متعلق بمحذوف خبْر مقدَّم.
• مائة: مبتدأ مؤخَّر مرفوع بالابتداء، وعلامةُ رفْعِه ضمةٌ ظاهرة في آخِره، ومائة: مضاف.
• درهم: مضاف إليه مجرور بالمضاف "مائة"، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

11- قال تعالى: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾[الكهف: 34]:
• أنا: ضمير مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ رفْع، مبتدأ.
• أكثر: خبر المبتدأ، مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفْعِه الضمَّة الظاهرة.
• منك: جارٌّ ومجرور متعلِّق بـ"أكثر".
• مالاً: تمييز نِسبة محوَّل عن المبتدأ، منصوب، وعلامةُ نصْبِه الفتحةُ الظاهِرة.
• وأعز: الواو حرْف عطْف، أعز: معطوف على "أكثر"، والمعطوف على المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخره.
• نفرًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

12- اشتريت عشرين كتابًا:
• اشتريتُ: فعل وفاعل.
• عشرين: مفعول به منصوب، وعلامةُ نصبِه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه مُلحَق بجمع المذكَّر السالِم.
• كتابًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س426: ما هو التمييزُ لغةً واصطلاحًا؟
الجواب:
أولاً: التمييز لغةً، للتمييز في اللُّغة معنيان:
الأول: التفسيرُ مطلقًا، تقول: ميزْتُ كذا، تريد أنَّك فسَّرته.
والثاني: فصْلُ بعض الأمور عن بعض، تقول: ميَّزتُ القوم، تريد أنَّك فصلتَ بعضهم عن بعض.
ثانيًا: التمييز في اصطلاح النُّحاة: هو عبارة عنِ الاسم الصريح، المنصوب، المفسِّر لما استبهم مِن الذوات أو النِّسب.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س427: إلى كم قسم ينقسِم التمييز؟ وما هو تمييزُ الذات؟ وما هو تمييزُ النِّسْبة؟ وبماذا يُسمَّى تمييز الذات؟ وبماذا يُسمَّى تمييز النِّسبة؟ وما الذي يقَع قبل تمييز الذات؟
الجواب:
أولاً: ينقسم التمييز إلى قسمين:
الأوَّل: تمييز الذات.
والثاني: تمييز النِّسبة.
ثانيًا تمييز الذات هو: ما رَفَع إبهام اسم مذكور قبْلَه مجْمَل الحقيقة.
ثالثًا: تمييز النِّسبة هو: ما رَفَع إبهام نِسبة في جُملة سابِقة عليه.
رابعًا: يُسمَّى تمييز الذات: تمييز المفرَد.
خامسًا: يُسمَّى تمييز النِّسبة: تمييز الجُملة.
سادسًا: يقَع تمييز الذات بعدَ العدد، نحو قوله تعالى: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ﴾ [التوبة: 36]، أو بعدَ المقادير مِن الموزونات، نحو: اشتريت رطلاً زيتًا، أو المكيلات، نحو: اشتريت إردبًّا قمحًا، أو المساحات: نحو، اشتريتُ فدانًا أرضًا.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س428: مَثِّل لتمييز الذات بثلاثة أمثلة مختلفة، وأعرِبْ كلَّ واحد منها؟
الجواب:
13- اشتريتُ رطلاً زيتًا، وإعرابه هكذا:
• اشتريتُ: فعل وفاعل.
• رطلاً: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتْحة الظاهِرة.
• زيتًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

14- اشتريت إردبًّا قمحًا:
• اشتريت: فعل فاعل.
• إردبًّا: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.
• قمحًا: تمييز منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

15- اشتريتُ فدانًا أرضًا:
• اشتريتُ: فعل وفاعل.
• فدانًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.
• أرضًا: تمييزٌ منصوب، وعلامَة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س429: إلى كم قِسم ينقسِم تمييز النِّسبة المحول؟ مع التمثيل؟
الجواب: تمييز النِّسبة المحول ينقسِم إلى ثلاثة أقسام، هي:
1- المحوَّل عنِ الفاعل: وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ﴾ [مريم: 4].
فكلمة "شيبًا" الواقِعة في هذا التركيب تمييزًا كان أصلُها فاعلاً؛ إذ أصل الجملة عندَ النحاة: اشتعل شيبُ الرأس، ثم جُعِل الفاعل - وهو كلمة "شيب" - تمييزًا، ثم جُعِل المضاف إليه - وهو كلمة "الرأس" - فاعلاً.

2- تمييز محوَّل عن المفعول: وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ﴾ [القمر: 12]، فـ"عيونًا" تمييز، وأصْل الجُملة: وفجَّرْنا عيون الأرْض، ثم حُوِّل المفعول به - وهو "عيون" - إلى تمييز، وجُعِل المضاف إليه "الأرض" مفعولاً به.

3- تمييز محوَّل عن المبتدأ: وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا ﴾ [الكهف: 34]. والتقدير: مالي أكثرُ منك، جعل المبتدأ - وهو "مال" تمييزًا، ثم جعل المضاف إليه - وهو ياء المتكلم - مبتدأً، فصارتْ ياء المتكلِّم ضميرًا، هو "أنا".

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س430: مَثِّل لتمييز النسبة غير المحوَّل؟
الجواب:
مثال تمييز النِّسبة غير المحوَّل؛ قال تعالى: ﴿ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا ﴾ [آل عمران: 91] فـ"ذهبًا" هنا تمييز؛ لأنَّها فسرتْ هذا الملء، ما هو؟ هل هو تُراب، أم شجر، أم ذهب؟ وهو غير محوَّل.

ومِثال التمييز غير المحوَّل أيضًا: لله درُّه فارسًا، فـ"لله": جار ومجرور خبَر مقدَّم، ودرُّه: مبتدأ مؤخَّر، وفارسًا: تمييز غير محوَّل، مبيِّن لإبهام نِسبة التعجب، والجملة خبرٌ في معنى الإنشاء.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س431: ما هي شروط التمييز؟ وما معنى أنَّ التمييز لا يَجيء إلا بعدَ تمام الكلام؟
الجواب: شروط التمييز هي:
1- أن يكونَ نَكِرة، فلا يجوز أن يكون معرِفةً.
2- ألاَّ يجيء إلاَّ بعدَ تمام الكلام؛ أي: بعد ما يتمُّ أصلُ الكلام به، مِن الفاعِل للفعل، والخبر للمبتدأ، ونحوهما.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س432: مَثِّل لتمييز، له تمييز؟
الجواب:
مِثال ذلك: اشتريت عشرين فدانًا قمحًا.
فـ"فدانًا" تمييزٌ لـ"عشرين"، وله تمييز، وهو "قمحًا".
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س433: هل يكون التمييز فعلاً؟
الجواب:
لا يكون التمييز فعلاً؛ لأنَّ المؤلِّف - رحمه الله تعالى - يقول في تعريفه: هو الاسم، فخرَج بذلك الفِعل.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س434: هل يكون التمييزُ مرفوعًا؟
الجواب:
لا يكون التمييز مرفوعًا؛ لأنَّ المؤلف - رحمه الله - يقول في تعريفه:
هو الاسمُ المنصوب، فخرج بذلك المرفوع، فلا يكون التمييزُ مرفوعًا.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س435: ما الفرْق بيْن التمييز والحال؟
الجواب:
الفرق بينهما: أنَّ التمييز هو الاسمُ المفسِّر لما استبهِم مِن الذوات، بينما الحالُ هو الاسم المفسِّر لما استبهِم مِن الهيئات.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س436: ما هو العددُ الذي يُنصب تمييزُه؟
الجواب:
العددُ الذي يُنصب تمييزه هو الأحد عشر والتِّسعة والتِّسعون، وما بينهما، نحو: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4]، ﴿ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ﴾ [المائدة: 12]، ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142]، ﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ﴾ [ص: 23] [1].

[1] والملاحَظ في هذه الآيات أنَّ التمييزَ أتى مفردًا، وهكذا دائمًا تمييز الأعداد مِن أحدَ عشرَ إلى تسعة وتسعين يكون مفردًا منصوبًا؛ انظر: "شرح شذور الذهب" (ص: 461 - 463).











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:23   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الواو في القرآن الكريم وفي النقوش القديمة

الواو في القرآن الكريم وفي النقوش القديمة

قال الله - تعالى - في سورة البقرة: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 258-259].

قيل في (أو) في قوله - تعالى -: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى ﴾: "الجمهورُ على سكون واو (أوْ)، وهي هنا للتفصيل، وقيل: للتخيير بين التعجب من شأنهما، وقرأ أبو سفيان بن حسين "أوَ" بفتحِها، على أنها واوُ العطفِ، والهمزةُ قبلها للاستفهام" [1].

ولكن إذا نظرنا إلى السياق، فهي إن أفادتِ العطف، فسيكونُ معها تقدير محذوف، وهو: "وَأَلَمْ تَرَ إلى كالذي مرَّ على قرية"، والكاف في (كالذي) لن نجد لها معنى، ولقد فسَّرها الأخفش على أنها زائدة[2]، وسيكون معطوفًا على أمرٍ لا يشاكله، فالأول رجلٌ كافر لا يؤمن بالله، والثاني نَبِي يؤمن بالله؛ ولكنه تعجب من كيفية إحياء هذا الخراب، والمعنى من السياق - في رأيي - هو: ﴿ أَلَمْ تَرَ إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه ﴾... أهو كالذي مرَّ على قرية وهي خاوية...؟ أو: أَيكُون كالذي مرَّ...؟ وتكون الواو بمعنى (هو) أو (يكون)، ولقد جاءتْ (هو) بمعنى (يكون) في اللغة السريانية، وفي شعر عربي قديم؛ حيث قال لَبِيد- من الطويل -:[3].
وَمَا الْمَرْءُ إِلَّا كَالشِّهَابِ وَضَوْئِهِ
يَحُورُ رَمَادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ

وسياق الآية السابقة مثل قوله - تعالى -: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 76].

وتكون (الواو) بمعنى هو، والدليل الأول على صحة هذا الكلام قولُ ألفرد بيستون: "الفعل لا يَرِدُ في مستهلِّ النقوش في أول الجملة ألبتة؛ إذ يغلب أن يسبقه فاعله، وربما تقدمه عنصر إشاري... هذا ما أمر به فلان، أو تقدمته الواو الإشارية"[4].

وقال أيضًا:
"ثَمَّة نص أو اثنان وَرَدَا تامَّينِ، ومن المؤكد أنه لا يوجد نقص في بداية أي منهما، وبالرغم من ذلك فإن كلاًّ منهما يستهلُّ بالواو، فينبغي أن تكون للواو هنا دلالة إشارة"[5].

وقال أيضًا:
"صيغ ضمائر الغَيبة هي نفسُها صيغ أدوات الإشارة للبعيد"[6].

وأعتقد أن الدليل السابق يكفي، ولكن سأورد بعض الأدلة الأخرى - وإن كانت أقل في القوة - منها: قول الدكتور رمضان عبدالتواب: "وضمائر الغائب... تشارك أسماء الإشارة في أنه يكنى بها عن الأسماء... والكناية قريبة من الإشارة ومشتقة منها، ومما يدل على ذلك أن hu العبرية المطابقة لـ(هو) العربية، معناها (ذلك) في كثير من الحالات"[7].

وإن كانت (هو) اسم إشارة في اللغة العبرية، فإنها مع أخواتها (هاذا، وهاذه، وهاؤلاء) تكون مركَّبة من (ها) مع الكلمة الثانية منها، وتكون هو وهي مركَّبة من (ها) و(الواو) في (هو)، و(ها) و(الياء) في هي، والكلمة المركَّبة من كلمتين ربما كانتْ تستخدم إحداها فقط في مرحلة قديمة، "وفي الحبشية ضمير الغائب (ويتو) والغائبة (ويتي)... وفي الحبشية والفينيقية أكد الضمير بأحد عناصر الإشارة وهو (التاء)، وقد اختفتِ الهاء في الحبشية"[8].

يقول د. رمضان عبدالتواب:
"الأصل في ضمير الغائب (وا)؛ لأنه هو الجزء المساوي للضمير (هوا) في اللغة العبرية بعد سقوط الهاء منه، أما التاء فهي إضافة حديثة"[9].

ولقد قُرِئت (أيُّه) بضم الهاء في قراءة لابن عامر في سورة المؤمنون [10]، وقال السمين الحلبي: "(ها) زائدةٌللتنبيه لازمةٌ لها، والمشهورُ فتحُ هائِها، ويجوزُ ضَمُّها إتباعًا للياء، وقد قرأ عامر بذلك في بعض المواضع نحو: ﴿ أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [النور: 31]، والمرسُوم يساعده.[11].

فإن كانت (ها) وَرَدتْ في قراءةٍ بالضمِّ، فما المانع أنها كانتْ لهجة قديمة؛ أي: إن (هو)مع (وا) معًا نشأ عنهما (هوَ) بفتح الواو، ولقد استخدم العربُ (هذا) اسم إشارة للغائب؛ كما جاء في الدر المصون:
"وقال المبردُ: "العربُ تُشير بـ (هذا) إلى الغائب، وأنشد لجَرِيرٍ - منالكامل:
هَذَا ابْنُ عَمِّي فِي دِمَشْقَ خَلِيفَةً
لَوْ شِئْتُ سَاقَكُمُ إِلَيَّ قَطِينَا" [12]

أمثلة من الشعر الجاهلي:
ذكر المرادي مثالين للواو الزائدة؛ وهما:
فَإِذَا وَذَلِكَ يَا كُبَيْشَةُ لَمْ يَكُنْ
إِلَّا كَلَمَّةِ بَارِقٍ بِخَيَالِ [13].

وقول أبي كبير:
فَإِذَا وَذَلِكَ لَيْسَ إِلَّا ذِكْرُهُ
وَإِذَا مَضَى شَيْءٌ كَأَنْ لَمْ يُفْعَلِ[14]

وفي أول القصيدة كان الشاعر يتحسَّر على الشباب، فقال:
أَزُهَيْرُ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَعْدِلِ
أَمْ لَا سَبِيلَ إِلَى الشَّبَابِ الْأَوَّلِ
أَمْ لَا سَبِيلَ إِلَى الشَّبَابِ، وَذِكْرُهُ
أَشْهَى إِلَيَّ مِنَ الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

وأتى البيت الآخرُ آخرَ القصيدة بعدما تذكر مقابلتَه لامرأة جليلة النسب، ووصف مجلسه معها، والمعنى كان هذا وقت الشباب، والواو تعود على الذكرى؛ أي: فإذا هو التذكر ليس إلا الذكرى[15].

أما بيت ابن مقبل، فكان من قصيدةٍ أولُها يسأل الأطلال عن كَبْشَة، قال:
سَائِلْ بِكَبْشَةَ دَارِسَ الْأَطْلَالِ
قَدْ هَيَّجَتْكَ رُسُومُهَا لِسُؤَالِ

بعد ذلك تحسَّر عليها وتذكر ليلة معها، ثم قال البيت:
فَإِذَا وَذَلِكَ يَاكُبَيْشَةُ لَمْ يَكُنْ
إِلَّا كَلَمَّةِ بَارِقٍ بِخَيَالِ

أي: فإذا هو الطلل، ولم يكن الأمر إلا خيالاً، وما سبق فسرته قياسًا على قول المرقش الأصغر - (الطويل) -:
أَمِنْ بِنْتِ عَجْلاَنَ الخَيالُ المُطَرَّحُ
أَلَمَّ وَرَحْلِي سَاقِطٌ مُتَزَحْزَحُ
فَلَمَّا انْتَبَهْتُ بِالْخَيَالِ وَرَاعَنِي
إِذَا هُوَ رَحْلِي وَالْبِلَادُ تَوَضَّحُ [16]

الشاعر كان يتخيل محبوبته، فلما انتبه لم يجد أمامه إلا رَحْله.

وأما قول ربيعة بن مقروم الضبي من قصيدة - الكامل -:
فَإِذَا وَذَاكَ كَأَنَّهُ مَا لَمْ يَكُنْ
إِلَّا تَذَكُّرَهُ لِمَنْ لَمْ يَجْهَلِ [17]

وقبل هذا البيت يصف بَعِيره المُجهَد بعد أن كان مكتنزًا وقويًّا، ثم قال: فَإِذَا وَذَلِكَ؛ أي: فإذا هو ذلك من الكلال، وكذلك نفس اللفظ (فإذا وذلك) جاء في قصيدة للأسود بن يعفر بعدما تحسَّر على شبابه[18].

ويلاحظ أن سياق كل الأبيات السابقة واحد، خيال ثم إفاقة على الواقع الذي أمامه، ويلاحظ أيضًا أن الشعراء السابقين من قبائل عاشتْ في نَجْد، وكلهم مخضرمون إلا المرقش الأصغر والأسود بن يعفر توفِّيا في الجاهلي.[19].

ومما سبق يكون شرح الآية الآتية على تقدير (أهو) على أن الواو بمعنى ضمير شأن: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128]؛ أي: أهو يتوب عليهم أو يعذبهم.

[1] الدر المصون 3/93 - 98.
[2] معاني القرآن للأخفش 197.
[3] ديوان لبيد 88.
[4] قواعد النقوش العربية الجنوبية كتابات المسند 29.
[5] قواعد النقوش العربية الجنوبية 87.
[6] قواعد النقوش العربية الجنوبية 68.
[7] التطور النحوي للغة العربية 79.
[8] فقه اللغات السامية لبروكلمان 83 - 84.
[9] في قواعد الساميات 308
[10] مصحف القراءات العشر المتواترة 353.
[11] الدر المصون 1/136.
[12] الدر المصون 11/311.
[13] في خزانة الأدب (حَالِم) بدل (بارق)، وفي الديوان (كَحَلْمة حالمٍ بخيال) 189، والبيت من الكامل، والبيت لتميم بن أبي بن مقبل من بني العجلان من عامر بن صعصعة، ت بعد 37 هـ، وعدَّ في المخضرمين، عاش نيفًا ومائة سنة الأعلام 2/87.
[14] الجنى الداني 48، والبيت في ديوان الهذليين (حينَه) بدل (ذكرُه) 2/100، والبيت من الكامل، وأبو كبير الهذلي عامر بن الحليس قيل: أدرك الإسلام وأسلم؛ الأعلام 3/250.
[15] انظر: خزانة الأدب 11/58 -60.
[16] المفضليات 242، ربيعة بن سفيان المرقش الأصغر ت نحو 50 ق هـ، من أهل نجد؛ الأعلام 3/16.
[17] انظر: خزانة الأدب 11/59، وانظر: ديوانه 46، ربيعة بن مقروم الضبي ت بعد 16 هـ؛ الأعلام 3/17.
[18] ديوان الأسود بن يعفر 31، والشاعر من سادات تميم، جاهلي ت 22 ق هـ، من أهل العراق؛ الأعلام 1/330.
[19] انظر: فهرس القبائل والبلدان "ضبة بن أد" 2/661، وعامر بن صعصعة 2/708، وهذيل 3/1213، وتميم بن مر 1/126.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:24   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (37 /44) أسئلة على باب الحال

س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (37 /44)
أسئلة على باب الحال

س409: ضعْ في كلِّ مكان مِن الأمكنة الخالية الآتية حالاً مناسبًا؟
(أ) يعود الطالِب المجتهد إلى بلدِه.............
(ب) لا تأكُل الطَّعام....................
(ج) لا تَسِرْ في الطريق...................
(د) البسْ ثوبَك.......................
(هـ) لا تنمْ في اللَّيْل....................
(و) رجَع أخِي مِن ديوانه..................
(ز) لا تَمْشِ في الأرض..................
(ح) رأيتُ خالدًا......................

الجواب:
(أ) محصلاً للعِلم.
(ب) متكئًا.
(ج) فخورًا.
(د) متيمنًا.
(هـ) عريانًا.
(و) مترجلاً.
(ز) متكبرًا.
(ح) مبتسمًا.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س410: اجعلْ كلَّ اسم مِن الأسماء الآتية حالاً مبينًا لهيئة الفاعِل في جملة مفيدة:
مسرورًا، مختالاً، عريانًا، متعبًا، حارًّا، حافيًا، مجتهدًا.

الجواب:
1- قدم محمَّد مسرورًا.
2- قَدِم المتكبِّر مختالاً.
3- جاء الكافِر عريانًا.
4- لا تعملْ متعبًا.
5- جاءَ الجوُّ اليوم حارًّا.
6- لا تَمْشِ في الأرْض حافيًا.
7- مكَث خالد مجتهدًا في طلبِ العِلم.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س411: اجعلْ كلَّ اسم مِن الأسماء الآتية حالاً مبينًا لهيئةِ المفعول به في جملةٍ مفيدة:
مكتوفًا، كئيبًا، سريعًا، صافيًا، نظيفًا، جديدًا، ضاحكًا، لامعًا، ناضرًا، مستبشرات.

الجواب:
1- رأيتُ الأسير مكتوفًا.
2- رأيتُ إسماعيل كئيبًا.
3- رأيتُ محمدًا سريعًا.
4- رأيتُ الماء صافيًا.
5- لبستُ الثوب نظيفًا.
6- بعتُ الثوب جديدًا.
7- رأيتُ التلميذَ ضاحكًا.
8- لبستُ الثوب لامعًا.
9- قطفتُ الوردَ ناضرًا.
10- رأيتُ المسلمات مستبشرات[1].

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س412: صِفِ الفرس بأربع جُمل، بشرْط أن تجيء في كلِّ جملة بحال.

الجواب:
1- رأيتُ فرسًا طويلَ القدمين.
2- جاءَ الفَرَس متبخترًا.
3- ركبتُ الفرَسَ مسرجًا.
4- قدِم الفرس عطشان.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س413: أعرب ما يلي:
1- لَقِيَتني هند باكيةً.
2- لبستُ الثوب جديدًا.
3- شربتُ اللبن ساخنًا.
4- شربتُ ماءً باردًا.
5- ركبتُ الفرس مسرجًا.
6- ولا نعبُدُ إلاَّ إيَّاه مخلصين.

الجواب:
1- لَقِيَتْني هند باكيةً:
• لقيتني: لَقِي: فِعل ماضٍ مبني على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب، والتاء علامة التأنيث حرْف مبنيٌّ على السكون، لا محلَّ له مِن الإعراب.
والنون نونُ الوقاية، حرْف مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له مِن الإعراب، وياء المتكلِّم ضمير مبني على السُّكون، في محلِّ نصب، مفعول به.
• هند: فاعِل "لقِي" مرفوع، وعلامة رفْعه الضمةُ الظاهرة، وهو غيرُ مصروف للعلمية والتأنيث[2].
• باكية: حال مبيِّن لهيئة الفاعل، منصوب وعلامة نصبه الفتحةُ الظاهرة.

2- لَبِستُ الثوبَ جديدًا:
• لبست: لبِس، فعْل ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضمير مبنيٌّ على الضمِّ، في محلِّ رفْع، فاعل.
• الثوب: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.
• جديدًا: حال مبيِّن لهيئة المفعول به، منصوب، وعلامةُ نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

3- شربتُ اللبن ساخِنًا:
• شربت: فعْل وفاعل.
• اللبن: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصِبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.
• ساخنًا: حال مِن "اللبن" منصوب على الحال، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.

4- شربتُ ماءً باردًا:
• شربتُ: فعل وفاعل.
• ماءً: مفعول به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخره.
• باردًا: صِفة لـ"ماء"، ونعتُ المنصوب منصوبٌ، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.
ولا يصحُّ أن تعرب "باردًا" هنا حالاً؛ لأنَّ صاحب الحال لا يكون إلا معْرفة، وهنا صاحِب الحال "ماء" نكِرة.

5- ركبت الفرس مسرجًا:
• ركبتُ: ركب: فعل ماضٍ مبني على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضمير مبني على الضمِّ، في محلِّ رفْع، فاعل.
• الفرس: مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره.
• مسرجًا: حال مبيِّن لهيئة المفعول به "الفرس"، منصوب على الحال، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة في آخِره.

6- ولا نعبد إلاَّ إيَّاه مخلصين:
• ولا: الواو بحسبِ ما قبلها، لا: حرْف نفي، لا محلَّ له مِن الإعراب.
• نعبُد: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده مِن الناصب والجازم، وعلامة رفْعه الضمة الظاهِرة في آخِره، والفاعِل ضميرٌ مستتر وجوبًا، تقديره: "نحن".
• إلاَّ: أداة استثناء مُلغاة.
• إيَّاه: إيا: ضمير مبنيٌّ على السكون، في محلِّ نصْب، مفعول به، والهاء حرْف دالٌّ على الغَيبة.
• مخلصين: حال مبيِّن لهيئة الفاعل "الضمير المستتر" نحن " في الفِعل نعبُد"، منصوب، وعلامَة نصبه الياء نيابةً عن الفتْحة؛ لأنَّه جمع مذكر سالِم، والنون عوض عنِ التنوين في الاسم المفرد.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س414: ما هو الحال لغةً واصطلاحًا؟
الحال في اللُّغة: ما عليه الإنسان مِن خير أو شرّ.

وهو في اصطلاح النُّحاة: عبارة عن الاسمِ الفَضْلة، المنصوب، المفسِّر لما استبهِم مِن الهيئات.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س415: ما الذي تأتي الحال منه؟ وهل تأتي الحال من المضاف إليه؟

الجواب: يأتي الحال مِن:
1- الفاعل نصًّا: كقولك: جاءَ عبدالله راكبًا.
2- المفعول به نصًّا أيضًا: كقولك: ركبتُ الفرس مسرجًا.
3- وقد يكون محتملاً للأمرين جميعًا: كقولك: لقيت عبدالله راكبًا.

فـ"راكبًا" حال، لكن مِن ماذا؟ هل مِن الملاقِي، أم مِن الملاقَى؟
يعني: هل المراد: لقيت أنا عبدالله، وأنا راكِب، أو: لقيت عبدالله، وهو راكِب؟
الجواب:
يحتمل الاثنين، فإنْ كانت الأوَّل - أنَّ هذا القائِل كان راكبًا، فمر بعبدالله - صارت "راكبًا" حالاً مِن الفاعل "التاء" من "لقيت".

وإنْ كان المعنى أنَّ هذا الملاقي مرَّ بعبدالله، وهو راكِب، فهي حالٌ مِن المفعول به "عبدالله".

4- يجيء الحال مِن الخبر: نحو قوله تعالى: ﴿ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا ﴾ [فاطر: 31].

فـ"هو" مبتدأ، والحقُّ خبره، ومصدقًا حالٌ منه.

5- وقد يجيء مِن المجرور بحرْف الجر، نحو: مررتُ بهند راكبة، "راكبة" حال مِن "هند" المجرور بالباء.

6- وقد يجيء مِن المجرور بالإضافة، نحو قوله تعالى: ﴿ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [النحل: 123]، فـ"حنيفًا" حال مِن "إبراهيم" وإبراهيم مجرور بالفتحةِ نيابةً عن الكسرة، وهو مجرورٌ بإضافة "ملة".

ونحو قوله تعالى: ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ﴾ [الحجرات: 12]، و"ميتًا"، حال مِن الأخ المضاف إليه، المجرور بـ"لحم" المضاف.

ونحو قوله تعالى: ﴿ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ﴾ [يونس: 4]، فـ"إليه" جار ومجرور خبر مقدَّم، ومرجِع: مبتدأ مؤخَّر مرفوع، ومرجِع مضاف، والكاف مضافٌ إليه مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ جر، وجميعًا حال منه.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س416: ما الذي يُشترط في الحال؟ وما الذي يُشترَط في صاحبِ الحال؟ وما الذي يُسوِّغ مجيء الحال مِن النَّكِرة؟

أولاً: يشترط في الحال ما يلي:
1- أن يكون نكرةً، فلا يجوز أن يكون الحالُ معرفةً؛ دفعًا لتوهم أنَّه نعْت عندَ نصْب صاحبها، أو خفاء إعْرابه.

وإذا جاء تركيبٌ فيه الحال معرفةً في الظاهر، فإنَّه يجب تأويلُ هذه المعرفة بنكرة، مثل قولهم: جاء الأميرُ وحْده، فإنَّ "وحْدَه" حال مِن الأمير، وهو معرفة بالإضافةِ إلى الضمير، ولكنَّه في تأويل نكرة: هي قولك: "منفردًا"، فكأنك قلت: جاء الأميرُ منفردًا.

ومثل ذلك قولهم: أرسلها العراك؛ أي: معتركةً، وجاؤوا الأوَّلَ فالأول؛ أي: مترتِّبين، وجاؤوا الجماءَ الغفير؛ أي: جميعًا.

2- أن تجيءَ بعدَ تمام الكلام: هذا هو الأصلُ في الحال؛ وذلك لأنَّها فَضْلة، فيأتي بعدَ استيفاء المبتدأ خبره، والفعل فاعله، وإن توقَّف حصول الفائدة عليه، نحو قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾ [الدخان: 38] فـ"لاعبين" حال مِن فاعل "خلق"، منصوب، وعلامة نصْبِه الياءُ نيابةَ عن الفتحة؛ لأنه جمعُ مذكَّر سالِم.

ونحو قول الشاعر:
إِنَّمَا الْمَيْتُ مَنْ يَعِيشُ كَئِيبًا
كَاسِفًا بَالُهُ قَلِيلَ الرَّجَاءِ

فـ"كئيبًا" و"كاسفًا"، و"قليل" أحوال مِن فاعل "يعيش".

وربَّما وجَب تقديم الحال على جميعِ أجزاء الكلام، إنْ كان لها صدر الكلام، كما إذا كان الحالُ اسمَ استفهام، نحو: كيف قدِم علي؟ فـ"كيف" اسم استفهام مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ نصْب، حال مِن "علي"، مقدمة عليه، ولا يجوز تأخيرُ اسم الاستفهام.

ثانيًا: يشترط في صاحِب الحال المتَّصف بها في المعنى أن يكونَ معرفة، فلا يجوز أن يكون نكرةً بغير مسوِّغ.

ومثال ذلك: قولك: جاء زيدًا راكبًا، فـ"راكبًا" حال نَكِرة واقعة بعدَ تمام الكلام، وصاحبها "زيد"، وهو معرفةٌ بالعلميَّة.

ثالثًا: مسوِّغات مجيء الحال مِن النكرة:
1- أن تتقدَّم الحال عليها، كقول الشاعر:
لِمَيَّةَ مُوحِشًا طَلَلُ
يَلُوحُ كَأَنَّهُ خِلَلُ

فـ"موحشًا" حال مِن "طَلَل"، و"طلل" نَكِرة، وسوغ مجيء الحال منه تقدُّمها عليه.

2- أن تُخصَّص هذه النكرة بإضافةٍ أو وصْف:
فمثال الأوَّل قوله تعالى: ﴿ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ [فصلت: 10] فـ"سواءً" حال مِن "أربعة"، وهو نَكِرة، وصاغ مجيءُ الحال منها؛ لكونِها مخصَّصة بإضافتها إلى "أيام".

ومثال الثاني: قول الشاعر:
نَجَّيْتَ يَا رَبِّ نُوحًا وَاسَتَجَبْتَ لَهُ
فِي فُلُكٍ مَاخِرٍ فِي الْيَمِّ مَشْحُونَا
وَعَاشَ يَدْعُو بِآيَاتٍ مُبَيِّنَةٍ
فِي قَوْمِهِ أَلْفَ عَامٍ غَيْرَ خَمْسِينَا

الشاهِد فيه: قوله: "مشحونًا"، فإنَّه حال مِن النكرة التي هي "فلك"، والذي صوَّغ مجيءَ الحال مِن النكرة هنا أنَّ هذه النكرةَ وصفتْ قبل مجيء الحال منها بقوله: ماخِر.

والسرُّ في ذلك أنَّ الحال يُشبه الحُكم، والحُكم على المجهول غير ميسور، ولكن النَّكِرة إذا وصفتْ تخصَّصت، فلم تعُدْ مِن الإبهام والشيوع بحيث تُعتبر مجهولةً، فافهمْ ذلك وتدبَّره.

3- أن تقَع بعدَ نفي أو شِبهه مِن النهي، الاستفهام:
مثال النفي: قول الشاعر:
مَا حُمَّ مِنْ مَوْتٍ حِمًى وَاقِيًا
وَلاَ تَرَى مِنْ أَحَدٍ بَاقِيَا

الشاهِد فيه: قوله "واقيًا" و"باقيًا"؛ حيث وقَع كلٌّ منهما حالاً مِن النكرة، وهي "حمى" بالنسبة لـ"واقيًا"، و"أحد" بالنسبة "باقيًا"، والذي سوَّغ ذلك أنَّ النَّكرة مسبوقةٌ بالنفي في الموضعين.

وإنَّما يكون الاستشهادُ بقوله: "باقيًا" إذا جعلنا "ترى" بصريَّة؛ لأنها تحتاج حينئذٍ إلى مفعول واحد، وقد استوفتْه، فالمنصوبُ الآخَر يكون حالاً.

إذا جعلت "ترى" علمية، فإنَّ قوله: "باقيًا" يكون مفعولاً ثانيًا.

ومثال النهي: لا يَبغِ امرؤٌ على امرئٍ مستسهلاً، فـ"مستسهلاً" حال مِن "امرؤ" المسبوق بالنهي.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س417: مَثِّل للحال بثلاثة أمثلة، وطبِّق على كلِّ واحد منها شروطَ الحال كلها، وأعرِبْها؟

الجواب:
1- قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾ [الدخان: 38].
• فـ"لاعبين" حال مِن فاعل "خلق"، وهو نَكِرة، وأتى بعدَ استيفاء الفِعل خلق فاعِلَه "نا"، وصاحِب الحال هنا معرِفة، وهو الضمير "نا"، والضمائر مِن المعارف، كما هو معلوم.

• وإعراب "لاعبين": حال مِن الضمير "نا" منصوب على الحال، وعلامة نصْبه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنه جمعُ مذكَّر سالم، والنون عِوض عن التنوين في الاسمِ المفرد.

2- وقال تعالى: ﴿ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ﴾ [النساء: 71].
• فـ"ثبات" حال مِن واو الجماعة، وهو نَكِرة، وأتى بعدَ استيفاء الفِعل "انفر" فاعلَه "واو الجماعة"، وصاحِب الحال هنا معرفة، فهو الضمير "واو الجماعة".

• وإعراب "ثبات" حال مبيِّن لهيئة الفاعل، منصوب، وعلامة نصْبه الكسرةُ نيابة عن الفتحة؛ لأنَّه جمعُ مؤنَّث سالِم.

3- وقال تعالى: ﴿ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا ﴾ [فاطر: 31].
• فـ"مصدِّقًا" حال مِن الخبر "الحق"، وهو نَكِرة، وأتى بعدَ استيفاء المبتدأ خبرَه، وصاحِب الحال هنا هو "الحق"، وهو معرَّف بالألِف واللام.

• وإعراب "مصدِّقًا": حال مبيِّن لهيئة الخبر "الحق" منصوب، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س418: لو قال قائل لك: أليس يجوز لغةً أن تقول: جاء زيدٌ يضحك: "يضحك" حال؟
الجواب:
لا، فالصواب أنَّ جملة "يضحك" المكوَّنة من الفعل "يضحك"، والفاعل الضمير المستتر "هو" كلها هي التي في موضِع نصْب حال.

وإعراب هذه الجملة يكون هكذا:
• جاء: فِعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتْح، لا محلَّ له مِن الإعراب.

• زيد: فاعِل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهِرة في آخِره.

• يَضْحَك: فعْل مضارعٌ مرفوع؛ لتجرُّده مِن الناصب والجازم، وعلامة رفْعه الضمَّةُ الظاهرة في آخِره، والفاعل ضميرٌ مستتر جوازًا، تقديره: "هو"، والجملة مِن الفعل والفاعِل في محلِّ نصب، حال.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س419: ما هو ضابط الحال؟
الجواب:
ضابط الحال أنَّها هي التي تقَع في جواب "كيف"، فإنَّك لو قلت: جاء زيد، قال لك المخاطب: كيف جاء؟ تقول: راكبًا.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
س420: مِن المعلوم أنَّ الحال لا تكون إلا نَكِرة، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يُجاب عن التركيب الذي تكون فيه الحال معرفة، كقولك: جاءَ الأمير وحْدَه؟

الجواب:
إذا جاء تركيبٌ فيه الحال معرفةً في الظاهر، فإنه يجب تأويلُ هذه المعرفة بنكِرة، مثل قولهم: جاء الأمير وحْده، فإنَّ "وحده" حال مِن الأمير، وهو معرفةٌ بالإضافة إلى الضمير، ولكنَّه في تأويل نَكِرة، هي قولك: "منفردًا"، فكأنَّك قلت: جاءَ الأمير منفردًا.

ومِثل ذلك قولهم: أرْسَلها العراك؛ أي: معتركة، وجاؤوا الأوَّلَ فالأول؛ أي: مترتِّبين، وجاؤوا الجماءَ الغفير؛ أي: جميعًا.

[1] الفعل "رأى" يكون بمعنى "عَلِم"، ويكون بمعنى "ظن"، ويكون بمعنى "حلم"، وبهذه المعاني الثلاثة يكون متعديًا لمفعولين.
ويكون بمعنى "أبْصَر"، ويكون بمعنى "ضرب رِئته"، وبهذين المعنيين يكون متعديًا لمفعول واحد.
وهو في هذه الأمثلة كلِّها بمعنى "أبْصَر"، فكان متعديًا لمفعول واحِد، وكان ما يأتي بعدَ هذا المفعول حالاً.
[2] ويجوز فيها الصرفُ أيضًا؛ لأنَّها علم مؤنَّث، ساكن الوسط، ثلاثي، عربي، والمنْع أولى، وانظر شرْح ابن عقيل (331).










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:26   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الابتداء بهمز الوصل

الابتداء بهمز الوصل

عند الابتداء بألف الوصل يجب تحويلها إلى ألف قطع مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة، نطقًا لا كتابة.

وإليك أحوالها الثلاثة:
أولاً: التحويل إلى ألف قطع مضمومة:
♦ إذا وقعت همزة الوصل في فعل أمر ثالثة مضموم ضمًّا لازمًا، وأمثلة ذلك:
﴿ اتْلُ ﴾ [العنكبوت: 45]، ﴿ اضْطُرَّ ﴾ [البقرة: 173]، ﴿ انْظُرْ ﴾ [النساء: 50]، ﴿ اقْتُلُوا ﴾ [يوسف: 9]، ﴿ اخْرُجُوا ﴾ [النساء: 66].

قال الإمام ابن الجزري في مقدمته:
وابدأ بهمزِ الوصلِ من فعلٍ بضم
إن كان ثالثٌ من الفعلِ يُضَم.

قال شيخنا د.سعيد بن صالح - حفظه الله -: "كان من الأولى أن يقول:
وابدأ بهمز الوصلِ من فعل بضَم
إن كان ثالثُه على الأصلِ يُضَم.

ثانيًا: التحويل إلى ألف قطع مفتوحة:
♦ إذا وقعت همزة الوصل في المعرف بأل؛ نحو: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

ثالثًا: التحويل إلى ألف قطع مكسورة:
1 - إذا وقعت همزة الوصل في فعل أمر، ثالثة مكسور أو مفتوح؛ وأمثلة ذلك: ﴿ اذْهَبْ ﴾ [الإسراء: 63]، ﴿ ارْجِعْ ﴾ [يوسف: 50]، الأولى أن يأتي بمثال بدون الواو؛ لتظهر حركة ألف الوصل؛ نحو: ﴿ اضْرِبْ ﴾ [البقرة: 60].

2 - إذا وقعت همزة الوصل في فعل أمر، ثالثه مضموم ضمًّا عارضًا؛ فيبدأ بالكسر؛ نظرًا لأصله، وأمثلة ذلك: ﴿امْشُوا ﴾ [ص: 6]، ﴿ ابْنُوا ﴾ [الكهف: 21]، ﴿ اقْضُوا ﴾ [يونس: 71].

فإن أصل هذه الكلمات عند الأمر بالإفراد: "امشِ، ابنِ، اقضِ[1].

3 - إذا وقعت همزة الوصل في ماضي الفعل الخماسي أو السداسي، أو أمرهما، أو مصدرهما.

أمثلة في:
ماضي، وأمر، ومصدر الخماسي: ﴿ وَانْطَلَقَ ﴾ [ص: 6]، ﴿ انْطَلِقُوا ﴾ [المرسلات: 29]، ﴿ اخْتِلَاقٌ ﴾ [ص: 7].

أمثلة لماضي وأمر ومصدر السداسي: ﴿ اسْتَنْصَرُوكُمْ ﴾ [الأنفال: 72]، الأولى أن يأتي بمثال بدون الواو؛ لتظهر حركة ألف الوصل؛ نحو: ﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 80]، ﴿ اسْتِغْفَارُ ﴾ [التوبة: 114].

4- إذا وقعت همزة الوصل في الاسم المنكر، وذلك في سبعة ألفاظ في القرآن الكريم، وهي:
♦ "ابن"؛ نحو: ﴿ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ﴾ [البقرة: 87].

♦ "ابنت"؛ نحو: ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ﴾ [التحريم: 12]، ﴿ ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ [القصص: 27].

♦ "امرئ"؛ نحو: ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ ﴾ [النور: 11]، ﴿ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ﴾[النساء: 176]، ﴿ امْرَأَ سَوْءٍ ﴾ [مريم: 28].

♦ "اثنين"؛ نحو: ﴿ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ [النحل: 51].

♦ "امرأة"؛ نحو: ﴿ امْرَأَتُ ﴾ [آل عمران: 35]، ﴿ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ﴾ [القصص: 23].

♦ "اسم"؛ نحو: ﴿ اسْمَ رَبِّكَ ﴾ [المزمل: 8]، ﴿ اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6].

♦ "اثنتين"؛ نحو: ﴿ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ ﴾ [النساء: 176]، ﴿ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾ [البقرة: 60].

قال صاحب المقدمة:
واكسره حالَ الكسرِ والفتحِ وفي
لاسماءِ غير اللام كسرها وَفِي
ابنٍ مع ابنة امرئ واثنينِ
وامرأةٍ واسمٍ مع اثنتينِ

ملاحظات هامة:
♦ يبدأ باللام أو بهمزة الوصل في كلمة: ﴿ الِاسْمُ ﴾ [الحجرات: 11]، من قوله - تعالى -: ﴿ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾ [الحجرات: 11]، كذا كلمة: ﴿ الْأَيْكَةِ ﴾
[سورة الشعراء آية 176، سورة ص آية 13].

ويتعين النقل عند البَدء باللام، هكذا (ليكة)؛ كذا قال شيخنا د. سعيد بن صالح - حفظه الله.
♦ كلمة:﴿ ائْتُونِي ﴾ في قوله - تعالى -: ﴿ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ ﴾ [سورة الأحقاف آية 4].

تقرأ ابتداء بها هكذا: ﴿ ائْتُونِي ﴾، مع مد كلٍّ من الياءين مدًّا طبيعيًّا بمقدار حركتين.

♦ كلمة: ﴿ اؤْتُمِنَ ﴾، في قوله - تعالى -: ﴿ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ﴾ [البقرة: 283] ، تقرأ ابتداء بها هكذا: ﴿ اؤْتُمِنَ ﴾ مع مد الواو مدًّا طبيعيًّا بمقدار حركتين.

♦ إذا وقعت الواو، وقد رسمت فوقها ألف صغيرة؛ فحينئذٍ تنطق الألف المدية، ولا تنطق الواو؛ نحو: {ہ}، {ہ}.

(س): للدلالة على السكتة اللطيفة، وتفيد جواز السكت من غير تنفس بمقدار حركتين على الحرف الذي يحمل السين، ويجوز لجميع طرق حفص - بما فيها الشاطبية - وجهان وصلاً، في قوله - تعالى -: ﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [الحاقة: 28-29].

الأول: السكت على الهاء الأولى.
والثاني: إدغام المثلين الصغير؛ أي: إدغام الهاء الأولى في الثانية مع تشديد الثانية.

وقد سبق في باب أوجه البسملة بين السورتين ما يجوز لحفص من السكت على آخر الأنفال، ثم الوصل بأول التوبة، ويجوز مع السكت "الرَّوم والإشمام"؛ فتلك خمسة عشر وجهًا، كذا قال شيخنا د. سعيد بن صالح - حفظه الله.

وأما طريق الشاطبية، فقد اختص بالسكت وجهًا واحدًا وصلاً، في المواضع التالية[2]:
أ - قوله - تعالى -: ﴿ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا ﴾ [الكهف: 1- 2].

ب - قوله - تعالى -: ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ ﴾ [يس: 52].

ج - ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ [القيامة: 27].

د - قوله - تعالى -: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14][3].

باب السكت على الساكن قبل الهمز:
جاء في بعض طرق الطيِّبة نوع آخر للسكت، وهو السكت على الساكن قبل الهمز؛ وفيه نوعان: السكت العام، والسكت الخاص.

النوع الأول: السكت العام:
وهو السكت على اللام الساكنة قبل الهمز في (أل) كالسكت عليها في كلمة: ﴿ الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 11]، أو في كلمة: ﴿ الْآخِرَةُ ﴾ [البقرة: 94].

والسكت على الياء الساكنة قبل الهمز في كلمة: ﴿ شَيْءٍ ﴾ [البقرة: 20]، في المرفوع منها والمجرور، وفي المنصوب، وهو كلمة: ﴿ شَيْئًا ﴾ [البقرة: 48].

والسكت على المفصول، كالسكت على النون الساكنة في:
﴿ مَنْ ﴾، في قوله: ﴿ مَنْ آمَنَ ﴾ [البقرة: 126].

أو السكت على الميم الساكنة في كلمة: ﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾ في قوله: ﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ ﴾ [البقرة: 6].

والسكت على الموصول، غير المد المتصل والمنفصل؛ كالسكت على الراء الساكنة في قوله: ﴿ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].

أو السكت على السين الساكنة من قوله: ﴿ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34].

وقد ورد هذا السكت من ثلاثة طرق وردت عن أبي طاهر: من روضة المالكي، ومن كتاب التذكار بالوجهين باختلاف، وورد عن زرعان من كتاب التذكار أيضًا باختلاف.

النوع الثاني: السكت الخاص:
وهو السكت على اللام الساكنة قبل الهمز في (أل)؛ كالسكت عليها في كلمة: ﴿ الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 11]، أو في كلمة: ﴿ الْآخِرَةُ ﴾ [البقرة: 94].

والسكت على الياء الساكنة قبل الهمز في كلمة: ﴿ شَيْءٍ ﴾ [البقرة: 20]، في المرفوع منها والمجرور، وفي المنصوب، وهو كلمة: ﴿ شَيْئًا ﴾ [البقرة: 48].

والسكت على المفصول، كالسكت على النون الساكنة في:
﴿ مَنْ ﴾، في قوله: ﴿ مَنْ آمَنَ ﴾ [البقرة: 126].

أو السكت على الميم الساكنة في كلمة: ﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾ في قوله: ﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ ﴾ [البقرة: 6].

وقد ورد هذا السكت من طريق واحد فقط، وهو طريق الفارسي عن أبي طاهر من كتاب التجريد.

ملاحظة:
لم يَرِد السكت مع القصر أبدًا، ويشترط في السكت العام الإشباع في المتصل؛ أي: المد بمقدار ست حركات، ولا يجتمع السكت مع الغنة في اللام والراء أبدًا.

تنبيه هام:
السكت يكون بمقدار حركتين بغير تنفس باتفاق، وأما ما شاع عند كثير من القراء من السكت السريع مع أخذ النفس، ويسمونه سرقة النَّفََس؛ فهو حرام عند أهل الأداء من الأئمة والعلماء، لا ريب في ذلك؛ لأن الأصل في القراءة التوقيف، وهذا الفعل الغريب لم يثبت بسند صحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما الثابت الصحيح ما ذكر، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.

♦ ♦ ♦ ♦
تتمة هامة:
♦ الشدة على أول الكلمة تعنى النطق بالحرف مشددًا عند اتصاله بما قبله، ولا تعني البَدء به مشددًا؛ نحو قوله - تعالى -:
﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ﴾ [الغاشية: 5- 6].

♦ إذا وقع همز الوصل في اسم أو فعل بعد حرف ساكن، فإن هذا الحرف يكسر غالبًا عند الوصل؛ لالتقاء الساكنين؛ كقوله - تعالى -:﴿ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾ [النبأ: 2]، ﴿ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [النساء: 66]، ﴿ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ﴾ [الملك: 13].

هذا بخلاف ميم الجمع، فإنها تحرك بالضم؛ كقوله - تعالى -: ﴿ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ ﴾ [النساء: 77].

كذا "واو اللين الدالة على الجمع"، فإنها تحرَّك بالضم أيضًا؛ كقوله - تعالى -: ﴿ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ﴾ [البقرة: 94].

وأما (مِن) الجارة، فإنها تحرَّك بالفتح؛ كقوله - تعالى -: ﴿ مِنَ الْقَوْمِ ﴾ [الأنعام: 77].

♦ عند الوقف على أي كلمة، يجب تحويل الحركة المرسومة على آخرها إلى سكون؛ نحو: ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 3]، ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 2]، ﴿ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ﴾ [البلد: 3].

هذا باستثناء الأحوال الآتية:
1- أن يكون آخر الكلمة حرف مد، فإنه يمد مدًّا طبيعيًّا؛ نحو: ﴿ تَلَاهَا ﴾ [الشمس: 2]، ﴿ قَبْلِي ﴾ [آل عمران: 183]، ﴿ قَالُوا ﴾ [البقرة: 11].

وأما إن كان آخر الكلمة واوًا غير مشكولة، ووقع بعدها واو مشدَّدة، وهو ما يسمى بإدغام المثلين الصغير؛ فإن الواو الأولى يوقف عليها بالسكون؛ نحو: ﴿ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ ﴾ [المؤمنون: 60]

2 - إن كان آخر الكلمة ياءً مفتوحة، أو واوًا مفتوحة، وسُبِقا بمتحرك؛ فالوقف عليهما يكون بمدهما مدًّا طبيعيًّا؛ نحو: ﴿ يَأْتِيَ ﴾[البقرة: 109]، ﴿ هُوَ ﴾ [البقرة: 29].

3 - إن كان آخر الكلمة تنوينًا منصوبًا، فإنه يأخذ حكمه من مد العوض؛ نحو: ﴿ زَرْعًا ﴾ [الكهف: 32]، ﴿نَهَرًا ﴾ [الكهف: 33]، ﴿ أَحَدًا ﴾ [المائدة: 20]، ﴿ نَبِيًّا ﴾ [مريم: 30]، ﴿ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]، ﴿خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125].

4 - إن كان آخر الكلمة تاء مربوطة، فإنها تحول إلى هاء؛ ساكنة نحو: ﴿ نِعْمَةً ﴾ [الأنفال: 53]، ﴿ رَحْمَةً ﴾ [يونس: 21].

وأما التاء المفتوحة، فيوقف عليها بتسكين التاء حيثما كانت، كذلك في رسم المصحف؛ نحو: ﴿ نِعْمَتَ ﴾ [البقرة: 231]، ﴿ رَحْمَتَ ﴾ [البقرة: 218].




[1] قال الشيخ محمود بن أمين طنطاوي - حفظه الله -: " قال العلماء: أصل "امشوا: امشِيوا"، و"ابنوا: ابنِيوا"، و"ايتوا: ايتِيوا"؛ لأنك إذا أمرت المخاطب الواحد؛ قلت: "امشِ، اقضِ"، وإذا أمرت الاثنين؛ قلت: "امشيا"؛ فإذا أمرت الجمع قلت: "امشيوا"، وهكذا.
[2] هذه المواضع لرواية حفص من طريق الشاطبية، وأما الطيبة ففيها خلف بين الإدراج والسكت، كما سترى في الجداول المبينة للطرق والأوجه في آخر الكتاب.
[3] بخلاف تواتر الرواية، قيل في توجيه هذه السكتات: الوصل يوهم خلاف المعنى المراد؛ لذا وجب السكت.
﴿ قيمًا * عوجًا ﴾: الوصل يوهم أن عوجًا صفة لـ (قيمًا).
﴿ مرقدنا هذا ﴾: الوصل يوهم أن هذا اسم الإشارة يعود على المرقد، لا من رد الملائكة.
﴿ من راق ﴾: الوصل يوهم "مراق" من المروق: الخروج من شيء من غير مدخله، وتقال في الهروب.
﴿ بل ران ﴾: الوصل يوهم أنها تثنية لكلمة بر.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:27   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي التحليل اللغوي: فكرة عامة، وتطبيق

التحليل اللغوي: فكرة عامة، وتطبيق

الحمد لله الذي علَّم بالقلَم، علَّم الإنسانَ ما لم يعلم، وصلاةً وسلامًا دائمَين متلازمَين على مَن أُرسِل بالخير بشيرا وهاديا للأمم، سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - خير من وطِئ الأرضَ بقدَم..

وبعد؛ فَلِكَيْ لا تكون اللغة "العربيةُ لغةَ الموتى"[1]، ولأننا مطالَبون جميعًا "بحماية العالم كله من خسارةٍ فادحةٍ تصيبه بما يصيب هذه الأداة العالمية من أدوات المنطق الإنساني، بعد أن بلغت مبلغها الرفيعَ من التطور والكمال"[2]، ولكي أؤكِّد بجلاء على أن بداخل كل نص أدبي إبداعاتٍ لغويةً حيةً تعيش فيه، هذه الإبداعات باقية ببقائه خالدًا تُمِدُّه بروافد الجمال، إذا استطعنا البحث فيها بأدواتنا القاصرة "أدركناها معرفةً ولم نحط بها صفةً"[3]، إنها إبداعات على جميع المستويات اللغوية، صوتية كانت أو صرفية أو نحوية أو دلالية، تشكِّل "كواليس" النص الأدبـي أو تمثِّل "المسوَّدة" الفكرية للنص الأدبـي إن جاز تعبيري.

عزيزي القارئ الكريم، بدأت تجربتي مع "التحليل اللغوي" مع أساتذتي في المرحلة الجامعية الأولى التي رزقني الله فيها بأساتذة كرام[4] من أقسام النحو والصرف والعروض، والبلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن بجامعة القاهرة، غرسوا بذور هذا الاتجاه في طلابهم جميعًا، وأسعدُ دائمًا بأنني كنت واحدًا من هؤلاء، ثم توالت الأيام وسَجَّلْتُ للدرجة العلمية التي يجب أن أحلِّل النصوص فيها تحليلاً لغويا يكشف عن تعانق الدلالة والنحو وتأثير كل منها في الآخر.

ثم كان ما كان من أمر أستاذي الدكتور صابر عبدالمنعم - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية بجامعة القاهرة - الذي استطاع أن يُلفِتَ نظري بـ"ذائقته اللغوية" إلى أن كل صوت له معنى خاص يُضفيه على المعنى العام للكلمات داخل النص، وهذا الصوت ربما يتحكم في اختيار الكلمات في بعض الأحيان بحيث يَعدِل المبدع عن استخدام مفردة لأجل استخدام أخرى تبَعًا لوقعها الصوتي الخاص، وربما سنرى هذا واضحا من خلال المثال الذي اخترتُه للتحليل بعد قليل.

وإذا أردنا أن نتكلم عن "التحليل اللغوي" فمن الجدير أن ننتبه جميعًا إلى ثلاثة منطلقات رئيسية يجب على من يقوم بالدخول إلى النص بهذا النوع من التحاليل أن يكون على وعيٍ بها:
أولاً: لا يجب أن يكون المبدع أو منشئ النص الأدبي على علم بقواعد "التحليل اللغوي" التي يستخدمها المحلِّل أو حتى قواعد اللغة التي تحكم نصه؛ فمرحلة الإحاطة بالقواعد أو مرحلة إصدار الأحكام مرحلةٌ تالية على مرحلة الإبداع ذاتها.

ثانيًا: إن "التحليل اللغوي" هو أداة مثل أيِّ أداة للدخول إلى الجانب غير المرئي من النص الأدبي، تحلله وتفصله، وتعيد تركيبه لتَسْتَكْنِهَ مَاهِيَّتَه، وهذه الأداة - في الحقيقة - أداة وهْمية، ليست لها أي صفة في الحقيقة كالساحر الذي يُقطِّع جسم صاحبه على المسرح إلى قسمين فما يلبث هذا الصاحب حتى يقف محيِّيًا جمهورَه كاملاً غير منقوص وكَأنْ لم يحدث فيه أيُّ خدْش.

ثالثًا: إن اللغة التي نستخدمها في "التحليل اللغوي" تختلف بالضرورة عن اللغة التي يستخدمها مُنشِئ النص؛ فلغة المبدع فِطرية، وهي الموضوع Object-********، وتعتبر لغة التحليل لغة علمية علوية[5] ****-********، وهذا لا يعني أن تكون لغة التحليل أضعف من اللغة المستخدمة في النص؛ وإلا لا يعقل أن تكون لغة النص جزلة وتتمتع بقدر كبير من الفصاحة، ولغة التحليل ركيكة هشة، وأرجو أن يكون الله قد مَنَّ عليَّ بما يوافق كلامي من تطبيقي.

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي مادحًا المعلِّمَ ومُشيدًا بدوره في بناء حضارة عظيمة:

قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا
كادَ المعلّمُ أنْ يَكُونَ رَسُولا
أعَلِمْتَ أشْرَفَ أوْ أجَلَّ مِن الَّذِي
يَبْنِي وَيُنْشِئُ أنْفُسًا وَعُقُولا
سُبْحَانَكَ، اللَّهُمَّ، خَيْرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمْتَ بِالْقَلَمِ الْقُرُونَ الأولَى
أخْرَجْتَ هَذَا الْعَقْلَ مِنْ ظُلُمَاتِهِ
وَهَدَيْتَهُ النُّورَ الْمُبِينَ سَبِيلا
وَطَبَعْتَهُ بِيَدِ الْمُعَلِّمِ، تارةً
صَدِئَ الْحَدِيدِ، وَتَارَةً مَصْقُولا
أرْسَلْتَ بِالتَّوْرَاةِ مُوسَى مُرْشِدًا
وَابْنَ الْبَتُولِ فَعَلَّمَ الإنْجِيلا

التحليل على المستوى الصوتي:
• أول ما يطالعنا به الشاعر هو تلك الدَّنة الصوتية القوية من "قُـ" المجهورة والشديدة والمضمومة و"ـمْ" المجهورةِ بِغنَّةٍ، وكأنه يوقظ نيامًا من سبات عميق مُفزِعا إياهم.

• حتى إذا ما وجدَ المخاطب قد فزع فعلاً فإنه يرجع ليخفف عنه ما أصابه من الفزع بما في الفعل "وَفِّهِ" من قيمة صوتية: واو تتميز بالجهر (وكأنه يقول: كن منتبهًا لأنني سوف أُرجِعكَ لطبيعتك الهادئة) والرخاوة، وفاء مهموسة رخوة مكرَّرة، وهاء بنفس سمات الفاء إلا أنَّ الكسرة تضعنا أمام إشارة يدوية من الشاعر أنْ اهدأ لتمنحَنِي طلبي.

• وفي البيت الثاني، وكأنَّ الشاعر قد أمسك كتِفَي مخاطَبه بيديه وحاول أن يهزه ست مرات، إن صوت الهمزة هنا يشعرنا بأشياء منها أبوية الشاعر لمخاطبه ودلالُه عليه لدرجةِ أنْ يُمسك بكتفيه ويهزه هزات حانية، ومنها أن الشاعر قد أحس من مخاطبه استنكارا لإيقاظه بهذا الشكل، وتبريره الذي لم يرتقِ عنده لدرجة القبول "كاد المعلم أن يكون رسولا"؛ وكأن المخاطب يقول: فكيف بك أيها الشاعر الأب الكريم توقظني من نومي بهذه الطريقة ثم تقول لي: "كاد المعلم أن يكون رسولا"!

• إذا تأملنا صوت الجيم وجدنا أنه هنا يدل على الفخامة، ولا يوجد صوت آخر يتناسب مع هذا المكان غير هذا الصوت، وتستطيع - أيها القارئ الكريم - أن تضع مكانه "أعزَّ" مثلا، وانظرْ ماذا تحس، ينضاف إلى ذلك صوت الشين في الصفة "أشرف" مع الراء التكرارية.

• ويدخل صوت السين لأسماعنا من "سبحانك" لنتوقع أن الشاعر في موقفه التمثيلي قد هدأ وهدأ مخاطَبُة المسكين بعد أن أجاب بإجابةٍ دُفِع إليها مرتضيا "نَعَمْ"، كما نتوقع أن يتحول الحديث من المخاطب إلى من بيده عِلْمُ المعلِّم وكينونتُه.. الله سبحانه وتعالى.

• ومن الملاحظ في هذا البيت كثرة التشديد (4 مرَّات) للتأكيد في إطار من الإذعان والامتنان يبدو من أصوات النون[6] (3 مرَّات) والميم (6 مرَّات) واللام (12 مرَّة).

• وأجدني مشدودا بإحساسي إلى تلك الواو التي في كلمة "القرون"، وكأنها تحكي قصة تلك القرون الطويلة على مدار تاريخها الطويل أيامًا ولياليَ، وأسابيع وشهورًا، وفصولاً وسنواتٍ، ثم يأتي صوت النون في نفس الكلمة، وكأنَّ السبات قد خيَّم على تلك القرون التي تطالب بإزالة هذا السبات عنها (يظهر هذا من خلال فتحة النون = نَ)، وهذا مما يحتاج إلى قوة وجهد كبيرين لإزالته، وبالتالي، يأتي دور اللام من كلمة "الأولى" التي من خصائصها الإذلاق والانحراف، وكأنها حلقة الوصل بين المشكلة وطريقة حلها، وفجأة نسقط مع الهمزة في عملية تطهيرها الطويلة أيضًا (الواو) لنخرج أيضا بسهولة وكأننا نرى معاول التطهير ونسمع صوتها (في اللام وصوت الإطلاق).

• ثم يعود الشاعر لصوت الهمزة من جديد بادئًا به، وكأنه يقول: إنك - يا ربي - حينما أردتَ أن تمحو عن العقل غياهب الجهل فلا مقدمات ولا دوافع، وإنما هي إرادةٌ إلهية تسير بقانون "كُنْ فيكون"، ولا أحدَ يستطيع أن يسبق علمك إلى ما تريدُ.

• ولكننا مؤمنون بكرمكَ وإحسانكَ - يا رب العالمين - فمن المتوقع، وقد أخرجته من ظلمات الجهل، أن تحسن إليه وتهديه صراطك المستقيم (ومحور تلك الدلالة هو صوت الهاء في "هَدَيْتَه").

• ويؤكد لنا صوت الطاء في على مدى قوة الطبع وعصيانه على المحو في "طَبَعْتَه".

• ومن الملاحظ على النص عمومًا من جانب الدلالات الصوتية أنَّ صوت اللام كان غالبا (41 مرَّة) بما يُشِيع في النص جوًّا من التماسك والالتصاق والذوق في تكوين أجزائه لأن هذا من دلالات صوت اللام أصلاً.

• ويأتي صوت الميم (22 مرَّة) بما فيه من جهر وغنة ليعطي قيمة موسيقية شعورية تتناسب والأبيات وجوها المفعَم بالاحترام والتبجيل.

• وهذا بيان بالأصوات الواردة بالنص:
الصوت
عدد المرات
الهمزة
12
الباء
11
التاء
16
الثاء
0
الجيم
3
الحاء
2
الخاء
2
الدال
7
الذال
1
الراء
11
الزاي
0
السين
6
الشين
3
الصاد
2
الضاد
0
الطاء
1
الظاء
1
العين
10
الغين
0
الفاء
5
القاف
6
الكاف
2
اللام
41
الميم
22
النون
18
الهاء
7
الواو (اللين)
8
الواو (المد)
8
الياء (اللين)
6
الياء (المد)
7
ألف المد
12

التحليل على المستوى الصرفي:
• وكأن الشاعر الكريم قد اعتاد على الأمر المباشر؛ فلم يستخدم المضارع المسبوق بلام الأمر مثلاً للتخفيف من حِدَّة فعل الأمر المباشر أوَّلاً، ولم يستخدم الفعل المثال (وَقَفَ) بدلاً من الفعل الأجوف (قَامَ) ثانيًا، وكأنه ضنَّ على مخاطَبِه بأن تكون له حال أو على الأقل استنكر ما تحمله الحال من معنى التغير والتَّبَدُّل (مُوَفِّيًا) ثانيًا؛ إنه استخدم (وَفِّ).

• وبينما ينتابه شعور بأحقيَّة هذا المخاطب المسكين في تبرير إيقاظه بهذه الطريقة أيًّا كان السبب (قم - وفِّ) بما يجعله مقتنعًا، وبينما يؤكد على أهميًّة العلم المشتق منه صفة من يقوم بهذه المهنة المقدسة (عَلِمَ)، فإنني أرى شوقي مُتَلَجْلِجًا بين وصف المعلم بالشرف أو الجلال في إشارة إلى أن أحلى الوصفين عَسَلٌ (أو)، ويزيد على ذلك استخدام المفاضلة (أشرَف - أجَلّ)، وربما يناسب المعلِّمَ صاحبَ هذه الأوصاف أن يُنشِئَ ويُربِّي أعدادًا قليلةً من الطلاب (أنفسًا)، ولكن هذه الأعداد القليلة تحمل (عقولاً) كبيرة وكثيرة.

وإلى اللقاء..

[1] ينظر الأستاذ أحمد العمراوي في مقاله "العربية لغة الموتى" المنشور بالشبكة الدولية (الإنترنت).
[2] ينظر: الأستاذ عباس العقاد في كتابه "اللغة الشاعرة".
[3] ينظر: الدكتور تمام حسان في كتابه "البيان في روائع القرآن".
[4] أذكر منهم الأساتذة الكرام: د. عبدالواحد علام ود. عبدالفتاح عثمان والدكتور على عشري والدكتور محمد أبو الأنوار - رحم الله الجميع - والدكتور محمد حماسة والدكتور أحمد كشك والدكتور شفيع السيد والدكتور أحمد درويش وغيرهم من الكبار.
[5] ينظر: الدكتور ياسين خليل في بحثه "منطق اللغة: نظرية عامة في التحليل اللغوي".
[6] في التحليل الصوتي، يكون التنوين ضمن القيم الصوتية أيضا.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:28   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (36 /44) أسئلة على باب ظرف الزمان، وظرف المكان

س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (36 /44)
أسئلة على باب ظرف الزمان، وظرف المكان

س401: ما هو الظَّرْف؟
الجواب:
الظَّرْف معناه في اللُّغة: الوِعاء، تقول: هذا الإناء ظَرْفُ الماء؛ أي: وعاؤه.
والمراد به في عُرْف النُّحاة: المفعول فيه.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س402: ما هو ظَرْف الزَّمان؟ وإلى كم قِسم ينقسِم؟
الجواب:
ظرْفُ الزَّمان عبارة عنِ الاسم الذي يدلُّ على الزمان، المنصوب باللفْظِ الدالّ على المعنى الواقِع ذلك المعنى فيه، بملاحظةِ معنى "في" الدالَّة على الظرفيَّة.

وينقسم ظرف الزمان إلى قِسمين:
الأول: المختص: وهو ما دلَّ على مقدار معيَّن محدود مِن الزمان.

والثاني: المُبْهَم: وهو ما دلَّ على مقدارٍ غير معيَّن، ولا محدود.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س403: مَثِّل بثلاثةِ أمثلة في جُمل مفيدة لظرْف الزَّمان المختصِّ، وبثلاثة أمثلة أخرى لظرْف الزمانِ المُبهَم؟
الجواب:
أولاً: مثال ظرْف الزَّمان المختصّ:
1- مكثتُ شهرَ رمضان في مكَّة.
2- عشتُ أسبوعًا جميلاً في المدينة النبويَّة.
3- سرتُ يومَ الجمعة.

ثانيًا: مثال ظرْف الزمان المبهم:
1- سرتُ لحظةً.
2- مكثتُ ساعةً.
3- انتظرتُ القطار حينًا.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س404: هل يَنصب على أنَّه مفعول فيه كل ظرْف زَمان؟
الجواب: نعم.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س405: اجعلْ كل واحد مِن الألفاظ الآتية مفعولاً فيه في جملةٍ مفيدة، وبيِّن معناه: عَتمةً، صباحًا، زمانًا، لحظةً، ضحوةً، غدًا.
الجواب:
1- عتمةً:.
هي اسمٌ لثُلث الليل الأوَّل، ومثالها: سأزورك عتمةً.

2- صباحًا:
هو اسمٌ للوقت الذي يَبتدِئ من أوَّل نِصف الليل الثاني إلى الزَّوال.
ومثاله: سافَر أخي صباحًا.

3- زمانًا:
هو اسمٌ لزمان مُبهَم، غير معلوم الابتداء، ولا الانتهاء.
ومثاله: صاحبت محمدًا زمانًا.

4- لحظةً:
هي اسمٌ لزمان مُبهَم، غير معلوم الابتداء، ولا الانتهاء.
ومثاله: انتظرت محمدًا لحظةً.

5- ضحوةً:
أي: ضُحًى.
ومثاله: أتيتك ضحوةَ الأحد.

6- غدًا:
هو اسمٌ لليوم الذي بعدَ يومك الذي أنتَ فيه.
ومثاله: إذا جئتَني غدًا أكرمتُك.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س406: ما هو ظرْف المكان؟ وما هو ظرْف المكان المُبهَم؟ وما هو ظرْف المكان المختصّ؟ مَثِّل بثلاثة أمثلة لكلٍّ مِن ظرْف المكان المبهَم وظرْف المكان المختصّ، وهل يُنصَب على أنَّه مفعولٌ فيه كلُّ ظرْف مكان؟
الجواب:
أولاً: ظَرْف المكان هو عبارة عن الاسم الدالِّ على المكان المبهَم، المنصوب بلفظ عامِله، الدال على ما وقَع فيه، على معنى "في" الظرفيَّة.

ثانيًا: ظرْف المكان المبهَم هو: ما ليس له صُورة، ولا حدود محصورة.

ثالثًا: ظرْف المكان المختصُّ هو: ما له صورةٌ وحدودٌ محصورة.

رابعًا: مثال ظرْف المكان المبهم:
1- جلستُ أمامَ الأستاذ مؤدبًا.

2- سار المشاةُ خلْف الرُّكبان.

3- مشَى الشرطي قُدَّامَ الأمير.

خامسًا: مثال ظرْف المكان المختصّ:
1- اعتكفتُ في المسجد.

2- زرتُ عليًّا في داره.

3- صليتُ الظهر في البيت لمَرَضي الشديد.

سادسًا: لا يجوز أن يُنصب على أنَّه مفعول فيه إلا ظرْفُ المكان المبهَم، أما ظرْف المكان المختص، فإنَّه يجب جرُّه بحرف جر يدلُّ على المراد.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س407: اذكُر سبع جُمل تصِف فيها عملك يومَ الجُمُعة، بشرْط أن تشتمل كلُّ جملة على مفعولٍ فيه؟
الجواب:
1- استيقظتُ صباحًا لأداءِ صلاة الفجْر في جماعة.
2- اغتسلتُ غدوة.
3- ذهبتُ إلى المسجد ضُحًى.
4- جلستُ أمامَ الخطيب.
5- قرأتُ حينًا سورةَ الكهف حتى أتى الخطيب.
6- صليتُ الجُمُعة ركعتَين خلْفَ الخطيب.
7- سرتُ قدَّامَ الخطيب عندَ خروجنا من المسجد.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

س408: أعرب الجمل الآتية:
1- وقفتُ خلفَ الباب.
2- صليتُ قدَّامَ المأمومين إمامًا.
3- جلستُ وراء الشيخ.
4- صعدتُ فوقَ البيت.
5- جلستُ تحتَ الشجرة.
6- عندَ الشجرةِ عُصفور.
7- ذهبتُ مع والدي.
8- نِمتُ إزاءَ البيت.
9- بيتنا حذاءَ المسجد.
10- وقفتُ تلقاءَ البيت.
11- قال تعالى: ﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 64].
12- تعلمتُ هنا.

الجواب:
1- وقفتُ خلفَ الباب:
• وقفت: وقَف: فعل ماضٍ مبني على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضميرٌ مبني على السكون في محلِّ رفْع، فاعل.

• خلف: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة، وخلْف مضاف.

• الباب: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخِره.

2- صليتُ قدَّامَ المأمومين إمامًا:
• صليت: صلى: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضميرٌ مبنيٌ على الضمِّ في محلِّ رفْع، فاعل.

• قدَّام: ظرْف مكان، منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وقدَّام مضاف.

• المأمومين: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الياءُ نيابةً عنِ الكسرة؛ لأنَّه جمع مذكَّر سالم، والنون عوض عنِ التنوين في الاسمِ المفرد.

• إمامًا: حال منصوب، وعلامة نصْبه الفتحة الظاهِرة.

3- جلستُ وراءَ الشيخ:
• جلست: جلس: فِعل ماضٍ مبني على السُّكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، والتاء ضمير مبني على الضمِّ، في محلِّ رفْع فاعل.

• وراء: ظرْف مكان، منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة في آخِره، ووراء: مضاف.

• الشيخ: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهِرة في آخِره.

4- صَعِدتُ فوق البيت:
• صَعِدت: فِعل وفاعل.

• فوق: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وفوق مضاف.

• البيت: مضاف إليه مجرورٌ بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهِرة في آخِره.

5- جلستُ تحتَ الشجرة:
• جلست: فِعل وفاعل.

• تحت: ظرْف مكان، منصوب على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، وتحت مضاف.

• الشجرة: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

6- عندَ الشجرة عصفور:
• عند: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة، وهو متعلِّق بمحذوف تقديره: "كائن" خبر مقدَّم، وعند مضاف.

• الشجرة: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهِرة في آخِره.

• عصفور: مبتدأ مؤخَّر مرفوع، وعلامة رفْعه الضمَّة الظاهرة.

7- ذهبتُ مع والدي:
• ذهبتُ: فعل وفاعل.

• مع: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة المكانيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، ومع مضاف.

• والدي: والد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ المقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المناسَبة، ووالد مضاف، وياء المتكلِّم ضمير مبني على السكون في محلِّ جر، مضاف إليه.

8- نِمتُ إزاءَ البيت:
• نِمت: فعل وفاعل.

• إزاء: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصبه الفتحةُ الظاهرة في آخِره، وإزاء مضاف.

• البيت: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

9- بيتنا حُذاءَ المسجد:
• بيتنا: بيت: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفْعه ضمةٌ ظاهرة في آخِره، وبيت مضاف، ونا ضمير مبنيٌّ على الفتح، في محلِّ جرِّ مضاف إليه.

• حذاء: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهِرة، وهو متعلِّق بمحذوفٍ خبر، تقديرُه: كائن، والتقدير: بيتُنا كائنٌ حذاءَ المسجد، وحذاء مضاف.

• المسجد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جرِّه الكسرةُ الظاهرة.

10- وَقَفْتُ تلقاءَ البيت:
• وقفت: وقَف: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتِّصاله بضمير الرفْع المتحرِّك "تاء الفاعل"، وتاء الفاعِل ضميرٌ مبني على الضمِّ، في محلِّ رفْع، فاعل.

• تلقاء: ظرْف مكان، منصوبٌ على الظرفيَّة، وعلامة نصْبه الفتحةُ الظاهرةُ في آخِره، وتِلقاء مضاف.

• البيت: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهرة في آخِره.

11- قال تعالى: ﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 64]:
• أزْلَفْنا: أزلف: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفْع المتحرك "نا الفاعلين"، ونا ضمير مبنيٌّ على الفتْح، في محلِّ رفْع، فاعل.

• ثمَّ: ظرْف مكان، مبنيٌّ على الفتْح، في محل نصب.

• الآخرين: مفعولٌ به منصوب، وعلامةُ نصْبه الياءُ نيابةً عن الفتحة؛ لأنَّه جمْع مذكَّر سالم، والنون عِوض عن التنوين في الاسمِ المفرد.

12- تعلمت هنا:
• تعلمتُ: فعل وفاعل.

• هنا: ظرف مكان، مبنيٌّ على السُّكون، في محلِّ نصْب على الظرفيَّة.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:32   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي العلة النحوية في رفع المبتدأ والخبر

العلة النحوية في رفع المبتدأ والخبر

كان الخوف من ظهور اللحن في القرآن، هو الباعثَ الأوَّل على العناية بالنحو وما إليه، ولا شك أنَّه سينشأ النحو في ظلال لغة القرآن، وسيتأثر به، وقد يتَّبع خطاه، ويَسلُك سبيله، وهذا ما حصل فعلاً، حين نشأ النحو العربي في ظلال القرآن[1].

ولَما كان من طبيعة الإنسان منذ طفولته، أن يسأل عن السبب لكل ما يَراه ويسمعه، وجَدناه يعكس ذلك على كل ما يمرُّ به، وعلى مدى سِني حياته، وتطوُّر إدراكه، وعلى اختلاف العلوم التي يتعلَّمها؛ لذلك نجد أن دارس اللغة العربية قد ذهب إلى إيجاد علَّة لكلِّ ما يراه من أحكام وقواعد، "فللمرفوع سببٌ، وللمنصوب علَّة، وللمجرور غاية، وللمجزوم هدف"[2].

وقد عدَّ الباحثون (مبدأ العلة) العمود الفقري الذي تدور حوله الكثير من أبحاث النحو الرئيسة والفرعية، فما العلة النحوية؟ وكيف نشأتْ؟
أولاً: تعريف العلة لغةً واصطلاحًا:
1 - العلة لغةً:
العلة: تأتي بفتح العين وكسرها.

أما بالفتح، فتأتي بمعنى الشَّربة الثانية، والفعل: علَّ القوم إبلهم يَعلُّونها عَلاًّ وعلَلاً، والإبل تَعُل نفسها علَلاً[3].

وتأتي بمعنى التشاغل: تعلَّل بالأمر، واعتلَّ: تشاغَل، وعلَّله بطعامٍ وحديث ونحوهما: شغَله بهما، وتعلَّلتُ بالمرأة: لَهوتُ بها[4].

أما بالكسر، فإنها تأتي بمعنى المرض: عَل يَعِل واعتلَّ؛ أي: مرِضَ، فهو عليلٌ، وأعلَّه الله، ولا أعلَّك الله؛ أي: لا أصابك بعلَّة[5].

وتأتي بمعنى الحدث يَشغل صاحبَه عن حاجته، كأن تلك العلة صارَت شُغلاً ثابتًا منَعه من شُغله الأول[6].

وتأتي بمعنى السبب: هذا علةٌ لهذا؛ أي: سببٌ[7].

وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: "فكان عبدالرحمن[8] يَضرب بعِلة الراحلة؛ أي: بسببها، يُظهِر أنه يَضرب جَنب البعير برِجله، وإنما يَضرب رجلي"[9].

وقال الكفوي (ت1094هـ) في الكليات: العلة عبارة عن معنى يَحل بالمحل، فيتغيَّر به حال المحل، ومنه سُمِّي المرض علةً، وهي ما يتوقَّف عليه الشيء[10].

2 - العلة في الاصطلاح النحوي:
معنى التعليل عند النحويين:
النظر في مختلف الأحكام النحوية، وما يَرونه من الأسباب الداعية لتلك الأحكام، وهو أمرٌ ضروري في كل قياس؛ لذلك كانت العلة هي الركن الرابع من أركان القياس[11]؛ لأن القياس: "هو حمْل غير المنقول على المنقول، إذا كان في معناه"[12]، وقياس العلة معمول به بالإجماع عند العلماء كافة[13]، فهي عند الرماني (ت 384هـ): "تغيير المعلول عما كان عليه"[14]؛ أي: خروج عن الأصل.

إذًا للعلة ارتباط بالأصل؛ لأن ما جاء على أصله لا يُسأل عن علَّته، ولأن "مَن عدَل عن الأصل، افتقَر إلى إقامة الدليل؛ لعدوله عن الأصل"[15].

وعرَّفها الجرجاني (ت 816هـ) بقوله: "هي ما يتوقَّف عليه وجود الشيء، ويكون خارجًا مؤثِّرًا فيه"[16].

وعرَّفها الدكتور مازن المبارك بـ"الوصف الذي يكون مظنَّة وجه الحِكمة في اتخاذ الحُكم"[17].

وعرَّفها الدكتور علي أبو المكارم بأنها: "السبب الذي تحقَّق في المَقيس عليه، فأوجَب له حكمًا، وتحقَّق في المقيس أيضًا، فأُلْحِق به، فأخَذ حُكمه"[18].

وعرَّفها الدكتور محمد الحلواني:
"يُراد بالعلة النحوية: تفسير الظاهرة اللغوية، والنفوذ إلى ما وراءها، وشرْح الأسباب التي جعلتها على ما هي عليه، وكثيرًا ما يتجاوز الأمر الحقائق اللغوية، ويصل إلى المحاكمة الذهنية الصرفة[19].

وبيَّن الدكتور تمام حسان أن الفرق بين العلة والسبب، فرقٌ في التأثير؛ "فالحكم يدور مع العلة وجودًا وعدمًا، ولكنه لا يدور مع السبب"[20].

قبل البَدء ببيان العلة في رفع المبتدأ والخبر، لا بد أن نذكر تعريف الإعراب والبناء لغة واصطلاحًا عند النحاة.

الإعراب لغة:
هو الإبانة والوضوح[21]، وفي شرح الأُشموني: "هو مصدر أعرَب؛ أي: أبان؛ أي: أظهر، أو أجالَ، أو حسَّنَ أو غيَّر، أو أزال عرَبَ الشيءِ، وهو فسادُه، أو تكلَّم بالعربية، أو أعطى العربون، أو وُلِد له ولدٌ عربي اللون، أو تكلَّم بالفُحش، أو لم يَلحن في الكلام، أوصار له خيل عِراب، أو تحبَّب إلى غيره، ومنه العَرُوبُ المتحبِّبة إلى زوجها"[22].

وفي الاصطلاح:
"هو ما جِيء به لبيان مقتضى العامل؛ من حركة أو حرفٍ، أو سكون، أو حذفٍ"[23].

والإعراب عند سيبويه:
"هو ما يُحدثه العامل؛ من نصبٍ وجرٍّ، ورفْع وجزْمٍ، وفتْحٍ وكسرٍ وضمٍّ، وهذه المجاري الثمانية يَجمعهنَّ في اللفظ أربعةُ أضرب … ما يدخله ضربٌ من هذه الأربعة لما يُحدِثُ فيه العامل، وليس شيء منها إلا وهو يَزول عنه"[24].

وحدَّه ابن جني في الخصائص بقوله: "هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ، ألا ترى أنك إذا سمعت: (أكرم سعيدٌ أباه)، و(شكر سعيدًا أبوه)، علِمت - برفْع أحدهما ونصب الآخر - الفاعل من المفعول؟ ولو كان الكلام شرحًا واحدًا، لاستُبْهِم أحدهما من صاحبه"[25].

وحدَّه أبو البركات الأنباري بقوله: "إن الإعراب اختلاف أواخر الكَلِم باختلاف العوامل لفظًا أو تقديرًا"[26].

وحدَّه الفاكهي (ت972 هـ) بقوله: "أثرٌ ظاهر أو مقدَّر، يَجلبه العامل في آخر الكلمة حقيقة أو مجازًا"[27].

أما ابن السراج، فحدَّه بقوله:
"هو ما يَلحق الاسم والفعل بعد تسليم بنائهما، ونَضد حروفهما؛ نحو قولك: (هذا حكم وأحمر)، و(رأيت حكمًا وأحمر)، و(مررت بحكم وأحمر)…، فسمَّوا هذا الصِّنف من التغيير الذي يقع لفروق ومعانٍ تَحدث: إعرابًا"[28].

وذكر الزجاجي (ت 337 هـ) في الإيضاح أن علة دخول الإعراب في الكلام الفرقُ بين المعاني، قال:
"إن الأسماء لَمَّا كانت تَعتورها المعاني، فتكون فاعلة ومفعولة، ومضافة ومضافًا إليها، ولم تكن في صُورها وأبنيتها أدلَّة على هذه المعاني، بل كانت مشتركة - جُعلت حركات الإعراب فيها تُنبئ عن هذه المعاني، فقالوا: (ضربَ زيدٌ عمرًا)، فدلوا برفْع زيد على أن الفعل له، وبنصْب عمرو على أن الفعل واقعٌ به، وقالوا: (ضُرِبَ زيدٌ)، فدلوا بتغيير أول الفعل ورفْع زيد، على أن الفعل ما لم يُسمَّ فاعله، وإن المفعول قد ناب منابه، وقالوا: (هذا غلامُ زيدٍ)، فدلوا بخفْض زيد على إضافة الغلام إليه، وكذلك سائر المعاني، جعلوا هذه الحركات دلائلَ عليها؛ ليتَّسعوا في كلامهم، ويقدِّموا الفاعل إن أرادوا ذلك، أو المفعول عند الحاجة إلى تقديمه، وتكون الحركات دالَّة على المعاني"[29].

ولم يؤيِّد قطربٌ[30]ما ذهب إليه الزجاجيُّ من أن الإعراب دخَل في الكلام للدَّلالة على المعاني، وللفرق بين بعضها وبعض: "لأنَّا نجد في كلامهم أسماء متَّفقة في الإعراب مختلفة المعاني، وأسماء مختلفة الإعراب متَّفقة المعاني …."[31]، وذكر سبب إعراب العرب كلامها: "لأن الاسم في حال الوقف يَلزمه السكون للوقف، فلو جعلوا وصْله بالسكون أيضًا، لكان يلزمه الإسكان في الوقف والوصل، وكانوا يُبطئون عند الإدراج، فلما وصَلوا وأمكنهم التحريك، جعلوا التحريك معاقبًا للإسكان؛ ليعتدل الكلام، ألا تراهم بنَوا كلامهم على متحرِّك وساكن، ومتحرِّكين وساكن، ولم يَجمعوا بين ساكنين في حشْو الكلمة ولا في حشو بيتٍ، ولا بين أربعة أحرف متحرِّكة؛ لأنهم في اجتماع الساكنين يُبطئون، وفي كثرة الحروف المتحرِّكة يستعجلون، وتَذهب المُهلة في كلامهم، فجعلوا الحركة عَقِب الإسكان"[32].

أما البناء لغة:
"فهو وضْع شيء على صفة يُراد بها الثبوت"[33].

والبناء اصطلاحًا:
"هو ما لم يتغيَّر آخره بدخول العوامل عليه؛ نحو: (هؤلاءِ، وحَذامِ، وقَطامِ)"[34].

وحدَّه ابن جني بقوله: "هو لزوم آخر الكلمة ضربًا واحدًا من السكون أو الحركة، لا لشيءٍ أحدَثَ ذلك من العوامل"[35].

وحدَّه أبو علي (ت 377 هـ) في الإيضاح بقوله: "البناء خلاف الإعراب، وهو ألا يختلف الآخر باختلاف العامل، ولا يخلو البناءُ من أن يكون على سكونٍ أو حركة"[36].

وفي أسرار العربية: "هو لزوم أواخر الكلم بحركة وسكونٍ"[37].

وحدَّه ابن هشام (ت 761 هـ) بقوله: "هو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لفظًا أو تقديرًا، وذلك كلزوم "هؤلاءِ" للكسرة، و(منذُ) للضمة، و(أينَ) للفتحة"[38].

وقال الأشموني: "قال في التسهيل: البناء هو ما جِيء به لا لبيان مقتضى العامل من شبه الإعراب، وليس حكاية أو إتْباعًا، أو نقلاً أو تخلُّصًا من سكونين... وقيل: هو لزوم آخر الكلمة حركة أو سكونًا لغير عاملٍ أو اعتلال"[39].

وفرَّق سيبويه بين حركات الإعراب والبناء؛ إذ يقول:
"وهي تجري على ثمانية مجارٍ: (على النصب، والجر، والرفع، والجزم، والفتح، والكسر، والضم، والوقف)، وإنما ذكرتُ لك ثمانية مجارٍ؛ لأُفرِّق بين ما يَدخلُه ضربٌ من هذه الأربعة لِما يُحدِثُ فيه العاملُ - وليس شيء منها إلا وهو يزول عنه - وبين ما يُبنى عليه الحرف بناء لا يزول عنه"[40].

أما ابن السراج، فقد تابَع سيبويه في التفريق بين حركات الإعراب والبناء، معلِّلاً ذلك بقوله: "فإن كانت الحركات ملازمة، سُمِّي الاسم مبنيًّا، فإن كان مضمومًا نحو (منذُ)، قيل: مضموم، ولم يُقَل: مرفوع؛ ليُفرَّق بينه وبين المُعرب، وإن كان مفتوحًا نحو: (أينَ)، قيل: مفتوح، ولم يُقَل: منصوب، وإن كان مكسورًا نحو (أمسِ) و(حَذامِ)، قيل: مكسور، ولم يُقَل: مجرور"[41]، والعلة علة تفريقٍ.

وذكر الرَّضي في شرح الكافية:
أن التمييز بين ألقاب حركات الإعراب وحركات البناء وسكونها في اصطلاح البصريين - متقدِّميهم ومتأخِّريهم - حصَل؛ تقريبًا للمعنى إلى السامع، وأما الكوفيون، فيطلقون ألقاب أحد النوعين على الآخر مطلقًا، ولا يفرِّقون بينهما[42]، والتفريق بين حركات الإعراب وحركات البناء هو مذهب البصريين[43].

ثم يذكر ابن السراج تعليلاً دقيقًا، مُبينًا فيه أن أصل الإعراب للأسماء، وأصل البناء للأفعال والحروف، وأن البناء الذي حصَل في الأسماء إنما هو لمشابهة الحرف، مُعلِّلاً ذلك بقوله: "واعلَم: أن الإعراب عندهم إنما حقه أن يكون للأسماء دون الأفعال والحروف، وأن السكون والبناء حقُّهما أن يكونا لكلِّ فعلٍ أو حرف، وأن البناء الذي وقع في الأسماء، عارِضٌ فيها لعلة، وأن الإعراب الذي دخل على الأفعال المستقبلة، إنما دخل فيها لعلة، فالعلة التي بُنِيت لها الأسماء: هي وقوعها موقع الحروف ومضارعتها لها"[44]، والعلة علة أصلٍ.

وكما قرَّر ابن السراج، قال المبرد من قبله: إن الإعراب أصل في الأسماء، فرْعٌ في الأفعال[45].

وذكر الزجاجي علة دخول الإعراب في الأسماء أن ذلك وقَع؛ ليفرَّق به بين الفاعل والمفعول، والمالك والمملوك، والمضاف والمضاف إليه[46].

وذكر السيوطي أن الأصل في الإعراب أن يكون للفرق بين المعاني[47].

وعلَّل ابن جني سبب بناء الاسم بشبهه بالحرف؛ إذ قال: "إن سبب البناء … مشابهة الاسم للحرف لا غير"[48].

ثم يذكر ابن السراج علَّة إعراب المعرب من الأفعال؛ إذ يقول: "وأما الفعل المُعرب، فقد بيَّنا أنه الذي يكون في أوله الحروف الزوائد التي تسمَّى حروف المضارعة، وهذا الفعل إنما أُعرب لمضارعته الأسماء وشبهه بها، والإعراب في الأصل للأسماء، وما أشبهها من الأفعال أُعرب، كما أنه إنما أُعرب من أسماء الفاعلين ما جرى على الأفعال المضارعة وأشباهها"[49]، والعلة علة مُشابَهةٍ.

ويذكر تعليلاً آخر، وهو أن الإعراب الذي وقع في الأفعال، إنما وقَع في المضارع منها للأسماء، فأما الرفع خاصة، فإنما هو لوقوعه موقع الأسماء، فالمعنى الذي رفعت به، غير المعنى الذي أعربت به[50].

نَستنتج من هذا أن ابن السراج قرَّر مذهب البصريين في أن البناء أصل في الأفعال، فرْع في الأسماء، والإعراب أصل في الأسماء، فرْع في الأفعال، وذلك بذِكر علة إعراب الفعل المضارع، وهي مشابهة الأسماء وشبهه بها، والإعراب في الأصل للأسماء وما أشبهها من الأفعال[51].

ثم يذكر في موضع آخرَ علة امتناع الفعل المُعتل من دخول الإعراب عليه إلا النصب، فالمعتل الذي آخره ياء، أو واو، أو ألف، فإن الإعراب يَمتنع من الدخول عليه إلا النصب، فإنه يدخل على ما لامه واو أو ياء خاصة دون الألف؛ لأن الألف لا يمكن تحرُّكها[52].

أولاً: رفْع الاسم:
المرفوعات في العربية نوعان: مرفوعٌ أصالةً، ومرفوع تبعًا، أما المرفوعات أصالة، فهما: الفاعل والمبتدأ، وأما المرفوعات تبعًا، فهي خبر المبتدأ، وخبر إن، وهو في الحقيقة خبر المبتدأ، واسم كان، والنعت، وعطف البيان، إذا كان متبوعهما مرفوعًا[53].

1- المبتدأ والخبر:
أ - المبتدأ:
حدَّ سيبويه المبتدأ بقوله: "فالمبتدأ كل اسم ابْتُدئ ليُبنى عليه كلام، والمبتدأ والمبني عليه رفعٌ، فالابتداء لا يكون إلا بمبني عليه، فالمبتدأ الأول والمبني ما بعده عليه، فهو مسند ومسند إليه"[54].

وحدَّه أبو علي الفارسي بقوله: "الابتداء وصْف في الاسم المبتدأ، يَرتفع به، وصفة المبتدأ أن يكون مُعرًّى من العوامل الظاهرة ومسندًا إليه شيءٌ، مثال ذلك: (زيدٌ منطلقٌ)"[55].

وجاء في شرح الجمل لابن عصفور: "هو جعْل الاسم أوَّل الكلام لفظًا أو تقديرًا، معرًّى من العوامل اللفظية؛ لتُخبر عنه"[56].

وجاء في شرح الأشموني: "المبتدأ: هو الاسم العاري عن العوامل اللفظية غير الزائدة، مُخبرًا عنه، أو وصفًا رافعًا لمستغنى به"[57].

وحدَّه الفاكهي بقوله: "الاسم المجرَّد عن عامل لفظي، لفظًا أو حكمًا، مخبرًا عنه، أو وصفًا رافعًا لِما انفصل وأغنى"[58].

أما ابن السراج، فحدَّه بقوله: "المبتدأ هو ما جرَّدته من عوامل الأسماء ومن الأفعال والحروف، وكان القصد فيه أن تَجعله أولاً لثانٍ، مبتدئًا به دون الفعل، ويكون ثانيه خبرَه، ولا يَستغني واحد منهما عن صاحبه"[59].

ب - الخبر:
حدَّه ابن السراج بقوله: "هو الاسم الذي هو خبر المبتدأ: هو الذي يستفيده السامع، ويَصير به المبتدأ كلامًا، وبالخبر يقع التصديق والتكذيب"[60].

أما ابن جني، فحدَّه بقوله: "هو كل ما أسندتَه إلى المبتدأ، وحدَّثت به عنه"[61].

وفي شرح الجمل: "الجزء المستفاد من الجملة، وذلك أنك إذا قلت: (زيدٌ قائمٌ)، فإن المستفاد من هذه الجملة، إنما هو الإخبار عن زيد بالقيام"[62].

وفي شرح ابن عقيل الخبر: "هو الجزء المكمِّل للفائدة، ويَرِدُ عليه الفاعلُ؛ نحو (قامَ زيدٌ)، فإنه يَصدق على زيد أنه الجزء المُتِمُّ للفائدة"[63].

ثم يذكر ابن السراج علَّة رفع المبتدأ والخبر، بأن المبتدأ مرفوع بالابتداء، وأن الخبر مرفوع بهما، فإذا قلت: (عبدالله أخوك)، فعبدالله: مرتفع بأنه أوَّل مبتدأ، فاقدٌ للعوامل، ابتدأتَه لتبني عليه ما يكون حديثًا عنه، (وأخوك): مرتفع بأنه الحديث المبني على الاسم الأول المبتدأ"[64].

وهما مرفوعان أبدًا، فالمبتدأ رُفِع بالابتداء، والخبر رُفِع بهما؛ نحو قولك: "الله ربُّنا، ومحمد نبيُّنا"، والمبتدأ لا يكون كلامًا تامًّا إلا بخبره[65].

وعند رجوع الباحث إلى سيبويه والمبرد، وجَد أن ابن السراج قد خالف سيبويه في هذه المسألة؛ إذ إن الرافع للخبر عند سيبويه المبتدأ وحْده[66].

وقد تابَع ابنُ السراج المبردَ في أن العامل في رفْع الخبر هو الابتداء والمبتدأ؛ إذ قال المبرد: "فأما رفْع المبتدأ، فبالابتداء، ومعنى الابتداء: التنبيه والتَّعْرية عن العوامل غيره، وهو أول الكلام....، والابتداء والمبتدأ يَرفعان الخبر"[67].

ونقَل الأنباري في "الإنصاف" الخلافَ في هذه المسألة بين البصريين والكوفيين، فقد ذهب الكوفيون إلى أن المبتدأ يرفع الخبر، والخبر يرفع المبتدأ، فهما يترافعان، وذلك نحو: (زيدٌ أخوك)، و(عمر غُلامك).

وذهب البصريون إلى أن المبتدأ يرتفع بالابتداء، وأما الخبر، فاختلفوا فيه، فذهب قومٌ إلى أنه يُرفع بالابتداء وحْده، وذهب آخرون إلى أنه يَرتفع بالابتداء والمبتدأ معًا، ونقَل ابن الأنباري حُجج كلٍّ من الفريقين[68].

وقد رجَّح ابنُ يعيشَ قول سيبويه في أن رافع الخبر هو الابتداء وحْده، واستدل بقوله:
"والذي أراه أن العامل في الخبر هو الابتداء وحْده، كما كان عاملاً في المبتدأ، إلا أن عمله في المبتدأ بلا واسطة، وعمله في الخبر بواسطة المبتدأ، فالابتداء يعمل في الخبر عند وجود المبتدأ، وإن لم يكن للمبتدأ أثرٌ في العمل، إلا أنه كالشرط في عمله، كما لو وضَعت ماء في قدرٍ، ووضَعتها على النار، فإن النار تُسخن الماء، فالتسخين حصل بالنار عند وجود القِدْر، لا بها، فكذلك ها هنا"[69].

إذًا مذهب سيبويه أن الخبر يرتفع بالمبتدأ[70]، ومذهب المبرِّد وابن السراج أن الخبر يرتفع بالمبتدأ والابتداء[71].

ومذهب الكوفيين أنهما تَرافعا، فالمبتدأ رفَع الخبر، والخبر رفع المبتدأ؛ لأن كلاًّ منهما طالبٌ الآخر، ومحتاج له، وبه صار عمدة[72].

ومذهب سيبويه وجمهور البصريين أن المبتدأ مرفوع بالابتداء؛ لأنه بُنِي عليه، ورافعُ الخبرِ المبتدأُ؛ لأنه مبني عليه وارتفَع به، كما ارتفع هو بالابتداء، وهذا أعدل المذاهب، وهو مذهب سيبويه، وهو الأول، وهذا الخلاف مما لا طائلَ وراءه[73]، واختار السيوطي مذهب الكوفيين[74].

وعلَّل ابن السراج أن المبتدأ لا يَستغني عن الخبر، كما أن الفعل لا يستغني عن الفاعل، فكلٌّ منهما لا يستغني عن صاحبه[75]، والعلة علة استغناءٍ.

وقد تابَع ابنُ السراج سيبويهِ في تعليل ذلك؛ إذ قال سيبويه في باب المسند والمسند إليه: "وهما ما لا يَستغني واحد منهما عن الآخر، ولا يجد المتكلم منه بُدًّا، فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبني عليه، وهو قولك: (عبدالله أخوك، وهذا أخوك)، ومثل ذلك قولك: (يذهب زيدٌ)، فلا بدَّ للفعل من الاسم، كما لم يكن للاسم الأول بُدٌّ من الآخر في الابتداء"[76].

وفي موضع آخرَ يُعلِّل ابن السراج رفْع المبتدأ بمشابهته الفاعل؛ من أجْل أن الفاعل يبدأ بالفعل قبله، والمبتدأ يبدأ فيه الاسم المحدَّث عنه قبل الحديث، وكذلك حُكم كلِّ مُخبر، والفرق بينه وبين الفاعل، أن الفاعل مُبتدأ بالحديث قبْله، ألا ترى أنك إذا قلت: زيدٌ منطلقٌ، فإنما بدأت (بزيد)، وهو الذي حدَّثت عنه بالانطلاق، والحديث عنه بعده، وإذا قلت: ينطلق زيدٌ، فقد بدأ بالحديث وهو انطلاقه، ثم ذكرت زيدًا المحدَّث عنه بالانطلاق بعد أن ذكرتَ الحديث، فالفاعل مضارع للمبتدأ؛ من أجل أنهما جميعًا محدَّث عنهما، وأنهما لا يُستغنى عنهما في الجملة؛ لأن كلاًّ منهما عمدة[77]، والعلة علة مشابهةٍ.

وفي موضع آخرَ يُعلل ابن السراج لعلة تعريف المبتدأ، أن حقَّ المبتدأ أن يكون معرفة، أو ما قارَب المعرفة، فإذا اجتمع اسمان معرفة ونكرة، فحقُّ المعرفة أن تكون هي المبتدأ؛ إذ قال ابن السراج في تعليل ذلك: "وقد يجوز أن تقول: رجل قائم، إذا سألك سائلٌ، فقال: أرجلٌ قائمٌ أم امرأة؟ فتُجيبه فتقول: رجل قائم، وجملة هذا: أنه إنما ينظر إلى ما فيه فائدة، فمتى كانت فائدة بوجهٍ من الوجوه، فهو جائز، وإلاَّ فلا، فإذا اجتمع اسمان معرفة ونكرة، فحق المعرفة أن تكون هي المبتدأ، وأن تكون النكرة الخبر؛ لأنك إذا ابتدَأت فإنما قصدُك تنبيه السامع بذِكر الاسم الذي تُحدِّثه عنه؛ ليتوقَّع الخبر بعده، فالخبر هو الذي يُنكِره، ولا يَعرِفه، ويَستفيده، والاسم لا فائدة له؛ لمعرفته به، وإنما ذكَرته لتُسند إليه الخبر"[78].

من عبارة ابن السراج نَستنتج أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا حصَلت الفائدة، فمتى حصلت الفائدة في الكلام، جازَ الابتداء بالنكرة.

ثم يُعلِّل في موضع آخرَ أنه لا يجوز الابتداء بالنكرة المفردة المحضة؛ لأنه لا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه، فلا معنى للتكلُّم به إلا إذا وُصِف، فإذا قلت: رجلٌ قائمٌ، أو رجلٌ عالم، لم يكن في هذا الكلام فائدة؛ لأنه لا يستنكر أن يكون في الناس رجل قائمٌ أو عالم، فإذا قلت: رجل من بني فلان، أو رجل من إخوانك، أو وصَفته بأي صفةٍ كانت تُقرِّبه من معرفتك، حسُن؛ لِما في ذلك من الفائدة[79].

ويبدو أن ابن السراج تابَع سيبويه والمبرد في مجيء المبتدأ معرفةً، ولا يجوز الابتداء به نكرةً إلا إذا سُوِّغ[80].

وبعد رجوع الباحث إلى المتأخرين ممن يهتمُّ بهذه العلل، وجَد الكثير قد سار في الحديث عن هذه العلة على وَفْق ما ذكره ابن السراج[81].

وفي موضع آخرَ يُعلل ابن السراج أن المعارف أَولى بالابتداء من غيرها، فإذا قلت: (زيد هذا)، فزيد مبتدأ و(هذا) خبره، والأحسن أن تبدأ (بهذا)؛ لأن الأعرف أَوْلى بأن يكون مبتدأً[82]، والعلة علة أَولى.

ونقل الأنباري في "الإنصاف" علة اختلاف مراتب المعارف، فذهب الكوفيون إلى أن الاسم المُبهم - نحو: (هذا وذاك) - أعرفُ من الاسم العلم؛ نحو: (زيد وعمرو)، وذهب البصريون إلى أن الاسم العلم أعرفُ من الاسم المُبهم، واختلفوا في مراتب المعارف[83]. في موضع آخر يُعلل ابن السراج علة ظهور وإسناد الضمير العائد على المبتدأ تعليلاً دقيقًا، أنه إذا جرى خبر المُشتق على مَن هو له، استَتر الضمير فيه، فلا يجوز إبرازه إلا مؤكدًا؛ لأن المبتدأ هو الفاعل في المعنى؛ إذ يقول ابن السراج في تعليل ذلك: "واعلَم أن خبر المبتدأ إذا كان اسمًا من أسماء الفاعلين، وكان المبتدأ هو الفاعل في المعنى، وكان جاريًا عليه إلى جَنبه - أُضمِر فيه ما يرجع إليه، وانستَر؛ نحو قولك: عمرو قائم، وأنت منطلق، فأنت وعمرو الفاعلان في المعنى؛ لأن عمرًا هو الذي قام، وقائم جارٍ على (عمرو)، وموضوع إلى جانبه، لم يَحُلْ بينه وبينه حائلٌ، فمتى كان الخبر بهذه الصفة، لم يحتجْ إلى أن يظهر الضمير إلا مؤكدًا، فإن أردت التأكيد، قلت: زيد قائمٌ هو، وإن لم تُرد التأكيد، فأنت مستغنٍ عن ذلك"[84]، والعلة علة استغناءٍ.

وهذا مذهب سيبويه، فقد جوَّز سيبويه فيه وجهين: أن يكون (هو) تأكيدًا للضمير المستتر في (قائم)، أو أن يكون فاعلاً بـ(قائم)[85]، واختار ابن مالك مذهب البصريين[86].

ويُعلل ابن السراج تعليلاً دقيقًا عدمَ صحة وقوع خبر الجثة زمانًا، وهي أنه إذا كان المبتدأ جثَّةً، لم يَجز أن يكون خبره ظرفًا لزمان، وإنما امتنَع من ذلك؛ لأن الغرض من الخبر إفادة المخاطب، وما لا فائدة فيه لا يجوز استعمال الكلام به؛ فلهذا لم يَجز أن تكون ظروف الزمان خبرًا للجُثث، فإن كان الظرف مكانًا، صحَّ الإخبار به؛ نحو: (زيدٌ أمامك)، أما إذا أفاد؛ نحو: (الليلة الهلال)، فهي على تأويل: الليلة طلوع الهلال، أو حدوث الهلال، فإنه يجوز؛ يقول ابن السراج في تعليل ذلك: "واعلَم أنه لا يجوز أن تقول: زيدٌ يوم الخميس، ولا عمرو في شهر كذا؛ لأن ظروف الزمان لا تتضمَّن الجُثث، وإنما يجوز ذلك في الأحداث؛ نحو: الضرب والحمد، وما أشبه ذلك، وعلة ذلك أنك لو قلت: زيدٌ اليوم، لم تكن فيه فائدة؛ لأنه لا يخلو أحدٌ من أهل عصرك من اليوم؛ إذ كان الزمان لا يتضمن واحدًا دون الآخر...، والأماكن ينتقل عنها، فيجوز أن تكون خبرًا عن الجثث"[87].

بعد رجوع الباحث إلى سيبويه والمبرد، وجَد أن ابن السراج قد تابَعهما في تعليل ذلك[88]، وهذا مذهب جمهور البصريين[89].

وعند رجوع الباحث إلى المتأخرين ممن يهتمُّ بهذه العلل، وجَد الكثير منهم قد سار في الحديث عن هذه العلة على وَفْق ما ذكره ابن السراج[90].

وفي موضعٍ آخرَ يُعلل ابن السراج أن الأصل في الخبر أن يكون اسمًا، ومنع الخبر الواقع بعد "إلا" أن يكون فعلاً ماضيًا، واختار أن يكون مضارعًا؛ لأن الأصل في الخبر أن يكون اسمًا، والمضارع مشابهٌ للاسم في التأويل؛ إذ يقول ابن السراج في تعليل ذلك: "لا يجوز أن تقول: ما زيدٌ إلا قام، فإن قلت: ما زيدٌ إلا يقوم، كان جيدًا؛ وذلك أن الموضع موضعُ خبرٍ، والخبر اسم، فلو كان: ما زيد إلا يقوم، كان جيِّدًا؛ لمضارعة (يفعل) الأسماءَ"[91].

وفي الباب نفسه يذكر ابن السراج أن الأصل في الخبر والمبتدأ أن يتطابَقا، فإن لم يتطابقا، لم يَجز، فلم يَجز أن تقول: (الضارب عمرًا الزيدان)؛ لأن المبتدأ قد نقَص عدده عن الخبر، والضارب عمرًا واحد، وليس في الصلة دليل على أن الألف واللام لجماعةٍ، فإذا ثنَّيت وجَمعت، قامَ الدليل[92].

المصادر والمراجع:
1- النحو العربي، العلة النحوية، نشأتها وتطوُّرها؛ الدكتور مازن المبارك، الطبعة الأولى، 1965م.
2- دراسات في كتاب سيبويه؛ الدكتورة خديجة عبدالرزاق الحديثي، وكالة المطبوعات، الكويت (ب - ت).
3- لسان العرب؛ جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري، (ت 711هـ)، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر (ب - ت).
4- كتاب العين؛ الخليل بن أحمد الفراهيدي، (ت 170هـ)، الجزء الأول؛ تحقيق: الدكتور عبدالله درويش، دار الرشيد، بغداد 1980م، الجزء الرابع؛ تحقيق الدكتور مهدي المخزومي، والدكتور إبراهيم السامرائي، دار الرشيد للنشر، 1982م.
5- الكليات، معجم في المصطلحات والفروق اللغوية؛ أبو البقاء أيوب بن موسى الكفوي، (ت 1094هـ)؛ تحقيق: الدكتور عدنان درويش ومحمد المصري، دار الكتب الثقافية، دمشق، 1976.
6- الاقتراح في علم أصول النحو؛ جلال الدين عبدالرحمن السيوطي، (ت911هـ)؛ تحقيق أحمد محمد قاسم، مطبعة السعادة، الطبعة الأولى، 1976م.
7- لُمع الأدلة في أصول النحو؛ أبو البركات الأنباري؛ تحقيق سعيد الأفغاني، مطبعة الجامعة السورية، 1957م.
8- الحدود في النحو، ضمن "رسالتان في اللغة"؛ أبو الحسن علي بن عيسى الرماني، (ت 384هـ)؛ تحقيق وشرح الدكتور مصطفى جواد، ويوسف يعقوب مسكوني، دار الجمهورية، بغداد، 1969م.
9- الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين؛ كمال الدين أبو البركات الأنباري، (ت 577هـ)؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، الطبعة الرابعة، 1961م.
10- التعريفات؛ على بن محمد بن علي الجرجاني، (ت 816هـ)، 1983م.
11- أصول التفكير النحوي؛ الدكتور علي أبو المكارم، منشورات الجامعة الليبية، 1973م.
12- أصول النحو العربي؛ الدكتور محمد خير الحلواني، 1979م.
13- تهذيب اللغة؛ أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، (ت 370هـ)؛ تحقيق: علي النجار، الدار المصرية للتأليف والترجمة (ب - ت).
14 - شرح الأُشموني على ألفيَّة ابن مالك المسمَّى: (منهج السالك إلى ألفية ابن مالك)؛ أبو الحسن علي نور الدين بن محمد الأُشموني، (ت929هـ)؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، 1939م.
15- الكتاب؛ سيبويه: أبو بشر عمرو بن عثمان، (ت 180هـ)، المطبعة الكبرى الأميرية، بولاق، الطبعة الأولى، 1316هـ.
16- الخصائص؛ أبو الفتح عثمان بن جني، (ت 392هـ)؛ تحقيق محمد علي النجار، دار الهدى للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1952م.
17- أسرار العربية؛ كمال الدين أبو البركات: عبدالرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري، (ت 577هـ)، طُبِع في مدينة ليدن، 1886هـ.
18 - شرح الحدود النحوية؛ عبدالله بن أحمد بن علي الفاكهي، (ت 972هـ)؛ دراسة وتحقيق الدكتور زكي فهمي الآلوسي، 1988م.
19- شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب؛ عبدالله بن هشام الأنصاري، ومعه كتاب "منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب"؛ تأليف محمد محيي الدين عبدالحميد، مطبعة السعادة، الطبعة الرابعة، 1948م.
20- الأصول، دراسة إبيستمولوجية للفكر اللغوي عند العرب؛ الدكتور تمام حسان، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1988 م.
21- الإيضاح في علل النحو؛ أبو القاسم الزجاجي، (ت 337هـ)؛ تحقيق الدكتور مازن المبارك، دار النفائس، الطبعة الخامسة، 1986م.
22- الإيضاح العضدي؛ أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي، (ت 377هـ)؛ حقَّقه وقدَّم له الدكتور حسن شاذلي فرهود، الطبعة الأولى، 1969م.
23- المقتضب؛ أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، (ت 285هـ)؛ تحقيق محمد عبدالخالق عضيمة، دار التحرير للطباعة والنشر (ب - ت).
24- الجمل في النحو؛ أبو القاسم الزجاجي (337هـ)؛ تحقيق: الدكتور علي توفيق الحمد، مؤسسة الرسالة، دار الأمل، إربد - الأردن، الطبعة الأولى، 1984م.
25- المطالع السعيدة في شرح الفريدة؛ جلال الدين السيوطي، (ت911هـ) في النحو والصرف والخط؛ تحقيق الدكتور نبهان ياسين حسين، دار الرسالة للطباعة، بغداد، 1977م.
26- اللمع في العربية؛ أبو الفتح عثمان بن جني؛ تحقيق حامد المؤمن، مطبعة العاني، بغداد، الطبعة الأولى، 1982م.
27- أوضح المسالك إلى ألفيَّة ابن مالك؛ جمال الدين بن هشام الأنصاري، (ت761هـ)، ومعه كتاب هداية السالك إلى تحقيق أوضح المسالك؛ تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الخامسة، 1966م.
28- ضياء السالك إلى أوضح المسالك، وهو صفوة الكلام على توضيح ابن هشام؛ تأليف محمد عبدالعزيز النجار، مطبعة السعادة، الطبعة الثانية، 1973م.
29- شرح ابن عقيل على ألفيَّة ابن مالك؛ بهاء الدين عبدالله بن عقيل العقيلي المصري الهمداني، (ت 769هـ)؛ تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان (ب - ت).
30- المفصل في علم العربية؛ لجار الله محمود بن عمر الزمخشري، (ت 538هـ)، ومعه كتاب الفيصل بشرح المفصل، محمد محيي الدين عبد الحميد؛ عني بنشره محمود توفيق، مطبعة حجازي بالقاهرة (ب - ت).
31 - المقتصد في شرح الإيضاح؛ عبدالقاهر الجرجاني، (ت 471هـ)؛ تحقيق الدكتور كاظم بحر المرجان، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، المطبعة الوطنية، عمان - الأردن، 1982م.
32- إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي (ت 337هـ)؛ عبدالله بن السِّيد البطليوسي، (ت 521 هـ)؛ تحقيق الدكتور حمزة عبدالله النشرتي، دار المريخ، الرياض، الطبعة الأولى، 1979م.
33- شرح الكافية للرَّضي الإستراباذي، (ت 686هـ)، المطبعة العامرة، 1275هـ، بالآستانة.

[1] ينظر: النحو العربي، العلة النحوية، (79).
[2] دراسات في كتاب سيبويه (155).
[3] العين (1/ 88)، وينظر: معجم مقاييس اللغة (4/ 12)، القاموس المحيط (4/ 20).
[4] العين (1/ 88)، وينظر: تهذيب اللغة (1/ 105)، لسان العرب (11/ 468)، القاموس المحيط (4/ 20).
[5] لسان العرب (11/ 471)، وينظر: معجم مقاييس اللغة (4/ 14)، القاموس المحيط (4/ 21).
[6] لسان العرب (11/ 471)، وينظر: معجم مقاييس اللغة (4/ 13).
[7] لسان العرب (11/ 472)، مادة (علَل).
[8] عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - ت 53هـ، أسلم في هُدنة الحديبية، وحَسُن إسلامه، وكان اسمه عبدالكعبة، فسمَّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبدالرحمن، وقيل: كان اسمه عبدالعزى، وشهِد اليمامة مع خالد بن الوليد، فقتَل سبعًا من أكابرهم؛ أُسد الغابة (3/ 466 - 469)، وينظر: صحيح مسلم (2/ 880).
[9] لسان العرب (11/ 471).
[10] الكليات (3/ 220 - 221).
[11] الاقتراح: 96.
[12] المصدر نفسه (94)، وينظر: لُمع الأدلة (93).
[13] لُمع الأدلة (105).
[14] لُمع الأدلة (105).
[15] الإنصاف في مسائل الخلاف، مسألة (40)، وينظر: الأصول؛ تمام حسان (177).
[16] التعريفات (88).
[17] النحو العربي: العلة النحوية (90).
[18] أصول التفكير النحوي (111).
[19] أصول النحو العربي (108).
[20] الأصول؛ د. تمام حسان (182)، وينظر: أسلوب التعليل وطرائقه في القرآن الكريم، أُطروحة دكتوراه قُدِّمت لمجلس كلية الآداب جامعة بغداد؛ للطالب يونس عبد مرزوك، بإشراف الدكتورة هدى محمد صالح الحديثي، 2001، (15).
[21] تهذيب اللغة (2/ 362).
[22] شرح الأُشموني (1/ 29).
[23] المصدر نفسه (1/ 29).
[24] الكتاب (1/ 3).
[25] الخصائص (1/ 35).
[26] أسرار العربية (10)، وينظر: الجُمل (260)، المُقرب (1/ 47).
[27] شرح الحدود النحوية (76)، وينظر: شرح شذور الذهب (34).
[28] الأصول (1/ 44).
[29] الإيضاح في علل النحو (69 - 70).
[30] هو محمد بن المستنير، تلميذ سيبويه، مات سنة (206 هـ)؛ إنباه الرواة (3/ 219)، الوافي بالوفَيَات (5/ 19)، شذرات الذهب (2/ 15 - 16).
[31] الإيضاح في علل النحو (70).
[32] الإيضاح في علل النحو (70 - 71).
[33] شرح الأشموني (1/ 29).
[34] الجمل (260).
[35] الخصائص (1/ 37).
[36] الإيضاح العضدي (1/ 15)، وينظر: المقتصد (1/ 125).
[37] أسرار العربية (10).
[38] شرح شذور الذهب (71).
[39] شرح الأشموني (1/ 29)، وينظر: شرح الحدود النحوية (78).
[40] الكتاب (1/ 3).
[41] الأصول (1/ 45)، وينظر: المقتضب (1/ 4)، العلة النحوية: تاريخ وتطوُّر (18).
[42] ينظر: شرح الكافية (2/ 3)، وينظر: الأشباه والنظائر (1/ 162).
[43] ينظر: الأصول (1/45).
[44] المصدر نفسه (1/ 50)، وينظر: شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 102)، المقتصد (1/ 107).
[45] ينظر: المقتضب (2/ 1).
[46] ينظر: الجمل (260)، وينظر: مسائل خلافية في النحو؛ العكبري (95).
[47] ينظر: المطالع السعيدة (1/ 252).
[48] الخصائص (1/ 179).
[49] الأصول (2/ 146).
[50] ينظر: المصدر نفسه (1/50، 2/ 146 - 147).
[51] ينظر: المصدر نفسه (2/ 146).
[52] ينظر: الأصول (1/ 48).
[53] ينظر: في النحو العربي نقد وتوجيه (71).
[54] الكتاب (1/ 278)، وينظر: اللمع (79).
[55] الإيضاح العضدي (1/ 29)، وينظر: أسرار العربية (29).
[56] شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 340).
[57] شرح الأشموني (1/ 236)، وينظر: شرح عمدة الحافظ (156).
[58] شرح الحدود النحوية (95).
[59] الأصول (1/ 58).
[60] المصدر نفسه (1/ 62)، وينظر: التعريفات (85).
[61] اللمع (80).
[62] شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 340).
[63] شرح ابن عقيل (1/ 201).
[64] ينظر: الأصول (1/ 52).
[65] ينظر: الأصول (1/ 58)، شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 355 - 357).
[66] ينظر الكتاب (1/ 278)، الرماني النحوي في ضوء شرح كتاب سيبويه (290).
[67] المقتضب (2/ 49، 4/126).
[68]ينظر: الإنصاف (1/ 44)، مسألة (5)، أسرار العربية (33 - 34)، المغني في النحو (1/ 151).
[69] الأشباه والنظائر (1/ 243، 252)، نقلاً عن شرح المفصل؛ لابن يعيش.
[70] ينظر: الكتاب (1/ 278).
[71] ينظر: المقتضب (2/ 49، 4/ 126)، الأصول (1/ 58).
[72] ينظر: الإنصاف (1/ 44)، مسألة (5)، أوضح المسالك (1/ 137).
[73] ينظر: شرح ابن عقيل (1/ 201 - 202)، الهُمع (2/ 8)، والمطالع السعيدة (1/ 256).
[74] ينظر: المطالع السعيدة (1/ 256).
[75] ينظر: الأصول (1/ 58).
[76] الكتاب (1/ 7).
[77] ينظر: الأصول (1/ 58 - 59)، الجمل (36)، شرح الجمل؛ ابن عصفور (132).
[78] الأصول (1/ 59)، ينظر: الكتاب (1/ 165)، الأشباه والنظائر (2/ 51).
[79] ينظر: الأصول (1/ 59).
[80] ينظر: الكتاب (1/ 165)، المقتضب (4/ 127).
[81] ينظر: شرح الجمل؛ ابن عصفور (1/ 342 - 343)، شرح ابن عقيل (1/ 216)، أوضح المسالك (1/ 143)، ضياء السالك إلى أوضح المسالك (1/ 212).
[82] ينظر: الأصول (1/ 154).
[83] ينظر: الإنصاف (2/ 77)، مسألة (101).
[84] الأصول (1/ 70).
[85] ينظر: شرح ابن عقيل (1/ 207).
[86] ينظر: المصدر نفسه (1/ 208).
[87] الأصول (1/ 63)، وينظر: الإيضاح العضدي (1/ 31)، اللمع (84).
[88] ينظر: الكتاب (1/ 69)، المقتضب (3/ 274، 4/132، 172، 329، 351).
[89] ينظر: شرح ابن عقيل (1/ 214).
[90] ينظر: الجمل (38)، العلة النحوية: تاريخ وتطوُّر (101، 102، 137)، المقتصد (1/ 228 - 229)، إصلاح الخلل (127 - 128)، أسرار العربية (33)، شرح الكافية (1/ 84، 2/109)، ضياء السالك إلى أوضح المسالك (1/ 210 - 211)، شرح الأشموني (1/ 266).
[91] الأصول (1/ 299).
[92] ينظر: الأصول (2/ 280).











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المغني, الوعد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc