الوعي اللغوي - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الوعي اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-06, 13:55   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أقوال الباحثين في الإعجاز بالنظم (نظرة فاحصة)

أقوال الباحثين في الإعجاز بالنظم (نظرة فاحصة)

بعد أن عرضنا لطائفة من أقوال أولئك العلماء حول الإعجاز بالنظم في مقالات سابقة، يجدر بنا أن نلقي على ما قالوه نظرة سريعة فاحصة.

باستعراض أقوال أولئك الباحثين في الإعجاز بالنظم، نرى طائفة منهم قد اتجهت وجهة واحدة، ولخصت وجه الإعجاز بالنظم على نحو ما استقر عليه رأي عبدالقاهر الجرجاني.

ونرى طائفة أخرى صاغت هذا الوجه ألوانًا وصورًا بلاغية، وعملت جاهده على سرد الأدلة، والاستشهاد بالآيات القرآنية، ولم تأتِ بجديد حول ما أعادته كرة أخرى إلا ما كان من ابن أبي الإصبع؛ فقد ذكر أنه استخرج من قول الله - تعالى -: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ ﴾ [هود: 44] نحوًا من عشرين فنًّا من البديع لم يسبِقْه أحدٌ إلى استخراجها؛ إذ يقول في كتابه "بديع القرآن": "وما رأيت ولا رويت في الكلام.. كآية من كتاب الله - تعالى - استخرجت منها واحدًا وعشرين ضربًا من البديع، وعددها سبع عشْرة لفظة".

وطائفة ثالثة اكتفت بسرد آراء السابقين، حتى في الكثير من شواهدهم، كما أن مما يسترعي تحذف النظر أن هؤلاء الأعلام في جملة أقوالهم حول الإعجاز بالنظم، لم يتجاوزوا به حد اللفظ والتركيب، إلا ما كان من عبدالقاهر الجرجاني والرماني؛ فقد نبَّها على حسن تأليف الحروف المتلائمة، وإن ذلك مدرك بالحس، وزاد عبدالقاهر في إدراك أسرار الإعجاز بالنظم: دعامة الذوق السليم.

كما أن من بينهم من راح يزجي المقارنات والموازنات بين كلام البشر، وكلام الله جل وعلا، كما صنع ذلك الباقلاني في موازنته بين لامية امرئ القيس وتحليلها، وبين بعض من الآيات الكريمات.

وعلى الرغم من أنه لا يقصد بهذه الموازنة سوى الوصول إلى القول بالإعجاز بالنظم، فما أغناه عن هذه الموازنة؛ لارتفاع المفاضلة بين كلام الله سبحانه، وكلام البشر، ولأن القرآن في الذروة العليا من كل كلام؛ فهو من عند الله وكفى، ومثله صنيع الدكتور أحمد أحمد بدوي في كتابه: "من بلاغة القرآن"[1]

ولم يفصل أحد من هؤلاء الأعلام القول بالإعجاز بالنظم في السور والآيات، إلا ما كان من الباقلاني في تفصيله في نظم سورتي غافر وفصلت.

[1]انظر من بلاغة القرآن؛ لأحمد أحمد بدوي، ص 388، الطبعة الثانية مطبعة نهضة مصر.










 


رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 13:57   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الأدب الإسلامي بين النص والشخص

الأدب الإسلامي بين النص والشخص

يُثِير بعض المُعتَرِضين على الأدب الإسلامي تهمةً كَثُر تَردادها، وهي أن تصنيفَ الأدب إلى إسلامي وغير إسلامي، فيه شبهة تكفير لصاحب نصٍّ غير إسلامي، وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق، والرَّدُّ عليه من وجوه عدة:
1- أن ما يصدر عن الأُدَباء من كلامٍ، شأنه شأن الكلام الذي يصدر عن الناس العاديين، فيه الحق والباطل، وفيه الصدق والكذب، وفيه ما يتَّفق مع الإسلام وما يخالفه، وإذا قلنا لمتكلمٍ ما - أديبًا كان أم متكلمًا عاديًّا -: إنك قد نطقت فسقًا، أو قلت باطلاً، أو أن كلامَك هذا حرامٌ، أو غير جائز شرعًا؛ فإن هذا لا يعني أننا كفَّرناه، أو أننا أخرجناه من المِلَّة، ولو كان الأمر كذلك، فإن كثيرين قد يخرجون من المِلَّة في كلِّ ساعةٍ ويوم؛ إذ ما زال - ولن يزال - قومٌ من المسلمين ينطقون الهُجْر، أو يكذبون، أو يغتابون، أو يبذؤون، أو يفحشون، أو يسبُّون ويَلْعَنون، أو غير ذلك من ضروب الكلام المنهي عنها شرعًا، ولا يقول أحدٌ عن هؤلاء: إنهم كَفَرة، بل هي ذنوبٌ وآثامٌ يرتكبونها، تختلف درجتها وتسميتها بحسب نوعها، وتكفِّرها التوبةُ والاستغفار.

2- إن الأدب الإسلامي والنقد الإسلامي لا يتعرضان للشخص، ولكنهما يتناولانِ النصَّ، وإن الحكم النقدي ليس على القائل، بل على المَقُول، على الكلام لا على المتكلِّم.

3- وإن تصنيف الكلام إلى حق وباطل، وإلى صدق وكذب، وإلى إيمان وكفر، وإلى حسن وقبيح - هو من صُلبِ العقيدة الإسلامية، لا يفترق في هذا التصنيف كلامٌ أدبي عن كلام عادي.

روى البخاري في الأدب المفرد قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الشعر بمنزلة الكلام، حسنُهُ كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام)).

وقد صدرت أحيانًا عن بعض شعراء النبي - صلى الله عليه وسلم - تجاوزات في بعض التعبيرات، فصحَّح النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم ما قالوه، ودلَّهم على وجه الصواب الذي يتفق مع الدين.

4- ينبغي أن نفرق بين قولنا: أديبٌ "مسلم"، وأديبٌ "إسلامي"، فالأديب الإسلامي هو مَن اتَّخذ من الإسلام وتصوُّراته مصدرًا لجميع ما يكتبه من النصوص، وكان أدبه تعبيرًا عنها.

وأما الثاني، فقد يكون مسلمًا، ولكن يقع في كلامه من هُجر القول، وخبث العبارات، ما لم يبلغ به حد الكفر المُخرِج من الملة.

إن جميع مَن نطق بالشهادتين من أديبٍ أو غيره، فهو مسلم، ولكنَّ هنالك مسلمًا ملتزمًا لا يَصدُر فيما يقول أو يعمل إلا عن التصوُّر الإسلامي وحدَه، لا يَحيدُ عن جادَّته أو يزيغ، وهنالك مسلم هو - مع إسلامه - تأخذه بدعة من هنا، وهوًى من هناك، وهو لا يضربُ ما يأخذ أو يدع على محك العقيدة؛ ليعلم أحقٌّ هو أم باطل؟ أصدقٌ هو أم كذب؟

إن دائرة الأدب الإسلامي تتسع لكلِّ أديبٍ مسلم، بل إن ما يتفق مع التصور الإسلامي الصادر عن أديبٍ غير مسلم، يُحتَفى به، ويطلق عليه نقَّاد الأدب الإسلامي مصطلح "الأدب الموافق".

وإذًا، فلا مكان للقول: إن تقسيم الأدب إلى إسلامي وغير إسلامي، يحمل شبهة تكفير أحدٍ؛ فالكلام منذ أن وُجِد، فيه الحق والباطل، والصدق والكذب، والطيب والخبيث، ومن الشعراء مؤمنون، ومَن يتَّبِعهم الغاوون بتقسيم القرآن الكريم.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 13:58   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي عبدالقاهر الجرجاني ورأيه في الإعجاز بالنظم

عبدالقاهر الجرجاني ورأيه في الإعجاز بالنظم

نحن الآن مع شيخ البلاغة وإمامها، الذي رفع قواعدها وأحكم بناءها، "ورأيه في الإعجاز قائم على التربية الفنية؛ تربية الذوق والإحساس والشعور؛ وذلك بممارسة أي نص أدبي أو قرآني، حتى إذا ما ألف الذوق النقد، مارس النص القرآني باحثًا عن الجمال فيه، ففي نظمه يكمن سر إعجازه[1]".

إذا كان عبدالقاهر يقرر أن تربية الذوق إحدى الدعائم التي تعين على إدراك سر الإعجاز بالنظم في القرآن، فما دليله على ذلك؟
إننا نجد الدليل واضحًا فيما يسوقه من الآثار الأدبية والنصوص القرآنية مفسرًا ومحلِّلاً، اقرأ قوله في دلائل الإعجاز: "إنكم تتلون قول الله - تعالى -: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ﴾ [الإسراء: 88]، وقوله - عز وجل -: ﴿ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ ﴾ [هود: 13]، وقوله: ﴿ بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ﴾ [البقرة: 23].

فقولوا الآن: أيجوز أن يكون - تعالى - قد أمر نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بأن يتحدى العرب أن يعارضوا بمثله، من غير أن يكونوا قد عرفوا الوصف الذي جاءهم من قبله التحدي؟

ولا بد في الجواب من "لا"؛ لأنهم إن قالوا: يجوز، أبطلوا التحدي من حيث إنه - كما لا يخفى - مطالبة بأن يأتوا بكلام على وصف، ولا تصح المطالبة بالإتيان به على وصف من غير أن يكون ذلك الوصف معلومًا للمطالَب، ويبطل بذلك دعوى الإعجاز أيضًا"[2].

وهذا الوصف الذي يمهد به عبدالقاهر، أيكون في اللفظة المفردة، أم في التركيب؟ أم في المعاني؟ أم في الحركات والسكنات؟ أم في المقاطع والفواصل؟ أم فيما يجد من صورة بديعة مبنية على استعارة أو تشبيه؟

إذا امتنع إعجاز لدى عبدالقاهر بهذا كله، ففي ماذا يكون؟

إن الإشارة إلى الممهد به لا يعين على فهمه إلا فحصه بتذوق النظم وحلاوته؛ فبالنظم والتأليف يكون الإعجاز، وليس هذا الأمر إلا في القرآن.

وهذا شاهد على ما ذكره عبدالقاهر، وذهب إليه في الإعجاز بالنظم؛ إذ يقول في كتابه دلائل الإعجاز: "هل تشك إذا فكرت في قوله - تعالى -: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44]، فتجلى لك منها الإعجاز، وبهرك الذي ترى وتسمع، أنك لم تجدْ ما وجدت من المزية الظاهرة، والفضيلة القاهرة، إلا لأمر يرجع إلى ارتباط هذه الكلم بعضها ببعض، وأن لم يعرض لها الحسن والشرف إلا من حيث لاقت الأولى بالثانية، والثالثة بالرابعة، وهكذا، إلى أن تستقريَها إلى آخرها، وأن الفضل تَناتَجَ ما بينها وحصل من مجموعها؟

إذا شككت فتأمل: هل ترى لفظة منها بحيث لو أخذت من بين أخواتها وأفردت، لأدت من الفصاحة ما تؤديه، وهي في مكانها من الآية؟
قل: ﴿ ابْلَعِي ﴾ واعتبرها وحدها، من غير أن تنظر إلى ما قبلها وإلى ما بعدها، وكذلك اعتبر سائر ما يليها.

وكيف بالشك في ذلك؟ ومعلوم أن مبدأ العظمة في أن نوديت الأرض، ثم أمرت، ثم كان النداء بـ: "يا" دون "أي"، نحو: يا أيتها الأرض، ثم أمرت، ثم إضافة الماء إلى الكاف دون أن يقال: ابلعي الماء، ثم أن أُتبع نداءُ الأرض وأمرُها بما هو من شأنها، نداء السماء وأمرها كذلك بما يخصها، ثم أن قيل: ﴿ وَغِيضَ الْمَاءُ ﴾ فجاء الفعل مبنيًّا للمفعول، وتلك الصيغة تدل على أنه لم يَغِضْ إلا بأمر آمر، وقدرة قادر، ثم تأكيد ذلك وتقريره بقوله - تعالى -: ﴿ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾، ثم ذكر ما هو فائدة هذه الأمور، وهو ﴿ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ﴾، ثم إظهار السفينة قبل الذكر كما هو شرط الفخامة، والدلالة على عظم الشأن، ثم مقابلة "قِيلَ" في الخاتمة بـ: "قِيلَ" في الفاتحة.

أفترى لشيء من هذه الخصائص التي تملؤك بالإعجاز روعة، وتحضرك عند تصورها هيبة تحيط بالنفس من أقطارها - تعلقًا باللفظ من حيث هو صوت مسموع، وحروف تتوالى في النطق، أم كل ذلك لما بَيْنَ معاني الألفاظ من الاتساق العجيب؟"[3].

وبمثل هذه الأسلوب التحليلي الرائع يصل عبدالقاهر إلى ما يريد من تقرير ما أسلف، من أن الشأن للنظم كاملاً، ولا شيء من الاعتبار للَّفظ وحده قبل أن يدخل في هذا النظم المعجز، ولا شك أن تحليل عبدالقاهر للآية الكريمة تحليلُ خبيرٍ بدرجات الكلام، هداه إليه فكر ثاقب، وبصيرة نيرة، وذوق سليم.

ويشير الدكتور بدوي طبانة في كتابه "البيان العربي" إلى أن عبدالقاهر في عرضه لهذه الآية نسي فضل الألفاظ المختارة، فهنالك قبل هذا النظم وهذا التلاؤم الذي فصَّله، وهذا الوضع للكلمات على هذا النسق العجيب - تخيُّرٌ لكل لفظ، ولا شك أن هنالك ألفاظًا غير هذه الألفاظ كان يمكن أن تؤدَّى بها هذه المعاني، ولكن الفضل يظهر في التخير والانتقاء، المبني على تفضيل لفظ على لفظ آخر[4]".

ولو أردنا استقصاء الأمثلة والشواهد التي ساقها عبدالقاهر من القرآن الكريم ومأثور كلام العرب، لأفضى بنا ذلك إلى الاستطراد، وما ذكره من ذلك قارٌّ في موضعه من كتابيه: أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز، يمكن لأي باحث الوقوف عليه.

والآن نتجاوز عبدالقاهر إلى غيره من العلماء ممن سبقه، وممن جاء بعده، ورأى الإعجاز بالنظم.

لعل من أقدم القائلين بالإعجاز بالنظم "أبا عثمان عمرو بن بحر الجاحظ" (ت255هـ)، الذي ألف كتابًا عن إعجاز القرآن في نظمه، غير أني لم أجد هذا الكتاب، وكل ما يذكره عنه الباحثون "اسمه فقط"، ويستخرجون رأي الجاحظ وقوله في الإعجاز بالنظم من بين ثنايا كتبه على طريقته في الاستطراد، والخروج من مسألة إلى أخرى، وخلاصة ما يراه في الإعجاز بالنظم يتضح من قوله الذي نقله المبرد في هامش كتابه "الكامل": "إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مخصوص بعلاقة لها في العقل كموقع فلق البحر من العين".

وذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - لقريش خاصة والعرب عامة مع ما فيها من الشعراء، والخطباء، والبلغاء، والدهاة، والحكماء، وأصحاب الرأي والمكيدة والنظر في العاقبة: إن عارضتموني بسورة واحدة، فقد كذبت في دعواي، وصدقتم في تكذيبي، قال الجاحظ: ولهم بعد ذلك أصناف النظم، وضروب التأليف؛ كالقصيد والرجز والمزدوج والمجانس، ثم هم بعد ذلك التحدي عرَفوا عجزهم، وأن ما طلب منهم لا يتهيأ، فرأوا الإضراب عن ذكره والتغافل عنه أسلم لهم في هذاالباب[5].

ومن رأي الجاحظ في الإعجاز بالنظم قوله: "وفي كتابنا الذي يدلنا على أنه صدقٌ نظمُه البديع الذي لا يقدر على مثله العباد، مع ما سوى ذلك من الدلائل التي جاء بها[6]".

كما أن الجاحظ قد فطن إلى أن لألفاظ القرآن ميزةً أزيد على غيره من حيث النظم، وهي: "إتيان بعض ألفاظ المقترنة متصاحبة، لا تكاد تفترق؛ كالصلاة والزكاة، والجوع والخوف، والجنة والنار، والرغبة والرهبة، والمهاجرين والأنصار، والجن والإنس[7]".

وهذه الفطنة تدلنا أيضًا على رأيه وقوله بالإعجاز بالنظم، وهذا محصل ما قاله في هذا الصدد، وإلى جانب اهتمام الأدباء وأهل اللغة بإبراز مزايا النظم القرآني وأسلوبه، تعرَّض أهل الحديث والفقه للرد على الشبهات التي أثيرت حول أسلوب القرآن ونظمه وبلاغته.

وفي جملة أولئك ابن قتيبة (ت276هـ) في كتابه "تأويل مشكل القرآن"، الذي يعد من الآثار الجليلة التي خدمت لغة القرآن وأسلوبه، وقد عني فيه بالمجاز، وتوسع في مفهومه، والذي يهمنا منه في هذا المقام رأيه في الإعجاز بالنظم؛ إذ يقول في مقدمه كتابه:
"والحمد لله الذي نهج لنا سبل الرشاد، وهدانا بنور القرآن، ولم يجعل له عوجًا، بل نزله قيمًا مفصلا بينًا، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وقطع بمعجز التأليف أطماع الكائدين، وأبانه بعجيب النظم عن حيل المتكلمين، وجعله متلوًّا لا يمل على طول التلاوة، ومسموعًا لا تمجه الآذان، وغضًّا لا يخلَق على كثرة الترداد، وعجيبًا لا تنقضي عجائبه، ومفيدًا لا تنقطع فوائده... وجمع الكثير من معانيه في القليل من لفظه"[8].

هذا ملخص بعض أقوال ابن قتيبة في الإعجاز بالنظم، ولم يزل الميدان فسيحًا لغيره؛ فهذا الرماني (ت386هـ) في رسالته: "النكت في إعجاز القرآن" يفصح عن رأيه قائلاً ضمن باب عقده تحت عنوان "باب التلاؤم": "التلاؤم نقض التنافر، والتلاؤم تعديل الحروف في التأليف، والتأليف على ثلاثة أوجه: وذلك بيِّن لمن تأمله.... والتلاؤم في التعديل من غير بُعْد شديد يظهر بسهولته على اللسان، وحسنه في الأسماع، وتقبله في الطباع، فإذا انضاف إلى ذلك حُسْنُ البيان في صحة البرهان في أعلى الطبقات، ظهر الإعجاز".

ويقول الرماني - وهو يناقش الوجوه التي ذكرها في الإعجاز -: "إن العادة كانت جارية بضروب من أنواع الكلام معروفة، منها الشعر، ومنها السجع، ومنها الخطب، ومنها الرسائل، ومنها المنشور الذي يدور بين الناس في الحديث، فأتى القرآن بطريقة مفردة خارجة عن العادة، لها منزلة في الحسن تفوق به كل طريقة[9]".

وقد ساق الرماني مقارنة بين قول الله - تعالى -: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾ [البقرة: 179]، وبين القول المأثور عن العرب: "القتل أنفى للقتل"، وهذه المقارنة من صميم قوله بالإعجاز بالنظم.

وبعد الرماني نلتقي بأبي سليمان حمد بن إبراهيم الخطابي (ت388هـ) في رسالته: بيان إعجاز القرآن؛ لنقف على رأيه في الإعجاز بالنظم.

قال بعد أن عدَّد بعض وجوه الإعجاز التي ذهب إليها بعض العلماء: "إن أجناس الكلام مختلفة، ومراتبها في نسبة التبيان متفاوتة"... إلى آخر ما ذكره عن أوصاف الكلام المحمود، والكلام المذموم، وبعده ينفذ إلى القول بإعجاز بالنظم على حد قوله:
"ولا ترى نظمًا أحسن تأليفًا، وأشد تلاؤمًا وتشاكُلاً من نظمه.... فتفهَّم الآن، واعلم أن القرآن إنما صار معجزًا لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف، مضمنًا أصح المعاني؛ من توحيد الله - عزَّت قدرته - وتنزيه له في صفاته، ودعاء إلى طاعته، وبيان بمنهاج عبادته؛ من تحليل وتحريم، وحظر وإباحة، ومن وعظ وتقويم، وأمر بمعروف ونهي عن المنكر، وإرشاد إلى محاسن الأخلاق وزجر عن مساوئها، واضعًا كل شيء في موضعه الذي لا يرى شيء أولى منه، ولا يرى في صورة العقل أمر أليق منه، مُودعًا أخبار القرون الماضية".

ويمضي الخطابي قائلاً: "ومعلوم أن الإتيان بمثل هذه الأمور، والجمع بين شتاتها حتى تنتظم وتتسق - أمرٌ تَعجِز عنه قوى البشر، ولا تبلغه قُدَرُهم، فانقطع الخَلق دونه، وعجزوا عن معارضته[10]".

ومن بين من قال بإعجاز القرآن بالنظم: أبو هلال العسكري (ت395هـ)، وشاهد ذلك قوله في "الصناعتين": "وإنما يعرف إعجاز القرآن من جهة عجز العرب عنه، وقصورهم عن بلوغ غايته؛ في حسنه وبراعته، وسلاسته ونصاعته، وكمال معانيه وصفاء ألفاظه"[11]، وبهذا القول ومما سبق ذكره عن أبي هلال نرى أنه يقرر إعجاز القرآن في بلاغته المتميزة بالنظم البديع، وحسن التأليف، وجودة التركيب، ولم يذكر أن أبا هلال ألف كتابًا خاصًّا عن إعجاز القرآن، وإنما قيد الوصول إلى إدراك علم البلاغة والفصاحة بالوصول إلى إدراك أسرار إعجاز القرآن الكريم، وهذا ما قدم به كتابه الصناعتين[12].

وعبر تلك الجولة السريعة نلتقي بالقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني ورأيه في الإعجاز بالنظم.

لقد كان من جليل مؤلفات هذا العالِم كتابه: "إعجاز القرآن"، والإعجاز بالنظم عنده يرجع إلى وجوه، منها:
ما يرجع إلى الجملة؛ "وذلك أن نظم القرآن على تصرُّف وجوهِه، واختلاف مذاهبه، خارجٌ عن المعهود من نظم جميع كلام الناس، ومباينٌ للمألوف من ترتيب خطابهم".

ومنها: "أن له أسلوبًا يختص به، ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتادة".

ومنها: اشتماله على الفصاحة والمعاني اللطيفة، والفوائد الغزيرة، والحكم الكثيرة، والتناسب في البلاغة، والتشابه في البراعة من غير اختلاف، ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، ويتضح هذا الوجه من: أن عجيب نظمه، وبديع تأليفه - لا يتفاوت ولا يتباين، على ما يتصرف إليه من الوجوه التي يتصرف فيها؛ من قصص ومواعظ واحتجاج، وحكم وأحكام، وإعذارٍ وإنذار، ووعد ووعيد، وتبشير وتخويف، في الوقت الذي ترى فيه اختلاف كلام الخطيب المصقع، والشاعر المفلق، على حسب اختلاف هذه الأمور.... ويمضي الباقلاني في استقصاء الأدلة على إعجاز القرآن بالنظم فيقول: "ومنها نظمه البديع الذي وقع موقعًا في البلاغة يخرج عن عادة كلام الجن والإنس؛ فالجن يعجزون عن الإتيان بمثله كعجز الإنس، ويقصرون دون بلاغته كقصور الإنس تمامًا بتمام"، وهذا الوجه قد سُبِقَ إليه الباقلاني، ولكنه أربى على من سبقه بإيراد الأدلة من القرآن الكريم ومناقشتها، وعرض المقارنات الكثيرة في ذلك، بل قد فصل القول في نظم سورتي غافر وفصلت، وبيَّن دلالته على ذلك بالتفسير والتحليل، فلنقف معه على هذا الشاهد العظيم من سورة غافر، وهو يعرض لنظم الآية الكريمة: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ * يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 14 - 16].

قال الباقلاني:
"قف على هذه الدلالة، وفكِّر فيها، وراجع نفسك في مراعاة معاني هذه الصفات العالية، والكلمات السامية، والحكم البالغة، والمعاني الشريفة، تعلم ورودها عن الإلهية، ودلالتهاعلى الربوبية، وتتحقق أن الخطب المنقولة عن الخطباء، والأخبار المأثورة عنهم في كلماتهم الفصيحة - قد باينتْه الآيةُ الكريمة.

فأي خاطر يتشوق إلى أن يقول: ﴿ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ * يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ﴾ [غافر: 15، 16]؟

وأي لفظ يدرك هذا المضمار؟ وأي حكيم يهتدي إلى ما لهذا من الغور، وأي فصيح يهتدي إلى هذا النظم؟

ثم استقرئ الآية إلى آخرها، واعتبر كلماتها، وراعِ بعدها قوله - تعالى -: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 17].

من يقدر على تأليف هذه الكلمات الثلاث، على قربها، وعلى خفتها في النظم، وموقعها من القلب؟...[13]".

وبنحو هذا الأسلوب التحليلي، واستقصاء وجوه الإعجاز بالنظم عند الباقلاني - يتضح رأيه فيه.

ولصاحب المغني القاضي عبدالجبار الهمذاني المعتزلي رأيٌ في الإعجاز بالنظم، ومذهبه في الاعتزال لا يمنعنا من الوقوف على رأيه في الإعجاز بالنظم، فما قاله في هذا المضمار جدير بالإشارة، والغالب على من سبق ذكرهم من العلماء الأخذ بمذهب المعتزلة، وعذري في تتبع أقوالهم في الإعجاز بالنظم أنهم فرسان هذا الميدان دون سواهم.

ألَّف عبدالجبار كتابه "المغني"، وخصص الجزء السادس عشر منه للكلام في إعجاز القرآن، وبيان سره في ربط العبارات، واختصاصه برتبة في الفصاحة، وللرد على منكري الإعجاز على طريقة المتكلمين، وخلاصة رأيه في الإعجاز بالنظم "أن القرآن الكريم جاء بطريقة فذة في النظم والتأليف، مختصة برتبة في الفصاحة معجزة، وأنه باعتبار الأمرين: الطريقة الفذة في النظم، والاختصاص برتبة الفصاحة - يكون الإعجاز"[14].

وما أكثرَ العلماءَ الذي قالوا بالإعجاز بالنظم؛ كابن الزملكاني والزركشي، حتى السكاكي صاحب العلوم المنطقية والعقلية، ومن بينهم: الرازي والألوسي في المحدثين، والرافعي، ومحمد دراز، وسيد قطب، في المعاصرين، وما قالوه في هذا المضمار قارٌّ في مؤلفاتهم، يمكن لأي باحث الرجوع إليه.

[1] انظر: إعجاز القرآن البياني للدكتور حنفي محمد شرف ص 102، مطابع الأهرام.
[2]انظر دلائل الإعجاز ص 246 طبعة المراغي.
[3]انظر دلائل الإعجاز ص 32، 33 طبعة المراغي.
[4] انظر البيان العربي؛ للدكتور بدوي طبانة، ص 227، الطبعة الرابعة.
[5] انظر البيان والتبيين؛ للجاحظ ص 19 طبعة دار الفكر، والمجاز البياني؛ للدكتور حنفي محمد شرف ص 23، 26 مطابع الأهرام، وأثر القرآن في تطوير النقد العربي؛ للدكتور محمد زغلول سلام ص 81 الثانية المعارف.
[6] انظر البيان والتبيين؛ للجاحظ ص 19 طبعة دار الفكر، والمجاز البياني؛ للدكتور حنفي محمد شرف ص 23، 26 مطابع الأهرام، وأثر القرآن في تطوير النقد العربي؛ للدكتور محمد زغلول سلام ص 81 الثانية المعارف.
[7] انظر البيان والتبيين للجاحظ ص 19 طبعة دار الفكر، والمجاز البياني للدكتور حنفي محمد شرف ص 23، 26 مطابع الأهرام، وأثر القرآن في تطوير النقد العربي للدكتور محمد زغلول سلام ص 81 الثانية المعارف.
[8] انظر تأويل مشكل القرآن؛ لابن قتيبة ص 10، ورسالة في الإعجاز؛ للدكتور مصطفى مسلم ص 72.
[9] انظر النكت في إعجاز القرآن؛ للرماني ص87، 88 وما بعدها، تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام، مطبعة دار المعارف بمصر ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن؛ للرماني والخطابي وعبدالقاهر.
[10] انظر ثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني والخطابي وعبدالقاهر ص 24، 25، تحقيق محمد خلف الله والدكتور محمد زغلول سلام.
[11] انظر مبحث العناية بالدراسات القرآنية في هذا المبحث.
[12] انظر مقدمة الصناعتين؛ لأبي هلال ص 7، تحقيق علي البجاوي وأبي الفضل إبراهيم، مطبعة الحلبي.
[13] انظر إعجاز القرآن؛ للباقلاني ص 51 وما بعدها، تحقيق أحمد صقر، مطبعة دار المعارف.
[14] انظر الإعجاز البياني لبنت الشاطئ ص95، والمغني لعبدالجبار، الجزء السادس عشر ص 316 وما بعدها، مطبعة دار الكتب بمصر.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 13:59   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي إرشادات ونصائح تربوية في اللغة

إرشادات ونصائح تربوية في اللغة

1- اللغة سلوكٌ مكتسب؛ فاحرصْ على إكساب تلاميذك لغةً سليمةً نقية، وتجنب في حواراتك معهم التعابير العامية والدخيلة التي من شأنها إفساد اللغة.

2- تتسم اللغة العربية بوضوح مخارج حروفها؛ فلكل صوتٍ مخرج يميزه من غيره. درّبْ تلاميذك على النطق الصحيح منعاً لوقوعهم في أغلاط صوتية.

3- اللغةُ العربية من أغنى لغات العالم وأوسعها ثروةً في المفردات؛ فيها حصيلة لغوية لا نظير لها. وجِّه طلابك للكيفية الصحيحة للبحث في المعجم اللغوي، وتوظيف كل جديد من الكلمات في جمل من إنشائهم.

4- الاتصال اللغوي بين الأفراد يقوم على مهارات في الإرسال (التحدث والكتابة)، ومهارات في الاستقبال (الاستماع والقراءة). أسِّس طلابك تأسيساً جيداً في المهارات اللغوية، ليتمكنوا من القيام باتصالٍ لغوي فعال مع الآخرين.

5- مهارة الاستماع من مهارات اللغة الأساسية؛ فيها تُنمى قدرة المتعلم على الاستيعاب والفهم والتذكر، ويكتسب من خلالها صفةً أخلاقيةً تقتضيها طبيعة المجالسة وآدابها. اعتنِ أكثر بتدريسها بأساليب تربوية ممتعة.

6- أسمى أهداف تعليم العربية هو تمكين المتعلم من التعبير عن حاجاته وأفكاره ومشاعره بلغةٍ سليمةٍ؛ من أجل ذلك اجعل تعليم اللغة وظيفياً.

7- استعنْ بالتقنيات التعليمية الحديثة في تعليم اللغة العربية؛ لتجعل درسك أكثر حيوية ومتعة، وتضمن تفاعل طلابك وحضورهم معك بكل حواسهم.

8- التزامك باللغة العربية في حديثك مدعاة لتطوير أداء طلابك اللغوي.

9- كن مساعداً لطلابك في التخلص من صعوباتهم القرائية والكتابية.

10- الإيمان بقدرات الطلاب سبيلنا لتنمية إمكاناتهم ومواهبهم القرائية والكتابية.

11- المطالعة المستمرة تعينك على مواجهة تحديات طلابنا اللغوية.

12- اجعل من حصة التعبير فسحة للإبداع واكتشاف المواهب.

13- لتكن حصة النصوص الأدبية فرصة لتنمية الطلاقة اللغوية لدى طلابنا.

14- اللغة العربية هي الأساس للنهوض بقدرات الطلاب العلمية في جميع المواد.

15- تبادل الخبرات مع الزملاء يثري من قدراتنا المهنية ويطور من خبراتنا التدريسية.

16- تواصلك مع أولياء أمور الطلاب يطور من قدراتهم اللغوية، ويساعد على إيجاد الحلول.

17- اجعل التعزيز المستمر لطلابك سبيلك لمساعدتهم على تجاوز مشاكلهم اللغوية.

18- ليكن الابتكار شعارنا في تعليم وتعلم اللغة العربية.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:00   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي تحضُّرٌ أجوف ومدنيةٌ زائفة

تحضُّرٌ أجوف ومدنيةٌ زائفة

قد نتقبل الأمر - كجمهور متابع - إلى حدٍّ ما، عندما يتحدث مختص - كطبيب مثلاً - في مجال عملِه ويستخدم بعض المسميات والمُصطلَحات بلغة أجنبيَّة، ربما لا يَحضره سريعًا ما يقابلها في اللغة العربية أو هو غير متأكِّد من دقتها، وإن كان الأصل أن يَحرص كلُّ عربيٍّ - مهما كان موقعه أو مركزه الاجتماعي - على أن يَكون حديثُه كاملاً بلغة عربية فُصحى، وأن يُعدَّ لذلك مسبقًا ما أمكن ليتجنَّب الوقوع في أخطاء لغوية مُنفِّرة على الأقلِّ، عِوضًا عن كثرة الاستعانة بالتسميات الأجنبية، أما أن نجد أحدهم أو إحداهنَّ ممن لا يحفظ عن ظهرِ قلب سِوى بعض كلمات مِن لغة أجنبية، وبالكاد يَستطيع لفظها، وتَخرج من فمه أحيانًا مُشوَّهة ومُكسَّرة، ويصرُّ مع ذلك على إقحامها في كل حديث ومناسبة، فهذا هو والله الأمر العجيب الذي شاع كثيرًا أيامنا هذه؛ لأنَّ البعض يظنُّ أن مَن يُكثِر مِن حشو كلامه بألفاظ غير عربية، فإن هذا من علامات الرقي والتميُّز، فمثل هؤلاء إن كانوا مِن عامَّة الناس فهم بحاجة إلى مَن يَلفِت انتباههم إلى أن ما يَفعلونه هو مدعاة للسخرية، وأنه لا يمتُّ للتحضُّر بأي صِلة.

المشكلة الأساسيَّة ليست في البسطاء من الناس الذين يفعلون ذلك غالبًا من باب التقليد، وعن جهلٍ؛ رغبةً منهم في الظهور، ولا يؤثِّرون في غيرهم ، ولكن في بعض مَن يُطلَق عليهم وصف المثقفين المفترض أنهم صفوة المجتمع ومحطُّ أنظار الجمهور مِن أبناء هذه الأمة، الذين إذا أطلَّ أحدهم علينا في مقابلة أو حوار عبر إحدى الفضائيات، ترى مُفرداته الإنجليزية تُزاحِم المفردات العربية بكثرة تَرداده لها؛ مما يضطرُّ المُقدِّم للعمل كنصف مُترجِم لمشاهديه ومستمعيه إن أمكنه ذلك، مع أن الحاجة لا تَدعو أبدًا لكل هذه المصطلحات الأجنبية، ولكن ماذا نملك أن نقول سوى أنها عقدة النقص عند هؤلاء تجاه كل ما هو آت من الغرب؟!

فهذا الصنف من البشر هم مَن بأمسِّ الحاجة إلى علاج لتعديل سلوكهم، ولعلَّ أفضل طريقة لذلك هي بالتأكيد عليهم عند استضافتهم في وسائل الإعلام بشكل خاصٍّ على الالتزام بالحديث بلغتهم العربية، فإن كانوا غير قادرين أو مُستعدِّين، فالأفضل عدم ظهورهم إن لم تستدعِ الضرورة.

تُقيَّم الحضارات بما تُحقِّقه من إنجازات على كل الصعُد الفكرية والعِلمية والثقافية، وتَنعكِس حضارة الأمة على أفرادها بشكل مُباشِر فيرتفع مستوى تعليم الفرد العادي وثقافته العامة، فيظهر ذلك في سلوكه ويُصبح أكثر وعيًا وتهذيبًا، وتَنضبِط علاقاته مع باقي أفراد مُجتمعه ضمن منظومة متناغمة تقلُّ فيها المُشاحنات، ويعرف كل شخص حدوده، فلا يَتجاوزها للتعدِّي على الآخرين، وإحدى أهمِّ الخصائص التي يُفرزها مجتمع متحضِّر كهذا، اعتزازُ الفرد بلغته إلى أقصى الحدود، وعدم التنازل عن الحديث بها إلا إذا دعت لذلك المصلحَة والضرورة، كما هو الحال في العديد من المجتمعات الأوروبيَّة، وبعض دول الشرق، وعكس ذلك صحيح؛ فإعراض الفرد عن الحديث بلغته وحرصه - إن فعَل - على تَطعيم كلامه بكلمات وعبارات أعجمية - لحاجة أو غير حاجة - دليلٌ واضح على ضعف انتمائه لأمَّته، وخجله مِن ثقافتها.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:01   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الوسائل اللغوية لمعرفة أصل الألف في الأسماء والأفعال

الوسائل اللغوية لمعرفة أصل الألف في الأسماء والأفعال

كثيرًا ما يرسُم الكتَّاب، والدارسون، والباحثون، وأهل الصحافة، ومن لهم صِلة بالكتابة باللغة العربية - تلك الألفَ في آخر الأسماء والأفعال خطأ؛ ذلك لأنهم لا يُدرِكون القاعدة الإملائية الضابطة لها في الرَّسم الإملائي، وفي هذه السطور نَضع أمام القراء الأفاضل بعض الطرق والوسائل اللغوية التي تَهديهم إلى معرفة أصل تلك الألف، والتي تُسلِمهم بالضرورة إلى رسْم إملائي صحيح، وكتابة لغويَّة راشدة، خالية من أي قلق لُغوي، أو خطأ إملائي.

والقاعدة في رسم الألف أن الأصل فيها أن تُرسَم ألفًا قائمة، هكذا (ا)، إن كان أصلها الواو، نحو: ذُرا (جمع ذِروة)، وخُطا (جمع خُطوة)، ولكنها تُرسَم ألفًا مقصورة هكذا (ى)؛ أي: أشبه بالياء، إذا كان أصلها الياء، نحو: هُدَى (من العقل هدى يهدي هداية)، ومُنَى (من التمني والأمنية والأماني)، فهي في الحالة الأولى: (ذرا وخطا) أصلها الواو، وفي الحالة الثانية (هدى ومُنى) أصلها الياء، تلك هي القاعدة العامة، والضابط الإملائي الواضح في رسم الألف، لكن كيف يمكن التعرف على أصل تلك الألف؛ حتى نتمكَّن من رسْمها بكل دقَّة (قائمة أو مقصورة)، إذا كان رسْمها على هذا الشكل، أو هاتيك الصورة مُترتِّبًا على معرفة أصل تلك الألف؟

ثَمَّة طُرُق ووسائلُ وضَعها علماء الرسم الإملائي، وعلماء النحو والصرف؛ لمعرفة هذا الأصل، وقد رَصدت منها أكثر من عشر طُرُقٍ أو وسائل، نذكرها واحدة واحدة، ونُدلِّل عليها، ونُمثِّل لها، وقد يأتي غيري بطرق أخرى، وقد يَعِنُّ لي مستقبلاً أن أستوفيها في كتيب، أو أستدرِك الأمر في مقالات لاحقة، ويَحدونا الأمل في أن يصل القارئ معنا إلى أيسرِ السُّبل في فهم طبيعية هذه اللغة الشريفة، وفَهْم قواعدها الإملائية؛ لأننا نبتغي بتلك المقالات أن نصل إلى مستوى طيب في كتابات الكتَّاب، وأهل الصحافة، وأرباب البحوث العلميَّة، وكل من لهم اتصال بالرسم الإملائي، ويكتبون مقالاتهم، وبحوثهم، وتقاريرهم، وكتبهم باللغة العربية، والوسائل الإحدى عشرة هي:
1- الرجوع إلى الفعل المضارع، نحو: شَدَا يَشْدو - هجا يهجو - سما يسمو - عفا يعفو - رنا يرنو - عدا يعدو - سلا يسلو، تُرسَم في كل ذلك بالألف؛ لأن مضارعها واويٌّ، أما نحو: هدى يهدي - قضى يقضي - عوى يعوي - مشى يمشي - كوى يكوي - غوى يغوي - هوى يهوي - غلا يغلي، فترسم ياء؛ لأن مضارعها يائيٌّ، فالقاعدة العامة في ذلك أنه إذا كان المضارع من الفعل الثلاثي واويًّا، رسم ماضيه بالألف، وإذا كان المضارع من الفعل الثلاثي يائيًّا، رسم ماضيه بالياء.

2- الرجوع إلى المفرد: نحو رُبَا جمع مفرده (رَبوة) من الفعل رَبا يَرْبو؛ فإنها ترسَم في ذلك كله بالألف، وخُطا جمع مفرده (خُطوة) من الفعل خطا يخطو، تُرسَم بالألف، أما نحو: القُرى (جمع قَرية) فترسم بالياء، والنُّهى (جمع نُهْية) وهي العقل، فترسم بالياء.

3- الرجوع إلى المثنى؛ أي بتثنية الاسم (أو صوغ المثنى منه)، نحو: (فتى) نقول فيه: فَتيان، و(حِجا) نقول فيه: حِجَوان، و(هُدى) نقول فيها: هُدَيان، و(عُلا) نقول في تثنيته: عُلَوان، وهكذا.

4- الذَّهاب إلى جمع الاسم جمعًا مؤنثًا سالمًا، نحو (مُنَى) نقول فيها: مُنيات، و(مها): مهوات، وهدى: هديات، وعلا: علوات، وسها: سهوات، وهكذا.

5- اشتقاق صفة المؤنث منه (وهو الاسم الممدود)، نحو: لمى، نقول فيه: لمياء (مؤنث ألمى)، عشا يُؤنَّث إلى: عشواء (مؤنث أعشى)، وهكذا.

6- إسناد الفعل إلى ضمير رفْع مُتحرِّك، مثل تاء الفاعل، ونون النسوة، ونا الدالة على الفاعلين، نحو: دعا، نقول: دعوتُ الله - نحن دعونا الله، والنساء دعون ربهن، ونحو: سما، نقول فيه عند الإسناد: سموتُ - سمَوْنا - سمونَ، وكذا الفعل هدى، نقول فيه: هديت - هدينا - هدين، والفعل علا: علوت - علونا - علون، والفعل مشى: مشيتُ - مشَيْنا - مشيْنَ، وهكذا.

7- صوغ اسم المرَّة منه، نحو: دع، نقول في المرة منه: دعوة واحدة، والفعل هفا، نقول في المرة منه: هفوة، والفعل: جلا، نقول في المرة منه: جَلْوة، والفعل: مشى: مَشية (بفتح الميم)، والفعل جرى، نقول في المرة منه: جَرية، وهكذا.

8- صوغ النسب منه، نحو: رِبا، نقول في النسب إليه: رِبوي، ونِشَا، نقول فيه: نِشَوي، ومن اللَّها: نقول اللَّهوي، ومن المها نقول: المهوي، وهكذا.

9- إسناد الفعل الذي في آخره حرف علَّة إلى ألف الاثنين، (وهي من ضمائر الرفع الساكنة)، نحو: دعوا، سموا؛ لكنه في اليائي نقول فيه: هديا، ومشيا، وقضيا، وهكذا.

10- صوغ اسم الهيئة منه، نحو: زنا، نقول في الهيئة منه: زِنية (بكسر الزاي)، ومشى مِشية (بكسر الميم)، وخلا: خِلوة (بكسر الخاء)، فقد تعرَّفنا من خلال صياغة اسم الهيئة منه على أصل الألف.

11- معرفة دَلالة الكلمة في اللغة ومضمونها، نحو غلا الكتاب عليَّ فلم أستطع شراءه، من الفعل غلا يغلو: إذا ارتفع، لكن نقول على الاتجاه الآخر: غلى الماء غليانًا شديدًا؛ أي: فار، وارتفع بُخاره، فالأولى يُرسَم الفعل فيها بالألف؛ لأن أصله واو، وفي الثانية يُرسَم فيها بألف القصر (الشبيهة بالياء)؛ لأن أصله يائي، ونقول - على سبيل التظرُّف -: لما غلا سعر الكتاب ولم أتمكَّن من شرائه، غلى منه دمي، وكذلك الفعل: شكى (بألف القصر الشبيهة بالياء)؛ بمعنى تألَّم من مرْض، ونحوه، ونقول: شكا إليه سوء المعاملة؛ أي: أخبره بسوء فِعْل زميله معه على سبيل المثال، والفعل: طغا (بالألف القائمة) بمعنى: جاوَزَ القَدرَ، وارتفع، وطغى في الكفر (بالألف المقصورة): أسرف في المعاصي والظلم، وجنى الثمر ونحوه (بالألف المقصورة): قَطَفه وجمعه، ومنه: ﴿ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ﴾ [الرحمن: 54] من الجَنْي والقِطاف، أما جنا عليه (بالألف القائمة) فتأتى بمعنى ارتكب ذنبًا، وكذلك الفعل حبى (بالألف المقصورة) تأتي بمعنى أعطى وحمى، أما حبا الطفل (بالألف القائمة) فبمعنى زحف على يديه وبطنه، وكذلك الفعل حثى عليه التراب (بالألف المقصورة) بمعنى صبَّه، أما حثا الترابُ بضم الباء (بالألف القائمة): فبمعنى انصبَّ، وحفا له في العطاء: أكرمه وزاده، وأعطاه، أما حفى الشاربين (بالألف المقصورة)، فتعني بالَغَ في قصهما، والفعل حنى على الطفل (بالألف المقصورة) بمعنى عَطَف وحَنَّ، أما الفعل حنا (بالألف القائمة)، فيعني لوى وعوج ومال، والفعل أسى بين القوم (بالألف المقصورة) بمعنى أصلح بينهم، أما الفعل أسا الجُرْح (بالألف القائمة)، فبمعنى داواه وعالَجه، وهكذا.

فمعرفة دَلالة الفعل مُفضٍ بالضرورة إلى دقة الرسم في ألفه، وحتى لا نقع - من خلال عدم إدراك معناه - في لَبْس أو خَلط؛ ومن ثم فلابد من القراءة المستمرة في كتب المعاجم، وكتب الفروق اللغوية، مثل كتاب الفروق اللغوية؛ لأبي هلال العسكري، وكتاب الكليات للكفوي، وكتاب الألفاظ المترادِفة المتقاربة المعنى؛ لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني، وكتاب ما اختلفت ألفاظه واتَّفقت معانيه؛ لعبدالملك بن قريب الأصمعي، وكتاب "اتفاق المباني وافتراق المعاني"؛ لأبي العباس المُبرّد، وهي كتب موجودة على الشبكة الدوليَّة للمعلومات، وفي كثير من المكتبات المنتشِرة عليها؛ كالمكتبة الوقفية، والمكتبة الشاملة، والموسوعة الإلكترونية، وغيرها من المكتبات الكثيرة المتاحة الآن، نسأل الله تعالى أن ينفعني وينفع قرائي الكرام بما يقرؤون، وما يكتبون، وأن يُلهِمنا جميعًا الكتابةَ الدقيقة، والرسم الإملائي السليم، اللهم صحِّح كتاباتِنا، ونقِّ أقلامنا من الأخطاء اللغوية، كما نقيتَ ألسنتنا من الألفاظ النابية، وحولتها إلى حُسْن القول، ونقاء اللفظ، إنك على كل شيء قدير، وبإجابة الدعاء كريم وجدير، إنك نعم المولى، ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم، وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:02   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مخاطر فرنجة اللغة العربية باستخدام لغة الدردشة

مخاطر فرنجة اللغة العربية باستخدام لغة الدردشة

أخذ موضوع (فرنجة اللغة العربية) يثير قلق الكثير من الكتاب، والمثقفين، والمؤسسات المهتمة بالحفاظ على اللغة العربية، وحمايتها من المسخ والتشويه. فقد أشارت الكاتبة الفاضلة ملحة عبدالله - على سبيل المثال لا الحصر - في مقالها الموسوم (فرنجة اللغة)، المنشور في صفحة كتاب اليوم من جريدة الوطن السعودية بتاريخ 1\3\2013،حالة كارثية لما وصل إليه واقع حال تعاطينا مع لغتنا العربية، بإشارتها إلى أن (نظرتنا الدونية لهذه اللغة، هي التي سمحنا نحن لها بالتخلخل ومراوغة اللغة، إن جاز التعبير، فتطور الأمر إلى أن أصبح الفرد منا ينطق كلمة عربية واثنتين إنكليزيتين..).ولعل هذا الأمر يعكس من دون شك خطورة تحديات العامل الذاتي من عوامل مسخ اللغة العربية،التي منها أيضا، إيكال تربية الأطفال إلى المربيات الأجنبيات، الأمر الذي يعمق حجم التأثير السلبي للعامل الذاتي لمسخ اللغة وفرنجتها، (فصرنا نتحدث الإنجليزية بفضل الخادمات الآسيويات اللاتي تحويهن منازلنا)، حتى بتنا نسمع البعض (يتباهى بأنهم تركوا حفيدهم للخادمة، لا يتحدث إلا معها كي يأخذ منها اللغة، فنسوا أن تعليم الطفل اللغة العربية في بداية التكوين هي من أهم مقومات جهاز النطق وبلورة الذاكرة).

على أن شيوع ظاهرة استعمال الأحرف اللاتينية بدل الأحرف العربية في الكتابة مؤخرا، وإسقاط الإعراب في الكتابة والنطق، واصطناع لغة عربية تكتب بحروف لاتينية، سماها البعض (بالعربيزي)، وأطلق عليها اخرون (الفرانكو _ أراب)، وشاعت في الإنترنت باسم لغة الدردشة (الشات). وهي لغة هجينة مصطنعة، مكونة من كلمات عربية، وأخرى إنكليزية، مكتوبة بأحرف لاتينية، وتستخدم الأرقام من (1-9) للتعبير عن بعض الأحرف باللغة العربية غير الموجودة باللغة الإنجليزية، يشكل تحديا ذاتيا خطيرا في مجال مسخ اللغة العربية،حيث يلاحظ أن هذه اللغة المصطنعة انتشرت بسرعة هائلة، وعلى نطاق واسع، بين الشباب العربي اليوم، حيث باتوا يستخدمونها للدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، والرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة، دون التفات إلى مخاطرها في تشويه فصاحة اللغة العربية، وتداعيات إقصائها عن الاستخدام شيئا فشيئا، مما يهددها بفرنجة مقرفة، ورطانة لاحنة، تؤثر على سلامتها بمرور الزمن.

وتأتي دعوات إحلال اللغات الأجنبية بدل اللغة العربية في تقنيات التواصل المعاصرة، والتدريس الجامعي، واعتماد تعليم اللغات الأجنبية منذ الصفوف الأولى في مدارسنا على حساب اللغة العربية، تحت ذريعة الدعاوى المضادة الزائفة بأنها لغة صعبة، ومعقدة وغير سهلة التعلم، وبالتالي فأنها لا تتماشى مع مقتضيات العصرنة، مما يصرف الناس عن تعلمها، والتحدث بها، والركون إلى استخدام لغة بديلة.

ولا بد من الإشارة إلى أن دعوة البعض إلى التوسع في استخدام اللهجة العامية في التداول بدلا من الفصحى، وخاصة في الخطاب الإعلامي، ونشرات الأخبار، هو عامل ذاتي آخر مضاف من عوامل مسخ اللغة العربية.

على من الضروري الإشارة إلى تحديات العامل الخارجي في التأثير السلبي على تنحية اللغة العربية بالحد من الاستخدام في أوساط الشباب، وفي مقدمتها الظاهرة الاستعمارية. فما إن بدأ احتلال اقطار العالم الإسلامي والوطن العربي، حتى شاع استخدام اللغات الأجنبية للمستعمر، وعلى رأسها اللغة الانكليزية، واللغة الفرنسية في الاقطار المستعمرة، كأحد وسائل الهيمنة الاستعمارية، وفرض الثقافة الغربية على ثقافة تلك الأقطار. ومن هنا بدأ إقصاء اللغة العربية يأخذ شكلا ممنهجا كهدف مركزي للعولمة. وقد تجلى هذا النهج بهيمنة اللغة الإنكليزية، وفرضها في كل مراحل الدراسة في معظم البلدان العربية.

ولعل من المقلق حقا أن وسائل إقصاء اللغة العربية في العصر الراهن في ضوء ثورة الاتصال والمعلوماتية، قد تعددت بشيوع استخدام الفضائيات، والشبكة العنكبوتية بفضائها المفتوح في كل الاتجاهات، مما زاد من مخاطر عزل اللغة العربية بتأثير العامل الخارجي، بشكل أكثر حدة من ذي قبل، باستيراد مصطلحات جديدة شاع تصديرها إلى بيئتنا العربية، وتوسع استخدامها بشكل لافت للنظر في الأوساط المدرسية، والجامعية، بل وتعداها إلى صلب البيئة الاجتماعية العامة، وفي أوساط الشباب بشكل خاص، مما يصب في ذات استراتيجية عولمة الفرنجة، التي بدأت تعبث باللغة العربية في كل مجالات الاستخدام، لصالح ترسيخ استخدام اللغات الاجنبية العالمية، والإنكليزية منها بالذات، ليس فقط كلغة عالمية في تدريس العلوم في المعاهد، والجامعات، بل كلغة فنية في البرمجيات، وشبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي العنكبوتية، والقنوات الفضائية، وغيرها من وسائل الاتصال المعلوماتي المعاصرة.

ولا شك أن التنكر للغتنا بما أفرزه من تحديات ذاتية، وبالتآزر مع تأثير العامل الخارجي، هو ما أدى حدوث هذا التطور المخيف،وهو ظهور لغة (الفرانكو - آراب) بين الشباب العربي، وهو استبدال الأحرف العربية بأحرف لاتينية.

وفي ضوء تلك التحديات، فان الامر يتطلب الانتباه إلى مخاطر تداعيات تنحية اللغة العربية عن الاستخدام في تلك المجالات، وما يعكسه هذا الحال من ضرر فادح على مستقبلها. ولذلك فلا بد من التحرك على عجل، ضمن خطة عربية مركزية مدروسة، لبلورة مشروع قومي للنهوض باللغة العربية يرتكز على قاعدة تعريب الدراسة، والتعليم في المدارس الجامعات والمعاهد العربية، لاسيما وأن امكانات التعريب تبدو اليوم أفضل من ذي قبل بكثير، بسبب توفر الكفاءات العلمية العربية التدريسية والمترجمة، وتراكم خبرتها في هذا المجال، والتركيز على توعية الشباب بمخاطر اعتماد لغة الدردشة في التخاطب بدلا من العربية الفصحى، وتعميق مبدأ الاعتزاز باللغة العربية باعتبارها من أهم مرموزات الهوية العربية والإسلامية، ومن أبرز مقومات الوجود العربي والإسلامي. ولعل من المفيد في هذا المجال، الإشارة إلى أن الإسلام قد رسخ خصوصية اللغة العربية، باعتبارها وعاء التنزيل، ولغة الوحي، فامتلكت بهذا التشريف الإلهي على تأصيل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2]، نوعا من الرمزية العالية، تحصنها من المسخ، وتحميها من التشويه، طالما وجدت من أبنائها حرصا صادقا، على رعايتها، والاعتزاز بها، والمنافحة عنها.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:03   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي من مجالات الدراسات الاستشراقية اللغة العربية وآدابها

من مجالات الدراسات الاستشراقية
اللغة العربية وآدابها

ومن ضمن اهتمامات المستشرقين أيضًا دراسة اللغة العربية وآدابها، وبخاصة فقه اللغة الذي كان المدخل لكثير من المستشرقين للكتابة في مجالات كثيرة.

ومن الأمثلة على ذلك المستشرق "هاملتون جب"، وكذلك المستشرق "ماسينيون"، والمستشرق "سلفستر دي ساسي"، الذي أسَّس "مدرسة اللغات الشرقية الحية" في باريس، وكانت "قِبلة" المستشرقين في ذلك الزمن، ومن خلال اهتمام المستشرقين باللغة العربية وآدابها نادى بعضهم بالاهتمام باللهجات المحلية، وما يسمى بالفلكلور حتى إنهم أقنعوا كثيرًا من الطلاب العرب والمسلمين بإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه حول اللهجات المحلية والفلكلور، ودعا بعض المستشرقين أيضًا إلى العامية، ووضع قواعد خاصة بها؛ بحجة صعوبة اللغة الفصحى، أو أنها قديمة، أو كلاسيكية غير صالحة في الوقت الحاضر، بل إن بعض المستشرقين نادوا بكتابة اللغة العربية بالأحرف اللاتينية.

إن الاهتمام بالأدب العربي الحديث قد ازداد على مرِّ السنين؛ فهناك أكثر من دورية تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا، تتخصص في الأدب العربي أو الدراسات العربية؛ فهناك مثلاً: (المجلة الدورية للدراسات العربية Arab Studies Quarterly، ومجلة المختار في دراسات الشرق الأوسط Digest of Middle East Studies التي بدأتْ في الصدور منذ ست سنوات، ومجلة آداب الشرق الأوسط (أدبيات) (Middle East Literature(Literary Articles)، التي تتعاون في إصدارها جامعة "أكسفورد" البريطانية، وجامعة "داكوتا" الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي بدأت في الصدور منذ عام 1996م.

ومن القضايا التي اهتم بها الاستشراق استخدامُ اللغة الفصحى في الإبداع الأدبي، سواء كانت قصة، أم رواية، أم مسرحية، وقد جعلوا هذه القضية من القضايا التي أولوها اهتمامًا كبيرًا، وقد ناقش "أحمد سمايلوفيتش" هذه القضية في كتابه: (فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي الحديث)، وأكَّد أنها من أخطرِ الهجمات التي تعرَّضت لها اللغة العربية، ونقل عن "عثمان أمين" قوله: "إن حملات التغريب شنَّها النفوذ الغربي وأعوانه في آسيا وإفريقيا، مصوبًا هجماته إلى التراث العربي الإسلامي بوجه عام، وإلى اللغة العربية بوجه خاص"[1].

[1] أحمد سمايلوفيتش، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر؛ (القاهرة: المؤلف، بدون تاريخ) ص668.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:04   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي لغتنا العربية... هوية وليست هواية

لغتنا العربية... هوية وليست هواية


لا أكاد أدخل محلاًّ تِجاريًّا أو مؤسسة عمومية إلا وأُبصِر لغات أجنبية تتراقَص على ألسنة الموجودين هنا وهناك، هي ظاهرة لم تَنشأ اللحظةَ، بل هي وليدة تراكمات عرَفتْها أمتنا الإسلامية، بَدءًا بالاستعمار، ونهاية عند الغزو الثقافي بشتى صُنوفه وألوانه.


لكن الأخطر من هذا وذاك، أن تَجد من أبناء جِلدتنا مَن يُروِّج لهذه الثقافة تحت شعارات عدة، أبرزُها الانفتاح ومواكبة الدول المتقدمة، فيسعى بذلك إلى تنشئة أبنائه تنشئةً مُهجَّنة، ليَعجِز الابنُ فيما بعدُ عن قراءة الفاتحة أمام زملائه في الصفّ، إن كان يدرس المواد الإسلامية أصلاً.


يقول ابن خلدون:
"إن قوة اللغة في أمةٍ ما، تعني استمرارية هذه الأمة بأخذ دَورها بين بقيَّة الأمم؛ لأن غَلَبة اللغة بغَلَبة أهلها، ومنزلتها بين اللغات صورةٌ لمنزلة دولتها بين الأمم"، نعم، تلك الأمة التي تَبني مجدَها بلَبِنات حروفها المشعَّة بنورِ الوحي، وتسعى إلى رفْع مكانتها بين الأمم عن طريق لغتها، التي تعتبرها أساسًا من أُسس النهضة الحضارية، إن مسألة اتخاذ لغتنا العربية كهواية، لا يكون ذلك إلا طَعْنة أخرى في جسد هذه الأمة، سببُها العبثية واللامسؤولية.


كثيرًا ما نسمع بأن اللغة هي قالَب الثقافات وثوبها الشَّفاف، فأي لغة في هذا الكون تحمل من المعاني ما يكفي لفكِّ شفرةِ وعيِها، والترجمة الصحيحة لطريقة عيشِها، وبالتالي فاللغات الأجنبية لا تعكس إلا ثقافاتِها المحليَّةَ الداعية إلى الحرية والانطلاق واللامبالاة هكذا بلا رقيب ولا حسيب، بينما تنام حكومات الدول العربية في سرير اللامسؤولية، لتكتفي بتخصيص بند للغة العربية في دستورٍ يَظَل جامدًا في بطون الصحف، يقول سفير اللغة العربية مصطفى صادق الرافعي في كتاب "وحي القلم" المجلد الثاني: "ما ذلَّتْ لغةُ شعب إلا ذَلَّ، ولا انحطَّت إلا كان أمرُه في ذَهاب وإدبار، ومَن هنا يفرض الأجنبيُّ المستعمر لغتَه فرضًا على الأمة التي يستعمرها، ويَركَبهم بها، ويُشعِرهم عظمتَه فيها"، فلا تكون اللغة حينها إلا السلاحَ الوحيد الذي تنهار أو تسمو به الأممُ.


إن لغتنا العربية حروفٌ تتراصّ جنبًا إلى جنب لتصيح بصوت الأمة لا بصوت الفرد مُعلِنةً تَميُّزَ هذه الأمة بشخصيتها وحَرْفها الشريف، ومتى كانت اللغة في مكانها اللائق بها إلا وتجلَّى ذلك في دقة التعبير، وتجدُّد صور التفكير وأساليب الإبداع لدى أبنائها، مما يجعل نزعةَ الحرية من المسلَّمات التي لا تغيب رُوحها أبدًا.


أن نُعيد المجد للغتنا، يعني أن نحيا بكل حرف من حروفها، أن نربِّي أبناءنا على تذوُّق طعْم حروف ستُرافقنا إلى الجنة، أن نبدأ بأنفسنا دون انتظار ردَّة فِعل الغير، أن نَعلَم أن سرَّ تفوُّقنا يَكمُن وراء لغة، طالما أهملناها عن قصْد أو عن غير قصد، ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3].











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:05   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي لغة الدردشة ظاهرة تستحق التوعية

لغة الدردشة
ظاهرة تستحق التوعية

يُقصَد بلغة الدردشة - وسمِّيت لغةً تجوُّزًا -: اللغة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم بين الشبان العرب، والتي صارت لغتهم التي يَستخدِمونها في برامج التواصل الاجتماعي والدردشة في الشابكة، وهي ظاهرة حديثة، تعدُّ امتدادًا لدعوة كتابة العربية بالعامية المختلطة بالأجنبية وبالأحرف اللاتينية، ومن أسمائها "لغة الإنترنت" أو "لغة الشات" أو "الفرانكو أراب"، وهي لغة هجينَة مُكوَّنة مِن كلمات عربية عامية، وأخرى إنكليزية، مكتوبة بأحرف إنكليزية وأرقامٍ تعبر عن أصوات عربية لا وجود لها في الإنكليزية.

عرَّفتها موسوعة "ويكيبيديا" بأنها أبجدية مُستحدَثة غير رسمية، ظهرت منذ بضع سنوات، أصبحت تُستخدم على نطاق واسع بين الشبان في الكتابة عبر برامج الدردشة على الإنترنت في المنطقة العربية، وتُنطق هذه اللغة مثل العربية تمامًا، إلا أن الأحرف المستخدمة في الكتابة هي الأحرف والأرقام اللاتينية بطريقة تُشبه الشَّفرة.

والرموز المقصودة من الأرقام هي الأحرف الآتية: (2:أ)، (3:ع)، (5:خ)، (6:ط)، (7:ح)، (8:غ)[1].

وتشير الإحصائيات إلى أن هذه اللغة قد أفرزت إلى الآن مئات المدونات الشخصية والنصوص الأدبية والنثرية المكتوبة بها[2]، ويُسوِّغ الشبان اعتمادَهم على هذه اللغة بأنها أصبحت شائعةً ومستعملةً في صفحات الشابكة ومفهومةً من القراء، وأن كثيرًا من أنظمة تشغيل الحواسب ومتصفَّحات الشبكة لا تدعم استعمال اللغة العربية؛ لأسباب تقنيَّة أو جغرافية، وهذا يعود بمسؤولية التعريب إلى الشركات التقنية العربية ومهندسي الحواسيب والمعلوماتية.

وحقيقة الأمر أن المشكلة مرتبطة بأمرَين أكثر عمقًا، هما كون اللغة الإنكليزية اليوم هي اللغة الأولى في مواقع الشبكة العنكبوتية وبرامج الحاسب، وأنها لغة العلم والثقافة، فهذا قضى بأن يكون استعمال الشبان الحرف اللاتيني أكثر مِن استعمالهم الحرف العربي، وهي مرتبطة أيضًا بأزمة الهُوية العربية والإسلامية عند الشبان، وبحجَّة التقارب بين الحضارات الغربية والشرقية والعربية، لاسيما أن أول ظهورها في البلاد العربية كان بين طلاب المدارس الأجنبية الذين لا يُتقنون الإنكليزية ولا العربية، فوجدوا فيها بديلاً عن الإنكليزية التي لم يتمكَّنوا من إتقان قواعدها وأساليبها، فاستكانوا إلى أَحرُفِها فحسب، والمؤسف أن هذه اللغة الهجينة هي أسهل عند بعض الطلاب العرب مِن العربية؛ إذ وجدتُ - مِن خلال تجربتي مع الطلاب - مَن يكتب دروسه وملاحظاته، ويقدِّم امتحاناته بهذه اللغة، وكلُّه على حساب لغتهم الأصلية، وهي اللغة العربية.

ولا تعدو هذه اللغة كونها "تقليعةً شبابيةً"، استغلَّتْها بعض وسائل الإعلام الداعمة للعاميات والتغريب، ووظَّفت لها أهدافًا تجاريةً أيضًا؛ من خلال إعادة نشر أعمال أدبية عربية بهذه اللغة دون احترام لحُقوق كاتبيها، ولن تستمر هذه اللغة؛ لأنها ولدت تَحمل معها بذور انكماشها؛ فقد انتشرت بلا قواعد تَضبِطها، وارتبطت إلى حدٍّ كبير بالطبَقة المُترَفة في المجتمعات العربية، خلافًا للطبقات الأخرى التي تمثِّل أغلبية المجتمع العربي، وقد قامت حملات توعية في الشابكة ضدَّ هذه المُسَخ؛ منها: "اكتب عربي"، "كفاية فرانكو.. اكتب عربي"، "استرجل واكتب عربي"، فالرجولة في هذا السياق تعني: التمسُّك بالهوية[3].

ولم تنل هذه الظاهرة حقَّها من الدراسة إلا في بعض المقالات العامة، ولم تُفرَد لعلاجها بحوثٌ علمية جادة، وزاد الأمر سوءًا أن انتقلت هذه الظاهرة إلى الإعلام المرئي، فصارت بعض البرامج الترفيهيَّة والدينية ذات الجمهور الشبابي تخطُّ عناوينها وأسماء القائمين عليها بهذه الأحرف[4]، وهذا مؤشر سيئ جدًّا؛ لأنه يرسخ هذه الظاهرة بين الشبان، ويَنقلها من الإعلام الإلكتروني إلى الإعلام المرئي ذي الجمهور الأوسع، ولأنه يَشي بعدم تنبُّه الإعلاميِّين إلى خطورة انتشار هذه الظاهرة وشيوعها بين الشبان، وما تَحمله مِن معاوِل لهدم العربية وأَحرُفها وفصاحتها.

ويحزُّ في النفس أن تطَّلع على مدوَّنات الشبان وصفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فتراها مكتوبة بأحرف لاتينية، وأرجو أن يتنبَّه الإعلاميُّون واللُّغويُّون إلى هذه الظاهرة، ويُسارعوا في وأدِها في مهدها، قبل أن تستفحل وتتعمَّق أكثر مما هي عليه الآن، وأتوجه إلى مُدرِّسي اللغة العربية وغيرها من المواد في المدارس الإعدادية والثانوية، أن يَنشروا الوعي اللغوي، ويُنبِّهوا طلابهم إلى آثار هذه الظاهرة السلبية؛ فمسؤولية رجال اللغة والإعلام لم تَختلِف عما كانت عليه سابقًا، وإنما تجدَّدت أشكالها؛ فالحرب على الفصحى لم يتغيَّر جَوهرُها وأهدافها؛ وإنما الذي تغيَّر هو أسلوبها ووسائلها.

[1] انظر: ويكيبيديا، عربي، مصطلح: عربيزي.
[2] انظر: مقال إبراهيم فرغلي، مجلة العربي الكويتية، مقال: هل تمحو 3raby لغة الضاد؟ انظر: عدد نوفمبر:2010م، ومقال: نهى قاطرجي، لغة الشات.
[3] عدد المشتركين في هذه الصفحات في موقع (فيسبوك: ********) الاجتماعي، (اكتب عربي: 242)، (استرجل واكتب عربي: 1383)، (كفاية فرانكو.. اكتب عربي: 1536)، وهو عدد متوسِّط ليس بالقليل ولا بالكثير.
[4] مِن أهمِّها برنامج الدكتور عمرو خالد المُسمَّى "بكرة أحلى"، الذي يُعرَض على القناة المصرية الرسمية؛ فإنَّهم أضافوا أسفل الاسم العربي للبرنامج، اسمَه بأحرُف لغة الدردشة، فكتبوا: "bokra a7la"!!











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:06   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أهمية اللغة العربية في فهم الإسلام

أهمية اللغة العربية في فهم الإسلام

• اللغة هي الوسيلة الأولى للتخاطب بين الناس.
• وهي أهمّ أداةٍ من أدوات التفكير.
• وهي وعاء العلم والمعرفة، تحفظُها الكتابةُ من الضياع.

هذه الأمور الثلاثة تكاد - لوضوحها - تكون من البدهيات، ولكن الناسَ - في حياتهم العملية - لم يعطوا هذه (البدهيات) ما تستحقُّه من الاهتمام! ومع أنها مشتركة بين اللغة العربية وسواها، إلا أن العربية تتميز عن غيرها بأنها لغة الدين الإسلامي، فالقرآن الكريم نزل باللغة العربية؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2].

وقال: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ، قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3].

والرسول - صلى الله عليه وسلم - خاطب قومه العرب بلسانهم؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ... ﴾ [إبراهيم: 4].

وهكذا فإن الأساسين الأَوَّلين لهذا الدين - القرآنَ والسنةَ - هما باللغة العربية، ولا يمكن فهمُهما، ومعرفةُ أسرارِهما، واستنباطُ الأحكام منهما لغير المتمكّن من هذه اللغة المباركة.

وقد أدرك الأئمةُ الأقدمون أهميةَ اللغة العربية في فهم كلام الله - سبحانه وتعالى - وكلامِ رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهذا الإمام الشافعي - رحمه الله - يقول عنه زوجُ ابنته: "أقام الشافعي علمَ العربية وأيامَ الناس عشرين سنة، فقلنا له في هذا، فقال: ما أردت بهذا إلا استعانةً للفقه"[1]؛ أي: ظلّ عشرين سنة يتبحّر في اللغة العربية وعلومها ليفقه ويفهمَ القرآن والسنة، ولا يستغرب منه هذا، فهو الذي يقول: "أصحاب ُالعربية جِنُّ الإنس، يُبصرون ما لم يبصرْ غيرُهم"[2].

وكان علماء الدين يقولون: "من تكلّم في الفقه بغير لغةٍ تكلم بلسان قصير"! والمقام لا يتسع للتفصيل، وفيما ذُكر كفاية لإثبات المراد.

واللغة العربية بحر لا ساحل له، بعضُ علومها: النحو، والصرف، وعلم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع... إلخ، وكانت في الجيل الأول، جيل الصحابة - رضي الله عنهم - ملكةً وسليقة، ثم لما انتشر الإسلام في شتَّى البلاد، واختلط العرب بالمسلمين الجدد بالمصاهرة والمعاملة، والتجارة والتعليم، دخلت في لسانهم العجمةُ وبدأ الخطأ في الكلام، (فخفضوا المرفوعَ، ورفعوا المنصوب، وما إلى ذلك).

وقد بدأ هذا اللحن في وقتٍ مبكر جدًّا، إذ يُروى أن الخليفة الراشد عليًّا - رضي الله عنه - هو الذي وجَّه أبا الأسود الدؤلي إلى أن يضع أصولَ علم النحو حفظًا على اللغة العربية من الضياع[3]، فكيف الحال في زماننا، بعد مضي أكثر من أربعة عشر قرنًا؟!

ومن العلوم المهمة جدًّا في فَهم كلام الله - سبحانه - وكلام رسوله - عليه الصلاة والسلام - بعد علوم العربية: علم أصول الفقه الذي يُحدِّد قواعد استنباط الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية في القرآن والسنة[4]، وهو أيضًا بحر لا ساحل له، وقد كُتِبَ باللغة العربية ونَقْلُهُ إلى لغة أخرى يُخِلُّ بالكثير من مقاصده، وهو إحدى الأدوات المهمة لمن يريد الاجتهاد في الدين.

وغني عن البيان أننا عندما نتكلم عن اللغة العربية، فإننا نعني: اللغة الفصحى، لا اللهجاتِ المحلية العامية التي ابتعدتْ عن أصلها، وتباينت فيما بينها تباينًا كبيرًا، جعل العربي المشرقي لا يكاد يفهم شيئًا مِن عامية العربي المغربي، وبالعكس!!

نخلص مما تقدم إلى نتائجَ من أهمها:
أولًا: العربية الفصحى هي وعاء الإسلام، ومستودع ثقافته، ومادة أكثر ما كُتب عنه على مدى القرون.

ثانيًا: يجب على المسلم الذي لا يعرف العربية أن يقفَ عند حدود علمه، فلا يجاوز تلك الحدودَ عند الحديث عن الإسلام.

ثالثًا: وكذلك المسلم الذي يعرف العربية مؤهل - أيضًا - للفهم في حدود معرفته، أما الاجتهاد، والحكم على أقوال الأئمة بالصواب والخطأ، والقوة والضعف فله أهلُه، وهو مقصورٌ على من يملكُ أدواتِه.

رابعًا: الذي لا يعرف قواعدَ البيان العربي، ومقاصدَ خطاب العرب يقع في أخطاءٍ في الفهم، ويستنبط من القرآن والسنة معانيَ بعيدةً عن مقاصد الشرع.

خامسًا: لا بدّ كذلك من معرفة عادات العرب أيام نزول الوحي؛ لأن القرآن نزل مراعيًا عُرْفَهم في الخطاب[5].

سادسًا: ينبغي بذل الجهد في نشر العربية بين المسلمين الذين لا يعرفونها، وتقويتُها بين الذين يعرفونها، فهذا مِنْ خير ما يُعينهم على فهمٍ أفضلَ للقرآن والسنة والعلوم الإسلامية.

[1] الفقيه والمتفقه؛ الخطيب البغدادي: 2/41.
[2] آداب الشافعي ومناقبه؛ الرازي: 150.
[3] انظر: القواعد الأساسية للغة العربية؛ السيد أحمد الهاشمي: 13، 14.
[4] انظر: أصول الفقه؛ محمد زكريا البرديسي، 21 وما بعدها.
[5] انظر: ضوابط في فهم النص؛ د. عبدالكريم حامدي: 118، وفيه نقل عن كتاب: الموافقات في أصول الشريعة؛ للإمام الشاطبي.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:07   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي ملاحظات حول (أطلس النحو العربي)

ملاحظات حول
(أطلس النحو العربي)
تأليف: رضا سيد محمد عبد الغني - أستاذ اللغة العربية بإدارة قليوب التعليمية
ومراجعة: عبد المعز أحمد داود الغمري - مستشار اللغة العربية

اطلعت على هذا المطبوع فوجدت فيه جهدًا مشكورًا، وعملاً مبرورًا، دفع المؤلف إليه حبه للغة العربية ونحوها وصرفها، وحرصه على أن يذلل قواعدها للطلاب والدارسين في مراحل التعليم المختلفة، لكنه كان في حاجة إلى بعض التنقيح والتصحيح للوصول به نحو الأكمل والأفضل، وفيما يلي بعض الملاحظ التي سجلتها عليه:
1) في صفحة 3 قسَّم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف، وفي تفصيله للحروف ذكر حرفين فقط للشرط هما: لو، ولولا، وكان الواجب ذكر حرف الشرط (إن) الذي هو الأصل في الشرط، وكذلك ينبغي ذكر (إذما)؛ لأنها حرف على الراجح.

2) في ص4 فصل القول في علامات الإعراب الأصلية والفرعية في الأسماء والأفعال، وذكر أن علامة الإعراب الأصلية للرفع هي الضمة ظاهرة أو مقدرة، ومثل لذلك في المفرد بثلاثة أمثلة هي: حضر محمد، ذهب مصطفى، من كنايات العدد كذا، والمثال الأول للرفع بالضمة الظاهرة، والثاني للرفع بالضمة المقدرة، وأما الثالث فلا يصح ذكره هنا؛ لأن (كذا) كناية عن العدد مبنية على السكون، وليست من الأسماء المعربة، وقد تكرر التمثيل بهذا المثال الثالث (من كنايات العدد كذا) عند بيان علامة النصب في المفرد، وعلامة الجر في المفرد، و(كذا) في هذا المثال ليست معربة كما ذكرت، وليست في موقع نصب ولا جر، فالأولى حذف هذا المثال من تلك الصفحة. وفي المثال المذكور أيضًا تحولت إلى الاسمية؛ لأن المقصود لفظها؛ كما تقول: "في: حرف جر" فـ(في) هنا مبتدأ، فكذلك في المثال المذكور (كذا) خبر.

3) في ص5 بيان لعلامات الإعراب الأصلية والفرعية أيضًا، وفيها تمثيل للمثنى المبتدأ بالمثال: (محمدان مجتهدان)، وللمفعول به بالمثال: (هنأت محمدين)، ولخبر (كان) بالمثال: (كان محمدان مجتهدين)، ولاسم (إن) بالمثال: (إن محمدين مجتهدان)، وللمجرور بالحرف بالمثال: (سلمت على محمدين)، وللمجرور بالمضاف بالمثال: (جهد محمدين عظيم)، وهذه الأمثلة كلها ليست فصيحة، من جهة عدم اقتران العلم فيها بـ(أل)؛ لأن العلم إذا ثني وجب اقترانه بـ(أل) للتعويض عن زوال تعريفه بسبب التثنية، فالواجب أن يقال في هذه الأمثلة: المحمدان - المحمدين - كان المحمدان - إن المحمدَيْن - على المحمدين - جهد المحمدين.

4) في ص6 وفي بيان إعراب الأسماء الخمسة ينبغي أن ينص على أن المثنى منها يعرب إعراب المثنى، وأن الجمع منها يعرب إعراب الجمع، نحو: هذان أبوان، وأكرمت أبوين، وسلمت على أبوين، ونحو: هؤلاء أبون، وأكرمت أبين، وسلمت على أبين، وهؤلاء آباءٌ.

وكلمة (اصطلاحيا) همزتها همزة وصل مكسورة ولا تكتب، وفي هذه الصفحة أيضًا عبارة (ومن أسماء الاستثناء (بيد أن)، وهي ظرفية منصوبة)، والأولى أن يقال: وهي ظرف منصوب.

5) في ص7 وفي بيان أنواع الحال جاء التمثيل للحال الجملة بهذا المثال: (جاءت المحمدات ينصحن أخاهن)، ولا أدري ما مفرد (المحمدات) في المثال، والأولى أن يقال: (جاءت الفتيات ينصحن أخاهن) أو الأخوات، حتى لا يتوهم أن (محمدا) يجمع جمع المؤنث السالم وهو علم لمذكر.

6) في ص9 جاء في بيان المواضع التي تكسر فيها همزة (إن) موضع يقول: إذا وقعت بعد القول أو التصريح، ولا أدري ما المراد بقول المؤلف: (أو التصريح)، ولعل مراده أن يقول: إذا وقعت بعد القول الصريح.

7) في ص11 جاء تعريف اسم الفاعل بأنه: (اسم مشتق يدل على من قام بالفعل أو صدر منه)، وينبغي أن يضاف إلى التعريف (أو اتصف به) ليدخل فيه نحو: (هالك، ومنكسر)، كما جاء التمثيل لاسم المكان المشتق بهذا المثال: (في المساء مستخرج البترول)، وهذا يصلح تمثيلاً لاسم الزمان، أما اسم المكان فيقال فيه مثلاً: في السويس مستخرج البترول.

8) في ص12 وفي أوزان الصفة المشبهة جاء هذا الوزن (فعلا)، وجاء التمثيل له بالمثال (كحلا)، وهذا خطأ، والصواب أن الوزن (فعلاء)، وأن مثاله (كحلاء).

9) في ص13 في التمثيل لاسم الآلة الجامد جاء المثال (قُدُّوم) مضبوطًا بضم القاف وتشديد الدال مع ضمها، والمشهور في ضبط هذا الاسم (قَدُوم) بفتح القاف وضم الدال من غير تشديد.

وفي بيان صيغ المبالغة التي تصاغ من الثلاثي جاءت الصيغة (فعيل) ومثالها: قدير، وعليم، وبصير، وسميع، ولم يبين بالأمثلة إن كانت هذه الصيغة تؤنث أو تثنى أو تجمع كغيرها من الصيغ، وكان ينبغي بيان ذلك بالتمثيل فيكتب مثلاً: قديران، قديرون، قديرات.

10) في ص14 بعد الدائرة الخضراء جاءت هذه العبارة (كذلك مصادر الفعل السداسي قياسية، وتتشابه مع مصادر الخماسي، وله قاعدة، ويعرب أيضًا على حسب موقعه)، والصواب فيها أن يقال: (ولها قاعدة، وتعرب أيضًا على حسب موقعها).

وبعد الدائرة الخضراء الثانية جاءت هذه العبارة (أما اسم الهيئة شبيه أيضًا بالمصدر الأصلي)، والصواب أن يقال: (أما اسم الهيئة فهو شبيه ...)؛ لأن جواب (أما) لا بد من اقترانه بالفاء.

11) في ص17 وفي الحديث عن (ذا) الموصولة جاء هذا الشرط: (أن يتقدمها نفي أو استفهام)، وهذا خطأ، والصواب في هذا الشرط: أن يتقدم عليها استفهام بـ(ما) أو (من).

12) في ص19 جاء التمثيل للفعل السالم بالفعل (ظفر) مع ضبط الفاء فيه بالفتح، والصواب كسرها، وجاء تعريف الفعل المتصرف بأنه (هو الذي يأتي ماضيًا أو مضارعًا أو أمرًا)، وهذا التعريف غير دقيق، والصواب أن يقال: (هو الذي يأتي ماضيًا ومضارعًا وأمرًا).

13) في صفحة 20 جاء التمثيل للرباعي المزيد بحرف بالفعل (تطمأن)، وهذا الفعل لا وجود له في اللغة، فالصواب التمثيل لذلك بنحو: تدحرج، وتبعثر، وتزخرف.

وفي الصفحة نفسها جاء هذا التعبير (ولكن هناك أفعالا ليس لها فاعل) مع ضبط نون (لكن) بالسكون، وهذا خطأ في التعبير؛ فالصواب أن يكون بفتح نون (لكن) المشددة، أو يكون برفع (أفعال) إذا كانت النون ساكنة.

14) في ص21 لم تذكر في حروف النفي العاملة (لم) و(لَمَّا)، وكلاهما حرف يفيد النفي ويعمل في المضارع الجزم.

وفي الصفحة نفسها جاء التمثيل لـ(إنْ) النافية العاملة بالمثال: (إن هذا إلا بشر)، و(إن) في هذا المثال غير عاملة؛ لانتقاض نفيها بـ(إلا) فالصواب أن يمثل لها بنحو قولنا: إن علي مهملا.

15) في ص22 ذكرت (أمَّا) من جملة حروف التنبيه، ومثل لها بالمثال: (أما زيد فمنطلق)، و(أمَّا) ليست حرف تنبيه، بل هي - كما قال ابن هشام وغيره - حرف شرط وتفصيل وتوكيد.

16) في ص23 ذُكرت (إذما) من جملة حروف الشرط التي لا تعمل، وهذا خطأ؛ لأنها من حروف الشرط الجازمة، كما في قول الشاعر:
وإنك إذما تأت ما أنت آمر
به تلفِ من إياه تأمر آتيا

وفيها ذكرت (كلما) من جملة حروف الشرط، وهذا خطأ؛ لأنها ظرف يدل على التكرار في بعض الأساليب، فهي اسم لا حرف.

وذكرت (هلاَّ) من جملة حروف الاستفهام، وهذا خطأ، بل هي حرف تحضيض، والتحضيض هو الحث على الفعل بقوة.

وذكرت (بيد) من جملة حروف الاستثناء، وهذا خطأ؛ لأنها اسم، وتستعمل أحيانا بمعنى (غير) دالة على الاستثناء.

17) في ص24 جاء التمثيل بالمثال: (نعم صديقي الأمين محمد)، وهذا خطأ لا يتكلم به؛ لأن فاعل (نعم) لا يأتي مضافًا إلى ياء المتكلم.

18) في ص27 جاءت هذه العبارة: (أعذب: فعل ماضي جامد)، والصواب فيها أن يقال: (ماضٍ) بحذف الياء؛ لأن الاسم المنقوص المنون تحذف ياؤه إذا كان مرفوعًا أو مجرورًا.

19) في ص28 جاء في قاعدة النسب إلى الثلاثي الذي حذفت لامه: كل اسم ثلاثي حذفت لامه وبقي على حرفين يرد إليه الحرف المحذوف عند النسب ويفتح ما قبله، وهذه القاعدة لا تشمل ما كان الحرف المحذوف فيه ياء؛ لأن ما كان كذلك نحو (يد) لا ترد إليه الياء، فلا يقال: يديي، وإنما تقلب واوًا بسبب فتح ما قبلها فيقال: يدوي.

وفي هذه الصفحة أيضًا جاء تفسير أو تعريف الياء المشددة بلفظ (يعني اثنين ياء)، وهذه عبارة أعجمية غير فصيحة، والفصيح أن يقال: (أي ياء ساكنة مدغمة في ياء متحركة).

20) في ص29 وفي الحديث عما يعامل معاملة الثلاثي المجرد في التصغير ذكر ثلاثة ألفاظ، وهي: ما لحقته تاء التأنيث، وما لحقته ألف تأنيث مقصورة، وما لحقته ألف تأنيث ممدودة، وهذا الإطلاق خطأ، فلا بد من التقييد بأن تكون التاء أو الألف المقصورة أو الممدودة رابعة، وجاء في هذا الحديث أيضًا ذكر ما لحقته ألف ونون زائدتان، وهذا ينبغي تقييده أيضًا بأن تكون الألف والنون بعد ثلاثة أحرف.

وفي الحديث عما يعامل معاملة الرباعي المجرد في التصغير ذكر ما لحقته تاء التأنيث وما لحقته الألف الممدودة، ولم يذكر ما لحقته الألف المقصورة نحو (قرقرى: اسم موضع)، وهذه كلها ينبغي أن تقيد بأن تكون التاء أو الألف خامسة، كما ذكر فيه ما لحقته ألف ونون زائدتان، وهذا ينبغي تقييده أيضًا بأن تكون الألف والنون بعد أربعة أحرف.

وفي الصفحة نفسها جاء في الحديث عن أغراض التصغير أن (لقيمات) تصغير لقمة، وهذا خطأ، والصواب أنه تصغير (لُقَم)، وهو جمع تكسير على وزن (فُعَل)، والقاعدة أنه يرد إلى المفرد، ويصغر المفرد ثم يجمع.

21) في ص30 جاء تعريف الإبدال بأنه قد يحدث تغيير في بعض حروف الكلمة، كحذف أحدها، أو يحل بعضها مكان بعض، ولكن ذلك في غير حروف العلة، والصواب أن الإبدال هو جعل حرف مكان آخر مطلقًا، أي سواء أكانا صحيحين أم عليلين أم مختلفين، وليس منه التغيير في الكلمة بحذف أحد حروفها.

هذا، وبالله التوفيق











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:08   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي من الفوائد اللغوية في ألفية العراقي

من الفوائد اللغوية في ألفية العراقي

الحافظ العراقي من الأئمة المتفننين، وله المنظومات الحِسان التي اشتهرت بين أهل العلم، وتقبَّلوها بقَبول حَسن؛ حتى صارت تضارع مقدمة ابن الصلاح في الشهرة.

ولما كان الحافظ العراقي ينثر فوائدَه اللغوية في أثناء ألفيَّته في الحديث، أردتُ أن أجمع هذه الفوائد في موضع واحد، مع أن بعضها قد ذكره الحافظ ابن الصلاح في الأصل، إلا أن الذين اعتمدوا على كتابه أغفلوا تلك الفوائد، كالسيوطي في "ألفيته"، وابن كثير في "اختصاره"، أما النووي فذكر بعضها في "التقريب".

ولا أذكرُ أنَّ للحافظ العراقي مؤلفاتٍ لُغويةً خاصة؛ إلا أن منظومته في غريب القرآن تشهدُ له بعلم اللغة، ومن تصرفاته أنه استعمل تخفيف الهمزة حين اضطر في القافية كما في قوله:
وَبِفِلَسْطِينَ أَبُو أُبَيِّ
وَمِصْرَ فَابْنُ الحَارِثِ بن جَزْيِ

وأحيانًا يختار لقبًا خفيًّا لأحد العلماء، كقوله في ابن دقيق العيد:
... قُلْتُ اسْتَشْكَلاَ
(الثَّبَجِيُّ) الْقَطْعَ بِالْوَضْعِ عَلَى
مَا اعْتَرْفَ الْوَاضِعُ.....

كما أنه أَكْثَرَ من استعمال طريقة أبي عمرو في الإدغام الكبير، كما في قوله:
وَلَمْ يَعُمَّاهُ وَلَكَنْ قَلَّمَا
عِنْدَ ابْنِ الاَخْرَمْ مِنْهُ قَدْ فَاتَهُمَا

وكذلك فقد يجنح إلى بعض الأوجه النحْوية غير المشهورة؛ اعتمادًا على تسويغها في الضرورة، أو استشهادًا ببعض القراءات الشاذة، كقوله:
وَقَدَّمُوا الجَرْحَ وَقِيلَ إِنْ ظَهَرْ
مَنْ عَدَّلَ الأَكْثَرَ فَهْوَ المُعْتَبَرْ

فقد ذكر في الشرح أنه نصبَ (الأكثر) على الحالية مع التعريف.

وكسر نون (العشرين) في قوله:
وَطَلَبُ الحَدِيثِ فِي العِشْرِينِ
عِنْدَ الزُّبَيْرِيِّ أَحَبُّ حِينِ

اعتمادًا على لغة غير مشهورة جاءت في نحو قول الشاعر:
وَمَاذَا يَدَّرِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي
وَقَدْ جَاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِينِ

كما أنه ينبِّه على بعض اللغات في مشهور الكلمات؛ إتمامًا للفائدة، كاستعماله (سم) لغة في الاسم، كما في قوله:
وَاعْنَ بِالاَفْرَادِ سُمًا أَوْ لَقَبَا
أَوْ كُنْيَةً نَحْوَ لُبَيِّ بْنِ لَبَا

واستعماله (بغدان) لغة في بغداد كما في قوله:
وَلَهُمُ الجَوْنِي أَبُو عِمْرَانَا
اثْنَانِ والآخِرُ مِنْ بَغْدَانَا

مَعْلُول:
ومن هذه الفوائد قوله:
وَسَمِّ مَا بِعِلَّةٍ مَشْمُولُ
مُعَلَّلاً وَلاَ تَقُلْ مَعْلُولُ

وقد أطال فضيلة الشيخ سعد الحُمَيِّد - حفظه الله - في بيان هذه المسألة بما لا مزيد عليه هنا:
https://majles.alukah.net/showthread.php?t=141

أجَزْتُه:
ومن هذه الفوائد قوله:
أَجَزْتُهُ ابْنُ فَارِسٍ قَدْ نَقَلَهْ
وَإِنَّمَا المَعْرُوفُ قَدْ أَجَزْتُ لَهْ

يَعني: أن المعروف في كلام أهل اللغة: أجزتُ لفلان، وأما أجزتُ فلانًا، فالمعروف بنقله هو العلاَّمة الإمام ابن فارس صاحب "المقاييس".

السَّلَمِي:
ومن هذه الفوائد قوله:
والسَّلَمِيَّ افْتَحْ فِي الاَنْصَارِ وَمَنْ
يَكْسِرُ لاَمَهُ كَأَصْلِهِ لَحَنْ

يَعني: أن النسب إلى وزن (فَعِل) بفتح فكسر، يكون بفتحتين (فَعَلِيّ)، كما تقول: النَّمَرِي في النسب إلى (نَمِر)، وكذلك النسب إلى (الدُّئِل) يكون بفتح الهمزة (الدؤَلي)، والنسب إلى (الإبل) بفتح الباء (الإبَلِي)، والمحدثون يقولون: السَّلِمي بكسر اللام؛ ولذلك نبَّه عليه، وجرى النووي في "تقريبه" على طريقته، فذكر أنه يجوز في لُغيَّة كسر لام السَّلمي.

الوجادة:
ومن هذه الفوائد قوله:
ثُمَّ الوِجَادَةُ وَتِلْكَ مَصْدَرْ
وَجَدْتُهُ مُولَّدًا لِيَظْهَرْ
تَغَايُرُ المَعْنَى... إلخ.

من عادة أصحاب كل فنٍّ أن يضعوا الاصطلاحات المبينة لمرادهم، والفعل (وَجَد) من الأفعال التي تنوعت معانيها بحسب مصادرها، فيقال: وجد وُجُودًا، ووجد وَجدًا، ووجد مَوْجدة، فوضع المحدِّثون مصدر (الوجادة)؛ ليفيد المعنى الاصطلاحي المعروف عندهم.

غريب ألفاظ الحديث:
ومن ذلك قوله في باب غريب ألفاظ الحديث:
وَالنَّضْرُ أَوْ مَعْمَرُ خُلْفٌ أَوَّلُ
مَنْ صَنَّفَ الغَرِيبَ فِيمَا نَقَلُوا
ثُمَّ تَلاَ أَبُو عُبَيْدٍ وَاقْتَفَى
القُتَبِيُّ ثُمَّ حَمْدٌ صَنَّفَا
فَاعْنَ بِهِ وَلاَ تَخُضْ بِالظَنِّ
وَلاَ تُقَلِّدْ غَيْرَ أَهْلِ الْفَنِّ
وَخَيْرُ مَا فَسَّرْتَهُ بِالوَارِدِ
كَالدُّخِّ بِالدُّخَانِ لابْنِ صَائِدِ
كَذَاكَ عِنْدَ التِّرْمِذِي وَالحَاكِمُ
فَسَّرَهُ الجِمَاعَ وَهْوَ وَاهِمُ

ويا ليتَ إخواننا من طلبة العلم ينتبهون لقوله: (ولا تقلد غير أهل الفن)، فإنه ما من آفة تصيب علمًا من العلوم أشد من دخول غير أهله فيه، وكلام مَن لا يحسنه في مسائله!

التسميع بقراءة اللحان والمصحف:
ومن ذلك قوله:
وَلْيَحْذَرِ اللَّحَّانَ وَالْمُصَحِّفَا
عَلَى حَدِيثِهِ بِأَنْ يُحَرِّفَا
فَيَدْخُلاَ فِي قَوْلِهِ: "مَنْ كَذَبَا"
فَحَقٌّ النَّحْوُ عَلَى مَنْ طَلَبَا
وَالأَخْذُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ لاَ الكُتُبِ
أَدْفَعُ لِلتَّصْحِيفِ فَاسْمَعْ وادْأَبِ

صدق والله ونصح! فالنحو حقٌّ على مَن طلب.

الضبط والشكل:
ومن ذلك قوله في باب كتابة الحديث وضبطه:
وَيَنْبَغِي إِعْجَامُ مَا يُسْتَعْجَمُ
وَشَكْلُ مَا يُشْكِلُ لاَ مَا يُفْهَمُ
وَقِيلَ كُلُّهُ لِذِي ابْتِدَاءِ
وَأَكَّدُوا مُلتَبِسَ الأَسْمَاءِ

أخطاء النسخ:
ومن ذلك قوله في باب إصلاح اللحن والخطأ:
وَإِنْ أَتَى فِي الأَصْلِ لَحْنٌ أوْ خَطَا
فَقِيلَ يُرْوَى كَيْفَ جَاءَ غَلَطَا
وَمَذْهَبُ الْمُحَصِّلِينَ يُصْلَحُ
وَيُقْرَأُ الصَّوَابُ وَهْوَ الأَرْجَحُ
فِي اللَّحْنِ لاَ يَخْتَلِفُ المَعْنَى بِهِ
وَصَوَّبُوا الإِبْقَاءَ مَعْ تَضْبِيبِهِ

ولعل هذه الأبيات وما قبلها واضحة لا تحتاج إلى تعليق.

والحمد لله ربِّ العالمين.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:09   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (44/44)

س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (44/44)
أسئلة على باب المخفوضات

س473: على كم نوعٍ تتنوَّع المخفوضات؟
الجواب:
الاسم المخفوض على ثلاثة أنواع؛ وذلك لأنَّ الخافض له إمَّا أن يكون:
1- حرفًا من حروف الخفْض، وذلك نحو: "خالد" من قولك: أشفقْتُ على خالد؛ فإنه مجرور بـ"على"، وهو حرف من حروف الخفْض.

2- وإمَّا أن يكون الخافض للاسم إضافةَ اسمٍ قبله إليه، ومعنى الإضافة نسبةُ الثاني للأوَّل، وذلك نحو: "محمد" من قولك: جاء غلام محمدٍ؛ فإنه مخفوضٌ بسبب إضافة "غلام" إليه.

3- وإمَّا أن يكون الخافضُ للاسم تبعيَّته لاسمٍ مخفوض: بأن يكون نعتًا له، نحو: "الفاضل" من قولك: أخذتُ العلم من محمدٍ الفاضل.

أو معطوفًا عليه، نحو: "خالد" من قولك: مررْتُ بمحمدٍ وخالد.

أو غير هذَيْن من التوابع.

وزادَ بعض النُّحاة قسمًا رابعًا، وهو: المخفوض بالمجاورة - ويمثِّلون له بقول القائل: هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ، فكلمة "خَرِب" بالجرِّ نعتٌ لـ"جُحْر"، فكان حقُّه الرَّفع، إلاَّ أنه جُرَّ لمجاورته لِمَا خُفِض بالإضافة، وهو المضاف إليه "ضَب"، فهو مرفوع بضمة مقدَّرة على آخره، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المجاوَرة.

إلاَّ أنَّ الجمهور من النحاة يقول: إن كلمة "خَرِب" صفةٌ، فهي داخلة في التوابع.

♦ ♦ ♦
س474: ما المعنى الذي تدلُّ عليه الحروف: مِن، عنْ، في، رُبَّ، الكاف، اللام؟ وما الذي يجرُّه كلُّ واحدٍ منها؟
الجواب:
الحرف الأوَّل: مِنْ:
ذكَر ابن هشام - رحمه الله - في "مغني اللبيب" (1/ 349 - 354) لهذا الحرف عدَّةَ معانٍ، منها:
1- التبعيض، نحو: ﴿ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 253]، وعلامتها: إمكان سدِّ "بعض" مسدَّها، كقراءة ابن مسعود: ﴿ حَتَّى تُنْفِقُوا بَعْضَ مَا تُحِبُّونَ ﴾.

2- التعليل، نحو قوله تعالى: ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا ﴾ [نوح: 25]، ومنه قول الفرزدق في علي بن الحسين:
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضِي مِنْ مَهَابَتِهِ
فَمَا يُكَلَّمُ إِلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ [1]

3- مُرَادَفةُ "عن"، نحو قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 22]، وقوله تعالى: ﴿ يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ [الأنبياء: 97].

4- مُرَادَفةُ الباء، نحو قوله تعالى: ﴿ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ﴾ [الشورى: 45]؛ قاله يونس والظاهر أنها للابتداء.

5- ابتداء الغاية: وهو الغالب فيها، حتى ادَّعى جماعة أنَّ سائر معانيها راجعةٌ إليه، وتقع لهذا المعنى في غير الزمان، نحو: ﴿مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [الإسراء: 1]، ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ﴾ [النمل: 30].

قال الكوفيون والأخفش والمبرِّد وابنُ درستوَيه: وفي الزمان أيضًا بدليل: ﴿ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ﴾ [التوبة: 108]، وفي الحديث: ((فمُطِرنا من الجمعة إلى الجمعة))[2].

وقال النابغة:
تُخُيِّرْنَ مِنْ أَزْمَانِ يَوْمَ حَلِيمَةٍ
إِلَى الْيَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ [3]

وقيل: التقدير من مُضِيِّ أزمان يومِ حليمةٍ، ومن تأسيس أوَّل يومٍ، وردَّه السُّهيليُّ بأنه لو قيل هكذا، لاحْتِيجَ إلى تقدير الزمان.

وحرف الجر "مِن" يجرُّ الاسم الظاهر والمضمر أيضًا، نحو قوله تعالى: ﴿ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ﴾ [الأحزاب: 7]، فـ"مِن" في الأوَّل حرف جرٍّ، والكاف في محلِّ جرٍّ، وفي الثاني حرف جر، و"نوح" مجرورٌ بـ"مِن".

الحرف الثاني: عنْ، معناه: المجاوَزة.
ويَجرُّ الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الفتح: 18]، وقوله تعالى: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].

فـ"عن" في الآية الأولى حرفُ جرٍّ، و"المؤمنين": اسم مجرور بـ"عن"، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمْع مذكر سالِم و"عن" في الآية الثانية حرف جرٍّ، والهاء في "عنهم" ضميرٌ في محلِّ جرٍّ.

الحرف الثالث: في:
ذكَر ابن هشام - رحمه الله - لهذا الحرف في "مغني اللبيب" عشرةَ معانٍ، منها:
1- الظرفية: وهي؛ إمَّا مكانيَّة، أو زمانيَّة، وقد اجتمعَتا في قوله تعالى: ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾ [الروم: 1 - 4].

2- المصاحبة، نحو قوله تعالى: ﴿ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ ﴾ [الأعراف: 38].

3- التعليل، نحو قوله تعالى: ﴿ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ﴾ [يوسف: 32].

4- الاستعلاء، نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طه: 71].

5- مُرَادَفةُ "إلى"، نحو قوله تعالى: ﴿ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ﴾ [إبراهيم: 9].

ويجرُّ الحرف "في" الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ﴾ [الذاريات: 22]، وقوله تعالى: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ ﴾ [الصافات: 47]، فـ"في" في الآية الأولى حرفُ جرٍّ، جرَّت اسمًا ظاهرًا، وهو السماء، وفي الآية الثانية جرَّت ضميرًا، وهو الهاء من "فيها".

الحرف الرابع: رُبَّ:
يفيد التقليل - نحو: رُبَّ مجتهدٍ أخْفَق، تُقلِّل إخفاقه - أو التكثيرَ، وأحيانًا يفيد التوقُّع، نحو: رُبَّما يحضُر[4].

ولا تجرُّ "رُبَّ" إلاَّ الاسمَ الظاهر المنكَّر لفظًا ومعنًى، أو معنًى فقط، نحو: رُبَّ رجلٍ وأخيه.

الحرف الخامس: الكاف، ومعناه التشبيه:
ولا تجرُّ الكاف إلاَّ الاسمَ الظاهر، نحو قوله تعالى: ﴿ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ﴾ [النور: 35]، وشذَّ جرُّها للمُضْمر.

الحرف السادس: اللام:
ذكَر ابن هشام - رحمه الله - لها في "مغني اللبيب" (1/233) اثنين وعشرين معنًى، منها:
1- الاستحقاق:
وهي الواقعة بين معنًى وذاتٍ، نحو: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2]، والعِزة لله، والملك لله، والأمر لله، ونحو قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾ [المطففين: 1]، وقوله - سبحانه -: ﴿ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ﴾ [البقرة: 114]، ومنه: للكافرين النار؛ أي: عذابُها.

2- الاختصاص[5]، نحو:
الجنة للمؤمنين، وهذا الحصير للمسجد، والمنبر للخطيب، والسَّرْج للدابَّة، والقميص للعبد، ونحو قوله تعالى: ﴿ إِنَّ لَهُ أَبًا ﴾ [يوسف: 78]، وقوله - عزَّ وجل -: ﴿ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ ﴾ [النساء: 11]، وقولك: هذا الشعر لحبيبٍ، وقولك: أَدُوم لك ما تَدوم لي.

3- المِلْك:
نحو قوله تعالى: ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 255]، وبعضهم يَستغني بذِكْر الاختصاص عن ذِكْر المعنَيَيْن الآخَرَين، ويُمثِّل له بالأمثلة المذكورة ونحوها.

ويُرجِّحه أنَّ فيه تقليلاً للاشتراك، وأنه إذا قيل: هذا المال لزيدٍ والمسجد، لزِمَ القولُ بأنها للاختصاص مع كون زيدٍ قابلاً للمِلْك؛ لئلاَّ يَلزم استعمال المشترك في معنَيَيْه دَفعةً، وأكثرهم يَمنعه.

4- التمليك، نحو: وهبتُ لزيدٍ دينارًا.

5- شبهُ التمليك، نحو قوله تعالى: ﴿ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ﴾ [النحل: 72].

6- موافقة "إلى"، نحو قوله تعالى: ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [الزلزلة: 5].

وقوله تعالى: ﴿ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [الرعد: 2]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا ﴾ [الأنعام: 28].

واللام تجرُّ الاسم الظاهر والمضْمَر جميعًا، نحو قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحديد: 1]، وقوله - عز وجل -: ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 107].

فاللام في الآية الأولى جرَّت اسمًا ظاهرًا، وهو لفظُ الجلالة "الله"، وفي الآية الثانية جرَّت ضميرًا، وهو الهاء من "له".

♦ ♦ ♦
س475: مَثِّلْ بمثالين من إنشائك لاسمٍ مخفوضٍ بكلِّ واحدٍ من الحروف: على، الباء، إلى، واو القسم.
الجواب:
أولاً: مثال "على":
1- قال تعالى: ﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 22].
2- قال تعالى: ﴿ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ﴾ [طه: 10].

ثانيًا: الباء:
1- قال تعالى: ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾ [البقرة: 17].
2- قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ﴾ [البقرة: 20].

ثالثًا: إلى:
1- قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187].
2- قال تعالى: ﴿ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1].

رابعًا: واو القسم:
1- قال تعالى: ﴿ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ [يس: 2].
2- قال تعالى: ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾ [التين: 1].

♦ ♦ ♦
س476: على كم نوعٍ تأتي الإضافة، مع التمثيل لكلِّ نوعٍ بمثالَيْن؟
الجواب:
اعلم - رحمك الله - أن المخفوضَ بالإضافة على ثلاثة أنواع:
الأول: ما تكون الإضافة فيه على معنى "من"، وضابطه: أن يكون المضاف جزءًا وبعضًا من المضاف إليه، نحو: جُبَّة صوفٍ، وخاتم حديدٍ، فإن الجُبَّة والخاتَمَ بعض الصوف والحديد، وجزءٌ منهما.

والثاني: ما تكون الإضافة فيه على معنى "في"، وضابطه: أن يكون المضاف إليه ظرفًا للمضاف، نحو قوله تعالى: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ ﴾ [سبأ: 33]، فإنَّ الليل ظرْفٌ للمكر، ووقتٌ يقع المكر فيه.

ومثال ذلك أيضًا: أن تقول: صناعة الليل، فإنَّ الإضافة هنا على تقدير: "في"؛ إذ إنَّ المعنى: صناعة في الليل، يعني: أنه مصنوعٌ في الليل.

والثالث: ما تكون الإضافة فيه على معنى اللام، وهو: كلُّ ما لا يصلح فيه أحدُ النوعين المذكورَيْن، نحو: غلام زيدٍ، وحصير المسجد.

♦ ♦ ♦
س477: ما تقدير الإضافة في الأمثلة التالية:
بيت الضيافة، سرج الدابة، بيت الطين.

الجواب:
1- بيت الضيافة: على تقدير اللام.
2- سَرْج الدابة: على تقدير اللام.
3- بيت الطين: على تقدير "مِن".

♦ ♦ ♦
س478: هات مخفوضًا بالتبعيَّة.
الجواب:
قال تعالى: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم:1].

فـ"الحميد" مخفوضٌ؛ لأنه نعتٌ لـ"العزيز".

♦ ♦ ♦
س479: قال تعالى: ﴿ تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ﴾ [الأنبياء: 57]، ما الذي جرَّ لفْظَ الجلالة؟
الجواب:
تاءُ القَسم.

♦ ♦ ♦
س480: أعْرِب الجُمل الآتية:
1-
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ
عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُومِ لِيَبْتَلِي [6]

2- قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، وما أنواع المخفوضات في هذه الآية؟ وبيِّن نوع المخفوض بالإضافة.

3- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾ [الدخان: 51]، وما أنواع المخفوضات في هذه الآية؟ وما أنواع المنصوبات التي فيها؟

4- قال الله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾ [المسد: 1].

5- قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1].

6- يا زيدُ أقْبِلْ.

7- قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173]، مع بيان ما في هذه الآية من المرفوعات والمنصوبات.

8- قال الله تعالى: ﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا ﴾ [يوسف: 81]، وبيِّن ما في هذه الآية من المرفوعات، والمنصوبات، والمخفوضات، مع بيان نوع المخفوض.

9- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾ [القمر: 54]، وما الذي في هذه الآية من المرفوعات؟ وما الذي فيها من المنصوبات؟ وما الذي فيها من المخفوضات؟

10- قال تعالى: ﴿ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 105]، وبيِّن ما في هذه الآية من المرفوعات، والمنصوبات، والمخفوضات.

11- قال الله - عز وجل -: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ [البقرة: 2]، وبيَِّن ما في الآية من المرفوعات، والمخفوضات، والمنصوبات.

12- قَدِم الحُجَّاج حتى المُشاة.

13- أكلتُ السمكة حتى رأْسها، بيِّن أوْجه الإعراب في هذه الجملة، مع إعراب هذه الأوْجُه.

الجواب:
1- قال الشاعر:
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ
عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُومِ لِيَبْتَلِي

وَلِيلٍ: الواو واو "رُبَّ" حرْف مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، ليل: مبتدأ مرفوع بضمَّة مقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بالحركة التي اقتضتْها "رُبَّ" المحذوفة، مع بقاء عملها.

2- قال الله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾:
• الحمد: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

• لله: اللام حرف جر، ولفظُ الجلالة اسم مجرور باللام، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، تقديره: كائن.

• ربِّ: نعت للفظ الجلالة، ونعت المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، ورب مضاف.

• العالمين: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مُلحَق بجمع المذكر السالم، والنون عِوض عن التنوين في الاسم المفرد.

وفي هذه الآية أنواع المخفوضات كلها، وهي:
1- الخفض بالحرف في قوله: ﴿ لله ﴾.
2- والخفض بالإضافة في قوله: ﴿ العالمين ﴾.
3- والخفض بالتبعيَّة في قوله: ﴿ رب ﴾.
4- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾:
• إن: حرف توكيد ونصْب، ينصب المبتدأ، ويرفع الخبر، لا محلَّ له من الإعراب.

• المتقين: اسم "إن" منصوب بها، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنَّه جمْع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

• في: حرف جر مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.

• مقام: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، والجار والمجرور متعلق بمحذوف، خبر لـ"إن" في محلِّ رفْع.

• أمين: نعت لـ"مقام"، ونعت المخفوض مخفوض، وعلامة خفْضه الكسرة الظاهرة في آخره.

وفي هذه الآية نوعان من المخفوضات:
1- مخفوض بالحرف، وهو قوله: ﴿ مقام ﴾.
2- ومخفوض بالتبعيَّة، وهو قوله: ﴿ أمين ﴾.
وفيها من المنصوبات: اسم "إنَّ": ﴿ المتقين ﴾.

4- قال الله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾:
• تبَّتْ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، والتاء تاءُ التأنيث الساكنة حرف مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• يدا: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه مثنى، ويدا مضاف.

• أبي: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وأبي مضاف.

• لهبٍ: مضاف إليه مجرور بالمضاف "أبي"، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

وفي هذه الآية من المخفوضات:
"أبي، ولهب"، وكلاهما مخفوض بالإضافة.

وفيها من المرفوعات: "يدا" وهو فاعل، كما تقدَّم.

5- قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾:
• قل: فعْل أمرٍ مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت.
• يا: حرف نداء مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.
• أيها: أي: منادى مبني على الضمِّ في محل نصب، وها: حرف تنبيه.
• الكافرون: صفة لـ"أي" مرفوعة، وعلامة رفْعها الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمْع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

6- يا زيدُ، أقْبِلْ:
• يا: حرف نداء مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• زيد: منادى مبني على الضمِّ في محل نصب.

• أقبل: فعل أمر مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت.

7- قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ :
• إنَّ: حرف توكيد ونصْب.

• الله: لفظ الجلالة اسم "إنَّ" منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

• غفور: خبر "إنَّ" أوَّل، مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

• رحيم: خبر ثانٍ مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.

وفي هذه الآية من المنصوبات: اسم "إنَّ" لفظ الجلالة.

وفيها من المرفوعات: خبراها: "غفورٌ، رحيمٌ".

8- قال الله تعالى: ﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا ﴾:
• ارجعوا: فعْل أمرٍ مبني على حذْف النون، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• إ لى: حرف جر مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• أبيكم: أبي اسم مجرور بـ"إلى"، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وأبي مضاف، والكاف ضمير مبني على الضمِّ في محلِّ جرِّ مضاف إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمْع، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ارجعوا".

• فقولوا: الفاء حرف عطف، وقولوا: فعل أمرٍ مبني على حذف النون لا محلَّ له من الإعراب، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محلِّ رفْع فاعل.

• يا: حرف نداء مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• أبانا: أبا: منادى منصوب؛ لأنه مضاف، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وأبا مضاف ونا ضمير مبني على الفتح في محل جرِّ مضاف إليه.

وفي هذه الآية من المخفوضات:
1- مخفوض بالحرف، وهو قوله: "أبي" من "أبيكم".

2- مخفوض بالإضافة، وهو: الكاف من "أبيكم"، ونا من "أبانا".

وفي هذه الآية من المرفوعات: واو الجماعة من الفعلين: "ارجعوا، وقولوا".

وفيها من المنصوبات: "أبا" من "أبانا".

9- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾:
• إن: حرف توكيد ونصب.

• المتقين: اسم "إن" منصوب بها، وعلامة نصبه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عِوَض عن التنوين في الاسم المفرد.

• في: حرف جرٍّ مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.

• جنات: اسم مجرور، بـ"في" وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

• و: الواو حرف عطف.

• نهر: معطوف على جنات، والمعطوف على المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.

ولا شيء مرفوع في هذه الآية.

وفيها من المنصوبات: اسم "إنَّ": ﴿ المتقين ﴾.

وفيها من المخفوضات:
1- مخفوض بالحرف، وهو قوله: ﴿ جنات ﴾.
2- ومخفوض بالتبعيَّة، وهو قوله: ﴿ نهر ﴾.

10- قال تعالى: ﴿ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾:
• فسيرى: السين حرف تنفيس، يرى: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة، منَع من ظهورها التعذُّر.

• الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.

• عملكم: عملَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وعمل مضاف، والكاف ضمير مبني على الضمِّ في محل جرِّ مضاف إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمع، ورسوله: الواو حرف عطف، رسوله: معطوف على لفظ الجلالة، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره، ورسول: مضاف والهاء ضمير مبني على الضم في محلِّ جرِّ مضاف إليه.

وفي هذه الآية من المرفوعات: الفعل "يرى"، ولفظ الجلالة، و"رسوله".

وفيها من المنصوبات: عملكم.

وفيها من المخفوضات: المخفوض بالإضافة، وهو الكاف من "عملكم"، والهاء من "رسوله".

11- قال الله - عز وجل -: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾:
• ذلك: ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محلِّ رفْع مبتدأ، واللام حرف دالٌّ على البُعد، والكاف حرف دالٌّ على الخطاب.

• الكتاب: بدل من اسم الإشارة "ذا"، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

• لا: نافية للجنس، تَنصب المبتدأ وترفع الخبر.

• ريب: اسم "لا" مبني على الفتح؛ لأنه مفرد، في محلِّ نصبٍ.

• فيه: في: حرف جر، والهاء ضمير مبني على الكسر في مجل جرِّ اسم مجرور، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر "لا"، والتقدير: لا ريب كائنٌ فيه.

وفي هذه الآية من المرفوعات: اسم الإشارة "ذا"، و"الكتاب".

وفيها من المنصوبات: اسم "لا": "ريبَ".

وفيها من المخفوضات: المجرور بالحرف؛ الضمير الهاء في "فيه".

12- قَدِم الحُجَّاج حتى المُشاة:
• قَدِم: فعل ماضٍ مبني على الفتح لا محلَّ له من الإعراب.

• الحُجَّاج: فاعل مرفوع وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.

• حتى: حرف عطف.

• المشاة: معطوف على الحُجَّاج، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.

13- أكلْتُ السمكة حتى رأسها[7].

والحمدلله ربِّ العالمين.

[1] البيت في صُبح الأعشى (14/ 143)، وشرح ديوان المتنبي (1 / 113)، (2 /110)، (2 / 253)، والعِقد الفريد (1/ 46)، والكامل في الأدب (1 / 230)، وديوان المعاني (1 / 143)، وحماسة أبي تمام (2/ 285).
[2]رواه البخاري (1016)، والنسائي (1503)، ومالك في الموطَّأ في الاستسقاء، باب ما جاء في الاستسقاء ص 175، والشافعي في مسنده (1/ 79)، وابن حِبَّان في صحيحه (2857)، والبيهقي في سُننه الكبرى (3/ 343).
[3]البيت في الكامل في الأدب (1/ 338)، وخزانة الأدب (3/ 287).
[4] وإذا أردتَ مزيدَ تفصيلٍ، فانظر: مغني اللبيب (1/ 154 - 155).
[5] لام الاختصاص: هي الداخلة بين اسْمين يدلُّ كلٌّ منهما على الذات، والداخلة عليه لا يَملِك الآخر، وسواء أكان يَملِك غيرَه، أم كان ممن لا يَملِك أصلاً.
[6] هذا البيت من كلام امرئ القيس من معلَّقته، وهو موجود في طبقات فحول الشعراء (1/85)، ومعاهد التنصيص (1/ 264)، وخزانة الأدب؛ للبغدادي (2/ 286)، وديوان المعاني (1/345)، وجمهرة أشعار العرب (1/ 84).
[7] تقدَّمت الإجابة على هذا السؤال في باب العطف.
وبذلك يتم بعون الله وقوَّته الإجابة على ما جاء من أسئلة في كتابي: "التحفة السنيَّة"؛ لفضيلة الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد، وشرْح الآجرومية؛ لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
وتَمَّ الفراغ من ذلك في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، يوم الثلاثاء في السادس من ربيع الآخر، سنة 1425 هـ، فاللهَ أسأل أن يجعله خالصًا لوجهه، وأن يوفِّقني لخدمة كتابه الكريم، وسُنة نبيِّه المطهَّرة، وأن يهديني لِمَا اخْتُلِف فيه من الحق بإذنه، إنه سميع قريب مجيب، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-06, 14:10   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي ما ورد في القرآن على وزن (استفعل) وتصاريفه

ما ورد في القرآن على وزن (استفعل) وتصاريفه

وزن (استفعل) من الأوزان الصرفية التي تأتي في كلام العرب على عدة أوجهٍ من المعاني؛ أشهرها الطلب، ومنها أيضًا الصيرورة، ومنها الوجدان، وغير ذلك مما تجده في كتب التصريف، كما أنَّ الفعل نفسَه قد يختلف معناه بحسب السياق، مثل (استحيا).

وبعض هذه المواضع يكون معنى الصيغة فيه واضحًا من السياق، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24]، وكما في قوله - تعالى -: ﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ﴾ [الأنفال: 19]، وأيضًا كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ ﴾ [البقرة: 282]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ ﴾ [يونس: 11]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا... ﴾ [الكهف: 29].

وقد حاولت أن أستقري المواضع التي وردتْ في القرآن على هذه الصيغة بتصاريفها المختلفة في هذا المبحث، وأرجو ألا يكون فاتَنِي منها شيءٌ، وأرحِّب بالاستدراك والتعقيب من الإخوة الكرام، وقد ذكرت مع كلِّ صيغة بعض أمثلة ورودها في القرآن، مع محاولة التنوع في الصيغ قدر الإمكان، فأذكر مثلاً الماضي والمضارع والأمر، واسم الفاعل واسم المفعول، ونحو ذلك إن وُجِد.

وإليكم ما جمعته من المواضع مُرتَّبًا على المواد:
(استأْجَر):
﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26].

(استأْخر):
﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ [الحجر: 24].

(استأْذن):
﴿ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ ﴾ [النور: 62].

(استبْدل):
﴿ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61].

(استبْشر):
﴿ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ ﴾ [آل عمران: 171]، ﴿ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ﴾ [التوبة: 111]، ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ﴾ [عبس: 38، 39].

(استثْنى):
﴿ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾ [القلم: 18].

(استجاب):
﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ﴾ [آل عمران: 195]، ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ﴾ [الأنعام: 36].

(استجار):
﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ﴾ [التوبة: 6].

(استحبَّ):
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ﴾ [النحل: 107]، ﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم: 3].

(استحسر):
﴿ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19].

(استحفظ):
﴿ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ﴾ [المائدة: 44].

(استحوذ):
﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ﴾ [المجادلة: 19]، ﴿ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النساء: 141].

(استحيا):
﴿ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الأحزاب: 53]، وبمعنًى آخر: ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4].

(استخرج):
﴿ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ ﴾ [يوسف: 76]، ﴿ وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ﴾ [فاطر: 12].

(استخفَّ):
﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا ﴾ [النحل: 80]، وبمعنى آخر: ﴿ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60].

(استخفى):
﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 4]، ﴿ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ [الرعد: 10].

(استخلص):
﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ﴾ [يوسف: 54].

(استخلف):
﴿ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [النور: 55]، ﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾ [الحديد: 7].

(استرهب):
﴿ سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ ﴾ [الأعراف: 116].

(استزلَّ):
﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾ [آل عمران: 155].

(استسخر):
﴿ وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ﴾ [الصافات: 14].

(استسقى):
﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ ﴾ [البقرة: 160].

(استسلم):
﴿ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴾ [الصافات: 26].

(استشهد):
﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ﴾ [البقرة: 282].

(استصرخ):
﴿ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ﴾ [القصص: 28].

(استضعف):
﴿ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [النساء: 97]، ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ ﴾[الأعراف: 75]، ﴿ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ﴾ [الأعراف: 150].

(استطار):
﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾ [الإنسان: 7].

(استطاع):
﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97].

(استعتب):
﴿ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24]، ﴿ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ [الجاثية: 35].

(استعجل):
﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ﴾ [الرعد: 6]، ﴿ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأحقاف: 24]، ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ﴾ [الأحقاف: 35]، ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾ [يونس: 11].

(استعصم):
﴿ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ﴾ [يوسف: 32].

(استعفَّ):
﴿ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ﴾ [النساء: 6].

(استعلى):
﴿ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى ﴾ [طه: 64].

(استعمر):
﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61].

(استعاذ):
﴿ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36].

(استعان):
﴿ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]، ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 45].

(استغشى):
﴿ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [هود: 5]، ﴿ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ﴾ [نوح: 7].

(استغفر):
﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النساء: 74]، ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 17]، ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]، ﴿ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴾ [ص: 24].

(استغلظ):
﴿ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ﴾ [الفتح: 29].

(استغنى):
﴿ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ﴾ [عبس: 5-6].

(استغاث):
﴿ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ ﴾ [القصص: 15]، ﴿ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ﴾ [الكهف: 29].

(استفتح):
﴿ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [البقرة: 89]، ﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ﴾ [الأنفال: 19]، ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [إبراهيم: 15].

(استفتى):
﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 127]، ﴿ وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 22]، ﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ﴾ [الصافات: 149].


(استفزَّ):
﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ﴾ [الإسراء: 64]، ﴿ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴾ [الإسراء: 103].

(استقبل):
﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾ [الأحقاف: 24].

(استقدم):
﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ [الحجر: 24].

(استقرَّ):
﴿ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36]، ﴿ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ﴾ [الأعراف: 143]، ﴿ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ﴾ [القمر: 3].

(استقام):
﴿ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ﴾ [التوبة: 7]، ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [هود: 56]، ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾ [هود: 112]، ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴾ [التكوير: 28].

(استكبر):
﴿ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 172]، ﴿ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 21]، ﴿ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 67].

(استكثر):
﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ [الأعراف: 188]، ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر: 6].

(استكان):
﴿ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]، ﴿ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [المؤمنون: 76].

(استمتع):
﴿ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾ [النساء: 24]، ﴿ فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ ﴾ [التوبة: 69].

(استمرَّ):
﴿ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ [القمر: 2]، ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ﴾ [القمر: 19].

(استمسك):
﴿ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ﴾ [الزخرف: 21]، ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ﴾ [الزخرف: 43]، ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [البقرة: 256].

(استنبأ):
﴿ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ [يونس: 53].

(استنبط):
﴿ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83].

(استنصر):
﴿ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ﴾ [القصص: 28].

(استنفر):
﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ﴾ [المدثر: 50].

(استنقذ):
﴿ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ﴾ [الحج: 73].

(استنكح):
﴿ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا ﴾ [الأحزاب: 50].

(استنكف):
﴿ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 172]، ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 173].

(استهزأ):
﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة: 15]، ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95]، ﴿ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الأنعام :10].

(استهوى):
﴿ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ ﴾ [الأنعام: 71].

(استودع):
﴿ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

(استوفى):
﴿ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ﴾ [المطففين: 2].

(استوقد):
﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ [البقرة: 17].

(استيئس):
﴿ فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ﴾ [يوسف: 80].

(استيسر):
﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾ [البقرة: 169].

(استيقن):
﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾ [النمل: 14]، ﴿ قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴾ [الجاثية: 32]، ﴿ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ [المدثر: 31].

وإلى لقاء آخرَ مع صيغة أخرى، والله الموفق.











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المغني, الوعد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc