القول المأثور في الرد على تصريح عميد الدبلوماسية المشهور. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القول المأثور في الرد على تصريح عميد الدبلوماسية المشهور.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-09-08, 09:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B2 القول المأثور في الرد على تصريح عميد الدبلوماسية المشهور.

القول المأثور في الرد على تصريح عميد الدبلوماسية المشهور.


صرح الدبلوماسي الجزائري المخضرم "الأخضر الإبراهيمي" أن أمريكا خرجت من أفغانستان بإرادتها وبذلك ينفي تصريحه هذا الكثير من التحليلات السياسية التي تقول أن أمريكا خرجت من هذا البلد مهزُومة بعد عشرين سنة من احتلالها له.


بداية يجب أن نعترف أن هذا التصريح صدر من دبلوماسي و شخصية تنتمي لمنظومة الأمم المتحدة، باعتباره اشتغل كمبعوث لها في عديد الدول التي تشهد حروباً أهلية ونزاعات مذهبية وعرقية في أكثر من منطقة في العالم.


يجب أن نعترف أن هذا التصريح لم يصدر من قارئة فنجان أو من يضرب في الودع أو من رئيس حزب مغمور أو سياسي هاوي أو من شخص جالس في مقهى وفي لحظة تأمل أدلى بهذا التصريح الخطير والمفيد في نفس الوقت، نقول خطير لأن تصريحه من المؤكد أنه يدعم فكرة المؤمرة وهي أن أمريكا نسجت فصول مسرحيتها في أفغانستان بالإتفاق مع طالبان [لقاء رئيس المخابرات الأمريكية مع أمير حركة طالبان بعيد الخروج] وبالتالي لا وجود لهزيمة لأمريكا في أفغانستان، وعليه يستنتج أن هناك شيء ما تحضره أمريكا لخصومها وأعدائها بهذا الخروج الغامض بخاصة في آسيا والشرق الأوسط [إيران]، ومفيد لأن تصريحه فضح مُخططات أمريكا وكشف حقيقة هذا الخروج الغامض من هذا البلد الذي اعتبره البعض هزيمة والبعض الآخر مسرحية أمريكية أخرى، فإذا صح كلام الرجل وكلامه صحيح 100/100 [على ذمتي] فإنه يتوجب على دول العالم التحضير لما بعد هذا الخروج المتعجل وعودة طالبان إلى الحكم [هذا الكلام ليس حباً في الرجل وهو الأمريكي الغربي الهوى، هذا الكلام منطقي يجب أن نقوله للناس كما هو].


الشيء الأول، أن أمريكا إمبراطورية عظمي ترصد أكثر من 1000 مليار دولار سنوياً كميزانية عسكرية لجيوشها الذين يغطون 90 بالمئة من الكرة الأرضية [قواعد عسكرية/حاملات طائرات/غواصات/قوات خاصة ومرتزقة "بلاك ووتر" وأخواتها/أقمار صناعية عسكرية للتجسس/ مخابر كيميائية وبيولوجية..إلخ]، لها قواعد عسكرية كبرى على امتداد القارات الخمس وتملك اقتصاد قوي وفره لها سيطرتها على النظام السياسي [الليبيرالية/والنيوليبيرالية التي تجتاح العالم بالعولمة وغير العولمة] والاقتصادي [الرأسمالية المتوحشة وامتلاكها لأغلبية الشركات المتعددة الجنسيات ما تعلق بالسلاح والنفط والذكاء الإصطناعي..إلخ] والنظام المالي من خلال عملتها [العملة الصعبة الدولار] التي هي عملة التبادل التجاري بين دول العالم بدون منازع رغم وجود عملة "اليورو"، وتملك أقوى جهاز مخابرات، وتملك عدد كبير من المختبرات الكيميائية والبيولوجية وهي مُنتشرة في كل مكان في العالم وعلى حدود الصين وروسيا تحديداً، وتمتلك أقماراً صناعية دقيقة وتتحكم بالذكاء الاصطناعي ولها تجارب كبيرة في التلاعب بالتوازن البيولوجي والتوازن البيئي [هذا ليس إطراء لأمريكا هذا واقع يجب الإعتراف به بالتزامن مع أسطوانة أمريكا المشروخة عن هزيمتها في أفغانستان وهي دعاية يراد بها تحقيق أهداف ستكشف السنوات القادمة طبيعتها].


والشيء الثاني، أن الحرب بين أمريكا وحلفائها مع طالبان طوال عشرين سنة من احتلالها لأفغانستان لم تكن حرباً كلاسيكية بمعنى جيش نظامي ضد جيش نظامي آخر، ولكن كانت حرب عصابات تجري بعيداً عن مناطق أفغانستان المفيدة التي تتمركز فيها الحكومة الأفغانية العميلة والسفارات الأجنبية والقواعد العسكرية الاستراتيجية الأمريكية، والمعارك التي كانت تندلع من فترة إلى أخرى لم تكن سوى فرقعات ألعاب نارية من أجل إحداث ضوضاء كان لها أهداف سياسية واقتصادية ومالية وأمنية في الداخل الأمريكي وفي الخارج الأمريكي، وبالتالي فإن تصريح الدبلوماسي الجزائري "الأخضر الإبراهيمي" ما تعلق بالشق الأول: الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان مُقنعة إلى حد بعيد ومبررة وتؤكد صحة فرضية "خروج" الولايات المتحدة بقرار منها ودون أن يكون ذلك بسبب هزيمتها أمام حركة طالبان الإسلاماوية، لسبب بسيط أن الإبراهيمي شخصية سياسية كبيرة مُتغلغلة في دهاليز أروقة القرار الغربي وبخاصة في داخل الإدارة الغربية والأمريكية على وجه الخصوص ويعرف الكثير والكثير من الأسرار التي تعج بها إلى جانب خبرته الطويلة في حقل الدبلوماسية كما أنه لا يمكن أن ننسى عبقرية الرجل ودهاءه السياسي الذي لا ينكره إلا من يريد الهروب من هذه الحقيقة.



فأمريكا كان لها في الماضي علاقة مع مجاهدي أفغانستان أيام التواجد العسكري السوفياتي في هذا البلد وكانت باكستان والسعودية هي الوسيط بين الطرفين، وأمريكا ورغم الحرب أو ما يزعم أنه حرب على الجهاديين في أفغانستان [تنظيم القاعدة] وعلى حركة طالبان إلا أن خيط الود لم ينقطع يوماً بين الأم أمريكا والبنت المدللة حركة طالبان ولكن الجديد اليوم هو أن إمارة قطر هي من أخذت مكان السعودية إلى حين إلى جانب تركيا والوسيط القديم طبعاً باكستان رغم علاقته الطيبة بالصين وروسيا، فمن الصعب تقبل فكرة أن قطر أو تركيا أو السعودية أو باكستان ستتخلى في يوم من الأيام عن الغرب وعن الولايات المتحدة مهما بلغت أمريكا من ضعف وتراجع وتحولها [أي زعامة العالم] نحو الصين أو روسيا حتى لو أصبحتا قوتان كبريان في العالم.


اليوم فيه طرفين متنازعين على قيادة العالم الصين وروسيا من جهة والتي تعتمد في توسعها عالمياً على عنصر الشيعة إلى جانب من تبقى من قوميين عرب ومن يساريين عرب ومن شيوعيين عرب وحتى بعضاً من الوطنيين وأمريكا التي تدعي نصرتها للعنصر السني [السنة] وتسعى لأن يتحالف مع حليفها الأكبر في المنطقة والعالم "إسرائيل" لدرأ خطر روسيا والصين بضرب إيران لذلك هي اليوم بصدد تجهيز وتهيئة وإعادة الروح والحياة لحركة طالبان السنية ولكل التيارات السنية المسلحة وغير مسلحة [إعادة احياء "الإرهاب الإسلامي" الدولي امعاناً في حربها على الإسلام وضرباً لأعدائها وخصومها في آسيا وإفريقيا الذين يهددون أحادية القطبية وهيمنتها على العالم]، هذه الحركة التي تنتمي مذهبياً لحلفائها السنة لضرب ذلك المشروع الشرقي [الإقتصادي والمالي والعسكري والأمني ..] الذي يضع على رأسه في محاولة تنفيذه العنصر الشيعي كركيزة أساسية تبدأ من إيران ولا تنتهي بسوريا.


هناك خمسة نقاط يمكن الخروج بها من تصريح الدبلوماسي المشهور "الأخضر الإبراهيمي" وهي:

1 – أن الإبراهيمي أثار حفيظة الوطنيين فيما يتعلق بموضوع الثورة الجزائرية وخروج الإستعمار الفرنسي منها وشبهه بما فعلته أمريكا والغرب وحلف النيتو وحلفاء وشنطن حين عزمت على الخروج من أفغانستان وتسليم البلد لحركة طالبان.


2 – أن الإبراهيمي أثار حفيظة الإسلاماويين سواء التيار المسلح منه أو السياسي لأنه قلل من قيمة انتصار حركة إسلامية سنية تدعى "طالبان"، وبهذا يسعى الإسلاميون الذين يمتهنون السذاجة ويحاولون تصديرها لشعوب العالم الإسلامي كما درجت عليه العادة عندهم [
فالمسلمون وفي العصور الأخيرة ونتيجة الهوان والضعف الذي يعيشونه اليوم يريدون نصراً حتى لو كان وهمياً وهذا الذي تدركه أمريكا وتحاول توظيفه في هذه الأثناء خدمة لمصالحها]، وذلك بتصوير ما حصل على أنه نصر مؤزر للإسلاميين [أو الإسلام السياسي] لإعادة رفع معنويات أحزاب وجماعات الإسلام السياسي ككل الذي مني في الفترة القليلة الماضية بهزائم عسكرية وسياسية في أكثر من مكان في العالم، وهؤلاء الإسلاميين أو قادتهم ومُفكريهم يعرفون جيداً أن الأمريكان خرجوا من أفغانستان بصفقة سياسية بينهم وبين حركة طالبان سعياً منهم للإبتعاد عن خطر ضعيف والتوجه نحو خطر أكبر وأخطر وهو صعود الصين وما تسميه أمريكا بسلوك روسيا وضرورة تأسيس علاقات معها مبنية على التنبؤ، وأمريكا الضعيفة في الظاهر الآن والقوية في أعماقها سعيدة بتصريحات الإسلاميين وغير الإسلاميين الذين ينشرون أخبار "هزيمتها" في أفغانستان لأن هذا الكلام هو بمثابة إكسير الحياة التي تريد أمريكا اعطاءه مجدداً للحركات الإسلامية وبخاصة المسلحة منها في اطار تحضيرها للحرب على خصومها بالوكالة في آسيا وفي الشرق الأوسط [إيران] وفي إفريقيا خصوصاً.

3 – أن الإبراهيمي بتقليله لـــ "هزيمة" أمريكا والغرب وحلف "النيتو" في أفغانستان يريد أن يرفع من معنويات حلفاء أمريكا من النيوليبيراليين والرأسماليين والقول أن أمريكا بخير وقوية وما زالت مهيمنة على العالم، وأن انسحابها من أفغانستان ليس ضعف وليس علامة انهيار الإمبراطورية التي لا تقهر، وليس تراجع لدورها العالمي بقدر ماهو تكتيك أمريكي تسعى من خلاله إلى الحفاظ على هيمنتها على العالم المتآكلة وذلك بإرباك العالم ككل ومنطقة آسيا على الخصوص وتخويف الشرق الأوسط [إيران] ونشر الرعب في إفريقيا تلك القارة الغنية بالثروات والتي يحصل فيها منذ مدة تنافس كبير بين القوى العظمى للظفر بقلبها.


4 – خروج أمريكا من أفغانستان أعاد العالم إلى ما قبل غزوها لهذا البلد الضعيف بحجة أن طالبان تأوي إرهابيين من تنظيم "القاعدة" وبحجة محاربة الإرهاب، وربما حتى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر المؤلمة، وهي بذلك تريد احياء الإرهاب الدولي من جديد بما يخدم مصلحتها في الإبقاء على هيمنتها على العالم مهما كلفها ذلك من ثمن.


5 – إن خروج أمريكا من أفغانستان هو بمثابة الحقنة التي أرجعت الحياة للتنظيمات الإرهابية في العالم، والتي من دون شك ستعمل على التشويش على الكثير من المشاريع الاقتصادية والعسكرية لخصوم أمريكا، فبالنهاية أمريكا تريد استنزاف منطقة آسيا والشرق الأوسط وعلى وجه التحديد إيران وربما تركيا مالياً وعسكرياً وقطع الطريق على مشروع التعددية القطبية الذي لا يخدمها بأي حال من الأحوال.


بقلم: الحاج بوكليبات








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc