علماء الصحابة كانوا يعتنون بموارد التفسير من اللغة ما جاء مثلا عن عمر رضي الله عنه حينما فسر قول الله تعالى في سورة النحل (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) فعمر رضي الله عنه قرأها على المنبر ,لأنه كا يقرأها يوم الجمعة كثيرا ,ثم قال ما (التخوف؟) ,فسكت الناس ,فقام رجل من هذيل ,وقال يا أمير المؤمنين ,التخوف في لغتنا :التنقص ,قال شاعرنا أبو الكبير الهذلي :
تخوّفَ الرّحلُ منها تامكًا قَرِداً --------كما تخوَّفَ عود النّبعةِ السَّفِنُ
التخوف:التنقص(1) قال عمر رضي الله عنه :(عليكم بديوان العرب فإن به معرفة كلام ربكم ) ,(أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) يعني : ينقصهم شيئا فشيئا من النعمة مما هم فيه حتى يهلكهم ,فهو قد علم اللغة ,والصحابة هنا نظروا إلى اللغة ففسرها لهم بذلك ,وهكذا بقية الصحابة ,مثل ابن عباس رضي الله عنه كان عالما بأشعار العرب فكان يجلس في منزله في مكة ,ويصيح غلامه : من أراد أن يسأل عن شعر العرب ولغتها فليدخل ,فيدخل من يريد أن يسأل عن أشعارهم ,فيجيب ابن عباس رضي الله عنهما ,وهكذا(2)
(1) أخرج الأثر : الطبري (14/113)
(2) أخرج هذه الحاية الحاكم وأبو نعيم في الحلية
مستفاد من شرح الشيخ صالح آل الشيخ لمقدمة الأصول لشيخ الإسلام