اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حورية تو
أنا لديا تسائل
بسم الله الرحمن الرحيم :ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺭَﺑَّﻜُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢ ﻣِّﻦ ﻧَّﻔْﺲٍ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓٍ ﻭَﺧَﻠَﻖَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺯَﻭْﺟَﻬَﺎ ﻭَﺑَﺚَّ ﻣِﻨْﻬُﻤَﺎ ﺭِﺟَﺎﻟًﺎ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻭَﻧِﺴَﺎﺀً ۚ ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺗَﺴَﺎﺀَﻟُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺣَﺎﻡَ ۚ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺭَﻗِﻴﺒًﺎ ( 1 ) ﻭَﺁﺗُﻮﺍ ﺍﻟْﻴَﺘَﺎﻣَﻰٰ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟَﻬُﻢْ ۖ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺘَﺒَﺪَّﻟُﻮﺍ ﺍﻟْﺨَﺒِﻴﺚَ ﺑِﺎﻟﻄَّﻴِّﺐِ ۖ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺄْﻛُﻠُﻮﺍ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟَﻬُﻢْ ﺇِﻟَﻰٰ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟِﻜُﻢْ ۚ ﺇِﻧَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﺣُﻮﺑًﺎ ﻛَﺒِﻴﺮًﺍ ( 2 ) ﻭَﺇِﻥْ ﺧِﻔْﺘُﻢْ ﺃَﻟَّﺎ ﺗُﻘْﺴِﻄُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻴَﺘَﺎﻣَﻰٰ ﻓَﺎﻧﻜِﺤُﻮﺍ ﻣَﺎ ﻃَﺎﺏَ ﻟَﻜُﻢ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀِ ﻣَﺜْﻨَﻰٰ ﻭَﺛُﻠَﺎﺙَ ﻭَﺭُﺑَﺎﻉَ ۖ ﻓَﺈِﻥْ ﺧِﻔْﺘُﻢْ ﺃَﻟَّﺎ ﺗَﻌْﺪِﻟُﻮﺍ ﻓَﻮَﺍﺣِﺪَﺓً ﺃَﻭْ ﻣَﺎ ﻣَﻠَﻜَﺖْ ﺃَﻳْﻤَﺎﻧُﻜُﻢْ ۚ ﺫَٰﻟِﻚَ ﺃَﺩْﻧَﻰٰ ﺃَﻟَّﺎ ﺗَﻌُﻮﻟُﻮﺍ ( 3 ) ﻭَﺁﺗُﻮﺍ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀَ ﺻَﺪُﻗَﺎﺗِﻬِﻦَّ ﻧِﺤْﻠَﺔً ۚ ﻓَﺈِﻥ ﻃِﺒْﻦَ ﻟَﻜُﻢْ ﻋَﻦ ﺷَﻲْﺀٍ ﻣِّﻨْﻪُ ﻧَﻔْﺴًﺎ ﻓَﻜُﻠُﻮﻩُ ﻫَﻨِﻴﺌًﺎ ﻣَّﺮِﻳﺌًﺎ ( 4 ) ﻭَﻟَﺎ ﺗُﺆْﺗُﻮﺍ ﺍﻟﺴُّﻔَﻬَﺎﺀَ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻜُﻢْ ﻗِﻴَﺎﻣًﺎ ﻭَﺍﺭْﺯُﻗُﻮﻫُﻢْ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَﺍﻛْﺴُﻮﻫُﻢْ ﻭَﻗُﻮﻟُﻮﺍ ﻟَﻬُﻢْ ﻗَﻮْﻟًﺎ ﻣَّﻌْﺮُﻭﻓًﺎ ( 5 ) ﻭَﺍﺑْﺘَﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﻴَﺘَﺎﻣَﻰٰ ﺣَﺘَّﻰٰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻐُﻮﺍ ﺍﻟﻨِّﻜَﺎﺡَ ﻓَﺈِﻥْ ﺁﻧَﺴْﺘُﻢ ﻣِّﻨْﻬُﻢْ ﺭُﺷْﺪًﺍ ﻓَﺎﺩْﻓَﻌُﻮﺍ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻢْ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟَﻬُﻢْ ۖ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺄْﻛُﻠُﻮﻫَﺎ ﺇِﺳْﺮَﺍﻓًﺎ ﻭَﺑِﺪَﺍﺭًﺍ ﺃَﻥ ﻳَﻜْﺒَﺮُﻭﺍ ۚ ﻭَﻣَﻦ ﻛَﺎﻥَ ﻏَﻨِﻴًّﺎ ﻓَﻠْﻴَﺴْﺘَﻌْﻔِﻒْ ۖ ﻭَﻣَﻦ ﻛَﺎﻥَ ﻓَﻘِﻴﺮًﺍ ﻓَﻠْﻴَﺄْﻛُﻞْ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ۚ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺩَﻓَﻌْﺘُﻢْ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻢْ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟَﻬُﻢْ ﻓَﺄَﺷْﻬِﺪُﻭﺍ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ۚ ﻭَﻛَﻔَﻰٰ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺣَﺴِﻴﺒًﺎ ( 6 صدق الله العظيم
لما أقرأ هذه الآيات اجدها تتكلم عن اليتامى
ثم ربط القسط في اليتامى بالتعدد
ولما قرأت شروحات السلف وجدتها متعددة حيث إختلفو في تفسيرها
ما علاقة القسط في اليتامى بالتعدد هذا سؤالي ..
|
السلام عليكم : لا يوجد إختلاف في شروحات السلف لهذه الأيات ، وعلينا أن نفرق بين إختلاف التنوع وإختلاف التضاد ، فاختلاف التضاد هو إختلاف في المعنى أما إختلاف التنوع فهم يدورون في معنى واحد ولكن كل يعبر بأسلوب معين ، ولا يوجد إختلاف تضاد في تفسيرات السلف إلا في حالات ناذرة جدا ، فالإختلاف الحاصل هو إختلاف تنوع أي أنه لا خلاف في المعنى الإجمالي .
أما بالنسبة لسؤالك فالجواب عليه هو : أن هذه الآيات أصلا تتكلم عن حقوق اليتامى و ليس عن حكم التعدد وذلك أنه من حقوق اليتيمة الزواج و متطلباته فتطرقت الآية للكلام عن التعدد وإلا فالتعدد أصلا مباح ، لأن الأصل في الأشياء الإباحة وكان الزواج قبل الإسلام غير محدود بعدد معين من الزوجات .
وسؤالك هذا بالضبط هو الذي سأل عنه التابعي الجليل عروة إبن الزبير خالته عائشة رضي الله عنها فكان جوابها :
( يَا ابْنَ أُخْتِي ! هَذِهِ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا ، تَشْرَكُهُ فِي مَالِهِ ، وَيُعْجِبُهُ مَالُهَا وَجَمَالُهَا فَيُرِيدُ وَلِيُّهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِغَيْرِ أَنْ يُقْسِطَ فِي صَدَاقِهَا فَيُعْطِيَهَا مِثْلَ مَا يُعْطِيهَا غَيْرُهُ ، فَنُهُوا عَنْ أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ ، وَيَبْلُغُوا لَهُنَّ أَعْلَى سُنَّتِهِنَّ فِي الصَّدَاقِ ، فَأُمِرُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَا طَابَ لَهُمْ مِنْ النِّسَاءِ سِوَاهُنَّ )
رواه البخاري (رقم/4574)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" وقوله : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى ) أي : إذا كان تحت حجر أحدكم يتيمة ، وخاف ألا يعطيها مهر مثلها ، فليعدل إلى ما سواها من النساء فإنهن كثير ، ولم يضيق الله عليه " انتهى.
" تفسير القرآن العظيم " (2/208)
الخلاصة : كان الرجال يتكفلون بالأيتام وعندما تكبر تلك اليتيمة يريد ذلك الرجل أن يتزوجها دون أن يعطيها مهرها كاملا مثل باق النساء ظنا منهم أن كفالتهن لهن كافية عن المهر ، فنزلت هذه الآية لتنهاهم عن ذلك وتقول لهم إن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى ، أي لا تعطوهن مهورهن كاملة فانكحوا ما طاب لكم من النساء ، أي تزوجوا غيرهن من النساء مثنى وثلاث ورباع .
فالأية تتكلم عن حق اليتيمات في المهر ونهت الرجال عن الزواج بهن إن لم يعطينهم مهرهن كاملا و أن ينصرفن إلى غيرهن من النساء وحددت العدد بأربع
فإن كان هناك حكم يؤخذ من هذه الآية فهو تحريم الزواج بأكثر من أربعة وليس إباحة التعدد لأنه أصلا مباح من قبل ومن بعد .