إقليم "نخجوان" منطقة الصراع القادمة

[سندباد علي بابا]

إقليم "نخجوان" منطقة الصراع القادمة

هو إقليم أذري تفصل بينه وبين أذربيجان الأرض الأم دولة أرمينيا.

طريق "زنغزور" في الحدود الجنوبية لأرمينيا وفي الحدود الشمالية لإيران يربط بين الاقليم الذي يتمتع بالحُكم الذاتي وأذربيجان، وهو يرتبط بحدُود على طول 17 كلم مع تركيا.

الإقليم به أقلية روسية وأرمينية إلى جانب أغلبية أذرية.

أذربيجان لا تستطيع أن تربط أراضيها بأراضي "نخجوان" في ظل عقبة أرمينيا بمعنى الأراضي الأرمينية، وبالتالي إذا ما أرادت القيام بذلك فعليها أن تُعلن وتشن الحرب على أرمينيا وأن تحتل أراضيها أو جزءً من أراضيها أو في أقل الأحوال احتلال معبر وطريق وأتو ستراد "زنغزور" وهذا سيُشكل خطراً على مصير وكيان إيران (مسألة وجودية بالنسبة لإيران) التي بها أقلية أذربيجانية على تماس مع حدود أذربيجان ويدفع بهذه الأقلية للإنفصال عن إيران.

تُركيا لا تستطيع اِحتلال "نخجوان" لأنه ليس أرضاً تُركية وسيُعد ذلك الأمر إن حصل اِحتلالاً حتى لو كانت تُركيا عضو في حلف الناتو (استقوت/ أو تستقوي في هذه الأثناء بحلف الناتو).

وروسيا حتماً ستتدخل لحماية الأقلية الروسية في "نخجوان".

1 - تُركيا إذا ما دخلت واِحتلت "نخجوان" فإن ذلك سيكون اعتداء واحتلال لأراضِ ليست لها

2 – سيكون ذلك اِعتداء من دولة عُضو في حلف الناتو على بلد به أقلية رُوسية مُعتبرة، بمعنى آخر سيكُون ذلك اِعتداء من حلف الناتو على أرضٍ بها أقلية روسية الأمر الذي سيدفع بروسيا للدفاع عن الروس في أي مكان حتى في "نخجوان" بكل الوسائل المتاحة حتى النووية منها.

3 – إيران ستعتبر اِحتلال تركيا لــ "نخجوان" مُقدمة لاِحتلال أراضيها أو أجزاء من أراضيها في الجهة التي تعيش بها أقلية إيرانية أذرية (أذربيجان الشرقية).

4 – أذربيجان تحتاج لاِحتلال أراضٍ أرمينية (معبر زنغزور) للربط بين شطرها في "نخجوان" وإلحاقه ببقية أراضيها شرق أرمينيا.

أردوغان يُريد إعادة اِحياء الإمبراطورية التركية (ما يسمى بالشعوب الناطقة بالتركية/ أو الشعوب التتارية) باِستغلال حاجة الغرب: أوروبا وأمريكا للطاقة من دُول آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز بعد تخليهما على الطاقة الروسية بفعل أزمة أوكرانيا والعقوبات المُسلطة على روسيا، وبالتالي يتحالف (أردوغان) مع أذربيجان في هذه الأثناء للعمل على مُخطط تمرير أُنبوب نقل الغاز من كازخستان الغنية بالنفط والغاز والطاقة إلى أذربيجان مروراً بجنوب أرمينيا وأراضي "نخجوان" وصولاً إلى منطقة أغادير التركية ومن ثمة إلى أُوروبا وبالتالي اِنهاء اعتماد أوروبا والغرب على الطاقة الرُوسية ما لم يحققه تفجير ستريم – 1، -2 ستقوم به في هذه الأثناء تركيا- أذربيجان المتحالفتان مع الغرب وحلف الناتو ضد روسيا والصين.

5 – الكيان الصُهيوني ( إسرائيل البنت المدللة للغرب) يُريد تقسيم إيران ببعث النعرات العرقية ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأقلية الإيرانية الأذرية لتدمير إيران وتفجيرها من الداخل وهذا سبب تحالفه مع أذربيجان في ظل حُكم علييف.

6 – أما أمريكا فتُريد اِخضاع إيران (لقطع اِمدادات الطاقة على الصين لوقف زحفها الاِقتصادي والعلمي والتكنولوجي والديمغرافي والجغرافي والثقافي والجيوسياسي والعسكري) وقطع الطريق على مشروع" الحزام وطريق الحرير" وطرد رُوسيا من منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ومُحاصرة الصين وتنفيذ المشروع الاقتصادي التجاري الهند- أوروبا عبر الكيان الصهيوني (عكا) ليكون بديلاً عن مشروع الصين ولإدماج الكيان الصهيوني ضمن الإقليم وفي العالم.

في العادة جماعة إخوان السلطة في البطحة تكره الشيعة وتُحارب إيران وحزب الله ولكنها تُحب أذربيجان رغم عِلمها أنهم شيعة، لأن أذربيجان الشيعية من أُصول تُركية ومُقربة جداً من حلف الناتو ومن تركيا ومن الكيان الصهيوني ومن أوروبا وأمريكا والغرب.

فحُب الشيعة أو كُرههم بالنسبة لإخوان السلطة في البطحة ليس مُرتبط بعقيدتهم "الفاسدة" ولكن بسياستهم (النفاق الاستراتيجي/ أو التقية والباطنية الاستراتيجية) فإذا كانوا يَسيرُون على طريق النضال والمقاومة للكيان والهيمنة الغربية فهم فُرس وأبناء اِبن العلقمي وصفويين ورافضة ولكن إذا كانوا مع تُركيا وحلف الناتو وأمريكا والكيان الصهيوني وبخاصة إذا كانوا من أُصول تُركية فهم جيدُون وأصدقاء، مع العِلم أن هؤلاء (الإخوان) يكرهُون ويُعادون العرب من شيعة البحرين والعرب من شيعة العراق والعرب من علوية (شيعة) سوريا والعرب من شيعة لبنان (حزب الله وحركة أمل) والعرب من شيعة السعودية (القطيف والمنطقة الشرقية في المملكة) والعرب من شيعة اليمن (الزيدية).

والشيعة هُم الشيعة فلا خلاف بين الشيعة في إيران والشيعة في أذربيجان وفي إقليم "نخجوان".. ورغم ذلك فإن الإخوان من أحزب السلطة في البطحة يَربِطون ولاءهم ليس من منطلق عقدي (العقيدة) ولكن من المنطلق السياسي فتجدهم يُدعمون شيعة أذربيجان (عجم) وينتقدون شيعة العراق (عرب) وشيعة إيران (عجم) رغم أن من هو في أذربيجان والعراق وإيران.. شيعة ومن المفروض أن "عقيدتهم فاسدة" كما دأبو على قوله وطرحه في كل مناسبة وأنهم صفويون ورافضة وجب قتالهم.

فهل الولاء يكون على أساس العقيدة أم العرق (التركي/ التتري) والعامل السياسي يا إخوان السلطة في البطحة؟

للبيت رب يحميه.

بقلم: سندباد علي بابا

[Ali Harmal]

نعم الولاء يكون على أساس العقيدة والعرق وغالبا العامل السياسي هو محرك العقيدة...
الشيعة عموما وجدت لعامل سياسي وخصوصا تنفيذي...
اما العقيدة فهيا مظلة فقط...
تحياتي