عنابة، أو بونة، وتُلقب بجوهرة الشرق الجزائري وجوهرة المتوسط نسبة لجمالها، وعاصمة الساحل الشرقي .هي إحدى مدن الجزائر وعاصمة ولاية عنابة، وهي تعتبر من أهم مدن الجزائر. سابقا كانت تسمى بونة وأيضا كانت تسمى بون (Bône) خلال فترة الاحتلال الفرنسي، وفرس النهر أو الكرسي الملكي في العصور القديمة. تُعتبر مركز صناعي رائد في شرق الجزائر فهي تحوي على أكبر مصنع للحديد والصلب في افريقيا، معظم الناس يسمّون هذه المدينة بلد العناب وذلك بسبب وفرة هذه الفاكهة في المنطقة وهي مشهورة بإنتاجها لهذه الفاكهة منذ زمن بعيد، وقد أخذت من ذلك اسمها.
عنابة هي مدينة ساحلية تقع شمال شرق الجزائر على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من وادي سيبوس مطلة على خليج عنابة، يبلغ عدد سكانها 2.570.359 في عام 2008. وتعتبر ميناؤها، ميناء عنابة من أهم موانئ الجزائر على البحر الأبيض المتوسط. تقع عنابة على بُعد 600 كم شرق الجزائر العاصمة، و150 كيلومترا عن قسنطينة، و246 كيلومتر شرق جيجل وحوالي 80 كم إلى الغرب من شمال شرق الحدود التونسية.
شهدت مدينة عنابة نمواً كبيراً في التنمية الاقتصادية والتزايد السكاني إذ تعتبر مدينة ذات كثافة سكانية أعلى من مدن الساحل الجزائري الأخرى مثل وهران والجزائر العاصمة. فهي مركز لمختلف الأنشطة الحيوية، مثل الصناعة والنقل والتمويل والسياحة والاستشفاء الطبي .
تعتبر السياحة في عنابة، المشهورة أيضا باسمها السابق «بونة» من أجمل مدن الجزائر ومن أكثرها استقطابا للسياح، خاصة في فصل الصيف، حيث تجذب شواطئها الذهبية المتعددة، سواء في وسط المدينة أو في البلديات المجاورة لها، المصطافين، خاصة من شرق الجزائر، كما تتوفر المدينة على معالم سياحية أخرى بديعة سواء طبيعية مثل المرتفعات الجبلية في سرايدي، أو المعالم الهندسية الجميلة مثل بازيليكا القديس أوغسطينوس.
وبالإمكان ممارسة حتى السياحة الجبلية في عنابة، برحلة ممتعة في تليفيرك المدينة، الذي يمنحك فرصة التمتع بمناظر بديعة. وبالإمكان الصعود إلى قمة جبل سرايدي، البديع بخضرته وهوائه النقي ومناظره الخلابة.
وفي عنابة معالم تاريخية جميلة من بينها آثار قديمة خاصة العهد الروماني. ومتحف هيبون يحتوي على مجموعة من الآثار؛ منها تماثيل وأوان فضية ونحاسية ولوحات من الفسيفساء لمختلف الحقب التاريخية التي مرت بها المدينة. ومن بين أكثر المعالم جذبا في عنابة كنيسة القديس أوغسطينوس على ربوة هيبونز وقد تم إعادة بناء كنيسة القديس أوغسطينوس عام 1881 وبها تمثال للقديس من البرونز.
ومن المعالم المعمارية الأخرى مسجد أبي مروان، الذي بني في القرن الـ11 ميلادي، وهو من طراز أندلسي بني على أعمدة رومانية.
وتعتبر عنابة مدينة الثقافة الفنون والصناعات التقليدية، حيث إنها معروفة إلى جانب قسنطينة بأنها إحدى مراكز اللون الغنائي المألوف الأندلسي وبها عدد من الفنانين المشهورين في الجزائر في هذا الطابع التقليدي من بينهم حمدي بناني، وذيب العياشي ومبارك دخلة. والمدينة مشهورة أيضا بأنها مركز للإبداع الفني والموسيقي؛ فأشهر مغني راب في الجزائر هو ابن عنابة لطفي دوبل كانون، وبالمدينة مسرح واحد هو المسرح الجهوي عز الدين مجوبي الذي يعتبر من أهم وأكبر المسارح في الجزائر سواء من حيث المعمار، أو من حيث الإبداع المسرحي.
وأنجبت عنابة وألهمت الكثير من الأدباء المبدعين، وقد افتتن بها مثلا الكاتب الفرنسي "المولود بالجزائر" ألبير كامو.
والمدينة مشهورة بالعديد من المهرجانات الفنية المختلفة طوال أيام السنة، وتتوزع بين مهرجانات المسرح والأدب والموسيقى ومهرجانات الصناعات التقليدية الجزائرية. وتشتهر عنابة بصناعة اللباس التقليدي، خاصة ما يعرف باسم «قندورة القطيفة»، التي لا يكاد يخلو دولاب العنابيات منه وتتألق عنابة وتزداد بهاء في ليالي الصيف، حيث يتوافد المقيمون أو الزوار على كورنيش المدينة البحري الجميل، كما تستقطب ساحة وسط المدينة الشهير ساحة الثورة (الكور) الناس، خاصة في أمسيات الصيف ولياليه للتمتع بجلسات السمر هناك حتى آخر الليل، وتشتهر محلات المقاهي المنتشرة فيها بتقديم ألذ أنواع المثلجات (آيس كريم).
وتربط عنابة شبكة مواصلات جيدة بباقي مناطق الجزائر، كما أنها لا تبعد إلا بنحو 150 كيلومترا عن الحدود التونسية. وتتوفر المدينة على مطار دولي وبه عدد من الرحلات الدولية اليومية خاصة إلى العاصمة الفرنسية باريس وعدد آخر من المدن الفرنسية، والمدن العربية كمكة دبي والقاهرة . الأوروبية كاسطنبول ومرسيليا . الاسيوية والأمريكية كما أنها مرتبطة برحلات داخلية يومية مع الجزائر العاصمة . وهران .قسنطينة وتمنراست.
وتتوفر المدينة على عدد من الفنادق من بينها فندق شيراطون عنابة المميز الذي يعد أجمل فندق في الجزائر والمغرب العربي فندق «ريم» الجميل المطل على البحر، وفندق «سيبوس» ذو الخمسة نجوم، في وسط المدينة ولا ننسى المنتزه القصر الجبلي الجميل.