بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، محمد النبي الكريم ، صاحب الحوض المورود واللّواء المعقود أمّا بعدُ
ها نحنُ ذاَ في شهرٍ ترتسمُ فيهِ أعمالُ البرّ وتُفتحُ بوابات الإحسانِ ليعبُرَ من خلالهاَ أتقيّاءُ الرّوحِ إلى جنّات الرضوانْ، هو ذا شهرُ رمضان يحلّ علينا بنورهِ وخيراته وبركاتهِ ، فرمضانكم مباركٌ وكلّ عامٍ وأنتم إلى الله أقرب
أيّها الأفاضل
إنّه من الرائعِ حقاً أن تتزامنَ عودة جمعية (..) مع شهرِ الخيرِ والبركاتْ وهي التّي اتخذتِ الخير سنّة والعطاءَ ديدناً وواجبٌ عليناَ أن نقدم اعتذارنا وأسفناَ لغيابِ الجمعيّة وركود نشاطهاَ أشهراً طويلةً اجباراً لا اختياراً وثقتناَ تامّة أنّنا إن غِبنا فنهر الخير والصدقاتِ يظلّ جارياً وأنّ الجزائريين على تعاقب الأزمان يظلّون للإحسان خلاّنا ، وذاكَ حسنُ ظنّنا بكمُ.
واستكمالاً لماَ بدأناهُ منذُ جعلناَ دربَ الخيرِ مسارناَ ، يطيبُ لناَ اليوم أن نُعلنَ عن مبادرةٍ جديدة للخير والبذلِ والعطاءِ عسانا بها نرفعُ الضائقة عن قلوبٍ آلمها الدّهر ونكشفُ الكربةَ عمّن اكفّهرت بالمحنِ لياليهم ، جزاؤناَ أجرٌ و رضوانٌ من الله تعالىَ فـ
من يفعلِ الخيرَ لا يعدم جوازيهِ لا يذهبُ العرف بين الله والنّاس
إنّ غايتنا أن يكون عيدُ هذا العام عيداً للجميعِ ، للفقير واليتيمِ والمريضِ ، فلنمدّ جميعاً أياديناَ لنغلّف المباهج في علب هدايا ونرسل بهاَ إلى أولئك الذينَ جعلَ المرضُ من عيدهم ألماً وإلى أولئكَ الصغارِ الذينَ رمت بهم نوائبُ الدّهر في دور الطفولة المسعفة فلا يرونَ في العيدِ سوى كلمةً تحتفيِ بهاَ الألسنُ ، إنّ غايتناَ أن نكونَ معهم وأمنيتناَ أن تكونوا معناَ فيدُ الله مع الجماعة ، سنكونُ معهم ثاني أيام العيد نشاركهم الفرحةَ ونرسم بدل الدّمعة بسمةَ وبدل القهر بهجة وعِوض الوحدة أنساً ، فنوزّع الهدايا على الأطفال المرضى ، نزور دور الطفولة المسعفةَ ونجعلَ لكلّ مريضٍ مصحفاً فبذكرِ الله تطمئنُ القلوبُ ، نأملُ أن نجدَ منكم ما عهدناه وأن تكونَ قلوبكم مأوى لمن شردتهم الأيامُ ، عسانا بدمعة نمسحها أو ابتسامة نزرعها نُكتبُ من أهل الجنان فالله عندَ المُنكسرة قلوبهم.
فلتثقوا ان أول المستفيدينَ من إسعادِ الآخرين هم المتفضّلون بهذا الإسعادِ ولتُدركوا أنّ صنائعَ المعروفِ تقي مصارعَ السّوء ، من قالَ أنّنا بالصدقة نفقد مالاً بل إنّنا بها ندّخر أشياء كثيرة تأتينا يوم لا ينفع مال ولا بنونٌ وهل أجمل من أن نُكتب مع من قال فيهم عزّ وجلّ
**وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ **
إنّ مبلغاً بسيطاً تقدّمهُ أو زيارةٌ تشاركناَ بهاَ كفيلةٌ بأن تُسعدَ قلباً ، بأن تمنح أحدهم جرعةَ أملٍ ، إن المبلغ البسيط كافٍ لشراءِ دعاءٍ طيّبٍ من يتيم أو فقيرٍ أو مريضٍ فالصدقة طيبٌ ينفعُ حاملهُ وبائعهُ ومشتريه وهل أطهرُ من الإستثمارِ في الخيرِ وادخار الأجرِ ليومٍ ينفعٌ المنفقينَ عطاؤهم ، وليست السعادة جمعَ مالٍ وإنّما التقيّ هو السعيدُ
ساهم معناَ وأعن على فعلِ الخيرِ واجعل عيدَ هذا العامِ أجملَ ، فلنساهم جميعاً في بناءِ المجتمعِ الذي نُريدهُ ما دُمنا قادرينَ على ذلكَ
أملناَ فيكم كبيرٌ وثقتناَ أكبرْ فكونوا كما عهدناكم ، في دربِ الخير خير رفاقٍ واتركوا بذرةَ الخير داخلكم تكبرُ أكثرَ
ولمنْ يريدُ التواصل معناَ
عنوانُ صفحتنا: ....
أو عبرَ الهاتفْ : ........