تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من دنس اليهود قضية بينة المعالم، لا يجادل فيها مسلم صحيح الإيمان, إذ كيف يرضى ببقاء المسجد الأقصى تحت سلطة الصهاينة أبناء القردة والخنازير
فالأمر لا يحتاج إلى مزايدة، أو بناء بطولات وهمية .
غير ان جماعة الاخوان المفسدون اتخذت من قضية فلسطين غرضاً لتحقيق مأرب لهم سياسية ودنيوية .
فبعض كتب ومقالات وتصريحات رجال الاخوان تعزف على وتر الجهاد، وتحرير الأقصى، وإغاثة أهل غزة، تهيجاً للشعوب الإسلامية على حكوماتهم بأنهم خانوا الأمانة، وسلموا فلسطين لليهود على طبق من فضة
هل الاخوان أرادوا نصرة الحق فعلاً فسلكوا سبيل التمكين والنصرة، بنصرة الله ـ عز وجل ـ في التزام أمره ونهيه، والتدين بالولاء لأحبائه، والبراءة من أعداءه ؟
قال تعالى : { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }[ الحج : 40 ]، وقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد:7 ]
لكن أفعالهم ومواقفهم تخالف شعاراتهم ، فهذا إمامهم " البنا " يلقي بياناً أمام لجنة من الأمريكان اليهود جاءت إلى مصر من أجل نسف الكتاب البريطاني الأبيض !، الذي وضع حداً لهجرة اليهود إلى فلسطين في ذلك الوقت، فكان مما قال :
(( والناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية؛ لأن هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي، ولهذا فإني أحب أن أوضحها باختصار؛ فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية ! لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم، وحينما أراد القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية والقانونية ! ، فقال تعالى وهو أصدق القائلين : { فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ } [ النساء 160_ 161 ] .
ثم قال : (( ولي كلمة أخيرة من الوجهة الدينية فإن اليهود يقولون عن أرض فلسطين إنها أرض الميعاد، ونحن لا مانع لدينا من أن يكونوا في يوم القيامة معنا )) [ أحداث صنعت تاريخ 1 / 455 _ 456 ] .
فتراه يقرر أن خصومتهم مع اليهود من أجل الاقتصاد اليهود الربوي، وليس له تعلق بالناحية العقدية من نسبتهم الولد لله ـ عز وجل ـ ، أو كذبهم بأنه ـ سبحانه ـ فقير وهم أغنياء، أو طعنهم في الدين, أو قتلهم الأنبياء، وعداوتهم للمؤمنين، و لهذا هو لا يمانع أن يحشر معهم يوم القيامة .
وهذا الذي قرره الإمام المُلهم ! الأستاذ " البنا " ، أكد عليه دكتورهم " القرضاوي " حيث قال : (( فنحن لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة، وإنما نقاتلهم من أجل الأرض !، لا نقاتلهم لأنهم كفار !، وإنما نقاتلهم لأنهم اغتصبوا أرضنا، وأخذوها بغير حق ! )) [ جريدة الراية القطرية عدد 4696 ] .
وقد مُكن لهذا التنظيم ـ الإخواني ـ في عدة دول ، كالدولة التركية ، والدولة السودانية والتونسية والمصرية (عام مرسي)، ودولة حماس الإخوانية في غزة، وقطر القرضاوي فكان ماذا ؟
هل حرروا الأقصى وسحقوا اليهود ، أم صالحوهم وعاهدوهم وأمّنوهم ! ؟
التاريخ يقول :
هذا الشيخ حسن يوسف _ أحد قادة حماس _ يعرض على إسرائيل عرضاً تاريخياً بقبول دولتين واحدة فلسطينية وأخرى إسرائيلية ، مع توقيع هدنة مع إسرائيل لمدة عشر سنين !! [ جريدة أفاق عربية 26 شوال 1425 . 686 ]
وفي جوان2006 م تنشر جريدة الجمهورية المصرية خبر مفاده أن حركة حماس مستعدة لعقد هدنة مدتها من 50 إلى 60 عاماً مع إسرائيل شريطة الانسحاب إلى حدود 1967 م .
ويتعهد إسماعيل هنية _ رئيس الوزراء الفلسطيني الإخواني السابق _ في جوان 2007 م باحترام كافة الاتفاقيات الماضية الموقعة من قبل السلطة الفلسطينية معرباً عن الأمل في التوصل إلى هدنة متبادلة وشاملة ومتزامنة مع إسرائيل . [ العربية نت . 15جوان2007 م ]
وفي نفس الشهر برهن الدكتور " محمود الزهار " _ أحد قادة حماس _ على احترام الاتفاقيات السابقة بأن أعلن : (( أن حماس على استعداد لترك جميع سبل المقاومة وعدم القيام بأي عمليات عسكرية تجاه إسرائيل !! )) [ نافذة نت 22 / 6 / 2007 م نقلاً من الإخوان المسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي للوصيفي ]
و يُسأل محمد مهدي عاكف _ المرشد العام السابق لتنظيم الإخوان المسلمين _ عن هذا الذي صدر من قادة حماس الإخوانية ، فيجيب : (( لا علاقة لنا بالسياسة الداخلية الفلسطينية ! )) [ العربي 18 يناير 2004 م ]
" من لم يحترم الإتفاقيات فلا يلوم الا نفسه " موقف قوي محمد مرسي من إسرائيل يعد بمتابة بشرى خير للفلسطينيين
وإليكم نص خطاب مرسي الى شيمون بيريز:
بسم الله الرحمن الرحيم
محمد مرسي رئيس الجمهورية
صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل
عزيزي وصديقي العظيم..
لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيرا فوق العادة، ومفوضا من قبلي لدي فخامتكم، وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها.
ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهل لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد.
صديقكم الوفي
ومع كل ذلك ما زال تنظيم الإخوان المسلمين يعزف على وتر محنة فلسطين، وتحرير المسجد الأقصى .
مؤرخ الخوان المسلمين " محمود عبد الحليم " حيث قال في كتابه ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1 / 192 ) : (( أحب أن أنبه القارئ بهذه المناسبة إلى أن النقود التي كنا نجمعها لفلسطين من المساجد والمقاهي والبارات!! لم يكن القصد من جمعها إعانة إخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها !، فهم كانوا من هذه الناحية في غير حاجة إليها؛ لأن أغنياء أهل فلسطين من التجار من وراء هؤلاء المجاهدين ... وإنما كان جمعنا لهذه التبرعات أسلوباً من أساليب التأثير في نفوس الناس بهذه القضية، وأضيف الآن إلى ذلك أن هذه المبالغ لم تكن ترسل إلى المجاهدين، بل كانت تصرف في شئون الدعاية لهذه القضية )) . اهـ
فالخلاصة : مأساة القضية الفلسطينية ليست إلا ورقة يلعب بها الإخوان المسلمين لامتحان ولاء الناس وتعاطفهم، ومن ثم تحصيل بعض المصالح السياسية والدنيوية من خلال دغدغة مشاعر المسلمين من حين لأخر، بذكر جبروت الآلة العسكرية الصهيونية، وما يعانيه أهل المخيمات، وما حل بأهل غزة من التشريد والتقتيل، وتنكر الحكومات الإسلامية لهم، إلى أخر أسلوب الآلة الإعلامية الإخوانية المعروف في استغلال جراحات المسلمين ونكباتهم .
يجب أن نفرق بين الشعب الفلسطينى الغالى و الذى نفديه بأرواحنا و بين تجار الدين
مما يندى له الجبين أن تجد الإخوان يحرضون على الدول الإسلامية (الامارات السعودية )استنادا إلى أخبار منسوبة لقنوات يهودية، فعلى ماذا يدل هذا الفعل المشين
من الأسلحة التي يستخدمها الإخوان المسلمون لزعزعة استقرار الدول الإسلامية سلاح الإشاعات والأكاذيب، فالأمر في نظرهم حرب، والحرب خدعة
فقد صرح محمود الصباغ أحد قادة التنظيم الخاص بأنه لم يكن هناك مانع شرعي يمنع حسن البنا من إصدار بيان كاذب في واقعة النقراشي،
كما صرح القرضاوي في مذكراته بأنه أجاز استعمال الكذب مع حكومة عبد الناصر بدعوى أنهم في حرب معها،فلا مانع من الكذب عليها، لأن الحرب خدعة
الواقع يكشف لنا يوما بعد يوم عن حجم انحرافات الفكر الإخواني الذي يستبيح أصحابه في سبيل تشويه مخالفيهم صناعة الكذب والزور والبهتان.
وقد أحسن من قال :
واحذر من الإخوان حقاً إنهم ... حزب تعدى شرعة الرحمن
أخذوا التلون والنفاق شعارهم ... ورضوا بتقليد لذي الطغيان
منقول بتصرف كتابات عن الاخوان