كذلك عند التعبير عن الإجحاف أو الظلم قال تعالى: "ألَكُمُ الذَّكَرُ ولَهُ الأُنْثَى تِلْكَ إذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى".
ولفظ "ضيزَى" هنا يعني "جائرة" أو "ظالمة" أو "مُجحِفة"، ولكن هذا اللفظ تحديدًا بدأ بحرف الضاد، الحرف الذي فيه استعلاء وإطباق واستطالة، وخُتم قبل ألف تأنيثه المقصورة بحرف الزاي، الرخو المستفل المرقَّق ذي الصفير، وصفاتهما تكادان تكونان متناقضتين، كحال الحاء والصاد في "حصحص"، وربما أشدّ.
كما أن الضاد جاءت مكسورة، والكسرة أقوى الحركات، في حين جاءت الزاي مفتوحة، والفتحة أضعف الحركات.
كأنّ هذا التباين بين الحرفين هو التباين بين الجور والعدل، "ألَكُمُ الذَّكَرُ ولَهُ الأُنْثَى تِلْكَ إذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى"، كأن المرء حين ينطقها يرفعُ يدًا مع نُطق الضاد، ويخفض الأخرى مع نطق الزاي، فتنشأ بين كفّيه هُوَّة هي الهُوَّة بين الظلم والعدل!