*** الشيخ المجاهد إبراهيم مزهودي *** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر > قسم شخصيات و أعلام جزائرية

قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*** الشيخ المجاهد إبراهيم مزهودي ***

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-22, 00:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عمي صالح
مشرف عام
 
الصورة الرمزية عمي صالح
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام أفضل خاطرة المرتبة  الثانية وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي *** الشيخ المجاهد إبراهيم مزهودي ***


محطات في حياة الشيخ المجاهد إبراهيم مزهودي*
بتاريخ 2-8-1429 هـ الموضوع: محطات

إعــداد: الأستاذ نوار جدواني
أمام هذه النخبة المتميزة: علما، وثقافة، ومعرفة، ووطنية، وسياسة، والتي سبقني الكثير منها إلى التعرف على المحتفى به، لا أزعم أنني سآتي بالجديد...لكنها ومضاتٌ، مما اختزنته الذاكرة، وإن كانت حقيقية، فإنه يغلب عليها الجانب الذاتي الممزوج بما أملاه هو نفسه.. فمعذرة للسادة الضيوف الكرام، ومعذرة للشيخ الثائر، المجاهد، الذي كانت أمنيته أن يكرم في بيت من بيوت الله، وأن يكون الجمهور الذي يشهد حفل التكريم من الشباب...أما أترابه فإنهم يعرفونه...ولكن الظروف أبت أن تلبي رغبته، وها هو الآن –وبعد عمر طويل– يُكرّم من "أم الجمعيات" التي نشأ وترعرع في أكنافها، وعمل مربيا في مدارسها، ويكون التكريم "في بيت الحكمة" كما كان يطلق على المكتبات الوطنية منذ العهد العباسي الأول، فهي ذاكرة الأمة، فيها يُحفظ تُراثها للأجيال...والشكر،كلّ الشكر للدكتور، الشاب، الأديب، الأمين الزاوي، المدير الذي أفسح الفضاء لهذا اللقاء.. فجزاه الله كل خير.. والأمم بأعلامِها..

صعوبة التكليف:
"تيِفاش" قرية، تاريخية، موقعها في حنايا الأطلس التلِّي، تمتاز بخصوبة نادرة في أراضيها، ومحاصيلَ وافرة من الحبوب، وهي الآن تابعة للولاية رقم 41 في الهجائية غير المرتبة "سوق أهراس" ولست أدري لماذا خالف الحمويُّ الجميعَ، فوصفها بالمدينة الظالمة!
"تيفاش" هذه يُنسب إليها عالمٌ واسع المعرفة حيَّر علماء التراجم والسيّر الذاتية، فلم يهتدوا إلى أي طبقة ينسبونه! فقد ترك مخطوطاتٍ كثيرةً، وكتَب في جُلِّ علوم عصره، حتى الحجارة الكريمة له في تصنيفها باعٌ طويل..
لقد وقع لي ما وقع لِعُلماء التراجم الذين تحدثوا عن التيفاشي حين كلّفني شيخي وأستاذي سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس الجمعية –حفظه الله- بتقديم الشيخ إبراهيم مزهودي، النائب الأول لرئيس الجمعية، والرئيس الشرفي لها...أستاذي، وصديقُ أبي الحاج إبراهيم، وابنُ قريتي...وقعتُ في حيرة...هل أكتب عن إبراهيم التلميذ في مدرسة تهذيب البنين والبنات في تبسة، الذي سبقني إليها؟ أم أكتب عنه مدرِّسا في مدارس الجمعية؟ أم مُنتدبًا للقيام بنفس المهمة في ديار الغُربة (باريس)؟ أو مكلَّفا بالتفتيش في مدارسها؟ أم أكتب عن الثائر الضابط في جيش التحرير، المكلَّف بالإعلام وإصلاح ذات البين؟ أم أكتب عن مدير ديوان رئيس أول حكومة في المنفى؟ أم عن النائب في المجلس الوطني التأسيسي، المنافح عن ثوابت الأمة، وقد كلفته مواقفه الكثير؟ أم عن الأستاذ إبراهيم مزهودي في وزارة التربية الوطنية مُعلما، ثم مديرا للشؤون الثقافية بها؟ أم أكتب عن سعادة السفير المحنَّك النـزيه، الذي أعاد الدِّفء إلى العلاقات بين الجزائر ومصر، بعد فُتور؟ أم أكتب عنه وقد نذرَ نفسه للدعوة إلى الله على بصيرة مع بعض أقرانه من العُلماء؟ أم أكتب عن عميد الأسرة الحاج عبد الله مزهودي، التاجر البسيط، الذي اقتطع جزءا من مسكنه، المقابل لكنيسة قرية "الكولون" وجعل منه مصلّى للوافدين من الريف للقرية متسوقين؟ وكان لا بد أن أعود إليه ليُخرجني من هذه الحيرة.. لأني أعرفه لا يريد الحديث عن كل شيء، فكانت هذه الوريقات التي لم تُشبع نَهمي، ولم تروِ غليلي، فأضفت من عندي، ما عايشته وأطلب الصفح منه...
المولدُ، والنشأةُ، والتَّعلُّم:
بين البادية والحاضرة، نشأ صاحب التكريم في ديار الأمازيغ المُستَعرَبِين، بشرق الوطن، في قبائل النمامشة، بتاريخ 9 أوت من عام 1922، بقرية "يوكس الحماماتYouks Les Bains " من أبوين ريفيين.... حفِظَ نصيبا من القرآن الكريم في قريته، وانتقل إلى مدرسة تهذيب البنين والبنات بتبسة، عندما افتتحها الشهيد الشيخ جدري العربي بن بلقاسم التبسي في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. ومنها شد الرحال إلى تونس، إلى جامع الزيتونة العامر، حيث عاد إلى تبسة في منتصف الأربعينيات مُعلِّما بها.
السعي إلى استكمال التعليم العالي بالمشرق:
تعلَّقتْ همته باستكمال تعليمه العالي في المشرق العربي، أسوة ببعض الزملاء الذين سبقوه إلى هناك، ومن بينهم الدكتور عبد الله شريط، فلم يتيسر له الحصول على جواز السفر من السلطة الفرنسية بالجزائر، فقصد باريس، على أمل أن يتيسر له ذلك.. وحين تقدم إلى سفارة "أم الدنيا" لأخذ التأشيرة، تباطأت، فاستعان ببعض رجال العلم وعلى رأسهم المرحوم الشيخ عبد الرحمن اليعلاوي، فكان ردّ السفير: إنه ينتظر موافقة "الكيدورسي Quai D’orsay"، لأن طالب التأشيرة فرنسيُّ الجنسية! (بعد ربع قرن يدخل أرض الكنانة سفيرا لبلده المحرر وبجواز سفر أحمر).
عَدَلَ عن السفر، وفضّل أن يبقى في باريس، مُشرفا على تعليم أبناء الجالية الجزائرية، بعد استشارة الشيخين: الإمام محمد البشير الإبراهيمي رئيس الجمعية، والشيخ العربي التبسي، مدير معهد الإمام عبد الحميد بن باديس -رحمة الله عليهما- فانتدباه لتمثيل الجمعية في باريس مع القيام بالتعليم في الوقت نفسه، ودامت المهمة خمس سنوات أتقن فيها اللغة الفرنسية (وربّ ضارة نافعة).
ثم عاد إلى الجزائر مع الشيخين بعد حضورهما ندوة الأمم المتحدة التي عُقدت في العام 1952 بالعاصمة الفرنسية "باريس" ليُكلَّف من رئيس الجمعية بمهمة التفتيش في مدارسها، رفقةَ الشيخ محمد الغسيري والشيخ محمد الصالح رمضان -عليهما رحمة الله-.
التحاقه بالثورة:
وفي العام التالي لقيام الثورة المجيدة 1955، وبترشيح من الشيخ الشهيد العربي التبسي التحق بالثورة، مبتدئا بالاتصال بين قيادتها في العاصمة، والولاية الأولى والثانية في شرق قسنطينة، وكان زميلهُ المكلفُ بالاتصال بالقيادة في غرب البلاد، وهران، وعمالة الجزائر، الرفيقَ الكريمَ الطيب الثعالبي (المدعو علال) أمدّ الله في عمره، ومتَّعه بموفور الصحة.. ثم التحق بالجبل في العام 1956 بشمال قسنطينة، بعد أن اكتشف العدو الفرنسي أنه مُكلف بمهمة من طرف الثورة، حيث التقى الشهيدَ زيغود يوسف مسؤول الولاية ورفَاقَه ابن طبال، وابن عودة، إلى أن انعقد مؤتمر الصومام، فحضره عضوا في وفد شمال قسنطينة، ..وكلُِّف من المؤتمر مع رفيقه زيغود يوسف بتبليغ مقرراته إلى الولاية الأولى، ومحاولة إصلاح ذات البين بين قادتها: الأوراسيين منهم، والنمامشة، وتَمَّ ذلك في تونس، لا في الأوراس، ولا في النمامشة، لأن قادة الولاية كانوا وقتئذ في تونس، يحاولون رأب الصدع فيما بينهم..وانتهت المهمة..وتأسست ولاية أوراس النمامشة من جديد تحت قيادة القائد المحنك العقيد محمود الشريف -رحمة الله عليه-.
ثم طلبتْ منه القيادة في الجزائر أن يظل في تونس إلى أن يلتحق به رفاقُه من لجنة التنسيق والتنفيذ الذين غادروا العاصمة بعد إضراب السبعة أيام... وفي تونس، بدأ العمل في إصدار جريدة المجاهد، والمقاومة الجزائرية.. وبعد توسيع لجنة التنسيق والتنفيذ، وتكوين الحكومة المؤقتة في القاهرة، التحق بالعمل بها كمدير لديوان رئيسها المرحوم فرحات عباس.
محاولة إحياء جمعية العلماء:
عاد من الخارج، والعود أحمد، وفي فترة إيقاف القتال، وقبل استرجاع السيادة، اجتمعت طائفة من قدماء رجال الجمعية ممن بقوا على قيد الحياة، منهم المرحوم الشيخ الشبوكي، والمرحوم الشيخ علي المغربي، والمرحوم الشيخ محمد الصالح رمضان وآخرين... للبحث في موضوع عودة نشاط جمعية العلماء، وقرروا الذهاب إلى تلمسان للقاء الرئيس أحمد بن بلّة، وطلبوا إليه إعادة تأسيس الجمعية الثقافية (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) التي لا تتدخّل في الشؤون السياسية، فرفض، لأن النظام الجديد الذي سيقوم لا يعترف إلاّ بالحزب الواحد!. فعاد الوفد إلى الجزائر بخفي حنين حسب تعبير الشيخ ..
وفي الاستقلال، كان من الأعضاء الذين رشحتهم الولاية الأولى كنائب في المجلس الوطني التأسيسي، حيث التقى زمرة فاضلة من قدامى جيش وجبهة التحرير، رجالا ونساء، وترأس "لجنة التربية والثقافة"، حيث تعرف على بعض المجاهدات، منهن السيدة: مريم بلميهوب زرداني، والسيدة زهرة ظريف بيطاط، وكثيراتٍ منهن ..وكانت خاتمة هذه الفترة النيابية أن سُجن في الصحراء الكبرى، رفقة زملاء آخرين، رغم الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها النائب، وعندما سأل عنه أحدُ زملائه النواب، ألحقوه به، ووضعوهما في زنزانة واحدة.
في وزارة التربية الوطنية:
واستمرت الأحداث ماضية، وعاد مرة ثانية إلى الطبشور والسبورة في مدرسة المعلمين ببوزريعة، تحت إدارة المناضل السياسي الأستاذ عبد الحميد مهري أمدّ الله في عُمره، إلى أن تفضل بدعوته إلى وزارة التربية الوطنية معالي الوزير الدكتورُ أحمد طالب الإبراهيمي، فكلّفه بإدارة الشؤون الثقافية بالوزارة، وفي عهده تمّ تعريب الجزء الخاص بالعلوم الإسلامية من فهرس "فانيان" لمخطوطات المكتبة الوطنية، حين أسند المهمة لأديبين من أدباء الجزائر، هما: الشيخ جلولي بدوي، والأستاذ رابح بونار -عليهما رحمة الله- لكن عملهما الجليل حِيكت له مؤامرة بنهار، فلم ير النور.. وكانت المخطوطات سببا في وفاة الأستاذ رابح بونار.
سعادة السفير:
وباقتراح من الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي على المجاهد بومدين رئيس مجلس الثورة، تمَّ ترشيح الشيخ إبراهيم مزهودي للسفارة بالقاهرة عام 1971، فمكث بها إلى نهاية العام 1974. وقام بالمهمة على أكمل وجه، وبنـزاهة، وإليه يعود الفضل في إعادة الدفء -بعد فتور- إلى العلاقات الجزائرية المصرية.. فكانت أول زيارة لرئيس وزرائها...ثم زيارة رئيس الجمهورية بعد ذلك للجزائر، وأثناء الزيارة، اختطف هادم اللذات ابنته الشابة "هدى" -عليها رحمة الله- فاتصلتُ به: ماذا نفعل؟ أجاب: هيئوا لها قبرًا في القاهرة، فكلها تربة إسلام..وكتم أحزانه، وأكمل المهمة، وعاد ليقرأ فاتحة الكتاب على قبرها حيث دُفنت في مقبرة أسرة كريمة، في حَيِّ الدرَّاسة بالقرب من الأزهر الشريف والحسين -رضوان الله عليه– ونامت في قبر واحد إلى جانب أختها "حنان" ابنة الدكتور عبد الله ركيبي الذي كان يحضِّر رسالة الدكتوراه في القاهرة، وقد اغتالها عسكري أرعن يقود شاحنة عسكرية، لا في ضفة القناة ولكن تحت سفح هرم "خوفو" ونحسبهما من الحور العين، فقد اختارهما الله إلى جواره ولمَّا تبلغا سِنَّ التكليف...أو ممن خصَّهن بقوله:}يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ، بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ {.
تكريمه لطلبة العلم والعلماء:
وأثناء قيامه بمهام السفارة في القاهرة، استنَّ سنة حميدة، ألا وهي تكريم طلبة العِلم من الجزائريين الذين يتحصلون على الماجستير أو الدكتوراه، ويدعو لحفل التكريم الدكاترة الذين أشرفوا على الرسالة، أو ناقشوها..كما كان يكرّم علماء المغرب العربي الوافدين على مصر في دورات مجمع اللغة العربية..وقد حضرتُ تكريم العلاَّمة الحبيب بالخوجة أحد علماء الزيتونة الأفاضل، وكان التكريم في أضخم فنادق القاهرة، وهي لفتةٌ عظيمة، وتقدير للعلم من ديبلوماسي عالم، كان ذات يوم من طلاب جامع الزيتونة العامر.. كما كان يكرم وفود العلماء الذين يحضرون ملتقيات الفكر الإسلامي قبل سفرهم إلى الجزائر.
مُساهمته في الدعوة:
ومنذ عودته من السفارة عن طريق البر بسيارته وسائقه، والتخلِّي عن ركوب الطائرة...لزم بيته، ونَذَرَ نفسه للدعوة، والوعظ والإرشاد، رفقة الشيخ عبد اللطيف سلطاني في مسجد القبة، ورفقة الشيخ أحمد حماني في مسجد الرحمة، ورفقة الشيخ علي المغربي في مسجد ابن باديس -عليهم جميعا رضوان الله ورحماته- وقد وهب سيارته المرسيدس إلى مسجد ابن باديس لإتمام بنائه، وعاد إلى "الكوكسينال 1200" العتيقة، يتنقل بها وأسرته ما بين الجزائر، والقرية.
مسجد القرية:
ولن يكتمل الحديث عن الفرع إلا إذا أنهيناه بالحديث عن الأصل، عن عميد الأسرة الحاج عبد الله مزهودي، الريفي، التاجر البسيط، الذي ربّى فأحسن التربية، وقد نزح من الريف إلى قرية الحمامات التي كانت في قبضة "الكولون" فاشترى بها مسكنا يقع قُبالة الكنيسة، وآلمه ذلك، فاقتطع جزءا من المنـزل جعل منه أوّل مصلى للوافدين على القرية يوم سُوقها، أو لأهلها على قلّتهم، وبمرور الزمن تحوّل هذا المصلّى إلى مسجد جامع، يتسع لجميع المؤمنين مهما تزايد عددهم، حين ضمّ إليه بيت الأسرة، ولم يحتفظ لنفسه إلاّ بما يتسع له ولشريكة ما تبقّى من محطّات الرحلة، ومنه يدخل إلى قاعة الصلاة، ليؤديها في وقتها مع الجماعة..وهو الآن يملأ أوقاته بقراءة القرآن والمطالعة، رغم ضعف البصر، والحمد لله على جلاء البصيرة... فقد زَهد في كل شيء إلاّ في العلم.
هذا؛ وهناك محطات أخرى كثيرة في فعل الخيرات والإحسان إلى فقراء القرية، أتركها من باب لا تعرف يده اليسرى ما تنفق يده اليمنى، جزاه الله عنهم كلَّ خير، وجعلها في ميزان حسناته.
شــهادة غائب:
ونحن في مقبرة سيدي امحمد، نشيّع جنازة المغفور لها بإذنه تعالى، حرم المرحوم الإمام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي -عليهما رحمة الله- اقترب منه المرحوم محمد الشريف مساعدية وسلَّم عليه، ثم قال له: أنت الوحيد الذي فُزت بالحسنيين: الجهاد والإيمان! فردّ الشيخ قائلا: هذه شهادة أعتزُّ بها ياسي الشريف.
وأختم بالشكر لسماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس الجمعية على هذه اللفتة الكريمة حين كرَّم عَلَمَينِ من أعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين...ونزولا عند رغبة الشيخ المحتفى به أتوقف هنا، لأقول:
حَفظَ الله شيخنا، وأستاذنا، المجاهد، والمصلح، والمربِّي، إبراهيم بن عبد الله مزهودي..ورزقه صحة البدن، حتى يهزم المرض الذي لازمه أكثر من 30 عاما...
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
*(كلمة ألقيت بمناسبة حفل تكريمه بمكتبة الحامة يوم 31 جويلية 2008)
**************
العالم المجاهد الشيخ إبراهيم مزهودي يوارى التراب في حشد مهيب
بتاريخ 22-3-1431 هـ الموضوع: محطات
قلم: ابن القرية نوار جدواني


انتقل إلى الرفيق الأعلى العالم المجاهد "الشيخ إبراهيم مزهودي" بعد عصر يوم الجمعة 12 ربيع الأول 1431هـ الموافق لـ 26 فيفري 2010م، عن عُمر ناهز الثمانية والثمانين (88) عامًا.
وقبل ذلك كان قد نقله ابنُه عبد الله من قرية الحمامات (تبسة) إلى مسكنه بشارع محمد الخامس بالعاصمة، ثم دخل في غيبوبة كاملة ابتداء من يوم السبت 13/02/2010م ولم يستيقظ منها حتى دعاه المولى إلى سعة رحمته.. وظل محاطا بالرعاية التامة من ابنه وبناته الأربعة ومن بينهن الدكتورة آمال، ولم يُفارق فراشه المتواضع.. وأوصى بأن يُدفن في قريته الحمامات (تبسة) التي وُلد فيها يوم 9 أوت 1922م، دون مراسيم إشهارية عند الدفن، ولا خطاب تأبين يُعدِّد خِصاله، فقط الدعاء لهُ عند قبره ساعة الفراغ من الدفن.
وقد حقق رغبته ابنُه عبد الله -حفيد "الشيخ مبارك الميلي"- فلم يدخل أي مستشفى -كما ورد في بعض الصحف-، وظل يرقد على فراشه المتواضع في رعاية أسرته، والأطباء الذين يزورونه إلى آخر نفس تردد في صدره، فرحل عن دنيانا.. والشكر كل الشكر لرجال الأمن الذين أنهوا الإجراءات الإدارية في ظرف قياسي قبل منتصف الليل، وتم نقله في سيارة "فورجون" « Fourgon » قبل فجر يوم السبت السابع والعشرين (27) من شهر فيفري، حيث وصل الجثمان مع المرافقين إلى القرية بعد صلاة الظهر.. وصلينا عليه بالمسجد العتيق إثر صلاة العصر، ثم حملته الجموع الغفيرة على الأكتاف من بيته -وهو جزء من المسجد- إلى المقبرة، حيت ووري التراب )مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى( (طه55).
وكان من بين المشيعين السيد والي ولاية تبسة، وجميع المدراء التنفيذيين بالولاية، والمنتخبون المحليون وعلى رأسهم رئيس المجلس الولائي، وجموع غفيرة من المجاهدين الذين توافدوا على القرية من كل مكان.. وكذلك قائد مجموعات الدرك الوطني والأمن الذين حضروا بكثافة ونظموا مسيرة الجنازة على أكمل وجه، فالشكر لهم جميعا.
كما رافق جثمان المرحوم من الجزائر: الدكتور سعيد شيبان عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والأستاذ عبد الناصر بوطاوي مدير مركز الجمعية، والأستاذ نوار جدواني عضو المجلس الوطني نيابة عن فضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذي أعاقه المرض، فلم يُودّع زميله ونائبه.
واستجابة لوصيته لأبنائه ولخطيب المسجد الذي بناه، ثم وسَّعَ في مِسَاحته، وهو أول مسجد عرفته القرية، فقد دعا له الإمام جمال زمالي بعد الدفن بهذا الدعاء:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر!
إنا لله وإنا إليه راجعون!
)كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ( (آل عمران185).
أيها المؤمنون المشيّعون!
في هذا الموقف، وفي هذا المكان، وفي هذا المقام، وبعد هذه الرحلة التي تنتهي بالإنسان إلى هذا القبر، كانت من وصايا الشيخ أننا ندعوا له، ولا تكون هناك كلمات تأبين فيها مدح أو تنويه به.
ولكنها كلمات نعظ بها أنفسنا: عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مَجزيّ به، هذه هي خلاصة الحياة الدنيا أيها المسلم.
ونحن نشيع أخانا، الذي هو رمز من رموز الجزائر، وأحد كبار المجاهدين، وعالم من علمائها.
أيها المؤمنون المُشيِّعون، لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتوجه إلى الله تعالى بخالص الدعاء لأخينا الشيخ إبراهيم مزهودي، إقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي يقول: «استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبت فإنه الآن يسأل».
اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أَمَتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك.
اللهم إنه نزل عندك وأنت خير منزول به، اللهم أكرم نُزُله ووسع مدخله، اللهم أفسح له في قبره ونوِّر له فيه.
اللهم واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
اللهم ثبته عند السؤال.
اللهم تقبّله في عبادك الصالحين، وارفع درجاته في المَهديين، وألحقه بالنبيّين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
اللهم ارحمه برحمتك التي وسعتْ كل شيء علما.
اللهم يمّن كتابه ويسّر حسابه، واغفر زلته، واقبل توبته، وتقبل أعماله الصالحة يا ربَّ العالمين.
اللهم أكرم نزله، واغسله بالماء والثلج والبَرَدْ، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم اغفر له وارحمه.
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
سبحان ربك رب العزة كما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وعظم الله أجركم.
واعلم بأنك سوف تُذكر مـرة فيقال أحسن أو يُقـال أســاء
السيــرة الذاتيـــة للفقيــد:المولدُ، والنشأةُ، والتَّعلُّم:
بين البادية والحاضرة، نشأ وترعرع في ديار الأمازيغ المُستَعرَبِين، بشرق الوطن، في قبائل النمامشة، فقد وُلد في التاسع من أوت عام 1922، بقرية "الحمامات" من أبوين ريفيين... حفظَ نصيبا من القرآن الكريم في مسقط رأسه، وانتقل إلى مدرسة تهذيب البنين والبنات بتبسة، عندما افتتحها الشيخ العربي التبسي في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. ومنها شد الرحال إلى تونس، حيث جامع الزيتونة العامر، ثم عاد إلى تبسة في منتصف الأربعينيات مُعلِّما بنفس المدرسة التي تعلّم بها.
رحم الله العالم الزاهد، المربي، السياسي، المجاهد الشيخ إبراهيم مزهودي وأسكنه فسيح جنّاته مع الصّديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقا.
السعي إلى استكمال التعليم العالي بالمشرق: (صورة مع الشيخ الإبراهيمي )
وتعلقت همته باستكمال تعليمه العالي في المشرق العربي، أسوة ببعض الزملاء الذين سبقوه إلى هناك ومنهم الدكتور عبد الله شريط –مدّ الله في عُمره-، فلم يتيسر له الحصول على جواز سفر من السلطة الفرنسية بالجزائر، فانتقل إلى باريس علّه يُحقق رغبته هناك، ولكنها لم تتحقق، فبقي في باريس يدرسُ ويُشرف في نفس الوقت على تعليم أبناء الجالية الجزائرية، بعد استشارة الشيخين: العربي التبسي، مدير معهد الإمام عبد الحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي، رئيس الجمعية -رحمة الله عليهما- فانتدباه لتمثيل الجمعية في باريس مع القيام بالتعليم في الوقت نفسه، ودامت المهمة خمس سنوات.
ثم عاد إلى الجزائر مع الشيخين بعد حضورهم ندوة الأمم المتحدة التي عُقدت في العام 1952 بالعاصمة الفرنسية "باريس" ليُكلَّف من رئيس جمعية العلماء بمهمة التفتيش في مدارسها، رفقةَ الشيخين محمد الغسيري، ومحمد الصالح رمضان -عليهم جميعا رحمات الله ورضوانه-.
التحاقه بالثورة:
وفي العام التالي لقيام الثورة المجيدة، وبتوجيه من الشيخ الشهيد العربي التبسي التحق بالثورة عام 1955م، مبتدئا بالاتصال بين قيادتها في العاصمة، والولايتين: الأولى والثانية، ثم التحق بالجبل في العام 1956 بشمال قسنطينة، بعد أن اكتشف العدو الفرنسي أنه مُكلف بمهمة من طرف الثورة، حيث رافق الشهيدَ زيغود يوسف مسؤول الولاية، إلى أن انعقد مؤتمر الصومام، فحضره عضوا في وفد الشمال القسنطيني.. وكلُِّف من المؤتمر مع رفيقه الشهيد زيغود يوسف بتبليغ مقرراته إلى الولاية الأولى، ومحاولة إصلاح ذات البين بين قادتها من الأوراسيين، والنمامشة، وتم ذلك في تونس، لا في الأوراس، ولا في النمامشة، لأن قادة الولاية كانوا وقتئذ في تونس، يحاولون رأب الصدع فيما بينهم.. وانتهت المهمة.. وتأسست الولاية من جديد تحت قيادة القائد المحنك العقيد محمود الشريف -رحمة الله عليه-.
ثم طلبتْ منه القيادة في الجزائر أن يظل في تونسمُشرفا على إعلام الثورة، إلى أن يلتحق به رفاقه من لجنة التنسيق والتنفيذ.
وبعد توسيع اللجنة، وتكوين الحكومة المؤقتة في القاهرة في النصف الثاني من عام 1958م، التحق بالعمل بها كمدير لديوان رئيسها المرحوم فرحات عباس.
وفي الاستقلال، كان من الأعضاء الذين رشحتهم الولاية الأولى كنائب في المجلس الوطني التأسيسي، حيث التقى زمرة فاضلة من قدامى جيش وجبهة التحرير، رجالا ونساء، وترأس "لجنة التربية والثقافة"، وكانت خاتمة هذه الفترة النيابية أن سُجن في الصحراء الكبرى (تيميمون)، رفقة زملاء آخرين، رغم الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها النائب، وعندما سأل عنه أحدُ زملائه النواب، ألحقوه به ووضعوهما في زنزانة واحدة لمدة عامين.
في وزارة التربية الوطنية: (بطاقة مهنية)
واستمرت الأحداث، وعاد مرة ثانية إلى الطبشور والسبورة في مدرسة المعلمين ببوزريعة، إلى أن تفضل بدعوته إلى وزارة التربية الوطنية معالي الوزير الدكتورُ أحمد طالب الإبراهيمي –مدّ الله في عُمره- فكلّفه بإدارة الشؤون الثقافية بالوزارة.
سفير للجزائر بمصر: (صورة السفير في القاهرة)
وباقتراح من الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي على المجاهد بومدين رئيس مجلس الثورة، تمَّ ترشيح الشيخ إبراهيم مزهودي سفيرا للجزائر بمصر عام 1971 فمكث بها إلى نهاية العام 1974. وقام بالمهمة على أكمل وجه، وبنـزاهة ونظافة اليد، وإليه يرجع الفضل في إعادة الدفء إلى العلاقات الجزائرية المصرية بعد فتور.. فكانت أول زيارة لرئيس وزرائها... ثم تلتها زيارة رئيس الجمهورية بعد ذلك للجزائر.
)إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ( (الزمر 30، 31).
تكريمه لطلبة العلم والعلماء:
وأثناء قيامه بمهام السفارة في القاهرة، استنَّ سنة حميدة، ألاَ وهي تكريم طلبة العِلم من الجزائريين الذين يتحصلون على درجة الماجستير أو الدكتوراه، ويدعو لحفل التكريم الدكاترة الذين أشرفوا على الرسالة، أو ناقشوها.. كما كان يكرّم علماء المغرب العربي الوافدين على مصر في دورات مجمع اللغة العربية، ويكرّم أيضا وفود العلماء الذين يحضرون ملتقيات الفكر الإسلامي قبل سفرهم إلى الجزائر، وفي هذه الفترة احتفلت الجزائر بالذكرى العاشرة للاستقلال، واستضافت الوفود الهامّة من جميع الدّول في عهد الرئيس بومدين -عليه رحمة الله-.
)يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ(27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً(28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي(29) وَادْخُلِي جَنَّتِي(30)((سورة الفجر).
مُساهمته في الدعوة:
ومنذ عودته من السفارة بالقاهرة عن طريق البر بسيارته وسائقه النّوبي، والتخلي عن ركوب الطائرة.. لزم بيته، ونَذَرَ نفسه للدعوة والوعظ والإرشاد رفقة الشيوخ: عبد اللطيف سلطاني في مسجد القبة، وأحمد حماني في مسجد الرحمة، وعلي المغربي في مسجد ابن باديس -عليهم جميعا رضوان الله ورحماته- وقد وهَبََ سيارته "المرسيدس" إلى مسجد ابن باديس لتغيير بنائه بعد أن كان كنيسة، واشتراها بائع مثلجات في شارع العربي بن مهيدي، وعاد إلى "الكوكسينال 1200" العتيقة، يتنقل بها وأسرتَه ما بين الجزائر والقرية.
)من بنى لله مسجدا بنى الله له مثله في الجنّة( :
ولن يكتمل الحديث عن الفرع إلا إذا أنهيناه بالحديث عن الأصل، عن عميد الأسرة المرحوم الحاج عبد الله مزهودي، التاجر البسيط، الذي ربّى فأحسن التربية، وقد نزح من الريف إلى قرية الحمامات التي كانت في قبضة "الكولون" فاشترى بها مسكنا يقع قُبالة الكنيسة، وآلمه ذلك، فاقتطع جزءا من المنزل جعل منه أوّل مصلّى للوافدين على القرية يوم سُوقها، وبمرور الزمن تحوّل هذا المصلّى إلى مسجد جامع، يتسع لمئات المصلين من المؤمنين، حين ضمّ إليه الجزءَ الأكبر من بيت الأسرة، ولم يحتفظ لنفسه إلا بالقليل، ومنه يدخل إلى قاعة الصلاة، ليؤديها في وقتها مع الجماعة، ولِيَعِظَ المؤمنين وليصلي بهم.
وظلّ يملأ أوقاته بقراءة القرآن والوعظ والإرشاد والمطالعة إلى آخر أيامه، رغم ضعف البصر.. فقد زَهد في كل شيء إلاّ في العلم. وقبل أسابيع من دخوله في غيبوبة الموت وجدته يقرأ الجزء الثاني من مذكّرات الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، فأشفقت على ما بقي من نور عينه، فأجابني: لقد أبكاني في قصيدة له في الجزء الأول من المذكرات.
ولم يُشارك في أي مهرجان، ولم يؤيد أو يعارض أي مترشح -كما جاء في بعض الصحف-.
وقديما قيل:
المرء يُذكر بالـجمائـل بعــده فارفع لذكرك بالجميل بنــاء









 


آخر تعديل عمي صالح 2016-01-22 في 00:31.
رد مع اقتباس
قديم 2016-03-26, 15:37   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حضنية28
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية حضنية28
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
الحقيقة هي معلومات قيمة جدا
لشهداء غير معروفين
وستكون لنا بعض المواضيع ان شاء الله
في التعريف بهؤلاء
حتى لا ننسى فضلهم علينا









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-26, 16:57   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
kader001
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية kader001
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يرحمه ..................









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc