اصبح من الواضح للجميع ان الاراضي السورية قد اصبحت اليوم ساحة قتل بالوكالة تدير دفتها بعض الجهات و الدول الاقليمية التي تسعى لتوسيع نفوذها و بسط هيمنتها مستغلة بذلك بعض الشعارات الطائفية لأجل اثارة الفتنة بين ابناء سوريا.
و تغدق قوى اقليمية المال و السلاح على مقاتلي المعارضة و ينضم اليهم جهاديون في معركتهم للإطاحة بالرئيس بشار الاسد بينما ترد قواته التي تتمتع بتسليح جيد و رباطة جأش و قوة على تلك الهجمات في مهمة مشروعة لدفاع عن سيادة و امن بلادها و هو ما ترفضه تلك الدول و تسعى الى تحريف و الغاء تلك الشرعية التي تؤيدها كل الشرائع و القوانين باعتبارها حق مشروع لكل حكومة.
و اصبحت المشاهد المروعة للقتلى من المدنيين او مقاتلي المعارضة الذين اعدموا لقطات يومية للصراع المتفاقم في سوريا.
و تشير لقطات مصورة تظهر معارضين و هم يقتلون بدم بارد افرادا من الميليشيا الموالية للأسد رميا بالرصاص الى انهم قادرون على ارتكاب ابشع الاعمال بحق معارضيهم.
و تحول الصراع في سوريا الى حرب اقليمية بالوكالة بين السنة و الشيعة قد تقسم البلد على اسس طائفية ما لم تبرز قيادة موحدة للمعارضين لحكم الاسد كمعارضة جديرة بالثقة.
و لا يرى المراقبون لسوريا اي علامة على وجود معارضة جاهزة لإدارة البلاد اذا أفلت زمام السيطرة من الاسد و عائلته اللذين تستند قوتهما الى الاقلية الشيعية.
.....................
و يخشى البعض ان يتحول الوضع الى حرب على النمط اللبناني تجتذب الجميع حيث تقاتل جماعات مسلحة من مختلف الاطياف العقائدية و الطائفية طلبا للسيطرة على الارض فتحول سوريا إلى شظايا تلقي بها في مستنقع الدول الفاشلة.
و مع مساندة جمهورية ايران الاسلامية الشيعية للأسد و تأييد السعودية و دول عربية سنية اخرى و تركيا للمعارضة قد تصبح سوريا ساحة تتحول فيها الحرب الاقليمية السنية-الشيعية الباردة الى حرب أهلية مفتوحة يمكن ان تزعزع استقرار جيرانها لبنان و تركيا و العراق و الاردن.
...........
محللون و مراقبون.
الخميس 9/آب/2012