دماغ جزائري
يعيش بعض الجزائريين انقسام داخلهم ، ذلك أن فئة منهم ترى أن الجزائر تحتاج إلى عضلات وإلى الجسم باعتباره عامل أساس في تسيير المرحلة بغض النظر عن قصر نظر العقل حتى وإن كان أحمقا وليس له قدرة في توجيه الدفة في المسار الصحيح في محيط تتلاطم فيه المياه وتشتد في العواصف العاتية والرياح الصرصر والرعود الهادرة .
وجزء من هذه الفئة رأى أن العاطفة كفيل بقيادة المركبة وحسن قيادة الدفة ، فما أحلى الأمنيات وما أقوى أثرها في نفوس الناس ، بدغدغة الجانب الوجداني و الذي يملأه الحديث عن الدين ، أي باستغلال الدين لتحقيق مصالح سياسية حديث عن تطبيق الدين وحديث عن إقامة الخلافة وعدالة عمر ، ويا حبذا لو تبعته شواهد حتى يتم تمريره للناس والضحك على ذقونهم ، بإبراز معالم المعجزة الماليزية و القوة التركية والتي يبدو أنها بدأت تتضعضع وترجع إلى الوراء بسبب اختزال دولة بحجم تركيا في حزب اسمه العدالة والتنمية ، هؤلاء يبشرون الناس بجنة مرسي المفقودة ، وجثث الناس على قارعات الطرقات ، بفردوس الغنوشي ونماذج التكفير والتجنيد للقتال هنا أو هناك .
ولكن في مقابل هذه الفئة هناك إجماع بين الجزائريين تؤكد على أهمية العقل " الدماغ " في القدرة على التحكم في دفة السفينة للخروج إلى بر الأمان ، أين يجد الإنسان الجزائري استقراره وهدوءه و أمنه وأمن أهله وجيرانه ، فالدماغ هو مركز البدن وهو الذي يوجه خطواته وهو الذي يعقل الأشياء ويرسم ردات فعله السليمة ، كيف لا وهو الذي حقق أكبر نجاحات في أشهر مباريات كرة القدم ، فالمدرب مورينيو بعقله استطاع هزيمة أعتى الفرق قوة وشهرة ، و الدماغ وحده صنع معجزة انتصار المقاومات التحررية على المستعمرين البغاة ، ذلك هو إيمان الجزائريين بأغلبيته الساحقة والماحقة والتي أصبحت تدرك أن العقل المدبر في المرتبة الأولى ولا رغبة لهم بعضلات حمقاء لا دماغ فيه تشكل خطرا على صاحبها قبل أن تشكل خطرا على غيرها وفي محيطها ، كما أن العاطفة جربها الجزائريون و عرفوا أنها تؤدي حتما إلى المهالك العظيمة والمزالق الوخيمة ، والمآسي حافلة فيها في فترة التسعينيات ، وحده العقل قادر أن يمر بالجزائر إلى المستقبل الزاهر ، هذا المستقبل الذي هو بين أيدينا ونصب أعيننا ، فما نيل المطالب بالتمني ولا حققت صورة الجسم بتبختره وصحته انجازا ، ولكن وحده العقل " الدماغ " يستطيع أن يحقق معجزة مثل معجزة اليابان وهذا ما يملكه مرشحنا .
بقلم : الزمزوم .