بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، اللهم صل عليه عدد ما نعلم وعدد مالا نعلم وعدد ما خط القلم ، وعدد ما أنعمت من نعم ، وعدد ما سبق به علمك ، وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
على غرار نشري لبعض القصص التي أنسج خيوطها وأكتبها ثم أنشرها ليطلع عليها من أراد ذلك من الأخوة والأخوات المحبين للروايات والحكايات اليوم اكتب قصة عن فتى يتيم وحتى لا أطيل في التعريف بهذه القصة لكم الحكاية وهي:
( من بين سكان المدينة ذات المباني العالية والضجيج المستمر يوجد بيت صغير بالقرب من حديقة المدينة المزدحمة بالزوار خلال كامل أيام الأسبوع ، وكان هذا المنزل ذا هندسة عجيبة تختلف عن كل المباني الأرضية الأخرى وله شكل عمراني رائع وتحيط به أشجار الزينة من كل مكان حيث لا يمكن رؤيته إلا إذا اتخذت المسرب المعبد وتوغلت قليلا بين الأشجار التي تشكل شبه غابة صغيرة لكنها منظمة ومرتبة ، وكان بهذا البيت ولدا لا يزال صغير ا فقد والداه منذ أن كان عمره لا يتعدى الست(06) سنوات ، وكان كل يوم يذهب إلى المدرسة وهندامه نظيف وأدواته مرتبة وكأن هناك من اختص بخدمته ، وعند انتهاء حصص الدراسة يعود للمنزل والذي لا يعلم بمكانه إلا هو و حارس الحديقة وقلة من مسئولي المدينة الذين أرادوا المحافظة على هذه التحفة الفنية في العمران ، ومادمت أوضاع المنزل قانونية والولد هو من ورثه على أبيه ، فكان بيتا شبه سري حتى لا يسطوا عليه من يترصدون بكل عقار ذا قيمة ليتخذوه مغنما ويدرون من ورائه الأموال .
قلت أيها الأحبة عند نهاية حصص الدراسة يد خل هذا الولد اليتيم إلى بيته من باب خلف الحديقة ويغير ملابسه ويتجه إلى الحديقة ليبيع الفستق والشاي الذي كان قد طهاه بالمنزل ومع كثرة زوار الحديقة تستفيد من بيعه هذا بعض الدنانير ، تنفعه في عيشه وإتمام دراسته، وبعد انتهاء مدة عمله يبحث عن حارس الحديقة ويعطيه قرطاس فستق وكوبا من الشاي ، ثم يقول له أدعو لي ولوالدي يا عماه ، وبدوره هذا الحارس الكبير في السن كان رجلا محسنا عارفا لربه ، يدعو له ويقول بعدها يا بني عندما تجد الوقت تعالى واجلس معي كي أروي لك عن والديك الروايات التي لم تسمعها ولن تسمعها من احد غيري لأنني أنا من عاشر والداك بهذا المكان وقبل ولادتك وما هي الأسرار التي يخفيها هذا المنزل منذ الحجرة الأولى في أساسه ، فقال له الولد اليتيم يا عماه بعد بضعة أشهر ستكون العطلة الصيفية وسيكون النهار أطول وسيكون لي متسع من الوقت أن أجلس إليك وأستمع لكل ما يمكنك أن ترويه لي لكن هذه الأيام يا عماه ما أحوجني لدعاء ربما تكون الساعة فيه ساعة استجابة وقبول فلا تنسى الدعاء لي وأنت ساجد ، ثم انصرف الولد اليتيم وفتح باب المنزل و اتجه إلى غرفة الاغتسال فاغتسل ثم إلى المطبخ وحضر لنفسه وجبة طعام ، ثم أقام فرضه وقرأ بعض من آيات الله الحكيم وحل واجباته ثم وضع رأسه على المخدة ولم يفق حتى أذن لصلاة الفجر ، فنهض هذا الولد وصلى ودعي لنفسه و لوالديه، ثم قال في نفسه هذا رمضان قرب واليوم كان لي الفضل بسماعي الآذان وصليت الفجر في وقته فسأستمر بهذا الحال طوال عمري إن شاء الله وسأرتب لنفسي وردا يوميا ولن يخلو يومي من ذكر أو تسبيح ،وإن شاء الله سأرافق حارس الحديقة الطيب وسأستمع منه الحكايات التي أراد إخباري بها وما سر منزلي وإني لأشعر بالفخر فيه خاصة وان الراحة تغمرني عندما أعود إليه من تعب يوم كامل ثم جاء وقت الذهاب الى المدرسة فحمل هذا اليتيم محفظته وهو يقول في نفسه كل الأطفال يذهبون رفقة أهلهم إلا أنا فرحمتك يا الله، وبدأت الدموع تنهمر عل وجناته وهنا سمع دوي كبير بالغرفة التي كانت لامه وأبيه فهرع إلى الغرفة مسرعا وأثناء ذلك سمع صوتا يقول ، وهذا ما سنعرفه بالجزء الثاني من هذه القصة ).
وللقصة تتمة أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوكم المهذب.