بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، اللهم صل عليه عدد ما نعلم وعدد مالا نعلم وعدد ما خط القلم ، وعدد ما أنعمت من نعم ، وعدد ما سبق به علمك ، وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
وجدت صورة على شبكة التواصل الاجتماعي وانهالت عَلَيَ افكارا لأكتب قصة قد تكون سببا وعلى اثرها يعلم المرء ماهي حقيقة ويرجع إلى الأصل الذي كان وظل ولازال بأنفاسه و قد عاشه بحقبة من الزمن ، حتى وإن فتح الله عليه من النعم وأسدل عليه ستره وأكرم ، ولربما أصبح أحد من هؤلاء على القمم، ولربما انسلخ من كل تلك الأيام الغابرة وكأنه ولد كبيرا ليس له أصل ولا فصل ولا حتى هو عبارة عن نطفة خرجت من عدم .
أحبتي علقت على تلك الصورة وقلت لصاحبها سأكتب قصة تتضمن معان لعل من يطلع على الحكاية يستفيد أو يحس بالقصة معزوفة ونغم ،و حتى يعرف صاحبي إنني قصدت الوفاء بما كتبت بالتعليق وأنا غير سئم.
واليكم القصة أيها الأحبة:
كان ولدا شغوفا طموحا تربى تربية الريف عاش حياته بشكل ظريف ، أحبته أمه وأبوه والكل يفرح برؤيته لظله الخفيف ، بشوش في ضحكته يمشي والكل يرحب بقدومه من مدرسته كأنه ضيف، قال له أبوه يوما بني لا تسأم من المشي حافيا فللعلم حب بالقلب وله قدسيته وانهل منه ما استطعت والعب ما استطعت لكن كن حرا لا تؤذي أحدا ولا تكن بالحياة سخيف، تعلم فالعلم نور و أرفق بكل مخلوق واجعل لكل سؤال جواب واجعل لكل حرب سهما وسيف،سمع الولد كلامه ، وراح يلعب و على أمه يتدلل ويطلب منها الرغيف، قالت له الأم كفاك دلالا واذهب إلى الخم وآتيني بما وضع الدجاج من بيض أو انظر ماذا كان من أمر الدجاجة الحمراء التي مرضت بفصل الخريف ، هل ماتت أم هي على قيد الحياة وهل اهملت صغارها أم هو بخيالي طيف، أسرع الصبي إلى الخم وكان خما صغيرا لا يعلو كثيرا على الأرض مغطى بسعف وتراب حتى لا تدخل له مياه الأمطار و لا حرارة الصيف ، أخذ الصغير البيضة وهو مبتسم وفرح ، وقال هذه بيضة طلبت أمي إحضارها ، ولابد أن أحافظ عليها حتى لا أكون سببا في انكسارها ولن أكون عنيف، شعر بعزة وقوة لا مثيل لها وكانه ملك الدنيا لأنه لبى طلبا لأمه و نظراو تها له لن تخيف ، مرت أمامه الدجاجة الحمراء وهي تمشي متبخترة وهو يقول ما أسعد هذه الدجاجة عندما تحتضن صغارها وكلهم لها لفيف ، وبهذه الأثناء كانت عدسات مصور ألح على الصغير صورة ليجعلها تتداول بين صفحات الفايس بوك ويظهر للعالم أن هذا الصغير بفطرته قوي وبمسكه لبيضة بيده قد يمسك الدنيا يوما وهو عريف ، ذهب الصبي مسرعا لأمه وهو يقول أماه لقد جئتك بما طلبتي فهل الغداء هي ام أنني سوف أذهب الى المدرسة وإخوتي أحق بها أم غدائنا أرنب أليف؟ .
شب الصغير على سجيته ، كبر وتعلم وعن الريف رحل ولموت والديه حزن وغاب عنه الكيف ،
للأرض لم بهمل ، لكنه قد رحل ، ولكل بقاع الأرض دار لكنه تأكد أن دمه دم رجل ،أحب الأرض وعشقها ويوما سيكون ببطنها ومن أمثاله هي لن تمل فعاد ونام قرير العين بموضع بيته القديم وللذكريات استعاد ولباب الخم اقفل وبقرب الجدار الحجري القديم إتكأ وسأل ، كيف للمرء أن ينسى هذا ويطغى على الناس وسعى للفتنة وللمنكر يدل ، رحماك يا الله فما نحن إلا ضيوف على أرضك ويوما ما سنكون بالآخرة عندك وهذا اليوم من غيبك وليس للناس به علم ، عفوك يا الله عفوك ، من غفل عن حقيقة أصله مات غريبا والكل يهنئه على جهله ، وعلى فقدانه لعقله وهو ثمل ، وكل علم تعلمه قد ذهب سدا لأنه لم يستفد منه ولم يكن له ملهم ولم يحقق الامل .
سكنت روح الرجل بعد ان استعاد ذكرياته والعيش الذي حصل ، ثم شمر على ساعديه وقال اليوم يوم عمل واليوم يوم لابد ان يتحد به الكل
وما الدنيا إلا دار يمر بها الوقت بعجل ، واستدعى كل من يعرف من الاهالي وكل من لديه علم حتى يشعر الجميع بحب الخير والكل للأصل لا يهمل .
إنتهت قصتنا أيها الاحبة وهي قصة قصيرة استنتجت معانيها ونسجت حكاية عنها وهذا كله من وحي تلك الصورة التي ذكرت سابقا والسلام عليكم ورحمة الله والى اللقاء بقصة أخرى. أخوكم المهذب