إرشاد العباد لما جاء من الأخطاء في قناة البلاد فيما يخص سيرة الأمير عبد القادر ، وتاريخ الجزائر .
بسم الله الرحمن الرحيم
علم التاريخ من أشرف علوم الإسلام ، ومما خصه الله تعالى بالحفظ في هذه الأمة المحمدية دون غيرها من الأمم السابقة ، بحفظ التاريخ يحفظ بقاء الأمة الإسلامية ، وتسلم مراجعها وثوابتها من التغيير والتبديل والتحريف ، ومن النسخ .
ولقد قرر المؤرخون والأصوليون : أن التاريخ لا ينسخ ، يعمل بكل ما ثبت منه ، وما صح نقله وأخباره .
تاريخ الأمم السابقة لقد حرف وبدل ، إلا ما أثبته القرآن والسنة من صحة ما جاء فيه ، وأقره عنهم
أما تاريخ أمتنا الإسلامية ، فلقد ضمن الله تعالى حفظه ، فلا تجتمع الأمة الإسلامية على ضلالة كما هو مقرر في الأصول .
لقد سخر الله تعالى لهذه الأمة المحمدية العظيمة من يحفظ دينها وتاريخها من الرجال العمالقة العباقرة في التقوى والذكاء والضبط والحفظ .
تاريخ الإسلام ورجاله لا يتكلم فيه إلا من خص بعلوم الحديث وصفاء العقيدة ، وله عناية بالتراجم والسير ، وعرف بالتمرس في هذا الميدان ، وشابت لحيته في الجمع والتحقيق فيه ، لا أن يتكلم فيه من هب ودب ، والجهلة ممن يوصفون بالدكاترة‼️
فلم نجد أجهل من هؤلاء دكاترة الأكادميين ، وممن بردعتهم الشهادة ، التي أصبحت توزع مجانا ، ويتعاظم بها ، وهو عند التحقيق ، وفي ميزان العلم لا تجده إلا أجهل من حمار أهله ❗
علم التاريخ لا يؤخذ إلا من علماء الحديث والمؤرخين أمثال ابن عبد البر ، الخطيب البغدادي ، ابن عساكر ، الذهبي ، ابن كثير ، ابن حجر ، ابن خلدون وأمثالهم ، ومن طبقتهم
وتاريخ الجزائر لا يؤخذ إلا من الإمام ابن باديس ، البشير الإبراهيمي ، أبي يعلى الزواوي ، مبارك الميلي ، أحمد توفيق المدني ، أبي القاسم سعد الله ، ناصر الدين سعيدوني ، محمد العربي الزبيري ، هؤلاء المتأخرون هم ممن جمعه ، وصدق في كتابته ، فكل أحد لا يعرج في استدلاله بتاريخ الجزائر على هؤلاء ولا ينقل عنهم ، فكلامه هدر ريح .
▪️ قلت ( بن سلة ) : بناء على هذه المقدمة
نتكلم على ما جاء في حصة قناة البلاد وما فيها من إضلال العباد فيما يخص تاريخ الأمير عبد القادر ‼️
1 - حصة في التاريخ الجزائري ينبغي أن تكون في أرقى المستوى من العلم والتوضيح وخاصة أنها تزامنت مع فترة التشكيك في رمز من رموز تاريخ الجزائر ، والمتحدث عنه سلطان الجزائر الأمير عبد القادر .
2 - ينبغي ممن يمتهن الصحافة ويتكلم في التاريخ ، أو في غيره من الفنون أن يكون عنده أهلية وكفاءة في فنه .
كان يجب على ذلك الشاب الصحافي أن يكون عنده علم بتاريخ الأمير عبد القادر ، وملما بعقيدة الأمير وأيامه ، وهذا مما افتقر في تلك الحصة ، ما رأينا فيها إلا الجهل وتغييب الحقائق .
3 - أراد ذلك الشاب الصحافي أن يلقن الأمير خالد أفكاره ، ونرى أن الأمير خالد وقع في حرج كبير مع ذلك الصحافي .
والتلقين هو : أن أفرض عليك أفكاري ومقرراتي ، وأعرضها عليك ، وأنت ما عليك إلا أن تجب بـ"نعم" بغض النظر عن صحتها أو زيفها .
والتلقين عند علماء الحديث والتاريخ هو من درجات الضعف ، ولا يعتمد ويقبل كلام ممن لقن ، بل يطرح علمه ، ولا يوثق به .
ولهذا قلنا لكم وقررنا لكم : أنه ينبغي للذي يتكلم في علم التاريخ أن يكون ملما بعلوم الحديث وأصوله ، وأن يكون ثقة عدلا ضابطا ، وهذا يفتقر في تلك الحصة ، ففي ميزان الشرع والعلم الصحيح تعاقب مثل هذه الحصص وتحجر وتمنع ، ولا ينشر علمها بين العامة .
4 - الذي خص بالكلام في تاريخ الأمير عبد القادر وسيرته هما السيدة الأميرة بديعة ، والسيد خلدون بن مكي ، وقبلهما محمد باشا فهؤلاء هم أبرز عائلة الأمير عبد القادر ممن عرف بكتابة في سيرته ، وتعد مراجعهم موثوقة صحيحة يعتمد عليها في النقل فيما يخص سيرة الأمير عبد القادر .
5 - الأمير عبد القادر لا يخص به عائلته فقط ، فهو رمز الأمة الإسلامية ، وهو خاصة الجزائر
والعبد الفقير - بشير بن سلة - الكاتب لهذه السطور المتواضعة اليسيرة - على عجالة - في حق عظيم من عظماء الأمة الجزائرية والإسلامية ، - الحمد لله - أعد من أبناء عشائر وادي الحمام ( القيطنة ) ، ومزارع عائلتي متصلة بمزارع عائلة الأمير عبدالقادر الأولى في منطقة وادي الحمام منذ العهود الأولى ، وأجدادي هم ممن قام على زاوية ( سيدي محي الدين ) وحافظ عليها.
6️⃣ - بيان الأخطاء التي تضمنتها الحصة ، ووقع فيها ذلك الشاب .
◼️الأول : لقد أكثر ذلك الصحافي من ذكره
لفظة أن الأمير عبد القادر استسلم لفرنسا وعقد معها اتفاقية الاستسلام ، وأقره الأمير خالد على ذعنه ‼️
قلت ( بن سلة ) : وهذه من الأخطاء الفاحشة التي جاءت في تلك الحصة المزيفة التي فيها كل الجهل ، إلا العلم لم نقف عليه ونسمعه .
لقد بين خلدون بن مكي والأميرة بديعة هذه الفرية في كتاباتهم وكشفها ، لو كان هذا الصحافي يريد صفاء تاريخ الأمير لرجع إلى مقالاتهم ، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه .
➖ النصوص التي بين أيدينا والتي ثبتت عن الأمير لم يأت فيها أنه استسلم لفرنسا ، بل الأمر بعكس ذلك .
النص الذي بين أيدينا والذي ثبت في خطاب الأمير عندما أراد توقيف الحرب مع فرنسا ، وذلك لما أهلكته الحرب مع المخزن المغربي وخيانة القبائل ، جمع قيادته وذويه وعرض عليهم خطبته التالية ومما جاء فيها : ( لا أرى إلا التسليم لقضاء الله تعالى والرضى به ، ولقد أجهدت نفسي في الذب عن الدين والبلاد ...) الخ مما جاء فيها ، فليرجع إليها فهي في كتاب ( تحفة الزائر ) للمؤرخ محمد باشا ابن الأمير عبد القادر .
وهناك فرق بأن ترضى بقضاء الله الكوني ، وبين قضاء الله الشرعي ، يعرف ذلك من درس العقيدة السلفية والتوحيد ، ولكن هؤلاء الجهلة لا يفرقون بين قضاء الله الكوني ، وبين قضاء الله الشرعي .
فهو لم يعط لفرنسا شرعية الحكم على الجزائر واستسلم لذلك ، وجعل أن هذا من شرع الله ، حاشاه .
الأمير عبد القادر فقيه في الدين وفي العقيدة وفي السياسة الشرعية ، هل تظنه مثل هؤلاء البقر الذين تجد أحدهم يهرف بما لا يعرف ، ولا يتأمل في عباراته وأقواله ، كلا وألف كلا .
وأيضا : الأمير لم يسلم سيفه ، بل الجنرال لاموريس هو من بادر ببعث سيفه إلى الأمير مع ورقة ختمها بختمه على بياض ليشترط الأمير ما أراد ويشاء .
وهذا عند اتفاقية وقف الحرب ، وهذا مما يدل أن الأمير كان في وضع هو صاحب الكلمة والشرط والفوقية ، وليس هو المستسلم ، بل تلك الاتفاقية تدل أن فرنسا هي المستسلمة لشروط الأمير التي يريدها ويمليها ، ويتعاقد معها عليها ، ومع ذلك كان الأمير متخوفا من غدر فرنسا وجرى بينه وبين ذلك الجنرال مراسلات عدة استغرقت ثلاثة أيام بلياليها لتثبيت الميثاق ، وأحكام العهد .
ومما جاء في تلك المعاهدة .
أن الأمير ينتقل ويهجر إلى عكا أو الإسكندرية بأهله وممن أراد أن يخرج معه من الجزائريين بدون ضغط ولا شروط من فرنسا .
وأن الذي يبقى من الجزائريين في تراب الوطن ، تمكن لهم فرنسا حريتهم في الدين والأرض ، ولا تتعرض لأحد منهم بأشكال العنف والاغتصاب والتضييق .
أقول ( بن سلة ) : بالله عليكم هل هذا يقال له استسلم ، أو أنه معاهدة وهدنة ؟!
الذي يعرف السياسة الشرعية والسيرة النبوية وتاريخ الإسلام ، وفن سياسة الحروب ، سيحكم أن الخطوة التي أقدم عليها الأمير مع فرنسا تدل على قوته وفرض شروطه على فرنسا ، وتدل على ضعف فرنسا أمام الأمير في هذه المعاهدة ، ومما يدل على ذلك غدرها وخيانتها لتلك المعاهدة ، إذ الخيانة والغدر هو من شيم الضعفاء وليس من شيم الأقوياء .
الذي يدرس سيرة الأمير عبد القادر وحروبه مع فرنسا يجد أن معاركه ومعاهداته كلها كانت في صالحه وانتصارات عليها ، وهو لم يستسلم لفرنسا وهو في السجن ، فكيف يستسلم لها في عهوده وعقوده ⁉️
➖ هذا الصحافي المسكين هو من نوع ممن تأثر بالمدرسة الفرنسية وبكتاباتها المزيفة المكذوبة التي تصور أن الأمير عبد القادر استسلم لفرنسا وضعف أمامها وقهرته ، وأذعن لسلطانها ، وأقر بدولتها وحكومتها على الجزائر ، وأنه صديق لها ‼️
وهذا لم يكن إطلاقا لا في الجزائر ، ولا في سجنه ، ولا في الشام حتى توفي - رحمه الله - هو مع سيادة الجزائر على وطنها ودينها ، وكانت له الاتصالات والمواصلات مع مجاهدي الجزائر في تلك الحقبة وهو في الشام .
◼️ الثاني : ذلك الصحافي أظهر أن الأمير عبد القادر اعترف بقوة فرنسا وحضارة عسكرها وتفوقها على جيش الإسلام الأمير عبد القادر ‼️
وهذا من الكذب والجهل ، بل هذا الصحافي لا يعرف حتى أن يسمي كتاب ( وشاح الكتائب ) وسماه بغير اسمه ، لا ندري من أين سقط علينا هذا الصحافي ؟!
يريدون الأكل والشرب ولو بتنجيس تاريخنا ، وعرض على قنواتنا المهابيل والمجانين والجهلة .
أصبحنا أضحكة ومهزلة أمام العالم ، لماذا يفعل بالجزائر هكذا ، مرة يصنعون لنا تاريخ وتمثال شيشنق ، ومرة يأتون لنا بمجنون فلا يترك الأخضر ولا اليابس إلا ويحصده فما ترك أحدا من رموز الدولة الجزائرية إلا وطعن فيه على منابر هذه القنوات ، ومرة يأتون لنا بسفيه كلب يعوي ما ترك لنا شهر رمضان ، ولا الحج ، ولا نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولا أزواجه ، ولا صحابته إلا وطعن فيهم ‼
- وهذا الكتاب ( وشاح الكتائب ) هو ملخص القوانين العسكرية التي سنها الأمير عبد القادر مما تدل على تفوقه على فرنسا في المجال العسكري ، وخبرته في التنظيم ، وفي العلم .
كل رسائل الأمير إلى فرنسا ومعاهداته معها تدل على تفوق الأمير على فرنسا في الميدان العسكري والمناورة والمخابرات والدبلوماسية .
الذي أضعف الأمير هي خيانة القبائل الخوارج والمخزن المغربي ، أما تكتيك جنرالات فرنسا ، فكان الأمير يضحك عليها ، ويستهزئ بها .
◼️ الثالث : أراد ذلك الصحافي المسكين أن يظهر أنه كان هناك خصومة وعداوة بين الأمير والدولة العثمانية ‼️
وهذا من مشروع فرنسا في الجزائر ، فهذا الصحافي في الحقيقة في تلك الحصة كان يخدم مشروع فرنسا بامتياز
مع أن المراجع التي بين أيدينا تدل أن الأمير عبد القادر كان يجل الدولة العثمانية الإسلامية ويحترمها .
فهو لما كون دولته فأول من نصبهم في حكومته قيادة هم الكراغلة ، وطالب وراسل كم من مرة باي أحمد ليتعاون معه ، وكان يحترمه ويقدر قيادته ، وللأسف لم ينضم باي أحمد إلى الأمير ، فكانت نهايته ما جنته عليه نفسه .
وهناك رسائل منه إلى مقر الدولة العثمانية .
وهو لما نزل بالشام قدم بيعته للسلطان العثماني وتعاقد معه على إقامة الإسلام وخدمة المسلمين
وهو من تصدى لكل المؤامرات التي كانت تحاك لتقسيم وإسقاط الدولة العثمانية في ذلك الوقت ، ومنها فتنة الدروز .
لو كان الأمير يحقد ويبغض الدولة العثمانية ويعتبرها بأنها خائنة لما نزل على حكمها في الشام وتعاون معها ، ولانتهز الفرصة لما عرضت عليه بريطانيا وفرنسا الملك والسيادة على العالم الإسلامي ، وهو قد رفض ذلك .
هذا مشروع فرنسا أرادت به في الجزائر أن تطعن في دين الإسلام والعروبة ، ووصف الإسلام بأنه مستعمر ، وأرادت أن تعزل المغرب العربي عن المشرق وحضارته ، فهذا هو أصل الفرية أن الدولة العثمانية مستعمرة للجزائر ، ولكي تسيطر فرنسا على إقليم شمال إفريقيا .
◼️ الرابع : الصحافي يظهر أن نابليون وجنرالات فرنسا هم من تصدقوا بالحرية على الأمير وخروجه من السجن ، وعفوا عنه وأحسنوا إليه ‼️
يا مسكين ، يا مسكين ، ألا تعلم بأنه عقد في فرنسا مجلسا يقضي بإعدام الأمير وقلته في أسره ❗
ولكن ظرف فرنسا وحربها مع روسيا أفسد عليها هذا الإعدام ،إذ تخوفت من الدولة العثمانية ، لأن الدولة العثمانية بلسان شيخها الإسلام كانت تطالب وتراسل فرنسا بإطلاق سراح الأمير عبد القادر ، ولقد ذكر هذه المعلومة محمد باشا في كتابه ( تحفة الزائر ) ، ولكن ذلك الصحافي فيما يبدو مراجعه في تاريخ الجزائر هي كتب فرنسا وكُتابها ومن تأثر بها ، ولا يعرف قبلة مراجع الجزائر .
◼️ الخامس : ذلك الصحافي المسكين ذكر أن الأمير أوصى بدفنه بجانب قبر الاتحادي الحلولي ابن عربي ، ووصفه بالإمام ‼️
وهذا من جهله بعقائد الأمير عبد القادر ، فالذي ينبغي أن يتكلم في التاريخ أن يكون ملما بالعقائد ومناهج الملل والنحل ، فلا يجوز أن يهجم على التاريخ الجهلة والصعافقة .
➖ ابن عربي الحلولي ليس بإمام عند المسلمين فهو من غلاة الصوفية ودعاة وحدة الوجود وتعطيل النبوة والشرع الإسلامي ، وعنده زندقة .
والإمام الأمير عبد القادر ليس من أتباع ابن عربي ولم يعرف بدراسته كتب ابن عربي والتتلمذ عليها .
كل ما في الأمر أن بعض تلاميذته في الشام عرض عليه بعض المسائل التي تكلم عليها ابن عربي في كتابه ( الفتوحات المكية ) وفي مجالس خاصة بينه وبين أولئك التلاميذ ، وليس في مجالس العامة ، فكان الأمير يبين الصواب من الحق فيها .
ثم كتاب ( الفتوحات ) ، ابن عربي انتصر فيه لمذهب ابن حزم الظاهري الذي يدعو إلى الأخذ بالدليل ، والهجوم على التقليد والجمود المذهبي ، وهذا كتاب ( الفتوحات ) لقد اغتر بما فيه من البضاعة حتى الإمام ابن تيمية فما بالك بغيره .
ولكن حقيقة عقيدة ابن عربي تعرف من كتبه الأخرى والنظر فيها ، ولهذا الإمام ابن تيمية لما درس جميع كتب ابن عربي وقف على حقيقة عقيدته بكل الوضوح ، ورد عليه وكشف حقيقة عقيدته بكل شفافية .
➖ وأيضا مما ينبغي أن ينبه عليه ، أن الأمير عبد القادر لم يوص أن يدفن بجانب قبر ابن عربي ، ولا درس عند مقامه .
قال خلدون بن مكي حفيد الأمير : ( إن الأمير قد اشترى أرضا بجانب مقبرة الدحداح القريبة من حي العمارة شمال الجامع الأموي وجعلها مقبرة وأوقفها على أسرته ولما ماتت أمه دفنها في وسطها وأوصى أن يدفن إلى جوارها ، وهذا ثابت ومشهور عند أفراد أسرته إلى اليوم .. ولكن عندما مات الأمير أشار بعض الشيوخ على أولاده أن يدفن إلى جوار ابن عربي وترددوا في الأمر إلى أن اجتمعت الآراء على دفنه بجوار ابن عربي ..) ا.هـ
➖ وأيضا مما ينبغي أن يتنبه إليه في هذا المقام لا يقال لفلان أنه من أتباع فلان أو أنه من مدرسته إلا إذا نصر أصوله ودعا إليها وقررها
هل الأمير عبد القادر قرر أصول ابن عربي ودعا إليها ؟
الجواب : لا ، لأن من أصول ابن عربي
1- أنه يفضل الولي على النبي
2- يدعو إلى عقيدة التشبيه
3- يدعي ابن عربي أن فرعون مات مؤمنا
4- ابن عربي من منهجه تنقص الأنبياء والطعن فيهم
5- من عقيدة ابن عربي وحدة الوجود والحلول
6- ابن عربي لا يكفر من يقول : إن المسيح هو الله ، بل جعل الكفار يتلذذون بالنار
7- ابن عربي عقيدته تدعو إلى تعطيل الشرع والأسباب .
قلت ( بن سلة ) : هل هذه عقيدة الأمير عبد القادر ودعا إليها ؟!
لماذا الكذب على الإمام الأمير عبد القادر السني الأثري الذي عرف بتقرير المنهج السلفي ومنهج أهل الحديث في رسائله بكل وضوح ، وهو من أسس مدرسة أهل الحديث في الشام وتخرج عليها عمالقة الحديث والسنة في هذا العصر الحديث .
◼️ السادس : الأمير عبد القادر ما دخل الماسونية حتى نتكلف لإخراجه منها .
الأمير عبد القادر كان صاحب دولة ، ووزيز قضايا الإسلام في المشرق والمغرب .
كان يجلس إليه كل الناس ، وكل طبقات المجتمع
كان يراسله ضباط فرنسا ، وبريطانيا ، ويعقد المستسرقون معه المجالس والمحادثات والسؤالات .
ويعقد معه أيضا المجالس أصحاب الجمعيات والمؤسسات ، ومنها مؤسسة قناة السويس .
وهذا مشروع القناة كان معطلا فلما نزل الأمير بالشام أعيد الكلام عنه ، وقام الأمير بتفعيله وإتمامه وبذل كل جهوده لإنجاحه لأنه عرف بنظرته الثاقبة وحنكته العظيمة ، أن القناة ستنهض باقتصاد مصر وتنتفع بها الأمة الإسلامية في المستقبل .
وأيضا هو من قضى على فتنة الدروز
وأيضا هو من كان سببا في حقن دماء مسلمي الروس وتوسط عند إمبراطوريتها من أجلهم .
فهو مشروع الأمة الإسلامية ، فكانت تلك الجمعيات المنتشرة في الشام والمشرق تريد التزكية منه ، فكانت لما تعرض عليه أعمالها وأقوالها .
كان يجب عليها : بأن ما تدعوه إليه هو موجود في الإسلام ، والمجتمع الإسلامي قائم بهذه الأعمال فلماذا الانضمام معكم ؟! ولماذا إنشاء جمعيات خارج إطار عمل الدولة ؟!
الأمير عبد القادر كان ذكيا داهية ، ولا تخفى عليه أساليب ومراوغة المستشرقين .
وهو قد أردك أن الدولة الإسلامية تواجه مخططات وقوات الروس وبريطانيا وفرنسا وشرق أوروبا ، وأن الحرب القائمة في ذلك الوقت حرب عقائدية فكرية ، ويستعمل فيها الجواسيس والمخابرات والجمعيات السرية .
ورأى عقائد الطبيعيين تنتشر في المجتمعات ولهذا كتب رسالته ( المقراض الحاد ) .
وأيضا بين أخلاق المجتمع المسلم المحافظ في رسائله على أسئلة الضابط الفرنسي دوماس .
وأيضا عنده عدة أجوبة في بيان عقائد اليهود والنصارى والمجوس ، وهذه العقائد كانت منتشرة في الحجاز ولبنان .
🔴 هذا ما كان من بيان بعض النقاط والمغالطات التي جاءت في حصة البلاد وما فيها من التلبيس على العباد ، وكأن ذلك الصحافي أراد بهذه الحصة أن يمرر مشروع فرنسا المتمثل في هيمنة مدرستها على تاريخنا .
❤️ الوصية : نحن في الجزائر الجديدة فينبغي تجديد سياسة الجزائر واقتصادها وتاريخها ، وغربلة تاريخنا من أفكار فرنسا .
والحذر من هؤلاء الصحافة ومن الدكاترة الذين برمجوا وصنعوا في مصنع فرنسا ، لقد كتب الكثير من هؤلاء الدكاترة في سيرة الأمير ، ولكن على وفق مخطط فرنسا .
ولقد نبه على ذلك المؤرخ سعد الله ، وناصر الدين سعيدوني ، ومحمد العربي الزبيري ، والأميرة بديعة ، وخلدون بن مكي ، فليحذر من هؤلاء ، فهؤلاء هم أعداء تاريخنا ، وأشر الناس ، وبينا وبينهم المراجع الجزائرية الموثوقة ، ونتحداهم أن يقرروا غير ما قررناه فيما يخص تاريخ الأمير وعقيدته ، إذا أرادوا أن نسجل بيننا وبينهم ؟
نسجل وننشره في الملأ ليعرف الكاذب من الصادق ، والله المستعان
كتبه الباحث : بشير بن سلة الجزائري كان الله معه