أسماء الله الحسنى وصفاته - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أسماء الله الحسنى وصفاته

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-02-25, 17:47   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

حكم ذكر الله بالأسماء السريانية وحكم دعاء الجلجلوتية

السؤال

أرجو الرد بسرعه فى هذا الامر .

ما رأيكم فى هذ الكلام وما معناه وما هو الحرام فيه وأريد ان تبينوا لي بالتفصيل إذا كان هناك شرك فيه ما هو وفي أى كلمة تكون فهو يسمى بالدعاء الجلجلوتى وصليت بالثاني علـى خــير خلقه >>

محمد من زاح الضـــلالة والغلت الهــي لقد أقسمت باسمك داعــياً >> بآج وماهــوج جـلت فتجلـجلت سألتك بالاســم المعظـم قــدره >> ويســـر أموري يا آلهي بصلمهت ويا حــي يا قيوم ادعـوك راجياً >>

بآج أيــوج جلجلــيُّوت هلهلـت أريد أن أعرف ما معنى هذه الكلمات " بآج أيــوج جلجلــيُّوت هلهلـت"

وأريد أن يتبين لى ما إذا كان حرام أم حلال وما إذا كان هناك فيه من الشرك أم ماذا ؟


الجواب

الحمد لله

لا يجوز دعاء الله تعالى بما لا يعلم معناه، ولا التوسل إليه بأسماء لا يُعلم معناها

أو لم يثبت أنها من أسماء الله الحسنى

لقوله تعالى: ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأعراف/180

وأسماؤه تعالى التي يدعى بها، هي ما تثبت أنها أسماء له؛ لورودها في الكتاب والسنة الصحيحة.

وقد اهتم العلماء بجمع هذه الأسماء وشرحها كما فعل الغزالي والحليمي والقرطبي وغيرهم ، ولم يوردوا هذه الأسماء الأعجمية المخترعة.

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "عمن يقول: يا أزران: يا كيان، هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة لم يحرم قولها؟

فأجاب:

الحمد لله، لم ينقل هذه عن الصحابة أحد، لا بإسناد صحيح ولا بإسناد ضعيف ، ولا سلف الأمة ولا أئمتها.

وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب؛ فكل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقي به ، فضلا عن أن يدعو به.

ولو عرف معناها ، وأنه صحيح : لكُره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية"

انتهى من مجموع الفتاوى (24/ 283).

وهذا الدعاء مشتمل على أسماء غريبة كآج، وماهوج، وصلمهت، وأيوج، وجلجليوت

يزعم الصوفية أنها باللغة السريانية، وأنها أسماء الله تعالى، وأن الملائكة يذكرون الله بها، وأن هذه الأسماء يتلقاها العارفون، ولا تؤخذ من كتاب أو سنة!

وهذا ضلال مبين، وإلحاد في أسماء الله تعالى.

والغالب فيها أنها أسماء شياطين ، مما يستعمله السحرة قديما وحديثا، ولكثير من الصوفية عناية بالسحر، واستعمال له، تحت مسمى علم الحروف، وعلم الأوفاق.

وهذا الدعاء يأتي ضمن أوراد الطريقة الخلوتية العونية ، كما ذكر الأستاذ محمود المراكبي في كتابه "عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة" ص458

وقد ذكر اهتمام الصوفية بالأسماء السريانية، واشتمال أورادهم عليها، وقال:

"ومع تدرج المريد في مراتب الطريق السبعة: تظهر الألفاظ السريانية تباعا

فإذا وصل المريد إلى الاسم السادس والسابع، تلقى جرعة كبيرة من هذه الأسماء، وتبلغ الألفاظ السريانية في الاسم السابع ثمانين اسما، منها ما هو مكتوب نثرا، ويسمى البرهتية

ومنها ما نظمه المشايخ في قصيدة الجلجلوتية.

والبرهتية يقرأ فيها المريد واحدا وأربعين اسما، كل منهم مكتوب مرتين بهذه الصورة: " برهتيه برهتيه، كرير كرير، تتليه تتليه" وهكذا .

ورسم الاسم السابع من أوراد الخلوتية العونية العيونية، وهو غير مطبوع، وينقله المريد عن شيخه.

ويشرح البوني في كتابه: "منبع أصول الحكمة" أسرار البرهتية بقوله: "فاعلم أن أسماء البرهتية هي القسم المعّول عليه من قديم الزمان، وكان القدماء يسمونه بالعهد القديم، والميثاق العظيم، والسر المصون.

وقد تكلم به الحكماء الأُول، ثم السيد سليمان بن داود عليه السلام، ثم آصف بن برخيا، ثم الحكيم قلفطيروس، ثم من تتلمذ له إلى يومنا هذا .

وهو قَسم عظيم لا يتخلف عنه ملك ، ولا يعصيه جني ولا عفريت، ولا مارد، ولا شيطان .

وكل طالب لم تكن عنده أو لم يكن له علم بها فعلمه أجذم.

وبالجملة فهذه الأسماء قَسم جليل عظيم الشأن كثير البركة والبرهان، يغني عن جميع ما عداه من العزائم والأقسام، ويتصرف في جميع الأعمال من استنزال أملاك

واستحضار أعوان، وجلب ودفع، وصرع وقهر، وإخفاء وإظهار.

ثم يشرح فوائد كل اسم من البرهتية وما تستخدم فيه فيقول: "كرير، إن من خواصه أن من واظب على قراءته كل ليلة مائة مرة، فإنه يجتمع بالجن عيانا

وربما يصيرون له خداما، ومن واظب على ذكر برهتيه كرير تتليه... خضعت له الأرواح العلوية والسفلية"...

أما الجلجوتية، فيشرحها البوني أيضا في كتابه: شمس المعارف الكبرى، ولا يخرج الكلام فيها عما سبق بيانه عن البرهتية .

وهكذا يتلقى المريد علوم السحر ، على أنها فتوحات وأسرار وإلهامات ربانية !!

وبرغم اعتراف البوني أن هذه الأسرار ينسبها تارة إلى علوم الحكماء والفلاسفة، وينسبها تارة أخرى إلى علوم سليمان عليه الصلاة والسلام

إلا أن المشايخ، والمريدين يرونها أرقى الفتوحات في الإسلام"

انتهى كلام الأستاذ محمود المراكبي، ص458.

وكتاب شمس المعارف كتاب سحر صريح مظلم، ولهؤلاء المتصوفة وأمثالهم عناية به ، ومؤلفه من تلاميذ المرسي أبو العباس، ويزعمون أن له كرامات وأنه كان مجاب الدعوة!

وقال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في "الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة" ص275:

" لغة أهل الديوان: ويقول أحمد بن مبارك:

" سمعته ـ رضي الله عنه ـ يقول إن لغة أهل الديوان ـ رضي الله عنه ـ هي السريانية لاختصارها وجمعها المعاني الكثيرة ، ولأن الديوان يحضر الأرواح والملائكة ، والسريانية هي لغتهم

ولا يتكلمون العربية إلا إذا حضر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أدبًا معه " ا. هـ

(الإبريز ص168) .

ولست أدري لماذا يُجمع المتصوفة تقريبًا ، على اختيار اللغة السريانية لغة للديوان، ولمعاني الحروف، وللأذكار

فإما للتلبيس على الناس لأنها لغة منقرضة لا توجد إلا في قرية واحدة الآن من قرى سوريا

ولا يتكلمها إلا نحو خمسمائة شخص فقط، أو لأن هذه اللغة كانت لغة أقوام اشتهروا بعبادة الجن والأوثان ، وهذا الذي يبدو

فإن هذه اللغة كانت لأقوام وثنيين من عبدة الجن والكواكب، وما يزال كثير من هذه القرية التي يتكلم أصحابها بهذه اللغة ، مهجورًا مسكونًا بالجن" انتهى.

والحاصل :

أنه لا يشرع ذكر الله ، ولا دعاؤه بهذه الأسماء المجهولة، ولا يجوز أن يسمى الله بها، وذلك من الإلحاد في أسمائه.

ويجب الحذر من أوراد الصوفية المشتملة على هذه الأسماء؛ إذ الغالب أنها أسماء شياطين، وباب لسحر المريد المتلفظ بها ، ليبقى أسيرا لدى طريقته وشيخه.

وينظر في علاقة الصوفية بالسحر: "الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ"

ص859- 870 للأستاذ الدكتور محمود عبد الرؤوف القاسم رحمه الله.

والله أعلم.








 


قديم 2020-02-25, 17:52   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

صحة حديث ضحك الله لمن يقوم في ليلة باردة من فراشه

السؤال

‏فى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن الله ليضحك إلى رجل قام فى ليلة باردة من فراشه ولحافه ، فتوضأ

ثم أقام الصلاة ، ويقول للملائكة : ما حمل عبدي على هذا الصنع ؟

فيقولون : ربنا ! رجاء ما عندك ، وشفقه مما عندك. ‏فيقول الله : فإنى قد أعطيته ما رجا ، وأمنته مما يخاف ، ورزقته ما يتمنى ) فما صحة هذا الحديث ؟


الجواب


الحمد لله

أولا:

الحديث المذكور حديث صحيح ، موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه.

وقد جاء مرفوعا ، من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، بإسناد حسن، لكن ليس فيه لفظ الضحك، بل فيه: عجِب ربنا :

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ

فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، ثَارَ عَنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ

وَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فِي الِانْهِزَامِ ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى هُرِيقَ دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، رَجَعَ رَجَاءً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقًا مِمَّا عِنْدِي حَتَّى هُرِيقَ دَمُهُ .

رواه أحمد في مسنده (3949)

وابن حبان في صحيحه (2558)

وابن خزيمة في "التوحيد" (799)

وقد ساق المنذري رحمه الله الحديث المرفوع أولا، ثم الموقوف، في "الترغيب والترهيب" (630)

ثم قال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في "صحيحه".

ورواه الطبراني موقوفاً بإسناد حسن " انتهى .

ولفظ الحديث الموقوف عند الطبراني : عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:

" أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يُقَرِّبُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يُقَرِّبُ إِلَى النَّارِ، إِنَّهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ وَبَرَّ، وَلِلْكَاذِبِ: كَذَبَ وَفَجَرَ .

أَلَا وَإِنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةٌ، وَلِلشَّيْطَانِ لَمَّةٌ، فَلَمَّةُ الْمَلَكِ إِيعَادٌ لِلْخَيْرِ، وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ إِيعَادٌ بِالشَّرِّ، فَمَنْ وَجَدَ لَمَّةَ الْمَلَكِ فَلْيَحْمَدِ اللهَ ، وَمَنْ وَجَدَ لَمَّةَ الشَّيْطَانِ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ ذَلِكَ

فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ البقرة/268 إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .

قَالَ: أَلَا إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَضْحَكُ إِلَى رَجُلَيْنِ :

رَجُلٍ قَامَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ مِنْ فِرَاشِهِ وَلِحَافِهِ وَدِثَارِهِ ، فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلَاةٍ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ: مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ؟

فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ، فَيَقُولُ: فَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا ، وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ .

وَرَجُلٍ كَانَ فِي فِئَةٍ ، فَعَلِمَ مَا لَهُ فِي الْفِرَارِ، وَعَلِمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللهِ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ: مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ؟، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ .

فَيَقُولُ: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ " أَوْ كَلِمَةً شَبِيهَةً بِهَا ".

رواه الطبراني في "الكبير" (8532) .

وقد حكم الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح الترغيب" على المرفوع بأنه حسن لغيره، وعلى الموقوف بأنه صحيح لغيره.

وينظر: "السلسة الصحيحة"، رقم (3478) .

وفي حاشية المسند، ط الرسالة (7/62):

" إسناده حسن إلا أن الدارقطني صحح وقفه" انتهى.

وينظر كلام الدارقطني في "العلل" (5/267) .

ثانيا:جاء في هذا المعنى، وفيه التصريح بالضحك: حديث أبي الدرداءِ رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

ثلاثةٌ يحبُّهم اللهُ، ويضحكُ إليهم، وَيستبشرُ بهم:

الذي إذا انكشفتْ فِئةٌ قاتلَ وراءها بنفسه لله عز وجل، فإمّا أنْ يُقتَلَ، وإمّا أنْ ينصرَه اللهُ ويكفيَه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه؟!

والذي له امرأة حَسَنَةٌ، وفراشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ، فَيَقُومُ من الليلِ، فيقولُ: يَذَرُ شهوتَه وَيذكرني، ولو شاء رَقَدَ.

والذي إذا كان في سفرٍ، وكان معه ركب، فسهروا، ثم هَجَعُوا، فقام من السَّحَرِ في ضرَّاءَ وسرَّاءَ

قال المنذري رحمه الله في "الترغيب والترهيب" (629):

"رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن" انتهى.

والحديث حسنه الألباني وعزاه إلى الحاكم أيضا.

ثالثا:

قد جاء في إثبات الضحك أحاديث كثيرة، منها ما هو في الصحيحين.

منها ما روى البخاري (2826) ، ومسلم (1890)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ يَدْخُلاَنِ الجَنَّةَ: يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى القَاتِلِ، فَيُسْتَشْهَدُ .

ومنها ما روى البخاري (806) ، ومسلم (182)

في آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وفيه: فَيَقُولُ اللَّهُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ، أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ العُهُودَ وَالمِيثَاقَ، أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ؟

فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ، فَيَضْحَكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ، ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الجَنَّةِ .

وفي رواية: فَيَقُولُ : وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، لاَ أَكُونَنَّ أَشْقَى خَلْقِكَ فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ، قَالَ لَهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ .

وصفة الضحك صفة ثابتة لله تعالى، الله أعلم بكيفيتها.

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في "كتاب التوحيد" (2/ 563):

"باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل بلا صفة تصف ضحكه، جل ثناؤه، لا ولا يشبه ضحكه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك

كما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ونسكت عن صفة ضحكه جل وعلا؛ إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه

لم يطلعنا على ذلك، فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون بذلك، بقلوبنا منصتون عما لم يبين لنا، مما استأثر الله بعلمه" انتهى.

والله أعلم.









قديم 2020-02-25, 17:57   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

منهج الأئمة الأربعة في الصفات وكتب يرجع إليها في ذلك

السؤال

أريد أن أنصح أخي العزيز

لكي يتمكن من الوصول إلى طريق رسول الله والسلف فيما يتعلق بعقيدته ، خاصة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته

أعتقد أنه يعتقد أن الأئمّة يتبعون العقيدة الأشعرية في العصر الحاضر لسوء الحظ

لأنه يعتقد أن يد الله تعني القوة بدلاً من قبول الظاهر، أنا أسأل عمّا يلي: ما هي المصادر الصحيحة التي تظهر على وجه التحديد جميع العقائد (خاصّة الموقف من الأسماء والصفات) من الأئمّة التاليين : الإمام أبو حنيفة

الإمام مالك بن أنس ، الإمام الشافعي ، الإمام أحمد بن حنبل ، الإمام الغزالي ، الإمام النووي ، الإمام كثير ،الإمام ابن أبي زيد القيرواني والإمام أبو الحسن الأشعري ؟


الجواب

الحمد لله

أولا:

مذهب السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم : إثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه ويسلم من الصفات، من غير تشبيه ولا تمثيل، ولا تأويل ولا تعطيل، والنقول عنهم في ذلك مستفيضة.

ويمكن الوقوف عليها من خلال الكتب الأثرية المشهورة، كالسنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل

و" التوحيد" لابن خزيمة، و"شرح أصول اعتقاد أهل السنة" لللالكائي، و"عقيدة السلف وأصحاب الحديث" للصابوني، و"الشريعة" للآجري، و"الحجة في بيان المحجة" للأصفهاني، وغير ذلك.

ثانيا:

تأويل اليد بالقوة أو القدرة، هو مذهب الجهمية والمعتزلة، وبه قال متأخرو الأشاعرة.

ويد الله : صفة من صفاته التي تليق بجلاله ، وكماله ، لا تشبه صفات المخلوقين ، بل لكل موصوف صفته اللائقة به .

وقد نص غير واحد من الأئمة على ذلك، منهم الإمام أبو حنيفة رحمه الله، والإمام الترمذي رحمه الله، والإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله.

قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: "وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس، فهو له صفات بلا كيف

ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال، ولكن يده صفته بلا كيف، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته تعالى بلا كيف"

انتهى من "الفقه الأكبر"، مع شرحه لملا علي القاري، ص58.

وقال الإمام الترمذي رحمه الله بعد إيراد حديث (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه...)

من سننه (رقم 662) : " وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، قالوا : قد تثبت الروايات في هذا

ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف ؟

هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث : أمروها بلا كيف ، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة ، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات ، وقالوا : هذا تشبيه.

وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم ، وقالوا : إن الله لم يخلق آدم بيده ، وقالوا : إن معنى اليد ها هنا القوة .

وقال إسحاق بن إبراهيم : إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع

أو مثل سمع ، فإذا قال: سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه

وأما إذا قال: كما قال الله تعالى: يد وسمع وبصر، ولا يقول: كيف؟

ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع

فهذا لا يكون تشبيها، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) " انتهى .

ثالثا:

يمكن الوقوف على معتقد الأئمة المذكورين في الصفات، من خلال مصنفات بعضهم، كالفقه الأكبر لأبي حنيفة رحمه الله، و"الإبانة" ، لأبي الحسن الأشعري رحمه الله، و"شرح أصول أهل السنة والجماعة" ، للالكائي

"الشريعة" للآجري، و"الإبانة"، لابن بطة الحنبلي ، وتفسير ابن كثير رحمه الله، وكتب : "العلو" ، و"العرش" ،

و"الأربعين في صفات رب العالمين "، ثلاثتها للذهبي ، و"الفتوى الحموية الكبرى"

لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و"اجتماع الجيوش الإسلامية "، لابن القيم .

ومن خلال المصنفات العقدية التي ذكرناها أولا، ففيها النقل عن مالك والشافعي وأحمد، كما ننصح بهذه الكتب:

"أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة"، للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس، ط. دار الصميعي، الرياض.

"اعتقاد الأئمة الأربعة، للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس"، ط. دار العاصمة، الرياض.

"المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة"، للدكتور عبد الله بن سلمان بن سالم الأحمدي، ط. دار طيبة، الرياض.

وجميعها موجود على المكتبة الشاملة على الإنترنت.

والله أعلم.



اخوة الاسلام


اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









قديم 2020-02-26, 16:23   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

هل يجوز وصف الله تعالى بصفة الكيد ؟


السؤال

هل الله يوصف نفسة بالكيد عندما قال في الآية : ( وأكيد كيدا ) ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

الكيد يطلق في أصل وضعه اللغوي على مطلق التدبير ، ثم يتخصص بعد ذلك ، بحسب الاستعمال ، والسياق : إلى ما يكون تدبيرا بحق ، أو بباطل.

قال أبو منصور الأزهري:

" والكَيْدُ: التَّدْبِيرُ ، بباطلٍ ، أَو حق "

انتهى، من "تهذيب اللغة" (10 / 327).

ثانيا :

وما وصف الله تعالى به نفسه بأنه يكيد بالظالمين، هو كيد بحق يجازي به هؤلاء الظالمين على كيدهم الباطل ، وهو كمال في حق الله جل جلاله

وإن كان نقصا وذما في حق البشر، فالله تعالى لا يشبه خلقه ، لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله .

قال تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الشورى/11

قال الله تعالى في شأن مجازاته للكافرين على مكرهم بعباده المؤمنين ، وكيدهم ، وإفسادهم في الأرض :

إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا الطارق/15-17

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" إِنَّهُمْ أي: المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم، وللقرآن يَكِيدُونَ كَيْدًا ليدفعوا بكيدهم الحق، ويؤيدوا الباطل.

وَأَكِيدُ كَيْدًا لإظهار الحق، ولو كره الكافرون، ولدفع ما جاءوا به من الباطل، ويعلم بهذا من الغالب، فإن الآدمي أضعف وأحقر من أن يغالب القوي العليم في كيده.

فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا أي: قليلا فسيعلمون عاقبة أمرهم، حين ينزل بهم العقاب. "

انتهى، من "تفسير السعدي" (919) .

ثالثا :

لم يوصف الله تعالى بالكيد ، هكذا على جهة الإطلاق ، إنما جاء نسب فعل الكيد إليه سبحانه، في مقابلة كيد الكافرين ، ومكرهم . كما في الآيات التي ذكرناها ، وأمثالها في القرآن الكريم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" هذه الأسماء - " المكر " و " الاستهزاء " و " السخرية " - إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة كانت ظلما له ، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله كانت عدلا "

انتهى . " مجموع الفتاوى " (7 / 111).

فلهذا لا يصح أن تنسب هذه الصفة لله تعالى على وجه الإطلاق، وإنما تقيد بما يفيد أنه كيد بحق، ولا يسمى الله تعالى بها.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

" وأما صفة الكمال بقيد ؛ فهذه لا يوصف الله بها على الإطلاق إلا مقيدا ، مثل : المكر ، والخداع ، والاستهزاء ..

وما أشبه ذلك ، فهذه الصفات كمال بقيد ، إذا كانت في مقابلة من يفعلون ذلك ، فهي كمال ، وإن ذكرت مطلقة

فلا تصح بالنسبة لله عز وجل ، ولهذا لا يصح إطلاق وصفه بالماكر أو المستهزئ أو الخادع ، بل تقيّد ، فنقول : ماكر بالماكرين ، مستهزئ بالمنافقين ، خادع للمنافقين

كائد للكافرين ، فتقيدها ؛ لأنها لم تأت إلا مقيدة "

انتهى . " شرح العقيدة الواسطية " (1 / 143).

وقال الشيخ عطية سالم رحمه الله تعالى:

" قوله تعالى: ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ، وَأَكِيدُ كَيْدًا ) نسبة هذا الفعل له تعالى، قالوا إنه: من باب المقابلة كقوله: ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ )، وقوله: ( إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ )...

وقد اتفق السلف، أنه لا ينسب إلى الله تعالى على سبيل الإطلاق

ولا يجوز أن يشتق له منه اسم، وإنما يطلق في مقابل فعل العباد؛ لأنه في غير المقابلة لا يليق بالله تعالى، وفي معرض المقابلة فهو في غاية العلم والحكمة والقدرة "

انتهى. "أضواء البيان" (9 / 164 - 165).

والله أعلم.









قديم 2020-02-26, 16:28   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

يسأل: متى يضحك الله عز وجل؟

السؤال

متى يضحك الله ؟

وما الذي يضحكه ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

صفة الضحك لله سبحانه : من الصفات الفعلية ، الخبرية

الثابتة لله عز وجل ، على الوجه اللائق به سبحانه

بما لا يشبه صفات المخلوقين .

وقد وردت أدلة كثيرة من السنة المرفوعة الصحيحة تدل على ذلك ، منها :

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ

يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلُ

ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيُسْتَشْهَدُ

رواه البخاري (2826) ، ومسلم (1890) .

ومنها : ما جاء في الحديث الطويل في آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا:

وفيه أن الرجل يظل يدعو ويلح ، ويرجو من الله أن يدخله الجنة بعدما أخرجه من النار ، وجعله على باب الجنة، حتى يقول :

أَيْ رَبِّ، لاَ أَكُونَنَّ أَشْقَى خَلْقِكَ !!

فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ .

فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ، قَالَ لَهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ .

فَإِذَا دَخَلَهَا ، قَالَ اللَّهُ لَهُ: تَمَنَّهْ !!

فَسَأَلَ رَبَّهُ ، وَتَمَنَّى، حَتَّى إِنَّ اللَّهَ لَيُذَكِّرُهُ، يَقُولُ : كَذَا ، وَكَذَا .

حَتَّى انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ، قَالَ: اللَّهُ ذَلِكَ لَكَ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ

رواه البخاري (7437) ، ومسلم (182).

ثانيا:

ضحك الله سبحانه لا يشبه ضحك أحد من خلقه

كما هو الأصل العام المقطوع به ، المجمع عليه ، في كل ما ثبت لله جل جلاله من الأسماء والصفات : أن ذلك كله لائق برب العالمين ، جل جلاله

يوصف به على وجه الكمال والجمال والجلال

لا يشبه في ذلك أحدا من خلقه ، ولا يشبهه أحد من خلق

قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الشورى: 11 .

فلا تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل ولا تأويل لصفات الله سبحانه، بل نثبتها كما جاءت في النصوص، ولا يجوز تأويلها عن ظاهرها ولا يجوز تشبيه الله بخلقه.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجري رَحِمَهُ اللَّهُ:

" اعْلَمُوا ، وَفَّقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ لِلرَّشَادِ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ :

أَنَّ أَهْلَ الْحَقِّ يَصِفُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ .

وَهَذَا مَذْهَبُ الْعُلَمَاءِ ، مِمَّنِ اتَّبَعَ وَلَمْ يَبْتَدِعْ .

وَلَا يُقَالُ فِيهِ: كَيْفَ؟ بَلِ التَّسْلِيمُ لَهُ , وَالْإِيمَانُ بِهِ : أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَضْحَكُ .

كَذَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَنْ صَحَابَتِهِ .

وَلَا يُنْكِرُ هَذَا إِلَا مَنْ لَا يُحْمَدُ حَالُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْحَقِّ .

وَسَنَذْكُرُ مِنْهُ مَا حَضَرَنَا ذِكْرُهُ ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ ، وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ" .

انتهى من "الشريعة" (2/1051).

ثالثا:

إذا عرفت معنى قولنا: إن صفة الضحك من "الصفات الفعلية"، فقد عرفت نصف الإجابة.

وذلك أن الصفات الفعلية: هي الصفات التي تتعلق بمشيئة الله

إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها ، وتتجدد حسب المشيئة ، كالاستواء على العرش ، والنزول إلى السماء الدنيا

والغضب ، والفرح ، والضحك ، وتسمى (الأفعال الاختيارية ، أو الصفات).

قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله :

" وضابطها – أي : الصفات الفعلية - أنها تقيد بالمشيئة ، تقول : يرحم إذا شاء ، ويغضب إذا شاء ، ويكتب إذا شاء .

بخلاف الصفات الذاتية ، فلا تقول : يقدر إذا شاء ، ويعلم إذا شاء ، بل هو سبحانه عليم وقدير في جميع الأحوال "

انتهى من " شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري " .

رابعا :

أما عن سؤال: ما الذي يضحكه سبحانه؟

فالله عز وجل يضحك متى شاء وليس لذلك حصر ، تعالى الله أن يحيط أحد بمعرفته ( ولا يحيطون به علما ) ، سبحانه وتعالى ( كل يوم هو في شأن ) .

ولكن ورد في السنة بعض المواطن التي يضحك الله عز وجل فيها:

- من ذلك الحديث السابق ذكره : يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ يَدْخُلاَنِ الجَنَّةَ: يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى القَاتِلِ، فَيُسْتَشْهَدُ .

- وورد أنه سبحانه يضحك لثلاثة: أحدهم جاهد وصبر عند انكشاف الجيش .

والثاني: ترك شهوة النساء والراحة ، وقام لصلاة الليل .

والثالث مسافر قام لصلاة الليل سحرا وقد هجع أصحابه.

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

ثَلَاثَة يُحِبهُمْ الله ، ويضحك إِلَيْهِم ، ويستبشر بهم :

الَّذِي إِذا انكشفت فِئَة ، قَاتل وَرَاءَهَا بِنَفسِهِ لله عز وَجل ؛ فإمَّا أَن يُقتل ، وَإِمَّا أَن ينصره الله عز وَجل ، ويكفيه ؛ فَيَقُول : انْظُرُوا إِلَى عَبدِي هَذَا ، كَيفَ صَبر لي بِنَفسِهِ ؟!

وَالَّذِي لَهُ امْرَأَة حَسَنَة ، وفراش لين حسن ؛ فَيقوم من اللَّيْل ، فَيَقُول : يذر شَهْوَته ، ويذكرني ، وَلَو شَاءَ رقد ؟!

وَالَّذِي إِذا كَانَ فِي سفر ، وَكَانَ مَعَه ركب ، فسهروا ، ثمَّ هجعوا ؛ فَقَامَ من السحر ، فِي ضراء وسراء

والحديث : رواه الحاكم في "المستدرك" (68)

والبيهقي في "الأسماء والصفات" (931)

وقال الهيثمي في "المجمع" (2/525) : "

رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله ثقات

وحسنه الألباني في "الصحيحة" (3478)

وفي "صحيح الترغيب والترهيب" (629) .

- ومن ذلك : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلَّا المَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا ؟

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي

فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا

وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلاَ يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلاَنِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ .

فَلَمَّا أَصْبَحَ ، غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:

ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ، أَوْ عَجِبَ، مِنْ فَعَالِكُمَا .

فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [الحشر: 9] "

رواه البخاري (3798) ، ومسلم (2054) .

والله أعلم.









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-02-26 في 16:33.
قديم 2020-02-26, 16:39   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

معنى حديث (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري) وهل لله رداء وإزار ؟

السؤال

الرداء والإزار من صفات الله ، كما أخبرنا الله فى حديث (الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي) ، وأثبت ذلك ابن عثيمين رحمه الله

فهل ذلك يتنافى مع توحيد الله تعالى

لأن البعض قد يعتقد أن الله تعالى لم يكن له رداء وإزار ، ثم بقى له رداء وإزار لبسهما ـ والعياذ بالله تعالى

، وأنهما ليس كصفة الوجه واليد ، بل هما منفصلان عنه سبحانه

فآمل الإجابة على هذا السؤال ؟


الجواب

الحمد لله

روى مسلم (2620) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعِزُّ إِزَارُهُ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ، فَمَنْ يُنَازِعُنِي عَذَّبْتُهُ

ورواه أبو داود (4090) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ .

فمن صفات الله تعالى: العز والعظمة والكبرياء.

وأما الإزار والرداء : فليسا صفتين، وإنما المراد بذلك : أن الله جل جلاله متصف بالعظمة والكبرياء ، لا ينازعه أحد منهما، كما أن الإزار والرداء يختصان بلابسهما، لا ينازعه فيهما أحد.

وأيضا فالكبرياء حجاب يمنع من رؤية الله تعالى، كما أن الرداء يمنع من رؤية ما سُتر به.

كما روى مسلم (180) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ: جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا، وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا، وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ، إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ

فهذا وجه ذكر الرداء والإزار، لا أن الله تعالى له إزار أو رداء مما يلبس.

ومن كلام أهل العلم في ذلك:

1-قال الخطابي رحمه الله: "معنى هذا الكلام أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه ، اختص بهما ، لا يشركه أحد فيهما ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما، لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل .

وضرب الرداء والإزار مثلاً في ذلك ؛ يقول - والله أعلم -

: كما لا يشرك الإنسانَ في ردائه وإزاره أحدٌ ؛ فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة مخلوق . والله أعلم"

انتهى من "معالم السنن" (4/ 196).

2-وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "قال الرازي: الوجه التاسع: قال صلى الله عليه وسلم: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري). والعاقل لا يثبت لله تعالى إزارًا ورداء.

فيقال: هذا الحديث في الصحيح رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال: (يقول الله عز وجل: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدًا منهما عذبته) وقد ورد أيضًا: (سبحان من تقمص بالعز ، ولاق به) .

وليس ظاهر هذا الحديث أن لله إزارًا ورداء ، من جنس الأزر والأردية التي يلبسها الناس

مما يصنع من جلود الأنعام ، والثياب كالقطن والكتان ؛ بل الحديث نص في نفي هذا المعنى الفاسد

فإنه لو قال عن بعض العباد : إن العظمة إزاره ، والكبرياء رداؤه : لكان إخباره بذلك عن العظمة والكبرياء ، اللذين ليسا من جنس ما على ظهور الأنعام

ولا من جنس الثياب ما يبيّن ويظهر أنه ليس المعنى : أن العظمة والكبرياء هما إزار ورداء ، بهذا المعنى.

فإذا كان المعنى الفاسد لا يظهر من وصف المخلوق بذلك؛ لأن تركيب اللفظ يمنع ذلك، ويبين المعنى الحق ؛ فكيف يدعي أن هذا المعنى ظاهر اللفظ في حق الله تعالى

الذي يعلم كل مخاطب أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يخبر عنه بلبس الأكسية وثياب القطن والكتان ، التي يُحتاج إليها لدفع الحر والبرد ، وستر العورة.

وهذا أقبح ممن يزعم أن قوله: (إن خالدًا سيف من سيوف الله ، سلَّه الله على المشركين) : أن ظاهره أن خالدًا من حديد .

وأقبح ممن يزعم أن قوله عن الفرس: (إن وجدناه لبحرًا) : ظاهره أن الفرس ماء كثير، ونظائر هذا كثيرة.

وإذا كان هذا المعنى الفاسد ليس ظاهر الحديث، بل نص الحديث - الذي هو أبلغ من مجرد الظاهر - : ينافيه ؛ كان ما ذكره باطلاً ".

إلى أن قال: " والكبرياء والعظمة : لا تصلح إلا لله رب العالمين ، الرب الخالق الباري الغني الصمد القيوم، دون العبد المخلوق الفقير المحتاج.

والكبرياء فوق العظمة، كما جعل ذلك رداء وهذا إزارًا...

وهما [أي العظمة والكبرياء] ، مع أنهما لا يصلحان إلا لله : فيمتنع وجود ذاته بدونهما ، بحيث لو قدر عدم ذلك ، للزم تقدير المحذور الممتنع من النقص والعيب في ذات الله، فكان وجودهما من لوازم ذاته

وكمالها التي لا ينبغي أن تعرى الذات وتتجرد عنها، كما أن العبد لو تجرد عن اللباس ، لحصل له من النقص والعيب بحسب حاله ، ما يوجب أن يحصل له لباسًا.

وأيضًا : فاللباس يحجب الغير عن المشاهدة لبواطن اللابس ، وملامستها ؛ وكبرياء الله وعظمته تمنع العباد من إدراك البصر له

ونحو ذلك، كما في الحديث الصحيح الذي في صحيح مسلم عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (جنات الفردوس أربع ، ثنتان من ذهب ، آنيتهما وحليتهما وما فيهما

وثنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلاَّ رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن).

فهذا الرداء الحاجب ، الذي قد يكشفه لهم ، فينظرون إليه : سماه رداء الكبرياء ؛ فكيف ما يمنع من إدراكه وإحاطته ؛ أليس هو أحق بأن يكون من صفة الكبرياء"

انتهى من "بيان تلبيس الجهمية "(6/ 270- 277).

3-وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" :

"س: حديث أبي هريرة مرفوعا عند مسلم: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار .

فكيف ينبغي أن نفهم هذا الحديث ؟ وهل يجوز إضافة (الإزار) و(الرداء) إلى الله مطلقا ؟

وهل يلزم الصيرورة إلى التأويل فيه؟

الجواب: قال الخطابي - رحمه الله تعالى- في شرحه لـ (سنن أبي داود)

: معنى الحديث: أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه، اختص بهما لا يشركه أحد فيهما، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما؛ لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل

وضرب الرداء والإزار مثلا في ذلك. يقول- والله أعلم- كما لا يشرك الإنسان في ردائه وإزاره أحد، فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة مخلوق. والله أعلم. انتهى كلامه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز"

انتهى من " فتاوى اللجنة، المجموعة الثانية " (2/ 399).

وسئل الشيخ عبد المحسن العباد، حفظه الله :

" جاء في الحديث القدسي: "العظمة إزاري والكبرياء ردائي"، هل يستدل بهذا على إثبات صفة الإزار والرداء؟

فأجاب :

" لا، هذا لا يثبت منه صفه الإزار ولا الرداء، وإنما هذا فيه بيان اختصاص الله عز وجل واتصافه بهما، يعني:

مثلما أن الإنسان يستعمل الإزار والرداء، فالله عز وجل موصوف بالكبرياء والعظمة وهما إزاره ورداؤه، لكن لا يقال: إن من صفات الله الإزار أو الرداء، وإنما يقال: العظمة والكبرياء إزاره ورداؤه .

وهذا من جنس قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الأنصار: "الأنصار شعار، والناس دثار"

معناه: قربهم منه، والتصاقهم به كالتصاق الشعار بالإنسان، والناس الذين وراءهم مثل الثوب.

فالمقصود من ذلك التشبيه، وليس المقصود من ذلك أن الله عز وجل له إزار ورداء، وأن من صفاته الإزار والرداء، وإنما اختص الله عز وجل بالعظمة والكبرياء، وأنه اتصف بهما، وأنه لا يشاركه فيهما أحد .

فهذا هو الذي يوصف الله تعالى به، ولكن لا يجوز أن يقال: إن الله عز وجل من صفاته الإزار، ومن صفاته الرداء .

ويوضح ذلك حديث: "الأنصار شعار، والناس دثار"، ومعلوم أن الأنصار ليسوا شعاراً

وإنما هذا تشبيه لقربهم منه، والتصاقهم به، كما يحصل من الشعار الملاصق بالجسد، فالأنصار مثل الشعار، وغيرهم كالدثار، وهو الذي وراء الشعار"

والحاصل :

أن الكبرياء والعظمة من صفات الله تعالى، وهما من لوازم ذاته، فلا يجوز أن يقال إنه اتصف بهما بعد أن لم يكن متصفا بها.

وذكر الإزار والرداء : إنما هو لبيان اختصاصه بهاتين الصفتين، وبيان أن رداء الكبرياء مانع من الرؤية كما تقدم.

والله أعلم.

الشيخ محمد صالح المنجد









قديم 2020-02-26, 16:46   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بطلان القول بأن الله يحب الجميع ولا يكره أحدا وبيان أن العاصي محبوب من وجه مبغوض من وجه

السؤال

يدعي الكثير من المسلمين أن الله يحب الجميع ، بمن فيهم الكفار، وأنه لا يمكن أن يكره أحدا؛ لأن الكراهية هي خاصية بشرية ، والله فوق ذلك

فماذا نقول لهؤلاء الناس؟

في الواقع ، أعلم أن الله لا يحب الكافرين ، لكن هل يحب كل المسلمين ، حتى لو كانوا من كبار العصاة ؟ بما أنهم يؤمنون بوحدانية الله ودينه

والحقيقة أن جميع المسلمين سوف ينتهي بهم المطاف في الجنة

فهل هذا يعني أن الله يحبنا جميعًا ؟


الجواب

الحمد لله


أولا:

القول بأن الله يجب الجميع ولا يكره أحدا؛ لأن الكره صفة بشرية: قول خاطئ ضال مخالف لما وصف الله به نفسه، وأخبر به عن نفسه، فهو سبحانه يحب ويكره، ويرضى ويسخط.

وقد ذكر الله لنا صفات من يحبهم، ومن يكرههم ؛ فمن ذلك قوله تعالى :

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ البقرة/222.

فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ آل عمران /76.

وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ آل عمران /134.

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ آل عمران /159.

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ المائدة /42.

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ الصف /4.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ المائدة/54.

وروى مسلم (2637) عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ

فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ

قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ .

وفي المقابل ، ذكر الله تعالى صفة الذين يكرههم ولا يحبهم ، فقال :

وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ البقرة/276.

فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ آل عمران /32.

وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ آل عمران /57.

إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً النساء /36.

إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً النساء/107.

وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ المائدة/64.

وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ الأنعام /141.

إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ الأنفال /58.

إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ النحل/23.

إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ الحج/38.

وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ البقرة/190.

وروى البخاري (2457) ، ومسلم (2668) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ

(الألد الخصم): المُعْوَج عن الحق ، المُولع بالخصومة.

وروى الترمذي (2002) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ: مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

وروى أحمد (21530) عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ثلاثة يحبهم الله عز وجل ، وثلاثة يبغضهم الله عز وجل .

قلت : من الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل؟قال:

رجل غزا في سبيل الله فلقى العدو مجاهدا محتسبا فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدون في كتاب الله عز وجل: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا .

ورجل له جار يؤذيه ، فيصبر على أذاه ، ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه ، بموت أو حياة، ورجل يكون مع قوم فيسيرون حتى يشق عليهم الكرى أو النعاس فينزلون في آخر الليل فيقوم إلى وضوئه وصلاته

. قال : قلت : من الثلاثة الذين يبغضهم الله؟

قال : الفخور المختال ، وأنتم تجدون في كتاب الله عز وجل إن الله لا يحب كل مختال فخور،والبخيل المنان، والتاجر والبياع الحلّاف .

والحديث صححه شعيب في تحقيق المسند.

وهذا كثير في الكتاب والسنة، من ذكر أناس يحبهم الله، وأناس يبغضهم ولا يحبهم.

ولا شك أن الله يبغض الكافر، كما تقدم.

ثانيا:

المؤمن العاصي محبوب إلى الله تعالى من وجه، ومبغوض من وجه.

فهو محبوب من جهة إيمانه وتوحيده وطاعته، ومبغوض من جهة معصيته ، كما لو كان فاحشا أو بذيئا.

فلا يستوي المؤمن الطائع المتقي، بالمؤمن العاصي المفرط،

كما قال تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ص/28 .

وقال: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ الجاثية/21

قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ رحمه الله (ت: 395هـ): " ذكر ما يدلّ على أن الله يحب من أطاعه ، ويبغض من عصاه من عباده.

قال الله عز وجل: قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه، وقال: إنّ اللّه يحبّ التّوّابين ويحبّ المتطهّرين

وقال: إنّ اللّه يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفًّا

وقال: إنّ اللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ، وقال: لا يحبّ اللّه الجهر بالسّوء من القول إلامن ظلم، الآية ....

ثم روى بإسناده عن أنس بن مالكٍ، عن عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)

انتهى من "كتاب التوحيد" (3/ 204).

وذكر حديث إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ... ، وحديث: أبي ذر: ثلاثة يحبهم الله عز وجل ، وثلاثة يبغضهم الله عز وجل... .

فالله تعالى يحب الطائعين ، ويبغض العصاة .

ومن جمع بين الطاعة والمعصية : كان محبوبا من وجه، مبغوضا من وجه .

والله يحب توبة عباده جميعا إليه ، ويفرح بها، ويدعوهم إليها.

والله أعلم.









قديم 2020-02-26, 16:53   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

فرح الله بتوبة عبده

السؤال

أخت تسأل من إحدى البلدان التي يكثر بها الجهل في أمور العقيدة تقول: فى حديث : إن الله لأفرح بتوبة عبده من الأم التى تفرح بقدوم ابنها بعد أن فقدته ، السؤال كيف يفرح الرب بتوبة العبد

وهو يعلم مسبقاً أنه سيتوب ، فالبشر يفرحون بشئ لم يكن يتوقعونه ، وحاشا لله ذلك ؟


الجواب

الحمد لله

أولا:

لم نقف على لفظ الحديث المذكور.

وقد روى البخاري (6308) ، ومسلم (2747) واللفظ له

عن أنس بن مالك قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ

وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ .

والحديث رواه ابن عساكر في أماليه عن أبي هريرة بلفظ: (لله أفرح بتوبة عبده من العقيم الوالد ومن الضال الواجد ومن الظمآن الوارد).

وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" برقم (4633).

ثانيا:

الفرح من المخلوق : قد يكون مع العلم بالشيء، كمن يفرح بوجود زائر يعلم وجوده، أو برؤية ولده ، أو ما يسره .

وقد يكون مع الجهل بوجوده ، أو سلامته ، كفرح هذا العبد برؤية دابته عليها طعامه وشرابه.

وأما الفرح من الله تعالى : فصفة من صفاته اللائقة به، وهو العالم بكل شيء، سبحانه وتعالى وتقدس، فلا يدخل فرحَه شيء من النقص الذي يلحق فرح المخلوق.

قال شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني رحمه الله (ت449 هـ):

"وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع، والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقوة، والقدرة، والعزة، والعظمة، والإرادة، والمشيئة

والقول، والكلام، والرضا، والسخط، والحياة، واليقظة، والفرح، والضحك، وغيرها، من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى

وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير"

انتهى من "عقيدة السلف وأصحاب الحديث"، ص 160).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:

" والفرح من الله جل وعلا، مثل سائر الصفات، كالرضا والغضب والرحمة والمحبة وغير ذلك، كلها صفات تليق بالله يجب إثابتها لله ، على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى ، وليست من جنس صفات المخلوقين

فغضب الله ، ليس كغضب المخلوقين ، وفرحه ليس كفرحهم ، ورضاه ليس كرضاهم ، وهكذا رحمته ومحبته وكراهته ، وسمعه وبصره ، وغير ذلك :

كلها صفات كاملة تليق بالله ، لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى

لقول الله عز وجل في كتابه العظيم: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) سورة الشورى

ولقوله سبحانه: ( فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) سورة النحل

وقوله -عز وجل-: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) سورة الإخلاص .

وهذا هو قول أهل السنة والجماعة قاطبة جميعاً، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان"

انتهى من موقع الشيخ:

ولا يُسأل عن شيء من صفاته تعالى بكيف؟

بل نؤمن بصفاته دون تكييف أو تشبيه أو تعطيل

كما نؤمن بذاته تعالى، ونقول كما قال الأئمة: " لا تبلغه الأوهام ، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام"

انتهى من "عقيدة الطحاوي" رحمه الله ، (ص8).

وقال ابن قدامة رحمه الله:

" لا تمثله العقول بالتفكير، ولا تتوهمه القلوب بالتصوير، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]"

انتهى من "لمعة الاعتقاد"(ص5).

والله أعلم.

الشيخ محمد صالح المنجد


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









قديم 2020-02-27, 18:33   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

الدليل على أزلية الله تعالى من القرآن

السؤال

أريد دليلا من القرآن على أن الله أزلي لا بداية له

أعلم أن مسألة أزلية الله أمر بديهي ونستطيع أن نستنتج ذلك باستعمال عقولنا

ولكن هل يعقل أن لا يذكر الله هذه الصفة و لو لمرة واحدة فقط في القرآن بشكل صريح وواضح

ليؤكد لنا أنه فعلا أزلي ؟


الجواب

الحمد لله

الأزلي هو الذي لا بداية له، فلم يُسبق بعدم، أي ليس مخلوقا.

قال في تاج العروس (27/442):

" أَزلِيٌ: مَنْسوبٌ إِلى الأَزَلِ ، وهو ما ليسَ بمَسبُوقٍ بالعَدَم . والمَوْجُودُ ثلاثةُ أَقْسامٍ لا رابعَ لها : أزلِيٌ أَبَدِيٌّ

وهو الحَقُّ سُبحانه وتعالى ، ولا أَزلِيٌ ولا أَبَدِيٌّ وهو الدُّنْيا ، وأَبَدِيٌّ غيرُ أَزلِي وهو الآخِرَةُ ، وعَكْسُه محالٌ؛ إِذ ما ثبَت قِدَمُه اسْتحال عَدَمُه .

وصَرَّحَ أَقوامٌ بأَنَّ [ لفظ ] الأَزلِيَ ليس بعَرَبي . أَو أَصْلُه يَزَليٌ ، مَنْسُوبٌ

إِلى قوْلِهم للقدِيمِ : لم يَزلْ، ثمّ نُسِبَ إِلى هذا ، فلم يَستقِم إِلا باخْتِصارٍ

فقالوا : يَزلِيٌ ، ثم أبْدِلتِ الياءُ أَلِفًا للخِفَّةِ فَقالُوا : أَزلِيٌ، كما قالُوا في الرّمْحِ المَنْسُوبِ إِلى ذِي يَزن: أَزنيٌ، وِإلى يَثْرِبَ: نصْلٌ أَثْرَبيٌّ ، نقله الصاغاني هكذا عن بعضِ أَهْلِ العِلْمِ " انتهى.

والقرآن الكريم قد دل على هذا المعنى في مواضع كثيرة، فمن ذلك:

أ-تسمية الله تعالى بالأول. قال تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد/3

فالأول هو الذي قبل كل شيء، أي لا بداية له سبحانه. وبهذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم

كما روى مسلم (2713) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" أنه كان إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ: (اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ

أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

" قال تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) ، (الأول) أي: ليس قبله شيء ،لأنه لو كان قبله شيء

لكان الله مخلوقاً وهو عز وجل الخالق ، ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الأول بأنه الذي ليس قبله شيء ، كل الموجودات بعد الله عز وجل ، لا أحد مع الله ولا قبل الله "

انتهى من " لقاء الباب المفتوح "

ب-ما جاء في القرآن الكريم من أن الله تعالى هو الخالق، والخلاق، وخالق كل شيء، وخلق كل شيء.

فإذا كان الله هو الخالق لكل شيء، فهو السابق الأزلي الذي لا بداية له؛ لأن ما له بداية مخلوق من قبل غيره.

ج- ما جاء في القرآن الكريم من أنه الرب والإله، وتقرير ذلك، والاستدلال له في مواضع لا تحصى؛ لأن الرب والإله يستحيل أن يكون له بداية، وإلا لكان مخلوقا أوجده غيره، تعالى الله عن ذلك.

د- وفي صحيح البخاري

في تفسير سورة السجدة (6/127)

في تفسير قوله تعالى : (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء: 96]

ونحو ذلك من الآيات

قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ، أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ ) .

هذا واعلم أنه ليس من أسمائه تعالى (القديم) ولا (الأزلي)، لعدم ورودهما في الكتاب والسنة، وإنما اسمه سبحانه (الأول) وهو دال على معنى الاسمين السابقين، وأكمل منهما

لأن القديم يحتمل أن يكون متقدما على غيره، وقبله من هو أقدم منه، والأزلي يحتمل أن يوجد معه ما هو أزلي، أما الأول، فينفي أن يكون أحد قبل الله ، أو معه.

وانظر للفائدة: السؤال القادم

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى علاج الوسوسة في هذا الباب بقوله: ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ

فَيَقُولُ مَنْ : خَلَقَ كَذَا ؟

مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟

حَتَّى يَقُولَ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟!فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ )

رواه البخاري (3276) ومسلم (134).

وفي رواية لمسلم : ( لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ : هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ ).

فلا تجعل قلبك كالإسفنجة ، يتشرب ما يلقيه الشيطان من الوساوس والخطرات ، بل اجعله كالزجاجة ، تمر به من خارجه ، ثم هو محفوظ على ما فيه من الإيمان .

والله أعلم.









قديم 2020-02-27, 18:39   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل يوصف الله بالقديم ، والموجود

السؤال

هل يوصف الله بالقديم ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "... وبسلطانك القديم "

وهل يوصف الله بالشيء ؟

وكذا قول "الله موجود" فهي من صيغة مفعول ؟

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن" متفق عليه

فهل يوصف الله بالحقو ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

" القديم " ليس أسما من أسماء الله الحسنى ، ولا صفة من صفاته ، وإنما يجوز إطلاقه على الله تعالى في مقام الإخبار عنه ، لا مقام التسمية والوصف .

قال ابن القيم رحمه الله :

" أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى ، أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ؛ كالشيء

والموجود ، والقائم بنفسه ، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا"

انتهى من "بدائع الفوائد (1/284).

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )

رواه أبو داود (466)

وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

فالقديم في الحديث وصف لسلطان الله تعالى ، وليس وصفا لله .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

هل (القديم) اسم لله تعالى, أو من صفاته؟

فأجاب :

" لا, القديم ليس من أسماء الله, وليس من صفاته, لكن المقدِّم من أسماء الله، كما في الحديث: (أنت المقدم وأنت المؤخر) .

السائل: توجيه الحديث يا شيخ: (وسلطانك القديم) .

الجواب: هذا وصف للصفة ، وليس وصفاً للموصوف, سلطانه القديم، أي: القديم هو السلطان."

انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (209/ 23) بترقيم الشاملة .

ثانياً :

وكذلك ( الشيء ) و(الموجود) : يخبر بهما عن الله تعالى ، وليسا من أسماء الله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَيُفَرِّقُ بَيْنَ دُعَائِهِ وَالْإِخْبَارِ عَنْهُ فَلَا يُدْعَى إلَّا بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى؛ وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ: فَلَا يَكُونُ بِاسْمِ سَيِّئٍ؛ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ بِاسْمِ حَسَنٍ أَوْ بِاسْمِ لَيْسَ بِسَيِّئِ وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِحُسْنِهِ. مِثْلَ اسْمِ شَيْءٍ وَذَاتٍ وَمَوْجُودٍ ...

" انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/ 142)

وقال ابن القيم رحمه الله :

" ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه "

انتهى من "بدائع الفوائد" (1/ 285) .

ثالثاً :

يجوز وصف الله تعالى بأنه ( موجود ) ووجود الله معلوم من الدين بالضرورة ، وهو صفة لله بإجماع المسلمين ، فيخبر به عنه ويوصف به ، ولكنه ليس اسما من أسمائه الحسنى .

سئل الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله : كلمة "موجود" أليس كل موجود لابد له من واجد؟

فأجاب : "لا يقصد هذا ، يقصد موجود ، أي : هو متصف بصفة الوجود ،.... وليس كل موجود يحتاج إلى موجِد ، والله موجود"

انتهى باختصار من "فتاوى كبار علماء الأمة" ص (43) .

وينظر جواب السؤال القادم

ولمعرفة كلام أهل العلم في الحقو :

ينظر جواب السؤال بعد القادم

والله أعلم .









قديم 2020-02-27, 18:46   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

ينفي عن الله تعالى صفة الوجود بدعوى أن كل موجود لا بد له من موجد أوجده!

السؤال

سمعت بعض الناس يقول بأنه لا يصح أن يوصف الله تعالى بأنه موجود

لأن كلمة "موجود" اسم مفعول ، وكل موجود لا بد له من موجد أوجده

وهذا المعنى باطل في حق الله تعالى .


الجواب

الحمد لله

أولاً :

الواجب على من أراد أن يتكلم في الأمور الشرعية أن يكون كلامه مبنياً على علم صحيح

ومن نفى عن الله تعالى صفة ثابتة له ، أو أثبت له صفة لا تليق به لمجرد ظن أو وهم توهمه

فهو على خطر عظيم

قال الله تعالى : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء/36 .

ثانياً :

قد ذكرنا في جواب السؤال بعد القادم

فتوى علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : في ثبوت هذه صفة الوجود لله تعالى ، ونزيد هنا بعض النقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ، وغيرهما من العلماء .

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

"وهو سبحانه قديم واجب الوجود ، رب كل شيء ومليكه ، هو الخالق وما سواه مخلوق"

انتهى . "بيان تلبيس الجهمية" (1/304).

وقال أيضاً :

"فإن الله موجود حقيقةً ، والعبد موجود حقيقةً ، وليس هذا مثل هذا"

انتهى . "مجموع الفتاوى" (5/198) .

وقال أيضاً :

"ولا ريب أن الله موجود قائم بنفسه"

انتهى . "مجموع الفتاوى" (5/420) .

وقال أيضاً :

"ومعلوم أنه غني بنفسه ، وأنه واجب الوجود بنفسه ، وأنه موجود بنفسه"

انتهى . "مجموع الفتاوى" (11/395) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

"تفرد الحق تعالى بالوجود أزلا وأبداً ، وأنه الأول الذي ليس قبله شيء ، والآخر الذي ليس بعده شيء ، ووجود كل ما سواه قائم به

وأثر صنعه ، فوجوده هو الوجود الواجب الحق الثابت لنفسه أزلا وأبدا.....

فوجوده تعالى وجود ذاتي .... ليس مع الله موجود بذاته سواه ، وكل ما سواه فموجود بإيجاده سبحانه"

انتهى بتصرف . "مدارج السالكين" (3/34) .

ومن هذه النقول يتبين أن قول القائل : كل موجود لا بد له من أحد أوجده غير صحيح

وذلك لأن الوجود نوعان :

الأول : وجود ذاتي ، بحيث يوصف الشيء بأنه موجود ، ولم يوجده أحد ، وهذا هو الوجود الذي يوصف الله تعالى به ، ولا يكون لأحد سواه .

والنوع الثاني : وجود بغيره ، أي أن الشيء موجود ، ولكن أوجده غيره ، وهذا هو الوجود الذي يوصف به جميع المخلوقات ، فالله تعالى هو الخالق وحده

وكل ما سواه مخلوق ، وهو الواجد وحده ، وكل ما سواه موجود بهذا المعنى .

وقد سئل الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله :

كلمة "موجود" أليس كل موجود لابد له من واجد؟

فأجاب : "لا يقصد هذا ، يقصد موجود ، أي : هو متصف بصفة الوجود ،.... وليس كل موجود يحتاج إلى موجِد ، والله موجود"

انتهى باختصار من "فتاوى كبار علماء الأمة" ص (43) .

وهو يشير بقوله : "ليس كل موجود يحتاج لموجد" ، إلى تقسيم الوجود إلى نوعين كما سبق .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "شرح العقيدة الواسطية"

في معرض رده على من نفى عن الله تعالى الصفات ، قال :

"لهذا، كان الإيمان بصفات الله من الإيمان بالله، لو لم يكن من صفات الله إلا أنه موجود واجب الوجود، وهذا باتفاق الناس، وعلى هذا، فلا بد أن يكون له صفة" انتهى .

فإثبات صفة الوجود لله تعالى مما لا ينازع فيه أحد من المسلمين ، بل ولا سائر أهل الملل .

ومن أنكر هذه الصفة الثابتة لله تعالى من غلاة أهل البدع ، فلم ينكروها للسبب المذكور في السؤال ، وإنما أنكروها لأنهم ينكرون جميع الصفات .

قال شيخ الإسلام في "التدمرية" بعد أن ذكر جملة من الآيات التي فيها إثبات صفات الكمال لله تعالى

قال :


"فهذه طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة المتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم :

فإنهم على ضد ذلك يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل

ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقا لا حقيقة له في الأعيان ، فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل ، فإنهم يمثلونه بالممتعات والمعدومات والجمادات ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات .

فإنهم يسبلون عنه النقيضين فيقولون : لا موجود ولا معدوم ، ولا حي ولا ميت ، ولا عالم ولا جاهل

لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات ، وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات ، فسلبوا النقيضين ، وهذا ممتنع في بداهة العقول

ووقعوا في شر مما فروا منه ، فإنهم شبهوه بالممتنعات ، إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات.

وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه [وهو الله تعالى وحده لا شريك له] .

وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه ، وما هو محدَث ممكن يقبل الوجود والعدم : فمعلوم أن هذا موجود

وهذا موجود ، ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا ، بل وجود هذا يخصه ، ووجود هذا يخصه" انتهى باختصار .

وبهذا الكلام لشيخ الإسلام يتبين أن الوجود والعدم نقيضان ، والنقيضان لابد من اتصاف الشيء بواحد منهما ، فلا يمكن أن يوصف بهما معاً ، ولا أن يخلو منهما معاً ، ونفي أحدهما إثبات للآخر بالضرورة .

فليتنبه الذين ينفون عن الله تعالى صفة الوجود ، فإنه يلزم من ذلك نفي وجود الله تعالى . وإننا لنتعجب أن يصدر هذا القول من بعض من يزعم أنه من أهل السنة والجماعة وعلى طريقة السلف ، وقد أوقعه في هذا الخطأ سببان :

الأول : ظنه أنه لابد لكل موجود من موجِد أوجده ، وهو ظن خاطئ كما سبق .

الثاني : عدم الرجوع إلى أهل العلم

وعدم الاستنارة بأقوالهم

وقد قال الله تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/43 .

ونزيد سبباً ثالثاً : إعجاب المتكلم برأيه ، وظنه أنه هدي لما ضل عنه جميع الأمة !

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه .

والله أعلم .









قديم 2020-02-27, 18:51   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

هل ( الحقو ) من صفات الله عز وجل ؟

السؤال

هل ( الحقو ) من صفات الله عز وجل ؟

الجواب

الحمد لله :

أولا :

روى البخاري (4830)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ: ( خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ لَهُ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَاكِ )

قال الفيومي رحمه الله :

" الْحَقْوُ: مَوْضِعُ شَدِّ الْإِزَارِ وَهُوَ الْخَاصِرَةُ ، ثُمَّ تَوَسَّعُوا حَتَّى سَمَّوْا الْإِزَارَ الَّذِي يُشَدُّ عَلَى الْعَوْرَةِ حَقْوًا وَالْجَمْعُ أَحَقٌّ وَحُقِيٌّ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى حِقَاءٍ مِثْلُ: سَهْمٍ وَسِهَامٍ "

انتهى من "المصباح المنير" (145)

وينظر: "المحكم" لابن سيده (3/456) .

ثانيا :

هل الظاهر من معنى هذا الحديث : أن لله عز وجل حقوا ، على وجه الحقيقة ، فتتعلق الرحم بربها عز وجل ، وهي تناشده أن يعيذها من قاطعها ؟

أو أن ذلك كناية عن تأكد شأن حق الرحم ، وتعظيم شأنها ، فأضيفت إلى الله عز وجل ، تكريما لها وتشريفا ؟

ينبغي أن ينتبه هنا إلى أمرين ، قبل الجواب عن ذلك الاحتمال :

الأول : أن كون الدليل المعين ، يدل على المدلول المعين : هو من مسائل النظر والاجتهاد ، وظهور هذه الدلالة ، وعدم ظهورها ، هو أمر نسبي ، بحسب ما يترجح للمجتهد ، ويبدو لنظره .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الخفاء والظهور من الأمور النسبية الإضافية فقد يتضح لبعض الناس أو للإنسان في بعض الأحوال ما لا يتضح لغيره أو له في وقت آخر "

انتهى من "درء التعارض" (3/330) .

الثاني : أنه لا يلزم أن يكون تقرير المسألة من مسائل العلم أو العمل من باب القطع ، أو الضرورة التي لا تحتمل نظرا ولا خلافا ؛ بل كثير من مسائل العلم والعمل : للاجتهاد والنظر والاحتمال فيها مجال

. وقد يقطع العالم أو المتكلم بأمر لم يعلمه غيره أصلا ، فضلا عن أن يظنه ، أو يقطع به.

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

"كَثِيرٌ مِنْ مَسَائِلِ الْعَمَلِ قَطْعِيَّةٌ ، وَكَثِيرٌ مِنْ مَسَائِلِ الْعِلْمِ لَيْسَتْ قَطْعِيَّةً ، وَكَوْنُ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً أَوْ ظَنِّيَّةً هُوَ مِنْ الْأُمُورِ الْإِضَافِيَّةِ ، وَقَدْ تَكُونُ الْمَسْأَلَةُ عِنْدَ رَجُلٍ قَطْعِيَّةً لِظُهُورِ الدَّلِيلِ الْقَاطِعِ لَهُ

كَمَنْ سَمِعَ النَّصَّ مِنْ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَيَقَّنَ مُرَادَهُ مِنْهُ ، وَعِنْدَ رَجُلٍ لَا تَكُونُ ظَنِّيَّةً ، فَضْلًا عَنْ أَنْ تَكُونَ قَطْعِيَّةً ، لِعَدَمِ بُلُوغِ النَّصِّ إيَّاهُ ، أَوْ لِعَدَمِ ثُبُوتِهِ عِنْدَهُ ، أَوْ لِعَدَمِ تَمَكُّنِهِ مِنْ الْعِلْمِ بِدَلَالَتِهِ "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (23/347) .

وقال أيضا :

" .. وخفاءُ الدلالة وظهورُها : أمرٌ نِسْبِى ؛ فقد يَخْفى على هذا ، ما يَظْهر لهذا"

انتهى من "جامع المسائل" (2/288) .

الثالث : أنه في غير المسائل الكبار المشتهرة ، من مسائل العلم والعمل : من ترجح عنده ثبوت الدليل

ودلالته على مسألة من مسائل العلم أو العمل : لزمه القول بموجبه ، ولو كان ذلك على وجه الظهور ، وغلبة الظن ، ولم يكن على وجه القطع واليقين ، والعلم الضروري .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" من الناس من يقول مسائل الأصول لا يجوز التمسك فيها إلا بأدلة يقينية ، لا ظنية ؟

هذا على وجهين : فإن كان مما أُمرنا فيها باليقين ، كاليقين بالوحدانية ، والإيمان بالرسول ، والإيمان باليوم الآخر ؛ فما أمرنا فيه باليقين : لم يمكن إثباتها إلا بأدلة يقينية .

وأما ما لا يجب علينا فيها اليقين ، كتفاصيل الثواب والعقاب ، ومعاني بعض الأسماء والصفات

: فهذه إذا لم يكن فيها دليل قطعي يدل على أحد الطرفين ، كان القول بما يترجح من الأدلة ، أن هذا هو الظاهر الراجح : قولاً عدلاً مستقيماً ؛ بل كان خيراً من الجهل المحض .

وأيضا فمن الناس من لا يقدر على العلم في جميع ما يتنازع فيه الناس ، وفي دقيق المسائل

فإذا تكلم بحسب طاقته واجتهاده : فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها . "

انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (8/454) .

وينظر أيضا : "جواب الاعتراضات المصرية على الفتوى الحموية" (49-53) .

ثالثا :

ذهب بعض أهل العلم إلى أن حديث أبي هريرة المذكور أول الجواب هو من أحاديث الصفات ، وأن إضافة "الحقو" إلى الله جل جلاله هي من إضافة الصفة إلى الموصوف ، وأثبت "الحقو" صفة من صفات الذات ، لله عز وجل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" هذا من الأخبار التي يقره من يقر نظيره والنزاع فيه كالنزاع في نظيره .."

ثم نقل الإثبات عن القاضي أبي يعلى ، وشيخه أبي عبد الله بن حامد ، ونقله ابن حامد عن الإمام أحمد

قال : " يُمْضى كلُّ حديث على ما جاء " .

ثم قال شيخ الإسلام :

" والمقصود هنا : أن هذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء ، وردوا على من نفى موجبه " .

ينظر: "بيان تلبيس الجهمية" (6/205-241)

وأيضا : "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة"

للشيخ علوي السقاف (125-128) .

والقول الثاني: أن هذا الحديث ليس من أحاديث الصفات

ولذلك لم يذكره أكثر الأئمة في تصانيفهم في العقائد ، وجمعهم لصفات الله الواردة في الكتاب والسنة ، ولم يبوب عليه البخاري ولا غيره من أئمة الحديث الذين رووه في ذلك

حتى ظن بعضهم أنه خارج عن هذا الباب بالاتفاق ؛ وإنما هو كناية عن تأكد حق الرحم ، كما في الحديث الآخر

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أيضا ـ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ )

رواه البخاري (5988) وغيره .

وعن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَقُولُ : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا اللَّهُ ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ ؛ خَلَقْتُ الرَّحِمَ ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنْ اسْمِي ؛ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ ) .

رواه أحمد (1689) وغيره ـ، وصححه الألباني .

وقد سئل العلامة الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :

" ..هل في هذا الحديث دليل على ثبوت صفة الحقو لله تعالى ، على ما يليق بعظمته وجلاله"؟

فأجاب :

" الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، أما بعد؛

فنقول كما قال الإمام الشافعي رحمه الله : "آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنا برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله" !!

وهذا يشمل ما ظهر لنا معناه، وما لم يظهر معناه ؛ فما ظهر معناه قلنا: هذا مراد الله، أو مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لم يظهر معناه نفوض علمه إلى عالمه.

وهذا الحديث مما يشتبه معناه ؛ هل المراد حقيقة هذه الكلمات: الأخذ، الرحم، الحقو، أو هو تمثيل لحق الرحم، وهي القرابة عند الله تعالى؟

لأن من المعلوم أن الرحم مطلقا يدل على المعنى الكلي المشترك بين كل قرابة، وقد دلت النصوص على أن القرابة صلةٌ تستوجب حقا للقريب على قريبه

بحسب حاله ودرجة قرابته، فأوجبت الشريعة صلة الرحم، وحرمت القطيعة، فقال تعالى في الثناء: ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ )

وقال في الذم: ( وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ )، وقال سبحانه: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ )

وعلى هذا فالحديث يشبه قوله صلى الله عليه وسلم عن الله: ( قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري )، ويشبه من حيث الأسلوب قوله صلى الله عليه وسلم:

( وأنا آخذ بحُجَزكم عن النار، وأنتم تفلتون من يدي )، وهذا الاحتمال عندي أنه أظهر

وذلك لأن جنس الرحم ليست شيئا معينا موجودا في الخارج، بل الموجود أفراد الرحم، وهي القرابات التي بين الناس، كما تقدم.

ويحسن هنا أن نثبت قول شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس: (6/222) (ط.مجمع الملك فهد)

قال رحمه الله:

"هذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء، وردوا على من نفى موجَبه"أهـ.

وعلى هذا : فالحقو لله صفة له سبحانه، ليس شيئا بائنا عنه، ولا عدول لنا عن مذهب أهل السنة، وما نص عليه الأئمة... " انتهى .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









قديم 2020-02-27, 18:55   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

ثبوت صفة الوجود لله تعالى

السؤال

لم أجد في أسماء الله وصفاته اسم ( الموجود ) ، وإنما وجدت اسم (الواجد) وعلمت في اللغة أن الموجود على وزن مفعول ولا بد أن يكون لكل موجود موجد

كما أن لكل مفعول فاعل ، ومحال أن يوجد لله موجد . ورأيت أن الواجد يشبه اسم الخالق

والموجود يشبه اسم المخلوق ، وكما أن لكل موجود موجد فلكل مخلوق خالق

فهل لي بعد ذلك أن أصف الله بأنه موجود ؟


الجواب

الحمد لله


" وجود الله معلوم من الدين بالضرورة ، وهو صفة لله بإجماع المسلمين

بل صفة لله عند جميع العقلاء حتى المشركين لا ينازع في ذلك إلا ملحد دهري ، ولا يلزم من إثبات الوجود صفة لله أن يكون له موجد ؛ لأن الوجود نوعان :

الأول : وجود ذاتي ، وهو ما كان وجوده ثابتا له في نفسه ، لا مكسوبا له من غيره ، وهذا هو وجود الله سبحانه وصفاته ، فإن وجوده لم يسبقه عدم

ولا يلحقه عدم : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) الحديد/3 .

الثاني : وجود حادث ، وهو ما كان حادثا بعد عدم ، فهذا الذي لا بد له من موجد يوجده

وخالق يحدثه وهو الله سبحانه

قال تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ . لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) الزمر/62 ، 63

وقال تعالى : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) الطور/35 ، 36 .

وعلى هذا ؛ يوصف الله تعالى بأنه موجود ، ويُخْبَرُ عنه بذلك في الكلام

فيقال : الله موجود ، وليس الوجود اسما ، بل صفة.

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم " انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
"

فتاوى اللجنة الدائمة" (3/190، 191) .

والله أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









قديم 2020-02-28, 17:35   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

حكم إطلاق لفظ ( مسؤول ) على الله عز وجل


السؤال

لاحظت في كلام بعض الدعاة عند التحدث عن مسألة الرزق مثلا، أنهم يقولون: الله هو "المسؤول" عن الرزق

والواضح من كلامهم أن القصد هو أن الله تكفل بالرزق فلا ينبغي أن نحمل هذا الهم

وليس القصد أن الله يُسأَل

وسؤالي هو: هل يصح أن ننسب هذا اللفظ إلى الله عز وجل ، بغض النظر عن نية قائله ، وهو سبحانه وتعالى يقول: ( لاً يُسْأًلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون ) ؟


الجواب

الحمد لله


المقرر عند أهل العلم - رحمهم الله تعالى - أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية

أي لا يثبت منها شيء إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة .

فإذا لم يثبت الاسم ، وكان معناه صحيحا فإنه يجوز الإخبار به عن الله تعالى

لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات ، لكن لا يعبّد بهذا الاسم ، فلا يقال مثلا : عبد المسئول

وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال القادم

واسم "المسؤول" لم يثبت دليل يدل على أنه من أسماء الله تعالى ، فلا يجوز أن يسمى الله تعالى بهذا الاسم ، ولكن هل يجوز إطلاقه من باب الإخبار ؟ هذا فيه تفصيل:

أولا :

إن كان المقصود به أنه يخبر به عن الله تعالى أنه المسؤول بمعنى أن الخلق يسألونه من فضله ورحمته ورزقه ، ويلجؤون إليه في قضاء مصالحهم وتفريج كروبهم

فهذا معنى صحيح ، وقد أخبر تعالى بما يدل عليه في كتابه العزيز

في مثل قوله تعالى : ( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن )الرحمن/ 29.

قال ابن كثير في تفسيره (7 / 494) :

" وقوله : ( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) وَهَذَا إِخْبَارٌ عَنْ غِنَاهُ عَمَّا سِوَاهُ ، وَافْتِقَارِ الْخَلَائِقِ إِلَيْهِ فِي جَمِيعِ الْآنَاتِ، وَأَنَّهُمْ يَسْأَلُونَهُ بِلِسَانِ حَالِهِمْ وَقَالِهِمْ، وَأَنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شأن" انتهى.

وقال القرطبي في تفسيره (17 / 166):

" قوله تعالى: (يسأله من في السماوات والأرض) قيل: المعنى : يسأله من في السموات الرحمة، ومن في الأرض الرزق.

وقال ابن عباس وأبو صالح: أهل السموات يسألونه المغفرة ولا يسألونه الرزق، وأهل الأرض يسألونهما جميعا.

وقال ابن جريج: وتسأل الملائكة الرزق لأهل الأرض، فكانت المسألتان جميعا من أهل السماء وأهل الأرض لأهل الأرض" انتهى.

وقد دأب أهل العلم على استعمال هذا اللفظ في مثل هذه السياقات .

قال ابن كثير في " البداية والنهاية" (14 / 234):

" فالله هو المسؤول أَنْ يُحْسِنَ الْعَاقِبَةَ" انتهى.

وقال الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" (6 / 276):

" والله هو المسؤول أن يحفظ علينا إيماننا، ويطهر قلوبنا من الحسد والغل والكبر، إنه خير مسؤول" انتهى.

ثانيا:

أن يكون المقصود أن الله سبحانه وتعالى هو صاحب السلطة والتدبير للأمور ، فهنا أيضا يصح الإخبار به عنه سبحانه ، في لغة من يستعملونه في مثل هذا المعنى ، ولا يوهم عندهم نقصا

ولا معنى فاسدا . فإنه سبحانه من يدبر الأمر

قال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِه ) يونس/ 3

وقال تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ . لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) الزمر/ 62، 63

قال البغوي في تفسيره (7 / 130):

" ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) أي: الأشياء كلها موكولة إليه ، فهو القائم بحفظها. ( له مقاليد السموات والأرض ) مفاتيح خزائن السموات والأرض" انتهى.

وقال ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية :

" يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ خَالِقُ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، وَرَبُّهَا وَمَلِيكُهَا وَالْمُتَصَرِّفُ فِيهَا، وَكُلٌّ تَحْتَ تَدْبِيرِهِ وَقَهْرِهِ وكلاءته"

انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 / 111).

فإن أوهم في عرف الناس : أنه مسؤول ، كالمسؤولين في الدنيا ، وأن هناك ، ولو من حيث الصورة ، والبروتوكول الشكلي ، من "يسألهم" : يعني : يحاسبهم

ويقتضيهم الحقوق والواجبات ، ويحاسبهم على التقصير ، سواء كان السائل والمحاسب : هو "المسؤول" الأعلى منه رتبة ، أو كان هو الشعب ، في زعمهم وقولهم .

نقول : متى أوهم الاستعمال في حق الله جل جلاله ، شيئا من هذه المعاني الفاسدة

أو غيرها من وجوه النقص ، والجرأة على مقام رب العالمين : لم يحل استعماله في حق الله جل جلاله ، ولا الإخبار به عنه ، ويجب الاقتصار على ما ورد ، وصح معناه من غير شك ، ولا تطرق وهم أو ظن .

وبهذا يتبين أنه متى كان المقصود باستعمال لفظ "المسؤول"

: أن الله تعالى يُسْأل عن شيء من أفعاله أو أقداره

أو ما يحكم به على خلقه على سبيل المؤاخذة أو المحاسبة : فهذا معنى باطل

بلا شك ، ولا يجوز استعمال ذلك اللفظ في حقه سبحانه ، على هذا الوجه الباطل ؛ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا جل شأنه

قال تعالى : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)الأنبياء/ 23 .

قال ابن كثير في تفسيره (5 / 337) :

" وَقَوْلُهُ: ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) أَيْ: هُوَ الْحَاكِمُ الَّذِي لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وَلَا يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، لِعَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ وَكِبْرِيَائِهِ، وَعُلُوِّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعَدْلِهِ وَلُطْفِهِ ، ( وَهُمْ يُسْأَلُونَ )

أَيْ: وَهُوَ سَائِلٌ خَلْقَهُ عَمَّا يَعْمَلُونَ، كَقَوْلِهِ: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ( وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ) " انتهى.

وقال السمعاني في تفسيره (3 / 374):

" قوله تعالى: ( لا يسأل عما يفعل وهم يُسْألون ) يعني: لا يسأل عما يحكم على خلقه

والخلق يسألون عن أفعالهم وأعمالهم ، وقيل: لا يسأل عما يفعل؛ لأنه كله حكمة وصواب، وهم يسألون عما يفعلون ، لجواز الخطأ عليهم، وقيل: معنى لا يسأل عما يفعل: لا يقال له: لم؟ ، ولماذا؟ بخلاف الخلق" انتهى.

وقال الطحاوي في "متن الطحاوية بتعليق الألباني" (1 / 50):

" قال الله تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الْأَنْبِيَاءِ: 23] .

فَمَنْ سَأَلَ لِمَ فَعَلَ؟ فَقَدْ رَدَّ حُكْمَ الْكِتَابِ ، وَمَنْ رَدَّ حُكْمَ الكتاب كان من الكافرين" انتهى.

والله أعلم.









قديم 2020-02-28, 17:40   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل الضار النافع من أسماء الله ؟

السؤال

ما هو تفسير ومعنى اسم الله الضار؟.

الجواب

الحمد لله

أولا :

لم يثبت بدليل صحيح أن الضار من أسماء الله تعالى ، وإنما ورد ذلك في الحديث المشهور الذي فيه تعداد الأسماء الحسنى ، وهو حديث ضعيف ، رواه الترمذي وغيره .

والمقرر عند أهل العلم أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية ، أي لا يثبت منها شيء إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة .

فإذا لم يثبت الاسم ، وكان معناه صحيحا فإنه يجوز الإخبار به عن الله تعالى

فيقال : الله هو الضار النافع ، لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات ، لكن لا يعبّد بهذا الاسم ، فلا يقال : عبد الضار أو عبد النافع ؛ لأنه لم يثبت اسما لله تعالى .

وأما ما يوجد في كلام بعض أهل العلم من تسمية الله تعالى بالضار النافع ، فلعل ذلك منهم اعتمادا على حديث الترمذي ، وقد سبق أنه حديث ضعيف ، والمعوّل عليه هو الدليل الصحيح من الكتاب أو السنة .

ثانيا :

معنى الضار : الذي يقدّر الضر ويوصله إلى من شاء من خلقه .

فالخير والشر من الله تعالى ، كما قال سبحانه : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الانبياء/35

وقال : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الأنعام/17

وقال : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) الزمر/38

وروى الترمذي (3388) وأبو داود (5088) وابن ماجه (3869)

عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال

: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ ) .

وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى الترمذي (2516) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا

فَقَالَ : ( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ

إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الأَقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ). وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

قال ابن تيمية رحمه الله :

فهذا يدل على أنه لا ينفع في الحقيقة إلا الله ولا يضر غيره .

ثالثا :

لما كان الإخبار عن الله تعالى بأنه الضار قد يوهم نقصا ، بيّن أهل العلم أنه لا يذكر إلا مقرونا بالإخبار عنه بأنه النافع ، سبحانه وتعالى ، فيقال : الضار النافع ، كما يقال : القابض الباسط ، العفو المنتقم .

قال ابن القيم رحمه الله :

" إن أسماءه تعالى منها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره ، وهو غالب الأسماء . كالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم

وهذا يسوغ أن يُدعى به مفردا ومقترنا بغيره ، فتقول : يا عزيز ، يا حليم ، يا غفور ، يا رحيم . وأن يفرد كل اسم ، وكذلك في الثناء عليه والخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد والجمع .

ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده ، بل مقرونا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم ، فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله ، فإنه مقرون بالمعطي والنافع والعفو . فهو المعطي المانع الضار النافع المنتقم العفو المعز المذل

لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله، عطاء ومنعا ، ونفعا وضرا ،وعفوا وانتقاما . لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيه ؛ وأما أن يثنى عليه بمجرد المنع والانتقام والإضرار فلا يسوغ .

فهذه الأسماء المزدوجة تجري مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ، ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنة فاعلمه . فلو قلت : يا مذل ، يا ضار ، يا مانع ، وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه

ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها "

انتهى من "بدائع الفوائد" (1/132) باختصار .

وانظر السؤال القادم

رابعا :

يجب أن يعلم أن المطلوب من العبد في هذا المقام أن يرى تفرد الله تعالى بربوبيته لخلقه ، سبحانه له الخلق والأمر ، فلا منازع له في سلطانه ، ولا راد لأمره ، ولا معقب لحكمه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الرب سبحانه هو المالك المدبر ، المعطي المانع ، الضار النافع ، الخافض الرافع ، المعز المذل

فمن شهد أن المعطي أو المانع أو الضار أو النافع أو المعز أو المذل غيره فقد أشرك بربوبيته ، لكن إذا أراد التخلص من هذا الشرك فلينظر إلى المعطي الأول ـ مثلا

فيشكره على ما أولاه من النعم ، وينظر إلى من أسدى إليه المعروف فيكافئه عليه ...

لأن النعم كلها لله تعالى كما قال تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ، وقال تعالى : ( كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ) فالله سبحانه هو المعطي على الحقيقة

فإنه هو الذي خلق الأرزاق وقدرها وساقها إلى من يشاء من عباده ، فالمعطي هو الذي أعطاه وحرك قلبه لعطاء غيره ؛ فهو الأول والآخر .. ، وكذا جميع ما ذكرنا في مقتضى الربوبية .

فمن سلك هذا المسلك العظيم استراح من عبودية الخلق ونظره إليهم ، وأراح الناس من لومه وذمه إياهم ، وتجرد التوحيد في قلبه فقوي إيمانه وانشرح صدره وتنور قلبه ؛ ومن توكل على الله فهو حسبه .

ولهذا قال الفضيل بن عياض رحمه الله :

من عرف الناس استراح . يريد -

والله أعلم - أنهم لا ينفعون ولا يضرون .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc