سموم اللذة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سموم اللذة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-12-11, 19:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي سموم اللذة

بسم الله الرحمن الرحيم



مقدمة

الحمد لله وصلاة وسلامًا على خير رسل الله، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


نعم! إنها حقيقة لا بد أن نتصارح بها أخي، الشهوة وسمومها..


مررنا ولا زال بعضنا يمر بمرحلة الشباب، وعايشنا لحظات الشباب وعنفوانه، ربما شعرنا بسعير الشهوة يومًا ما، بين ما نعيشه من فتن ومغريات، وبين ما تدعونا الفطرة إليه من الخير والهدى.


فالحال لم تعد على ما يراه بعضنا خارج البيت، وما قد يزين له الشيطان فعله على توجس وخوف، بل في البيت، وأثناء الأكل والشرب، وعند النوم، فتلك محطة تعرض مسلسلاً مختلطًا خاليًا من المحاذير الشرعية، سوى ما دعت الحاجة إليه من صداقة بريئة تستدعي أن يتبادل الجنسان بعض المشاعر اللاإرادية!! وأخرى تعرض أغنية ماجنة، ومحطة أخيرة في غرفة النوم فقط تعرض كل ما يتبادر إلى الأذهان من صور الإباحية الحيوانية.


بل إن بعض مجالسنا لم تعد تخلو أحاديثها من تلك الأحاديث التي تصف ما يحدث في تلك الفضائيات دون خجل أو استحياء، فهذا يصف وجهها، والآخر يصف قوامها، والآخر...، والآخر...


لأجل ذلك جاءت تلكم الرسالة لنجسد الواقع الذي نعيشه ويعيشه بعضنا، بذكر بعض أسباب الشهوة، وأبرز مخاطرها وسمومها، وطرق علاجها، سواءً وقع التقصير، أو لم يقع، فإليك أخي الشاب أوجه حديثي في تسعة عناصر:


أولها: مع الشهوة.
ثانيها: الحكمة من الشهوة.
ثالثها: أسباب الوقوع في الشهوة.
رابعها: مخاطر الوقوع في الشهوة.
خامسها: ماذا تفعل عند اشتداد الشهوة.
سادسها: الشهوة والإنترنت.
سابعها: ثمرات العفة.
ثامنها: رسالة إليك أخي الشاب.
تاسعها: الخاتمة.
وأسأل الله الإعانة والتوفيق.



* مع الشهوة:


الشهوة أمر فطري وغريزي يعيشه الإنسان لتحقيق غايات شرعية نبيلة، فقد حث الشارع وندب إلى صرفها في النكاح والاستعفاف، فقال – عز قائلاً عليمًا: }وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ{ [النساء: 3]، وقال سبحانه: }وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{ [الروم: 41]، وجاء في السنة من حديث ابن مسعود ؤضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»([1])، وفي رواية «فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج»([2]).
بل جاء الذم على من ترك الزواج تأبيدًا على نفسه كما في حديث الرهط الثلاثة عندما قال أحدهم: أنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبدًا، فكان الرد منه عليه الصلاة والسلام الرادع لتلكم المبالغة والتشديد، فقال: «أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأُفطر، واصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»، وفي هذا يقول ابن حجر رحمه الله: (وطريقة النبي
صلى الله عليه وسلم الحنيفية السمحة ، فيفطر ليتقوى على الصوم ، وينام ليتقوى على القيام ، ويتزوج لكسر الشهوة ، وإعفاف النفس وتكثير النسل )([3]).

([1])وجاء: بالكسر والمد رضُ البيضتين حتى تنفضخ فيكون شبيهًا بالخصاء (مختار الصحاح: 342).

([2])فتح الباري، 9/134، 141.

([3]) فتح الباري، 9/131-133.








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-12-11, 19:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

* الحكمة من الشهوة:


من الحكم التي شرعها الشارع الحكيم لنا في الشهوة: الزواج، ولا شك أن له حكمًا، فمنها:


* تكثير النسل. * حفظ النسل.
* طهارة الإنجاب. * منع الفساد.


* حفظ القلوب من التعلق بالمحرمات.


* تطهير الذمم. * تأليف القلوب.
* حفظ الأعراض بين أفراد المجتمع.


* التفرغ للعلم والعمل.


* ترويح النفس وإيناسها ([1])، وغيرها من الحكم والفوائد التي قد يطول المقام في إحصائها وذكرها.


ولابن القيم رحمه الله تعليق بديع فيقول وللشهوة حدٌّ، وهو راحة القلب والعقل من كد الطاعة واكتساب الفضائل والاستعانة بقضائها على ذلك، فمتى زادت على ذلك؛ صارت نهمة وشبقًا ، والتحق صاحبها بدرجة الحيوانات، ومتى نقصت عنه ولم يكن فراغًا في طلب الكمال والفضل-كانت عجزًا ومهانة) ([2]).



([1]) موسوعة نضرة النعيم، 5/1664.

([2])الفوائد ص207.










رد مع اقتباس
قديم 2014-12-11, 20:05   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

* أسباب الوقوع في الشهوة:


السبب الأول: المحبة الموهوم صلاحها:


وإن شئت فقل المحبة لغير الله، وهذا ما يعيش بعضهم، ويطلق عليه وصف التعلق، فأحيانًا تكون البداية بمحبة في الله ، وتصبح هي الهدف من تلك العلاقة، فإذا غاب ذلك الهدف، وكثرة اللقاءات وأصبحت هي الغايات وقع الخلل، وبخاصة إذا كان فارق السن كبيرًا، أو وجد عوامل تغذي جانب التعلق: كالمزاح، والخواء الروحي، والتجمل الزائد، وغيرها من الأمور، وقد درج ابن حزم رحمه الله أقسام تلك المحبة على خمس درجات:


أولها: الاستحسان، وهو أن يتمثل الناظر صورة المنظور حسنة، أو يستحسن أخلاقه، وهذا يدخل في باب التصادق.


ثم الإعجاب، وهو رغبة الناظر في المنظور إليه، وفي قربه.


ثم الألفة، وهي الوحشة إليه متى غاب.


ثم الكلف، وهو غلبة شغل البال به، وهذا النوع يسمى في باب الغزل بالعشق.


ثم الشغف، وهو امتناع النوم، والأكل، والشرب إلا اليسير من ذلك، وربما أدى ذلك إلى المرض، أو إلى التوسوس، أو إلى الموت، وليس وراء ذلك منزلة في تناهي المحبة أصلاً )([1]).


وزيادة على ما سبق أسوق لك أخي الكريم بعض الدلائل التي تدل على وجود داء التعلق، فمنها:


1- إيثار بعضهم أنسه بصاحبه ومن تعلق قلبه به على أنسه بالله عز وجل، وأنسه بالخير والهدى.


2- استقلال رغبات الصاحب، بينما استكثاره لداعي الاستجابة لله عز وجل وداعي الخير والهدى.


3- الغضب والغيرة للصاحب أكثر من الغضب والغيرة عن انتهاك حرمات الله عز وجل.


4- غض الطرف عن مساوئ الصاحب ومن القلب به متعلقٌ، والنظر إلى حسناته مع إسقاط أخطائه وزلاته، أو مقارنته بمن هو أسوأ خشية التأثير في نفسيته!!


وإذا الحبيب أتى بذنب واحد






جاءت محاسنه بألف شفيع







5- دوام المجالسة والممازحة، وبذل المال دون وجود الداعي لذلك.


وأذكر بعض ضوابط الأخوة في الله، والتي تجلي لنا داء التعلق وكوامنه:


أولها: التجرد والصدق في طلب الأخوة.
ثانيها: أن تكون مبنية على البر والتقوى.
ثالثها: أن يكون هناك تناصح ودعوة بالحسنى.
رابعها: ألا تؤدي هذه الأخوة إلى التفريط في حق الله، بحجة الانشغال بالأهم!
خامسها:أن تقترن بالإيمان والعمل الصالح، فهما المقياس لتلك العلاقة؛ متى ما فقدت فقدت معها الأخوة في الله.


2-السبب الثاني : الفراغ والخلوة وكثرة التفكير والاستغراق في الخواطر الرديئة:


فإذا ما ارتبط الفراغ بالخلوة ومرحلة الشباب، وكذا عدم وضوح الأهداف أو ضوابطها حصلت الويلات:


إن الشباب والفراغ والجدة






مفسدة للمرء أي مفسدة







فقد يظن أن حصول الخيرية والاستقامة الظاهرية للشاب من البدهيات الرئيسة في ابتعاده عن الشهوات والملهيات، وعصمة له من الفتن، ولا ريب أن هذا مفهوم خاطئ، فالاستقامة هي وضوح الهدف، والقناعة في السير على الطريق، والاجتهاد والعمل وحمل الهم، وبذل الجهد، ولزوم الجادة، ولهذا يقول أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي- رحمه الله: (إذا تعطيل لساني عن مذاكرة أو مناظرة، وبصري عن مطالعة؛ أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، فأنى لمن هذه حاله أن، يكون عنده وقت فراغ للتفكير في الأمور الترفيهية المباحة فضلاً عن غيرها، ولا أقصد من هذه الصورة محاكمة القارئ إلى تطبيقها، بل شحذًا للهمة نحو المزيد من الرقي.


وإذا تأملنا أفضل الحلول لمسألة الفراغ والخلوة وكثرة التفكير والاستغراق في الخواطر الرديئة وجدناه غالبًا يندرج في ما ذكره ابن القيم رحمه الله، حينما قال في مجاهدة وحفظ الخواطر ما يلي:


1- العلم الجازم باطلاع الرب سبحانه ونظره إلى قلبك وعلمه بتفاصيل خواطرك.
2- حياؤك منه.
3- إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلق لمعرفته ومحبته.
4- خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر.
5- إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته.
6- خشية أن تتولد تلك الخواطر ويستعر شرارها فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله ، فتذهب جملة وأنت لا تشعر.


7- أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقى للطائر ليصاد به، فاعلم أن كل خاطرة منها فهي حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.


8- أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً.


9- أن تعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له، فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في ظلماته، فيطلب الخلاص منه فلا يجد إلى ذلك سبيلاً.


10- أن تعلم أن تلك الخواطر هي وادي الحمقى وأماني الجاهلين، فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي ([2]).


ولو لم يكف بعضهم من الفراغ والخلوة والاسترسال في الخواطر الرديئة إلا إضاعة الوقت، وفعل العادة السرية السيئة عند البعض لكفى ذلك رادعًا!


3-السبب الثالث : عدم سلوك المنهج النبوي في التعامل مع الشهوة:


وسلوك المنهج النبوي بالصيام عند انعدام المقدرة على تحمل الأعباء الزوجية سواءً المالية أو غيرها، وفي الحديث: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»([3]).


ومن طرق المنهج النبوي في التعامل مع الشهوة: غض البصر، وإقلال النظر إلا فيما يحل، فالنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد، ما لم يمنع منه مانع، وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أسهل من الصبر على ألم ما بعده. قال الشاعر:


وكنت متى ما أرسلت طرفك رائدًا






لقلبك يومًا أتعبتك المناظر


رأيت الذي لا كله أنت قادر






عليه ولا عن بعضه أنت صابر ([4])







4-السبب الرابع : عدم إنكار المنكر:


ويكون الإنكار بالطرق الشرعية المناسبة، ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله والرفق سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا قيل: ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر غير منكر) ([5]). وارتباط النهي عن المنكر بموضوع الشهوة هو أن الشاب قد يرى بعض ما ابتلي به غيره من القضايا السلوكية والأخلاقية، فقد لا ينكر، أو يجامل ويداهن، فيظن منه الموافقة والتأييد لتلك الأفعال المشينة، ولذا يحصل الخلل، وسيأتي بيان ذلك الخلل في ضعف الشخصية.


5- السبب الخامس : الخواء الروحي:


وهو نوع من الفراغ يجده الشاب في نفسه، وذلك يكون ببعده عن الحسنات ومقارفته للسيئات، ويسمى أيضًا بالفراغ الإيماني، وكم سمعنا من حالات كان سبب وقوعها في الانحراف ذلكم الفراغ بشهوة ساعة، فـ «كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة؟!»([6]).


فتجنب الشهوات واحذر






أن تكون لها قتيلاً


فلرب شهوة ساعة






قد أورثت حزنًا طويلاً







6- السبب السادس : ضعف الشخصية والطيبة الزائدة:


وهذا الأمر سبب للوقوع في الشهوة من جهتين:


الأولى: أن يُتعدَّى على الشاب بممازحات وتجاوزات دونية لا يقبلها الشاب نفسه، فتمنعه تلك الطيبة (السذاجة) من الإنكار عليهم!!
الثانية: أن تكون طيبته طيبة زائدة، بأن يستغفل ذلك الشاب، ويثق بكل أحد، فيلتقي بالصالح والفاسد، وقد تقع المصيبة بأن يكون فريسة لأرباب الشهوات والفجور، وترديد بعضهم «أنا واثق في نفسي» ليست بإطلاق.


7- السبب السابع : إطلاق النظر:


فبعض الشباب مصاب بما يسمى بـ «حب الاختلاس» أو «استراق النظر الجنسي» فتراه يقلب بصره يمنة ويسرة، وتثيره المناظر الجنسية، وهنا يقول الدكتور فايز الحاج: (ومسترق النظر أو مختلس النظر يسعى لإشباع رغبته الجنسية عن طريق النظر من ثقب الباب، أو مراقبة المنبهات والأشياء والأفعال الجنسية، فهو دائم البحث عن فرصة يشهد فيها موقفًا مثيرًا جنسيًا، ولذلك فإنه دائم التسكع حول الحمامات، والمراحيض العامة، أو الشقق، على أمل أن يختلس نظرة إلى شخص عارٍ»([7]).

([1])الأخلاق والسير، لابن حزم ص136.

([2])طريق الهجرتين ص274.

([3])فتح الباري 9/134.

([4])الجواب الكافي ص218.

([5])رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص17.

([6])الفوائد ص60.

([7])الفاحشة – عمل قوم لوط ص63.









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-11, 20:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

* مخاطر الوقوع في الشهوة:


سقنا بعض أسباب الوقوع في الشهوة، ومع إدراكها لدى الشاب، إلا أنه قد يهوِّن عليه الشيطان التساهل فيها، أو عدم قدرته على الترك، أو النكوص بعد الترك، وكل هذه أوهام تزول بذكر المخاطر والعقوبات الرادعة لمن تجاوز في الشهوة وفعلها:


فأول تلك المخاطر: الوعيد الأخروي:

إن من أعظم ما يردع المسلم عن الشهوة ما ورد من النصوص الدالة على العفة، والمحذرة من الشهوة وحال أهلها، فمما ورد في ذلك قوله تعالى: }وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ{ [الأعراف: 80]، وقوله تعالى: }أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ{ [النمل: 55]، وفي آية [الأعراف: 81] قوله تعالى: }إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ{.


يقول العلامة الشنقيطي رحمه الله: (فجعل الله الشهوة في الرجال إلى النساء، وفي النساء إلى الرجال لتجتمع الشهوة والشهوة فيقع التناسل، ويبقى نوع الإنسان. فمن صرف الشهوة إلى غير محلها وجعلها في الذكر أسرف؛ لأنه جاوز الحد ووضع الأمر في غير موضعه، لأنه لو اقتصر بنو آدم، وخرب العالم كله، ولذا قال: }بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ{([1]).


الخطر الثاني: سوء الخاتمة:

فنحن إذا تأملنا حال السلف وحرصهم على فعل الطاعات وتركهم المنكرات، بل ترك المباحات – ورعًا – التي قد تفضي إلى المحرمات، مع خوفهم من سوء الخاتمة هان علينا الترك لما نرى من اللذائذ والشهوات، وعلمنا تقصيرنا وإفراطنا في حقه سبحانه.


فهذا سفيان الثوري رحمه الله الذي قال عنه عباس الدوري رأيت يحيى بن معين، لا يقدم على سفيان أحدًا في زمانه، في الفقه والزهد وكل شيء )([2]).


وقال عنه ابن عيينة ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري) ([3]).


وقال عنه بشر الحافي: (كان الثوري عندنا إمام الناس) ([4]). ومع فضل هذا الإمام وما ورد من ثناء أهل العلم عليه، كان يبكي ويقول لذنوبي عندي أهون من ذا – ورفع شيئًا من الأرض – إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت) ([5]).


وقد ورد عن بعض السلف قريبًا من ذلك، سواءً بأقوالهم أو أفعالهم، فهل أدرك من تجاوز في جانب الشهوات هذه الحقيقة؟!


وأيضًا جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: حدثنا الصادق المصدوق: «..فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها...» الحديث.


يقول ابن عثيمين رحمه الله كما في شرح الحديث: عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ولم يتقدم ولم يسبق، ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي بدنو أجله، أي أنه قريب من الموت «فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار» فيدع العمل الأول الذي كان يعمله، وذلك لوجود دسيسة في قلبه – والعياذ بالله – هوت به إلى هاوية ([6]).


الخطر الثالث: أنها تؤدي بالإنسان إلى الأمراض، والأوجاع في الدنيا، ومنها:


الهربس، والسيلان، والزهري، وما يسمى بفيروس الحب! ولعلك تأذن لي أخذ بوقفة مع هذا الفيروس.


ففيروس الحب هو مرض جديد أشد افتراسًا وأعظم وطأة من الإيدز، بل إن الإيدز – كما يقول الدكتور كينيث مور مكتشف هذا المرض –( يعد لعبة أطفال مقارنة بالمرض الجديد)، ويقول: كاليتون تيل أحد المختصين بالأمراض الجنسية إن الإيدز مقارنة بهذا المرض الجديد يبدو كمجرد تجوال عارض في منتزه، مجرد تجوال لا مشقة فيه ولا نصب).


ويضيف عالم فيروسات من مدينة رأس الرجاء الصالح فجنوب أفريقيا، فيقول إن مرض الإيدز يتسبب غالبًا بسبب الممارسات الجنسية التي لا تتخذ فيها الاحتياطات الكافية، وأما المرض الجديد فإنه لا علاقة له بذلك، حيث إن ضحاياه يلتقطونه من أي مكان.


وعند التقاط هؤلاء للفيروس فليس من الضروري أن يتورطوا في ممارسات جنسية كاملة، سواء كانت باحتياطاتها أم لا؛ ذلك أن بعض الممارسات العاطفية العابرة مثل التقبيل، والاحتضان، وتشبيك الأيدي يمكن أن تؤدي إلى فوران الهرمونات الجنسية التي تنشط فيروس الحب).


عدد ضحايا المرض الجديد


وفي تقديرات الدكتور «كينيث مور» فإن عدد الذين ماتوا من ضحايا هذا المرض الجديد يزيد عن 250 شخصًا، موزعين على أحد عشر قطرًا، وذلك منذ أن تم اكتشاف هذا المرض أخيرًا، وربما يكون عدد الضحايا الذين ماتوا قبل اكتشافه والتعامل معه بشكل جدي – أكبر من ذلك بكثير - ([7]).


الخطر الرابع: أن الجزاء من جنس العمل([8]):


ففعل الفاحشة هو يسير عند ذوي الطباع الخسيسة، إلا أنه دَيْن عما قريب تحل العقوبة بصاحبه، ليس بأن يكون الدَيْن في أهله وذويه فقط، بل يتعدى ذلك إلى انعدام الغيرة على نفسه وذويه وأهله، وتلك والله الخسة في الطباع.


وهنا يقول الشيخ السعدي رحمه الله في معرض ذكره لقوم لوط u في تفسيره لسورة الحجر }وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ{؛ أي: المدينة التي فيها لوط }يَسْتَبْشِرُونَ{؛ أي يبشر بعضهم بعضًا، بأضياف لوط وصباحة وجوههم واقتدارهم عليهم، وذلك لقصدهم فعل الفاحشة فيهم، فجاؤوا حتى وصلوا إلى بيت لوط، فجعلوا يعالجون لوطًا على أضيافه ([9]). اهـ. فهذا منتهى همهم وتفكيرهم – نسأل الله السلامة والعافية.


(ولذا تجد من يتصفون بهذه الفعلة القبيحة سيئي الخلق، فاسدي الطباع، لا يميزون بين الفضائل والرذائل، بل يميلون للرذائل ويستحسنونها وتميل إليها طباعهم، لا يتحرج أحدهم ولا يردعه رادع من السطو على الأطفال الصغار، واستعمال العنف والشدة لإشباع عاطفته الفاسدة)([10]).


الخطر الخامس: أنها تطبع على القلب:

فلا شك أن عمل المعصية إنما هو بجهل أو استخفاف بالذنب، أو استخفاف بالعقوبة، أو غلبة للشهوة والشيطان حتى يصل بالإنسان إلى مرحلة الران، قال تعالى: }كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{ [المطففين: 14]([11]) يقول الحسن رحمه الله: (هو الذنب بعد الذنب، حتى يعمى القلب؛ ولذا يقول ابن القيم رحمه الله: وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية، فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير رانًا، ثم يغلب حتى يصير طبعًا وقفلاً وختمًا، فيصير القلب في غشاوة وغلاف، فإذا حصل له بعد الهدى والبصيرة انعكس فصار أعلاه أسفله، فحينئذ يتولاه عدوه ويسومه حيث أراد )([12]).


الخطر السادس: حرمان الترقي والعلم:

فكيف يؤتى العلم من يريد الجمع بين التفكير في خسيس الطباع، والتفكير في العلم والخير والهدى، وما فيه نفع له وللبشرية من ذلك.


الخطر السابع: الرغبة في العزلة والانطواء على الأغلب:

فرغبة العزلة إنما كانت نتيجة ما يواجهه صاحب المعصية من صراعات داخلية في نفسه بين نوازع الخير ونوازع الشر، فأما إن أخطأ بأن جعل التفكير في معشوقه! ولماذا هجره؟ ولماذا صحب غيره؟ فقد انزلق منزلقًا خطيرًا، فإما أن يتدارك نفسه، أو أن تكون البداية له نحو الهاوية والتفكير في السفليات – نعوذ بالله من الخذلان.


الخطر الثامن: العذاب النفسي:

والمقصود أن من أحب شيئًا سوى الله عز وجل فالضرر حاصل به بمحبوبه ، إن وجد وإن فقد، فإنه إن فقده عذب بفواته، وتألم على قدر تعلق قلبه به، وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله ومن النكد في حال حصوله، ومن الحسرة عليه بعد فوته، أضعاف ما في حصوله له من اللذة:


فما في الأرض أشقى من محب






وإن وجد الهوى حلو المذاق


تراه باكيًا في كل حين






مخافة فرقة أو لاشتياق


فيبكي إن نأوا شوقًا إليهم






ويبكي إن دنوا حذر الفراق


فتسخن عينه عند الفراق






وتسخن عينه عند التلاق ([13])







الخطر التاسع: أنها سبب رئيس للضلالة بعد الهدى، وللحور بعد الكور، وللانتكاس بعد الحماس.


الخطر العاشر: فعل العادة السيئة ([14]):


ولعل من الداعي إيضاح مفهوم العادة السيئة من حيث تعريفها، وأسباب انتشارها، وأسباب فعلها، وأضرارها، وعلاجها.


فتعريف العادة السيئة هو: كل فعل يقصد منه الحصول على اللذة الجنسية بغير الجماع الطبيعي ([15])، ولها مسميات مشهورة، منها: الاستمناء، والخضخضة، وجلد عميرة، وغيرها من المسميات.


وسبب انتشارها راجع إلى سببين:


الأول: سهولة تكرارها.
الثاني: التصاقها بالشباب ([16]).
وعن أسبابها فهي ما يلي:


1- الكسل والبطالة ([17]).
2- سماع الأغاني: سأدع الحديث عما يسمى بالفيديو كليب، أو برامج التغلب على الخوف، أو برامج الـ «ستار أكاديمي»، فالذي يعنينا هو الأغنية المسموعة التي لا يرى بعضهم فيها بأسًا، فليس في ذلك ما يدعو للتشكك والريبة، بل استماع بريء كما يقال وإلى هؤلاء أوجه هذين السؤالين:


* ما الذي يجنيه الشاب من سماعه لذلك المغني الذي يتغنى في معشوقته وابتسامتها وحزنها وفرحها؟


* ما الذي يجنيه الشاب من سماعه لتلك المغنية التي تتغنى في معشوقها، وتتمنى قربه والجلوس معه، واللقاء به؟!!


أترك الإجابة لمن جل اهتمامهم الاستماع البريء!!


وعن ما يخص الفيديو كليب وبرامج الـ «ستار أكاديمي» فالواقع يشهد أن الأمر ما عاد يقف على التقبيل والاحتضان – مع خطورته – بل إلى ما هو أفظع من ذلك! بل إلى ما يستحيا من ذكره، وهل شيء يُستحى من ذكره غير الزنا – أجارنا الله والمسلمين منه.


وإياك أحذر أخي الشاب أن تستثير غرائزك وعواطفك إلا فيما يحل لك.


3- التطفل في معرفة العادة السيئة: فهناك من يقوده معرفتها إلى فعلها، وما يضيرك أخي الشاب عند عدم علمك بها؟!


4- عدم فقه مسألة: أخف الضررين؛ فقد يستمع الشاب فتوى لأحد أهل العلم يقول فيها لأحد المستفتين: وفعل العادة السيئة أخف من فعل الزنا – والعياذ بالله -فيظن أن هذه الفتوى تعني الجواز، وهذا هو عين الجهل، بل مقصود المفتي أن هناك من اضطُر لذلك لفعل الزنا – أجارنا الله من ذلك- فهذا الأولى في حقه فعل العادة حسب ما يراه ذلك المفتي، لا أن يجلس الشاب الساعات الطوال أمام البرامج والقنوات الإباحية، ثم يقول: أنا أفعل العادة وهي أخف من الزنا بالنسبة لي!ّ

([1])العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير 3/563.

([2])سير أعلام النبلاء، 7/237.

([3])الكتاب السابق، 7/238.

([4])الكتاب السابق، 7/239.

([5])المرجع السابق، 7/258.

([6])شرح الأربعين النووية ص88.

([7])الفاحشة – عمل قوم لوط – الأضرار – الأسباب – سبل الوقاية والعلاج ص51-53.

([8])تم اقتباس عناوين النقاط الأربع من كتاب صراع مع الشهوات، للشيخ المنجد.

([9])تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص433.

([10])أحداث صحبة الأحداث ص27.

([11])الجواب الكافي ص93.

([12])الجواب الكافي ص93.

([13])إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ص58.

([14])أعني بالعادة السيئة ما تسمي بالعادة السرية.

([15])العادة السرية عند الرجل والمرأة، ص10.

([16])كيف تواجه الشهوة، وتقضي على العادة السرية، ص49.

([17])العادة السرية عند الرجل والمرأة، ص22.









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-12, 16:48   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

طرق علاج العادة السيئة:

بالتأمل والبحث وجدت أن أفضل الطرق تكمن في ما يلي:
1- الحرص على رضا الله عز وجل بالتخلص من تلك العادة.
2- السعي الحثيث إلى الزواج الشرعي.
3- معرفة الحكم الشرعي لفعل تلك العادة.
4- دفع الوساوس والخواطر التي تحرك الشهوة.
5- إشغال النفس بالفكر فيما يغني ويفيد.
6- عدم إقناع النفس بأن هناك ضرورة لفعل العادة خوفًا من الوقوع في الزنا.
7- العلم بأن الاستمناء لا يطفئ بالشهوة، بل هو حل وهمي مؤقت يؤدي إلى تكرارها المؤدي إلى الهلاك ([1]).
وما ورد في أسباب الشهوة يورد هنا، والله المستعان.


أضرار العادة السيئة:


للعادة السيئة أضرار على الجهاز الهضمي، وعلى الأجهزة المفرزة، وعلى الجهاز التنفسي، وعلى القلب، وعلى الدورة الدموية، وعلى الجهاز العضلي، وعلى أعضاء الحواس، وعلى الجهاز العصبي، وعلى الجهاز التناسلي، وعلى حالة الجسم عامة، وعلى الحالة العقلية، وعلى الحالة النفسية، ولو ذكرت خطرها على كل جهاز لطال بنا الحديث، ولكن أذكر مقتطفات سريعة في أضرارها:


* أن المصاب بالعادة السيئة عصبي المزاج بفطرته ميال إلى الوحدة والابتعاد عن الناس سريع التأثر بالأوهام.


* إن المصاب بالعادة السيئة يفضل فعلها على الاتصال بزوجته.
* أن المصاب بالعادة لديه انحباس البول ولديه انتفاخ في البروستاتا، والتهاب المثانة.


* أن المصاب بالعادة لديه آلام في الكليتين ([2]).


العلاج لمن وقع أو لم يقع في الشهوة:


1- التوبة والإنابة إلى الله عز وجل، وعدم اليأس عند تكرار الوقوع في الشهوة - من رحمة الله:


وليعلم كل من وقع في الشهوة وترك مجالس الخير ومجالسة أهله أنه بفعله إنما زاد الأمر سوءًا، فهل العلاج في البعد عن مجالس الخير بدعوى التناقض أو النفاق، أو العلاج في الإكثار من مجالس الخير ومجالسة أهله ، والتي بدورها تغذي جوانب النقص والضعف الإيماني لدى المرء.


2- ملء القلب بمحبة الله جل وعلا بالإكثار من الأعمال الصالحة: فيكون الحرص على الأوراد وزيارة المقابر وذكر الموت وزيارة المرضى، والبكاء من خشية الله، ومداومة الاستغفار، ومعرفة الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى ([3])، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، والعمل بها.


3- قيام الليل: وقد أثنى الله على المتهجدين القائمين، فقال سبحانه: }تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ{ [السجدة: 16].


وجاء في السنة من حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من الليل ساعة، لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه -وزاد في رواية - وذلك كل ليلة»([4]).

فيا رجال الليل جدوا






رُبَّ داع لا يُردُّ


لا يقوم الليل إلا






من له عزم وجدُّ







ولتكن الحال:


ألا يا عين ويحك أسعديني






بغزر الدمع في ظلم الليالي


لعلك في القيامة أن تفوزي






بخير الدار في تلك العلالي







4- صيام النوافل: ففي الصوم كسر لحدة الشهوة، وقطع لمجاري الشيطان، وعبادة للرحمن، ودخول للجنان، من باب الريان، قال الشاعر:
من يرد ملك الجنان






فليدع عنه التوانِ


وليقم في ظلمة الليل






إلى نور القُرَانِ


وليصل صومًا بصوم






إن هذا العيش فانِ


إنما العيش جوار الله






في دار الأمانِ







5- عدم الإكثار من الشبع: فكثرة النهم بالمآكل والمشارب لها دورها في إصابة الإنسان بالكسل، والإخلاد إلى الراحة، والذي بدوره يجعل الإنسان في دوامة من الأفكار، التي قد يصيبها ما يصيبها من الأفكار والخواطر الرديئة، وكأني بمن يسأل: هل أترك الشبع حتى أقضي على الشهوة التي أعانيها؟


والجواب: أن الترك بحسب حال الشخص، فهناك من يدخل إليه الشيطان من باب الصور بأن يكون عونًا له في إرسال نظراته في ما لا يحل له، وهناك من يدخل إليه الشيطان بأن يذكره بزملائه السابقين إن كان قد سلك غير طريق الفطرة، وهناك من يدخل إليه الشيطان من باب الشبع حتى يغرقه بالأفكار الرديئة، فإن كنت الأخير فاحرص على ترك الشبع، أو الإقلال منه، واحرص على الإكثار من صيام النوافل: الأيام البيض، أو الاثنين والخميس، .... وهكذا.


6- تذكر نعيم الجنة: «فعندما تثور الشهوة عند المؤمن يتذكر ما في الجنة من النعيم الخالد، من الحوريات المقصورات في الخيام، والتي إن وقع خمارها على الأرض عطر الدنيا، ويتذكر أنهارها المتنوعة من العسل واللبن والماء والخمر تجري تحت قصور أهل الجنة، والملائكة يدخلون من أبواب الجنة يرحبون بأهلها ويسلمون عليهم، ويتذكر...، ويتذكر...، ويتذكر... حتى تتضاءل أمامه جميع لذائذ الدنيا وشهواتها، ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر»([5]).


7- قراءة القرآن وتدبره: وقراءة القرآن وتدبره يكون بتأمله والوقوف مع آياته، فعند آيات الترهيب يستعيذ الإنسان بالله عز وجل ويسأل الله السلامة من ذلكم العذاب، وعند آيات الترغيب يسأل الله من فضله، فكل هذا مما يعين على كبح جماح الشهوة بإذن الله، وقراءة القرآن وتدبره وتأمل معانيه لا يحدها حد، ويكفي أن يدخل العبد على الملك من أوسع أبوابه، فهو يقرأ رسالته التي تدله عليه، وعلى عظمته سبحانه.


8- غض البصر: إن غض البصر فيه من معاني الانتصار على النفس والشيطان الشيء العظيم، ففيه قوة إيمان، وقوة إرادة، وخوف من الله قبل ذلك، ففيه معانٍ لا يدركه إلا الصادقين المجاهدين لأنفسهم وشهواتهم.


ويكفيك به استجابة لأمر الله عز وجل، وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام، وما قوي الشيطان على بعضنا إلا بتلك المداخل الشيطانية التي ربما أعددنها نصحًا وتعبدًا، فكم من زان بعينه وهو لا يشعر، يقول لصاحبه: انظر إلى تلك المتبرجة، انظر إلى تلك العباءة الفاسدة، انظر إلى ما يخططه الأعداء لإفساد فتيات المسلمين، وقد أفسد قلبه من حيث لا يريد..


رام نفعًا فضر من غير نفع






ومن البر ما يكون عقوقًا







أليس في غض البصر انتصار على أهواء النفس؟
أليس فيه سد لمآرب الشيطان؟
أليس فيه قبل ذلك وبعده رضا للرحمن؟
إن لذة غض البصر عما حرم الله لذة إيمانية تورث انتصارًا حقيقيًا على الشيطان، فهو كالصغير مناديًا ببعض حيله التي انطوت على البعض: انصحها، وجِّها، ادعُها، عظها، وكأنه سينصح ويعظ نساء المسلمين.


ويجدر بنا سوق فوائد غض البصر، فمنها:


1- حلاوة الإيمان ولذته.
2- نور القلب والفراسة.
3- قوة القلب وثباته وشجاعته ، فيجعل الله له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة.
4- يبدل الله صاحبه نورًا يجد حلاوته في قلبه.
5- فيه طاعة لله ورسوله يترتب عليها محبة توصله إلى الجنة.
6- من أهم الصفات التي يتحلى بها المؤمن وتتولد من الحياء.
7- فيه راحة للنفس والبدن.
8- يصون المحارم ويجنب الوقوع في الزلل.
9- يضر بالشيطان وأهله ويستجلب العفة ([6]).
10- تقوية العزيمة والإرادة: «وذلك بأن يعود الإنسان نفسه على الضبط، وألا يستسلم لنفسه في كل ما تريد وتشتهي وتدعوه إليه، وألا يستجيب لها إلا حين يعلم أن في ذلك خيرًا لها في الدين والدنيا، وهذا الأمر يحتاج إلى مجاهدة وتعود، وأن يعلم أنه في معركة حقيقية مع نفسه الأمارة بالسوء يساندها الشيطان الرجيم، وأنه بدون هذه العزيمة لن يكون له نصر على هذا العدو اللدود»([7]).
11- إدراك أن تلك الشهوة لن تقف به عند حد: فمن عطشت نفسه إلى المحرمات والشهوات كان ريه لها كري العاطش لنفسه من ماء البحر، فلو عرضت عليه نساء بغداد لما استعاض بهن على نيل ذلك الأرب كما ذكر بعض السلف!!!
12- الارتقاء بالنفس عن سفاسف الأمور ([8]): فقد خلق الله الملائكة بعقل، والحيوانات بشهوة، والإنسان بهما، فمتى غلبت الشهوة انحدر إلى مصاف البهائم، ومتى غلب العقل ارتقى إلى مصاف الملائكة.
13- التفكير في المفاسد الدنيوية من قضاء تلك «الشهوة»، فإنه لو لم يكن جنة ولا نار لكان من المفاسد الدنيوية ما ينهى عن هذا الداعي ([9]).
14- تذكر الحكمة التي لأجلها خلق العبد ([10]): فهل يليق بالعبد الخروج عن طاعة مولاه وسيده وخالقه؟!!!
15- التفكير في مقابح الصورة التي تدعوه نفسه إليها([11]).

([1])كيف تواجه الشهوة وتقضي على العادة السيئة، ص49-50.

([2])يرجع لكتاب العادة السرية عند الرجل والمرأة، ص41-55.

([3])للفائدة: هناك كتاب شرح الأسباب العشرة الجالبة لمحبة الله كما عدها ابن القيم رحمه الله فليرجع إليه.

([4])صحيح مسلم 1/521.

([5])منهج التابعين في تربية النفوس ص72.

([6])موسوعة نضرة النعيم، 7/3076.

([7])يا بني لقد أصبحت رجلاً ص38.

([8])إضافة من الشيخ محمد الدرع.

([9])عدة الصابرين، ص91 بتصرف يسير.

([10])إضافة من الشيخ محمد الدرع.

([11])عدة الصابرين ص92.









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-12, 16:50   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

ماذا تفعل عند اشتداد الشهوة:

1- تذكر الله عز وجل }قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ{، والنتيجة كانت }فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ{، فهذا (يوسف الشاب الأعزب ذو الجمال الخارق والحسن الباهر، يعيش في قصر العزيز مع امرأته التي لم تزل في شبابها وحسنها، وزوجها مشغول في وزارته، بالإضافة إلى تسيب وانحلال في المجتمع كله، وخصوصًا في هذه الطبقة المترفة الحاكمة، وكما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية كان في الرجل نوع دياثة، لتركه امرأته تفعل ما تشاء وتخلو بمن تشاء، ورغم علمه بما وقع تركها، وواضح أيضًا من سياق القصة أن المرأة كانت مسموعة الكلمة، لأمرها شأن، تستطيع الضغط على زوجها وغيره من رجالات الدولة بطريقتها الخاصة، حتى ينفذوا ما تريد ، ولو كان إلقاء البريء الطاهر الكريم في السجن بضع سنين، فهي امرأة ذات منصب وجمال، تزينت وتهيأت وغلقت الأبواب، ودعت يوسف عليه السلام إلى نفسها، إلى الفاحشة والعياذ بالله، }وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ{، فسرها غير واحد من السلف: هلم لك، تقول أنا لك، تعالى إلى من تملكك نفسها، وهي ذات المنصب والجمال، وعلى القراءة الأخرى: هئت لك، أي تهيئت لك. ومعنى القراءتين متلازمين، فهلم لك وتعال، ملازم لتهيأت لك وتزينت لك، هو فتاها الذي تملكه في عرف الناس، والعادة أن المرأة لا تكون طالبة، ومع ذلك هي تطلبه وتملكه نفسها وعرضها لها، أي فتنة أعظم من هذه الفتنة؟ مع شدة حاجة يوسف إلى الأنيس في غربته، وإلى المرأة في عزوبته وشبابه، والأبواب مغلقة، والخلوة تامة، والرجل حتى لو حضر، فرد الفعل المنتظر لا يهدد بالخطر، ومع ذلك كان الجواب المباشر }قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ{ الالتجاء إلى الله، والاحتماء بجنابه، والتحصن بعصمته، فوالله لا ينجي من هذا الموقف إلا الله سبحانه، لاستعاذة يوسف فأعاذه الله من شر هذه المرأة، وصرف عنه السوء والفحشاء، وصرف عنه شر الشهوة المحرمة، وهذا أقصر الطرق وأيسرها للشباب في مواجهة فتنة الشهوات) ([1]).


2- الهروب من المكان الذي أنت فيه }وَاسْتَبَقَا الْبَابَ{، أو تغييره: وتأمل في جذب المرأة قميص يوسف من خلفه، حتى قدته – أي: شقته وقطعته، تحاول شده إليها لتنال الشهوة المحرمة، كيف أعمتها الشهوة إلى هذا الحد من الطلب؟! مع أن فطرة المرأة تأبى مثل هذا لو كانت سوية، ولكن كما قيل: حبك الشيء يُعمي ويُصم، وتمزيق القميص دليل على أنها جذبته جذبة شديدة جدًا، فقد فقدت المرأة صوابها، وغاب عنها عقلها، بل وحسها، فإن زوجها قد كان بالباب، ولا شك أن دخول عزيز مصر إلى قصره، يكون معه الجلبة المعهودة في دخول العظماء والكبراء إلى قصورهم، ومع ذلك لم تشعر بشيء من مقدمات وصوله؛ لأن الشهوة كانت مسيطرة.


فعلى العاقل أن لا يترك نفسه إلى هذا الحد، الذي يزول معه العقل والحس، ويرتكب ما يُخالف الفطرة السوية، والحق أن العشق داء عضال، يوصل إلى هذا الخلل، وعلاجه إنما هو بمنع مقدماته، التي أولها النظر، ثم الخواطر، ثم الكلام، ثم الخلوة، ثم ما بعد ذلك، فإن منع المقدمات والخواطر أيسر بكثير من منع ما بعدها ([2]).


3- الحرص على البعد عن أسباب الوقوع في الشهوة: ويكون بالبعد عن الأسباب التي تثير الشهوة داخل نفس كل شاب، فهذا يفتن بالصور، وآخر يفتن برفاق السوء، والآخر يتأثر بالدخول للأسواق، فالأولى بالشاب الابتعاد عما يثير الشهوة في نفسه.


وليس المراد من ذلك أن يكون الشاب على قناعة تامة بأن مثل تلك المواطن هي كفيلة بإثارته مباشرة، فهذا فهم خاطئ، بل المراد الابتعاد عن مواطن الإثارة، مع الحرص على اتخاذ الجوانب الواقية، بالإكثار من العبادة، وإحياء جانب الخشية في النفس، وبأن يجعل الإنسان له خبيئة وعمل بالسر لا يعلم به الله، وفي هذا يقول الزبير بن العوام t: (اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ )([3])، ويقول عليه الصلاة والسلام: «من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل»([4]).

([1])تأملات إيمانية في سورة يوسف ص63-64.

([2])المرجع السابق ص76-77.

([3])لذة العبادة ص401.

([4])صححه الألباني، صحيح الجامع 2/1041.









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-12, 16:52   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

الشهوة والإنترنت:

عالم الإنترنت عالم مليء بالخير، وأضعافه من الشر أكثر، فكم كان سببًا في دخول الآلاف في الإسلام، وكم كان سببًا في إضلال الآلاف من أبناء الإسلام، فكما أن له إيجابيات فله الأخرى، وأُقسم حديثي في هذا الجانب إلى ثلاثة محاور، وهي الأسس:


الأول: المستخدم:فالمستخدم هو الأساس لتلك المحاور، فيا من تستخدم هذه التقنية الرائدة إليك أوجه بعض النصائح عند تصفحك للإنترنت:


1- تذكر أن الله عز وجل – رقيب عليك.
2- اعلم أنك محاسب على الدقائق والثواني، فلن تذهب منك سدى.
3- انظر لنفسك بعين الضعف، لا بعين الثقة والعصمة عند تصفحك للإنترنت.
4- ضع لك هدفًا عند دخولك للإنترنت (هدفًا مشروعًا).
5- ابتعد عن المواقع والمنتديات التي تكثر فيها الإعلانات الدعائية التي تدعو إلى الرذيلة والمتعة المحرمة.
6- احرص على ضبط وقتك عند تصفحك للإنترنت.
7- احرص على وضع جهازك في مكان عام إذا كنت ممن لا يأمن شرور نفسه.
8- حاول أن تسد على نفسك الثغرات الشيطانية، مثل: النصيحة والتوجيه، وادعاء عدم التأثر بهم، فالواجب عليك أن تحرص على تأصيل نفسك من الناحية الشرعية، ولا بأس بالمناصحة والتوجيه إذا كان لا يترتب على ذلك منكر أو تساهل في منكر.


الثاني من المحاور: طبيعة الاستخدام: وبالتأمل نجد أن أغلب مستخدمي الإنترنت استخدامهم راجع في الدرجة الأولى إلى بداياتهم في عالم الإنترنت، فهناك من ابتدأ تلك المسيرة في البحث عن مواقع يستفيد منها ويفيد، وهناك من ابتدأ مسيرته بالبحث عن المتعة المحرمة وخرج كما يقال «بخفي حنين»، وهناك من ابتدأ مسيرته لغير ذلك، ولا شك أن المستفيد من ابتدأ تلك المسيرة ليفيد ويستفيد، فهو كل يوم يزداد علمًا وفائدة وإفادة، فليراجع كل منا هدفه، والوقت الذي يقضيه في هذا العالم، فإن كان حسنًا وعلى خير، فليتذكر الجوانب الأخرى في حياته، وليوازن بينها، وإن كانت مسيرته غير ذلك فليتوجه إلى سلوك طريق الخير والهدى وبإذن الله يوفق في ذلك، ولا أدل على ذلك من تلك المواقع التي وصل دخلها الشهري إلى الآلاف من الدولارات بحسب ما ذكر، ومع ذلك أصبحت في أيام قلائل مواقع لنشر الخير والدعوة إليه، والأمر راجع إلى الإرادة، والحرص على التغيير، مع الدعاء وتغيير البيئة في عالم الإنترنت: البريد الإلكتروني الكونيكشن – رفاق الماسنجر – وما إلى ذلك، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.


الثالث من المحاور: المستخدَم: المستخدم هو الانترنت، فقط ما عليك إلا أن تشحذ همتك، وتكون داعية إلى الخير، ومعينًا عليه، وليس هذا لأحد إلا للحريصين أمثالك أخي القارئ، ومن خلال بحثي في الإنترنت حصلت على هذه الدراسة التي سأكتفي بذكرها دون التعليق!



دراسة عن حجم الجرائم الجنسية في المجتمع السعودي:

في دراسة قام الباحث محمد بن عبد الله بن علي المنشاوي بعنوان (جرائم الإنترنت في المجتمع السعودي) جاءت أهم النتائج التي خرج بها الباحث ما يلي: أن حجم الجرائم الجنسية والممارسات الأخلاقية التي يرتكبها مستخدمو الإنترنت في المجتمع السعودي هي: ارتياد المواقع الجنسية ويرتكبها (5341) مستخدمًا، أو ما نسيته (54.3%) من مجموع المشاركين في الدراسة الميدانية، (1675) مستخدمًا أو ما نسبته (19.2%) طلبوا مواد إباحية منها، (1791) مستخدمًا أو ما نسيته (18.3%) اشتركوا في القوائم البريدية الجنسية، (235) مستخدمًا أو ما نسبته (2.4%) أنشؤوا موقعًا جنسيًا، (410) مستخدمين أو ما نسبته (2.8%) شُهِّر بهم، (428) مستخدمًا أو ما نسبته (4.4%) شُهِّر بأقارب لهم، (4055) مستخدمًا أو ما نسبته (41.2%) استخدموا البروكسي لتجاوز المواقع المحجوبة، (1660) مستخدمًا أو ما نسبته (11.8%) استخدموا برامج إخفاء الشخصية لإرسال البريد الإلكتروني، (1153) مستخدمًا أو ما نسبته (11.7%) انتحلوا شخصية الآخرين أثناء التصفح أو استخدام البريد.









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-12, 16:55   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

ثمرات العفة:


• إقامة المروءة. • صون العرض. • حفظ الجاه.
• محبة الخلق. • راحة البدن. • قوة القلب.
• طيب النفس. • نعيم القلب. • انشراح الصدر.
• الأمن من مخاوف الفساق والفجار.
•المهابة التي تلقى له في قلوب الناس وانتصارهم وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم.
•بعد شياطين الإنس والجن عنه.
• ذوق حلاوة الطاعة والإيمان ([1]).


رسالة:


وفي الأخير أوجه إليك أخي هذه الرسالة:


أخي على طريق الحق:


لماذا نحرم أنفسنا من الشهوات وما أكثرها في زماننا هذا؟
لماذا نجاهد أنفسنا؟
لماذا تبح أصواتنا دعوة لله جلا وعلا؟
لماذا نصرف أموالنا في طاعته؟
لماذا نغض أبصارنا؟
لماذا نحفظ أسماعنا عن الحرام؟
لماذا نطعم الطعام؟
لماذا نكثر من الخيرات بشتى أنواعها وصورها؟
لماذا كل هذا؟
الإجابة واحدة وهي في قوله عز وجل: }إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا{ [الإنسان: 10].


أخي: يظن أصحاب الشهوات والمعاصي أنه ليس في أنفسنا توق ولا شوق إلى هذه الشهوات؛ بل والله إن في أنفس الصالحين شوقًا إلى كثير من الشهوات أيًا كانت هذه الشهوات!
لكن: ما الذي يردع الصالحين ويمنعهم؟
إنه الخوف من الله عز وجل الذي يصنع الرجال وكفى!
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: (أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله تعالى وكل قلب ليس فيه خوف هو قلب خرب).
وهذا أبو بكر الصديق t يقول: «وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن» وكان يمسك لسانه ويقول: «هذا الذي أوردني الموارد» إنها موارد الصدق والإيمان التي أوصلتك إلى جنة الرحمن.
ولعلنا أن نختم: وما النتيجة وما الثمرة من هذا الخوف والوجل..
قال ربنا الرحمن: }فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا{
[الإنسان: 11-22].



أخي الموفق: لك أن تتأمل في هذا الخطاب الرباني الكريم.. }إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا{.
نعم.. هذا جزاء ما صبرتم على طاعة ربكم..
جزاء ما تكلمتم ونصحتم وأنكرتم وأمرتم..
جزاء محافظتكم على صلواتكم..
جزاء على ما بذلتم من أموالكم وفعلتم وقدمتم وتحركتم..
جزاء على كل خير بذلتموه في هذه الحياة الدنيا.. }إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا{.


هنيئًا لكم أيها الرجال بهذا الجزاء، وبهذا العمل الصالح، وبهذا السعي المشكور؛ بل هنيئًا لكم بهذا الوعد الكريم الذي قال فيه ربنا العظيم: }لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ{ [النور: 38].


أخي: الخائفون بحق هم الذين إذا سمعوا آيات الله تتلى وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تروى؛ لانت قلوبهم واقشعرت جلودهم وانهمرت دموعهم }إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ{ [الملك: 12].


ورحم الله من قال:


وإذا خلوت بريبة في ظلمة






والنفس داعية إلى الطغيان


فاستح من نظر الإله وقل لها






إن الذي خلق الظلام يراني







لله درهم من رجال عظماء صنعهم الإسلام وكفى!
فكن أخي الكريم.. يا من تقلب صفحات هذه (الرسالة) ممن حقق هذا المعنى الرجولي.. فأنت محط الآمال، ومعقد الأماني، والأمة تنتظر دورك، والساحة تتسع للجميع ([2]).


* * *

الخاتمة
أُخَيَّ....
أختم حديثي إليك فأقول: أنت ابن الإسلام، ونشأت بالإسلام، وعشت للإسلام، فيا ترى هل ستنصر الإسلام؟
أخي....
إن أعظم انتصار تنصر به الإسلام هو ابتعادك عما يسيء للإسلام، فلتنصر الإسلام بعفتك وصلاح ظاهرك وباطنك، واعلم بأنك أهل لذلك.
أخي...
تذكر أنك ابن الإسلام، فهل سيفخر الإسلام بك؟

([1])لهيب الشهوات ص41، 42.

([2])سر الرجولة، فيصل الزهراني ص57-60.









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-12, 17:45   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
jiji17
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية jiji17
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كل من يعلم بان عين الله تراه
يكون حذرا باذن الله ويتغلب على الفتن
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اللذة, سموم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc