ما أحلى الرجوع إلى مدرستي

[اقرأ...]

مع التاسعة صباحا كنت من السابقين إلى الإدارة الجهوية لآخذ التسمية باستئناف العمل جئتها فرحا مسرورا ، محصنا ومشحونا بابتهالات رقراقة أفاضتها علي أمي رحمها الله وأنا أخرج من المنزل .." بري وليدي..إن شاء الله ديمة منصور ..ربي يفتحها عليك دنيا وآخرة .."

قابلت المندوب الجهوي سي عبد الواحد عجرود .. فرأيت من تصرفه معي عجبا ..

ذلك الذي حدثتكم عنه في قضية مقالتي " المقامة التفقدية " التي نشرتها جريدة الصباح (1977) والذي حرر بسببها ضدي حزمة من الأوراق مملوءة بالسين والجيم لتوريطي ،جاءني على إثرها توبيخ من الوزارة وتهديد بالإحالة على مجلس التأديب ..ذاك الرجل قابلني يومها بغير الوجه الذي اعتدت رؤيته منه قبل ..

فقد تصرف معي وكأنه علم أني مدعوم (من فوق) لأن التوصية جاءته بالتسريع وعدم التعطيل ..

وكأنه نسي صورة ذلك المعلم المشاغب ،والمستفز له بالكتابة نثرا (المقامة التفقدية ) وشعرا (قصيدة ندامة الكسعي في هجاء غير المضربين من المعلمين ) ..

استلمت ورقة التسمية بالعودة إلى العمل بمدرستي غنوش الغربية التي غبت عنها منذ 17 مارس 1987 ..وقفلت عائدا فرحا مسرورا وكأني أركب الريح

استفتحت ولوجي إلى المدرسة بدعاء الدخول إلى المنزل : بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا ..ودخلت مدرستي واتجهت رأسا إلى مكتب المدير ..السلام عليكم ..وعليكم السلام ورحمة الله ... قالها سي أحمد الباز رحمه الله وهو يتدفأ و حارس المدرسة حول كانون تدفئة كهربائي

مددت الوثيقة فلما قرأها ..فوجئ فقام مستبشرا هاشا باشا ..يا مرحبا ..حللت أهلا ...هذا يوم مبارك ..وأخذ يحتضنني ويقبلني وهو يردد : الحمد لله.. ربي ما يضيع حد..

(وللعلم فهو قد تسلم إدارة المدرسة بعد توقيفي أي لم نلتق من قبل وهذه أول مرة أراه فيها ويراني )

ولكني اكتشفت بعدها أنه رجل شهم ، صاحب موقف ..وقوي في الحق وهو أهل للادارة المدرسية ..

- يتبع- بقلم الشيخ : عبدالقادر عبار

[Ali Harmal]

سبحان الله وبعد وقت طويل وفقك الرحمن .