بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا الصلاة على الحبيب المصطفى صلوات رب وسلامه عليه عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما يقول له المولى سبحانه كن فيكون.
قلت أيها الأحبة:ومع تساؤلات زعيم حكايتنا (الفلاح الصغير) التي لم يجد لها تفسيرا وصلت السيارة إلى الحقل وتوقفت وعندها الحقيقة تبينت.
هذه السيارة خاصة بفرقة بحث واستكشاف عن المعادن النفيسة والآثار الغائرة في أعماق الأرض ذات السنوات الغابرة و البعيدة ، والتي تعبر عن أصالة هذه الأرض الطيبة والتاريخ الأصيل ، وكل ذلك عرفه من العنوان المكتوب بأعلى السيارة ومخطوط بخط عربي أصيل وبلغة أجنبية ، ومادام صاحبنا مقتدر في اللغة العربية وله مؤهلات علمية وباحث في علوم الطبيعة لكنه استقر به الحال في خدمة الأرض ،وقرأ ما كتب فيها وهي عبارة ( فرقة بحث واستكشاف للآثار والكنوز والمناجم)، ولما قرب منه قائد الفرقة المتكونة من أربعة أشخاص وهو يحمل هوائيا صغيرا بيده وآلة سكا نير للأرض تعمل مع القمر الاصطناعي مبرمجة بأعلى تقنية يمكن استخدامها بهذا المجال ، فرحب بهم صاحبنا الفلاح وأجلسهم بالقرب من شجرة زيتون كبيرة على مقربة من الحقل ، ثم سألهم من أنتم ومن أي البلاد جئتم وما هي المهمة المسندة إليكم .
فأجابه أحدهم نحن فرقة بحث واستكشاف وهؤلاء علماء جيولوجيا وآثار ومعادن، ولقد رصدنا بالأقمار الاصطناعية أن هذه المنطقة توجد بها بعض الخطوط عن مدينة قديمة مردومة منذ آلاف السنين وأن هناك احتمال وجود معادن نفيسة ذات قيمة عالية ، فلو سمحت ساعدنا بإنجاز المهمة وستكون واحدا منا ، فقال لهم الفلاح الشاب ، لكن هذه أرضي ومن قبل أرض أبي وجدي فكيف أسمح لكم بالعبث فيها وإفساد كل ما هو موجود فيها ، فقال له قائد الفرقة ، يا بني نحن فرقة علماء وليس لنا غاية إلا البحث وأخذ العينات ثم الاستنتاج وتأكيد الاحتمالات، فقال لهم ولكن الأرض الآن محروثة ومزروعة ، فطمانه بأنهم مجموعة العلماء ، وأنه لن يكون هناك إفساد ولكن سيكون مسح لكل جوانب المنطقة بالحقل والغابة وحقول المجاورة ، فخمن صديقنا جيدا ثم قال لهم مادام الأمر سيكون للصالح العام ومادام لن يكون هناك إفساد للحرث ولا للشجر،فهلم نتعاون،فقد نجد شيء مفيد تسعد به البشرية والخير يعم ويزيد.
و لما بداالعلماء البحث والاستكشاف أعانهم في ذلك وقام بما يجب أن يقوم به
قــــــصد الإسراع في انتهاء هذه المهمة و يعود لحرث أرضه وإتمام زراعتها.
و لما أكمل العلماء البحث جن عليهم الليل فقال لهم الشاب لا داعي للعودة اليوم إلى العاصمة وإنما باتوا هذه الليلة معي ببيتي وأكملوا تحليلكم بآلاتكم الإلكترونية وفي صباح الغد لكم ما تريدون فقبلوا ضيافته ورحبوا بالفكرة
وباتوا تلك الليلة وهم يدرسون كل المعطيات وفي صباح يوم الغد جهزوا أمتعتهم وعزموا الرجوع إلى العاصمة أو اختيار مكان آخر للبحث فيه .
وهنا جاءت فلاحنا الصغير ذو القلب الطيب و صافي الضمير بحسن نية وأدب وسألهم ألا تتركوا لي تلك الآلة وقصد بها آلة السكانير ، فقالوا له لكن ثمنها غال واستعمالها صعب ، فأسر صاحبنا للحصول عليها فتكلم أحد العلماء
وقال له وماذا تفعل بها ولقد مسحنا كل المنطقة ولم نجد أثر لما احتملناه ، ولكن ما دمت ساعدتنا وقمت بحسن ضيافتنا ولم تأخذ منا مقابلا ماديا ، فخذ هذه الآلة الصغيرة وهي عبارة عن آلة مسح يدوية لا تعطي الحقيقة ونسبة الريب فيها كبيرة ، فقبلها فلاحنا الصغير على أمل أن يبحث بها في الغابة
على شيء قد يفيده وأخذ رقم هاتفهم وقال لهم ربما أكون حقا واحدا منكم يوما من الأيام ، فضحك جميع العلماء بضنهم أنه لا يفقه ما يقول
وأن مثل هذا البحث له تكوين وعلم كبير، وهذا راجع لجهلهم بان صاحبنا باحثا وله حسن تدبير وفكره يزن كل هؤلاء العلماء الحاضرين.
فانطلق العلماء راجعين من حيث أتو وبقى فلاحنا الصغير ينظر إلى هذه الآلة ويقول سأهتم بك وأعمل على تطويرك بعد انتهائي من غرس حقلي وبعد زرع الخضروات وبعد أن أتم جميع أعمال فلاحتي ، ثم وضعها بالبيت وعاد إلى الحقل وهو يعمل ويفكر بخطوات هؤلاء العلماء ، وكيف كانت طريقة بحثهم وما هي الأماكن التي كانوا قد أهملوها في المسح سهوا أو عن قصد .
ولما أكمل عملية الحرث والزرع أتجه مباشرة إلى وسط الحقل حيث ترك تلك البقعة غير محروثة واتكأ على شقه الأيمن ، ثم قال إلهي هذه أرضي وأرض أبي وأجدادي فامنن علي بالصحة والعافية والمنفعة يا رب العالمين ، إلهي اجعل هذه الأرض جنة لي في دنياك و ذخرا لي في آخرتي ،ثم جالت في خاطره فكرة وقال في نفسه ، إن هؤلاء المستكشفين غادروا وهم ضاحكين واليوم أكملت الحرث والبذر ، وغدا سأتفرغ لما أنا عازم عليه وإن شاء الله أوفق ويسعد الناس بما سأتوصل إليه وستكون هذه المنطقة من أعز المناطق بالبلاد وسوف أطور النباتات وأهجنها وأستخلص منها المواد ، والزيوت وسأعمل على تطوير هذه الآلة وأستغلها بالبحث والاستكشاف وسأكون راضيا بالنتائج حتى وإن لم أصل الى مبتغاي ، المهم أنني حاولت وراض بكل ما هو آت ، ولن أفشل في الاحتمالات
وسأوطد العلاقة بين الزراعة والصناعة ، ثم قال في نفسه ما هذه الأفكار التي
بدأت تتهاطل على فكري مرة واحدة ، ثم قال نعم نعم لقد استفدت منكم أيها الباحثون والمستكشفون وإنني عازم أمري فانتظروني، ثم وقف وقال وإني إن شاء الله مكمل لبحثي ولفلاحتي حتى وإن لم يبق بعمري إلا ثوان أو يزيدون.
وللحكاية تتمة أيها الأحبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوكم المهذب.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2020-11-29, 15:55
*** حياة فلاح صغير (الجزء الثاني) ***
العرض العادي
