*** قصة الذئب والحطاب (الجزء الثاني) ***

[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد الثرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
قلت في الجزْ الأول من هذه القصة أن الحطاب لم يستطع تمييز الحيوان الذي بداخل القفص الموجود فوق العربة التي مع الصياديين وحيث انه قال لابد لي أن أعرف ذلك ولعله ما خطر ببالي وبدأت الأفكار تتصارع في ذهنه حتى وصل إلى البيت،ومع وصوله وضع ما كان على ظهر البغلة من حطب ثم أدخل الذئب الجريح مع جرائه بغرفة صغيرة بالقرب من المنزل ، ووضع له ولجرائه بعض الحليب ثم أغلق الغرفة ، وذهب يحضر بعض العقاقير والأعشاب وبعد إحضار كل ما يلزم لمداواة الذئب ،ربطه وترك الجراء حرة بهذه الغرفة ، وأوصى زوجته وأولاده بأن لا يقتربوا منه لعدم استئناسه بهم ، ثم ذهب إلى السوق وباع الحطب واشترى ما يلزم من مأكل ومشرب وملبس لعائلته ، وبالسوق سمع الناس يتحدثون عن ذئب هاجم الصيادين لكنهم دحروه ببنادق صيدهم حتى سقط بواد من أعلى الجبل وقد قاموا بمطاردة ذئب آخر ومسكوه بواسطة شباك نصبوه له ويريدون بيعه لرجل مريض يريد ذبحه بحجة أن هناك من أخبره بأن علة مرضه لا يكون الشفاء منها إلا بأكل لحم الذئب ، وهم ينتظرون قدومه من المدينة .
فقال الحطاب في نفسه ما هذا الهراء إن أكل الذئب حرام فهو من الحيوانات المفترسة،وما هذا القول الذي سمعته إلا قول شعوذة ما أنزل الله به من سلطان ، الآن أحق لي أن أضع حدا لهذه البدعة ، وبدأ يسأل عن مكان الصيادين حتى وجده وعرف أين يضعون الذئب الذي بنو حوله سياج عال لا يمكن له أن يخرج منه بأي حال من الأحوال ، فقال لابد لي من سؤالهم عن هذا الذئب ولعله يكون ما أصبوا إليه دون أن أستعمل معهم بعض الحيل للحصول عليه وأحرره لأن مكانه ليس بين البشر وإنما بين الذئاب و بين أمته من الحيوان ،فتقدم إليهم ووجد الصيادين وسألهم فأخبروه بالقصة الكاملة وكيف كان الحال مع الذئب الهارب الذي كان يرافق الذئب المصطاد فقال لهم أذَكَرٌ هذا الذئب أم أنثى فقالوا له وما الفرق الذئب ذئب ونحن سنبيعه ونقبض المال من جراء بيعه للشخص الراغب في شرائه .
وهنا خطرت للحطاب فكرة وحيلة وقال لهم لكنني سمعت أن الرجل المزعوم يطلب ذئبا ذكرا فنظر بعضهم إلى بعض ثم قالوا له هي نتبين الأمر وماإن وصلوا حتى بدأ الذئب يقفز من مكان إلى آخر داخل القفص يريد الخروج ومهاجمة الصيادين وعيناه تحدق في عيني الحطاب وكأنه يقول له أنقذني من هؤلاء فاقترب الحطاب من الذئب من وراء السياج وقال له اهدأ فإن شاء الله خير ورمى له قطعة لحم لدجاجة قد اشتراها من السوق فاقترب الذئب وأخذها وهو ينظر إلى الحطاب والحطاب يعاين جسم الذئب حتى رأى الأثداء فقال لهم كنت شبه متأكد أنها أنثى فلم ينتبه لقوله الصيادين ثم قال لهم إنها أنثى انظروا ، وماذا انتم فاعلون به فقالوا له مادمنا تأكدنا من انه أنثى ولا يصلح لان نبيعه للرجل الراغب فيه ، فسنقتله أو نبيعه لمربي الحيوانات المفترسة ونجني به المال فقال الحطاب ألا ترون أن أثدائه منتفخة وبالتأكيد أن له جراء قد يموتون إذا لم يرويهم الحليب ويطعمهم فقالوا له ، إنه ومنذ مجيئك إلينا وأنت في صف هذا الذئب وكأن لك معه حكاية فما الخطب يا ترى هنا تشجع الحطاب وقال لهم أطلقوا سراحه ليرجع لصغاره فارحموا هذه المسكينة فمن المؤكد صغارها جوعي ، فقالوا له أجئتنا لترينا الصواب من الخطأ ، وبدأت الأصوات تتعالى على الحطاب حتى قطع كلامهم بقوله إنني أبتاعها منكم مقابل رزمة كبيرة من الحطب ، فما رأيكم ، فتشاوروا ثم قبلوا طلبه مع اشتراط عدم تسليم الذئب حتى يأتيهم بالحطب واشترط هو بدوره زيارة هذا الذئب وإطعامه بنفسه ، وفعلا تم ذلك و أستأنس هذا الذئب به، حتى أصبح لا يأكل الطعام الملقى إليه إلا إذا أحضره هذا الحطاب ، أما الذئب الذكر المجروح الذي كان يطعمه مع صغاره وألف هو وجرائه زوجة و أولاد الحطاب و أصبح يقترب منهم ويجري ورائهم و ويضع رأسه على الحطاب وصغاره يلعبون مع أولاد الحطاب وكأنهم تربوا بالمكان وبعد أسبوعين من تواجد هذا الذئب بمنزل الحطاب و تعافي الذئب من جروحه أراد الحطاب إعادته إلى المكان الذي كان يعيش فيه وليكون حرا بالغابة مع جرائه ، ولما تأكد من الذئبة الأنثى أنها كذلك ألفته ولا تأخذ الطعام إلا من يديه رافعة الشارب الأعلى من فمها تعبيرا عن سرورها بحضوره وإحضار الطعام لها .
وفي الليلة التي أراد الحطاب أن يأخذ فيها الذئب وصغاره إلى الغابة خطرة له فكرة سنعرفها إن شاء الله في الجزء الثالث من هذه القصة.
وللقصة تتمة أيها الأحبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.

[Ali Harmal]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي وصديقي...ممكن اقترح عليك بان تجعل قصة الذئب والحطاب في صفحة واحدة وتحت عنوان واحد كي لا تتشتت الأجزاء وتكون متفرقة لذا إن جمعت كل الأجزاء في صفحة واحدة كي يتابع من رغب في مواصلة القصة إذا كان هناك بقية لمواصلة القصة.
ربي يحفظك من كل شر ومكروة .
تحياتي

[المهذب]

بوركت يا أخي يا علي ، على المشاركة الطيبة والتشجيع العميق وإن شاء الله سيكون هناك المزيد ولقد اعتمدت أسلوب تجزأة القصة لان كتابتها إرتجالية وليس لها وقت محدد فكلما توفر الوقت وانهالت الافكار كانت الكتابة ,