بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمد و نستعينه و نستغفره و نتوب اليه و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له و اشهد ان لا إلاه إلا الله و ان محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه أجمعين أما بعد أحي الجميع بتحية الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و أسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى و صفاته العلا أن يكتب لنا في هذا اللقاء النفع و الخير و الفائدة و أن يرزقنا تحقيق التوحيد و حسن فهمه و حسن العمل به على الوجه الذي يرضيه عنا تبارك و نعالى كما قال تعالى
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
و سنبدأ بدراسة كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله و لعل من المناسب بين يدي دراستنا لهذا الكتاب العظيم بل لدراستنا لعلم التوحيد الذي هو اشرف العلوم و اعظمها و اجلها على الاطلاق أن أبدأ بمدخل لدراسة علم التوحيد يتضمن مقدمات مهمة و مقدمات ضرورية يحتاج اليها طالب العلم بين يدي دراسة علم التوحيد و هذه المقدمات متعددة و سنأتي عليه أو ما تيسر منها في لقائنا هذا فنبدأ اولا بالمقدمة الأولى عن أهمية دراسة التوحيد و لا شك أيها الإخوة أن أهمية الشيئ بين يدي دراسته من أهم ما يكون لأن هذا يعتبر و يعد داعما للدارس و المتفقه و المتعلم إلى مزيد الإهتمام و مزيد العناية بهذا العلم الذي هو بصدد دراسته و علم التوحيد هذا العلم المبارك الشريف العظيم هو أجل العلوم و أفضلها على الإطلاق فذالك أن التوحيد هو أجل الغايات و أعظم المطالب و أنبل الأهداف و ليس في الغايات كلها و لا في المطالب جميعها شيئ أجل من توحيد الله سبحانه و تعالى و الله سبحانه و تعالى إنما أوجدنا و خلقنا لتوحيده و أرسل الرسل لتوحيده و أنزل الكتب لتوحيده فالتوحيد هو الغاية لخلق الناس و إيجاد المخلوقات فإن كان الامر كذالك فإن الواجب على كل مسلم و مسلمة أن يكون إهتمامه بالتوحيد مقدما على اهتامه على أي أمر آخرو كيف لا يكون إهتمامنا به مقدما على كل أمرو نحن إنما خلقنا لأجله و وجدنا لتحقيقه سيأتي معنا عند المصنف رحمه الله باب خاص بفضائل التوحيد آثاره العظيمة الدالة أهميته العظيمة و مكانته الرفيعة و التوحيد هو أجل المطالب على الإطلاق و أفضلها و ليس في المطالب مطلب أجل منه و سيأتي معنا في فقرة خاصة و مقدمة أخرى ذكر شيئ من فضائل التوحيد الدالة على أهميته و عظم شأنه و أما التوحيد معاشر الإخوة الكرام و هذه المقدمة الثانية فحقيقته إفراد الله سبحانه و تعالى بخصائصه و هذه الكلمة عربية واضحة المعنى جميلة المبنى جليلة الدلالة بل هي دليلة علىأعظم المقاصد و أجله على الإطلاق ، يقال وحد يوحد توحيدا و التوحيد هو الإفراد و توحيد الله سبحانه و تعالى هو إفراده بخصائصه سبحانه في : 1- ربوبيته ، 2- أسمائه و صفاته ، 3 - ألوهيته
و دين الإسلام سمي توحيدا لأن مبناه على الإيمان بوحدانية الله سبحانه و تعالى في ربوبيته و أسمائه و صفاته و ألوهيته و لأجل هذا قال أهل العلم أخذا من كتاب الله سبحانه و تعالى و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و إستقراءا لأدلة الكتاب و السنة قال أهل أن التوحيد الذي خلقنا لأجله و وجدنا لتحقيقه ينقسم إلى أسام ثلاثة أو هو ثلاثة أنواع : توحيد الربوبية و توحيد الأسماء و الصفات و توحيد الألوهية فهذه اقسام التوحيد الثلاثة و لا يكون العبد مؤمنا بالله و لا موحدا له سبحانه و تعالى إلا إذا وحده في ربوبيته جل و على و في أسمائه و صفاته و في ألوهيته
1- توحيد الله في ربوبيته :
هو الإيمان بوحدانية الله سبحانه و تعالى في ربوبيته أو الايمان بوحدانية الله سبحانه و تعالى بأفعاله كالخلق و الرزق و الإحياء و الإماتة و التصرف و التدبير و غير ذالك من معاني الربوبية و توحيد الله في هذه الامور أن نأمن بها و أن نثبتها لله سبحانه و تعالى و أن نقر بها أو نجعل إيماننا بها إيمانا خاصا بالرب العظيم فلا يضاف شيئ منها لغيره و لا يسند شيئ منها لسواه و إنما هي خصائص لله سبحانه و تعالى تفرد بها ، تفرد وحد بالخلق و تفرد وحده بالرزق و تفرد وحده بالإحياء و تفرد وحده بالإماتة و تفرد و حد بالتدبير لا شريك له سبحانه و تعالى في شيئ من ذلك و نلاحظ هنا أن توحيدنا لله في الربوبية أو في بقية أنواع التوحيد لا بد فيه من إثبات و نفي ، إثبات الأمر الموحد الله سبحانه و نعالى به سبحانه و نفيه عمن سواه فلا توحيد إلا بالأمرين معا فإذا توحيدنا لله سبحانه و تعالى في ربوبيته أن نثبت له خصائص الربوبية و أن ننفيها عمن سواه ، فهو الخالق لا خالق سواه و هو الرازق لا رازق سواه و المدبر لا مدبر سواه ، لا نكون مؤمننين بهذا التوحيد إلا بالإثبات و النفي ، إثبات خصائص الله عز و على له و نفيها عن من سواه .
2- توحيد الأسماء و الصفات:
هو إيماننا بأسماء الله سبحانه و تعالى و صفاته الثابتة له في كتابه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ، نثبتها له عز و علا إثباتا خاصا به لائقا بجلاله و كماله مع التنزيه له سبحانه و تعالى عن مماثلة المخلوقات كما قال تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }
و سيأتي إن شاء الله و بتوفيق منه سبحانه و تعالى بيان مفصل بعض الشيئ لما يتعلق بذلك عند وروده عند مصنف الكتاب الذي نحن بدراسته
3 - توحيد الألوهية :
فهو أعظم أنواع التوحيد و أجلها و هو متضمن لأنواع التوحيد التي مرت معنا، و توحيد الله في ألوهيته أن نخلص العبادة له و أن نفرده سبحانه و تعالى وحده بالطاعة و أن نعبده لا نعبد أحدا سواه و توحيد الألوهية هو تحقيق كلمة التوحيد لا إلاه إلا الله لأن هذه الكلمة تعني إفراد الله سبحانه و تعالى بالعبادة و نفيها عن من سواه كما مر معنا قبل قليل لابد من إثبات و نفي ، لا يكفي بالتوحيد الإثبات وحده و لا يكفي في التوحيد النفي وحده .
و توحيد الألوهية يسمى توحيد العبادة و توحيد الإرادة و الطلب و يسمى توحيد القصد و يسمى التوحيد العملي فهذه أسماء متعددة لهذا التوحيد بإعتبار الأوصاف المتعلقة به و يسمى توحيد العبادة لأن هذا التوحيد هو إفراد لله سبحانه و تعلى بالعبادة و نفي لها عن من سواه و يسمى توحيد الألوهية و الإلاهية لأنه مبني على التأله و هو التعبد و يقال له التوحيد العملي بينما النوعين السابقين يقال لهما التوحيد العلمي و لأجل هذا يقول أهل العلم التوحيد ينقسم إلى قسمين : توحيد علمي و توحيد عملي ، التوحيد العلمي يدخل تحته توحيد الربوبية و توحيد الأسماء و الصقات لأن المطلوب في كل منهما العلم و التوحيد العملي الذي يشمل توحيد الألوهية لأن المطلوب فيه العمل الذي هو إفراد الله سبحانه و تعالى بالعبادة
هذا بإختصار عن المقدمة الثانية و تأتي الأن المقدمة الثالثة وهي جد مهمة و هي:
واجبنا نحو التوحيد :
إذا عرفنا أن التوحيد هو أعظم الأمور و أجلها و أهم المطالب فما هو الواجب علينا نحوه هذا السؤال لمهم و العظيم للغاية ، نحن عرفنا معاشر الإخوة الكرام أن التوحيد هو أهم مطلب و أجل غاية ؟ سأواصل ان شاء الله في المرة القادمة
الواجب علينا نحو هذا التوحيد الذي خلقنا لأجله بل الواجب علينا في أي امر أمرنا الله به سبعة أمور و و هي باختصار
1- ان تعلمه :
اي امر امرنا الله تعالى به كالتوحيد و الصلاة و الزكاة بر الوالدين الى غير ذلك من الأوامر أول واجب علينا نحوه أن نتعلمه ، هذه هي البداية و يبدأ بالعلم و التعلم قبل كل شيئ كما قال الله تعالى ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)﴾ فبدأ بالعلم قبل القول و العمل ، و قد كان نبينا عليه الصلاة و السلام يقول اذا اصبح : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلا مُتَقَبَّلا " و هذه الدعوة لو تأملت هي في الحقيقة إظافة كونها دعوة و إستعانة بالله هي تحديد لأهداف المسلم اليومي
............... الباقي في هذا الفيديو
https://www.djelfa.info/watch?v=DSxeAfuArPo
تقبل الله صيام جميع المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم و الاموات
صحا فطوركم
ام